ممارسات طبية حديثة توصّل إليها القدماء المصريون قبل الجميع!

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٨ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


ممارسات طبية حديثة توصّل إليها القدماء المصريون قبل الجميع!

رغم ما يُقال عن اختلاط الممارسات الطبية لدى القدماء المصريين بالسحر، وعدم وجود خط فاصل بينهما، واعتقادهم بأن الأمراض عقاب من الآلهة أو مسّ من أرواح شريرة، ولجوئهم إلى التمائم وبعض الطقوس لطردها، إلا أن الطب يبقى ساحة تميّز فيها المصريون القدماء وربما كان السبب الأبرز للاعتداد بحضارتهم.

وتشير نتائج دراسات حديثة إلى أن الممارسات الطبية لديهم كانت أكثر تقدمًا مما قد نتصور، ولا تزال الاكتشافات المتتالية تُدهش الباحثين فيها، خاصة وأن ما بين أيدينا هو فقط بعض هذه الممارسات إذ فُقد منها الكثير مع ما فُقد في مكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت المركز الثقافي والطبي والعلمي لهذه الحضارة، وفي هذا التقرير نستعرض بعض الممارسات الطبية المصرية القديمة التي تُشبه كثيرًا  ما نمارسه حتى يومنا هذا.

العمليات الجراحية

تقدّم المصريون القدماء في علم التشريح بفضل قيامهم بتحنيط الموتى؛ مبكرًا جدًا توصل المصريون القدماء إلى معرفة وظائف الأعضاء وطبيعة عمل القلب والرئتين والمعدة والكبد والبنكرياس، وهذه المعرفة الدقيقة مكّنتهم من معرفة الجزء الذي يمكن منه فتح الجسم البشري والوصول إلى الأعضاء الداخلية وتحنيطها دون إتلافها من خلال فتحة صغيرة لا يتجاوز طولها بضعة سنتيمترات في الجانب الأيسر من البطن، وكانوا يقومون خلال عملية التحنيط بربط أجزاء الجسم بعضها ببعض، وهو ما أكسبهم قدرة على إجراء عمليات جراحية عُثر على آثارها في بعض المومياوات.

قبل حوالي 4500 سنة أمكن للطبيب المصري أن يُجري عمليات بتر للأرجل والأيدي المصابة وكان يعرف طرق وقف النزيف ومعالجة الأوردة والشرايين، وإلى جانب ذلك فقد كشف باحثون في جامعة بريغام يونغ بالولايات المتحدة خلال دراستهم لإحدى المومياوات وجود آثار لعملية جراحية استُخدمت فيها المسامير في علاج كسور العظام، كما عُثر على آثار صمغ عضوي استُخدم في ربط العظام يشبه كثيرًا مادة إسمنت العظام التي تستخدم حاليًا للغرض نفسه.

المرجّح أن يكون صاحب المومياء قد توفي بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد، وكان أكثر ما أدهش فريق البحث هو عدم قدرته على الوصول إلى المسمار الذي يربط العظام دون الاضطرار إلى ثقب العظام واستخدام كاميرا المنظار الطبي لإلقاء نظرة فاحصة عليه، وهو ما يوضح مدى تقدّم الطرق التي استخدمها المصريون القدماء لعلاج الكسور، ورغم توصلهم إلى ما تم عمله إلا أن الفريق لم يتوصل بعد إلى الطريقة التي تم من خلالها إجراء مثل تلك العملية.

علاج الأسنان

تمكّن المصريون القدماء من علاج التهابات اللثة باستخدام وصفات مختلفة، وتضمنت بعض أوراق البردي وصفات طبية لعمل حشو الأسنان والمراهم المعالجة، كما توصّلوا لحشو الأسنان لتعويض الأجزاء المفقودة منها، واستخدموا في ذلك الكتان المغموس في بعض السوائل لمنع تسرب الطعام إلى الفجوات بين الأسنان، كما استخدموا العسل للتطهير.

كان المصري «حسي رع» أول طبيب أسنان في التاريخ ووصلنا اسمه عبر لوح خشبي موجود في المتحف المصري يعود تاريخه لعام 3000 قبل الميلاد، وكان أول طبيب يُجري جراحات أسنان.

الكثير من المومياوات تحمل أثر هذه الممارسات المتقدمة التي استخدم فيها القدماء المصريون خيوط الذهب في أغراض تجميلية، وثبتوا بها أسنانًا تعويضية وأجروا ما يشبه «الجسر» المعروف الآن.

الأطراف الصناعية

كانت معرفة القدماء المصريين بعلم التشريح قد أتاحت لهم قدرة فائقة على صنع أطراف صناعية، لم يكن الدافع وراء صنعها خدمة الإنسان في حياته بقدر ما كان الأهم هو أن يكتمل الجسد ليمكن له مواصلة الرحلة في الآخرة.

القدم الخشبية التي عُثر عليها في مقبرة للإناث بجبانة شيخ عبد القرنة على الضفة الغربية لنهر النيل قرب الأقصر، هي أشهر الأطراف الصناعية التي صُنعت لابنة كاهن مصري فقدت قدمها بسبب مرض السكري، وتميّزت بدقة الصنع والطابع الجمالي أيضًا.

وقام فريق من جامعة بازل السويسرية بدراسة هذه القطعة ليتبين من حركة القدم الصناعية وقوة الحزام الذي يربطها بالقدم الطبيعية أن صانعها كان على دراية بتشريح الإنسان وأنه قام بتعديلها أكثر من مرة لتكون مريحة ولتكتسب هذا الشكل الجمالي.

رعاية المرأة الحامل

تمكّن الأطباء من تقديم الرعاية الصحية للمرأة خلال فترة الحمل، واستطاعوا من خلال تحليل البول معرفة نوع الجنين عن طريق زراعة أنواع مختلفة من الحبوب ببول المرأة الحامل، ومن خلال نوع النباتات التي تنمو في التربة أمكن للطبيب التعرف على نوع المولود.


وكان كرسي الولادة أحد الابتكارات المصرية التي رجّح علماء العصر الحديث أن استخدامه كان السبب المباشر في نمو سكان مصر القديمة بصورة طبيعية نتيجة قلة نسبة وفيات المواليد والنساء أثناء الولادة.

تنظيم الممارسات الطبية في العصر الفرعوني

خضعت الممارسات الطبية لرقابة الدولة في مصر القديمة، وتلقّى الأطباء منهجًا محددًا وعملوا وفقًا لمعاهدات طبية كالتي تضمنتها بردية إيبرس، كما سجّلوا في أوراق البردي العلاجات والوصفات الطبية الناجحة، وأقامت الحكومة معسكرات طبية بجوار مواقع البناء لعلاج العمال في حالات الحوادث ومكافحة انتشار الأوبئة بينهم، كما كان هناك فريق طبي يقيم بموقع بناء أهرامات الجيزة للحفاظ على سلامة العمال والفنانين.


وتتضمن أقدم البرديات المكتوبة في تاريخ البشرية وهي بردية إبيرس المحفوظة في مكتبة جامعة لايبتزغ  بألمانيا ما يقرب من ألف وصفة طبية استُخدمت فيها مواد ونباتات مثل اللوتس والخروع والمر والراتنج، كما تضمنت بروتوكول التعامل مع المرضى وخطوات تشخيص المرض ومنها طرح الأسئلة على المريض بترتيب وصبر، والبحث عن تاريخ المرض في العائلة ووضع خطة متوسطة وطويلة المدى لرعايته والتحقق مما إذا كانت طريقة العلاج مناسبة في حال حدوث انتكاس.

اجمالي القراءات 3268
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق