صفحات من تاريخ الفساد والدم لحبيب العادلي وشركاه

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٥ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


صفحات من تاريخ الفساد والدم لحبيب العادلي وشركاه

 

صفحات من تاريخ الفساد والدم لحبيب العادلي وشركاه
14
 
05
يونيو
2012
10:09 PM

 

ظلت الجموع فى مصر تترقب حكم القصاص من الذين اتهموا بقتل المتظاهرين وعلى مدى ما يقارب العام ونصف العام وأنظار الجميع تحدق أمام شاشات التليفزيون فى انتظار كلمة العدالة وبعد تأهب نطق المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة جنايات القاهرة، بالحكم الذى عتق رقاب 9 من المتهمين بينهم 6 من مساعدى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وهو ما أشعل النار فى قلوب عموم الشعب المصرى مجددًا وخرج المئات إلى الشوارع والميادين يعلنون رفضهم لهذه النهاية التى كلفت مصر عددًا من زهرة شبابها.

"المصريون" التقت مصادر أمنية وجمعت معلومات عن جرائم للمتهمين لم تقدمها النيابة العامة ولم يشملها ملف القضية، وتتعلق بثروات ضخمة جمعوها من أموال الشعب وأخرى استغلال للنفوذ وثالثة تتعلق بالتعذيب واغتيال الوطن.

حسن عبد الرحمن.. ديكتاتور أمن الدولة "الجزار"

صاحب التقرير الخاطئ الذى طمأن مبارك بأن الثوار ما هم إلا "شوية عيال"

من أشهر أقواله: "يوقف التعذيب ليلة الجمعة لأنها ليلة مباركة.. ويستأنف بالكهرباء فى اليوم التالى"

يقف الجنرال اللواء حسن عبد الرحمن مساعد الوزير مدير جهاز أمن الدولة كواحد من أهم الجنرالات فى خندق المواجهة ضد الشعب الثائر بالشوارع والميادين أيام ثورة يناير وما قبلها فهو منذ أن تخرج فى كلية الشرطة عام 1971والتحق بالعمل فى إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة، لاحظ قياداته مهارته فى جمع المعلومات والبحث بدهاء شديد عن خيوط الجريمة ومرتكبيها بشتى الطرق فقاموا بترشيحه آنذاك للالتحاق بجهاز أمن الدولة كضابط صغير برتبة نقيب ظل بعدها يصعد بسرعة وسهولة فى مناصبه ليصبح مفتشاً لأمن الدولة بالبحيرة ثم أصدر اللواء حسن الألفى وزير الداخلية الأسبق قراراً بتعيينه وكيلاً للجهاز؛ ووصل إلى رئاسة ذلك الجهاز خلفًا للواء صلاح سلامة عام 2004 حتى تمت إقالته بعد الثورة.

عرف عبد الرحمن وسط زملائه بالرجل الغامض نظرًا لقلة كلامه وأسلوبه فى إدارته للجهاز، لكن اللواء العنيد أخطى التقدير عندما غفل عن حجم الغضب الشعبي عشية ثورة 25 يناير، عندما دعت بعض القوى السياسية والحركات الثورية إلى احتجاجات شعبية، فقد هون من هذا التحرك وقال في تقريره عن القوى المحركة للثورة أنهم "شوية عيال" ويمكن السيطرة عليهم، وكان الرجل الغامض يظنها مجردة مظاهرة صغيرة مثل كل مرة حتى فوجئ بالملايين تحتشد فى الميادين والطرق تطالب بسقوط النظام.

كما عرف عن عبد الرحمن سيطرته على إعلاميين معارضين للنظام آنذاك، ومن ذلك ما يذكره شاهد عيان عن أنهم رأوا ذات مرة إحدى المذيعات الشهيرات وكانت تبكى بمكتبه بأمن الدولة وعلم بعدها أنه قام بابتزازها بمقاطع مخلة للآداب وتوبيخها قائلا لها: "دى قرصة ودن ومتفتحيش بقك أوى ياست م"، كما عرف عنه أيضًا بتلفيقه قضايا للسياسيين وشاركا معًا أحمد عز فى عملية التزوير للانتخابات البرلمانية عامى 2005 و2010 وأشرفا عليها إشرافًا كاملاً.

كان حسن عبد الرحمن مهندسًا لتنفيذ كل العمليات التى أجهضت الحراك السياسى فى مصر خلال السنوات التى تولى فيها رئاسة الجهاز، بينما تفنن فى تعذيب المعتقلين السياسيين وألبسهم ملابس النساء وبدل الرقص لكسر أنوفهم مرتكبًا أبشع أنواع القهر والمذلة. وختم ملفه الأسود بحرق ملفات الجهاز للتخلص من المعلومات التى تدينه وباقى زملائه وهى التهمة الأخيرة التى يحاكم عليها بعد صدور حكم البراءة من قتل المتظاهرين والتى حالت دون إخلاء سبيله.

وعلمت "المصريون" من مصادر أن رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق يرتبط بشراكة مع رئيس حزب سياسى عريق حيث أكدت أن نجل عبد الرحمن شريك لسياسي رفيع هو في نفي الوقت رجل أعمال وصاحب شركات كبرى فى مجال تصنيع الأدوية.

عبد الرحمن وفايد...."تاك تيم"

لا يقل دور عدلى فايد مساعد أول الوزير للأمن العام الأسبق عن دور حسن عبد الرحمن؛ حيث شكلا معًا ثنائيًا قويًا خلال السنوات الأربع الأخير، فقد كان العادلى يعتمد عليهما بشكل أكبر من ذي قبل، حيث ترك مهام عمله وانخرط هو بعلاقات مع جمال مبارك وأسرته لإعداد خطة التوريث؛ فأدار اللواءان الوزارة بقبضة حديدية وكونا بالاشتراك مع إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة الأسبق تشكيلاً "سياسيًا وأمنيًا" خطيرًا لإدارة الوزارة.

وكانت حادثة القديسين مسمارًا فى نعش العادلى وعلاقته بمصالح رجاله فقد طلبت بعض القيادات الامنية عقب التفجيرات نقل مدير أمن الإسكندرية آنذاك اللواء محمد إبراهيم لديوان عام الوزارة إلا أن فايد اعترض على ذلك القرار لارتباطه بمصالح شخصية معه والإشراف على منزله ومصانعه بمنطقة برج العرب وأكد للعادلى حينها أنه لو تم نقله سيعتقد الناس أن هناك تقصيرًا أمنيًا "وهو ما جعل العادلى يعدل عن قراره.

ارتبط اللواءان عبد الرحمن وفايد بصلة وثيقة مع العادلى، الوزارة ينفذان تعليماته دون مناقشة أو اعتراض، فضلاً عن انخراطهم في علاقات تجارية، كما في واقعة شراء أرض نقطة شرطة المعمورة بالإسكندرية التى كانت ملكًا للمحافظة، وتم شراؤها من المحافظة بثمن بخس بعلاقاتهم؛ قبل أن يقوموا بهدم نقطة الشرطة وبناء برج سكنى تم تخصيص الدور الأرضى لنقطة الشرطة.

وتم توزيع بقية شقق البرج على باقى أعضاء المافيا، حيث تبلغ مساحة كل وحدة سكنية 300 متر، تم توزيع شقتين للعادلى وواحدة لحسن عبد الرحمن وأخرى لعدلى فايد ـ يسكن فيها حاليًا ـ وأخرى للواء عبد المجيد سليم وغيرهم من قيادات الوزارة آنذاك.

كما قاموا بالاستيلاء على "أرض الخمايل" التابعة لجهاز مباحث أمن الدولة بأكتوبر، وقامت إحدى الشركات الكبرى العاملة فى مجال المقاولات بعملية بناء قصور وفيلات لكل من حسن عبد الرحمن واللواء جهاد يوسف مساعد أول الوزير للشئون المالية الأسبق واللواء علاء حلمى ..وغيرهم.

فايد وهو صاحب شخصية قوية ونفوذ واسع المدى ويمتلك كل الخطوط فى يده تم التجديد له في منصبه أكثر من مرة. استحوذ فايد على أراضى مصلحة الأمن العام فى مدينة النوبارية وتم تخصيص 20 فدانًا منها لحبيب العادلى والذى قام بعمل توكيل لحسن عبد الرحمن لبيع تلك الأراضى إلا أن العادلى عاد وأقر بأنها ملكه عندما تم استدعاؤه للتحقيق فى جهاز الكسب غير المشروع منذ عدة أسابيع.

إسماعيل الشاعر .. تاجر بدرجة مدير أمن

عرف عن إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية مدير أمن القاهرة بصداقاته القوية مع تجار العاصمة الكبار، فربطته علاقة بيزنس معهم، فكان من أكثر المقربين له أ .ع تاجر ببولاق الدكرور الشهير، والذى كان دائمًا يقوم بتقديم الهدايا الثمينة للشاعر لإنهاء مصالح خاصة.

كما أن ابن عمه وليد الشاعر تمت إدانته فى واحدة من أكبر عمليات تجارة الآثار التى عرفتها البلاد، وكان الشاعر هو الأوفر حظًا بين زملائه حيث قضى معظم عمله الأمنى بالعاصمة فحفظ شوارعها وحاراتها وهو أكثر اللواءات التى كان يخشاها العادلى نظرًا لارتفاع أسهمه آنذاك بين رجال النظام وكانوا يعتبرونه وقتها الوزير المرتقب وقام العادلى بالتجديد له لمدة عامين متصلين.

ومن بين الوقائع، تكشف مصادر أنه وأثناء قيام أحد ضباط مدينة نصر بمأمورية استهدفت محلاً شهيرًا لبيع الذهب فوجد فيه 25 كيلو غير مدموغة فقام بتحريز 5 كيلوات منها وإرسال 20 للشاعر؛ كما استولى مدير أمن القاهرة الأسبق أثناء عمله على 100 فدان من محافظ القاهرة الأسبق عبد الرحيم شحاتة بجوار كارفور وقام ببيعها بثمن بخس لأحد رجال الأعمال.

وكانت واقعة منح ألف متر من أراضى جمعية مباحث القاهرة لكل واحد من رجال حبيب العادلى ومقربيه فى الوزارة ممن لا يعملون بالقاهرة وهم ليسوا أعضاء بالجمعية بالمخالفة للوائح القانون هى الأبرز فى سجل أخطاء الجنرال السابق؛ والتى يقدر ثمنها بـ6 ملايين جنيه فى الوقت الراهن؛ وكان من ضمن الحاصلين على تلك المنحة اللواء علاء حلمى مدير مكتب حبيب العادلى والعميد محمد باسم قائد حرس العادلى وخازن أسراره العقيد همام الهوارى وآخرون.

كما ترددت شائعات بين جدران مديرية أمن القاهرة أكدتها مصادر عن علاقة وطيدة ربطت الشاعر بتجار الآثار وصداقات مختلفة مع فتوات وناضورجية القاهرة والجيزة؛ بالإضافة إلى واقعة حديث اللواء صلاح سلامة مدير أمن الدولة للعادلى قائلا له "ياحبيب بيه كفاية على الشاعر كده" وذلك بعدما قام أحد رجال الأعمال بإهدائه تلك الأراضى بعد نجاحه بانتخابات الشعب 2006.

أحمد رمزى.. مساعد وزير بالصدفة

كان اللواء أحمد رمزى مساعدًا لوزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى والتدريب فى وزارة العادلى وكان الرجل أمينًا مخلصًا لمولاه فكان ينفذ تعليماته بالحرف الواحد وبكل سمع وطاعة حتى أن المجندين القريبين منه كانوا يلقبونه فيما بينهم بالمجند "السيكا" فلم يعرف سوى الطاعة العمياء.

ويرجع القريبون منه هذا لأسباب تتعلق بطريقة تنصيبه للمنصب المرموق فى الوزارة، نظرًا لصلة النسب التى ربطته باللواء علاء حلمى مدير مكتب حبيب العادلى فعمل طوال عمره ضابطًا بالأمن ولم يكن لديه خبرة فى مجال فض الشغب والاشتباكات والعمليات.

لكن دعم فايد وحلمى له جعل العادلى يأتى به بعدما تم الإطاحة باللواء مجدى التهامى؛ وعندما تم نقل رمزى لأكاديمية الشرطة فرض سيطرته على مجلس إدارة جمعية النخيل وقام باقتطاع قطعة أرض لنفسه وبنى عليها فيلا شارك فى بنائها جنود الداخلية الذين تم تسخيرهم آنذاك لإنجاز تلك الأعمال الإنشائية؛ كما أنه عرف عنه بخوفه من الإعلاميين والتحدث إليهم اللهم إلا قليلا.

أسامة المراسى .. حسين سالم وش السعد

يعد اللواء أسامة المراسى واحدًا من الذين خدمتهم الظروف طوال مدة عمله بوزارة الداخلية وهو أقرب المقربين من العادلى وقد تعرف عليه بواسطة رجل الأعمال الهارب حسين سالم عندما كان مديرًا لجهاز أمن الدولة بجنوب سيناء.

وكان صديقًا لسالم الذى وثق صلته بالعادلى ورغم وقوع تفجيرات شرم الشيخ ودهب وطابا فى وجوده على رأس أمن الدولة وقتها إلا أن المراسى تمت ترقيته إلى مدير أمن السويس ومنها إلى مدير أمن 6 أكتوبر بعد خروج عبد الوهاب خليل للمعاش وختم المراسى رحلته مديرًا لأمن الجيزة خلفًا لمحسن حفظى.

وربط البيزنس بين العادلى والمراسى حيث يشتركان معا فى عدد من الأفدنة بجنوب سيناء والسويس وبنى سويف، بالإضافة إلى عدد من الفيلات والشاليهات وقد قام المراسى بردم مساحة من البحر لبناء قصر للعادلى فى الساحل الشمالى مستغلاً عمله وقتها كمدير أمن السويس.

اجمالي القراءات 2232
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٠٦ - يونيو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[67164]

تاريخ فساد ،و طمع لا ينتهي

هذه الصفحات تصور تاريخ من الفساد والدم والطمع ،الذي ليس له حدود ، فكل هذه الجرائم وكل هذا الفساد ويقف من حوكم منهم في المحكمة يقسم بأنه سيقول الحقيقة ، وينكر بكل قوة هذه الجرائم ، وإذاما  تمت تبرئتهم كما هو حادث بالفعل ، هل سينعمون بكل ما اخذوه من دم الشعب، وهل سينامون مطمئنين ويأكلون هانئين  ،  وسيورثون أبناءهم واحفادهم ميراث مثقل بالدم والفساد وسط دعاوى وسخط المظلومين !!! أيستحق الثراء كل هذا ! صحيح إن العين الإنسان لا يكفيها ولا يسدها إلا التراب !!!!!


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more