آحمد صبحي منصور Ýí 2012-04-23
أنواع آلهة المشركين
تأتينا أسئلة تطلب الفتوى ، وننشر الاجابة عليها فى موقعنا ( أهل القرآن ) وبعض الأسئلة تكون مهمة فنحتاج الى نشرها فى مقال لعموم الفائدة ، ومنها هذا السؤال : ( هناك من يعبد عيسى عليه السلام وهناك من يعبد بوذا ، وهناك من يقدس الحسين ومن يقدس الشاذلى والسيد البدوى والشافعى .. أريد أن أعرف الفارق بين هذا وذاك .). وأقول :
أولا :
1 ـ من حيث الفارق فهناك ( فارق ) حسب توجيه سؤالك . إن كنت تسأل عن الفارق بين المشركين الذين يقدسون البشر والحجر فليس بينهم ( فارق ) . من حيث الشرك العقيدى والقلبى فالمشركون سواء فى الكفر مهما إختلفت آلهتهم المزعومة وأساطيرهم ، سواء كانوا يعبدون محمدا أو عيسى أو بوذا أو آمون أو رع أو ميثرا أو السيد البدوى أو على أو الحسين أو فاطمة أو زينب أو اوزريريس وايزيس أو مريم أو الأم تريزا . هم سواء فى الشرك والكفر لأنهم فى الحقيقة يرسمون خرافة زائفة عمن يعبدونه وعمّا يعبدونه ويقدسونه. وهم يقتنعون بهذه الخرافة ويهملون عقولهم بحيث يسجدون ويتبتلون لقبر مبنى من حجر وطوب وأسمنت وزجاج وقماش ، أو يتوسلون بتمثال هم نحتوه بأيديهم ثم يطلبون منه المدد ورفع الضرر. العبادة تتوجه الى ذلك الحجر المصنوع وليس الى الجسد المدفون الذى تحول الى هيكل عظمى بل الى رماد وتراب . ولكنهم يؤمنون بحياة ذلك الاله مسجونا فى حفرة ضيقة تحت الأرض التى يقفون عليها بأقدامهم ، يعظّمون من يقفون فوق رأسه بأقدامهم ، ويقدّسون من حكموا عليه بالحياة مسجونا داخل حفرة لا يستطيع الخروج منها ، وهم فى غفلتهم لا يتساءلون عن موقفهم لو خرج لهم جسد الولى المقدس من القبر يفتح ذراعيه لهم مرحّبا بهم ؛ هل سينهاون عليه تقديسا وتبريكا أم سيلوذون منه فرارا ويمتلئون منه رعبا ؟ .
2 ـ أى عقل سليم يرفض تقديس البشر والحجر ، مما يؤكد الحقيقة القرآنية أن هذا الافك من صنع الشيطان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )( المائدة 90). فهو الذى أقنع أتباعه بعبادة وتقديس ذلك الرجس . لذا ففى الحقيقة فإنّك إمّا أن تعبد الله وحده ، وأمّا أن تعبد الشيطان ، لأن تقديسك لبشر وحجر هو تقديس للشيطان . ومن هنا فإن الله جل وعلا سيقول لبنى آدم يوم القيامة : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْأَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) ( يس 60 : 64 ). تخصّص الشيطان فى غواية كل جيل من بنى آدم ، بأن يخدعهم ويضلهم ويمنّيهم بالشفاعات :( لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا )(النساء 118 : 121)
3 ـ بالخداع وأمانىّ الشفاعات يوسوس الشيطان للناس . يبدأ الخداع بتحويل الحب الى تقديس وعبادة وتأليه . الناس تحب النبى فيحوّل الشيطان حبهم للنبى الى تأليه له . الناس تحب وتحترم الصحابة أو بعض الصحابة أو بعض المشهورين بالصلاح ، يتدخل الشيطان ويحوّل الاحترام والتقدير الى عبادة وتقديس ، ثم يجعل هذه الآلهة المزعومة موظفين فى خدمة المشركين ، وظيفتهم الشفاعة ، يقومون بادخال المشركين والعصاة والمجرمين الى الجنة بالشفاعات . وبهذا الإفك فإن هؤلاء الشفعاء يملكون يوم الدين دون رب العالمين طبقا لاعتقاد المشركين ، وتنفيذا لخداع الشيطان الرجيم . وطالما يملكون ـ بزعمهم ـ الشفاعة والحظوة والمنزلة عند الرحمن فلا بد من التوسل بهم ليكونوا واسطة ، ولو كانوا قد ماتوا فليست هناك مشكلة ، يقام على رفاتهم قبر مقدس . وإن لم نعرف مكان موتهم فليست هناك أيضا مشكلة ، يمكن سبك اسطورة بموتهم هنا أو هناك أو حتى فى عدة أماكن فتقام للشخص الواحد عدة قبور . و لو كانوا قد ماتوا بعيدا فى بلد آخر ..هذه أيضا ليست مشكلة، يمكن إقامة نصب مقدس على ذكراهم ونقدم له القرابين والنذور وننشر عنه المعجزات والكرامات والأساطير . وهذا فيما يخصّ الأنبياء والصالحين الذين يحظون باعجاب وحب وتقدير أتباعهم يخدعهم الشيطان فيتحول هذا الى تأليه .
4 ـ ثم هناك أتباع للشيطان يدعون الناس علانية الى أن يتوجهوا لهم بالتقديس والعبادة ، وهم يعلنون للناس أنهم المختارون من لدن الله وأنهم الممثلون له والمتحدثون باسمه والحاكمون بأمره والناطقون بنهيه ، والحاملون لوحيه ، وهم الشفعاء يوم الدين وهم الواسطة للوصول لرب العالمين ، وأن أى علاقة بين الناس ورب الناس لا بد أن تمرّ بهم . أولئك هم شياطين الانس ، مخترعو الافتراء والوحى الشيطانى من أحاديث ( نبوية وقدسية ) ومنامات وعلم لدنى . ترى هذا الافك هو القاسم الأسفل لكل الأديان الأرضية وأجنحتها السياسية ، لا فارق هنا بين السنة والتصوف والتشيع .كلهم يعتقد فى أئمته العصمة والتنزه عن الخطأ، ويعتبر إنتقاد الامام كفرا وخروجا عن الملّة .
ثانيا :
1 ـ هنا تجد ( الفارق ) ليس بين المشركين فقد تشابهت أفئدتهم ، ولكنّ الفارق بين الشخصيات المعبودة ، فهناك أنبياء وصالحون يرفضون أن يؤلههم أحد بل كانت دعوتهم ورسالتهم وكان جهادهم ضد الشرك وتقديس البشر ، ثم خدع الشيطان الناس فجعلهم يقدسون هؤلاء الأخيار بعد موتهم ، ورغم انوفهم . فى المقابل هناك الصنف الأسفل من شياطين الإنس الدعاة لأن يقدسهم الناس ، وترى هذا فى الدين الصوفى بالذات ، وفى دعوة أوليائه للناس كى يقدسوهم ويحجوا الى قبورهم ، وفى مزاعمهم بأنهم يملكون الشفاعة وأنهم من (اهل الله ) أو ( أهل الحضرة ) أى الحضرة الالهية يجلسون مع الله جل وعلا عما يقولون علوا كبيرا . ومثلهم الشيعة فيما يقولونه عن أئمتهم . وقبلهم كان عرب الجاهلية يقدسون الملائكة ويزعمون انها بنات الله تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . و فى التراث الصوفى بالذات تمتلىء كتب أئمة الصوفية بالزعم لأنفسهم بالألوهية والدعوة للناس كى يقدسوهم ويحجوا اليهم أو الى قبورهم، وبمزاعم أتباعهم فى تأليههم وعبادتهم . ونأخذ منها أمثلة سريعة ننقلها من كتابنا ( أثر التصوف فى العبادات فى العصر المملوكى ):
2 ـ كان الشيخ الصوفى يتعامل مع المريد على أنه الاله لذلك المريد ، فابراهيم الدسوقي يقول لمريده (يا مريدي إن صدقت معي وصح عهدك فأنا منك قريب غير بعيد ،وأن في ذهنك وأنا في طرفك ، وأنا في جميع حواسك الظاهرة والباطنة ) .وقال (إن صدق المريد مع شيخه ونادى شيخه من مسيرة ألف عام أجابه ، حياً كان الشيخ أو ميتاً ، فليتوجه المريد الصادق بقلبه إلى شيخه في كل أمر دهمه في دار الدنيا فإنه يسمع صوت شيخه ويغيثه مما هو فيه ، ومهما ورد عليه من مشكلات سره يطبق عينيه ويفتح عين قلبه فإنه يرى شيخه جهاراً فإذا رآه فليسأله عما شاء وأراد) . فالدسوقي ينتحل لنفسه وللشيخ الصوفي صفات الله تعالى ، فيجعل من الولي الصوفي قريبا ًمن مريده ومهما ناءت بينهما المسافات فهو أقرب إليه من حبل الوريد ،ثم هو – أى الصوفي – يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ولو من مسيرة ألف عام وكل ما على المريد أن يدعو شيخه بصدق وإخلاص فيرى الإجابة محققة ..والصلاة – أو الدعاء – تكون رغبه أو رهبة ، وأكبر الخوف من النار وأعظم الرغبة في الجنة ، ومع أن الله تعالى هو خالق الجنة والنار ،إلا أن الدسوقي استكثر أن تخرج الجنة والنار عن منطقة نفوذه فيضيع منه جانب من الصلاة له والتوسل به ، فكان يقول (أنا نار الله الموقدة ، أنا جنة الخلد ، أنا بي يستغيث الناس فيغاثون). وصارت دعوة الصوفية للتوسل بهم حقاً لكل صوفي مشهور أو غير مشهور .. فتاج الدين النخال (ت824 هـ) كان يقول (إن حصلت لك شدة وكنت في أى جهة فتوجه إلى مصر وقل يا شيخ تاج الدين يا نخال فإن كنت في المشرق أو في المغرب أتيتك بأسرع ما يمكن) . وبعد موت الصوفي لا تنقطع دعوته لمريديه بالتوسل إليه والصلاة عند قبره ليستجيب لهم ، حتى أن أحدهم يزعم أنه دعا الله بدعاء مأثور فى جلب الرزق فرأى شيخه المنوفي بزعمه – وكان ميتاً – يقول في منام (أما يستحي أحدكم أن يكلف جبريل في شيء من الرزق) .،ذلك أن أتباعه كانوا يتوجهون إلى قبره يتوسلون به فيقضى حاجتهم بزعمهم ، ونحو ذلك ما قاله سالم العفيفى عمن يزور قبره ولا يتوسل به( أنا أعجب ممن يزورني ولا يدعو ولا يسأل حاجة ) .
5- وواضح ان تلك المنامات المسندة للشيوخ إنما حكيت على ألسنة الأتباع من سدنة الأضرحة المتعيشين على النذور التي تقدم والهبات التي تمنح .. وقد يكون منهم ابن للشيخ المتوفي لم يرث إلا سمعة والده وهو حريص على تنميتها بعد ان تحول إلى ضريح ..من ذلك ما حكي عن محمود ولد شمس الدين الحنفي الصوفي الشهير في العصر المملوكي من أنه أصابته فاقة بعد وفاة والده فجلس أمام ضريحه وشكى إليه حاله وذكر قول أبيه للمريدين (من كانت له حاجة فليأت إلينا ويطلب حاجته فإن ما بيني وبينكم غير ذراع وكل رجل يحجبه عن أصحابه ذراع من تراب فليس برجل ) ، فلم يشعر إلا برجل يقدم له خروفاً مشوياً وخبزاً كثيراً. ورويت قصة أخرى عن نفس الإبن توسل بأبيه من أجل الثياب .وبعد موت الشاذلي وازدياد شهرته بتكاثر الطريقة الشاذلية وفروعها عظم التوسل بالشاذلي وحمل أتباعه الأوائل لواء الدعوة للتوسل به .. يقول مكين الدين الأسمر ( الناس يدعون إلى باب الله تعالى وأبو الحسن يدخلهم على الله ) . ويقول أبو العزايم ماضي أنه استغاث بالشاذلي عندما كانت العرب تنهب الحجاج واغاثه الشاذلي ، رغم أنه مقيم بالإسكندرية ، وقاضى القضاة فى العصر المملوكى أبن الميلق الشاذلى كان يقول :
فكن شاذلي الوقت تحظى بسره
وفي سائر الأوقات مستغنياً بعن
فإنــــي له عـــبد وعبد لعبــــده
فيا حبذا عبد لعبد أبى الحــسن
وإذا لم أكن عبداً لشيخي وقدوتي
إمامي وذخري الشاذلي أكن لمن؟
ولقد إنصاع المريدون لأوامر الشيوخ بتقديسهم فاعتبروا مجرد رؤية الشيخ عبادة .. يقول ياقوت العرشي تلميذ أبي العباس المرسي ( النظر في وجه الولي على جهة التعظيم ساعة واحدة خير للمريد من عبادته وحده خمسين عاماً) . وعليه فيمكن للمريد ان يكتفي بنظرة لإلهة عن أداء الصلاة لله تعالى- وكان الشيخ بدر الدين المهدي يقول عن أشياخ رفاقه ( كانت رؤيتهم عبادة) .وقيل في ترجمة على بن وفا الشاذلى ت 807 (دان أصحابه بحبه، واعتقدوا رؤيته عبادة ،وتبعوه فى أقواله وأفعله ،وبالغوا فى ذلك مبالغة زائدة ،وسموا ميعاده المشهد ،وبذلوا له رغائب أموالهم ،هذا مع تحجبه التحجب الكثير) . فعلىُ بن وفا جعل من نفسه إلاهاً ، واعتبره أتباعه كذلك، فاعتقدوا ان رؤيته عبادة.. ولم يزدد بذلك على وفا إلا غلواً، فطالب مريديه بالصلاة له حتى ( يتحقق ) بهم ويمنّ عليهم يشيء من ألوهيته..يقول( لم أجد الآن مريداً صادقاً يتقرب إليَ حقيقة حقه عندى بالنوافل حتى أحبه ،ولو وجدته لوافيته بحقه، فأحببته فكنت هو) .وكان الإعتقاد في شفاعة الولي الصوفي سائداً في العصر المملوكي ، وبحجة الشفاعة المزعومة طالب بعضهم الأتباع بالصلاة إليهم حتى يشفعوا فيهم ،فكان أحمد الزاهد يقول (ما دخل أحد إلى مسجدي هذا ثم صلى ركعتين إلا أخذت بيده في عرصات القيامة ، فإن الله شفعني في جميع أهل عصري) . وعلى ذلك فهو يطلب من جميع معاصريه أن يصلوا له في مسجده كي يشفع لهم وإلا فلا ..
ومثل الصلاة للولى كان الحج اليه ، وكانت كراهية الصوفية للكعبة ، يقول الغزالي في الإحياء حديثاً موضوعاً لا أصل له وهو(أن الله تعالى شرف الكعبة وعظمها، ولو أن عبداً هدمها حجراً حجراً ثم أحرقها ما بلغ جرم من استخف بولي من أولياء الله تعالى) . وقد أورد النويري في الإلمام هذا الحديث بنصه وأضاف حديثاَ آخر مفترى يقول( من آذى لي ولياً من أولياء الله تعالى فكأنما هدم الكعبة سبعين مرة ) . وهما متأثران بحديث الولي ( من عادى لى وليا ) الذى افتراه البخارى . فالصوفية يجعلون من الاستخفاف بأحدهم جرماً يعظم على تدمير الكعبة وإحراقها.. فهو تفضيل لا يخلو من حقد، وإلا فما الداعي لقولهم (ولو أن عبداًهدمها حجراً حجراً ثم أحرقها .. ) أو (فكأنما هدم الكعبة سبعين مرة) .. والمؤمن الحق يستعظم أن ينطق بذلك عن بيت الله العتيق أو أن يتخيله مجرد تخيل، أما الصوفي فيعبر عن مشاعره نحو الكعبة بهذا الإفك المفترى ، ليجعل للولي الصوفي مكانة حتى لو هدم في كلامه الكعبة سبعين مرة أو أحرقها حجراً حجراً.وحقد الصوفية على الكعبة – بسبب طواف الناس حولها – جعلهم يبتكرون في كراماتهم المزعومة أن الكعبة تطوف بالولي .. يقول اليافعي (روي أن جماعة شوهدت الكعبة تطوف بهم طوافاً محققاً) وقد فصل اليافعي هذه الأخبار ، ويقول كاتب مناقب المنوفي (وقد حكى جماعة أن الكعبة رؤيت تطوف ببعض الأولياء) . وحكى الشعراني أن الكعبة كانت تطوف (بالشيخ محيى الدين بن عربي) ..وقد قال أبو العباس البصير(لله رجال يطوف بهم بيته، فنظر أبو الحجاج الأقصري فإذا الكعبة تطوف بأبي العباس، وقال الأنبابي : ولا ينكر ذلك، فقد تظافرت أخبار الصالحين على نظائر ذلك) .وإذا كانت الكعبة تطوف بهم فلا حاجة للمريد للذهاب للكعبة فهى طوع أمر سيده وتطوف به فشيخه أحق منها بالطواف حوله ، وهذا ما كان يحدث،فالفقير يطوف بشيخه ويزعم أنه رأى الكعبة تطوف بشيخه ، فشيخه أحق بالطواف حوله منها ، وقد ورد فى مناقب عبد الرحيم القنائى أن مريداً أراد الحج فأمره عبد الرحيم(أن قم طوف بى أسبوع ، فقام الفقير وطاف بالشيخ ، فأنكر الراوى في نفسه فرأى فى المنام الكعبة تطوف بالشيخ فاستيقظ) فقال له عبد الرحيم القنائى مكاشفاً (من الرجال من يروح إلى البيت حتى يطوف به ،وأنا من الرجال من يجئ البيت يطوف به) .وقيل فى مناقب الوفائية أن ابن هارون (قصد زيارة أبى الحسن الشاذلى فى خيمته،فاغتسل كغسل الإحرام، وطاف بخباءالأستاذ أسبوعاً، فأنكر عليه أصحابه فقال:والله ما اغتسلت وطفت الأسبوع إلا وقد رأيت الكعبة طايفة به) .وجاء فى مناقب الحنفى أن مريدا استأذنه فى الحج فأغفى بين يديه، فرأى فى منامه الكعبة تطوف بشيخه ، ولما استيقظ كاشفه الحنفى فقال (الشأن) لمن يطوف بالكعبة؟ أولمن تطوف به الكعبة؟) .هذه بعض النقول من موسوعة التصوف المملوكى ، الجزء الخاص بالعبادات . ويتضح منها أن بعضهم زعم لنفسه الالوهية ودعا الناس للحج الى قبره وتقديسه والصلاة اليه .
ثالثا :
1 ـ ونترك هذا الهراء الصوفى ونتجه للقرآن الحكيم لنقرأ كلام رب العالمين فى تقسيم معبودات المشركين الى قسمين : قسم عبده المشركون رغما عنه وبغير رضاه ، مثل الأنبياء والملائكة . ويوم القيامة سيكون الأنبياء والملائكة مساءلين عن هذا فيتبرءون مما يفعله المشركون ، عن عيسى يقول جلّ وعلا : ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( المائدة 116 : 119 ). ستكون مشكلة عيسى عليه السلام تأليه المسيحيين والنصارى له . أما مشكلة النبى محمد عليه السلام فستكون تأليف أحاديث ونسبتها كذبا له ، وهجر القرآن من أجل تلك الأحاديث ، لذا سيتبرا خاتم المرسلين ممّن اتخذ القرآن مهجورا، والله جل وعلا يعتبرهم أعداء للنبى محمد عليه السلام : ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا ) (الفرقان 27 : 31 )، وستأتى الملائكة تستنكر من يعبدها وتتبرأ منهم عندما يسائلهم رب العزة : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعًا وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ) ( سبأ 40 : 42) . وعلى قدر علمنا نقول إنّه على نفس المنوال هناك (على بن أبى طالب ) و ( الحسين ) و ( السيدة فاطمة الزهراء ) و ( السيدة زينب ) وصحابة آخرون يعبدهم الشيعة والصوفية . وهؤلاء الأعلام لم يدعوا أحدا الى تقديسهم ، وسيكونون من هذا الصنف المعبود فى الدنيا رغم أنفه ، ومثل الأنبياء سيتبرءون من أولئك الأتباع أمام الله جلّ وعلا :( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) ( يونس 28 : 30 )( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاء أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ) ( الفرقان 17 : 19).
2 ـ الصنف الآخر مثل أئمة الصوفية والشيعة الدعاة لتقديس الناس لهم فسيكونون فى جهنم مع أتباعهم ، لنتدبّر قوله جلّ وعلا :( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ)(الصافات ـ : 26 )،( إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ لَوْ كَانَ هَؤُلاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ )(الأنبياء 98 : 99 )،( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) ( الشعراء ـ : 102).الأتباع سيقولون عن علماء دينهم الأرضى : (وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ )، وسيقولون لمن كانوا يعبدونهم ( تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ). الله جل وعلا يتحدث بالفعل الماضى عن أحوال يوم القيامة التى لم تحدث بعد . يعبّر عنها بالماضى لتحقق وقوعها ، ولأنه جلّ وعلا فوق الزمان وفوق المكان . أما نحن فنعيش فى قطعة من الزمان تتحرك تحو الأمام فلها ماض وحاضر ومستقبل. وعندما ينتهى (يوم الدنيا ) سيأتى ( اليوم الآخر) الخالد ، وعندها سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.
أخيرا
مسلمون هجروا القرآن وصنعوا لهم أديانا بالزور والبهتان وجعلوا لها إمتدادات سياسية تقام على أساسها نظم حكم وأحزاب تسعى للحكم ، ويتصارعون بهذه الأديان الأرضية يقتلون أنفسهم ويخربون بيوتهم ويدمرون أوطانهم بأيديهم وأيدى الآخرين . ماذا تتوقع لهم من مصير فى الدنيا والآخرة ؟ . رأينا مصير ألاخرة فيما قاله رب العزة فى القرآن . أما مصير الدنيا فيراه كل العالم ..حيث تأتى الأنباء السيئة الدموية من بلاد المسلمين . ثم يقولون إنهم خير أمة أخرجت للناس .!! ..وشرّ البلية ما يضحك .!!
ويقول تعالى (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقانطير المقنطرة من الذهب والفضة) ويقول تعالى ( أفمن اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم)..
سؤال لكم لو سمح وقتكم..
هل يمكن ان يتحول حب المال او الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ومن ميارات الدولارات ا إلى آلهة تعبد من دون الله
وكيف يكون الضلال على علم..
هل من العلماء بكتاب الله وبشرع الله من يتخذ آلهة اخرى غير الله تعالى مثل ( الهوى) الشخصي للعالِم..
وكيف يجتمع العلم الحقيقي والشرك..!!؟
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ، يظن البعض أنه طالما يعبد الله صلاة وصياما وزكاة وحجا ، أنه انهى كل ما عليه من فرض دينية ومن حقه ان يفعل ما يشاء ! نسي أو تناسى أن الاستعانة مساوية تماما للعبادة وبدونها تصبح العبادة شكلية لا جوهر فيها ، وللاستعانة وجوه كثيرة تأخذ الوساطة منها نصيب الآسد ، لكني أردت ان أسأل عن أمثلة أخرى لغواية الشيطان في الطاعات أو العبادات وهي كثيرة .
شكرا لك ،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
1 ـ فى عقيدة المشركين أنه يكفى أن يكون الله جل وعلا معترفا به وأن يكون الاها معبودا . لذا فهم يقولون بعقائدهم وليس بلسانهم ( نعبدك ونستعين بك) أى نعبدك ونعبد غيرك ونستعين بك ونستعين بغيرك . لأن الالوهية شركة عندهم بين الله وآلهة اخرى أتخذوها لتقربهم الى الله زلفى أو لأنها آلهة مستقلة بذاتها وليست واسطة. الاسلام هو كفر باكل اله غير الله وإيمان باله واحد هو الله ، لذا تأتى شهادة الاسلام ( الواحدة ) لتقول باسلوب القصر والحصر ( لا اله إلا الله ) ، أى ليس هناك أله سوى الله . ونقرأ ( إياك نعبد ) أى (لا نعبد إلا إياك ) و ( إياك نستعين ) أى ( لانستعين بسواك ). العبادة هى التطبيق العملى للاعتقاد ، فلو كنت تؤمن بالله وحده الاها لاشريك له فلا يمكن أن تعبد غيره ، ولا يمكن أن تتوسل بغيره أو أن تقدس غيره ، أو أن تضيف بشرا الى شهادة ( لا اله الا الله ) . والبداية كما جاء فى المقال هو أن الشيطان يجعل أتباعه يتطرفون فى حب النبى فيتحول الحب الى تقديس وتأليه . وفى ( موسوعة التصوف المملوكى ) ستأتى أمثلة كثيرة لملامح الشرك العقيدية و التعبدية والسلوكية التى وقع ويقع فيها المسلمون الصوفيون وغيرهم .
2 ـ سبقت الاشارة الى عبادة المال فى قصة الرجل صاحب الجنتين فى سورة الكهف وحواره مع صاحبه . كان هذا حسبما أتذكر فى موضوع ( الحلف بالله ) جل وعلا . وفى مقال آخر من سلسلة أخرى لا أتذكرها كتبنا عن العلم الحقيقى والعلماء الحقيقيون ومعنى ان يقترن العلم بالايمان ، وهذا عكس العلم الظاهرى الذى لا يتعمق ليصل الى عظمة الخالق جل وعلا فيما أبدع . بل إن بعضهم يصمم على رفض ما وراء المادة طالما أن هذه لا تخضع للتحربة العلمية . وهناك علماء دين مشركون يتخصصون فى إضلال الناس . الموضوع يحتاج الى سلسلة مقالات بحثية عن العلم فى التأصيل القرآنى .
والله جل وعلا هو المستعان
إن كنت تسأل عن الفارق بين المشركين الذين يقدسون البشر والحجر فليس بينهم ( فارق ) . من حيث الشرك العقيدى والقلبى فالمشركون سواء فى الكفر مهما إختلفت آلهتهم المزعومة وأساطيرهم ، سواء كانوا يعبدون محمدا أو عيسى أو بوذا أو آمون أو رع أو ميثرا أو السيد البدوى أو على أو الحسين أو فاطمة أو زينب أو اوزريريس وايزيس أو مريم أو الأم تريزا . هم سواء فى الشرك والكفر لأنهم فى الحقيقة يرسمون خرافة زائفة عمن يعبدونه وعمّا يعبدونه ويقدسونه. وهم يقتنعون بهذه الخرافة ويهملون عقولهم بحيث يسجدون ويتبتلون لقبر مبنى من حجر وطوب وأسمنت وزجاج وقماش ، أو يتوسلون بتمثال هم نحتوه بأيديهم ثم يطلبون منه المدد ورفع الضرر. العبادة تتوجه الى ذلك الحجر المصنوع وليس الى الجسد المدفون الذى تحول الى هيكل عظمى بل الى رماد وتراب . ولكنهم يؤمنون بحياة ذلك الاله مسجونا فى حفرة ضيقة تحت الأرض التى يقفون عليها بأقدامهم ، يعظّمون من يقفون فوق رأسه بأقدامهم ، ويقدّسون من حكموا عليه بالحياة مسجونا داخل حفرة لا يستطيع الخروج منها ، وهم فى غفلتهم لا يتساءلون عن موقفهم لو خرج لهم جسد الولى المقدس من القبر يفتح ذراعيه لهم مرحّبا بهم ؛ هل سينهاون عليه تقديسا وتبريكا أم سيلوذون منه فرارا ويمتلئون منه رعبا ؟ .
2 ـ أى عقل سليم يرفض تقديس البشر والحجر ، مما يؤكد الحقيقة القرآنية أن هذا الافك من صنع الشيطان (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )( المائدة 90). فهو الذى أقنع أتباعه بعبادة وتقديس ذلك الرجس . لذا ففى الحقيقة فإنّك إمّا أن تعبد الله وحده ، وأمّا أن تعبد الشيطان ، لأن تقديسك لبشر وحجر هو تقديس للشيطان . ومن هنا فإن الله جل وعلا سيقول لبنى آدم يوم القيامة : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ وَلَقَدْأَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) ( يس 60 : 64 ). تخصّص الشيطان فى غواية كل جيل من بنى آدم ، بأن يخدعهم ويضلهم ويمنّيهم بالشفاعات :( لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا )(النساء 118 : 121)
. يبدأ الخداع بتحويل الحب الى تقديس وعبادة وتأليه . الناس تحب النبى فيحوّل الشيطان حبهم للنبى الى تأليه له . الناس تحب وتحترم الصحابة أو بعض الصحابة أو بعض المشهورين بالصلاح ، يتدخل الشيطان ويحوّل الاحترام والتقدير الى عبادة وتقديس ، ثم يجعل هذه الآلهة المزعومة موظفين فى خدمة المشركين ، وظيفتهم الشفاعة ، يقومون بادخال المشركين والعصاة والمجرمين الى الجنة بالشفاعات . وبهذا الإفك فإن هؤلاء الشفعاء يملكون يوم الدين دون رب العالمين طبقا لاعتقاد المشركين ، وتنفيذا لخداع الشيطان الرجيم . وطالما يملكون ـ بزعمهم ـ الشفاعة والحظوة والمنزلة عند الرحمن فلا بد من التوسل بهم ليكونوا واسطة ، ولو كانوا قد ماتوا فليست هناك مشكلة ، يقام على رفاتهم قبر مقدس . وإن لم نعرف مكان موتهم فليست هناك أيضا مشكلة ، يمكن سبك اسطورة بموتهم هنا أو هناك أو حتى فى عدة أماكن فتقام للشخص الواحد عدة قبور . و لو كانوا قد ماتوا بعيدا فى بلد آخر ..هذه أيضا ليست مشكلة، يمكن إقامة نصب مقدس على ذكراهم ونقدم له القرابين والنذور وننشر عنه المعجزات والكرامات والأساطير . وهذا فيما يخصّ الأنبياء والصالحين الذين يحظون باعجاب وحب وتقدير أتباعهم يخدعهم الشيطان فيتحول هذا الى تأليه .
4 ـ ثم هناك أتباع للشيطان يدعون الناس علانية الى أن يتوجهوا لهم بالتقديس والعبادة ، وهم يعلنون للناس أنهم المختارون من لدن الله وأنهم الممثلون له والمتحدثون باسمه والحاكمون بأمره والناطقون بنهيه ، والحاملون لوحيه ، وهم الشفعاء يوم الدين وهم الواسطة للوصول لرب العالمين ، وأن أى علاقة بين الناس ورب الناس لا بد أن تمرّ بهم . أولئك هم شياطين الانس ، مخترعو الافتراء والوحى الشيطانى من أحاديث ( نبوية وقدسية ) ومنامات وعلم لدنى . ترى هذا الافك هو القاسم الأسفل لكل الأديان الأرضية وأجنحتها السياسية ، لا فارق هنا بين السنة والتصوف والتشيع .كلهم يعتقد فى أئمته العصمة والتنزه عن الخطأ، ويعتبر إنتقاد الامام كفرا وخروجا عن الملّة .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,057,237 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
ليس حراما : حكم شراء الأشي اء التجا رية بشرط أوشرو ط ...
ليس حراما : ما حكم من شغله بيع كتب الحدي ث مثل صحيح...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : ( اعطيت هدية لحمات ى عقد من...
الفرقان : ما معنى الفرق ان ؟...
أهلا بك ومرحبا.: الي اهل القرا ن اشكرك م جدا علي مجهود اتكم ...
more
الدكتور صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله .. مقالك رجعني إلى عصر الصبا وبداية الشباب.. وقبل انتشار الفضائيات..
فقد كان التلفزيون المصري الآثم .. يعرض بعض الأغاني للمطرب والملحن اللص التائب والفنان الغائب عن عالمنا اليوم .. الفنان والملحن / محمد الكحلاوي.. الذي كان يملك صوتا جميلا يؤثر في كل من يسمع أغانيه.. والموسيقى الصوفية من أبرع انواع الموسيقى التي تشد القلب الجامح ..
وكانت له أغنية شهيرة مطلعها ( حب الرسول يا آبا دوبني دوب عن المعاصي ياآبا توبني توب..
وكأن حب الرسول عنده وعند مؤلف الأغنية هو خير من حب الله جل وعلا وخير من كتابه العزيز.. ولم يتب عن السرقة واللصوصية إلا بحب الرسول..! فاللصوص الضالون والذين سرقوا عقول وعقائد المسلمين وثرواتهم عندما يريدون أن يتوبوا .. لايتوبون إلى الله بل يتوبون إلى الرسول.. والرسول منهم برئ..
وذكرني مقالك بقوله تعالى (يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله)
شكرا لك والسلام عليكم ورحمة الله.