مصر: المعونة الأميركية للعام القادم بشروط سعد الدين ابراهيم

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ايلاف


محمد حميدة من القاهرة:

يقود معارض مصري منشق لوبيا قويا لحث المشرعين الاميركيين على استخدام نفوذهم لخفض المعونة الأميركية لمصر بهدف إجبار القاهرة على تشجيع المزيد من الحريات السياسية والاعلامية وتحقيق استقلالية اكثر للقضاء.



ويحاول سعد الدين إبراهيم ، استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاميركية ورئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية حشد تأييد أعضاء الكونغرس لفرض شروط على المعونة الأميركية التي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار وقد صرح ابراهيم لصحيفة واشنطن بوست انه يدفع الى وضع شروط على المعونة " أود أن تتضمن الاجندة الديمقراطية والحرية ".
ولكن الجهود السابقة لربط مبالغ من المعونة بتخفيف المناخ السياسي لم تدم طويلا ، حتى ان اصدقاء ابراهيم يقولون انه "ضل الطريق" . فرانسيس ريتشارد دوني الذي استقال مؤخرا بعد ثلاث سنوات قضاها سفيرا للولايات المتحدة في القاهرة وصف الحملة التي يقودها ابراهيم ضد مصر في واشنطن بأنها صليبية مضيفا انها "مثالية تماما ، وبهذا المعنى هي مثيرة للإعجاب لكنها غير واقعية".

واضاف "دوني " الذي يشغل حاليا وظيفة باحث ضيف في المعهد الأميركي للسلام انه يختلف مع ابراهيم "على جدوى ومعنى اقتراح شروط على المساعدات الخارجية. مضيفا " ان ذلك لا يعتبر أداة مفيدة للدبلوماسية."

ويذكر ان في يوم 2 اغسطس الماضي ، قضت محكمة مصرية على ابراهيم بالسجن لمدة سنتين مع الاشغال الشاقة عن كتابات له في الصحف الأجنبية وصفت بأنها شوهت سمعة مصر وتسببت في إلحاق أضرار للمصالح المصرية. وهو بعيد عن مصر منذ حزيران / يونيو 2007 معللا أنه لا يريد ان يتسبب لاسرته بالمزيد من الالم بوجوده في السجن. وقد سجن ابراهيم ثلاث مرات من 2000 إلى 2003 ، وخلالها عانى مشاكل صحية.

وفي سياق جهوده اجتمع ابراهيم في أوائل أيلول / سبتمبر ، مع السيناتور سام براونباك عن اركنساس وجون كيري عن ماسوستشى، و نيتا لوي عن نيويورك وترنت فرانكس عن اريزونا ، وخمسة نواب اخرين في السياسة الخارجية . والقى يوم الاثنين الماضي محاضرة في جامعة جورج واشنطن وعقد مؤتمرا بنظام التليكونفرانس مع ناشطين من الشباب المصري. واجتمع مع ممثلين من المؤسسة الوطنية للديمقراطية والمعهد الأميركي للسلام ، قبل اجتماعاته الثلاثاء والأربعاء مع أعضاء آخرين في الكونغرس.

وتعتبر مصر ثاني أكبر مستفيد من المساعدات الأميركية منذ عام 1979 بعد أن وافقت على معاهدة السلام مع إسرائيل ، وتتلقى 2 مليار دولار سنويا انخفضت في العامين الماضيين. وقد طالب الرئيس بوش بخفض المساعدات المالية لعام 2009 حوالى 12% عن مساعدات هذا العام التي قدرت 1.71 مليار دولار.

وكان الكونغرس قد اقر في كانون الأول / ديسمبر مشروع قانون لحجب 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر حتى توقف مصر تهريب الاسلحة الى قطاع غزة من شبه جزيرة سيناء ، وتنفيذ اصلاحات قضائية والحد من التعذيب على أيدي الشرطة . وفي آذار / مارس ، بعد نجاح القاهرة في تبريد التوترات بين الجيش الاسرائيلي وحماس في غزة، اقرت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التنازل عن مشروع القانون.
ولكن ابراهيم يقول إنه يود التنازل ان يكون جزءا لا يتجزأ من التشريع الجديد ولكن لا يمكن تطبيقه الا اذا تم الوفاء بشروط معينة من وجهة نظره. الشرط الأول الذي طلبه إبراهيم هو إلغاء حكم الطوارئ ، الذي يعمل منذ تولي مبارك السلطة في عام 1981 ؛ والثاني هو سلطة قضائية مستقلة بمنأى عن الضغوط الحكومية والسياسية. وشروط إضافية اخرى تشمل الافراج عن السجناء السياسيين ورفع القيود المفروضة على وسائل الإعلام وعلى إنشاء الأحزاب السياسية.

ومن المقرر ان يأتي مشروع قانون اعتمادات العمليات الخارجية باللغة السابقة نفسها لمشروع القانون الذي حجب 100 مليون دولار من المساعدات العسكرية ، ووفقا لتصريحات منسوبة إلى "لوي"، حظيت النسبة في مشروع قانون 2009 بتصديق اللجنة الفرعية من مجلس النواب.

وقالت " لوي " ان مصر شريك أساسي وحليف استراتيجي مهم في دفع عملية السلام في الشرق الاوسط" لكنها اعربت عن قلقها من عدم اظهار مصر في السنوات الأخيرة الكثير من التقدم في تعزيز المؤسسات الديمقراطية ، وضمان استقلال القضاء ، ودعم حرية الصحافة وتعزيز حقوق الإنسان. وهذا هو السبب في وضع شروط على 100 مليون دولار من المعونة المقدمة لمصر والتي تتطلب احراز التقدم في هذه الأهداف ".

وقد اعربت البعثة المصرية في واشنطن مجددا عن رفض مصر أي معونة اميركية كانت أو دولية تكون مشروطة ، محذرا من أن يكون لذلك "نتائج عكسية"، وقال كريم حجاج من البعثة "لا أستطيع أن أرى كيف يفيد هذا النهج في تحقيق الهدف المعلن لتعزيز حقوق الإنسان". واضاف ان هذا النهج" لم يعمل من قبل وأنه بالتأكيد لن يعمل في المستقبل."

واكد عمرو رمضان ، نائب رئيس البعثة قائلا ان كان هناك تعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما للتخفيف من حدة الفقر ، وبناء الديمقراطية وغيرها من الأولويات " فنحن نقرر برنامجنا الاصلاحي، وإذا كان هذا يقع في إطار الاهداف نفسها يبقى ذلك جيدا، لكن نختلف على القواعد او الشروط ".

واكد رمضان "ليس لدينا منشقون في مصر"في اشارة الى ابراهيم . وكما هو الحال في اي قضية في الولايات المتحدة هناك انصار وخصوم. "ولانهم فقط يعتقدون بشكل مختلف لا يعطيهم ذلك أي قيمة إضافية. وهم ليسوا قديسين ولا الهه ولا أبطال".



اجمالي القراءات 1960
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق