تخيل إنه فيه أمل!

اضيف الخبر في يوم الأحد ٣٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


تخيل إنه فيه أمل!

الحقيقة المؤكدة بالنسبة لي أن هناك أملا، بل كبير وهائل في أن مصر يمكن أن تتغير من فساد إلي طهارة، ومن دنس الاستبداد إلي طهر الديمقراطية، ومن تخلف يخالف كل تاريخ مصر وإمكاناتها إلي تقدم يليق بحضارة وطن علّم الإنسانية الحضارة، ومن فقر دكر ينبش بمخالبه في جسد البلد إلي ستر يجوِّز البنات ويوفر العلاج ويحمي من غدر الزمن!، مصر يمكن أن تتحول من بلد يعاني من فيروس «سي» الذي يمص دم المصريين ويهري أكبادهم إلي صحة بعد سقم، وعافية بعد اعتلال، ننتقل من غذاء ملوث وطعام مسمم - إن وجدناه - إلي لقمة هنية تكفي مائة وأكثر، هذه ليست أحلامًا ولا هي أوهام ولم تكن يومًا كذلك، بل هي أهداف ومستهدفات، والفرق كبير وواسع بين الحلم والهدف؛ فالحلم كأنما هو من مقام الغيب والغيبيات، بينما الهدف هو من لحمة الواقع وملحمة الحياة، ونحن ننتظر الأحلام أن تتحقق بينما الأهداف نسعي أن ننجزها، ومصر لم تكن طوال عمرها غرقانة في بحور الفساد والاستبداد، بل عاشت مرفوعة الرأس أكثر مما تعايشت محنية الظهر!

هناك أمل حقيقي في أن تصبح مصر دولة عظيمة وشعبًا راقيًا مكتفيًا بما يزرع، بلا فيروس يهري بدنه وسرطان يأكل كبده، راضيًا عن حاضره ومطمئنًا علي مستقبله، يتمتع بالعدل والعلم!

أرجوك لابد أن تصدق أن هناك دولاً تطورت وتغيرت وانتقلت من أيام سودا ما يعلم بها إلا ربنا إلي مستقبل محترم ومشرق، وتم كل ذلك في حسبة خمس أو عشر سنوات فقط، وهي دول أقل من مصر من حيث الإمكانات والطاقات، خذ مثلا جميع دول أمريكا اللاتينية التي كان العالم يطلق عليها جمهوريات الموز (وهو تعبير متهكم علي بعض جمهوريات أمريكا الوسطي التي كانت تشتهر بزراعة الموز ثروة وحيدة في بلدها) وكانت شعوبها أرانب في يد جزارين وسفاكي دماء من حكام عسكريين مستبدين ولاد هرمة نهبوا البلاد واستولوا علي ثرواتها وسجنوا وأعدموا الآلاف من مواطنيهم ومعارضيهم، وكان اقتصاد هذه الدول أسوأ من جيوب نجيب الريحاني المخرمة والمقطوعة وهو يخرجها في «غزل البنات» أمام ليلي مراد، بل إن الأرجنتين منذ أقل من عشر سنوات فقط أعلنت إفلاسها وتظاهر فيها الملايين بصحون الحلل الفارغة إعلانًا للجوع الكافر، ومع ذلك في زمن لم يتجاوز سبع سنوات صارت دول أمريكا اللاتينية قارة حرة من الطغيان والطغاة ومن العصابات الحاكمة والعصابات المساندة للقصور الرئاسية، وأصبحت وأمست دولا ديمقراطية انهزم فيها الاستبداد وانضرب كل الديكتاتوريين بالصرمة الشعبية الكبري، وشهدت البلاد تحولات ديمقراطية هائلة وانتخابات رئاسية نزيهة شريفة وحكامًا مدنيين واقتصادًا يتعافي وينمو وتوزيعًا عادلاً للثروات ومحاربة مخلصة ومركزة للفساد، لا أقول إنها أصبحت دولا جنة ولكنها أصبحت دولا محترمة وحرة، ولا أقول إنها خلت من الفقر ولكن أقول إنها تخلت عن الفساد، ولا أقول إن حكامها ملائكة، ولكن أقول إنهم صاروا حكامًا من البشر وليسوا فراعنة فوق السؤال وفوق الحساب، تغيرت وتبدلت وتطورت دول أمريكا اللاتينية والأجمل أنها لاتزال تمثل شوكة في حلق الإدارة الأمريكية، فلا تخضع لأمريكا ولا تنخ لها ولا تمشي وراءها مشية عسكري أمن مركزي مصري وراء البيه الضابط!

إذن هناك أمل.. وكبير.. وحقيقي!

لكن يبقي السؤال: أمل آه، لكن في مين ومع مين؟

اجمالي القراءات 2825
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأحد ٣٠ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48147]

نتمنى ذلك . ولكن

لا أعرف إذا كان الأستاذ ابراهيم عيسى يتهكم أم لديه أمل حقيقي ولكن نتمنى أن يسترد المصريون مجدهم القديم وتفوقهم الذي كان وربما ما زال وعلم ذلك عند ربي .
ولكن دائما ليس كل ما يتمنى المرء يدركه         تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
ولكن نرجع ونتذكر أنه ليس من ضروب المحال ان يتحول ويتحسن أحوال الشعب المصري المطحون
وكما يقال مفيش حاجة كتيرة على ربنا

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق