آحمد صبحي منصور Ýí 2011-05-30
كم كنا نتمى ألا نصل لهذا الحد ، ولكنه الشطط الذى وقع فيه الصوفية الأحمدية، فاضطررنا لتبيين غلوهم فى تأليه البدوي وعبادته ، فهم قد اعترفوا بربوبية الله وقاموا بعبادته ولكنهم أشركوا معه البدوي فى التقديس والعبادة فاقتضانا المنهج العلمي أن نمحص عقيدتهم لنصل إلى من يفضلونه أهو الله تعالى أم هو البدوي ، فكانت النتيجة هى ما يعبر عنه العنوان السابق : " الصوفية يفضلون البدوي على الله تعالى " . بيد أنه لم يكن منتظراً من الصوفية الأحمدية أن يصرحوا بهذا التفضيل فمهما زادت سطوة التصوف فإن أحداً لن يوافقهم على هذا الإعلان الخطير فاكتفوا بالتلميح دون التصريح ، ولجأوا للأسلوب غير المباشر برواية الحكايات وإلقاء الأشعار .. وبين سطور الحكايات وأبيات الشعر يعبرون عن مكنون عقيدتهم فى البدوي الذى جعلوه فوق الله – تعالى عن ذلك علوا كبيرا - ..
ولتفضليهم البدوي على الله مظاهر كثيرة ، نكتفى منها بما أورده الشعراني وعبد الصمد فى الطبقات والجواهر ..
(أ)فقد جعلوا الله تعالى واسطة عند البدوي .. وصاغوا لذلك أسطورة تقول ( إن امرأة مات لها ولد صغير فجاءت إلى سيدي أحمد البدوي وهى باكية وقالت : يا سيدي ما أعرف ولدى إلا منك ، وقام الفقراء إليها ليمنعوها فلم يقدروا وهى تقول : توسلت إليك بالله ورسوله [1] ) وفى رواية الحلبي (سقت عليك الله ورسوله [2] ) أى أن الله تعالى يتوسط لدى البدوي ليحيي ابن المرأة .. ويقول عبد الصمد نفسه فى مقدمة كتابه ( وشرعت فى ذلك راجياً من فيض جوده – أى البدوي – وكرمه قبول تلك الخدمة مع علمى بأني لست من ذلك القبيل ولا أستطيع أن أسلك إلا بتوفيق الله ذلك السبيل [3] ) أى أن عبد الصمد شرع فى كتابه الجواهر لينال فضل البدوي وجوده ويعلن أنه لن ينال القبول وليس أهلاً للخدمة ولن يستطيع أن يبلغ تلك المنزلة عند البدوي إلا إذا وفقه الله وتوسط له فبلغها .. أى أن وظيفة الله عند عبد الصمد أن يوفق عبد الصمد لكى يكون أهلا لخدمة البدوي وتسطير مناقبه .
وكرر عبد الصمد هذا المعنى شعراً فى خاتمة كتابه فقال [4] :
وسميته عند الختام جواهرا سنية فاقت سمط در تنضدا
وإنى وبيت الله لم أك كفؤه ولكن جعلت الله عوناً ومقصدا
وبالشعر يقول صوفي يخاطب البدوي [5] :
فبعزة خالقي ونبيه وبكل رســـــــول علـيــــــــــه الله بـــــــــــــــــــــــــارك
لا تتركني للأراذل خاضعاً وأجر مضاماً فى حماك استجارك
فصاحبنا يستغيث بالبدوي ليجيره ، ويتوسل إليه – أى إلى البدوي – بالله وبكل الرسل كى يتعطف ويجيره..
وقد تخصص البدوي فى كرامة إحضار الأسرى وقد روى الشعراني عن بعضهم فقال( مما بلغني من جماعة من أهل بيروت قالوا أسرنا الإفرنج ..فأقمنا فى بلاد الإفرنج يستخدموننا فى الأعمال الشاقة حتى كدنا أن نموت فألهمنا الحق تعالى يوما ًأن قلنا : يا سيدي أحمد يا بدوي إن الناس يقولون أنك تأتى بالأسارى إلى بلادهم وقد سألناك بالنبي أن تردنا ..[6] ) وتفضيل البدوى على الله تعالى يبدو بين السطور ، فأولئك الأسرى ألهمهم الله أن يستغيثوا بالبدوي لينجدهم .. أى كأن الله تعالى قد عجز عن نجدتهم ولم يعد بوسعه إلا أن يدل الأسرى على من يستطيع وحده أن يخلصهم من الأسر بحكم التخصص فألهمهم أن يتوسلوا بالبدوي، وهذا كل ما يستطيعه الله فى عقيدة الشعراني والصوفية أن يتوسط الله بين الناس والبدوي فيلهم المأسور للتوسل بالبدوي ويعلمه الصيغة التى يتوسل بها كى يتعطف البدوي ويستجيب.. ومن هنا نستطيع أن نفهم المغزى المقصود فى عبارة الصوفية ( نفعنا الله به) أو كما يقول بعضهم [7]:
يا ربنا انفعنا بامداده فى كل حال فيه تسطو الخطوب
فالمقصود أن يتوسط الله تعالى لدى البدوى فينفع الصوفي بإمداد سيده البدوي ، فالصوفي لا يريد من الله مدداً ، وإنما يريده من شيخه ، وقد جعل الله وسيلة بينه وبين شيخه فاستغاث بالله لينفعه ببعض مدد الشيخ وتصريفه .. وقد شاعت هذه العبارة على الألسنة ولم تعد تراها عيباً .
(ب)وقد أضفى الصوفية على البدوي من الصفات ما يزيد عما جعله الله تعالى لذاته المقدسة .. فالله سبحانه وتعالى هو المسيطر على خلقه المتحكم فيهم الخالق لأفعالهم ومع ذلك فقد ترك للعبد مساحة من النية على أساسها يكون الثواب والعقاب .. فلم يشأ تعالى ان يتحكم فى القلوب وحرية الإنسان فى أن يؤمن أو يكفر (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف : 29 .
ولكن الصوفية بالغوا فى إسناد التصريف فى ملك الله للبدوي فجعلوا له السيطرة على قلوب الناس أى يستطيع أن يحول المؤمن إلى كافر لمجرد أنه اعترض عليه فيستحق بكل بساطة أن يسلبه الإيمان كما ورد فى الكرامة التى رواها الشعراني عن ابن اللبان والأسطورة الأخرى عن ذلك الشخص الذى أنكر حضور الناس لمولده ( فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام فاستغاث بسيدي أحمد فقال : بشرط أن لا تعود فقال نعم . فرد عليه ثوب إيمانه ) [8] .
وفى تلك النصوص التى تعاقب المنكرين على البدوي نلمح وجهاً آخر فى تفضيل البدوى على الله تعالى .. هو سرعة العقاب المعجل .. فتعبيرها دائماً يكون بالفاء " أى بالترتيب والتعقيب " فاذا نطق أحدهم بكلمة اعتراض فسرعان ما يحل به العقاب .. فصاحبنا حين أنكر حضور المولد فقد ساعتها الإيمان ، وابن كتيلة حين تلفظ بالاعتراض على البدوي ومولده سرعان ما دخلت الشوكة فى حلقه – وفى هذه الأسطورة جعلوا الله تعالى واسطة أيضا بين البدوي وابن كتيلة ودوره – تعالى عن ذلك – ففى الأسطورة جعلوا ابن كتيلة ينسى السبب طيلة التسعة شهور ذاق فيها ابن كتيلة العذاب فى حلقه ، يقول الشعراني "وأنساه الله تعالى السبب فبعد التسعة شهور ذكره الله بالسبب فقال احملوني إلى قبة سيدي أحمد [9] ) .. فيا هول الجرم الذى اقترفه الشعراني وغيره حين جعلوا من الحي القيوم مجرد أداة تعذيب للبدوي لمن يعترض عليه بكلمة ؟
ونعود إلى سرعة العقاب التى أسندوها للبدوي حين يعجل بعقوبة المعترض عليه ، ويقول أنها تعطى حرمة للبدوي تفوق ما يفرضه الله تعالى على خلقه ، فالله تعالى لا يسارع بعقوبة الجاني مهما بلغ ذنبه ولكن يمهل ولا يهمل . بل ربما يصطنع الاستدراج والامهال مع أشد الناس ظلما ، فالصوفية مثلا مع كفرهم أليسوا متمتعين بالموالد والموائد والشهرة والصيت .. يقول تعالى : (فَمَهِّلْ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) الطارق17، ويقول (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (18)) القلم.ويقول : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)) آل عمران .
ثم إن الله تعالى سريع العفو لمن تاب بصدق مع أنه الجبار.. ولكن الصوفية يصورون البدوي بصورة أخرى فمن يخطىء فى حق البدوي فلن يحظى بغفران البدوي إلا بعد جهد جهيد .. ففى أسطورة ابن اللبان مثلا عوقب على اعتراضه بسلب القرآن والعلم والأيمان فتوسل للبدوي بجميع الأولياء فلم يستطيعوا له شيئاً ، فدلوه على ياقوت العرشي فأعظم الأمر عليه ثم أمره مؤقتاً بالوضوء والذكر ثلاثة ليال حتى جاء النبي فتوسط لدى البدوي وتوسل له ليصفح عن ابن اللبان فى المقام ، ثم قال ياقوت العرشي له ( يا محمد أبشر فقد قضيت حاجتك فأني سقت عليه جميع الأولياء فلم يقبل فسقت عليه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم وقد رأيت ذلك بعينك ، فسافر الآن من وقتك وساعتك إلى طندتا وطف حول صندوق سيدي أحمد البدوي وأقم عنده ثلاثة أيام فإن حاجتك قد قضيت " ونفذ ابن اللبان التعليمات ( فسافر من وقته وساعته .. ولما دخل المقام أقام فيه ثلاثة أيام ولما دخل الضريح طاف بصندوقه بكى وتضرع ثلاثة أيام وهو على هذا الحال ، وإذا نام تحت رجلي سيدي أحمد البدوي فبينما هو نائم إذ رأى سيدي أحمد البدوي فى المنام فقام بين يديه فقال له : تقدم فتقدم إليه وقال له : لا تعد لمثلها فو الله لولا جدى رسول الله لسلبتك الإيمان ثم وضع يده على صدره فرجع اليه حاله ".
وإذا تساءلنا عن الخطيئة الكبرى الى استحق من أجلها ابن اللبان هذا العذاب كله لوجدنا أنه انكر فقط أن يقول فقير أحمدي ( الصلاة والسلام عليك ياسيدي يارسول الله ، السلام عليك يا أحمد يا بدوي ) فقال ابن اللبان : ( من هذا الذى جمع فى السلام بين سيد المرسلين وبين أحمد البدوي وأشرك البدوي مع رسول الله فى السلام [10]) لهذا فقد أسهمت الأسطورة فى بيان ما حاق بابن اللبان من عذاب وما قام به من تزلف وقربى ليحوز الغفران والرضا فيما بين الاسكندرية وطنطا ، وياقوت العرشي والرسول عليه السلام حتى عفا عنه البدوي فى النهاية .هذا مع أن المشرك الذى يقضى حياته يحارب الله ثم بأذن الله فيدخل الإسلام لا يقاسي ما قاساه ابن اللبان فى تلك الأسطورة المزعومة، وكل ما هنالك أنه يبدأ صفحة جديدة يتمتع فيها بغفران الله عما سلف من عمل ، أما البدوي فشأنه مختلف عند الصوفية فحرمته عندهم أعظم .
وكما صوروا البدوى سريع العقاب لمن عاداه بطيئا فى الغفران لهم جعلوه سريعاً أيضا فى نجدة من يتوسلون به.. ففى أساطير الانقاذ للأسرى فبمجرد أن ينطق أحدهم باسم البدوي يجد نفسه طائراً محمولاً إلى مأمنه،وهذا مالم يرد نظيره فى القرآن الكريم مسنداً لله تعالى ...
يحكى الشعراني مثلا أنه رأى أسيراً مقيداً فى فى منارة عبدالعال وحكى الأسير قصته ( كنت أسيراً فى بلاد الأفرنج فبينما انا واقف على سطح إذ توسلت بسيدي أحمد البدوي فأتاني شئ فخطفني وطار بي فى الهواء [11]) وفى أسطورة أخرى أخذ الفرنج حذرهم من البدوي ومنعوا الأسرى من التلفظ بإسمه حتى أن إفرنجيا كان يقفل الصندوق على أسير وينام ألى جانبه حتى لا يخطفه البدوي ولكن الأسير فى قفصه توسل بالبدوي:" فقلت في نفسي يا سيدي أحمد يا بدوي إنجدني فما تم القول إلا وجاء سيدي أحمد البدوي وحمل الصندوق بي وبالإفرنجي )[12].. أى يريد الصوفية بهذه الأساطير أن يقولوا إن البدوي أسرع استجابة من الله .. فإذا كان الله تعالى قد يؤجل الإجابة ليعلم عباده الصبر وهو أعلم بما ينفعهم أكثر فإن البدوي جاهز دائما فى اعتقاد الصوفية وما أن ينطق أحدهم باسمه إلا ويجد الإجابة معجلة .
والله سبحانه وتعالى أدرى بما يصلح للعباد فى هذه الدنيا الزائلة ،والله سبحانه وتعالى يستجيب لكل من دعاه مخلصا إما بتحقيق أمنية الداعي وإما بإدخارها له فى الآخرة وهى خير وأبقى ، ولأنه تعالى أعلم بما يصلح للعباد فإن الاستجابة المؤجلة للدار الباقية تكون الأثمن والأفضل ويكفي العبد انه ينال فى الدنيا أجر الصبر على قضاء الله وأجر الإستغاثة والتوسل بالله ، ويقول تعالى عن البشر جميعا "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا ..(28) )الشورى ويقول عن رسله (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)) يوسف .. والصوفية يعلمون هذا فجعلت اساطيرهم من البدوي أسرع استجابة لمن دعاه مهما تباعدت المسافة يقصدون بذلك تفضيله على الله – تعالى الله عما يصفون
(جـ)والصوفية حين توسلوا بالبدوي وصفوه بصيغة أفعل التفضيل فكان عندهم الأعلى والأعظم والأكبر .. يقول صوفى [13]
إذا ما أحاطت صنوف المناهب وخفت من الخطـــب الكريه المتاعب
اتيت إلى كهف منيع وسيد قضيت به فى كل أمر مطالبي
هو المطلب الأعلى وكنز روضة ومنهاجه سهل على كل طالب
فالبدوي هو( المطلب الأعلى ) فماذا عن الله تعالى ؟؟
يقول آخر فى توسله بالبدوي[14])
إلا يا كريم الأصل يا خير مرتجى لكشف البلايا والأمور المهمة
عبيدك قد اهداك نزرا من الثنا وجدك شيماه قبول الهدية
فقد وصف نفسه بأنه (عبيد) للبدوي ( أى تصغير عبد ).. ثم وصف الهه البدوي بأنه( خير مرتجى لكشف البلايا)... فإذا كان البدوي خير مرتجى لكشف البلايا فماذا يكون الله سبحانه وتعالى عند ذلك الصوفي ؟. وفى نفس المعنى يقول آخر [15] :
عليك بالبدر القطب منجدنا عند الكروب إذا ما استوقد الشــــــرر
أبى اللثامين روح الكون أعظم من يجيب سائله حالا ينتصر
فرد الزمان ابوالفرحات منقذنا من قد اقر له بدو كذا وحضر
بحر الكرامات لا بحر يماثله من ذلك البحر يطفو للـــــــورى درر
فهذا الآخر يصف البدوي بأنه المنجد إذا حلت مصيبة وأنه روح الكون ، ثم فضله على الله تعالى فقال عنه (أعظم من يجيب سائله حالاً) كما قال السابق عنه إنه ( خير مرتجى لكشف البلايا ).. والمسلم يعلم انه لا يكشف السوء إلا الله (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ؟ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ )النمل 62، أما أصحابنا فلم يكتفوا بأن يجعلوا من (بدويهم ) يشارك الله فى إجابة المضطر وكشف السوء عنه بل فضلوا البدوي فجعلوه (أعظم من يجيب سائله حالاً ) و(خير مرتجى لكشف البلايا ).
وإذا كان المؤمن" يقر" بأن الله وحده هو الذى يكشف السوء ويجيب المضطر فإن ذلك الصوفي الآخر يجعل البشر من بدو ومن حضر "يقرون" بأن البدوي هو المنقذ " فرد الزمان أبو الفرحات منقذنا من قد أقر له بدو كذا وحضر" وهنا تفضيل آخر لم يأت على وزن افعل التفضيل وإن حوى معناه , ذلك أن الله تعالى ترك الحرية للبشر فآمن به من آمن وكفر به من كفر بل وكان اكثر الناس كافرين مشركين .. وهذا ما تردد فى القرآن الكريم , أما صاحبنا الصوفي فقد جعل الناس جميعاً من بدو وحضر يؤمنون بالبدوي ويقرون له بأنه " الفرد " أى الواحد الذى لا نظير له " فرد الزمان " ثم يؤمنون بانه " المنقذ " "منقذنا" , ثم فى البيت الأخير لذلك الصوفي تفضيل آخر بدون أفعل التفضيل , فقد وصف البدوي بانه "بحر الكرامات لا بحر يماثله" وأن " الورى" أى الخلق يتمتعون بفيض ذلك البحر , والكرامات أو التصريف فى ملك الله بالمنح والمنع وهذا لا يكون إلا لله وحده , وصاحبنا لم يكتف بأن يجعل البدوي شريكاً لله فى ملكه وإنما صرح بتفضيله على الله إذ قال إنه " لا بحر يماثله " أى لا تصريف وتحكم فى الكون يماثل تحكم البدوي وإن " من ذلك البحر يطفو للورى درر " , مع أن الله تعالى هو المتصرف فى الكون " لم يجعل الدرر تطفو للورى من بحر تصريفه " فمن الأفضل عند ذلك الصوفي ؟؟
والمفجع أن ذلك التفضيل ينسحب على اتباع البدوي وطائفته فيقول المرحومي [16] عن البدوي وطائفته :
له العلياء إذا العلياء سيمت وطائفة اليه قد أضيفت
لها الرجحان بين الطوائف
لها فضل تعالى ان يضاهى وأشياء ليس يدرك منتهاها
ففضل الطائفة الأحمدية "تعالى أن يضاهى " وخصوصياتها أو أشياؤها " ليس يدرك منتهاها " مع أن المسلم يقر بأن فضل الله تعالى " تعالى أن يضاهى " ولا يضاهيه فضل آخر والآؤه سبحانه وتعالى " ليس يدرك منتهاها " ولو كره الكافرون " من جميع الطوائف "..
( د)ولأنهم يخاطبون البدوي بأفعل تفضيل " المطلب الأعلى "خير مرتجى , أعظم من يجيب..الخ فقد أعلنوا أنهم لا يلجأون إلى سواه باعتباره الأفضل وتوسلوا إليه ألا يكلهم إلى غيره ممن هو دونه فى المنزلة ..
يقول صوفي [17] عنه:
فوالله مالي مسعف ومساعد سواه وعلي فى الخليقة ناصر
أى أنه يقسم بالله " وهنا المهزلة " إنه ليس له مسعف ومساعد سوى البدوي الذى يستطيع نصره على كل الخلق , ويقينا فإن الله تعالى كان على لسانه حين أقسم به ولكنه لتفضيله البدوي على الله صرح بأنه ليس له نصير ولا مسعف ولا مساعد سوى البدوى ..
وفى هذا المعنى يقول آخر [18] مخاطبا البدوي
وحماك أبغى يا أبا الفتيان فى خطب أهاج القلب من حسراته
من لى سواك أرومه فى كشفه أو ارتجى أن ضقت من وثباته
عار عليك إذا رددت خويدما قصر الفؤاد عليك فى حاجاته
فصاحبنا يقول بأسلوب القصر " وحماك أبغي يا أبا الفتيان " أى لا يبغي حمى إلا حمى البدوي إذا وقعت به كارثة , ثم يقول بنفس الاسلوب " من لى سواك أرومه فى كشفه " أى ليس له إلا البدوي لكشف ذلك البلاء , ولأنه ليس له سوى البدوي فعار على البدوي إذا رد " خويدمه " " تصغير خادم" بدون أن يقضى حاجته , فصاحبنا يصف نفسه بأنه خادم صغير أو حقير للبدوي قد قصر على البدوي فؤاده وقلبه فعار على البدوي أن يرده .
ومنطقي إنه لا وجه للتفضيل بين الله تعالى والبدوي هنا .. فالله تعالى ليس موجوداً البتة فى عقيدة ذلك الصوفي الذى يصرح بأسلوب القصر إنه ليس له سوى البدوي نصيراً وإنه قصر الفؤاد عليه ,فالتفضيل إنما يكون إذا وجد الله له مكان فى عقيدة الصوفي إلا إن مكان البدوي لديه أكبر وأعظم , أما صاحبنا فقد محى مكانة الله تماماً فى عقيدته .
والالتجاء للبدوي دون سواه تفضيلاً له على الله جعل التوسل الصوفي بالبدوي يطرق معانى جديدة كأن يتوسل أحدهم بالبدوي ليصون وجهه عن سؤال غيره فيقول أحدهم [19]
إنى أتـيتك يـا ذا المشرع العالي فانظر بلحظك فى شأني وحالي
ولا تـكلني إلى من ليس ينصرني ولا إلى ذى جـفا للعهد لى قـــــــــالي
ومـن أولى بغوثي منك يا أمـــلي ومنتهى رحلتي ومنائي بل وآمالي
وصن بعزك يا ذا الطول وجهى عن سـؤالى غـيرك ممن حاله بالي ...
وبعضهم حكم على من يلجأ لله أو لغير البدوي بالخسران المبين ، فيقول [20]:
لقد فاز من يسعى بأبواب عزكم وخاب الذى فى غير أبوابكم سعى
وبعضهم استنكر أن يتوسل بالله أو غير البدوي والبدوي موجود فيقول [21]:
أأطلب جاه سواك لنصرتي ؟؟ وأنت لك الشأن العظيم الأفخم
أو يقول آخر [22] :
آتيت حماك الرحب استمطر الـندى وبذل أياد ما لهن مضــــــارع
وحـــــــاشا وكلا أن أخيـــــــب وأن لـــي فؤاداً بقصد الغير ما هو قانع
أغيرك ينحوه المـؤمل أو ســـــــــــــــــوى رحابك أهل تثنى إليه المطالع ؟
ويضيق الصدر عن متابعة الشرح ، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ..
وبعد ..
فلقد حكى القرآن أن مشركي العرب اتخذوا الألهة والأولياء واسطة تقربهم إلى الله زلفى ، ورأينا الصوفية الأحمدية يجعلون من الله واسطة عند البدوي ؟ فالمرأة ـ على حد قولهم ـ توسط الله عند البدوي ليحيي لها إبنها ، وعبد الصمد جعل الله تعالى واسطة ليوفقه فى تأليف كتابه ليحوز رضا البدوي ، وآخر يقسم على البدوي ويتوسل إليه بكل رسول وبعزة الله لكى يمتن عليه البدوي فلا يكله إلى غيره .
ومشركوا العرب آمنوا بأن لله التحكم فى ملكوته من سماء وأرض وعرش وإنه يجير ولا يجار عليه " المؤمنون آيات 84 : 89 " وأن آلهتهم مجرد وسائط ) الزمر 3 ) : إلا أن الصوفية الأحمدية جعلوا من جبار السماوات والارض الحي القيوم مجرد أداة فى تصريف البدوي فهو الذى يلهم الأسرى ليتوسلوا بالبدوي وهو الذى جعل ابن كتيلة ينسى السبب فيما أصابه ليقاسي العذاب لاعتراضه على المولد الأحمدي .. ثم هم يبالغون فى تحكم البدوي وتصريفه إلى الحد الذى يتضاءل معه نفوذ الله فى ملكه، ويجعلون من الله تعالى النصيب الأدنى فى التحكم والسيطرة ، وللبدوي القدر الأعلى حين يغضب وحين يرضى ، وعلى هذا الأساس كان توسلهم بالبدوي بأفعل التفضيل وأنه لا إله لهم سواه ،يقول الصوفية كل هذا .. وهم يقرءون القرآن وينطقون باسم الله ، فلا نستطيع أن نقول إنهم لا يعرفون الله البتة ولكننا نقول إنهم ما قدروا الله حق قدره وما أعطوه حقه وهو الذى يتحكم فى خلقه حيث لا يتصرف فى الكون سواه " وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) " الزمر ، ولا نقول إنهم لا يقرأون القرآن ، فهم يقرأون كتاب الله ، وقراءة القرآن تزيد المؤمن إيمانا وشفافية ولا تزيد الظالم إلا خساراً " وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً " الإسراء 82 ، وفعلاً فإن الصوفية زادوا عن مشركي قريش أنهم أكثر قراءة للقرآن مع اتصافهم بالشرك والكفر مثلهم فكان أن زادهم القرآن خساراً وجاء التعبير القرآنى بالمضارع " ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " لينطبق على مشركى المستقبل أكثر من إنطباقه على مشركي الزمن الجاهلي الماضي .
وقد ينكر الصوفية اليوم تفضيل البدوي على الله وإن كانوا لا يستطيعون إنكار كونه واسطة لديهم يتقربون به لله زلفى ، وواقع الأمر إنهم يمارسون التفضيل فعلاً وعملاً وإن أنكروه قولاً .. وكما يقول الله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ..) سبأ 46 ، فإننا نطلب منهم الاحتكام إلى أنفسهم ، فهم يصلون لله الصلوات الخمس ويتوسلون للبدوي قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، نسألهم فى أى الحالين يكونون أخشع قلباً وأصفى ذهناص ؟ حين الصلاة لله ؟ أم حين التوسل بضريح البدوى ؟؟ .
والأجابة معروفة مقدماً .
ثم ما هو الأقسى على قلوبهم ؟؟ أن يصرح بالأنكار على البدوي والاعتراض عليه أم يصرح علنا " بسب الدين " ؟ لقد تعودت الأذان على " سب الدين " حتى لم تعد تنكره أما إذا وقف البعض وأعلن كفر البدوي مثلا فإن الصوفي يعتبر القيامة قد قامت فعلاً ، وفى تلك اللحظة الخاطفة التى يهتز فيها الصوفي فرقاً إذا سمع اعتراضاً أو إنكاراً على شخص البدوي ، فإنه يعبر حقيقة وفعلاً عما يعتمل فى كيانه من تفضيل للبدوي على الله تعالى ودينه الحنيف ، ذلك الدين الذى تعود الناس على لعنه وسبه بداع وبدون داع وبدون أن تهتز للقائل أو السامع أى شعره ، أليست هذه هى الحقيقة التى لا نستطيع لها إنكاراً بيننا وبين أنفسنا ؟؟
أرى أن مواجهة الحقيقة "وهى تفضيل الصوفية للبدوي على الله ودينه " أفضل من خداع النفس، لو كنتم تعقلون ..
[1]الجواهر :46
[2]وأروردها الحلبى فى النصيحة العلوية 30 مخطوط فى المكتبة الأزهرية .
[3]الجواهر 4، 142
[4]الجواهر 4، 142
[5]الجواهر121
[6]الجواهر 81
[7]الجواهر : 98
[8]الطبقات الكبرى 1162
[9]الطبقات الكبرى 1162
[10]الجواهر : 78، 79.
[11]لجواهر 81، 97
[12]لجواهر 81، 97
[13]الجواهر 97
[14]الجواهر 105 ،108
[15]الجواهر 105 ، 108
[16]الجواهر 119 ’ 109
[17]الجواهر 119 ’ 109
[18]الجواهر 135 ، 124
[19]الجواهر 135 ، 124
[20]الجواهر 115 ، 128 ، 116
[21]الجواهر 115 ، 128 ، 116
أعتقد أن هناك تشابه كبير جدا بين ما وقع فيه الصوفية الأحمدية في تأليه البدوى وتفضيله على الله جل وعلا رغم إيمانهم بالله ربا ، لكنهم رغم ذلك لم يستطيعوا التصريح بهذا أو قوله واضحا صريحا ، لكنهم عبروا عنه بطريقتهم كما تفضل الدكتور منصور
وكذلك الأمر بالنسبة للسنية فهم يفضلون البخاري أو كتاب صحيح البخاري على القرآن ، لكنهم لا يمكن أن يجاهروا بهذا أو يقولون هذا صراحة ، رغم إيمانهم بالله وإيمانهم بأن القرآن هو الرسالة الخاتمة وأنه من عند الله ، ورغم إيمانهم أن القرآن كلام الله وصحيح البخاري كلام بشر إلا انهم وقعوا في مشكلة تأليه البخارى وتفضيل صحيح البخاري على القرآن وأظهروا هذا التفضيل في قولهم أن البخارى أصدق كتاب بعد القرآن ، وكانوا يتمنون قول أن البخارى أصدق من القرآن ، وقالها أحدهم لكن بصورة غير مباشرة حينما قال الشيخ الحويني أن احتلال بلاد المسلمين أهون ألف مرة من سقزط البخارى ، فهذه عبارة معناها خطير جدا وتعني أيضا مدى تفضيل البخاري على القرآن فهي عقيدة واحدة تقريبا
في التعقيب السابق قلت أن هناك من المسلمين من يفضلون البخاري على القرآن ، وهؤلاء هم الدعاة وكما يطلقون على أنفسهم لقب أهل العلم ، وهو لقب فضفاض يحمل خديعة ومعاني كثيرة جدا
لكن هناك فئة كبيرة تقدس البدوى بصورة صعبة جدا ، ويصل هذا التقديس لدرجة أن هؤلاء البسطاء من الفلاحين والفقراء ومحدودى الدخل يستعدون كل عام لمولد السيد البدوى ، ويكون هذا الاستعداد ماليا طبعا بتوفير وتحويش المال اللازم للذهاب لمولد السيد البدوى في طنطا بالغربية سنويا ، ويفتخرون بهذا ويتفاخرون أمام بعضهم بالذهاب لهذا المولد من كل عام ، ومن يفوته الذهاب يظل حزينا كأنه قصر في أداء فريضة الحج ، وهذه النوعية من المسلمين موجودة بكثر أعرف كثيرا منهم وأتقابل مع بعضهم في وسائل المواصلات أثناء سفرهم وأثناء شد الرحال لمولد السيد البدوى
ورغم أن معظم هؤلاء من محدودى الدخل ومحدودى الامكانيات لكنهم يستعدون ماليا ويكيفون أنفسهم لاقتطعا بعض المال لهذه المناسبة ، ولو طلب منهم إخراج هذا المال لله جل وعلا للفقراء الأقل منهم فقرا أعتقد أنهم سيرفضون ويفضلون الذهاب لمولد السيد البدوى
نفس الأحداث ونفس الثقافة ونفس السلوك يحدث مع الاحتفال بالحسين ، ونفس الناس يستعدون للذهاب للقاهرة لحضور الاحتفال بمولد الحسين ، والسيدة ، وهؤلاء الناس يحفظون ويتذكرون جيدا مواعيد هذه الاحتافالات ومن الممكن أن ينسوا أسماءهم ولا ينسون مواعيد هذه الموالد التي يمارسون فيها عقيدة الشرك بالله علنا
وفي النهاية نقول لهم أنتم أحرار فيما تفعلون و لكم دينكم ولنا دين ، وكل نفس بما كسبت رهينة
رغم أن المشاهد للمتصوفة والسنية يعتقد ان الخلاف بينهم كبير إلا ان النظرة الفاحصة تؤكد أن كلاهما يمشي نفس الطريق وهو تقديس غير الله معه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيرا .
وظل المسلمون ردحاً كبيراً من الزمان بتقلبون بين هذا وذاك ظانين بأنفسهم خيراً عند الانتثقال من الصوفية للسنية أو العكس ..
إلا ان طفى على السطع وبقوة الفكر القرآني الذي أثبت أن الصنم أصله فكره والفكرة أصلها صنم .. فكتاب البخاري يعتبر تمثال له وافتراض العصمة فيه يعتبر تنزيه لكاتبه ..!!
ولذلك فليرجع الجميع للا إله إلا الله ..فإن فيها الخلاصة والنجاة ..في الدنيا والآخرة .
كم كنا نتمى ألا نصل لهذا الحد ، ولكنه الشطط الذى وقع فيه الصوفية الأحمدية، فاضطررنا لتبيين غلوهم فى تأليه البدوي وعبادته ، فهم قد اعترفوا بربوبية الله وقاموا بعبادته ولكنهم أشركوا معه البدوي فى التقديس والعبادة فاقتضانا المنهج العلمي أن نمحص عقيدتهم لنصل إلى من يفضلونه أهو الله تعالى أم هو البدوي ، فكانت النتيجة هى ما يعبر عنه العنوان السابق : " الصوفية يفضلون البدوي على الله تعالى " . بيد أنه لم يكن منتظراً من الصوفية الأحمدية أن يصرحوا بهذا التفضيل فمهما زادت سطوة التصوف فإن أحداً لن يوافقهم على هذا الإعلان الخطير فاكتفوا بالتلميح دون التصريح ، ولجأوا للأسلوب غير المباشر برواية الحكايات وإلقاء الأشعار .. وبين سطور الحكايات وأبيات الشعر يعبرون عن مكنون عقيدتهم فى البدوي الذى جعلوه فوق الله – تعالى عن ذلك علوا كبيرا - .وقد ينكر الصوفية اليوم تفضيل البدوي على الله وإن كانوا لا يستطيعون إنكار كونه واسطة لديهم يتقربون به لله زلفى ، وواقع الأمر إنهم يمارسون التفضيل فعلاً وعملاً وإن أنكروه قولاً .. وكما يقول الله تعالى (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ..) سبأ 46 ، فإننا نطلب منهم الاحتكام إلى أنفسهم ، فهم يصلون لله الصلوات الخمس ويتوسلون للبدوي قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ، نسألهم فى أى الحالين يكونون أخشع قلباً وأصفى ذهناص ؟ حين الصلاة لله ؟ أم حين التوسل بضريح البدوى ؟؟ .والأجابة معروفة مقدماً .ثم ما هو الأقسى على قلوبهم ؟؟ أن يصرح بالأنكار على البدوي والاعتراض عليه أم يصرح علنا " بسب الدين " ؟ لقد تعودت الأذان على " سب الدين " حتى لم تعد تنكره أما إذا وقف البعض وأعلن كفر البدوي مثلا فإن الصوفي يعتبر القيامة قد قامت فعلاً ، وفى تلك اللحظة الخاطفة التى يهتز فيها الصوفي فرقاً إذا سمع اعتراضاً أو إنكاراً على شخص البدوي ، فإنه يعبر حقيقة وفعلاً عما يعتمل فى كيانه من تفضيل للبدوي على الله تعالى ودينه الحنيف ، ذلك الدين الذى تعود الناس على لعنه وسبه بداع وبدون داع وبدون أن تهتز للقائل أو السامع أى شعره ، أليست هذه هى الحقيقة التى لا نستطيع لها إنكاراً بيننا وبين أنفسنا ؟؟أرى أن مواجهة الحقيقة "وهى تفضيل الصوفية للبدوي على الله ودينه " أفضل من خداع النفس، لو كنتم تعقلون .. .
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5118 |
اجمالي القراءات | : | 56,903,837 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
ويمسك السماء: الشعب السنى من بين عقائد هم في علمهم نشأة...
اليانصيب والميسر: أسأل عن الحكم الشرع ي في مشارك ة ألعاب...
ذرية ابليس : وَإِذ ْ قُلْن َا لِلْم َلائِ كَةِ ...
أضحية وعقيقة : هل يجوز المشا ركه فى الاضح يه بنيه العقي قه ...
كثرة الملحدين: • است اذ احمد الملح دين بقوا كتير في الوطن...
more
.هل هناك منطقة وسط أو منزلة وسط بين منزلة الكفر و منزلة الإيمان ؟ بالطبع لا ! وهذه هي المشلة إن الإنسان لابد أن يتحرى الصدق وخاصة فيما يتعلق بقضية الشرك ، لأن القرآن قد وصف إيمان الأكثرية : بانها لا تؤمن إلا وهي مشركة إذن القضية خطيرة تحتاج من المؤمن أن يكون حذرا في اختياراته مدققا في مواقفه صلبا في تحدياته ، لا يتأثر بالعباد وينسى رب العباد ! ويتذكر دائما أن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعا إلا الإشراك !! وأن الإشراك ابتلي به أكثر المؤمنين بشهادة القرآن نفسه ، أكيد إذا وضع كلا الأمرين في رأسه فلابد أن يصنع لنفسه حصانة أو مصل ضد الإشرك ، وأن يبعد بكل ما أوتي من قوة عن التصوف ، الذي يقربه من الإشراك ، و المشلة أنه يظن إنه يحسن صنعا !!!!!