أثارت هزيمة المنتخب المصري في مباراة الذهاب مع غانا بستة أهداف مقابل واحد، ضمن تصفيات أفريقيا لكأس العالم، سخرية المصريين. وبدلاً من أن ينكبوا على أنفسهم حزناً وكمداً، راحوا يطلقون النكات وعبارات السخرية اللاذعة من أنفسهم ومنتخبهم الوطني، وأسقطوا هزيمتهم النكراء على الأوضاع السياسية المتردية.

القاهرة : أطلق المصريون عاصفة من السخرية، من أنفسهم ومنتخبهم الوطني، على خلفية الهزيمة من منتخب غانا بستة أهداف مقابل هدف واحد، وكالعادة انقسموا على أنفسهم بين حزين وشامت، بين وطني وإخواني، بين سيساوي ومرساوي، واستدعوا المواقف السياسية للرموز المصرية، وأطلقوا على ألسنتها العديد من النكات ذات النكهة السياسية.

ومن تلك التعليقات الساخرة جداً التي ملأت صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، لاسيما فيسبوك وتوتير: "البرادعي: كل اشكال العنف مرفوضة مع لاعبي المنتخب القومي ولابد من إجراء مصالحات تبدأ بإستقبالهم بالورود من المطار"، وذلك على طريقة الدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، في تغريدة له بموقع تويتر، التي دعا فيها إلى المصالحة الوطنية مع جماعة الإخوان المسلمين، ونبذ العنف.

ولأنه معارض لعودة حكم العسكر، جاءت النكات المنسوبة للناشط السياسي الدكتور عمرو حمزاوي على شاكلة ما يمكن أن يقوله في مثل هذا الموقف، ومنها: "هزيمة المنتخب القومي تجسيد حقيقي لعودة حكم العسكر والدولة البوليسية المستبدة ، فلن يتحقق الفوز إلا في دولة مدنية".

ونسجت على لسان القيادي الإخواني المعتقل محمد البلتاجي نكتة أخرى لاذعة: "هدف ابو تريكة كان هدفاً تكتيكياً لإغاظة لاعبي غانا حتى يتحقق النصر الساحق على منتخب الإنقلاب, ولن يتحقق الفوز إلا بعودة الشرعية وعودة د مرسي للحكم".

ولأن المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، يفضل إمساك العصا من المنتصف، فقد نسبت إليه نكتة مماثلة في ما يخص هزيمة المنتخب: "رغم أن المنتخب المصري انهزم لكنه انتصر, ورغم إنه خسر لكنه كسب".

أما القيادي الإخواني عصام العريان، فنسج على لسانه أيضاً مقولة تناسبه: "لو لم يتم حل البرلمان المنتخب , لقام البرلمان بدوره في تصحيح مسار الرياضة في مصر, اين البرلمان؟"، ولم تنسَ النكات الشيخ حازم أبو اسماعيل صاحب الشخصية المرحة سياسياً: "أنا سعيد بالنتيجة دى , ده معناها ان ربنا غضبان على مصر عشان اللى عملوه فى الدكتور مرسى"،

ونسبت نكتة أخرى على لسان الناقد الرياضي علاء صادق: "بصفتي ناقداً رياضياً اخوانياً أحب أن اقول إن لاعبين مصر كانوا خائفين من الانقلاب اقصد من الفاولات خائفين أن ينقلبوا ويتكعبلوا عشان كده اتهزموا , لكن لو محصلش انقلاب كان مصر كسبت أكيد".

ولم ينسَ واضعو النكات شباب الثورة، فنسجوا على ألسنتهم ما يناسب مواقفهم، ومنهم أحمد دومة: "هما صحيح الإخوان ضربوني وسجونني .. لكن انا برضه مع الإخوان فى تشجيعهم لغانا وكفاية أن ابو تريكه الإخواني هو الوحيد اللى جاب جون"، في حين نسبت للناشط السياسي علاء عبد الفتاح نكتة أخرى: "ينعل ميتين ابو اليوم اللى المنتخب راح لميتين ام غانا وعلى فكرة السيسى سفاح " كل كلامه شتايم".

أما الرئيس المعزول محمد مرسي، فنسجت على لسانه نكتة أخرى: "لا شرعية للمنتخب المصري فى اللعب في تصفيات كأس العالم طالما أن هناك انقلاباً على شرعيتي كرئيس منتخب بعد ثورة يناير". 

 لدى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، مقولة مشهورة، وهي "مصر هتبقى قد الدنيا"، وجاءت السخرية على لسانه مماثلة لتلك المقولة: "مش قلت لكم المنتخب في عينينا.. ومصر هتبقى قد الدنيا.. بس في المشمش".

السخرية طالت الجميع، ولم يستثنَ منها الرئيس السابق حسني مبارك، ومنها: "هما اتنين ذلوناااا طول عمرنا.. مجدى عبد الغنى بضربة الجزاء ...و حسنى مبارك بالضربة الجوية .يلا هما هايروحوا من ربنا فين"، "الشماتة في خسارة منتخب مصر امام غانا ليست من الرجولة أو من المكاسب السياسية.. المصريون كانوا محتاجين الفرحة لكن مبارك والإخوان والعسكر تآمروا عليهم ولصالح غانا.. إنها المؤامرة الكونية على مصر".

وتنوعت السخرية ما بين الفنية والسياسية والإجتماعية والرياضية، ومنها ما جاء على طريقة الممثل محمد رمضان في فيلمه "قلب الأسد": "أديك فى الشبكة اجوان اديك تخرج خسران"، "لو بيلعبوا أيام النحس الاستبن مرسي.. اكيد كانوا كسبوا شعب ملوش فى الطيب. شعب غاوى فقر"، "المنتخب نكد علينا حتي في العيد ... كرهتونا في الكوووورة"، "يا ترى لسه فيه أمل بعد السداسية الغانية في مرمى المنتخب المصري .. ولا أمل نفسها هتنضم لمشجعي غانا بدل ما ضغط دمها يرتفع ويجيلها السكر وهي بتشجع فريق المكسحين؟"، "ياااااااارب امنحني نعمة النسيان سريعا علي اللي حصل النهارده من المنتخب والا الواحد ممكن يمووووووت من الاحبااااااااااط"، "أكيد ماتش العودة هيكون عشان لاعيبة غانا اللي ما سجلوش أهداف في مباراة الذهاب ربنا يوفقهم ويسجلوا"، "منتخبنا الهمام ادانا (أعطانا) عيدية تمام"، "ياريت ماتش الإعادة مع غانا مايتلعبش فى مصر، لو اتهزمنا فى مصر هتبقى فضيحة دولية , على الاقل ننهزم بره أكرملنا"، "سر تفوق غانا .. إن معندهاش التراس اهلاوى"، "المصيبة مش الهزيمة الفضيحة.. المصيبة أن مهنة الجاسوسية انضربت"، "المنتخب الحقيقى كان على الدكة برة"، "الكرة أحيانا تأديب وتهذيب وإصلاح"، " ربنا ينتقم منكم نكدتم على الناس يوم العيد ... يا منتخب زبالة مفهوش رجالة".

ومن السخرية السياسية: "اللهم انتقم من السيسي الانقلابي الخائن وكل من عاونه على ذلك"، "الإخوان بتشجع غانا , وجمهور غانا كان رافع علامة رابعة , وده دليل على إما إن الإخوان أصلا من غانا أو إن بتوع غانا طلعوا اخوان"، "أفضل عقاب للمنتخب أن نفرج عنه مرسي ويروح يستقبلهم في المطار".

"إحنا معندناش منتخب.. منصور العيسوي"، وذلك على طريقة اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الأسبق في إنكار وجود فرقة للقناصة بوزارة الداخلية، في إطار نفيه مسؤولية الشرطة عن قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام حكم مبارك.

وعلى طريقة أنصار مبارك في الإعتذار له عقب اسقاط حكمه وانتشار الفوضى في مصر، فأنشأوا صفحة وحركة سياسية باسم "آسفين يا ريس"، كتب نشطاء الفيس بوك: "آسفين يا غانا".