زهير قوطرش Ýí 2010-12-08
نعود إلى الآية الكريمة , فالقرآن الكريم وضح لنا معنى القوة من خلال بعض الآيات القرآنية ,وقد أشار إلى أن القوة ...تعني المال ,والأولاد ...إي القوة المالية والبشرية .كقوله عز وجل :.
كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا
والقوة تعني الرزق الذي يأتينا بفضل الله تعالى من السماء ...وهنا أشارت الآية إلى المطر ,الذي بدوره يزيد من قوة المؤمنين الاقتصادية ,والتي هي أهم عوامل المواجهة إذا تمت مع العدو .
كقوله عز من قائل:
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ.
رباط الخيل ...
لو أسقطناها هذا المصطلح على عصرنا من خلال التطور الذي حصل منذ عهد نزول القرآن حتى اليوم , لوجدنا أن رباط الخيل تعني كل أنواع التسليح البري والبحري والجوي . وهنا لابد من الملاحظة أن رباط الخيل أو القوة العسكرية لا يمكن الوصول إليها إلا بعد توفر القوة الاقتصادية والبشرية. لهذا جاء ذكرها في الآية الكريمة بعد لفظة القوة.
والقوة تعني أيضاً إلى جانب القوة البشرية والاقتصادية , قوة الوحدة الوطنية ,والالتفاف حول قيادة سياسية واعية توحد كلمة الأمة
لقوله عز من قائل.
قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ "
أما كلمة ترهبون ,فقد جاء توضيحها في الآية الكريمة
لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ "
أي أنهم يحسبون حسابكم أكثر مما يحسبون حساب الله في اليوم الأخر .
مما تقدم ,نستطيع القول ,أن الله عز وجل طلب إلينا أن نعد القوة البشرية والاقتصادية وقوة الوحدة الوطنية إلى جانب القوة العسكرية ,حتى نستطيع جعل العدو يرهب هذه القوة ,وتجبره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومحاولة حل الأزمة بشكل سلمي .
لقوله عز وجل
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
من كل ما تقدم نستطيع القول أن عوامل القوة لقرار القتال ,هي نفسها العوامل الرئيسة لقرار التفاوض وإقرار السلام . فالقوة هي سلاح الإقناع أو الأرغام في ميدان القتال ,ونفس القوة هي سلاح الإقناع أو الإرغام على مائدة المفاوضات.
تطبيقات الآية على عصرنا الحاضر.
سنأخذ القضية الفلسطينية ,كمثال ...أي صراعنا مع إسرائيل ,وعناصر القوة والضعف في هذا الصراع.
الصراع العربي الإسرائيلي ,هو الصراع الوحيد في العالم اليوم الذي أثبت وبالأحداث والأرقام ,ضعف القوة العربية والإسلامية بشكل عام .
عناصر القوة التي تحولت إلى ضعف في هذا الصراع.
الأمة العربية والإسلامية تملك القوة البشرية والمادية (لكن هذه القوة المادية تم اغتيالها ,بفعل الفساد وأصبحت الشعوب العربية والإسلامية من أفقر الشعوب في العالم) ,ولديها قوة عسكرية ,توازي قوة العدو بل وأكثر ,لكنها مع كل أسف موجهة إلى قمع إرادة وحرية الشعوب.
عناصر الضعف .
الأمة العربية والإسلامية تفتقد إلى الوحدة الوطنية (وحدة الرأي والموقف),والقيادة الحكيمة .أي إلى موقف تفاوضي قوي .
الموقف التفاوضي الموحد الذي هو من أهم عناصر القوة المذكورة في كتاب الله عز وجل ,يجب أن يعزز بالقوة المادية الاقتصادية والعسكرية ,لأن ميدان القتال ومائدة المفاوضات هي ساحة لصراع الإرادات ....فقد تتصارع فيه الإرادات بالقوة ...لكن بعد ذلك يجب أن تتصارع بالحوار .
ولنسأل أنفسنا الآن .
ما هي قوة المفاوض العربي.
قوته في قوله إذا لم نصل إلى حل أطمئن إلى عدالته ,فسوف أخرج من هنا لابحث عن العدل بوسيلة أخرى.
وعندما لا يملك المفاوض العربي الوسيلة الأخرى الفعلية .فهو لا يملك إلا خيار الإذعان ,والخطب الجوفاء لخداع شعوبه .وتبقى القضية الفلسطينية أسيرة الضعف العربي والإسلامي. فلا قوة ...ولا رباط الخيل ...ولا وحدة وطنية.
الأستاذ المحترم زهير شكرا على مقالك المهم الذي يزيل الغبار عن فهم البعض لآيات القرآن ..
كما تقدمت فقد فهمت هذه الآية خطأً من البعض على أنها دعوة للإعتداء . مع أنها في حقيقتها دعوة للسلام وعدم الدخول في حرب عن طريق أمتلاك القوة الرادعة والشجاعة التي تمنع الآخر من الأعتداء ..
وبالنسبة لموضوع رباط الخيل فلقد رجعت للقرآن الكريم في لفظ ربط ووجدت 4آيات
الآية الأولى تتحدث عن غزوة بدر التي كان يخوضها المسلمون
) إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ 11الأنفال .( يثبت )) ( عدم الأهتزاز )
و الآية التالية تتحدث عن أهل الكهف
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً (14) الكهف فالله سبحانه وتعالى (ربط على قلوبهم ) فرفضوا أن يدعوا من دون الله إلها
اما هذه الآية فتتحدث عن أم موسى وفؤادها الفارغ خوفا على وليدها من أن يقتل أو يغرق ..
وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص ..وفي سورة آل عمران يقول الله سبحانه وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200) ) آل عمران .
الملاحظ أن الثلاث آيات الأولى تم أستخدام الربط بالنسبة للقلب من قبل الله سبحانه وتعالى في ثلاث مواقف يحتاج الإنسان للشجاعة والثبات والاقدام فيهم وفي سورة آل عمران أمر من الله سبحانه وتعالى بالصبر والرباط ..
الارهاب الذي ذكرته هو فعلا عملية التخويف لكننا لا نملك الا ان نخوف بعضنا. . وتأويلك للايات رائع جدا لاحظ كيف ان في اية الاعداد للقوة فيها حث على الانفاق بينما السلم كان حضور الله اكبر فإنه يوجه بالتوكل عليه وانه سميع عليم .. مؤشر بأن جنوحهم للسلم علينا ان نقبله وان نكون منه على حذر الى ان يبين الله لنا هدفهم منه.
جهد رائع مع تهنئتي
السلام عليكم ورحمة الله أستاذ زهير قوطرش ألاحظ أن كلمة الفلسطينية في العنوان قد حذفت اللام منها فأصبحت ( الفسطينية).
فهل هذا عن قصد أم سهو ؟
لقد ذكرني هذا بمدرس كان يدرس لنا تاريخ في ابتدائي وكان يصف فلسطين بقوله هذه الدولة بدايتها( فلس ) ونهايتها ( طين ) .
وهذا ومع الأسف ما ينطبق بالفعل على ما نراه من أحداث متعاقبة واستمرار لوضع سيء برغبتهم فهم مستفيدون من استمرار هذا الوضع .ولا يمكن للقضية الفلسطينية من حل جذري طالما أن بها هذه التشكيلة المنتفعة من بشر لا يهمهم إلا منفعتهم الشخصية ووضع وعقليات لا يمكن أن تجدى معها حلول سلمية
.
الاخوه الاعزاء
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
الاية واضحة وقوله هنا فاجنح لها لا تعني فاجنح الى السلم ، لان السلم اسم مذكّر ، فلو كان يقصد فاجنح لها اي الى السلم لقال فاجنح له اي الى السلم ، لكن الاية قالت فاجنح لها ، اي الى القوه والهاء هنا في لها تعود على القوة ، اي وفي حالة القى اعداءك السلاح وجنحوا الى السلم فاستمر انت في الاعداد وحافظ على مصادر قوتك كقوة ردع وقت الحرب ووقت السلم .
كما ان رباط الخيل هنا لا تعني الخيول ، وانما بذات المعنى في قوله تعالى للشيطان في سورة الاسراء الاية 64 واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا .
سلام عليكم
كلمة السيدة سهير الأتااسي في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري
يا أهل مصر الحبيبة .ارحموا عزيز قوم ذل
كيفية التعرف علي النسخة المعتمدة من القرآن الكريم
هل يمكن ان يكون القران من عند غير الله
صلاحية وعدم صلاحية كتاب أهل القرآن
دعوة للتبرع
زكاة الخصاصة والفقر: أستسم حكم بسؤال ين : 1) حول الزكا ة. فهل يجب...
الزانية والسارق : لماذا تقدمت ( الزان ية ) عن الزان ى فى قوله جل...
مهر المتوفاة : السلا م عليكم و رحمه الله، ارجو الإفا ده ...
تكفير تارك الصلاة : هل يجوز تكفير المسل م التار ك للصلا ة ؟...
ولى صوفى رغم انفه: انا ورثت الولا ية الصوف ية عن أبى ، وهى تعطى...
more
أخى الحبيب الأستاذ زهير قوطرش سلام اللـــــه عليك،
لقد قرأت هذا التدبر على الأقل مرتين، فوجدت نفسى أمام تدبر عميق فى آيات اللــــه الكريمات وأيضا إختياركم لهذه الآيات البينات هو دليل على حسن إختياركم للأدلة والبراهين.
أخى الكريم، لا تحرمنا من مثل هذه المواضيع التى طالما خرج علينا أصحاب الأفكار الأرضية بمفاهيم نخالف كتاب اللـــه سبحانه، حتى نستفيد من علمكم وأدعو اللـــه السميع العليم أن يزيدكم علما ويثبت أقدامكم على الحق المطلق. وأدعو اللـــه سبحانه أن يضع كل كلمة تخطها بقلمك فى ميزان حسناتك بإذن اللـــه تعالى.
كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق