الجمعة ١٩ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
أولا : فى الديانات الأرضية كان ولا يزال موجودا فريضة الاعتكاف ، فعلها قوم ابراهيم حين كانوا يعكفون على عبادة الأصنام : ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ؟ ) ( الأنبياء 52 ) وقد ردوا على سؤاله لهم ( قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ) ( الشعراء 71 ) . وفعلها بنو اسرائيل فى غياب موسى حين عكفوا على عبادة العجل الذهبى الذى صنعه لهم السامرى ليشابه عجل أبيس المقدس لدى المصريين ، وحين نصحهم هارون ( قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ) وجاء هارون فعاقب السامرى وكان مما قاله له :(وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ) ( طه 91 ، 97 ). والمسلمون من الصوفية والشيعة يعكفون على قبور الأولياء والأئمة تقديسا وعبادة وتبركا ـ ولا يرون فى ذلك بأسا ..!!
ثانيا : الاعتكاف للتعبد من ملة ابراهيم ، وهو جائز فى المسجد الحرام وفى أى مسجد ، بل فى أى بيت . وللرجال والنساء على سواء ، إلا إنه لا يجوز للزوجين المباشرة الجنسية وهما معتكفان فى المسجد ، ومن الطبيعى أن يكثر الاعتكاف زمنيا فى شهر رمضان ومكانيا فى البيت الحرام ، ويقول تعالى عن صدّ المشركين لروّاد البيت الحرام (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ) ( الحج 25 ) أى أنهم قسمان : عاكفون وقادومون اليه عبر الصحراء. وقد جاءت الاشارة الى العاكفين فى سياق الحديث عن إعادة ابراهيم وابنه اسماعيل لبناء الكعبة : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ) (البقرة 125 )، وفى سياق الحديث عن رمضان (وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا ) ( البقرة 187 ).
ومفهوم أن قيام الليل يعنى الاعتكاف ، وهذا ما إعتاده خاتم النبيين عليه السلام هو وجماعة من الذين آمنوا معه ، وجاء الحديث عنه فى سورة المزمل (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ). وهذا يعنى أن الاعتكاف يشمل قراءة القرآن والصلاة كما يشما التفكر فى ملكوت السماوات والارض كما جاء فى صفات أولى الألباب (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) ( آل عمران 191 ـ )
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 4994 |
اجمالي القراءات | : | 53,846,671 |
تعليقات له | : | 5,345 |
تعليقات عليه | : | 14,646 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
صلاة الخوف : هل صلاه القصر (في حاله الخوف ) تكون ركعتي ن ...
الطبخ بالخمر : هل الطعا م المطب وخ بالخم ر يكون حرام الاكل...
أيام الله : ما معن 40; مصطلح "ای ام الله" فی...
الوليد بن المغيرة: من هو الحلا ف المهي ن الذى قال عنه الله جل...
ماء زمزم: سؤالى عن مية زمزم هل مازال نفس البئر الذى...
نذر الجاهلية والحرام: ارجو تفسير قولة تعالى في الايا ت 143 , 144 من سورة...
مسألة ميراث: ام توفت وليه ميراث وليه 3بنات و3أول د منهم 2...
غربلة الاحاديث: ماهي المعا يير والقو اعد لغربل ة المنس وب ...
الشهداء فى القرآن : من هو الشهي د في القرا ن؟ وهل يمكن ان يكون من...
ابن عربى : بدون شك قد قرأتم تفسير القرآ ن لابن...
الأوراد: زارنا شيخ صوفى من بلدنا ومن أقارب ى ، وصليت...
Divorce: My questions are basically around the issue of divorce and I wanted to >know your...
المصحف العثمانى : مثلما حدث مع البخا ري حين وقع أختيا ره على 7593...
عقبى وعاقبة : ما هو الفرق بين ( عقبى ) و ( عاقبة )؟...
moreالشقاء : ( وكفاية بقى .. تعذيب وشقا ).!
السيدة خديجة بين القرآن الكريم والتاريخ
القاموس القرآنى : (حسب ) ومشتقاته في القرآن الكريم
دعوة للتبرع