حفنة من الجماجم تعيد تسطير تاريخ الإنسان على الأرض

اضيف الخبر في يوم الخميس ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


حفنة من الجماجم تعيد تسطير تاريخ الإنسان على الأرض


حفنة من الجماجم تعيد تسطير تاريخ الإنسان على الأرض

 

GMT 7:30:00 2009 الخميس 10 سبتمبر

 

 

أشرف أبو جلالة

 


 


 

 

 

 


 أشرف أبوجلالة من القاهرة:
ألقت سلسلة من الاكتشافات الباليونتولوجية الجديدة التي بنيت عليها نظرية التطور، بظلال من الشك على الفكرة السائدة التي كانت تقول إن القارة الإفريقية هي المهد الوحيد لتطور البشرية. حيث زعمت تلك الاكتشافات المثيرة أن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا، وذلك بعدما عثر العلماء على حفنة من الجماجم البشرية القديمة في أحد المواقع الأثرية التي تبعد مسافة من الوقت قدرها ساعتين عن العاصمة الجورجية، تبيليسي، وهو الأمر الذي يعزز من صحة الفرضية الخاصة بالفصل الأوراسي في قصة التطور الطويلة للإنسان. وأوضح الباحثون أن ما تم العثور عليه هناك من جماجم، وعظام الفكين، وشظايا عظام الأطراف تشير إلى أن أسلافنا القدامى هاجروا من إفريقيا في وقت سابق عما كان يُعتقد من قبل، وقضوا فترة فاصلة طويلة في مرحلة التطور بمنطقة أوراسيا  قبل العودة من جديد إلى إفريقيا لإكمال قصة البشر.

ويعتقد الخبراء أن العظام المتحجرة التي تم العثور عليها في قرية "دمانيسي" الواقعة في سفوح جبال القوقاز، والتي يعود تاريخها لعصر القرون الوسطى ، قبل ما يقرب من 1.8 مليون سنة، هي أقدم بقايا لا جدال عليها للبشر يتم الكشف عنها خارج حدود القارة الإفريقية. لكن صحيفة الاندبندنت البريطانية التي خصصت تقريرًا مطولا ً من جانبها لتسليط الضوء على هذا الحدث الكشفي المثير، قالت إن أكثر ما لفت انتباه الباحثين هو كشفهم عن أن هؤلاء البشر الأوائل أو "الهومينين" كانت تبدو هيئتهم أكثر بدائية من هذا الجنس البشري من فصيلة "البشر المنتصبين"Homo Erectus ، الذين يُعتقد – حتى الآن – أنهم كانوا أول أناس يهاجرون من إفريقيا قبل مليون عام.

من جانبه، قال البروفيسور دافيد لوردكيبانيدزي، المدير العام لمتحف جورجيا الوطني إن سكان قرية "دمانيسي" كانوا يمتلكون عقولا ً أصغر في الحجم بنسبة 40 % عن تلك العقول الخاصة بفصيلة البشر المنتصبين، كما كانوا أقصر في القامة عن الهياكل العظمية المنتصبة الكلاسيكية. ونقلت عنه الصحيفة في هذا الشأن قوله :" إن سكان قرية ( دمانيسي ) المنتمين لفصيلة "الهومينين" هم الممثلون الأوائل للجنس اللوطي الخاص بنا خارج إفريقيا، كما يعتبرون أكثر شعوب جنس البشر المنتصبين بدائية حتى الآن. وربما يكونون أجدادًا لجميع شعوب البشر المنتصبين الذين أتوا بعد ذلك، ما يُرجح من فرضية الأصل الأوراسي لفصيلة البشر المنتصبين".

وتابع البروفيسور لوردكيبانيدزي حديثه خلال الكلمة التي ألقاها أمام مهرجان العلم البريطاني في غيلدفورد، بقوله :" السؤال الآن هو إذا ما كانت فصيلة البشر المنتصبين قد وجدوا في الأساس في إفريقيا أم في أوراسيا، وإذا كانوا قد وُجدوا في أوراسيا، فهل قمنا بالهجرة ذهابًا وإيابًا ؟ لقد كانت تبدو تلك الفكرة غبية للغاية قبل بضعة سنوات قليلة، لكنها لا تبدو اليوم بهذا القدر من الغباء". هذا وقد عثر فريق من العلماء على خمسة جماجم وعظم لأحد الفكاك، وبدا واضحًا أن أصحاب تلك العظام كانوا يمتلكون عقولا ً صغيرة، تبلغ تقريبًا ثلث حجم عقل الإنسان الحديث. وواصل لوردكيبانيدزي حديثه هنا بالقول :" لقد كانت عقولهم صغيرة إلى حد ما، وقد كانت أطرافهم السفلية بشرية تمامًا، في حين كانت أطرافهم العلوية قديمة للغاية، وكانت بحوزتهم أدوات حجرية بدائية جدًا. وكانت تقدر سعة عقل الفرد منهم بـ 600 سنتيمتر مكعب. بينما كان الاعتقاد السائد قبل هذا الكشف هو أن البشر الذين غادروا إفريقيا كان يبلغ حجم عقولهم ما يقرب من ألف سنتيمتر مكعب".

وأضاف لوردكيبانيدزي حديثه بالقول :" ما تعلمناه من حفريات قرية ( دمانيسي ) هي أنها كانت صغيرة للغاية – حيث كان يتراوح طولها ما بين 1.44 و 1.5 أمتار. وما كان مثيرًا للاهتمام هو أن أطرافهم السفلى، وعظام سيقانهم، كانت مماثلة لتلك الخاصة بالبشر تمامًا، لذا، فقد كانوا على ما يبدو عدائيين جيدين للغاية. وفيما يتعلق بمسألة أيهما قد أتى أولاً، حجم الدماغ الكبير أم ثنائية الأقدام، قد تستدعينا تلك المعلومة للتفكير بشكل غير مباشر في أن تشريح الجسم أمر أكثر أهمية من حجم الدماغ. ففي الوقت الذي كان يتميز فيه سكان قرية دمانيسي بالحداثة في أبعاد أجسامهم، وتمتعهم بكفاءة كبيرة في المشي والركض، كانت تتحرك أذرعتهم بصورة مختلفة، وكانت عقولهم بالغة الصغر مقارنةً بعقولنا الحالية. ومع ذلك، فقد كانوا يقومون بتصنيع أدوات متطورة، كما كانوا يتمتعون بمهارات معرفية واجتماعية عالية".  وفي النهاية، أشار البروفيسور لوردكيبانيدزي إلى أن إحدى الجماجم التي تم العثور عليها كانت لشخص فقد جميع أسنانه على مدار حياتها، لكنه ظل على قيد الحياة لعدة سنوات على الرغم من أنه أضحى بلا أسنان تمامًا. وهو ما يشير إلى وجود نوع من أنواع التنظيم الاجتماعي القائم على الرعاية المتبادلة. 
     

اجمالي القراءات 7565
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الخميس ١٠ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41957]

حفريات قرية دمانيسي : عقول العصافير

، وكانت عقولهم بالغة الصغر مقارنةً بعقولنا الحالية. ومع ذلك، فقد كانوا يقومون بتصنيع أدوات متطورة، كما كانوا يتمتعون بمهارات معرفية واجتماعية عالية". وفي النهاية، أشار البروفيسور لوردكيبانيدزي إلى أن إحدى الجماجم التي تم العثور عليها كانت لشخص فقد جميع أسنانه على مدار حياتها، لكنه ظل على قيد الحياة لعدة سنوات على الرغم من أنه أضحى بلا أسنان تمامًا. وهو ما يشير إلى وجود نوع من أنواع التنظيم الاجتماعي القائم على الرعاية المتبادلة.
هذا الاكتشاف يضع خطا عريضا تحت المثل الشهير( أجسام البغال وعقول العصافير ) الذي ينتقد صغر العقول كدليل على قلة القدرة العقلية إذ العبرة  ليست بالحجم حتى في العقل  دام الله علينا نعمة التفكير .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق