إليوت إبرامز مدير «مجلس الأمن القومى الأمريكى» فى عهد بوش .. مبارك رئيس جيد.. لكن لم يقدم شيئاً للدي

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٧ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


إليوت إبرامز مدير «مجلس الأمن القومى الأمريكى» فى عهد بوش .. مبارك رئيس جيد.. لكن لم يقدم شيئاً للديمقراطية على مدار ٣ عقود

  كتب   واشنطن- هبة القدسى    ٢٧/ ١٠/ ٢٠٠٩

تراقب الدوائر الأمريكية بمزيد من الاهتمام والتدقيق ما يدور على الساحة السياسية المصرية، خاصة ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان ومستقبل الحكم، وهذه الدوائر تحلل وبعمق مواقف جميع التيارات السياسية من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل ستشهد تأكيداً لتكهنات ترددت طويلاً فى الداخل والخارج عن تصعيد جمال مبارك لخلافة والده فى منصب الرئاسة.

 

 

ولأن هذه الأفكار مرشحة للمناقشة، حتى ولو بطريق غير مباشر فى مؤتمر الحزب الوطنى، الذى يبدأ يوم الجمعة المقبل، ٣٠ أكتوبر، فقد رأت «المصرى اليوم».. أن تسبق وتطرحها على أربعة من مسؤولى وخبراء الإدارة الأمريكية، الذين اقتربوا من جمال ومن إشكاليات قضايا الإصلاح فى مصر، والأمريكيون الأربعة يمثلون اتجاهات مختلفة لكنهم تجمعهم ثوابت محددة حول أهمية العلاقات المصرية - الأمريكية، وضرورة الحفاظ على استقرار الأوضاع فى مصر، مع ضرورة تحقيق الديمقراطية الحقيقية.

هذا الرجل كان المسؤول الأول عن ملف نشر الديمقراطية فى الشرق الأوسط، وشغل منصب مدير مجلس الأمن القومى الأمريكى من عام ٢٠٠٢ إلى عام ٢٠٠٥ واستمر كمساعد خاص للرئيس جورج بوش لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومستشار الرئيس ومجلس الأمن القومى للترويج لاستراتيجية الديمقراطية من ٢٠٠٥ إلى يناير ٢٠٠٩، وعندما يتم مناقشة أى قضية تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان فإن اسم إليوت إبرامز يتصدر المشهد.

ويدافع إليوت إبرامز عن استراتيجيته الضاغطة على مصر أثناء عمله فى إدارة الرئيس جورج بوش ويرى أن توتر العلاقات كان أمرا طبيعيا وأدى إلى نتائج إيجابية فيما يتعلق بالانتخابات وحقوق الإنسان فى مصر قائلا إذا لم يكن هناك توتر فهذا معناه أن الإدارة الأمريكية لا تضغط على الحكومة المصرية بالقدر الكافى.

 وأوضح أن مؤتمر الحزب الوطنى الديمقراطى بنهاية الشهر يحمل اسم الديمقراطى لكنه لا يملك تنفيذ هذه الديمقراطية ويحاول أن يقنع المصريين أنه يسعى إلى تحقيق الديمقراطية بينما لا يمارسها. وقال إن احتمالات توريث السلطة واردة لكن السؤال الأهم هل سيكون جمال مبارك رئيسا لمدة ست سنوات أم ١٢ سنة أم أربعين عاماً!

■ كنت المسؤول الأول عن ملف الترويج للديمقراطية فى مصر والشرق الأوسط فى إدارة الرئيس جورج بوش فماذا كانت الاستراتيجية التى اعتمدت عليها، ولماذا أدت إلى توتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة؟

- لقد هوجمت الولايات المتحدة بجماعات إرهابية من العالم الإسلامى فى ١١ سبتمبر بسبب قلة الحرية والديمقراطية فى تلك الدول وهو ما أدى إلى إحباط وتوتر فى هذه الدول.

واستراتيجيتنا كانت دعم الديمقراطية والحرية بخطة طويلة المدى، وهناك من اعتقد أنه يمكن تحويل الدول غير الديمقراطية إلى المسار الديمقراطى فى فترة قصيرة وهو اعتقاد خاطئ لأن الرئيس بوش قال إنه عمل يستغرق عدة أجيال وليس سنوات قليلة وأن مهمتنا هى مساعدة ومساندة الإصلاحيين فى تلك الدول، من خلال مبادرة تقضى بمنح معونات للدول التى تتبنى خطوات لتحقيق الإصلاح والحوكمة سياسيا واقتصاديا وحماية حقوق الإنسان وكانت لنا وسائل عدة مثل الخطب التى ألقاها بوش وكوندوليزا رايس وخطب السفراء وزياراتهم للسجون والمحاكم.

وكان لابد أن تقود تلك الاستراتيجية إلى توتر العلاقات ليس مع مصر فقط بل مع كل دول المنطقة لأننا ندفع بهذه الاستراتيجية فى دول ليست ديمقراطية ونقوم بانتقادها وهذا شىء طبيعى لكن هناك توتراً سلبياً وتوتراً طبيعياً وأعتقد أن التوتر المصرى الأمريكى كان إيجابيا فقد اقتنع الرئيس مبارك بالحاجة إلى تعديل النظام الانتخابى الرئاسى إلى انتخاب حر مباشر وهى خطوة جيدة ولا يمكن بعدها العودة إلى الوراء مرة أخرى.

■ كذلك الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٥؟

- من ناحية أخرى فغياب التوتر معناه أن الإدارة الأمريكية لا تضغط على الحكومة المصرية بالقدر الكافى، فأنا لا أريد أن يحصل وزير الخارجية المصرى أحمد أبوالغيط على وقت مريح فى كل مرة يقابل فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، فلابد من إثارة موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان فى كل مقابلة بحيث تحيل حياته عذابا.

■ ألم تخش الولايات المتحدة أن تقود الانتخابات الحرة إلى فوز «الإخوان المسلمين» بالسلطة واستيلائهم على الحكم كما حدث فى الانتخابات الفلسطينية والتى أتت بحماس إلى السلطة؟

- المصريون لابد أن يكون لديهم الحرية فى الاختيار بين عدة بدائل، وليس فقط بين بديلين، إما نظام مبارك أو نظام «الإخوان المسلمين». والمشكلة أن النظام المصرى استخدم الإخوان كفزاعة لتخويف الإدارة الأمريكية.. واستمر فى سحق كل الجهود لتأسيس حزب وسطى ليبرالى معتدل مثل حزب الوسط على سبيل المثال، وبذلك أغلقت الحكومة باب الخيارات. والرئيس يتحمل مسؤولية ذلك لأنه الوحيد الذى يملك القرار.

 وأنا لا أؤمن بالقول إن تطبيق الديمقراطية سيأتى بالإخوان ولا أؤمن أن المصريين سيصوتون للإخوان لكن الحكومة تريد أن تخيف الناس. وما حدث فى الانتخابات الفلسطينية مختلف وأصبحت حماس أقل شعبية مما كانت عليه فى غزة وقد تخسر الانتخابات القادمة لأنها فرضت نظاما وهابيا فى غزة.

■ هل ترى أنه يجب السماح للإخوان بتأسيس حزب سياسى حتى يعملون فى النور؟

- هذا القرار يقرره المصريون، فهناك دول تسمح بتأسيس أحزاب دينية ودول أخرى لا تسمح، القضية الأساسية هى إقناع الناس بالمشاركة.

■ هناك آراء أن الولايات المتحدة بالغت فى تصور قوتها ونفوذها على مصر وأن النظام المصرى تصدى لهذه الضغوط الأمريكية ولم يسمح بها ولذا تراجعت الولايات المتحدة، وعندما جاء الرئيس أوباما حرص بشدة على تدعيم العلاقات مع مصر وتقوية صورتها.

- هذا سخف، نحن آمنا بمساندة الإصلاحيين الذين يناضلون من أجل الديمقراطية وهذا النضال يستغرق سنوات واجيالاً ولم نتوقع تغييرات كثيرة ولم نقل إن الديمقراطية يمكن تحقيقها فى شهور، كما أن الحكومات تتحكم فى الإعلام وتقدم رسالتها لتوجيه المواطنين وتقول انظروا إلى الديمقراطية التى تروج لها أمريكا وهى العنف وعدم الاستقرار وهذا غير حقيقى.

أما الإدارة الأمريكية الجديدة فعمرها حتى الآن لا يزيد على تسعة أشهر ولدى انطباع أن الرئيس أوباما لديه التزام بالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية لكنه لا يقول الكثير عن هذه القضايا ولا يفعل الكثير من أجلهم. ولذا اعتقد أن الديمقراطية وحقوق الإنسان ستواجهان وقتا عصيبا وأن الحكومات ستتمكن من التضييق على هذه القضايا ودفع المعارضين إلى السجون وستكون أكثر أمنا باعتقادها أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تفعل شيئا تجاه ذلك.

■ من المتوقع أن يناقش مؤتمر الحزب الوطنى الديمقراطى بنهاية الشهر معطيات الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، ما هى رؤيتك لما سيسفر عنه هذا المؤتمر من نتائج؟

- السؤال الأهم هو هل من الممكن أن يتحول الحزب الوطنى الديمقراطى إلى اسم على مسمى ويمارس الديمقراطية؟ فلم نر فى دول المنطقة العربية حزبا حاكما يمارس الحكم بديمقراطية ويسمح بتغيير القوانين بحيث تقود إلى الحرية والانتخابات الحرة. والمشكلة التى يواجهها الحزب الوطنى فى مصر هى الوصول للناس واقناعهم بالمشاركة، واقناعهم أن الحزب يسعى إلى تحقيق الديمقراطية بينما لا يمارسها ويحتكر السلطة منذ عقود ولا يسمح بتداول هذه السلطة مع الأحزاب الأخرى.

■ هناك سيناريوهات قوية تدفع باتجاه توريث السلطة فى مصر من خلال انتخابات حرة ونزيهة، ما مدى قوة هذه السيناريوهات فى رأيك وهل ترى أن مبارك الابن ينوى تبنى خطوات إصلاحية وديمقراطية؟

- السيناريوهات المطروحة للتوريث محتملة لكن أعتقد أن السؤال الأهم هل سيكون جمال مبارك رئيسا لست سنوات أم لـ١٢ سنة أم أربعين سنة، فالقضية الأكثر أهمية هى كيف ستتطور العملية السياسية بعد عصر مبارك وهل تستطيع مصر تحقيق نظام انتخابى رئاسى يضمن أن يحقق انتخابات حرة فيما بعد ونظام ديمقراطى عادل حتى لو قاد إلى اختيار جمال مبارك، فربما يكون جمال مبارك مجرد حقبة انتقالية. وهناك تخوف من الفوضى إذا انتهى عصر مبارك بشكل فجائى، لكننا نعرف الكثير عن أفكار جمال مبارك الاقتصادية ولا نعرف ما أفكاره السياسية لذا أنا لا أستطيع الإجابة عما إذا كان سيتبنى إصلاحات ديمقراطية أم لا.

اجمالي القراءات 3394
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ٢٧ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43261]

إغلاق الحكومة باب الخيارات تماما وهي تحصد ما زرعته

أغلقت الحكومة باب الخيارات فعلا بسحق كل الجهود لتأسيس حزب وسطي ليبرالي معتدل، وبذلك أصبحت الساحة خالية إلا من الحزب الوطني الذي يأخذ الديمقراطية اسما له وكفاه فخرا بهذا !! والإخوان المسلمين في توادهم وتراحمهم يلتفون حول المصريين كالجسم الواحد وإذا ما فقد أو ُأضر واحد منهم في أقصى الأرض تداعى له سائرهم بمظاهرات وتأييدات تجعل الشهرة له قرينا والجنة مستقرا والتضحية رداءًاوطريقا

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق