«الإخوان» والإضراب .. الرقص علي الحبال

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البدديل


«الإخوان» والإضراب .. الرقص علي الحبال

«الإخوان» والإضراب .. الرقص علي الحبال ارسال لصديق
06/04/2009
الجماعة نادت الشعب للتعبير عن غضبه اليوم وقررت المشاركة بطلابها.. لكنها رفضت المشاركة المركزية
محمود عزت قال في إضراب أبريل 2008: لن نشارك في فوضي .. وفي أبريل2009 : لايمكن أن يتم الأمر بهذه الطريقة
تحقيق: محمد إسماعيل
هل يمكن أن يجيب طالب عن نفس السؤال بـ3 إجابات مختلفة؟.. بالتأكيد نعم فربما يفشل في مرة بسبب عدم المذاكرة ويغش الإجابة في المرة الثانية من زميله و يحاول أن يجتهد في المرة الثالثة بغرض الوصول للإجابة الصحيحة، هذا هو حال جماعة الإخوان المسلمين منذ أن طلب منها تحديد موقفها من الإضراب العام في 6 أبريل الماضي.
ثم أعيد طرح السؤال بعدها بأيام في إضراب 4 مايو وأخيرا في إضراب 6 أبريل هذا العام.
وكانت الجماعة في كل مرة تجيب عن السؤال بإجابة مختلفة عن الإجابة السابقة، وفي كل مرة تحمل الإجابة الموقف ونقيضه، حيث ترحب بالإضراب وتعلن المشاركة فيه في سطر وفي السطر التالي ترفضه وتتبرأ من وزر المشاركة فيه.. تصفه بالمشروعية تارة وتؤكد أنها لا تتحمل نتيجته تارة أخري.
في هذا العام أجابت الجماعة عن سؤال موقفها من الإضراب ببيان نادت فيه الشعب المصري للتعبير عن غضبه في يوم 6 أبريل، لكن تصريحات قيادات الجماعة اكدت أن مكتب الإرشاد قرر برفض المشاركة المركزية في الإضراب والاكتفاء بمشاركة قطاعات محدودة مثل الطلاب في الجامعات والنقابيين داخل النقابات، بعلة أن الجماعة لم تتلق دعوة للمشاركة منذ بداية التحضير للإضراب، ثم خرجت تصريحات اخري بعد لقاء وفد حركة شباب 6 أبريل مع علي عبدالفتاح مسئول التنسيق مع القوي السياسية بأن الجماعة ستترك الحرية لأعضائها لتحديد موقفهم من المشاركة أو عدم المشاركة إلا أنها لن تشارك بشكل مركزي، هذه الميوعة في الموقف تؤكد أن الجماعة نفسها في الإضراب وبودها أن يشارك فيه كل إخواني، شيخا كان أو شبلاً، لكنها مضطرة أن تبدي شكلاً من المقاطعة ربما خوفا من المواجهات الأمنية أو تجربة سياسية غير محسوبة العواقب لن تظفر الجماعة منها بأي مكسب خاصة أنه ليس معقولا أن تقول الجماعة إنها ستشارك من خلال شبابها في الجامعات فقط، ومنذ شهر أشعلت المظاهرات في الشارع المصري من إسكندرية إلي أسوان تضامنا مع غزة.
في الإضرابين السابقين- 6 أبريل و4 مايو- انسحبت الجماعة إلي منطقة رمادية اللون وتأرجحت مواقفها بين رفض المشاركة في الإضراب عبر صياغة تحمل قدراً كبيراً من الدبلوماسية ثم التحول إلي الهجوم عليه كما جري في 6 أبريل الماضي والدعوة إلي التجاوب مع الإضراب الثاني في 4 مايو دون أن يشهد الشارع أي تجاوب فعلي.
وبالتأكيد فإن انسحاب الجماعة إلي المناطق الرمادية أدي بالتبعية إلي مردود سيئ علي الجماعة بأسرها، ففي 6 أبريل عقب النجاح النوعي الذي حققه الإضراب بدت الجماعة وكأنها خارج السرب الوطني وأقرب إلي الحكومة منها إلي المعارضة، وفي المرة الثانية تسبب فشل الإضراب في أن تفقد الجماعة الهالة المحيطة بها، فلم يعد الإخوان هم الفصيل الذي يحرك الشارع المصري بإشارة من طرف الإصبع الصغير للمرشد العام محمد مهدي عاكف كما كان يعتقد الكثيرون بعد انتخابات 2005.
وقبل أن تختبر الجماعة مدي صحة إجابتها علي نفس السؤال للمرة الثالثة بعد الدعوة التي وجهتها للشارع المصري للمشاركة في الإضراب وإعلان الجماعة مشاركتها عبر طلابها في الجامعات ورفضها في نفس الوقت المشاركة في الإضراب بشكل مركزي يمكن مراجعة المواقف الرسمية للإخوان من الإضرابين السابقين بشئ من التفصيل فربما يشبه اليوم البارحة أو يختلف عنها.
في 6 أبريل الماضي التزمت الجماعة الصمت تجاه دعوة الإضراب التي انتشرت عبر الفيس بوك إلي أن أصدرت بياناً في يوم 2 أبريل 2008 مبهماً وغامضاً ولم يحدد موقف الجماعة، فاضطر المرشد العام إلي أن يصدر توضيحاً بشإن الإضراب، فسر فيه الماء بعد العناء بالماء، حيث قال إن موقف الجماعة من الإضراب واضح كما جاء في البيان الذي لم يكن واضحا بالمرة، ثم انتهي الأمر بحوار أجراه الموقع الرسمي للجماعة "إخوان اون لاين" مع رجل الإخوان الحديدي الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة، قال فيه بالنص: "إن إضراب 6 أبريل اشبه بدعوة دون تحديد مهامها".
وأضاف في موضع آخر: "ليس مهمتي أن أشارك في فوضي أو أن أمنع فوضي"مشيرا إلي أن الجماعة ليس لها دخل في إفشال الإضراب أو إنجاحه".
هكذا تبرأ محمود عزت من الإضراب، وربما اتسق كلامه مع الظروف التي كانت تمر بها الجماعة آنذاك، حيث لم تكن لملمت جراحها بعد من آثار انتخابات المحليات والمحاكمات العسكرية، وليس سرا أن الجماعة اجرت تحقيقا داخليا بعد نجاح الإضراب حول هذا الحوار بالتحديد، إلا أن محمود عزت تنصل من هذه التصريحات، وأكد انها تم العبث بها، رغم أن الحوار نشر بالموقع الرسمي للجماعة واجراه صحفي إخواني.. والغريب أن لهجة محمود عزت عن إضراب هذا العام لم تختلف كثيرا اثناء الحوار الذي أجراه موقع «نافذة مصر» الإخواني معه قبل أيام، حيث قال: "مثل هذه الأمور العامة- أي الإضراب- ليس مجالها أن نسمع عنها، وقلنا قبل ذلك وموقفنا واضح من عمليات الإضراب ، وهذه الوسائل الاحتجاجية ، فنحن مع الوسائل الاحتجاجية التي تؤدي لعملية إصلاح حقيقية ولذلك ترتيب مثل هذه الأمور- أي الإضراب أيضا- لا يمكن أن يكون بمثل هذه الطريقة".
وأضاف:" نري أننا نحتاج لجهد كبير مع الناس حتي يخرج هذا العمل- أي الإضراب- بنتائج نريدها ، ولا نريد أن نستدرج لتحمل وسائل هي أصلاً ليست من وسائلنا ، صحيح لا نقبل أن نهان ولكن لن تخرج منا الكلمة النابية أو نجرح أحداً أو نكسر شيئاً أو نحتك بأحد أو نستدرج لأخطاء"، مشيرا إلي أن الإخوان إذا كانوا سيشاركون في الإضراب فإنهم سيفعلون ذلك وفق مبادئهم وأخلاقهم.
بينما سعي محمد البلتاجي الأمين العام للكتلة البرلمانية للإخوان لنفي أي ربط بين تجاوب الإخوان مع إضراب 4 مايو والموعد المقرر له بالتزامن مع عيد الميلاد الـ80 للرئيس مبارك وقال: "إن تاريخ الإضراب في 4 مايو 2008 لم يحدده الإخوان، ومن ثم فهو غير مقصود لديهم وإن كان مقصودا لغيرهم- العيد الـ80 للسيد الرئيس-فالمتابع للشأن العام يدرك أن الإخوان المسلمين رغم موقفهم الصريح برفض التمديد والتوريث لكن الحقيقة أن الإخوان لم يجعلوا هذه المعركة قضيتهم الاصلية.
ويبدو أن حالة الأدب التي اكد عليها البلتاجي تسربت بالتبعية إلي المشاركين أو المتجاوبين بحسب وصف المرشد مع الإضراب فكان إضرابا مهذبا وهادئا لدرجة عدم الإضراب.
من ناحيته يفرق محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بين المواقف التي اتخذتها الجماعة حيال دعوات الإضراب العام ويقول:"كل موقف كان له السياق والظروف الخاصة به وقد يتفاوت السياق من موقف لآخر"
ويضيف:"في 6 أبريل الماضي شجعنا الشعب المصري علي أن يكون ايجابيا ويترك السلبية واللامبالاة وقلنا إن الإضراب هو حق دستوري وقانوني أقرته أحكام محكمة النقض والاتفاقيات الدولية وطالبنا بأن تكون أهداف الإضراب وقيادته معروفة ولها تقدير واحترام.
ويتابع:"لم نناقض أنفسنا بين 6 أبريل و4 مايو ولكننا رأينا أن الدعوة كانت إيجابية ولا يمكن استغلالها بشكل فوضوي".
وأوضح حبيب أن موقف الإخوان من إضراب 6 أبريل هذا العام لا يختلف عن المواقف السابقة، مشيرا إلي أن الجماعة فضلت المشاركة بأسلوبها من خلال الطلاب في الجامعات المختلفة، وقال:"بشكل عام فإن مواقفنا من الإضرابات استندت لاستراتجية واحدة"
من ناحيته اكد عصام العريان أن هناك تطوراً نوعياً في موقف الإخوان تجاه دعوة الإضراب العام في مصر وقال:"في إضراب 6 أبريل الماضي أكدنا علي تأييدنا للحق في الإضراب لكننا لم نشارك بسبب عدم وجود توافق وطني حول الإضراب، أما في إضراب 4 مايو فقررنا التجاوب مع الحدث ولكن في نطاق محدد، أما في هذا الإضراب فإننا قررنا المشاركة بشكل أكبر من خلال الطلاب في الجامعات وبعض القطاعات الأخري التي لن يتم الإعلان عنها مسبقا، كما ستترك الجماعة لأفرادها حرية المشاركة في الإضراب من عدمه"
وبرر عصام العريان عدم مشاركة الإخوان في إضراب العام الماضي قائلا:"كانت المشانق معلقة للإخوان بسبب الزخم الذي أحاط بالإضراب والدولة كانت تريد بأي شكل أن تلصق تهمة تنظيم الإضراب بالجماعة ولذلك فوتنا الفرصة علي الأمن وأعلننا عدم مشاركتنا في الإضراب"
يؤكد ضياء رشوان الخبير في شئون الجماعات الإسلامية أن جماعة الإخوان المسلمين لم تنشط علي المستوي القومي المصري في أي فعل جماهيري يشمل عموم مصر كلها خلال الـ30 عاما الاخيرة باستثناء مظاهرات الإصلاح في عام 2005 ومظاهرات التضامن مع غزة هذا العام.
ويقول رشوان: "جماعة الإخوان المسلمين تفضل التحرك علي مستوي قطاع أو نطاق جغرافي معين وحتي في الحالتين التي رأينا فيها مظاهرات إخوانية تشمل عموم محافظات مصر تحركت الجماعة بأقصي كثافة في كل المواقع التي لها فيها تواجد باستثناء القاهرة "مشيرا إلي أن الأعداد التي حشدتها الجماعة في القاهرة اثناء مظاهرات التضامن مع غزة لم تزد علي 2000 متظاهر، بينما وصلت في بعض محافظات الدلتا إلي 40 ألف متظاهر.ويضيف:"تعتقد جماعة الإخوان المسلمين أن قرار التظاهر في القاهرة قد يدخلها في مواجهة مفتوحة مع الدولة بسبب الطابع المركزي والفوضوي الذي تتسم به العاصمة"
اجمالي القراءات 2149
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   الإثنين ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[36659]

يا أهل الخير الأخوان جماعة سياسية وتفعل ما يخدم موقفها السياسي

الأخوان جماعة سياسية تفعل كل ما يخدم موقفها السياسي ليس الا وكل مرحلة وكل حقبة زمنية لها ظروفها وملابستها الخاصة بها وليس من العيب ان تكون قرارت الجماعة متضاربة ومتباينة في الاجابة عن سؤال واحد فهذه هي السياسة تفرض على كل من يبحث عنها ان يتشكل حسب الظروف وحسب الجو وحسب الحالة الأمنية للدولة وحسب ظروف ومقتضيات الحال التي تمر بها نفس الجماعة وحسب ما تخطط له فهم ادرى بما يريدون ولذلك هم ادرى أيضا بما يفعلون الأخوان طلعت نزلت هي جماعة سياسية بحتة تبحث عن السلطة وعن النفوذ وعن الجاه والسلطان ولا فرق بينهم وبين أي حاكم مستبد مع الأسف هم يزيدزن على الحاكم المستبد انهم سيقتلون من يختلف معهم في الأمر أو يعكر صفو حياتهم في دولتهم الدينية وحلمهم المنشود

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق