محللون: اليمن حلبة للصراع السعودي- الإيراني

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٤ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إسلام اون لاين


محللون: اليمن حلبة للصراع السعودي- الإيراني

 

 

محللون: اليمن حلبة للصراع السعودي- الإيراني

خالد البرديسي

 
مئات القتلى والجرحى سقطوا في المعارك حتى الآن
"حديث الإعلام الإيراني عن مشاركة الطيران السعودي نظيره اليمني في الهجوم على المتمردين الحوثيين".. "اتهام الإعلام السعودي لإيران بالتدخل المباشر في شئون اليمن الداخلية".. "إعلان السلطات اليمنية اكتشاف مخازن لأسلحة إيرانية الصنع في مواقع الحوثيين".. "بوادر اشتباكات طائفية بين السلفية والحوثيين الشيعة في صعدة"..

كلها شواهد رأى محللون يمنيون في تصريحات منفصلة لـ"إسلام أون لاين.نت" أنها دليل على تحول اليمن إلى حلبة جديدة للمواجهة بين السعودية وإيران في المنطقة، من خلال دعم إيران للمتمردين الحوثيين (شيعة) في محافظة صعدة شمال اليمن؛ لتعزيز نفوذها في العالم العربي، عبر الحصول على موطئ قدم على حدود السعودية وساحل البحر الأحمر.

وأكد المحللون أن السعودية في المقابل "تدافع بقوة عن نفوذها في منطقة الخليج، ولا تريد أن تقع بين كماشة النفوذ الإيراني على حدودها مع العراق، وعلى حدودها الجنوبية الغربية من ناحية اليمن، فضلا عن أنها تدرك مساعي إيران في البحث عن أوراق تخدمها عندما تجيء ساعة الحوار مع الولايات المتحدة حول ملفها النووي".

هجوم إعلامي إيراني

طالع أيضا:

المبادر بالإعلان عن هذا الصراع كانت إيران التي سخرت آلتها لشن هجوم قاسٍ على السعودية، فزعمت الإذاعة الإيرانية الرسمية "وجود تدخل مباشر من الطيران السعودي في العمليات التي تقوم بها وحدات الجيش اليمني ضد التمرد الحوثي في صعدة".

وهو ما نفاه الجيش اليمني، واعتبر مسئول بوزارة الدفاع هذه الأنباء "مفبركة وعارية تماماً عن الصحة وتفتقر في مجملها إلى الدقة والمصداقية".

وتحدث موقع قناة "العالم" الإيرانية الناطقة بالعربية أول أمس عما قال إنه "تصاعد التورط السعودي في الهجوم الشامل الذي يشنه الجيش اليمني على مواقع الحوثيين من خلال طلب السعودية تشكيل غرفة عمليات مشتركة يحضرها ضباط سعوديون ويمنيون في منطقة الحدود اليمنية السعودية المحاذية للمناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الحوثيون لمتابعة العمليات العسكرية والتشاور في العمليات التي تشن على الحوثيين".

كما زعمت وسائل إعلام إيرانية أن الجيش اليمني يستعين بضباط عراقيين من أتباع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كمستشارين له في تنفيذ العمليات العسكرية ضد مواقع الحوثيين، مضيفة أن هؤلاء الضباط أفادوا اليمنيين بخبراتهم في الصراع مع الأكراد في شمال العراق، بالنظر لتشابه مسرح العمليات في شمال العراق وشمال اليمن حيث وعورة التضاريس.

رد يمني- سعودي

وفيما يبدو ردا على الحملة الإعلامية الإيرانية أعلن مسئول أمني يمني الخميس 20- 8- 2009 العثور على خمسة مخازن لأسلحة إيرانية الصنع بعد مداهمة بعض مواقع الحوثيين في صعدة.

كما اتهم وزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي في مؤتمر صحفي الثلاثاء 18-8-2009 إيرانَ من دون أن يسميها بدعم المتمردين الحوثيين، بقوله: إن "ما تتناوله وسائل الإعلام والمتمثلة في قناة العالم وقناة الكوثر وإذاعة طهران تكشف الجهة التي تدعم وتمول الحوثيين".

وإعلاميا هاجم موقع حزب المؤتمر الحاكم باليمن على شبكة الإنترنت (المؤتمر.نت) بشدة ما أسماها بـ"أبواق النظام الفارسي الإعلامية"، وقال إنها "سعرت حملتها على اليمن منذ بدء عمليات الجيش ضد عناصر التخريب والإرهاب في محافظة صعده متجاوزة بذلك الأخلاق المهنية والسياسية والتي تقضي بعدم التدخل في شئون الدول الداخلية".

وأضاف موقع "المؤتمر.نت" أن "قناة العالم الإيرانية والمنابر الموالية لطهران كشفت مجدداً عن الوجه القبيح لأبواق التخريب خارج حدود اليمن لتفرض على الإعلام اليمني بمختلف توجهاته واجبًا وطنيًّا يقضي بمواجهة آلة التضليل الإيرانية ومساندتها لعناصر التخريب في محافظة صعدة".

الرياض بدورها اكتفت بالصمت أمام المزاعم الإيرانية، لكن إعلامها دخل على خط المواجهة، فقالت صحيفة "الوطن" يوم 17-8-2009: "كانت الحركة الحوثية في اليمن بحاجة إلى ذراع إعلامية فتبرعت قناة (العالم) الإيرانية بأن تلعب الدور".

وأضافت الصحيفة: "تكشف القناة الإيرانية بكل وضوح أن السياسة الإيرانية انتقلت نحو بؤرة إيرانية جديدة في خاصرة العالم العربي بعد (حركة) حماس و(جماعة) حزب الله، انتقلت إيران من مربع الشكوك إلى دائرة اليقين لمن لم يزل في ظنون وأوهام من لعبة إيران الكبرى في خريطة العالم العربي".

"لبنان جديد"

المحلل السياسي اليمني عبد الرقيب منصور اعتبر أن "مسألة الدعم الإيراني للحوثيين الشيعة المرابطين قرب الحدود الجنوبية الغربية للسعودية لم تعد خافية على أحد، والرياض بدورها تتخوف من كماشة إيرانية تحيط بها من جهة حدودها مع العراق ومع اليمن".

وأردف منصور قائلا لـ"إسلام أون لاين.نت": "من هنا يمكن القول إن الصراع في شمال اليمن الآن أصبح سعوديا- إيرانيا كما في لبنان، حيث تدعم إيران حزب الله الشيعي الذي يتزعم المعارضة، وتدعم السعودية تيار المستقبل السني زعيم الأغلبية النيابية".

وأضاف أن: "أي حل في صعدة في ظل اللعبة الإقليمية بات مرهونا بتوافق سعودي إيراني تماما مثل الحالة اللبنانية، مع الفارق المتمثل في القوة النسبية للدولة اليمنية عن نظريتها اللبنانية، وكذلك ضعف الحوثيين مقارنة بحزب الله في الجنوب اللبناني المدعوم من إيران".

واعتبر منصور أن "توسيع الحوثيين لمسرح العمليات في الأيام الأخيرة بغية الوصول لساحل البحر الأحمر القريب من صعدة يؤكد التدخل الإيراني في هذا الصراع".

وأوضح بقوله: "التوسع الحوثي ناحية البحر الأحمر له هدفان إستراتيجيان، الأول هو الحصول على الإمدادات اللوجستية من إيران لقتال الجيش اليمني، والأخير هو إيجاد موطئ قدم إيراني على ساحل البحر الأحمر ذي الأهمية الإستراتيجية في حركة الملاحة الدولية، ليصبح ورقة جديدة في حوزة طهران تستفيد بها في مفاوضاتها مع الأمريكيين على ملفها النووي".

أساس مذهبي

بجانب الدوافع السياسية للصراع اعتبر المحلل السياسي اليمني محمد الغباري أن "المسألة الطائفية حاضرة بقوة في خلفية الصراع السعودي- الإيراني شمال اليمن".

وأضاف الغباري لـ"إسلام أون لاين.نت": "أتوقع أن يكون اليمن ساحة مفتوحة للفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، كما الحال في العراق؛ لأن المشكل القائم بين الحوثيين والدولة اليمنية قائم على أساس مذهبي، وهو ما جعل السلفيين يدخلون على خط الاشتباك معهم، لا حبا في نظام (الرئيس علي) عبد الله صالح، لكن انتصارا للمذهب السني".

واعتبر أن "هذا الصراع السعودي- الإيراني سيرفع من وتيرة الاشتباكات المذهبية، التي بدأت فعلا حتى مع تيارات سنية توصف بالمعتدلة، مثل حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن)".

ولقي الشهر الماضي 11 شخصا مصرعهم في اشتباكات بين مسلحين مقربين من الحوثيين وعناصر من حزب التجمع اليمني للإصلاح في مديرية الزهرة بمحافظة الجوف؛ إثر خلافات على إمامة مسجد، ومن المعروف أن الحزب الإصلاحي حزب معتدل، ولا يكفر الشيعة.

ويرفض الحوثيون -وهم من الطائفة الزيدية الشيعية- النظام اليمني الحالي الذي يعتبرونه غير شرعي، ويدعون إلى إعادة حكم الأئمة الزيديين الذين أطيح بهم في انقلاب عسكري عام 1962، كما يدعون إلى استخدام العنف ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب السلطات اليمنية التي أكدت عدم وجود صلة بينهم وبين تنظيم القاعدة.

ويقود الحوثيين حاليا شخص يُدعى عبد الملك الحوثي، ويتمركز تمردهم في المناطق المحيطة بمدينة صعدة عاصمة محافظة صعدة المتاخمة للحدود السعودية، وهي منطقة جبلية وعرة وفقيرة ينتمي معظم سكانها إلى الطائفة الزيدية، يشار إلى أن السنة يشكلون معظم سكان اليمن البالغ عددهم 19 مليون نسمة، في حين يمثل الشيعة نحو 15%.

 
 

 
اجمالي القراءات 5940
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ٢٤ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[41661]

الصراع الذي لن ينتهي

دخلت اليمن كأرض للصراع بين السنة والشيعة ومن قبلها لبنان والعراق والهند وأفغانستان وبدرجة أقل السعودية ودول الخليج عموما وهناك الكثير من الدول المرجحة للدخول في هذا الصراع وكل العالم الإسلامي مرشح للدخول في هذه المنطقة الموحشة والمظلمة ، ولن ينتهي هذا الصراع إلا بعودة كلا الفريقين للقرآن الكريم ويترك ما ألف عليه آباءه المخالف للقرآن الكريم . هذه نصيحة أهل القرآن فهل يعتبر السنة والشيعة بهذه النصيحة أم ستأخذهم العزة بالأثم .

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق