حمدى البصير Ýí 2012-01-05
أتمنى أن يشهد العام الجديد 2012 تأسيس حزب جديد يعبر عن ثوار 25 يناير ، ويتبنى تنفيذ شعار الثورة ، " عيش وحرية وعدالة إجتماعية " ، بل ويتولى تنفيذ مبادىء الثورة على المدى الطويل ، بدلا من حالة التشرذم والتشكيك والتفتيت التى تعيشها الأن بعض ائتلافات وحركات ومجموعات ، خرجت من رحم الثورة ، والتى بدأت بدون قيادة موحدة ، وقد أسفر عن ذلك ، عدم وجود حزب قوى ، يعبر عن ثوار يناير، بعد مايقرب من عام على انطلاقها ، بدليل المقاعد البرلمانية القليلة التى حصدها الثوارالشباب فى جولتى إنتخابات مجلس الشعب الحالية ، وعدم حصول قائمة " الثورة مستمرة " التى تشارك فى تلك الانتخابات على أصوات كثيرة حتى الأن ، تليق بتضحيات الشباب فى تلك الثورة .
فعلى الرغم من إطلاق حرية تأسيس الأحزاب ، ووجود خمسين حزبا فى مصر ، إلا أن الشروط المادية المجحفة التى تضمنها مرسوم بقانون تأسيس الأحزاب ، منعت قيام أحزاب شبابية ، وتفرق شباب الثورة بين الإئتلافات والحركات والمجموعات ، وكثرة الإنشقاقات وحملات التشكيك ، وتفرق دم شهداء الثورة بينهم ، وأصبح هناك من يتاجر بدمائهم وبألام مصابى الثورة ، عبر الفضائيات المختلفة ، والتى جعلت بعض المنتسبين للثورة أبطالا .
فعندما إحتمع الدكتور كمال الجنزورى ، قبل تشكيله حكومة الإنقاذ الوطنى بالعديد من إئتلافات وحركات ومجموعات الثورة ، وجدنا شبابا أخرين يعلنون عبر الفيس بوك أن هؤلاء لايمثلونه ، وإن ماتم الإتفاق عليه لايلزمهم ، وحدث هذا كثيرا ، عند إجتماع شخصيات من المجلس العسكرى مع بعض ممثلى شباب الثورة ، أو أثناء مشاركة بعض شباب الثورة الثورة فى منتديات الحوار المختلفة .
الحل من وجهة نظرى للقضاء على معضلة الإنقسامات بين إئتلافات الثورة ، وحلا لمشكلة عدم وجود قيادة موحدة لشباب ثوار يناير ، هى تأسيس حزبا قويا أو أكثر يعبر عن ثورة 25 يناير ، ويكون لسان حال شبابها الثوار .
حزب يجمع شتات الثوار ويقضى على حالة الإنقسام ، ويكون كاشفا لكوادر سياسية شابة ، تقود العمل السياسى فى المرحلة المقبلة .
أتمنى أن يشهد عام 2012 تأسيس حزب لثورة يناير ، من أجل ترجمة المبادىء التى قامت بسببها ، ويضعها موضع التنفيذ من خلال برامج إقتصادية وسياسية وإجتماعية وثقافية ، بدلا من الإكتفاء برفع شعار " عيش وحرة وعدالة إجتماعية " .
فإذا كانت مبادىء ثورة 23 يوليو ، هى القضاء على الإستعمار ومنع سيطرة رأس المال على الحكم وإقامة حياة ديمقراطية سليمة ، فلابد أن تكون هناك مبادىء لثورة 25 يناير يتبناها حزب الثورة ويسعى المجتمع لتطبيقها ، مثل القضاء على الفساد ، وتدعيم المواطنة وقبول الاخر ، وإقامة نظام ديمقراطى حقيقى .
أتمنى أن يتبنى الحزب الجديد قضايا شبابية هامة مثل القضاء على البطالة والنهوض بالرياضة وتشجيع الإختراعات والإبتكارات العلمية .
وليت يكون المؤتمر السنوى العام للحزب ، مليونية حقيقية ، لمناقشة قضايا هامة ، مثل تطوير التعليم وزيادة الإنتاج وتشجيع السياحة والإرتقاء بالخدمات خاصة الرعاية الصحية
وأتمنى أيضا أن تكون هناك صحيفة قوية تعبر عن مبادىء الحزب وتتابع نشاطاته ، بل يطلق الحزب قناة فضائية خاصة به ، لتسويق مبادىء الثورة فى الداخل بل وتصديرها للخارج ، ولكى تصل أهداف ثورة يناير الى كل بيت فى ريف مصر ومدنها ، بدلا من متاجرة بعض الفضائات بثوار يناير ، وإستضافة مجهولين بإعتبارهم من قادة الثوار ، وتحويل بعض البلطجية الى ثوار ، والتعليق على بعض الأحداث السلبية فى ميدان التحرير أو الصدام مع الأمن ، على أنها أعمال ثورية ونضالية وبطولية .
وأخيرا فإن وجود حزب أو أكثر يعبر عن ثورة يناير سيحل مشكلة عدم وجود قيادة موحدة للثوار ، وسيجدد شباب الثورة بإستمرار ، وسيساعد على وجود كوادر شبابية فى مجالات عديدة ، تستطيع المنافسة بقوة فى أى إنتخابات قادمة ، وسينقى الثورة من المزايدين والمدعين ، وسيكشف ويلفظ المتاجرين بها والذين مازالوا يلوثون ثوب الثورة الطاهر والنقى .
حمدى البصير
القوة الإقتصادية الكامنة فى مصر " تتوهج " العام المقبل
حفلات " بول بارتى " خليعة للمراهقين ... والتذكرة بـ500 جنيه !
دعوة للتبرع
الشيطان يعظ .!!: أنا أعمل في دولة خليجي ة من عشرين سنة . لى قريب...
هل سأدخل النار ؟: يا استاذ احمد صبحي انا احترم ك جدا واعتب رك ...
صلاتهم السُّنّة: فى الدين السّن ى يجعلو ن صلاة يقدمو نها ...
البقرة 224: ما معنى قول الله جل وعلا : (وَلا تَجْع َلُوا ...
هذا حلال: شخص يعمل في جمع الخرد ة من البيو ت واعاد ة ...
more
شكرا لك استاذ حمدى البصير على إنتاجك الغزير ، وعلى نشاطك فى تدعيم ثقافة المجتمع التى هى أقصر سبيل لنجاة مصر من كارثة قادمة .
واعتقد فعلا أن من الحتمى أن ينتظم شباب الثورة فى حزب يعبّر عنهم ، فهم الذين خلقوا واقعا تاريخيا جديدا ، وهم الذين سيعيشون عقودا من الزمن فى هذا الوطن ، وعليهم تأمين حاضرهم مستقبلهم فمن العار أن يظل هذا الشباب محكوما لجيل على أعتاب الثمانين عاما ، لا يعطى مكانا تحت الشمس لاجيال لاحقة متعاقبة .
على أنه من الحتمى أيضا ـ ولكى ينجح هذا الحزب ـ فلا بد من استحضار الروح الفدائية التى كانت فى التحرير فى يناير العام الماضى . روح إنكار الذات التى تمنع الاختلافات والتطاحن على المكاسب. مصر لا تحتاج الى كلاب الصيد من منتهزى الفرص الساعين لاقتناص المنافع والمكاسب و المناصب ، وهؤلاء هم الذين اختطفوا الثورة ليصلوا الى الحكم على أشلاء الشهداء الطاهرة بلا أدنى شعور بالخجل . مفروض من شباب التحرير أن يكوّنوا حزبا يتطهر من هذا العار ويسمو فوق هذه المخازى ، ليس فقط حرصا على نجاحه وعلى أنقاذ مصر واستمرارية ثورتها ولكن أيضا وفاءا لدماء الشهداء من زملائهم.
كل عام وانتم بخير .