سؤالان

الجمعة ١٤ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : هل النبي واصحابه وازواجه معصمون من الضلال والكفر ؟ يقول الله عن ازواج النبي ان تتوبا الي الله فقد صغت قلوبكما وفي الاحاديث التي يعتقد بها السنة الاية نزلت في عائشة وحفصة لكن السؤال هل هناك اية في كتاب الله تخبر عن انهم تابوا ؟ يعني هل ازواج النبي معصمون من الضلال والكفر بعد موت النبي وهل اذا ضلوا هل يصبحون امهات المؤمنين ولا يجوز الزواج منهم ايضا ؟ السؤال الثانى : يستشهدون بهذه الاية علي عدالة كل الصحابة ﴿لا يَستَوي مِنكُم مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذينَ أَنفَقوا مِن بَعدُ وَقاتَلوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ﴾ [الحديد: ١٠] يقولون بما ان الله واعدهم الحسني اذن يدخلون في هذه الاية ﴿إِنَّ الَّذينَ سَبَقَت لَهُم مِنَّا الحُسنى أُولئِكَ عَنها مُبعَدونَ﴾ [الأنبياء: ١٠١] يقولون ان الله هو الذي عدلهم وشهد بعدالتهم بدليل انه ابعدهم عن النار اذن مستحيل يكذبوا علي النبي والا سنطعن في علم الله ويجب ان نقبل حديثهم عن النبي اذا صح السند عنهم وايضا قول الله لقد تاب الله عن النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة هذه الاية في سورة التوبة والمعلوم ان هذه السورة اخر ما نزل من القرأن كما في كتبهم هل هذا ضمان من الله كما يقولون انهم لن يضلوا وان الله تاب عليهم كلهم وانهم مبعدون عن النار لان الله وعدهم الحسني وان وعد الله حق و اتمني من حضرتك الاجابة يا استاذ احمد انا بحب مقالاتك واحمد الله انه هداني لكتابه ولا اشرك به شيئا.
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ عن تحذير النبى محمد عليه السلام من الوقوع فى الشرك ، قال له جل وعلا  :

1 / 1 : ( وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ (106)   يونس ).

1 / 2  : ( وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكَافِرِينَ (86) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)   القصص ) .

1 / 3 : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113) هود )

1 / 4 : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ (65) بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ (66)    الزمر )

هذا عن النبى محمد عليه السلام فكيف بأصحابه وأزواجه ؟

ما سبق هو عن الاسلام كعقيدة وطاعة لله جل وعلا وحده . أما الاسلام السلوكى بمعنى السلام والايمان السلوكى بمعنى الأمن والأمان فهو فى التعامل بين الناس ، وكل من لا يرفع السلاح ويعتدى وكل من لا يقوم بالاكراه فى الدين فهو مؤمن مسلم حسب سلوكه . ومن هذا النوع كثير من الذين آمنوا سلوكيا ولكنهم كانوا يشربون الخمر ويلعبون القمار ويتخذون الأزلام الجاهلية ويعكفون عبادة للأنصاب أى القبور المقدسة ، يتمتعون بالحرية الدينية فى الدولة الاسلامية فى المدينة فى عهد النبى محمد عليه السلام . قال لهم جل وعلا فى أوائل السور المدنية : ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)  الحج ) ، ولم يطيعوا فقال الله جل وعلا فى أواخر ما نزل فى المدينة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) المائدة ) . تدبر قوله جل وعلا لهم ( فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ ).

الزواج فى الاسلام يكون طبقا للاسلام السلوكى بمعنى السلام . ولذا كان التزاوج بين الصحابة من مؤمنين ومنافقين لأنه يجمعهم السلام أو الاسلام السلوكى .

تحريم الزواج بمن تزوجها النبى محمد عليه السلام هو حُكم خاص مؤقت بحياتهن . ولا شأن لنا به، ولا شأن له بمدى صدقهن فى الايمان والاسلام.

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ لنا حلقات فى برنامج لحظات قرآنية فى تدبر سورة التوبة ، نقوم بتسجيلها الآن .

2 ـ شياطين الانس من أتباع الديانات الأرضية يتلاعبون بالقرآن الكريم ، يختارون آيات يفصلونها عن سياقها ، ويحرفون معناها لتتفق مع أهوائهم . سورة التوبة تصف مجتمع المدينة فى أواخر عهد النبى محمد ، وأكثر الحديث فيها عن الصحابة المنافقين العلنيين الذين كانوا يجهرون بالكفر وإيذاء النبى ، ومنهم منافقون كتموا كفروا ومردوا على النفاق ، ومنهم مؤمنون صادقون سابقون ومنهم من خلط عملا صالحا وآخر سيئا . وكلهم طبقا للمفهوم السُنّى ( صحابة ). شياطين الانس يتجاهلون كل هذا ، ويؤولون بعض الآيات التى ينتقونها يجعلونها توافق أهواءهم .

3 ـ  ينطبق هذا أيضا على آيات سورة الحديد . يكفى تدبر قوله جل وعلا للمؤمنين من الصحابة فقط المؤمنين سلوكيا فقط: ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10). هنا دعوة لهم الى الايمان القلبى فى التعامل مع الله جل وعلا .

4 ـ الذين يجمعون بين الاسلام السلوكى ( السلام ) والاسلام العقيدى ( تقوى ) هم أصحاب الجنة التى لن يدخلها إلا المتقون من كل زمان ومكان . قال جل وعلا :( تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63)مريم )

5 ـ أما الذين يلحدون فى آيات الله جل وعلا فى القرآن الكريم فقد هددهم رب العزة جل وعلا فقال عنهم : (  إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)  فصلت ).

6 ـ  وهنيئا لهم وما إختاروه لأنفسهم .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1355
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4991
اجمالي القراءات : 53,695,643
تعليقات له : 5,344
تعليقات عليه : 14,646
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


الافطار بسبب الولادة: ارجو توضيح الفرق بين القلب والفؤ اد .كما...

أسئلة متنوعة : اود السؤا ل في بعض النقا ط وهم 1- هل هناك دور...

حمار الامام الكلينى: لمجرد التسل ية حتى الحمي ر عندها اسناد نعم...

ملحد حمار: قرأت منشور ا لأحد أعضاء كروب حوارا ت علمية...

شق الجيوب.!!: جنازة العمد ة فى البلد كانت جنازة فظيعة . حضر...

العفو والمقدرة : هل العاج ز حين يعفو وهو ليست لديه مقدرة مثل...

صلاتى وقت الإغماء : منذ بلغت الأرب عين وأنا أحافظ على الصلا ة فى...

الاستاذ ابن قرناس: بخصوص كتاب( سنة الأول ين )، فقد وجدت له على...

هذا حرام قطعيا: احيا نا الناس في وصفها لأشخا ص عندهم مواهب...

أسئلة أخرى متنوعة : 1-التف صيل في القرآ ن يعني الترج مة ...

شكرا جزيلا: فرق شاسع بين تشريع الرحم ان جل وعلا...

الحيض من تانى ..!: سلام عليكم قرات للسيد عدنان ان الصلا ة وقت...

عن حنيف / حنفاء : السؤا ل الموج ع يقول : ( الملا حظ ورود كلمة (...

الزهرى وابن اسحاق: ارجو منك ان ترسل الي بحثك الذي اثبت فيه ان...

توثيق تاريخ المسلمين: هل معتبر (موثق) عندكم تاريخ الاسل امي؟ ...

more