مسلسل أكاذيب جمال مبارك على القرى الأكثر فقراً فى مصر

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٢ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


مسلسل أكاذيب جمال مبارك على القرى الأكثر فقراً فى مصر

المصري اليوم» فى القرى الأكثر فقراً بعد عامين من زيارات «جمال مبارك»: ماذا تحقق؟! .. الحلقة الثالثة

  تحقيق   أحمد رجب    ٢٢/ ٥/ ٢٠١٠

تصوير - محمد عبدالغنى
الوحدة الصحية مغلقة بقفل صدئ

منذ فترة غير بعيدة بدأ اهتمام مفاجئ من قبل جمال مبارك، الأمين العام المساعد، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، بقرى مصر فى الدلتا والصعيد، وتم الترويج إعلامياً لهذه الزيارات، التى راح يتنقل خلالها بين عدد من القرى التى تمت تسميتها القرى الأكثر فقراً، ثم تحولت التسمية بعد قليل إلى «القرى الأكثر احتياجاً»..

لم يتضمن إحصاء «الحزب الوطنى» تلك القرى التى أقر البنك الدولى، فى تقرير سابق له، بأنها الأكثر فقراً فعلاً فى مصر، والتى نشرت «المصرى اليوم» حينها سلسلة من التحقيقات ترصد خلالها حياة شريحة من المواطنين المنسيين، الذين يعيشون حياة بدائية، ينقصهم فيها من سبل العيش كل ما هو آدمى وضرورى. اصطحبنا القارئ فى الأعداد السابقة فى زيارة لقرية «ابشادات» بالمنيا، و«الزرابى» بأسيوط واليوم رحلة جديدة إلى «نزلة القاضى» بسوهاج.

نزلة القاضى.. قرية لم تنفعها التصريحات «الوردية» لأمين السياسات

أول ما يظهر منها ١٤ شجرة، تفصلها أمتار، أخضرها زاه، وفروعها صغيرة، متجهة للأعلى.. إلى السماء، يحمى كلاً منها جذع ضيق، يشير لونه إلى عمره الصغير، وتشير طينته إلى تاريخ زراعته فى المكان.. عام تقريبا، وتحديدا، قبل زيارة جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى إلى قرية «نزلة القاضى»، شمال محافظة سوهاج بأيام..

زيارة استمرت ساعتين، و١٤ شجرة، و٢ «جردل» طلاء أصفر للحوائط، و١٠٠ متر فى عمق القرية، كانت كافية لتجميل القرية من مدخلها حتى مركز الشباب، وهناك، داخل السرادق الضخم، المحاط برجال الأمن، بدأ أمين لجنة السياسات كلمته لأهالى القرية بـ«إن القرية لها نصيب وافر من خطط التنمية فى الصعيد، وإن الحكومة استثمرت فيها – القرية – مبالغ ضخمة، وإن الهدف من الزيارة ليس تعديد ما تم إنجازه».

فى صفحتها على «ويكيبديا» (الموسوعة العربية الحرة) التى أنشئت قبل تاريخ الزيارة، يأتى وصف القرية بـ«تمتاز بكونها قرية أم، تضم العديد من القرى والنجوع الأخرى مثل الجبيرات والطوالب ونجع الديب وغيرها من القرى والنجوع.

وقد تم تصنيفها من ضمن القرى المنتجة والمطورة نظراً لوجود عدد كبير من المدارس والمعاهد الأزهرية وكتاتيب تحفيظ القرآن الكريم فيها «وبعيدا عما يطرحه التناقض بين ما هو معروف، وبين اختيار القرية ضمن خطط الحزب الوطنى لتنمية القرى الأكثر احتياجا، تبقى قرية نزلة القاضى، التى تضم فى أحضانها قرية صغيرة تدعى «الجبيرات»، عنوانا لصعيد وصفه أحد أهالى القرية مستنكرا إهماله بـ«ربنا خلق الصعيد بعدما استكفى».

فى نزلة القاضى ٥ مدارس، وفى الجبيرات مدرسة وحيدة، فى نزلة القاضى وحدة صحية، وفى الجبيرات وحدة أكبر مغلقة، فى الأولى مجلس محلى، وفى الثانية شباب يملأ الشوارع، تتشابك العلاقات بين القريتين، ويظل القمح والبرسيم محصولهما الأول، ويظل بنك الائتمان الزراعى، همّهما الأكبر.

يقول سيد درويش، صاحب الأربعين عاما، والقابض على «لىّ الشيشة» فى نهار يوم خريفى حار: «بنك الائتمان اسم على غير مسمى يا أستاذ، العام الماضى بعت نصف أرضى لأسدد ٧٥ ألف جنيه قيمة الفوائد المتراكمة على أرضى «يسحب نفس من الشيشة وينفخه فى الهواء قبل أن يكمل «لما أستاذ جمال زار القرية، اشتكوا له من الديون، ووعد ناس كتير بجدولتها وخصم نسب كبيرة منها، وفعلا أعرف ناس كتير اتخصم لهم جزء من ديونهم، بس مش عارف بيوصلوا له ازاى».

فى ذلك السرادق «أوضح جمال مبارك أن مشكلة الصرف الصحى تمثل تحديا حقيقيا، لذلك فهى تمثل محورا أساسيا فى البرنامج»، يقول «درويش»: «جابوا المواسير من سنة، ورموها على الأسفلت، وحفروا الطريق، وفص ملح وداب، ولا منهم وصَّلوا الصرف، ولا منهم رصفوا الطريق، وأعضاء مجلس الشعب اختفوا بعد الزيارة، ولن يظهروا مرة أخرى إلا فى الانتخابات الجاية، وقتها يا بخت اللى يموت أبوه ..الأعضاء كلهم يعزوا فيه».

داخل القرية وبشكل لافت للنظر، ينتشر الشباب فى كل مكان، يجلسون تحت الأشجار، وعلى المصاطب والنواصى، يقول ابراهيم بكالوريوس حقوق ٢٠٠٥: «أكبر مشكلة عندنا فى البلد هى البطالة، الشباب فى كل مكان مش لاقيين شغل، ولما الأستاذ جمال زار البلد، وعدنا بمشاريع لتشغيل الشباب، ومفيش ولا واحد فى البلد اشتغل».

يلتقط طرف الخيط، عز محمد (معهد حاسب آلى ٢٠٠٢) ويكمل «أصغر موظف فى القرية عمره ٤٥ سنة، والمنطقة الصناعية لا يعمل فيها إلا من يملك واسطة كبيرة، أو على علاقة بأعضاء مجلس الشعب، وباقى الشباب لا يجدون أى فرصة للعمل الشريف، والزراعة لم تعد مجدية، وقبل الزيارة عملوا مشروعاً لتشغيل الشباب، وعندما ذهبنا اكتشفنا أن العمل المطلوب هو زرع أشجار ضمن مشروع المليون شجرة، لمدة ٤ أيام، مقابل ٢٥٠ جنيهاً»..

ومن كلام أهل القرية لكلام سبقه بنحو عام فى نفس القرية على لسان جمال مبارك «إن وتيرة العمل ستتسارع خلال الفترة المقبلة فى القرى التى يضمها البرنامج لضخ المزيد من الاستثمارات، وهذا الأمر فى حد ذاته سيخلق فرص عمل جديدة لأهالى القرى».

وسط سنابل قمح نامية، وبفأس معجون بالطين، وقف محمد (١٩ سنة) وسط الأرض، مبتسما برضا، وبوجه اختلط فيه الطين بالعرق، بدأ فى الحديث: الزراعة لم تعد مربحة، وفدان الأرض بيرمى ١٢ أردباً، الواحد بـ٢٥٠ جنيهاً، بيكلف حوالى ٨ شكاير كيماوى، الواحدة بـ٨٠ جنيهاً، وبعد خصم الإيجار الذى يصل إلى ٣ آلاف جنيه، يبقى السنة مش جايبة همها، وقلتها أحسن،

وفى الآخر يقف لنا بنك الائتمان بالبوكس على باب البيت». ينتهى كلام محمد بعد عام من انتهاء خطاب أمين لجنة السياسات فى الحزب الحاكم، الذى قال فيه «نعرف أن الزراعة مكون أساسى وباب رئيسى لتوفير فرص العمل ولذلك عقدنا اجتماعا منفصلا مع عدد من ممثلى المزارعين فى القرية للاستماع إلى مشكلاتهم للعمل على حلها فى أقرب فرصة ممكنة وبأفضل السبل المتاحة».

بجوار حفيده الصغير أحمد، وعلى بعد خطوات محل صغير لابنه ياسر، جلس الحاج محمد،محتميا من الشمس الحارقة بظل جدار نصف مهدم، وبحكمة الكبار يلخص « من سنة ٨٦ مفيش شاب اتعين فى القرية، وأعضاء مجلس الشعب كدابين، ولا نستفيد منهم فى أى شىء.. يزورونا يخسرونا صندوق ساقع ويمشوا،

وحتى السكن اللى قال عليه الأستاذ جمال لما دخل القرية، ووعد الناس بمساكن شباب لم يحصل أى شاب فى القرية على شقة فيها، ولا منهم وفروا لنا سكن ولا تركونا نبنى، بسبب قانون يمنع توصيل الكهرباء والمياه إلا فى البيوت المبنية فى شوارع عرضها ٤ أمتار، بالذمة فيه شارع فى قرية عرضه ٤ متر؟».

ورغم تأكيد جمال مبارك على أهمية «الخدمات الصحية لأنها الأكثر تكليفا على الأسرة ولا تحتمل الانتظار» على حد تعبيره، فإن قرية نزلة القاضى بها وحدة صحية لا يعمل فيها إلا طبيب واحد، بينما تملك الجبيرات وحدة صحية كبيرة، يصف بعض الأهالى الأجهزة التى تضمها بالملايين، ولكنها مغلقة بأقفال صدئة، مما يضطر أهل القرية للذهاب للقرى المجاورة...

وعلى بعد أمتار من الوحدة الصحية، يقف مركز شباب القرية فراغا وسط الفراغ، لا يميزه إلا عارضتان حديديتان، و«مقام» نصف مهدم لـ«ولى» بلا اسم، هجر أهل القرية عادتهم فى إشعال الشمع من أجله عندما لم يصيبهم الدور فى التطوير.

اجمالي القراءات 4407
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   خـــالد ســالـم     في   السبت ٢٢ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47990]

لمعرفة سبب زيارة جمال مبارك لهذه القرى الفقيرة والمطحونة .؟ اقرأ هذا التعليق.!!!!!

جمال مبارك يزور القرى الأكثر فقرا .!!!!
أولا هذه القرى وهذا التوصيف (الأكثر فقرا)) سببه الرئيس مبارك الاب وحاشيته وأولاده
سبب اللزيارة معروف ومفهوم بالطبع ليس فيه أى نيه لاصلاح حال هؤلاء الفقراء او عمل مشروعت لتوفير وظائف لهم أو مساعدتهم فى حياة تليق بالانسان ليس هذ هو السبب الحقيقي من الزيارة ومن يظن ان سب زيارة جمال لمثل هذه القرى تحديدا هو لأجل مد يد العون والمساعده لهم فهو مغفل كبير او جاهل لأن مبارك الاب هو من حول هؤلاء الناس على مدى ثلاثة عقود تقريبا الى هذا الحال وهو من تسبب فى وجوده على هذا الكوكب فى حالة بين الحياة والموت
فليس من المنطقى على الاطلاق ان يفكر فى مساعدتهم او انتشالهم من حالة الموت البطىء التى يعانون منها هم وملايين المصريين
لكن الشيء المنطقى الذي أراه هو ان جمال يزور هذه القرى على مستوى الجمهورية وهو يركز غالبا على زيارة القرى لكى يرصد حالة المصريين ومدى تحملهم وتقبلهم لمزيد من الذل والقهر جمال يرصد لأبيه حالة المواطن المصري الذي صنع على أعين حسنى مبارك على مدى ثلاثة عقود ليحدد ويؤكد لأبيه أن المصريين أصبحوا أشباه بشر أصبحوا هياكل تمشي على الأرض أصبح المصريون أحياء أموات لا يقدرون على مواجهة أى شيء
جمال يزور الفقراء ليرصد ويعرف عدد الفقراء وعدد المحرومين من الوظائف ويرصد مدى حالة البؤس التى صنعها أبيه ونجح ببراعة فيها وهى تدمير وتحطيم الشعب المصري فهو يرصد حالة المصريين ويتعلم درسا من أبيه  لكى ينجح فى السيطرة على شعب فماذا عليه أن يفعل
اعتقد ان سبب الزيارة أصبح واضحا الان

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق