مسلسل بدأ من أوربت ويتنقل بلا هوادة لتمرير "التوريث"

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


عيسي: مقال البرادعي سبب إقالتي وفوزي: تقليم لأظافر للإعلام
ـ شقيق البرادعي يرفض التعليق والمعارض البارز: النظام يحتضر
ـ أبوسعدة: صفقة بين رأس المال والسلطة لتقفيل مساحات الحرية
ـ حسن: هجمة شرسة تستهدف "الإخوان" ومن يقفون مع الحقيقة
اتسمت ردود الفعل  على قرار إقالة إبراهيم عيسي من رئاسة تحرير جريدة الدستور المعروفة بتوجهاتها المعارضة للنظام الحاكم بالغضب، ووصف سياسيون وحقوقيون وإعلاميون القراربأنه محاولة من نظام الرئيس مبارك لـ"تدجين" وسائل الإعلام.. 

 أكد إبراهيم عيسي رئيس التحرير المقال ما نشرته "إيلاف" أمس، من أن السبب في إقالته هو مقال للدكتور محمد  البرادعي. وأضاف أنه تلقى المقال من البرادعي عبر البريد الإلكتروني، وقرر نشره، الأمر الذي عارضه الدكتور السيد البدوي رئيس مجلس الإدارة. وأوضح أنه فوجىء برضا إدوارد الرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة يبلغه بخبر إقالته، مبرراً ذلك بأن الإدارة تعرضت لضغوط. ووصف عيسى طريقة إقالته بأنها "غير مهنية وصادمة". ولفت إلى أنه رفض الإستمرار في الجريدة ككاتب مقال يومي بنفس المزايا المادية. وحول ما إذا كانت هناك دوافع سياسية وراء القرار، قال إن الدستور وشخص إبراهيم عيسي كان مستهدفين، وقد حدث ما كان الجميع يخشاه.

نص مقال محمد البرادعي الذي أطاح بإبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور
 
حرب أكتوبر ما هو أكبر من الانتصار
 
تمر اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لانتصار أكتوبر المجيد، والذي اقتحم فيه الجيش المصري قناة السويس وانتصر على جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد سنوات ست من الهزيمة والانكسار. يعد احتفال مصر والعالم العربي بذكرى حرب أكتوبر مناسبة عظيمة لنسترجع مرة أخرى «طريق النصر»، والذي هو في الحقيقة أهم من الانتصار ذاته، فنصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة إنما كان نتاج جهد وعرق ودماء دفعها الشعب المصري وقواته المسلحة الباسلة من أجل تحرير الأرض واستعادة الكرامة فقد كان اعتراف القيادة السياسية بمسئوليتها عن هزيمة 67 الفادحة وتقديم عبد الناصر لاستقالته في خطاب التنحي الشهير، ومحاسبة كبار الضباط المسئولين عن الهزيمة، ثم إعادة بناء القوات المسلحة على أسس جديدة متسمة بالتخطيط العلمي والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة، وضم المؤهلين بين صفوف الجنود، وإعادة الثقة في قدرة المقاتل المصري وغرس ثقافة النصر والعمل والقدوة الحسنة بين صفوف الجنود، وكان استشهاد البطل عبد المنعم رياض أثناء حرب الاستنزاف رسالة واضحة من القوات المسلحة إلى الشعب المصري، بأن القائد الحقيقي هو الذي يبقى وسط جنوده، وأن القيادة لم تكن في أي يوم مجرد تشريفٍ إنما هي في المقام الأول مسئولية وتكليف وقد يصل ثمنها أحيانًا إلى الاستشهاد.
لقد كان نصر أكتوبر انتصارًا للانضباط والتخطيط في العمل، وهو بالتأكيد يمثل عكس ثقافة الفوضى والعشوائية التي عرفها المجتمع المصري بعد ذلك. كما يمثَّل أيضًا رسالة قوية لكل المجتمع بأنه لا تقدم ولا نصر إلا بالاعتراف بالخطأ والبدء في تصحيحه. لقد قام الجيش المصري بعمل تاريخي وبطولي في مثل هذا اليوم من عام 1973 وقدم آلاف الشهداء الذين لولا تضحياتهم وبطولاتهم لما نجحت مصر في استرداد أرضها المحتلة ولما فتح الباب أمام بناء مصر المستقبل. وللأسف الشديد و بعد مرور 37 عامًا على هذا الانتصار فإننا لم نستلهم قيم أكتوبر في «معركة السلام» ولم نتقدم اقتصاديًّا ولا سياسيًّا، وتعمقت مشاكلنا الاجتماعية والثقافية بل والأكثر أسفًا أن العديد من قيم أكتوبر مثل: المواطنة، والعمل الجماعي، والتفكير العقلاني، والتخطيط المدروس، والانضباط، والوفاء، والصدق، والشفافية، والتواضع، وإنكار الذات، وغيرها من القيم التي تشكل البنية الأساسية لتقدم المجتمعات لم يعد لها مكان يذكر في مجتمعنا.
إن إصلاح مصر لن يكون إلا باستلهام هذه القيم التي جسدتها القوات المسلحة، والتي يجب أن تعود مرة أخرى لتكون هي قيم الشعب المصري بأكمله. تحية إلى شهداء مصر الأبرار ورحمة الله عليهم وتحية إلى قيم أكتوبر التي حان وقت عودتها وبعثها من جديد، لتعوض مصر ما فاتها وتبني نظامًا ديمقراطيًّا يقوم على الحرية وكفالة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكل مصري دون تفرقة أو تمييز.
 
محمد البرادعي

من جهته قال محمد فوزي مساعد رئيس تحرير الجريدة لـ"إيلاف" إنهم كانوا يتوقعون إقالة إبراهيم عيسي من رئاسة التحرير منذ إنتقال ملكية الجريدة للدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد وشركائه، في صفقة وصفها بـ"الغامضة"، ولكن ليس بهذه السرعة. وأضاف أن المقال الذي أرسله الدكتور محمد البرادعي للجريدة، لم يكن يتضمن ما يستدعي منعه من النشر، ولم يحمل أية اساءات للنظام الحاكم أو المؤسسة العسكرية في مصر، إلا أنه كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير. معتبراً أن إقالة عيسي حلقة في مسلسل "تقليم أظافر" الصحافة والإعلام من أجل تمرير سيناريو "التوريث"، موضحاً أن هذا المسلسل بدأ بإغلاق استديوهات أوربت و إيقاف برنامج "القاهرة اليوم" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، مروراً بتلقي الإعلامية مني الشاذلي مقدمة برنامج "العاشرة مساء" تهديدات مماثلة. وتابع: ولا أحد يدري بالضبط من التالي؟

وحول الوضع في الجريدة، قال فوزي إن جميع الصحفيين متواجدون في مقرها منذ الساعة الصباح الباكر، ولكنهم غير مضربين عن العمل كما تدعي الإدارة، مشيراً إلى أنها نقلت أجهزة الكمبيوتر ومستلزمات العمل إلى مكان آخر، ويتم إصدار الجريدة بفريق عمل جديد. وأكد أن هذا الإجراء سوف يزيد الأزمة تعقيداً، ويدل على أن هناك نوايا للإطاحة بالجميع إعتقاداً من الإدارة بأن الصحفيين قد يقدمون على أعمال ضد مصالح الملاك الجدد للجريدة.

وفيما رفض الدكتور على البرادعي شقيق الدكتور محمد البرادعي في إتصال هاتفي مع "إيلاف" التعليق على الأزمة، مبرراً لذلك بأنه وشقيقه المعارض البارز في خارج البلاد، وأنه لا يمكنه الحديث الآن.  كتب البرادعي في  صفحته الشخصية بموقع تويتر الإجتماعي "حرياتنا في تدهور سريع مستمر من قبل نظام يحتضر.. إبراهيم عيسى الشجاع أحدث الضحايا.. ثقتنا لن تهتز.. الحق فوق القوة.. وسننتصر في النهاية".

 و أكد حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان ل"إيلاف" إن اقالة إبراهيم عيسي من رئاسة تحرير جريدة الدستور يعتبر أحد دلالات سيطرة رجال الأعمال المنتفعين  من النظام الحاكم على وسائل الإعلام وبخاصة الصحافة، مشيراً إلي أن هؤلاء يقفون رهن إشارته، إما من أجل الحفاظ علي ثرواتهم، أوبهدف  جني مكاسب جديدة.  وأضاف: ما حدث يوضح أن هناك أمر يتم التدبير له بليل في المرحلة المقبلة، خاصة مع اقتراب الإنتخابات البرلمانية، التي سيتحدد على أساسها شخصية رئيس الجمهورية. ويحاول النظام الحاكم التعتيم عليه، وإرهاب من تتسم معالجاتهم للقضايا السياسية بالحدة والجرأة، فالإمس القريب كان إغلاق استديوهات قناة أوربت و إيقاف برنامج "القاهرة اليوم" للإعلامي عمرو أديب، واليوم يتم إقالة عيسي المعروف بآرائه الحادة وهجومه الشديد علي الرئيس ونظام حكمه. وتابع: يبدو أن هناك صفقة ما أبرمت بين رأس المال والسلطة تهدف إلي تقفيل بعض مساحات الحرية، وإغلاق المنافذ الإعلامية وفق منهج محدد بحيث يصل الأمر في النهاية إلى "تدجين" الإعلاميين. 

واستطرد أبوسعدة قائلاً إن هذه الأزمة تستدعي العمل على تحجيم سيطرة رأس المال على الصحافة من خلال تعديل تشريعي يكسر إحتكار بعض رجال الأعمال لملكية الصحف، بحيث لا يزيد نسبة أكبر المساهمين في الشركات التي تصدرها على 2%، وفتح المجال للصحفيين للمساهمة في رأس مال الصحف العاملين فيها. لافتاً إلى أن المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تعتبر ماحدث إعتداء علي حرية الرأي والتعبير، وسوف تتخذ موقفاً معلناً من الأزمة.

ووفقاً للدكتور حمدي حسن النائب بالبرلمان والمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمون فإن مصر تشهد هجمة شرسة ضد وسائل الإعلام وخاصة برامج التوك شو ذات نسب المشاهدة العالية،وخير مثال عليها ايقاف "القاهرة اليوم" والصحف واسعة الإنتشار، التي تهتم بالقارىء البسيط وبقضاياه وهمومه.
وحول ما إذا كانت جماعة الإخوان هي المستهدفة مما حدث، خاصة أن صحيفة الدستور كانت تتبني مواقفها، لدرجة القول بإن الجماعة تمولها من خلال شراء نسخها من الأسواق. أوضح حسن ل"إيلاف" أن النظام الحاكم يستخدم كافة الوسائل في الهجوم على الإخوان وتشويه صورة أعضائها كلما إقترب موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية، منوهاً بأن الهجمة التي تتعرض لها الصحافة هذه المرة تستهدف كل الصحفيين والإعلاميين الذين يقفون في خندق واحد مع الحقيقة، ويقدمونها للمواطن بشكل متوازن وواقعي، وليس من يجاهرون بعداء الحكومة فقط.

اجمالي القراءات 3100
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[51827]

بركات المالك الجديد

قد ظهرت بركات المالك الجديد للدستور ،  ونتوقع تدهور وتغيير مسار بـ 360 درجة في متوى الكتابات  والتوجهات ، كما حدث لبعض الصحف الأخرى  التي تم العبث بها ، وهذا لأنها تقول ما لا يرضا عنه النظام ، والواضح أن لا شيء أصبح يجدي لا الشعارات التي ترفع وتنادي  بحرية الصحافة ولا الشفافية ، فيه لغة جديدة ،  وجاري البحث عن مبررات جديدة سوف يتم الاستعانة بها في مسلسل الحصار والتكبيل .. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق