حرية الفكر في الإسلام.. الكتاب الذي لن يقرأه الحاكم ولن يعجب به المحكومون !

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٤ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور


حرية الفكر في الإسلام.. الكتاب الذي لن يقرأه الحاكم ولن يعجب به المحكومون !

حرية الفكر في الإسلام.. الكتاب الذي لن يقرأه الحاكم ولن يعجب به المحكومون !
الجمعة, 23-04-2010 - 10:54الخميس, 2010-04-22 21:43 | محمد هشام عبيه
 

هذه ميزة أساسية في إصدارات مكتبة الأسرة، أنها تعيد طباعة كتب «عمد» لا تهتم جهات خاصة بنشرها لارتفاع تكلفته وضعف العائد منها، كما أنها تستخرج من بين آلاف الكتب في دار الكتب والوثائق، إصدارات مهمة طواها النسيان ولا يوجد سوي هذا الجيل -المنكوب باحتراق ذاكرته- أحوج لقراءتها، وكتاب «حرية الفكر في الإسلام» للشيخ عبدالمتعال الصعيدي، واحد من هذه الكتب المهمة، الذي تعد قراءته «فرض عين» علي الجميع في وقت استباح فيه البعض - وربما الكثير - الإسلام ونزعوا عنه روحه الأساسية.. الحرية.

ما يسجله الشيخ عبدالمتعال الصعيدي - الأزهري المخضرم المولود عام 1895 - في كتابه المهم هذا لن يروق بكل تأكيد للمتشددين الذين يستخدمون الإسلام وسيلة ومرجعية للاعتداء علي الآخر وقتله أيضا لو تطلب الأمر، لكنه أيضا لن يعجب أي حاكم مستبد- وما أكثرهم- كيف هذا وهو يصدر كتابه بتعريف للحرية السياسية بأنها «احترام رأي الفرد في الحكم بحيث لا تضيع شخصيته في شخصية الحاكم، بل يكون لرأيه سلطانه فيما يراه ولو تعلق بشخص الحاكم نفسه، فيكون له الحق في معارضة إسناد الحكم إليه، وفي نقد أعماله بالوسائل النزيهة في النقد».. الكتاب لا ينتصر للحرية السياسية للفرد في الإسلام في سطور قليلة وإنما يفرد لها فصلا كاملا بعنوان «الإسلام والحرية السياسية» ويكتب منحازا لمعارضة الحاكم قائلا:«ولما كانت الأمة مصدر السلطات كان لكل فرد من أفرادها حق في هذه السلطة، فيؤخذ رأيه في تنصيب الحاكم، ويكون له حق الاعتراض علي ما يري الاعتراض عليه من الحكم، ويكون له حرية تامة في ذلك، أصاب في اعتراضه أو أخطأ.. ذلك لأن الفرد كان له حق الاعتراض علي الحاكم في عهد النبوة، وهو ما هو من اتصاله بالوحي السماوي، وكان الاعتراض علي النبي صلي الله عليه وسلم من الأفراد في بعض أحكامه يتجاوز أحيانا حق الاعتراض المقبول».. أين إذن «العلماء» الذين يخرجون ليؤكدوا أنه لا خروج علي طاعة الحاكم إذا كان هناك من اعترض بالأساس علي حكم النبي صلي الله عليه وسلم وهو المعصوم من الخطأ؟.

علي أن هذا الفصل في الكتاب ليس أكثره هدما لأقوال راسخة مغلوطة، وإنما يصل الأمر لذروته في الفصل المعنون بـ«الإسلام والحرية الدينية»، وعليه فيتعامل مع الحديث النبوي الشهير :«أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم» بوصفه من أحاديث الآحاد التي تفيد الظن الذي لا يجب العمل به في العقائد، مؤكدا أن حرية العقيدة في الإسلام هي أصل وليست فرعاً، مستشهدا بذلك بالواقعة الشهيرة التي قام بها الرسول صلي الله عليه وسلم عند فتح مكة عندما قال :«أن من دخل الكعبة ولم يقاتل فهو آمن ومن دخل داره وأغلقها عليه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن» قائلا بأن الرسول لم يقل حينها من أسلم فهو آمن، تأكيدا علي حرية العقيدة في الإسلام ورغبة منه- صلي الله عليه وسلم ـ في أن يكون الاعتقاد صحيحا، ومن هذه النقطة ينطلق الكتاب إلي النقطة الأكثر جدلا في تاريخ الإسلام المتعلقة بالتعامل مع المرتدين عن الإسلام، مستعرضا الأحاديث النبوية الشريفة والوقائع التاريخية في قتال المرتدين قبل أن يصل إلي القول الحسم: «المرتد يستتاب أبدا ولا يقتل» لأنه قريب مما ذهبنا إليه من أن المرتد يدعي إلي العودة إلي الإسلام بالتي هي أحسن، كما يدعي إليه الكافر الأصلي سواء بسواء، وهذا قول ينسب إلي قوم ذكر منهم ابن حزم في كتابه «مراتب الإجماع»، وهم عمر بن الخطاب، وسفيان الثوري، وإبراهيم النخعي.. ولا يكتفي الشيخ عبدالمتعال بقول هذا وإنما يذهب إلي أن المسلمين يجب أن يشغلهم عن دنياهم ما هو أهم من عودة مرتد إلي الإسلام، واشتغالهم باستتابة المرتد أبدا يعطلهم عن مصالحهم، وسيكون له من عقاب الله في الآخرة ما يغني عن اشتغالنا باستتابته إلي هذا الحد، هل يقرأ هذه السطور إذن ويفكر فيها- لم نقل يقتنع - هؤلاء الذين يقيمون الدنيا ويقعدونها عند خروج أحدهم من الإسلام؟

ويختتم الكتاب فصوله بعرض لنماذج ممن أسماهم أحرار الفكر في الإسلام، ويبدأ بعثمان بن عفان رضي الله عنه الذي يعتبر الشيخ الصعيدي أن له إنجازين أساسيين في حرية الفكر أولهما هو التأكيد علي أن يعمل الإنسان للآخرة وألا ينسي نصيبه من الدنيا، فاقتني الأموال وارتدي أفخر الثياب مستفيدا من ثراء الدول الإسلامية في عهده وذلك حتي لا يفهم الناس أن الإسلام مجرد تقشف ولا يتسع لوسائل الحضارة، أما الإنجاز الثاني فهو أن عثمان - رضي الله عنه - جمع المسلمين علي مصحف واحد ووزع نسخاً منه علي سائر الأمصار الإسلامية، وإذا كان الإنجازان قد يبدوان في قراءة سريعة متناقضين، فإن المؤلف يؤكد أنهما يصبان تماما في معني عنوان كتابه حرية الفكر في الإسلام، فمن يقرأ إذن ويعمل عقله في ذلك المعني؟

 

 

اجمالي القراءات 14022
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   السبت ٢٤ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[47392]

هناك فرق بين الشيخ عبدالمتعال والقطب عبد المتعال


 الشيخ عبد المتعال الصعيدي عالم من علماء الأزهر المخلصين لعلمهم ولكلمة الحق أمثال الشيوخ العظام مثل الشيخ  علي عبد الرازق والشيخ المراغي الخ وهناك فرق بينه موقفه وموقف القطب عبدالمتعال الصوفي الذي كان أحد تلاميذ البدوي وكان ضالا ومضلا ولاحول ولا قوة الا بالله

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق