الصمد

آحمد صبحي منصور Ýí 2012-02-25


مقدمة :

1 ـ سورة:( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) فريدة فى نوعها ، يعرفها مئات الملايين من المسلمين ، ولكن قلّما أعطوها حقها من التدبر . ومع  إيجازها وقلة عدد كلماتها وحروفها فإن مجالات التدبر فيها لا حدود لها . ومنها أن السورة تجمع بين التفرّد فى صفات الخالق والتصالح مع اللسان الانساني العاجز عن التعبير عن هذا التفرد .   اللسان الانساني لدى أى قوم هو إنعكاس للادراك ، وهذا الإدراك يتكون ويتراكم من التعامل مع المدركات ، وتلك المدركات هى ما يدركها السمع والبصر واليد والحواس . والغيبيات لا تصل اليها مدركات الانسان ، ويتلقاها بالوحى الالهى الذى يأتى عن طريق الرسل ، ثم يتم تحريفه عن طريق شياطين الانس والجن فتتحول الحقائق الى خرافات. وتظل المشكلة ماثلة ، كيف يعبّر الوحى الالهى عن غيبيات لا يعرفها عقل الانسان ولا يلمسها ولا يرها ولا يسمعها. بل إن اللسان البشرى قاصر بألفاظه المحدودوة عن تحديد كل المعانى وكل الاحساسات التى يحس بها الانسان ويدركها . فالانسان يحسّ باللذة الجنسية ويحسّ بالألم ويحس بمتعة الطعام ، ولكن ادواته اللفظية قليلة فى التعبير الكامل عن هذه الاحساسات المدركة ، من هنا يأتى المجاز فى الكلام من تشبيه واستعارة وكناية . ولقد تميزاللسان العربي بفصاحته وقدرته على التأقلم بدليل أنه إستوعب معظم الثقافات للشعوب التى سيطر عليها العرب فى امبراطوريتهم فى العصور الوسطى ، وعبّر عنها علميا وفقهيا ودينيا وفلسفيا عن طريق توليد مصطلحات جديدة وتغيير مصطلحات قائمة واستحداث ألفاظ وأخيلة جديدة تعكس التطورات. نكتفى بهذا،  ونرجع للقرآن الكريم ومنهجه فى تقديم الغيبيات باللسان العربى الذى هو وسيلة الاتصال والتعبير والتفهيم للبشر .

2 ـ أول الغيبيات هى الذات الالهية ، الله جل وعلا . لا نراه ولن نراه ، ولكن نؤمن به ونعبده ونتعرف إجمالا عليه من خلال كونه الخالق جل وعلا . ولكن المعرفة الايمانية به على أنه المستحق وحده للتأليه والعبادة والتقديس وعلى أنه ليس كمثله شىء وعلى أنه الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ؛ هذا التعريف يحتاج الى واسطة باللسان العربى ، توضح له المعنى الغيبى ببساطة وعلى قدر مدركاته وعلى قدر قلة ألفاظه . وهذا ما يتجلى فى سورة الاخلاص التى تتصالح مع لسان البشر العاجز عن تصور الله جل وعلا ، وذات الله جل وعلا التى لا تدركها عقول البشر ولا يستطيع اللسان التعبير عنها . ومن مظاهر هذا التصالح استعمال كلمة ( أحد ) بمعنيين متناقضين ، الأول هو خاص بالله جل وعلا يعبّر عن تفرده وأنه ليس كمثله شىء :( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، أى هو واحد فى صفاته وواحد فى ذاته ، وواحد فى واحد تساوى (أحد )،  ثم استعمال نفس الكلمة لتدل على المخلوق الذى هو عكس الخالق تماما (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ). ثم يأتى ما بينهما ليؤكد هذا التناقض بين الله الأحد وغيره من المخلوقات:(اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ). ما عدا الله جل وعلا فكل المخلوقات الحيّة تتكاثر وتتغذى ، أى تخضع للزوجية (ذكر وانثى ) وما ينتج عنها من كون كل مخلوق حى والدا ومولودا ، كما تخضع فى بقائها فترة الحياة الى تغذية تتناسب وطبيعة خلقها . يسرى هذا على الملائكة والجن والشياطين والبشروالحيوانات والطور والحشرات والفطريات والجراثيم والبكتريا . بإيجاز :تخضع لغريزتى الجنس والطعام . الوحيد الذى لا يحتاج الى الجنس والطعام هو الله جل وعلا . لذا جاء فى صفاته انه ( الصمد ) وأنه ( الذى لم يلد ولم يولد ) وبالتالى ليس له زوجة أى صاحبة ، يقول جل وعلا عن تفرّده عن الخلق:( بَدِيعُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ   ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(الأنعام 101 : 103) . وندخل بهذا على موضوعنا ، وهو مصطلح الصمد وموقعه فى السورة .

أولا : صلة ( الصمد بالله الأحد )

1 ـ يلفت النظر الى أن وصف (الصمد ) جاء تاليا لوصفه جل وعلا بالأحد (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ). وبالتالى فإن وصف الله بالأحد المتفرّد عن خلقه والذى ليس كمثله شىء يجب أن توجد ملامحه فى وصفه بالصمد ، بمعنى أن هذا الوصف لا يمكن أن يوصف به مخلوق ، أى هو وصف للخالق وحده ، لا يمكن إستعماله للبشر . وبالتالى فإن الصفات الأخرى التالية (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) تكون شرحا وتفصيلا لمعنى الصمد .

2 ـ وهنا نلاحظ أن كلمة ( الصمد ) لم تأت فى القرآن إلا مرة واحدة فى هذه السورة لتدل على تفرد الرحمن بهذا الوصف . كما أنّ مشتقات الكلمة ( صمد ) لم توجد قط فى القرآن ، فليس فى القرآن صامد وصمود وغيرها مع وجودها فى اللسان العربى. هذا ، مع أنّ معنى (صمد والصمود ) ورد فى القرآن الكريم بدون إستعمال للفظ الصمود ومشتقاته، فالصمود يعنى الصبر فى الأزمات وفى الحروب،وكلمة الصبرومشتقاتها من أكثر المفردات القرآنية شيوعا. والصمود عند الحرب ورد معناه دون لفظه فى القرآن الكريم مثل:( وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)(البقرة 250 ) (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران 146 : 147، 200 ). وجاء من ضمن صفات الأبرار المتقين:( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )(البقرة 177 ). أى لم تأت كلمة ( الصمد ) إلا مرة واحدة فى القرآن الكريم وصفا لله جل وعلا وحده..وبمعنى مختلف.

ثانيا : معنى الله الصمد

1ـ  المعنى مفهوم من خلال سياق السورة ، فالمخلوقات تحتاج الى الجنس والى الطعام ، والذى خلقها جعلها محتاجة اليه فى البقاء على قيد الحياة بالطعام ، ومحتاجة اليه فى غريزة التكاثر والتوالد ليبقى النوع ،إى أن الخالق أودع فى مخلوقاته هاتين الغريزتين المتحكمتين ، وجعل مفتاح الغريزتين  فى نطاق تحكمه وحده، فهم مفتقرون اليه . وفى نفس الوقت فهو جل وعلا لا يحتاج الى طعام ولا الى جنس وتكاثر ، أى ليس محتاجا الى غيره . ومن هنا يصمد الخلق له فى إحتياجاتهم بينما هو لا يحتاج اليهم . هذا معنى الصمد،أى الذى يحتاج اليه غيره ولا يحتاج هو الى غيره ، الذى يفتقر اليه الجميع وهو مستغن عن الجميع .

2 ـ الإحتياج الى الطعام جاء من صفات الرحمن الصمد فى معرض التناقض بينه وبين الأولياء المعبودة المقدسة : (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ )( الأنعام 14 )، فالله الصمد هو فاطر السماوات والأرض أى الذى خلقها من لاشىء، والذى خلقها بلا مثال سابق ، لذا فهو  جل وعلا يجب أن يكون وحده الولى المقصود بالتوسل وطلب المدد والعبادة والتقديس ، ليس فقط لأنه وحده فاطر السماوات والأرض، ولكن أيضا لأنه جل وعلا هو وحده الذى يطعم غيره ، ولا يطعمه غيره ، فتلك الأولياء فى حياتها كانت تحتاج الى الله جل وعلا فى إطعامها ، وسدنة قبورهم يحتاجون الى الله جل وعلا فى إطعامهم ، لذا يجب على المؤمن ان يكتفى بربه جل وعلا وليا حتى لا يكون من المشركين . هذا ما أمر الله جل وعلا رسوله أن يقوله : (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ )( الأنعام 14 ). والآن تجد مئات الملايين من المسلمين يقدسون ويتوسلون ويطلبون المدد من مئات الألوف من الأولياء المقدسين الأحياء ومئات الأولياء المقدسين المقبورين، ويعتبرون أنفسهم خير أمة أخرجت للناس ، وهم لا يؤمنون برب الناس وحده لا شريك له .

ومثلهم من يعبد المسيح وأمّه ، عليهما السلام . والله جل وعلا ردّ عليهم فقال : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمْ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ )( المائدة 75 ). الآيات المرادة هنا هو تفهيم من يعبد المسيح وأمّه الى أنهما بشر كانا يأكلان الطعام . وأكل الطعام دليل الاحتياج والافتقار الى الخالق ، ولا يمكن للمحتاج أن يكون الاها ، وحيث أن الله وحده هو الخالق وهو الذى يحتاج اليه الخلق فى إطعامهم إذن فلا اله إلا الله . ومن هنا يقول جل وعلا عن كل الأنبياء :( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )( الأنبياء 8 )، أى هم كانوا أجسادا تتغذى وتحيا بالطعام ، ثم أدركهم الموت فلم يكونوا خالدين . وحين إستهزأ القرشيون بخاتم المرسلين:(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) جاء الرّد من ربّالعزّة بأن كل المرسلين كانوا يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق :( وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ )( الفرقان 7 ، 20). ويقول ابراهيم عليه السلام :(الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ) ( الشعراء 78 : 79).

الطعام ( والشراب ) من أبرز ما يؤكد حاجة الانسان لربه ، وهو من ( الحاجات ) الطبيعية الأولى للفرد كى يبقى حيا . والانسان يحتاج الى الله جل وعلا فى العثورعلى الطعام (الرزق ) ويحتاج الى الله جل وعلا فى أكل وهضم هذا الطعام ، ثم يحتاج الى الله جل وعلا فى التخلص من فضلات هذا الطعام . لا يعرف الانسان مدى إحتايجه الى ربه إلا عندما يجوع ويعطش فلا يجد طعاما ولا شرابا ، أو حينما يمرض ويعجز عن الأكل بالطريقة الطبيعية فيلجأون الى تغذيته بالمحاليل ، أو حينما يصيبه إمساك أو عجز عن التبول فتكون مصيبته هائلة ويصرخ باحتياجه الى الله الذى يطعمه ويسقيه . وقد ورد فى تاريخ هارون الرشيد أنه كان جالسا مع أبى معاوية الضرير ، وهو أحد القصّاص الوعّاظ ، فطلب هارون كوب ماء ليشرب . ولمّا أوشك على الشرب ، بادره أبومعاوية وأقسم عليه ألّا يشرب حتى يجيب على سؤال ، فتوقف الرشيد عن الشرب ، فقال له أبو معاوية ؟ لو منعوك من الشرب من هذا الماء فبكم تشتريه ؟ فقال الرشيد : أشتريه بنصف ملكى . فقال له أبو معاوية : إشرب هنيئا . ولما فرغ من الشرب قال له أبو معاوية : بالله عليك يأ أمير المؤمنين ، وقد شربت الماء ، فماذا لو لم تستطع أن يخرج منك ، بكم تفتديه ؟ فقال الرشيد : أفتديه بملكى كلّه .!! فقال الواعظ : إن ملكا لا يساوى شربة ماء حقيق ألا يتنافس عليه .!! . المشكلة أننا لا نعرف قيمة النّعمة إلا عندما نفقدها، ولا نستغيث بالله جل وعلا إلا عند المحنة، وأننا فى كل الأحوال لا نقدّر الله جل وعلا حق قدره.!!

ولنتخيل وليا معبودا أعطيناه جزءا من التقديس الواجب لله جل وعلا وحده ، لنتصور هذا المخلوق جائعا عطشانا يبكى مستغيثا بالله جل وعلا ؟ ولنتصوره وهو يتبرز او يتبول أو يصرخ وهو يعانى من الامساك او الاسهال أو يخرج منه الريح بصوت أو بدون صوت .. كل هذه ملامح بشرية لكل البشر من الأنبياء الى الصالحين الى الطغاة والأفّاقين. كل أصحاب القداسة المزعومة من البشر تزول عنهم تلك القداسة لو تخيلناهم فى أى مرحلة من مراحل الطعام ( البحث عن الطعام ـ تناول الطعام ـ و التخلص من فضلات الطعام ). كل ذلك دليل على حاجة المخلوقات لله جل وعلا ، لا فارق هنا بين دودة فى باطن الأرض تبحث عن طعامها وبين نبى مرسل يأكل الطعام ويشتريه من الأسواق.

3 ـ ولنتخيل أيضا صاحب قداسة يمارس الجنس مع إنثى ، أو صاحبة قداسة تمارس الجنس مع ذكر . نحن لا نتكلم هنا عن الحلال والحرام ، ولكن نتكلم عن الغريزة نفسها ، وفيها يتحول الانسان الذكر والأنثى الى حيوان ( فصيح ) يفقد عقله وهيبته بل ويستمتع بذلك ، فإذا كانت له قداسة مزعومة فلتذهب عندئذ الى الجحيم . لقد تزوج الأنبياء وأنجبوا،أى مارسوا الجنس بكل ما تعنيه الكلمة، ثم ترتب على هذا الجنس ذرية،والله جل وعلا يقول : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً )(الرعد 38). والله جل وعلا هو الذى يحكم فى نوعية الذرية من ذكور وإناث ، بل قد لا تكون هناك ذرية أصلا ، يقول جل وعلا :(لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)( الشورى 49 : 50 ). والبشر يصمدون لله جل وعلا يدعونه كى يمنّ عليهم بذرية،فهكذا دعا ربه زكريا:(ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً)( مريم 2 ـ )

4ـ المؤمن الحقيقى هو الذى يدعو الله جل وعلا متضرعا معلنا حاجته للصمد جل وعلا ، يدعوه خوفا من عذاب دنيوى أو عذاب أخروى ، ويدعوه رغبة وأملا وطمعا فى رحمته فى الدنيا والآخرة . والمؤمن يحتاج الى الله الصمد فى الدنيا والآخرة . والأنبياء ـ وهم صفوة الخلق كانوا يدعون الله رغبا ورهبا وخشوعا ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )(الأنبياء 90 )،وبهذا أمرنا رب العالمين:( وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) (الاعراف 56 ) ، ويعمل بهذا المؤمنون فعلا ، فمن صفاتهم :(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (السجدة 15 :16 ). ولا يفعل هذا الصوفية الذين يعلنون أنهم يعبدون الله ليس خوفا من ناره وليس طمعا فى جنته ، ولكن بزعمهم يريدون التحقق بالحق ، أى الاتحاد بالله ليكنوا جزءا من الله. أى يريدون الألوهية ، وصدق الله العظيم : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ )(الزخرف 15).

ثالثا : صلة الصمد بالغنى والمستغنى :

1 ـ أشرنا الى عجز اللسان البشرى عن تخيّل رب العزة ، لذا إستعمل القرآن الكريم بعض أوصاف البشر لتقرب المعنى فى توصيف رب العزة ، مع وجود السياق الذى يوضح استعمال الكلمة ، ومع وجود القاعدة الأساس أو الآية المحكمة وهى أنه جل وعلا : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)(الشورى 11). وقلنا إن معنى الصمد هو الذى يستغنى عن غيره ولا يستغنى عنه غيره . وهنا تداخل بين الصمد وصفة الغنى والمستغنى التى تأتى وصفا للبشر وتأنى وصفا للخالق الصمد ، مع الإختلاف فى المعنى .

2 ـ جاء وصف البشر بالغنى فى قوله تعالى فى تشريع الوصىّ على مال اليتيم :( وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ )(النساء 6). الوصف بالغنى والفقر هما للوصى على مال اليتيم . وجاء وصف الأقارب بالغنى والفقر :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) ( النساء 135). وصف الغنى والفقر للبشر هو نتيجة للتفاوت فى الرزق الذى يتحكّم فيه رب العزّة : (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ)( الرعد 26 )( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ) ( النحل 71 ). كما أن لصفة الغنى والفقر فى نفسية البشر أبعادا أخرى لا تقتصر على وجود الثروة أو عدمها ، ونحن هنا نتحدث عن القناعة ، فهناك فقير فى ماله لكنه قانع راض لا يمتد بصره الى ما فى يد الغير. وهناك من هم على سنّة أبى لهب وحسنى مبارك وآل سعود ، مهما تضخمت ثرواتهم فهم لا يشبعون . هذا فى التعامل مع البشر فيما يخص صفة الغنى . ولكن فى كل الأحوال وفى تعامل البشر مع رب العزة فهم جميعا مفتقرون اليه ، وهو غنى عنهم : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )(فاطر 15).

3 ـ وجاء وصف البشر بالاستغناء عن دعوة الحق ، فالبخيل لا يحب الاسلام لأنّ الاسلام هو دين العطاء والزكاة ، لذا يستغنى عن الاسلام ويكذّب بالقرآن (وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى )( الليل 8ـ ).وأحد أولئك المترفين الذين إستغنوا عن الاسلام حاول النبى دعوته للحق ، وأعرض النبى وعبس فى وجه فقير أعمى حتى لا يأنف المترف المستغنى من دين يدخله الفقراء والمستضعفون ، ونزل تأنيب النبى بسبب هذا الموقف: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى ) ( عبس ـ 5 ـ ). ولكن تظل الحقيقة باقية ، وهى أن الله جل وعلا هو الذى يجعل هذا فقيرا ويجعل ذاك غنيا :( وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ) (النجم 48) ( وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى ) ( الضحى 8 ). ومن حمق الانسان الغنى أن يظنّ نفسه مستغنيا فيطغى  بثروته:(كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)(العلق 6: 7). نوجز القول بأن الفقر والغنى للبشر حالات عرضية وقتية ، وهم فقراء لله جل وعلا المتحكّم فى الرزق.

4 ـ لذا فإن الغنى الحقيقى هو رب العزة وحده ، أو هو (الصمد).(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ) (فاطر 15 :17)(إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً)(النساء  133 )، وهو الله الغنى عن الصدقة:(قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) (البقرة 263)(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(البقرة 267)، وهو الغنى عن العبادة فى الحج (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ )(آل عمران 97)وعن جهاد المجاهدين: ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (العنكبوت 6 )، وهو الغنى عن إيمان الناس به:( وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيّاً حَمِيداً)(النساء 131)وعن شكرهم له:(وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )(النمل 40 )، ولا يهتم إذا كفروا به :( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )(الزمرِ 7)( ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(التغابن 6). هو جل وعلا يهتم بالناس لو إستغاثوا به ، عندها يعبأ بهم :( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ )(الفرقان 77). بل إنه جل وعلا مستغن عن تعذيبنا إذا آمنّا وشكرنا :( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً )  (النساء 147 )

5 ـ ان الله الصمد جل وعلا قد قرّر حرية كل فرد فى الايمان والكفر،ومسئولية الفرد على عمله ، فمن يجاهد إنما يجاهد لنفسه ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (العنكبوت 6 )،ومن يؤمن ويشكر فلنفسه( وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ )(النمل 40)،ومن يحسن فقد أحسن لنفسه ومن إهتدى فلنفسه ومن ضلّ فقد ضلّ على نفسه :(إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا )( مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا) (الاسراء 7 ،  15 ).

أخيرا :  ليس هناك اروع من الاسلام وليس هناك أسوأ من المسلمين الضالين .!! 

اجمالي القراءات 20098

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (14)
1   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأحد ٢٦ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64786]

وما قدروا الله حق قدره

الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء ، ولا يمكن لبشر أو أي من مخلوقات الله تعالى التي وهبها الله العقل  أن تتخيل  ماهية ذات الله جل وعلا التى لا تستطيع العقول إدراكها  ولا تستطيع أللسنتهم القاصرة  التعبير عنها .


ولهذا من الاجدر بنا نحن بني البشر  أن نقدر الله حق قدره ولا نعبد سواه ولا نشرك بعبادته أحدا من خلقه كما يفعل الصوفية ، وغيرهم ممن يقدسون الأحجار والأضرحة ، والبخاري ومسلم ...ووو .


  وقد أخبرتنا  الاية القرآنية الكريمة بالحقيقة التي ظهرت واضحة جلية .


{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67.


.


 


2   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأحد ٢٦ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64790]

ارتباط غريزة الجنس بالطعام والحمل عند الإنسان

ارتباط غريزة الجنس بالطعام والحمل عند الإنسان

فالطعام هو الذي يعطي القدرة الجنسية للرجل والحمل للمرأة:


أولا: يعتبر الغذاء (الطعام) هو مصدر الطاقة للكائنات الحية ، وكذلك هو عامل أساسي لبناء جسم الإسنان من عظم ولحم وعضلات وأربطة ، فلا يمكن للإنسان أن يستغني عن الطعام نهائيا ، الطعام هو الذي يعطي الإنسان القدرة على ممارسة الجنس ، لأن بعض انواع الطعام تحتوي على سعرات حرارية عالية وعناصر مهمة تزيد من القدرة الجنسية عند الإنسان ، وكذلك جسم الإنسان هو بناء متكامل من عناصر طبيعية موجودة كلها في الأطعمة مثل الحديد والفسفور والكالسيوم والفيتامينات والأملاح المعدنية وغيرها من المكونات الغذائية ، فكما أن الإنسان مخلوق من طين أو تراب فنجد ان مكونات جسم الإنسان تحتوى تقريبا على جميع العناصر المكونة للتربة التي ينمو فيها النبات فهي دورة حياة مستمرة.

ولا ينفصل هذا عن إسهام الطعام في تكوين الجنين في بطن أمه ، فهناك أغذية معينة تساهم في بناء الجنين بصورة طبيعية ، ودائما ما ينصح بها الأطباء مثل تناول كميات متوازنة من حمض الفوليك ، ومنتجات الألبان ، والحديد والاهتمام بطعام متنوع مثالي يوفر غذاء متكاملا للأم الحامل وفي نفس الوقت يساهم في بناء جنين طبيعي غير مصاب بأمراض نقص الكالسيوم أو أي تشوه من أي نوع أو مشاكل في تكوين المخ نتيجة عدم تناول مكونات حمض الفوليك الذي يساعد حسب علمي في تنمية خلايا المخ في الجنين.

إذن الطعام والشراب لهما أهمية قصوى في حياتنا الدنيا ، ولذلك ربنا جل وعلا أكد في القرآن الكريم على أهمية إطعام المساكين والفقراء والمحتاجين ، ليس هذا فحسب ، وإنما أكد القرآن على إطعامهم من أفضل انواع الأطعمة التي نأكل منها ، فلا يصح أن أتصدق بطعام فاسد أو سيء أو غير محبب لي ، وإنما يفضل أن أتصدق بطعام جيد أحبه أنا شخصيا وأشتهيه ، وأخرجه طازجا ليستفيد منه من يأكله

وهناك تنبيه هام جدا يبين أن هذا الطعام بكل ما فيه من فوائد عظيمة في مساعدة الإنسان على القدرة الجنسية ، وكذلك المساهمة في بناء الجسم البشري منذ اللحظات الأولى ، وحتى المشيب ، وكذلك هو نوع من أنواع كسب الحسنات وذلك بالتصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين ، فنجد أن نفس الطعام قد يوقع الإنسان في معية مع الشيطان ، وذلك حين يسرف الإنسان ويأكل بشهوة حيوانية دون شعور بفقير أو ضرير ، يأكل ويبذر يقول تعالى (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)الأعراف:31

ويقول تعالى(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا)الإسراء:26 ، 27

إذن هي مسئولية كبيرة جدا ومسئولية شخصية متداخلة ومتشابكة وقد يتجاهلها معظم المسلمين ويتعامل مع الطعام وكأنه وسيلة للحياة ليس إلا ، ولكن كل ما حولنا هو في صميم الاختبار والابتلاء الدنيوي.


ما علاقة كل هذا الكلام بموضوع المقال الذي بين أيدينا أقول إن هذا فارق واضح جدا ومفصلي جدا يبين حدود الإنسان وإمكاناته الضعيفة ومدى احتياجه للطعام والشراب والهواء ومقومات الحياة لكن ربنا جل وعلا الذي ليس كمثله شيء يعلو جل جلاله ولا يحتاج إلى طعام او شراب وليس له ولد ، وهذا يؤكد أن البشر جميعا من آدم عليه السلام إلى آخر مخلوق قبل قيام الساعة سواسية لا فرق بينهم ولا تقديس لبشر على الآخرين حتى لو كان نبيا مرسلا ، التقديس كله والعظمة والألوهية لله جل وعلا وحده ولو أن الأنبياء والمرسلين مقدسوون لاستطاعوا العيش بلا طعام أو شراب ، ولكن يثبت ويؤكد ربنا جل وعلا في حقيقة قرآنية عظيمة ترتبط بمسألة الطعام يقول تعالى (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً )الفرقانت:7


وهذا دليل يؤكد أن قريش كانوا يريدون نبيا مرسلا مثل الملائكة لا يأكل الطعام مثلهم ولا يمشى في الأسواق مثلهم ولكن ربنا جل وعلا أكد لهم أنه بشر مثلهم ..


3   تعليق بواسطة   الشيماء منصور     في   الإثنين ٢٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64798]

الله سبحانه وتعالي هو الوهاب المعطي.

لقد اصبغ المولي عز وجل نعمه علينا من الرأس حتي اخمص القدمين ! ولم يفرق بين مؤمن وكافر او مشرك في النعم فالمؤمن يأكل ويشرب ويتزوج وكذلك ايضا الكافر يتمتع بنفس النعم والاكثر من هذا ان الله سبحانه وتعالي اعطانا كل هذه النعم ولم يطلب منا اجر او مقابل لنعمه ولم يجعلها مجرد جزاء لمن يطيعه وعقاب لمن يعصيه !! فنعم فهذي اسمي الصفات الالوهية التي ينفرد بها المولي عز وجل. نحن البشر في ساحة اختبار وابتلاء ولكن لقد اعطانا الله المقومات التي تجعلنا قادرين علي العيش  والاستمرار في هذا الاختبار فالطعام و الشراب وغريزة التكاثر لدي الانسان هم الضامن لبقاؤه ماديا علي قيد الحياة ولكن عبادة المولي عز وجل هي ايضا الضامن معناويا لبقاء الانسان كروح وكاحساس فالعبادة هي غذاء الروح !فيا لرحمة الله تعالي.لقد اعطانا كل السبل والهبات لكي نستطيع ان نحقق الهدف المنشود من وجودنا واختم كلامي بشهادة ان الا اله الا الله.


4   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الإثنين ٢٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64800]

النوم أيضا من خصائص الكائن الحي

لا شك أن النوم من الحاجات الخاصة بالمخلوقات ،  وضرورة من ضروراته ، وبدون النوم لا يستطيع المرء مواصلة حياته الطبيعية ، وهو فارق أساس  بين المخلوق والخالق في احتياج المخلوق واستغناء الخالق  : {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255


5   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الإثنين ٢٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64803]

من تزكى فإنما يتزكى لنفسه

في بداية الأمر ربنا جل وعلا يؤكد أنه سبحانه وتعالى لن يعذب نفسا أو قوما إلا إذا بعث فيهم رسولا يذكرهم ويدعوهم ويبلغهم رسالة من الله يقول تعالى (مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)الإسراء:15

القرآن الكريم مليء بالآيات التي تثبت وتؤكد مسئولية كل إنسان عن نفسه وعن اختياره في الدنيا ، والطريق الذي قرر أن يسير فيه للنهاية وبناء عليه يتحمل النتيجة يوم القيامة ، وهذه الآيات لا تقبل التأويل أو التفسير ، وهي آيات متعددة تكررت في مواضع كثيرة في سور القرآن الكريم ، وبعض هذه الآيات تثبت وتبين إخلاء ساحة الأنبياء والرسل بعد تبليغ رسالات الله وعدم مسئوليتهم عن أفعال العباد حتى لو كانوا ذا قربى ، فكل نفس مسئولة وستسأل عما كسبت يقول ربنا جل وعلا (قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)الأنعام: 104 : 107 ، وهذه الآيات العظيمة تبين المسئولية الشخصية لكل إنسان في اختياره ، وكذلك تبين حدود المسئولية لخاتم النبيين وأنه عليه الصلاة والسلام كان مسئولا عن تبليغ الرسالة ولفت نظر الناس أن هذا القرآن آيات بينات وبصائر لكن لمن يريد أن يبصر ، وهنا تتجلى حدود المسئولية الشخصية في الاختيار ، وكذلك حدود مسئولية الأنبياء والرسل

وفي موضع آخر يبين ربنا جل وعلا لنا ولخاتم النبيين أن مسئوليته أن يبلغ قومه أن القرآن هو الحق ، وفي نفس الآية إشارة واضحة تبين المسئولية الشخصية لكل نفس بشرية حسب اختيارها ، وأمر آخر لخاتم النبيين أن يتبع هذا الحق القرآني وأن يصبر عليهم لأنه ليس مسئولا عنهم يقول تعالى (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)يونس:108 ، 109 وفي آية قرآنية واضحة تبين أن القرآن الكريم هو الرسالة الوحيدة التي سنسأل عنها امام الله لأن هذا القرآن هو المنزل على خاتم النبيين بالحق لكي يبلغه لقومه ولنا من بعده ، وفي نفس الآية إشارة أيضا تخلى مسئوليته عن أي إنسان أو أي نفس تضل ولا تهتدي يقول تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ)الزمر:41

والآيات التي تثبت وتؤكد أن كل نفس رهينة بما كسبت ، وأن كل نفس مسئولة عن اختيارها في اختبارها الدنيوي وأن كل نفس لن تحمل إلا وزرها ولن تحمل أي نفس وزر نفس أخرى حتى لو كانت ذا قربي وأن من اختار الهدى فلنفسه ، ومن اختار الضلال فلنفسه أيضا ، ونذكر السور والآيات التي ذكرت فيها وتكررت هذه الآيات حتى لا نطيل على القارئ (النمل: 40 ، 92 ، العنكبوت:6 ، لقمان:12 ، فاطر:18 ، 32




6   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الإثنين ٢٧ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64804]

وما ظلمهم الله ولكن كانوا انفسهم يظلمون

ومن عظمة وإعجاز القرآن الكريم أن الإنسان يدخل للبحث في موضوع معين ثم يتفرع هذا الموضوع ويجد امام عينيه آيات أخرى تبين حقائق قرآنية أخرى قد ترتبط بنفس الموضوع كليا أو جزئيا ، وهذه الآيات السابقة تؤكد وتقرر حقيقة قرآنية أخرى هي أن ربنا جل وعلا لا يظلم أحدا أبدا ، فكل ظلم يقع على الإنسان هو من صنع يديه ومن عند نفسه ومن وسوسة نفسه ، ولا شأن للخالق جل وعلا في هذا لأن ربنا جل وعلا هو العدل يقول تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ)فصلت:46 ، ويقول تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)الجاثية:15


وفي سورة الروم آيات جامعة تبين وتثبت أن ربنا جل وعلا لا يظلم أحدا مع شرح مثال توضيحي لإحدى الأم السابقة الذين ظلموا أنفسهم بتكذيبهم الرسل بعد أن جاءتهم رسلهم بالبينات (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)الروم:9 ، والآية التالية تبين ماذا فعلوا حتى وصفهم الله بأنهم ظالمون لأنفسهم حتى استحقوا هذا العقاب يقول تعالى(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَ أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون)الروم:10

إذن الخلاصة أن الإنسان مخلوق بداخله الخير والشر ويعيش في صراع طوال حياته يحاول أن ينتصر الخير بداخله على الشر بأن يغلب وسوسة الشيطان ويهزم النفس الآمارة بالسوء ولو نجح فلنفسه ، ولو فشل فعلى نفسه أيضا ، ولا يتحمل أحد أقاربه وزره ولا يحمل منه شيئا ، وليس للرسل والأنبياء أي مسئولية تجاه من عصى وكفر وظلم نفسه.

إذن أهل النار لم ولن يظلمهم الله جلا وعلا ، تعالى الله علوا كبيرا عن هذا أن يكون ظالما ويدخل نفسا النار لا تستحق دخول النار أو يدخل نفسا النار ثم يحاول أحد البشر حتى لو كان خاتم النبيين أن يتوسط لإخراجها من النار لتدخل الجنة فهذا تقديس لخاتم النبيين ووضعه في منزلة أعلى من الخالق جل وعلا ، وهذا ما لا يرضاه خاتم النبيين عليهم جميعا السلام وما لا نقبله ولا نرضاه وتعالى الله علوا كبيرا عن هذا.




7   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الثلاثاء ٢٨ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64816]

هكذا يكون التدبر. أكرمك الله أستاذنا الكريم . دكتور أحمد صبحي

أكرمك الله استاذنا الكبير دكتور أحمد صبحي على هذا التدبر الذي نبهنا لحقائق كانت غائبة في هذه الصورة القصيرة في عدد كلماتها ، ولكنها كبيرة وعظيمة في معناها .


 استعمال هذا اللفظ هو استعمال فريد وقد أتى ذكره مرة واحدة في القرآن الكريم .


وصمد على وزن فعل .ولم نجد لهذا اللفظ مشتقات كغيره من الافعال في القرآن الكريم .


فعلى سبيل المثال نجد لفظ ضرب وهو على وزن فعل  . يضرب . إضرب  ضارب .  ضربات .


فمشتقات هذا الفعل قد ورد ذكرها 54 مرة في القرآن الكريم  . على عكس  لفظ ضمد لم يات مشتقات له إلا  هذا اللفظ الفريد ليدل على تفرد الخالق سبحانه وتعالى بأنه صمد .


والصمد هو الذي يصمد له الناس طلباً للعون وخوفا ورجاءً.


فحينما تمر بالانسان محنة مرض أو خوف شديد من مكروه حينها يستغيث الناس ويدعون ربهم خوخا وطمعا   أن يفرج عنهم هذه المحنة وهذا المرض .


ومعنى هذا أن صورة ( الصمد) معناها أن صفات الله صفات فريدة لا يشاركه فيها مخلوق سواه .


8   تعليق بواسطة   حمد حمد     في   الأحد ٠٤ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64903]

هذا من فضل ربي

من اكبر النعم التي اشعر بها ان الله جل وعلي اكرمنا بعالم متدبر لكتابه الكريم في زمن تعالت به مذاهب الكفر والارهاب ومنذ طفولتنا ونحن ندرس كذبا وارهابا وهانحن امام فضل من الله ان يكون  الكتور احمد من سخرهم الله تعالي في هدايتي وانار لي طريقي في فهم الاسلام فن خلال تدبر القرآن واتمنا من الله وادعوه علي الثبات والقدره علي تعلم نهج الدعوه القرآنيه والله المستعان. 


9   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الثلاثاء ١٧ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65883]

سؤال للدكتور أحمد :هل الجن لا يحتاجون للطعام بسبب عدم التجسد

السلام عليكم ، دكتور أحمد الآية التي تقول : وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ )( الأنبياء 8 ) هل نفهم من هذا أن المخلوقات التي لا تتجسد وبالتالي لا تحتاج إلى الطعام مثل الجن ؟ ومعنى ذلك أن هناك احتياج من نوع آخر لها ، أرجو الإجابة لو سمح وقت الدكتور .


10   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ١٧ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[65890]

الملائكة تأكل وتتناسل ويسرى عليها قانون الزوجية

كل كائن مخلوق له طعام من نوعية جسده . أما الآية الكريمة ففيها ردّ على مزاعم المشكين بأن آلهتهم لا تأكل ولا تموت مثا البشر .


11   تعليق بواسطة   موسى زويني     في   الإثنين ٢٣ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[66049]

تعليق

بسم الله الرحمن الرحيم


الاستاذ د احمد صبحي منصور


السلام عليكم


   وبعد المقاله جميله في تدبر كلمة(الصمد) عسى ان يجعلها الباري  عزوجل  في صالح اعمالك انه نعم المولى ونعم المجيب.ان ما تدعوه بالتاصيل


القراني اراه كل (الحكايه) بالنسبه للقرانيين.هناك بعض الملاحظات التي ارجو  قبولها:-


  1-ان وصف العلاقه بين الخالق والمخلوق ب(التناقض)و(عكس)غير موفقه...ربما العلاقه هي(فاعل ومفعوله اذا جاز التعبير).


  2-قصة زكريا عليه السلام اراه انه طلب مولودا من ال يعقوب عليه السلام وليس له لانه قال في الايه القرانيه الكريمه التي ذكرتها


    ان امراته عاقر ولقد تفاجا بالبشرى كما ذكر في القران المجيد.


            واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين 


12   تعليق بواسطة   farahat darwish     في   الخميس ٢٦ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[66149]

بارك الله فيك

أكرمك الله استاذنا الكبير دكتور أحمد صبحي على هذا التدبر الذي نبهنا لحقائق كانت غائبة في هذه الصورة القصيرة في عدد كلماتها ، ولكنها كبيرة وعظيمة في معناها .


13   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الجمعة ٢٣ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[84059]

سورة:( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُ


( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) فريدة فى نوعها ، يعرفها مئات الملايين من المسلمين ، ولكن قلّما أعطوها حقها من التدبر . ومع  إيجازها وقلة عدد كلماتها وحروفها فإن مجالات التدبر فيها لا حدود لها . ومنها أن السورة تجمع بين التفرّد فى صفات الخالق والتصالح مع اللسان الانساني العاجز عن التعبير عن هذا التفرد .   اللسان الانساني لدى أى قوم هو إنعكاس للادراك ، وهذا الإدراك يتكون ويتراكم من التعامل مع المدركات ، وتلك المدركات هى ما يدركها السمع والبصر واليد والحواس . والغيبيات لا تصل اليها مدركات الانسان ، ويتلقاها بالوحى الالهى الذى يأتى عن طريق الرسل ، ثم يتم تحريفه عن طريق شياطين الانس والجن فتتحول الحقائق الى خرافات. وتظل المشكلة ماثلة ، كيف يعبّر الوحى الالهى عن غيبيات لا يعرفها عقل الانسان ولا يلمسها ولا يرها ولا يسمعها. بل إن اللسان البشرى قاصر بألفاظه المحدودوة عن تحديد كل المعانى وكل الاحساسات التى يحس بها الانسان ويدركها . فالانسان يحسّ باللذة الجنسية ويحسّ بالألم ويحس بمتعة الطعام ، ولكن ادواته اللفظية قليلة فى التعبير الكامل عن هذه الاحساسات المدركة ، من هنا يأتى المجاز فى الكلام من تشبيه واستعارة وكناية . ولقد تميزاللسان العربي بفصاحته وقدرته على التأقلم بدليل أنه إستوعب معظم الثقافات للشعوب التى سيطر عليها العرب فى امبراطوريتهم فى العصور الوسطى ، وعبّر عنها علميا وفقهيا ودينيا وفلسفيا عن طريق توليد مصطلحات جديدة وتغيير مصطلحات قائمة واستحداث ألفاظ وأخيلة جديدة تعكس التطورات. نكتفى بهذا،  ونرجع للقرآن الكريم ومنهجه فى تقديم الغيبيات باللسان العربى الذى هو وسيلة الاتصال والتعبير والتفهيم للبشر .ول الغيبيات هى الذات الالهية ، الله جل وعلا . لا نراه ولن نراه ، ولكن نؤمن به ونعبده ونتعرف إجمالا عليه من خلال كونه الخالق جل وعلا . ولكن المعرفة الايمانية به على أنه المستحق وحده للتأليه والعبادة والتقديس وعلى أنه ليس كمثله شىء وعلى أنه الأحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ؛ هذا التعريف يحتاج الى واسطة باللسان العربى ، توضح له المعنى الغيبى ببساطة وعلى قدر مدركاته وعلى قدر قلة ألفاظه . وهذا ما يتجلى فى سورة الاخلاص التى تتصالح مع لسان البشر العاجز عن تصور الله جل وعلا ، وذات الله جل وعلا التى لا تدركها عقول البشر ولا يستطيع اللسان التعبير عنها . ومن مظاهر هذا التصالح استعمال كلمة ( أحد ) بمعنيين متناقضين ، الأول هو خاص بالله جل وعلا يعبّر عن تفرده وأنه ليس كمثله شىء :( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، أى هو واحد فى صفاته وواحد فى ذاته ، وواحد فى واحد تساوى (أحد )،  ثم استعمال نفس الكلمة لتدل على المخلوق الذى هو عكس الخالق تماما (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ )



14   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الجمعة ٢٣ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[84060]

اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ


. ثم يأتى ما بينهما ليؤكد هذا التناقض بين الله الأحد وغيره من المخلوقات:(اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ). ما عدا الله جل وعلا فكل المخلوقات الحيّة تتكاثر وتتغذى ، أى تخضع للزوجية (ذكر وانثى ) وما ينتج عنها من كون كل مخلوق حى والدا ومولودا ، كما تخضع فى بقائها فترة الحياة الى تغذية تتناسب وطبيعة خلقها . يسرى هذا على الملائكة والجن والشياطين والبشروالحيوانات والطور والحشرات والفطريات والجراثيم والبكتريا . بإيجاز :تخضع لغريزتى الجنس والطعام . الوحيد الذى لا يحتاج الى الجنس والطعام هو الله جل وعلا . لذا جاء فى صفاته انه ( الصمد ) وأنه ( الذى لم يلد ولم يولد ) وبالتالى ليس له زوجة أى صاحبة ، يقول جل وعلا عن تفرّده عن الخلق:( بَدِيعُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ   ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(الأنعام 101 : 103) . وندخل بهذا على موضوعنا ، وهو مصطلح الصمد وموقعه فى السورة أولا : صلة ( الصمد بالله الأحد  يلفت النظر الى أن وصف (الصمد ) جاء تاليا لوصفه جل وعلا بالأحد (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ ). وبالتالى فإن وصف الله بالأحد المتفرّد عن خلقه والذى ليس كمثله شىء يجب أن توجد ملامحه فى وصفه بالصمد ، بمعنى أن هذا الوصف لا يمكن أن يوصف به مخلوق ، أى هو وصف للخالق وحده ، لا يمكن إستعماله للبشر . وبالتالى فإن الصفات الأخرى التالية (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) تكون شرحا وتفصيلا لمعنى الصمد . وهنا نلاحظ أن كلمة ( الصمد ) لم تأت فى القرآن إلا مرة واحدة فى هذه السورة لتدل على تفرد الرحمن بهذا الوصف . كما أنّ مشتقات الكلمة ( صمد ) لم توجد قط فى القرآن ، فليس فى القرآن صامد وصمود وغيرها مع وجودها فى اللسان العربى. هذا ، مع أنّ معنى (صمد والصمود ) ورد فى القرآن الكريم بدون إستعمال للفظ الصمود ومشتقاته، فالصمود يعنى الصبر فى الأزمات وفى الحروب،وكلمة الصبرومشتقاتها من أكثر المفردات القرآنية شيوعا. والصمود عند الحرب ورد معناه دون لفظه فى القرآن الكريم مثل:( وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)(البقرة 250 ) (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(آل عمران 146 : 147، 200 ). وجاء من ضمن صفات الأبرار المتقين:( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )(البقرة 177 ). أى لم تأت كلمة ( الصمد ) إلا مرة واحدة فى القرآن الكريم وصفا لله جل وعلا وحده..وبمعنى مختلف.



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5118
اجمالي القراءات : 56,904,464
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي