Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2010-07-05
عزمت بسم الله،
أعزائي القراء ورواد موقع أهل القرآن تحية من عند الله عليكم،
إسمحوا لي أن أضع بين أيديكم سلسلة لبحث مهم قام به أحد يكتم إيمانه وانتمائه لأهل القرآن خوفا على نفسه، وهذا من حقه ومن الواجب عليه أن لا يلقي بنفسه إلى التهلكة، إن كان يعلم أن من حوله لن يسلم من مكرهم.
لقد بعث مشكورا بهذا البحث الرائع إلى أخي الحبيب الدكتور أحمد، وكلفني بنشره على صفحتي على حلقات، فأرجو منكم أعزائي مناقشة البحث بقلوب سليمة مؤمنة بوحداني&Eaiacute;ة الله تعالى، رافضة كل ما يخالف كتاب الله سبحانه مما كتبت أيدي البشر، ومهما كان اسم كاتبه مشهورا أو مقدسا، أو أن الأكثرية تقول به، فذلك لا يغني من الحق شيئا، (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)(36). يونس. لأن الذين كتبوا كتبا أطلقوا عليها اسم ( كتب الصحاح) فأوهموا المؤمنين أن ما بين دفتيها هو وحي من عند الله تعالى، وقد أخبرنا المولى تعالى في الكتاب المبين أنها من عند غير الله لِوجود الاختلاف الكثير فيها، فلو نظرنا فيها بقلوب مفتَّحة وعقول سليمة فإننا فعلا نجد فيها الاختلاف الكثير والتناقض مع بعضها البعض، فعلمنا أنها من عند غير الله تعالى. يخبرنا المولى سبحانه ويقول: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء. لاحظوا أعزائي لم يقل المولى تعالى ( أفلا يتدبرون الحديث) بل ركَّز سبحانه على ( القرآن) فقال : (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ). هذا أكبر دليل على أن القرآن هو الذي يجب أن نستمسك ونعتصم به وكفى، لأنه هو السبيل والصراط المستقيم.
فإليكم الحلقة الأولى من هذا البحث الذي قام به أحد المخلصين العبادة لله وحده، وقدمه لموقع أهل القرآن ليشد أزرهم ويعينهم على البِر والتقوى. والله ولي التوفيق.
أخي الدكتور أحمد صبحي منصور، تحية الله اليكم وطابت أوقاتكم بكل خير
بعدما قرأت ما ورد من آخر الاخبار حول "البخاري" أو ما يسمى بصحيحه! ثم المأزق الذي وقع فيه "الأزهر" لإيجاد حلّ أو مخرج من هذا المستنقع الضَبابي البُخاري الغُباري! ثم قراءتي لمقالكم العَسَلاوي(السّم الهارى فى تنقية البخارى)ألفيتُ من الضروري أن أبعث الى الموقع هذا البحث الرائع والسلسلة الممتعة حول هذه "الالهة المقدسة" لدى الأزهر والسنيين!!
والذي كُتب من قبل باحث فذّ (مجهول الهوية) لم أعرف هُويته حتى الآن؟؟
جزاه الله خير الجزاء لما بذله من هذا الجهد الجهيد الجاد في سبيل كلمة الله
كُلي أملٌ نشر تناقضات البخاري "الالهة المزيّفة!" مع كلمات الله المقدسة في حقل أو خانة (كُتّاب أهل القرءان)..
أنتظر ردكم الكريم واعلامي بذلك
وافر تقديري وتوقيري
أخوكم في الله
وصديق موقع "أهل القرءان" بالتعليقات بين الفينة والاخرى
وداد وطنــــي
3/7/10
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تناقض أحاديث البخاري مع ايات القران
(1)
حكايا محرّمة في البخاري
) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) الفرقان 30
إن القصص التي أنا بصدد روايتها ليست من اختراعي أو من تأليفي ، ستكون ردّة فعل القارئ بالتأكيد – وأتحدّث هنا عن القارئ العربي الذي تعوّد على دروس الوعظ التلفزيّة عبر قنوات أتباع البخاري المأجورة ، والمداوم على الذهاب الى صلاة الجمعة الساكتة أسبوعيّاً عن إيضاح الحق والحقيقة - ، ستكون ردّة فعله مملوءة بمشاعر الغضب ، الانزعاج ، العجز والنذر القليل من الشك و الريبة أيضاً ، فهو سيسأل قطعاً ( هل هذا حقاً موجودٌ في البخاري !؟ ؟ ) ، خصوصاً إذا علمنا أن البيت العربي يخلو تماماً من هذا الكتاب غالي الثمن – يبلغ سعر الكتاب في المكتبات العربية أربعين دولارا بعد التخفيض، وسعر صحيح مسلم الضعف ثلاث مرّات ، هذا في حال وُجد كلاهما أصلاً - ! !؟ ، والذي يُعتبر حسب النص الفقهي لمذاهب السنّة المصدر التشريعي الثاني الأقرب في صحّته للقرآن الكريم (ونقول حاشا و كلاّ أن يكون البخاري أو أي كتابٍ آخر في موقع المقارنة بالقرآن الكريم ، فالقرآن الذي لا يأتيه الباطل لا من أمامه و لا من خلفه لن تنجح خدعة المقولة التي تقول أن أصح الكتب بعده هما مسلم و البخاري في وضع مقارنةٍ مريبٍ و مثيرٍ للشك) .
إن من يقرأ البخاري دون أن يعترض على ما يرد فيه هو رجلٌ أكثر بؤساً مما يمكن أن نعتقد ، فهذا الكتاب الأسود يحوي بين صفحاته نصوصاً ليست أحاديث أصلاً ، و لسنا بصدد الحديث عن سندها ، و الذي برع فيه كمٌ من الفقهاء في البحث و الغوص في أسبار البحث في علومٍ لا تمت للعلم بصلةٍ ، كعلم رجال الحديث الذي لا يعني شيئاً البتّة مادام يعتمد على نصوص الإسلام التاريخي المشوبة بالشكوك كمرجعيّةٍ ضبابيّةٍ انتقائيّة القراءة (فسادتنا ذبحوا سادتنا) ، خصوصاً ما دمنا نتحدّث عن أحاديث و قصص منسوبةٍ للرسول تناقض القرآن بالدرجة الأولى ، و تناقض نفسها أيضاً ، فكما سيرد لاحقاً سنجد مجموعة من الأحاديث – و هي التي سنعرضها أولاً ـ لا تمت لصفة الحديث بصلةٍ لأن الحديث هو ما نقل عن الرسول من قول أو فعل أو تقرير، بينما نجد أن النص لم يقله الرسول ولم ينطق به بل روي عن أناسٍ تحدّثوا (عن) الرسول و هذه ليست أحاديث قطعاً.
نبدأ رحلتنا عبر قصص البخاري بقصّةٍ هامشيّةٍ تضع التساؤل حول حقيقة كل المعلومات الواردة في ( الإسلام التاريخي ) ، و التي مفادها أن أول من أسلم من الرجال هو ( أبو بكر الصديق ) ، نقرأ في ( كتاب التعبير ، باب أول ما بدئ به رسول الله من الوحي، الرؤيا الصالحة ) : ( .... فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها ، وكان امرأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك، قال ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى؟ ، فأخبره النبي خبر ما رأى، فقال ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى ، ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ، قال رسول الله : ( أو مخرجي هم ) ، قال ورقة : نعم ، لم يأت رجل بما جئت به إلا أوذي ، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا. .. ) .
هنا حقيقةٌ هامشيّةٌ حقيقةً ، لا مجال أو فائدة ترجى من تصديقها أو رفضها أيضاً مفادها أن ورقة ابن نوفل هو أول من أسلم من الرجال ، لا أبا بكر ، و في واقع الأمر فإن بدايتنا هذه لن تؤلم أعين أحدٍ ما دمنا لم نصل الى نهاية ذات الحديث ، و هو الجزء الذي يسكت عنه الفقيه وفق خيانةٍ مرفوعة الرأس دون أن يجرأ على إكمال القصّة التي أصبح نصفها فقط مشهوراً لدى العوام، وهي قصة بداية الوحي وعودة الرسول الى خديجة قائلاً (زمّلوني ، زمّلوني)، و فيه اتهامٌ صريحٌ للرسول بنيّة فعل ما حرّمه الله ، ألا و هو ( قتل النفس التي حرّم الله ) : ( ... وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ، فيما بلغنا ، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل ، فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه ، وتقرُّ نفسه، فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك).
رغم أنف الفقيه، لا مجال للتراجع أمام هول الصدمة، ففي النص اتهامٌ صريحٌ للرسول بأنه (مجنونٌ) ذو نزعاتٍ انتحاريّةٍ ، ما يعرف في لغة الطب( Bipolar Disorder ) ، و هو مرض ثنائي القطبيّة ، مزيجٌ بين العته ، الاكتئاب و الإحباط تصاحبه نزعاتٌ انتحاريّة في مجمل الحالات ، و حاشا أن يكون الرسول كذلك ، فهو الذي شهد له النص بأنّه ( لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم 4 ، و شهادة الخُلقِ هذه تثبت رجاحة العقل ، و سلامة المنطق ، كما شهد له في أكثر من آيةٍ بإنّه ليس بمجنونٍ ، ولا شاعرٍ و ليس أيضاً بمسحورٍ ، و هذا ما لم يعجب البخاري في قصصه المحرّمة قطعاً ، يرد في باب السحر : ( .... سحر الرسولَ رجل من بني زُرَيق ، يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله.
وفي هذا تناقضٌ صريح للنص الذي ذكر اتهامات الكفار للرسول بأنه مسحورٌ نافيّاً لا مؤكداً إيّاها : ( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً ) الفرقان 8 ، و في حال صدّقنا نفي العصمة عن الرسول ( كونه سُحر من قِبلِ هذا اليهودي الأسطوري ) ، فإننا مطالبون قطعاً بتصديق بقيّة الاتّهامات الواردة في النص ، كون الرسول شاعرٌ ، حالمٌ و مجنونٌ ( و حاشا لله أن نفعل ) : ( وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ) الحجر 6 ، ( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ) الشعراء 27 ، ( بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ) الأنبياء 5.
ونرى هنا مدّى قوّة تأثير الإرث التاريخي الممزوج بالأكاذيب على هذا النص الذي تحوّل بفضل سلطة الفقهاء من تحوّلوا الى قوّادين للسلاطين و دكتاتوريي الدول الإسلاميّة على امتداد التاريخ الموصل للحالة اليوم ، تحوّل الى مصدرٍ تشريعيٍّ من ينكره يصبح مهدّداً بقطع رقبته ، يرد في باب هبة الرجل لامرأته : ( ... قالت عائشة : لما ثقل النبي واشتد به وجعه ، استأذن أزواجه في أن يمرض في بيتي ، فأذن له، فخرج النبي بين رجلين ، تخط رجلاه في الأرض ، بين عباس ورجل آخر ، قال عبيد الله : فأخبرت عبد الله بن عباس ، فقال : أتدري من الرجل الآخر ؟ ، قلت : لا ، قال : هو علي ) .
وفي هذا النص إشارةٌ عجيبةٌ لكون عائشة زوج النبي لا تعرف عليّاً ، و هذا احتمالٌ غير واردٍ أصلاً ، ما يجعلنا نقفز الى الاستنتاج كون عائشة لا تريد نطق اسم عليٍّ بسبب ( بغض ) تكنّه له ، و هذا ما تؤكده نصوص الإسلام التاريخي ، عبر القصة التاريخيّة عن العداء الذي وصل درجة القتال بين الاثنين ، في تناقض صريحٍ للنص الذي أمر زوجة الرسول بأن تبقى في بيتها ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الأحزاب 33 ، لكن القصص المفبركة التي تبدأ بقصة الإفكالتي يستند عليها أمر تشتت الأمة كنواةٍ للنزاع و الانفجار الداخلي والذي بدأ من نواة الدولة الإسلاميّة ( بيت الرسول الكريم ) ، رغم كون قصّة الإفك لا تمت في واقع الأمر لزوج الرسول ، لعدّة أسبابٍ نذكرها بعد سرد النص القرآني و مقارنته بالنص البخاري ، والذي يرد في باب ( تعديل النساء بعضهن بعضاً) ، ووضع تحليلٍ منطقيٍّ للواقعة المنسوبة لعائشة : ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور 11.
قالت عائشة : كان رسول الله إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج سهمي فخرجت معه ، بعد ما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول من غزوته تلك وقفل ، ودنونا من المدينة ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني ، أقبلت إلى الرحل ، فلمست صدري ، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، فأقبل الذين يرحلون لي ، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ، ولم يغشهن اللحم ، وإنما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه أحد ، فأممت منزلي الذي كنت به ، فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي ، فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكوانيمن وراء الجيش ، فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد إنسان نائم فأتاني ، وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه ، حين أناخ راحلته ، فوطئ يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة ، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة ، فهلك من هلك ، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول ، فقدمنا المدينة .. )
نقرأ هنا حقائق يقرّها النص القرآني، ويتجاهلها البخاري كما يفعل الفقيه قطعاً:
أولاً :النبي لا يُخرج زوجاته وإيّاه في الغزوات ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) آل عمران 121.
ثانياً :سورة النور نزلت في المدينة ، و فيها تشريعاتٌ اجتماعيّةٌ تخصّ مجتمع الدولة الإسلاميّة، وهو الواضح في آية سورة النور بخصوص الإفك ، فهو ليس خاصاً بأحد نساء الرسول ، بل عامٌ للمؤمنين جميعاً ، والمظلومون في الآية جماعةٌ لا فرداً واحداً بعينه (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) النور 12.
ثالثاً :الخطاب القرآني كان دائماً خاصاً و شديد التوضيح لخصوصيّة مخاطبة الرسول، والآيات التي تخص الرسول أو آل بيته معروفةٌ بقطعيّتها و صريح دلالتها، و هذا ما لا يوجد في آية سورة النور، فالنص القرآني نصٌ تشريعيٌّ عامٌ لا يحوي داخله قصصاً محتكرةً على حالةٍ خاصةٍ خلاف توجيه الرسول بصريح النص ، يقول المولى عزّ و جلّ ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف 185.
نصل الى نتيجةٍ مفادها أن الأحاديث الثالثة السابقة (حديث بدء الوحي، السحر، مرض الرسول وحديث الإفك) ليست أحاديث أصلاً لأنها لم تُنقل باللفظ عن الرسول و لم تحدث في المطلق بل أنّ هنالك جزءٌ مسكوتٌ عنه في تاريخ الأمّة قطعاً ، كعادة المؤرخيّن من يملكون صفة الفقهاء في عالمنا الإسلاميّ المليء بالفوضى و المتاعب ، كما أنّها تناقض القرآن مما يجعل أمر تركها غير معتمدٍ على براعة فقيهٍ أو شيخٍ بعباءة قسّيس يعلمنا أنّه أمضى عمره و هو يبحث في نَسبِ من نُسب لهم نقل الحديث ، إنّها أكذوبةٌ يصعب ابتلاعها ، فعبر هذا الكتاب تحدّث المؤلف بلغة الساحر تارةً ، لغة المكبّل بمشاعر الشبق تارةً أخرى ، يرد في باب إثم من رفع رأسه قبل الإمام : (...ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار...) وهذا القول لا يقوله رسولٌ ، فليس الرسول يكذب ، لأنه لم يحدث أن رفع رجلٌ رأسه قبل الإمام و تحوّل الى حمارٍ على امتداد تاريخ الأمة الى يومنا هذا ، و لن يحدث هذا قطعاً إلا عبر عقل رجلٍ مريضٍ ، أمّا في حال قال الفقيه أن الحديث تشبيهٌ فإن هذا أسوأ من ذلك على جانبين ، فبقصد تبرئة الرسول من تهمة الكذب عبر نصٍ أكذوبةٍ ، نتهمّه بالخداع و الغش، تلك والله أعظم من تلك!!، أمّا الجانب الآخر هو كون الفقيه ينسب المجاز لحديث الرسول، ذاته الفقيه الذي ينفي المجاز عن القرآن ( كما هو حال ابن تيمية و تابعيه فقهاء أتباع البخاري) في انتقائيّةٍ غريبةٍ لا مجال للفرار منها إلا بالضحك !! ؟.
لا يقف البخاري هنا ، بل يستمر في الحديث بلغة الروائي و الأسطوري، يرد في كتاب الآذان : (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل .. )، هنا الشيطان يصدر ( ريحاً )، و في حديثٍ آخر في احد أبواب التهجّد : ( ذكر عند النبي رجل، فقيل: ما زال نائما حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة، فقال: ( بال الشيطان في أذنه )، وفي حديثٍ آخر مشهورٌ: يملك شعرةً يداعب بها مؤخرّة المصلي كي يشكّ في وضوءه وهلم جراً، في لغةٍ شبيهةٍ بلغة العرافين والسحرة، رغم كون القرآن قد وضّح خصائص وأفعال الشيطان في أكثر من خمسين موقعاً في القرآن، ليس منها إطلاق الريح، البول أو إثارة مؤخرة المصلّين:
-1 عدو مبين للإنسان : ( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة 209.
-2 يعدُ بالفقر ويأمر بالفحشاء (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 268.
3 - يوقع العداوة والبغضاء : ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) المائدة 91.
-4 يزين سوء الأعمال : ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) الأنعام 43.
-5 وسوسة الشيطان للناس : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا ) الأعراف 29.
-6 فتنة الشيطان: ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ) الأعراف 27.
-7النسيان : ( وَقَال لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) يوسف 42.
-8إفساد الروابط الإنسانية : ( مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) يوسف 100.
-9الإضلال عن ذكر الله : ( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) الفرقان 29.
لن يستطيع المسلم الهروب، لا مكان له للفرار من فوج الترّهات هذه إلا عبر عقله، فهو محاطٌ بكل أشكال التناقضات، عبر عقلين لا يلتقيان إلا عبر مجتمعٍ ( ساذجٍ )، فلقد استطاع الفقيه تمرير نصوص أقل ما يقال عنها أنّها مهينةٌ لشخص الرسول الكريم ، تعبّر عن حالة هيجانٍ و شبقٍ تجتاح من كتبها أولاً و أخيراً ، فالهوس الجنسي الذي يقرأه المسيحي و اليهودي في التوراة والإنجيل ، يقرأه المسلم وهو يمر عبر نصوص يقراها في صحيح البخاري، ومنها في قصّةٍ مشابهةٍ لقصّة يهوذا وتامار الذي قال لها ( دعيني أدخل عليك ) في سفر التكوين، وفي حال أزلنا الاسمين ووضعنا بدلاً عنها محمدٌ و الجونيّة نقرأ ذات النص في البخاري مع فارق موافقة تامار مضاجعة يهوذا ورفض الجونيّة فعل ذلك مع الرسول، بطريقةٍ مسفّهةٍ لشخصه،يُسبُ فيها ويُلعن بعد وصفه بالسوقي من جاريةٍ دخل عليها في بيت أميمة بنت شراحيل!!؟، والغريب أن النص نقل نقلاً يوحي بوجود شخص ثالثٍ داخل الغرفة وهو ناقل النص الذي يأتي في آخر السند ( أبي أسيد)، في كتب الطلاق: ( ... خرجنا مع النبي حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: الشوط ، حتى انتهينا إلى حائطين، فجلسنا بينهما، فقال النبي: ( اجلسوا ها هنا )، ودخل، وقد أتي بالجونية، فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، ومعها دايتها حاضنة لها ، فلما دخل عليها النبي قال : ( هبي نفسك لي ) ، قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟ ، قال : فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن ، فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال : (قد عدت معاذ ) ، ثم خرج علينا فقال : (يا أبا أسيد ، اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها.(
وقد ذكر البخاري نفس القصّة بعدها مباشرةً و بدلاً من الجونيّة كانت أميمة بنت شراحيل هي المرأة المقصودة ، وعن أبي أسيد نفسه الذي روى القصّة الأولى ( و هو مجهولٌ ) : ( تزوج النبي أميمة بنت شراحيل ، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين ) ، و لسنا نعرف هل تكرّرت القصة مرّتين ، أم أن الأمر اختلط على الرجل و لم يعد يعرف من تلك و من تلك ! ؟ ، ثم ما الفائدة المرجوّة من سرد هذه القصّة المشينة ، و ما شانها و شأن ( الطلاق ) الذي هو عنوان الكتاب ، و نلاحظ أن مثل هذه الحالة تتكرّر كثيراً في كتاب البخاري إذ يقوم بوضع أحاديث يقوم بتبويبها بعناوين لا تمت لها بصلة مهما حاول الفقيه أن يعلن عن عبقريّته بُعيد اكتشاف الرابط العجيب ! !؟ ، و هذا يتكرّر على سبيل المثال في باب بعنوان ( لم يسق المرتدون المحاربون حتى ماتوا ) ، في قصّةٍ قتل فيها رعاةٌ راعٍ آخر ، و الأمر واضح في حال صدّقنا القصة ، لكن ما شانها و شأن الردّة التي لم ينزل في القرآن نصٌّ يقول بوجود حدٍّ يخصّها لا بالصريح وبالتلميح ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ) النساء 137 ، ( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ) البقرة 256 ، ( فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) الكهف 29 ، و هذا هو نص الحديث الغريب العجيب : ( ... قدم رهط من عكل على النبي ، كانوا في الصُّفَّة ، فاجتووا المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ، أبغنا رِسْلاً ، فقال : ( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله ) ، فأتوها، فشربوا من ألبانها وأبوالها ، حتى صحُّوا وسمنوا وقتلوا الراعي واستاقوا الذود ، فأتى النبي الصريخ ، فبعث الطلب في آثارهم ، فما ترجَّل النهار حتى أتي بهم ، فأمر بمسامير فأحميت ، فكحلهم ، وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم ، ثم ألقوا في الحرة ، يستسقون فما سقوا حتى ماتوا ، قال أبو قلابة : سرقوا وقتلوا وحاربوا الله ورسوله ... ) ، الملاحظ هنا طريق القتل الساديّة بالتنكيل ، و التي ينئ الرسول عن فعلها ، كما أن خاتمة النص تقول أن الرعاة ( حاربوا الرسول ) وهذا ما لا نقراه هنا البتّة، فهم مجرّد لصوصٍ قتلوا راعياً !!؟، إنّها حقّاً أبشع صورةٍ من صور الخداع.
وعبر سلسلةٍ من القصص المملوءة بمشاعر الشبق و الإيحاءات الجنسيّة ، ينسب البخاري للرسول أفعال لا مجال لقبولها البتة ، فمن الطواف على تسع نساء كل ليلة ( الطوفان الجنسي )، و كأنّه يقول أن لا شغل للرسول سوى ممارسة الجنس وزوجاته بعد أن أعطاه الله قوة فحولة ( أربعين رجلاً ) ، لدرجة أنه ( كما يرد في حديث الإفك ) لا يستطيع أن يخرج حتّى للقتال إلا و معه إحدى خليلاته ! !؟ ، و صولاً الى نصوص مجحفةٍ في حق المرأة التي لم يستطع البخاري إلا أن يولج نظرته الضيّقة لإنسانيّتها قائلاً : أن الشؤم في ثلاثة المرأة و الدار و الفرس، وأن المرأة كما الكلب و الحمار يقطعون صلاة المسلم إذا مروا من أمامه تارةً أخرى ، و هو ما تنكره عائشة في ذات الكتاب في باب الصلاة الى السرير ، إذ تقول : ( أعدلتمونا بالكلب والحمار ؟ ) ، معلنةً أن هذا القول ليس قول الرسول عندما قالت : ( أعدلتمونا ) ، و هذا أيضاً في حال صدّقنا مرغمين صحّة هذا النص صحبة كل النصوص المتناقضة الأخرى مجتمعةً مرغمين ، لكن الكارثة هي عندما يخبرنا البخاري أن الرسول كان ( يباشر الحائض في أكثر من نص ، و يغتسل و إيّاها في إناءٍ واحدٍ ، و يقبّلها و كل هذا و هو صائم ! !؟ ) في قصّةٍ جنسيّة الفحوى ، يرد في باب قبلة الصائم : ( .... عن زينب بنت أم سلمة ، عن أمها قالت : بينما أنا مع رسول الله في الخميلة، إذ حضت ، فانسللت ، فأخذت ثياب حيضتي ، فقال : ( ما لك أنفست ) ، قلت : نعم ، فدخلت معه في الخميلة ، وكانت هي و رسول الله يغتسلان من إناء واحد ، وكان يقبلها و هو صائم ... ) ، و في حديثٍ آخر في باب مباشرة الحائض يرد : ( ... عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد ، كلانا جنب ، و كان يأمرني فأتزر، فيباشرني و أنا حائض ، و كان يخرج رأسه إلي و هو معتكف ، فأغسله وأنا حائض ... ) في تناقضٍ صريحٍ للنص : ( فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ ) البقرة 222.
إنّنا نعيش عالماً مليئاً بالترّهات ، عالماً مليئاً بكل عناصر الخداع ، هذه العناصر التي يستنزفها الفقيه في خدمة رأس ماله الأسطوري ، عبر متراكمات كتب الفقه المليئة بالمتاعب الجمّة ، متاعب تؤلم رأس الإنسان المسلم، والذي يقف مكتوف الأيدي مذ فقد صوته و حقّه في الاختيار ، منحازاً ناحية الصمت أمام جبل متراكمات الإسلام التاريخي، هذا الجبل الذي لن يهوي بنيانه إلا بعد أن يخرس الفقهاء، هؤلاء الذين صدق قول الحق فيهم (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت 51.
شكرا لك أخي الكريم الأستاذ سعيد علي على المرور، بفضل تعليقاتكم نتشجع للبحث والتنقيب عن المزيد مما في بطون أمهات الكتب من الركام، محاولين إظهاره للعلن ليشارك الجميع في تنقية دين الله الحنيف مما علق به من الوحل...
شكرا مرة أخرى على المداخلة ولكم مني التحية.
وإليكم الجزء الثاني من مقال الكاتم إيمانه مشكورا..
(2)
حكايا محرّمة في البخاري
( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل 125
ما لم يمّيزه كلّ من حاول الخوض في حوارٍ ( و لو شبه تقدّميّ ) تملأه مشاعر حسن النيّة ، ما غاب عنهم هي الفكرة المركزيّة التي حاولت أن أثيرها ( على امتداد خطواتي التي أعبر بها الطريق وحيداً على ما يبدو ) ، وهي الفصل ما بين ( إسلام النص ) ، و ( الإسلام التاريخي ) ، و يبدو أن أصحاب الردود الثلاثة محاصرون حصاراً مطبقاً بنصوص هذا الأخير و لنا في ابتداء معمر سليمان رسالته ببادئة و خاتمةٍ تحوي الصلاة على النبي و آله و صحبه أجمعين في مخالفةٍ صريحةٍ للنص ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب 56 ، و طاعةٍ عمياء في نفس الوقت للتركة الفقهيّة ، فالله لم يأمر سوى بالصلاة على الرسول فقط عبر إسلام النص ، بينما أمر الفقيه وفق تراكمات الإسلام التاريخي بمزج أسماء الآخرين بعد معمعةٍ سياسيّةٍ لا تمت للدين بصلةٍ بين سلفٍ لم يتكلم عن نفسه البتّة ، بل تكلم عنه آخرون في نصوص لا نعرف حقيقتها سوى أنّها وصلتنا برعاية الحكومة ، من هنا يبدأ الحوار عبر هذه الفكرة المركزيّة ، فالإسلام هو القرآن ، كلام الله ( و لن أدخل في جدلٍ فلسفيٍّ عقيمٍ عن ماهية هذا الكلام أهو مخلوقٌ أو صفةٌ من صفات أفعال الله ، أم هو صفةٌ من صفات الذات الإلهية ، و هذا لن يقدّم و لن يؤخّر شيئاً ، سوى سحبنا خطوةً أخرى للوراء ، عبر إلغاء الدور الاجتماعي للدين عبر متراكمات كتب الفقهاء " الإسلام التاريخي " ) ،
إذ أنّ النص القرآني ، هو السنّة : ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) الفتح 23، و هو الحديث ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف 185 ، و طاعة الرسول و إتباعه مرتبطة بإتباع ما أتى به عبر الوحي فقط لا عبر ما كتبه الرجال ، ( قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) آل عمران 32 ، ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) النجم 3 - 5 ، و القول بأن النصوص الفقهيّة الأخرى تزاحم هذا النص و تشاطره المكان و المقام فإن هذا ليس سوى إجابةٍ يتحمّل عواقبها من يقولها و يقرّ بها ، إجابةٌ سافرةٌ بالإيجاب على السؤال الوارد في القرآن ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت 51 ، فالإسلام الذي قال رسول الله في خطبة الوداع عنه : ( اليوم أكملت لكم دينكم ، و أتممت عليكم نعمتي ، و رضيت لكم الإسلام ديناً ) في إعلانٍ أمام جمعٍ ضخمٍ من المؤمنين ، لا في غرفةٍ مغلقةٍ كوثيقةٍ سريّةٍ يحملها شخصٌ واحدٌ أو مجموعةٌ بعينها تتناقل ألسنتهم على امتداد ما يزيد عن المائتي عامٍ ، تأكيداً للنص القرآني ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) المائدة 3 ، هذا الإسلام قد أُتمم بنهاية الوحي ، هذا القول هنا ليس حديثاً كسائر الأحاديث المتناقلة كما أسلفت ، و من هنا نقرأ التناقض بعينه ، فما دام نفسه البخاري ينقل هذا الحديث في باب حجّة الوداع، فإنّه ينسف الكتاب من أوله و يلغيه، فالإسلام قد تم و أي إضافة تضاف للدين فوق كتاب الله باطلةٌ ، فإضافة الشيء للشيء تعني نقصان الأول و حاجته للثاني ، و هذا منكرٌ دون الحاجة للعودة لتصنيفات الفقهاء غير العلميّة ، وفي هذا يمكن الحديث عن فكرة النسخ في القرآن ، فالقرآن لا ينسخ نفسه ( رغم أنف الفقيه ) ، بل ينسخ ما سبقه من نصوص بالدرجة الأولى ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ) البقرة 106 ، أما ثانيّاً فإن عموميّة الخطاب القرآني و توسيع دائرة الإباحة بشكلٍ كبيرٍ يعود لسبب تغيّر الوقع الاجتماعي البشري مما يتوجّب مجاراة النص الفقهي لهذا التغيّر و مواكبته له ، لكن النص الفقهي الجامد ألغى تكيّف النص مع الواقع البشري في جموديّةٍ و شللٍ تسبب في تراجع الأمّة الى الوراء خلف جبل المتراكمات الفقهيّة ، هنا الخطأ المركزي لسببين اثنين بالإضافة الى النقطة المركزية سالفة الذكر:
أمّا الأول : فإن الفقهاء اختلفوا ، و مال كلٌّ منهم الى طائفةٍ تخالف الأخرى و تناصبها العداء كما تتناقض و إياها في نقاط مركزيّة و فرعيّة عبر تفرّعاتٍ فقهيّةٍ مشوبةٍ بالشكوك بل وتكفّرها، فللإباضيّة كتاب حديثٍ، وللشيعة كما للزيديّة والسنة حسب الترتيب الزمني لظهور هذه الطوائف ، و بناءً عليه لا يجوز القول باعتماد أحد تلك و إنكار الأخريات ، فالشيعة من يقولون بعصمة الأئمة ويلعنون بعض الصحابة ، و السنّة من يقولون بعصمة الصحابة لدرجة التقديس( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ), و لا يلعنون أحداً من السلف رغم التناقضات التي تملأ أمهات كتب السنّة و التي فيها سادتنا ذبحوا سادتنا ، و منها :
1. يرد في صحيح مسلم : ( .... في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ) .
2. يرد في الموطأ أن رسول الله قال لشهداء أحد : ( .... هؤلاء أشهد عليهم . فقال أبو بكر الصديق : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم ؛ أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟ ، فقال رسول الله : بلى ؛ ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر ) .
3. في الكامل في اللغة والأدب للمُبَرّد أن الصحابي قيس بن سعد بن أبي عبادة قال في معاويةَ بنَ أبي سفيان : ( إنّك وثنٌ ابن وثنٍ ، لم يقدُم إيمانك ، و لم يحدث نفاقك ، دخلتَ في الدين كرهًا ، وخرجتَ منه طوعًا ) .
4. في كتاب علي إمام المتَّقين لعبد الله الشرقاوي : ( .... يروى أن عبد الرحمن بن أبي بكر هام بفتاة جميلة من بنات ملك دمشق ، فلما فتح المسلمون دمشق بحث عن الفتاة بين السبي ، حتى إذا أخذها وعاد بها إلى المدينة لزم بيته وعكف عليها ، فما خرج حتى للصلاة ) .
5. في سلسلة صحيح الألباني : ( .... عن أم سلمة ، قالت : دخل عليها عبد الرحمن بن عوف فقال : يا أُمَّة ! قد خفت أن يهلكني كثرة مالي ؛ أنا أكثر قريش مالاً ؟ قالت : يا بني ! فأنفق ؛ فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه ، فخرج فلقي عمر فدخل عليها ، فقال : بالله منهم أنا ؟ قالت : لا ، ولن أبلي أحدًا بعد ) .
أخى الحبيب الأستاذ إبراهيم سلام اللـــه عليك،
أخى الحبيب بارك اللـــه فى هذا الشخص الكريم وبارك اللـــه فى عافيتك والجهد الذى تبذله فى سبيل إعلاء كلمة الحق.
لا كلام لى عن الأحاديث أو الروايات لأنك أقدر منى على ذلك فسوف أترك الباب لسيادتكم ولكن لى كلمة بسيطة:
أن فساد المجتمعات تحت وطأة الحكم الفردي والاستبداد السياسي هو الذي سجن العقول وحجر على الأفكار وقتل الكفايات الكبيرة وعاقها أن تؤدى واجبها في خدمة الدين٬ فبقى المجال أمام التافهين الصغار وذوى المواهب المحدودة. وهؤلاء حجاب كثيف دون الحقيقة.. بل هؤلاء عنصر خطير في إفساد الحقائق وإبرازها للناس وفق أهواء معينة ٬ أو تلوينها لتترك في النفوس آثارا خاصة والإنسان يسرح طرفه خلال الأجيال الأخيرة في الأمة الإسلامية الكبيرة فيروعه هذا الجهل الدامس الذي أطبق على جنباتها وهو ليس جهلا بسيطا غايته أن يغفل المرء عن معرفة الحق. بل هو جهل مركب جعل الأقوام يفهمون دينا ما ليس بدين. ويحسبون تقوى ما لا يمت إلى التقوى بصلة.. وقد طمرت في هذه الجهالة الغليظة شعب الإيمان وشرائع الإسلام.
ومن المحزن أن نلتمس مبادئ التربية والأخلاق في ديننا فتجدها مبعثرة بعثرة شائنة في كتب التصوف التي يتجاور فيها الجد والهزل والحق والباطل والرشد والجنون.
أما العبادات فقد ذابت السنن وسط آراء الفقهاء من أتباع المذاهب ومؤلفي المتون وذبلت نضارة التكاليف الشرعية في ركام من التصورات والاعتراضات المربكة ثم أغلق باب الاجتهاد في آفاق الفقه كلها. وبذلك توقف الفكر الإسلامي. على حين تحركت الدنيا في كل ناحية.
لطالما تغنّى الكثيرُ الكثيرُ منَ القومِ بصحّة كل ما في كتابِ البخاريّ ،وقد بالغوا فيه حتّى رقيَ مرقىً لا ُيحْتمل من نحوِ وضع الهالات القدسية حوله ، والتي ُتضْفي نوعا ً من العصمةِ على صاحبِ الكتابِ وكتابِه
فهل هذا الكتاب الذي احتوى على الضعفاء والمجاهيل يستحق لقب الصحيح "؟؟
إن الهدف من هذه التسمية هي فرض عقيدة معينة تفرضها الدولة على الطائفة المختلقة سياسيا وما سميت فيما بعد بـ"أهل السنة والجماعة
أخى الحبيب أشكرك وأشكر الذى يكتم إيمانه على هذا التنوير المفيد والذى جاء فى موعده،
كل التقدير والإحترام،
أخوكم محمد صادق
سلام عليكم اخوتي في الدين .
ان الخوض في ما لم يأتينا به سلطان بين فهو رجما للغيب فليس لدينا نحن القرأنيون سوى القرأن الكريم والعرف الذي لا يختلف عليه اثنان والخوض بالماضي عبر كتب تأريخية فهذا يمثل شهادة الزور وبكل صراحة فمن يقول انا اعلم ماذا حدث في زمن مستندا الى الكتب الصفراء او كلام الناس المتناقل فهذا رجما للغيب فلا يعلم احد الغيب إلا الله عز وجل واتمنى ان تتركوا هذه المواضيع لكونها تدخلنا في متاهات وتبعدنا عن الصراط المستقيم الذي نحن عليه ( ديننا الحق دين الاسلام )
ان من ضمن صفات المتقين هية الايمان بالغيب وعدم رجمه ابدا ذلك بأن الغيب لله وحده
بسم الله الرحمن الرحيم
قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون
سورة النمل اية 65
فديننا كامل وبدون شك ولا ريب فمن شكك ان القرأن ليس تبيانا لكل شيء فهذا يعني انه يؤمن ببعض ويكفر ببعض
بسم الله الرحمن الرحيم
ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين
سورة النحل - سورة 16 - آية 89
سلام عليكم
الاستاذ الفاضل ابراهيم دادى شكرا لك على عرض هذا البحث على صفحتكم الكريم ، فالكثير من عامة الناس لا يعلمون شيئا عن كتاب البخارى ، أو ما به من أحاديث ضالة ، ولكنهم يقدسون ما ألفوا عليه آبائهم " {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة 170، ومن هنا يأتى التكفير للقرآنيين وغيرهم ممن يرفضون كتاب البخارى ويطالبون بتنقيته وغيره من كتب السلف، فهذا العرض لما فى الكتاب وإظهار التناقض مع آيات القرآن الكريم يكون حجة على هؤلاء فإذا كانوا لا يعلمون ما فى كتاب البخارى وغيره بل ويقدسونه بغير علم ، فإن تلك الأبحاث هى طريق المعرفة لما به من كفر وتناقض مع القرآن الكريم ، وبهذه الطريقة يقوم الباحث بما عليه من إظهار للحق ويترك الباقى على القارىء إن إراد الهداية قرأ بحيادية وأعمل عقله فيما يقرأ ، وإن لم يرد الهداية قام بمهاجمة الباحث دون أن يقرأ له ، فليهدينا الله جميعا للطريق الحق ولنعمل على إظهاره ، ونساعد من لا يستطيع النشر خوفا على حياته مثلما فعل الاستاذ ابراهيم والدكتور أحمد فشكرا لهم جميعا .
أخي الحبيب العزيز الأستاذ محمد صادق تحية من عند الله عليكم أهل البيت،
شكرا على ما خطت أناملك المباركة، وهي الحقيقة التي لا يختلف فيها عاقلان، وأنا أرى رأيك الذي قلت فيه: أن فساد المجتمعات تحت وطأة الحكم الفردي والاستبداد السياسي هو الذي سجن العقول وحجر على الأفكار وقتل الكفايات الكبيرة وعاقها أن تؤدى واجبها في خدمة الدين٬ فبقى المجال أمام التافهين الصغار وذوى المواهب المحدودة. وهؤلاء حجاب كثيف دون الحقيقة أهـ .
لنتخيل لو لم يكن الطمع في الحكم والاستبداد، وكان تقوى الله تعالى هو فوق كل اعتبار، هل سيفترق الصحابة في سقيفة بني ساعدة حتى قبل أن يدفن النبي عليه الصلاة والسلام، فقد تركوه حسب الرواية يوما وليلة حتي ربا بطنه وانثنت خنصراه‼
قال علي بن خشرم حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي أن أبا بكر الصديق جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فأكب عليه فقبله وقال بأبي وأمي ما أطيب حياتك وميتتك ثم قال البهي وكان ترك يوما وليلة حتى ربا بطنه وانثنت خنصراه,
سير أعلام النبلاء ج 9 ص 160. قرص 1300 كتاب,
شكرا لك أخي العزيز بارك الله في عمرك وأمدك بالصحة والقوة لمواصلة الجهاد في سبيل الله بالعلم والقلم, والشكر موصول إلى الفاضل الأستاذ يوسف حسان، والأستاذة الكريمة نعمة علم الدين على تعليقهما, وإليكم أعزائي جزء من مقال الأخ الكاتم إيمانه الذي سوف يفرح يوم الدين بما خطت يداه جهادا في سبيل الله تعالى.
6. في العقد الفريد للأندلسي ( ... : قال رجل من بني ليث : لقيت الزبير قادمًا ، فقلتُ : أبا عبد الله ، ما بالُك؟ قال : مطلوبٌ مغلوبٌ ، يغلبني ابني ويطلبني ذنبي ! قال : فقدمت المدينة فلقيت سعد بن أبي وقاص ، فقلتُ : أبا إسحق ، من قتل عثمان؟ قال : قتله سيفٌ سلَّته عائشة، وشحذه طلحة، وسمَّه عليٌّ ! قلتُ : فما حال الزبير ؟ قال : أشار بيده ، وصمت بلسانه ) ، وفيه أيضاً ( دخل المغيرة بن شعبة على عائشة فقالت: يا أبا عبد الله لو رأيتني يوم الجمل قد نفذت النصال هودجي حتى وصل بعضها إلى جلدي! قال لها المغيرة : وددت والله أن بعضها كان قتلك ! قالت : يرحمك الله ! ولم تقول هذا؟ قال: لعلها تكون كفارة في سعيك على عثمان ! قالت : أما والله لئن قلت ذلك لما علم الله أني أردت قتله ، ولكن علم الله أني أردت أن يُقاتل فقوتلت، وأردت أن يُرمى فرُميت ، وأردت أن يُعصى فعُصيت ؛ ولو علم مني أني أردت قتله لقُتلت ) .
7. في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي ( ... حج معاوية ومعه معاوية بن حديج و هو صحابيّ ، وكان من أسب الناس لعلي، فمر في المدينة ، والحسن جالس في جماعة من أصحابه، فأتاه رسول ، فقال : أجب الحسن ، فأتاه ، فسلّم عليه ، فقال له : أنت معاوية بن حديج ؟ قال : نعم ، قال : فأنت الساب عليًّا رضي الله عنه ؟ ، قال : فكأنه استحيى ، فقال : أما والله لئن وردت عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مشمر الإزار على ساق ، يذود عنه رايات المنافقين ذود غريبة الإبل ، قول الصادق المصدوق ، و قد خاب من افترى ) ، و فيه أيضاً ( ... و فيهم جماعة يسيرة من الصحابة و عدد كثير من التابعين و الفضلاء و حاربوا معه أهل العراق و نشئوا على النصب نعوذ بالله من الهوى ) .
كل الطوائف و الممل تعتمد على مرجعيّة كتبٍ تناقض نفسها و تتضارب تضارباً غريباً كعادة كتب المؤرّخين لم يأمر الرسول و لا من أتى بعده في رئاسة الدولة الإسلاميّة وصولاً الى القرن الثالث بكتابتها ( و الحديث هنا عن كتب مذاهب السنّة موضع جدلنا ) .
أما الثاني : هو كون هذه الكتب في مجملها بل كلّها هي من اجتهادات ( البشر ) ، و ليست سوى كتباً لا تملك قداسة القرآن و لم يتعهّد الله بحفظها في صدور الناس ، و لا يملك من كتبها أو من نُقل عنهم عصمة الأنبياء قطعاً ( و نقصد من نُقل عنهم سلسةٌ تبدأ من صحابة الرسول من رفضوا كتابة تاريخهم أو توثيق هذه النصوص تطبيقاً للأمر المباشر من الرسول بالمنع ، مروراً بكل فقيهٍ ترعاه الحكومة منذ عصر بدأ التوثيق وصولاً الى عصور الظلام هذه ) ، و ككل كتابٍ تاريخيٍّ يكتبه الإنسان فإن النص عرضةٌ للتحريف بالنيّة المبيّتة أو بدونها ، فالكاتب عرضةٌ للنسيان ، سوء النقل ، سوء الفهم ، تضارب الوعي و اللاوعي ، الكتمان أو حتّى ضياع المكتوب أثناء النسخ ربّما ، فالتاريخ من صنع المؤرخ ينتهي عنده ، كل هذه الاحتمالات تجعلنا نضع كل نصٍّ يكتبه إنسانٌ عرضةً للتشريح و التنقيح ، و هذا ما قصدت بالإسلام التاريخي سيدي الفاضل(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) البقرة 134.
لا فائدة ترجى من تصيّد الفرص للطعن في نوايا الناس ، رغم كوني أقف عاجزاً و أنا أقرأ حديثاً يرسّخ النزعة العرقيّة يرد في مسند أحمد ابن حنبل ليس موضع جدلنا لكني أذكره في السياق مفاده أن " الإيمان لا يجاوز حناجر البربر " ) ، لكن فلنبدأ هنا حواراً مبدأه الشك ( قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) البقرة 260 ، و منطق قبول الرأي و الرأي الآخر و الوارد في القرآن الكريم أيضاً ( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ) سبأ 24 ، أما التشبّث بالرأي و التنابز بالألقاب عبر كلمات التعنيف ، السبّ و الشتم فهو ما أنأى عنه و الحمد لله ، فليست من شيم الرجال ملأ الصفحات بجمل السباب عبر التشكيك في نزاهة الشرفاء و الطعن في صدق نوايا الرجال ، و هذه هي حجّة الضعيف من لا حجّة له و لا ثقة لديه فيم يقول ، ( وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ) الحجرات 11 .
في حال أطعنا الفقهاء ، فإنّنا سنقع في مطبٍّ مفاده أن الفقهاء أنفسهم لم يطع أحدٌ منهم الآخر ، فمن المعتزلة ، الأشاعرة ، الجبريّة ، المرجئة ، الماتريديّة ، الحشويّة ، الخوارج ، الحنابلة ، المالكية ، الإثنى عشريّة ، الزيديّة ، الإباضيّة ... الى آخر الطوائف ، كلّها كافرةٌ بالنسبة للأخرى حسب آراء الفقهاء كلٌّ ينظر للآخر بمعايير مختلفة عبر انتقائيّةٍ غريبةٍ تخالف قول الله تعالى ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) الشورى 10 ، فمن يقول بالخلود في النار لمرتكب الكبيرة الى آخر التفاصيل الفقهيّة الهامشيّة حقيقةً ، و سنلج المتاهة الفقهيّة التي ليست جزأً من الإسلام في شيء يبيح كلٌّ دم الآخر ، فالرسول لم يترك سنّةً سوى القرآن ،
واستدلالي بحديث بداية الوحي للقول كون ورقة ابن نوفل هو أول من أسلم كان فقط للإشارة الى تناقضات النصوص الفقهيّة داخل نفسها عبر نصوص الإسلام التاريخي ، فالرسول بعث منذ أن بدأ الوحي ، و القول بخلاف ذلك يبقى رأي شخصٍ، قول ورقة : ( أنصرك نصراً مؤزراً ) دليلٌ على كون ورقة آمن بنبوءة محمد ، و لست أستدل بهذا النص كدليلٍ على أسبقيّة ورقة أو عدمها لأبي بكر فالأمر يبقى مجرّد تفاصيل هامشيّة و غير هامّةٍ كما أشرت في المقال السابق مادامت مستمدّةً من نصوصٍ هي نفسها من تطعن في بيت الرسول و زوجته عبر قصة ( الإفك ) الوهميّة ، و التي حالها حال قصص الشيطان مطلق الريح ، لم يشر لها أحدٌ ممن تكرّم بمحاولة الرد إلا عبر كلمات عنادٍ منقطع النظير لا غير ، هذه الردود التي تتصبّب عرقاً و صاحبها يسير عبر عدّة طرقٍ لا توصل الى مكانٍ بعينه ، عبر أخطاء عابرة يظنّها المرء الصواب بعينه ، فعائشة لم تطعن في شرفها ، و الشيطان ليس كائناً سحريّاً أو شخصيّةً كرتونيّةً يرسمها خيال الفقهاء .
أما الحديث عن كون الانتحار لم يحرّم لأن الوحي لم ينته أو لم يُنزل به بعد فهذه فريةٌ و الله ، فنقول أنّ النبي معصوم عن فعل المحرّم أو النيّة في عمله مذ بدأ الوحي ، المعصوم هو من لا يترك واجباً ، لا ينوي أو يفعل محرّماً ، و لا يؤخذ عنه شيءٌ يؤاخذ عليه لا عمداً و لا سهواً ، و لنتحدّث قليلاً عن العصمة وفق التركة الفقهيّة التي يعتمدها أصحاب الردود التي ترتجف أنامل من كتبها :
1. المعتزلة يقولون بأن الكبائر والصغائر تجوز على الأنبياء قبل النبوّة، أمّا بعد الوحي فلا تجوز لا الكبيرة و لا الصغيرة.
2. الأشاعرة يقولون بأن الكبائر و الصغائر تجوز على الأنبياء قبل النبوّة ، أمّا بعد الوحي فتجوز الصغائر سهواً وعمداً ، و لا تجوز الكبائر عمداً و تجوز سهواً .
3. الإماميّة يقولون أن الأنبياء معصومون عن الكبائر و الصغائر قبل النبوّة و بعدها ، بالسهو أو بالعمد .
فقولنا أن الرسول كان يفعل المحرّم قبل تحريمه و بعد بداية الوحي فهذه كارثةٌ بكل المعايير ، فهل كان الرسول يزني قبل نزول آية تحريم الزّنى ! !؟ ، يسرق قبل نزول آية تحريم السرقة ! !؟ ، يشهد الزور قبل نزول آية تحريم شهادة الزور ! !؟ ، وهلم جرّاً ، الكارثة الأكبر هنا هي أن من يقول ذلك يسير عبر عقل غيره ، بعد أن باع عقله ، و لنا خير مثالٍ في حكايةٍ محرّمةٍ أخرى ترد في البخاري كتاب الجنائز مفادها : (... قال رسول لله : أتاني آت من ربي فأخبرني ، من مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة ، قلت : و إن زنى و إن سرق ؟ ، قال : و إن زنى و إن سرق ... ) ، فمن أجل طاعة الفقيه و خوفاً من تركة الإسلام التاريخي يوضع القرآن جانباً و يبقى مهجوراً بعد جملةٍ من التعليلات المفبركة و الحيل سيّئة الصياغة ، ليجد الفقيه فرصة للعمل عبر غباء الجموع ، فهذا الحديث ينفي الثواب و العقاب ، و يلغي أيضاً الواجب الاجتماعي للشريعة ، فالإيمان بالله نتائج ملموسة و ليس فقط فكرةً يضمرها الإنسان في صدره لا يعبّر عنها عبر واقعه الاجتماعي ، المؤمن لا يزني و لا يسرق ، الأسباب توصل الى النتائج ، الأمر بهذه البساطة ، يرد في باب نهي تمنّي المريض الموت ( ... لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله ، قالوا : حتّى أنت يا رسول الله ، قال : لا و لا أنا ، إلا أن يتغمّدني الله برحمته ... ) ، في تناقضٍ فضيع للنص القرآني ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) النحل 32 ، ( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) السجدة 14 .
يقول سائل عن مباشرة الحائض (هل توافق الأمّة الإسلاميّة في جواز ما ذكرنا عن المرأة الحائض !!؟)، وأجيب هنا بما لا يقوله الفقيه ، بل فعل الرجلٌ وفق منطقٍ ذكوريٍّ يتجاهل الطرف الآخر من العمليّة الجنسيّة ، و جملة حقائق فسيولوجيّة و سيكولوجيّة مفادها أن المرأة أثناء فترة المحيض تمر بتغيّراتٍ هرمونيّةٍ و اضطرابات جسديّةٍ تتسبب في الاكتئاب ، نقصان الليبدو ( الرغبة الجنسيّة ) ، آلام تصاحب حالة النزف ، صداع في الرأس ، وهن عام في الجسم ، فقر دم في حالة استمرار النزف لمدّةٍ طويلةٍ ، زيادة سمك جدار المهبل و الرحم، كل هذه الأحداث تجعل المشاركة في العمليّة الجنسيّة جريمةً في حق المرأة و إهانةً لإنسانيّتها، و العمليّة الجنسيّة ليست إيلاجاً فقط ، فالخريطة الجنسية لجسد المرأة تشير لوجود مستقبلاتٍ حسيّةٍ جنسيّةٍ في أماكن أخرى خلاف البظر ، أما أن يتحدّث الفقيه باسم الرسول قائلاً ( افعلوا كل شيء إلا النكاح ) ، فإن في الأمر إجحافاً في حق المرأة ، و الله العادل لا يأمر الرسول بالسماح بالتعسف و بالإهانة الجسديّة و النفسيّة للمرأة فقط تنفيذاً لرغبة الرجل ، الجنس ليس حالة اتصالٍ حيوانيٍّ ، بل علاقة حبٍ و حالة مشاركةٍ راقيّةٍ ( فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ ) البقرة 222 ، أما أن ترى الأمر فقط بعين واحدةٍ تمر خلال رغبات رجلٍ مملوء بمشاعر الشبق ، فإن الدين يكفل الحق في الحياة بكرامةٍ و دون إجحافٍ للجميع ، رجالاً و نساءً ، لكن هذا لم يعجب الفقيه قطعاً ، و هنا إجابةٌ بسؤالٍ على السؤال الثالث مفاده ( ماذا تعني لك المرأة سيّدي الفقيه خلاف كونها جزأً من رأس مالك الجنسي لا غير!!؟) ، أمّا السؤال الثاني فلقد فقد صديقنا الطريق متشبّثاً في الشكليّات ، و باختصارٍ أقول لك أن الردّة لا توجب القتل ، حريّة الاعتقاد مبدأ إسلاميٌّ يقرّه النص رغم أنف الفقيه ( فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) الكهف 29 ، (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) البقرة 256 ، دون الحاجة للإشارة الى طريقة القتل بالتنكيل الواردة في النص ، و التي لا تمت للإسلام بصلةٍ ، فليس التعذيبُ حدّاً من حدود الله، مركزيّة الحدود (خلاف قتل النفس بالنفس) مبدأها الأول التعزير و هو طريقةٌ اجتماعيّة للإصلاح تستغل جزء الكينونة الاجتماعي في الشخصيّة البشريّة .
فيقول سائل والذي يتحدّث فيه عن وجوب العودة لرجال العلم و الفقهاء أثناء البحث عن الحقيقة ، بعد أن أقرّ أنّه لم يرث دينه كما هو حال جميع من ابتاعوا عقولهم عبر ميراثهم الديني ( من مسلمين ، مسيحييّن و يهود أيضاً ) ، أقول فيهما :
(وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ ، فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) النحل 43 ، هذا هو النص الذي يرتكز عليه رجال الدين عبر عقيدتنا التي لا يملكون عبرها حقاً في العمل ، لأجل الحصول على شرعيّةٍ تعتمد على مبدأ الإتكاليّة التي ينفيها ذات النص مّراتٍ عديدةٍ ، ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر 8 ، (وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً ) المعارج 10 ، ( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، َمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) الزلزلة 7 - 8 ، ففي النص الأول كان الأمر بسؤال أهل الذكر ، في حال عدم المعرفة ( إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) كملجأ اضطراريّ بعد الوصول الى طريق مسدودٍ عبر استنفاذ كل الطاقة العقلية ، للوصول الى حدود المعرفة الممكنة ، ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) الأنفال 22 ، بل أن النص فتح مجال الإباحة في حدود شديدة الاتساع ، حتى لا يترك حجّة للإنسان في اتكّاله على رجل دينٍ أو فقيهٍ في عقيدته التي لا يمكن أن يجهلها البتّة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) المائدة 101 ، ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ ) البقرة 185 ، فرجال الدين بدليل النص هم أول من شكّل خطراً واجه الإسلام رغم يقينهم به ( لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً ) النساء 162 ،
فرجال الدين اليهود و المسيحيّون من نفوا العقلانية والمنطق عن أنفسهم ، قاموا بملأهما بالخرافات بعد أن علموا أن لا مناص للفرار بنصيبهم في العمل باسم الرب ، إلا بإنكار العقلانية والمنطق و ادعاء العلم عامّةً و خاصّة ، و هو ما لا يمكن حدوثه بالنسبة لهم ، كما هو الحال بالنسبة لشيخ الجامع و الإمام ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) الإسراء 85 ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) المجادلة 11 ، و كما هي عادة المزوّرين دائماً فكان أن ترجم هؤلاء الكلمة رأساً على عقب لتعني أشياء لا تخصّها ، كما فعلوا مع كل المصطلحات و المفاهيم الأخرى ، تلك التي أقحمت في شريعتنا بطريقةٍ لا يمكننا الفرار منها .
الدين اليوم ( وراثي ) ، فجميعنا مسلمون ، و هذه معلومةٌ ناقصةٌ لا تعني شيئاً ما دمنا لم نتّفق جميعنا كمسلمين على إسلامٍ واحدٍ ، لست بصدد نفي أو تأكيد هذه المعلومة هنا ، ففي حقيقة الأمر لا يزال الوصف مفتقداً لكثيرٍ من معناه الحقيقي ، فهو ليس سوى صفةٍ نصف بها أنفسنا دونما محاولةٍ لتطبيقها في واقعنا الاجتماعي ، فالإسلام ذلك الحاضر الغائب منذ قرون ، تراجع دوره منذ احتكر الحديث به ( رجال ) دينٍ لا وجود لهم إلا عند الحديث عن الأديان المنسوخة و السابقة ، ( اليهوديّة ) و (المسيحيّة) ، أطلقنا عليهم أسماء مختلفة ، فكان (الشيخ) ( الإمام ) و (المفتي) ، إنها ثلاثة أفكار دينيّة تخلق أفكار أخرى تعمل على إخراج الإسلام من واقع الإنسان ناحية عالم ما بعد الموت لا غير ، وكل هذه الأفكار لا علاقة لها بالدين :
أولاً : المتراكمات الفقهيّة خارج دوائر ( النص ) الأصل ، هذه المتراكمات و التي رغم ضخامتها إلا أن ثورة المعلومات الحاصلة اليوم تجعل أمر تجاوزها متوّقفاً على رغبة الإنسان في البحث عن المعرفة .
ثانياً : صفة الكهنوت صحبة التصنيفات الفقهيّة خارج الفقه، التي تلغي علاقة المسلم (المباشرة) بالإسلام و بمجتمعه .
ثالثاً : قراءة النص وفق منطق القراءة التاريخيّة المتواترة ، و عدم تفعيل هذا النص عبر ( المكان ) و ( الزمان ) المتغيّرين .
هذه الأفكار هي التي تجعلنا نعتقد وجوب تجاوز الحديث المعهود عن الإسلام على اعتباره خارطة طريقٍ الى جنّة ما بعد الموت ، لنجعل منه في جدالنا هذا حديثاً عن كونه منهج حياةٍ بعيدةً عن البعد الظاهري للأديان و التي اعتادت الشعوب عبره المزج بين الميثيولوجيا الخرافيّة و نصيب العقيدة الدينية الاجتماعي ، و الذي يجب أن نستهلكه متجاوزين كل السلف ، لأجل إعادة إحياء الدين ، و هذه قراءةٌ أخرى .
لا أريد الإطالة فكما يقول المثل الشعبي العربي ( أين الخلاصة ) ، لكن أقرّ بأن الردود الثلاثة أثارت قليلاً من سخطي ، و في ذات اللحظة وجدتني أبتعد عن تحفّظي في الرد ، رغم كون كل من كتب ردّاً على المقال لم يكتب مقالته الناريّة المحشوّة بكلمات السباب ( فمن يهينك لا يرغب أن يضمك الى صفّه ) ، لم يكتب كي يهديني الى الطريق السوي و ينقذني من غضب الله ، بل كي يجعلني غوريلاً تطيع الفقيه كي أُحمل فوق حمارٍ بالمقلوب في الشارع ، يرميني الصبية بالحجارة واصفين إيّاي بالكلب الضال حتى أصبح كلباً أليفاً ، كتب مقالته كتعبيرٍ عن عجزه في الإقناع و الاقتناع في ذات اللحظة ، ينعت العبد لله جزافاً ، فتارةً ملحدٌ و تارةً عدو الشعب بل و عدو الله أيضا ً، أنا من يقرأ القرآن بعينيه ، قلبه و عقله معاً ، يرد في باب الحديبيّة : ( .... عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب فقلت : طوبى لك صحبت النبي و بايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده ) هذا النص يشهد بحسن نيّة البخاري ربّما و أمانته العلميّة عبر منظومة عمله الغير علميّة ، لكن المشكلة ليست شخص البخاري أو عمله الدئوب ، فهذا لا يشفع له أن نتيجة عمله كارثيّةٌ بكل المعايير ، بل المشكلة هي كون النصوص الفقهيّة خلاف نص القرآن تبقى جزأً من منظومة الإسلام التاريخي الذي يحتاج الى إعادة قراءةٍ عبر إزالة القداسة الوهميّة المرتبطة بها ، ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل 89 .
(3)
حكايا محرّمة في البخاري
عبر مسيرة الإسلام قصيرة الأمد و الممتدة خلال خمس عشر قرناً و نيف ، لا زال الإسلام حاضراً غائباً عن واقع المجتمعات الإسلاميّة ، منذ سيطر على صوته الفقهاء ، كلٌّ يسير برأيه ملغياً بقيّة الآراء ، متهمّين الدين الإسلامي وهو دين العقل غياب العقل عنه ، واخترع الفقهاء نصوص لتأييد حجّتهم ، فالأشاعرة والإماميّة على سبيل المثال نصوصٌ في مختلف تفرّعات المتاهة الفقهيّة نصوصٌ منسوبةٌ للرسول تأيّدها على طرفي نقيض فيما يخص العبادات ، الفرائض بل وحتى الأمور الفقهيّة المتعلّقة بالأمور الغيبيّة بعد أن تم إغلاق باب الاجتهاد ، لنلج المتاهة الفقهيّة بقليلٍ من مشاعر الخوف و كثيرٍ من الجهل الغير مبرّر عبر شريعةٍ يريد الله اليسر لعباده غبرها لا العسر :
1.. 1. يرد في الكافي للشيعة ، باب فضل البنات : ( عن سول الله قال : نعم الولد البنات ملطفات مجهزات ، مؤنسات ، مباركات ، مفليات ) ، و يرد أيضاً ( ... خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت جارية ، فقال له النبي : الأرض تقلها والسماء تظلها ، والله يرزقها وهي ريحانة تشمها ، ثم أقبل على أصحابه فقال : من كانت له ابنة فهو مفدوح ، ومن كانت له ابنتان فيا غوثاه بالله ، و من كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد و كل مكروه ، و من كان له أربع فيا عباد الله أعينوه ، يا عباد الله أقرضوه ، يا عباد الله ارحموه ) ، و في البخاري يرد النقيض : ( عن رسول الله قال : الشؤم في الدار و الفرس و المرأة ) ، و نضع هنا معلومةً حقيقيّةً مفادها أن الرسول كان أباً للبنات .
2. 2. في الكافي يرد أيضاً : ( ... عن أبي عبد الله عليه السلام : إذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فليس عليها عدة تزوج من ساعتها إن شاءت ، و تبينها تطليقة واحدة ، و إن كان فرض لها مهرا فلها نصف ما فرض ) ، بينما نقرأ في البخاري نقرأ النقيض في نصٍّ ليس منسوباً للرسول كما هو حال النّص الوارد في كتاب الشيعة المناقض له ، باب لا طلاق قبل النكاح : ( ... قال ابن عباس : جعل الله الطلاق بعد النكاح، ويروي عن ذلك عن علي و سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير، وأبي بكر ابن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وأبان بن عثمان ، وعلي ابن حسين ، و شريح ، وسعد بن جبير ، و القاسم ، و سالم ، و طاوس ، و الحسن و عكرمة ، و عطاء ، و عامر بن سعد ، و جابر بن زيد ، و نافع بن جبير ، و محمد بن كعب ، و سليمان بن يسار، و مجاهد ، و القاسم بن عبد الرحمن ، و عمرو بن هرم ، و الشعبي : أنها لا تطلق ) .
أغلق باب التنصيص ، و باب الاجتهاد أيضاً ، رغم كون الاجتهاد مطلوبٌ لمواكبة التغيّر ، فعندما وصل الإسلام الى السويد كان باب الاجتهاد مغلقاً وفق مذهب آهل السنّة ، لكن بعد أن وجد المسلمون أنفسهم يطوفون الأرض بحثاً عن حياةٍ كريمةٍ هرباً من تسلّط حكّام الدول الإسلاميّة سعياً نحو الحريّة و العيش الكريم في دول الغرب الكافر ، اضطر الفقيه الى فتح باب الاجتهاد لبرهةٍ من الزمن ، دون أن يشعر أحد ، مصدر اً فتوى حول الصيام في منطقةٍ لا تتوافق مع النص القرآني {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } البقرة 187 ، كيف يطبّق المسلم أمر الصوم حيث لا ليل و لا نهار لأشهر طوال في هذا البلد ! !؟ ، و بينما كان طريق أهل الحق واضحاً و هو ( القرآن ) كتاب الله ، كان الآخرون جميعاً ينتشرون في الأرض بخطواتٍ تتبعها الحشود المغفّلة ، الغافِلة و المستغفَلة { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } الأنعام 116 ، يقول أبو بكر: ( من كان يعبد محمّداً ، فإنّ محمّداً قد مات، و من كان يعبد الله ، فإن الله حيٌّ لا يموت) ، سنّة الله هي القرآن ، باقيةٌ الى الأبد محفوظةٌ غير قابلةٍ للتحريف ، سنّة محمّد تنتهي بوفاة محمّدٍ مختلفةٌ من طائفةٍ الى أخرى مرتبطةٌ بالأساس بمكانها و زمانها ، نسخها تغيّر هذا المكان و الزمان لأنها خلاف القرآن لا تتفاعل مع التغيّر الذي يفرضه اختلاف الحال ، جامدةٌ في حيّزها و نطاقها الضيق ، و وفق مبدأ حق الاختيار الذي يكفله الإسلام ، لا يحق لأحدٍ أن يدّعي أنّه يملك الجواب الصحيح لكل مسألةٍ اختلف فيها المسلمون قرروا أن لا يتركوا أمرّها لله { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } الشورى 10 ، سنّة الرسول ليست سالمةً من التغيير و التحريف ، ففي واقع الأمر فإنّ الرسول لا يتحدّث خارج القرآن ، ينتظر الوحي و لا يسنّ سنّةً من تلقاء نفسه ، منفصلةً عن كتاب الله ( و هذا ما أقرّه الشيعة الذين لا يأخذون في كتاب حديثهم نصوصاً عديدةً عن الرسول ، بل أن نصوص الكافي مأخوذة عن الأئمة في المجمل لا عن الرسول الذي لم ينطق إلا بالوحي :
1. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } البقرة 189 .
2. { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } البقرة 215 .
3. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة 217 .
4. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } البقرة 219 .
5. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } البقرة 220 .
6. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } البقرة 222 .
7. { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } المائدة 4 .
8. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } الأنفال 1 .
9. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء 85 ، هنا يجيب البخاري إجابةً أخرى على لسان الرسول في إحدى الحكايا المحرّمة ، في كتاب الأنبياء يرد : ( ... الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) ، فهل أتى الرسول علمٌ آخر يفيد إجابة السؤال عن الروح ، تنفي الإجابة الأولى ، لم يُجب الرسول على السؤال حتى قدم الحي الذي كان صريحاً و واضحاً ! !؟ ، فالروح ( من أمر ربّي ) و خلاف ذلك ترّهاتٌ لا طائل من تصديقها ، سنّةٌ منفصلةٌ عن الوحي ، و هذا أمرٌ غير قابل للتصديق ، مرّةً أخرى رغم أنف الفقيه .
10. { وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً } الكهف 83 .
11. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } طه 105 .
12. { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } الأعراف187 .
13. وعندما سُأل الرسول عن الساعة مرّةً أخرى لم يقل له المولى ( قل ) ، بل أنكر الله السؤال ، ومنع الجواب فالساعة (عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ) { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ، إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } الغاشية 42 – 46 ، لكن البخاري يجيب مرّة أخرى في سنّةٍ منفصلةٍ عن سنّة الله تناقض الإجابة في النص القرآني ،و تدّعي معرفة الإجابة : ( ... أني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : فما أول شرط الساعة ، وما أول طعام أهل الجنة ، وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ ، قال : (أخبرني جبريل آنفا) ، قال : جبريل؟ ، قال : (نعم) ، قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية : {من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } ، أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ... ) ، وفي كتاب الاستسقاء ، و باب عنده مفاتيح الغيب حديثٌ يناقض الإجابة الأولى ( ... مفاتح الغيب خمس : إن الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الأرحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ، وفي حديثٍ آخر ( ... لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ) ، في تناقضٍ و النظام الكوني الذي وضعه الباري ، نظامٌ غير قابلٍ للتحريف حتى نهاية العالم الذي لا يعرف أحدٌ كيفية حدوثه { لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } يس 40 ، و في حديثٍ آخر ( ... لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ) ، و آخر ( ... يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ) و قد خربها يزيد و الحجاج ، القرامطة و الطوفان و لم تقم الساعة و لم يقل الرسول بذلك { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } لقمان 34 ، { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ } فصلت 47 ، { وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } الزخرف 85 ، و علم الساعة يتضمّن بدايتها ، أحوالها و نهايتها ، و هي مجهولةٌ في المطلق .
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } المائدة 67 ، { وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة 42 هنا أمرٌ صريحٌ للرسول بعدم الكتمان ، لا يمكننا الحديث عن وجود أو عدم وجود نيّة الكتمان للرسول لأنها ستبقى محض روايةٍ من روايات الإسلام التاريخي المليء بالشكوك ، لكنّ ما يهمّ هنا هو النهي عن الكتمان ، و التي تقرّ بأن النص القرآني لم يُكتم عن نصٍ فيه ، كاملٌ غير ناقصٍ ، أمّا عن كتب الحديث فهي تظلّ ناقصة لأن نيّة الكتمان متوفّرةٌ بشهادة النصوص التي يحويها نفسه ، يرد في صحيح مسلم ، ( باب فضيلة الإمام العادل ، وعقوبة الجائر ، والحث على الرفق بالرعية ، و النهي عن إدخال المشقة عليهم ) : ( .... أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه ، فقال له معقل : إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به ، سمعت رسول الله يقول : ( ما من أمير يلي أمر المسلمين ، ثم لا يجهد لهم وينصح ، إلا لم يدخل معهم الجنة ) ، و يرد هذا السند في حديثٍ آخر ( ... دخل ابن زياد على معقل بن يسار وهو وجع – بمثل حديث أبي الأشهب – وزاد : قال : ألا كنت حدثتني هذا قبل اليوم ؟ ، قال : ما حدثتك ، أو لم أكن لأحدثك ) ،
و حديثٍ آخر ( ... إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله ، لو علمت أن لي حياة ما حدثتك ... ) ، و آخر ( .... إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به .. ) ، و هذا دليلٌ على وجود نيّة الكتمان ، لأسباب يمكن التكهّن بها ، إمّا خوفاً من الله ، السلطة ، المجتمع أو خوفاً من ضياع مكاسب شخصيّة ، هذا النص يتحدّث عن شخصٍ تراجع عن الكتمان ، لكن هنالك قطعاً نصوصٌ كُتمت و لم ترد في أي كتاب من كتب النصوص ، و دليل ذلك قلّة الأحاديث المرويّة عن أقرب أصحاب رسول الله و أكثرهم معاشرةً له ، أبا بكر ، عمر ، علىّ بل و حتّى بلال ابن رباح مؤذن الرسول ( و قد يكون سبب عدم سرد أحاديث لهذا الأخير في المطلق هو كونه زنجي لا يزال غير مقبولاً في المنظومة الثيوقراطيّة القبليّة ) ، هؤلاء كتموا الحديث لأنهم يعلمون أن القرآن فقط هو الحق يقول أبو هريرة ( و هو شخصٌ مجهول الاسم و النّسب في مجتمعٍ قبليٍّ مشهور بالتفاخر بالأنساب ! !؟ ، يرجع له النصيب الأعظم في نصوص الفقهاء التي سمّيت عبطاً بكتب الصحيح و نتحدّى أيّا كان أن يثبت لنا صحّة نسبها للرسول الذي لم يكتبها و لم يأمر بتجميعها أو أنّها كتبت قبل القرن الثاني بعد وفاة الرسول، فيقول أبو هريرة : ( لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم ، لضربني ) ، و قد نُسب الى عمر قوله : ( أكثر أبا هريرة ) ، و هو قولٌ منسوبٌ الى عائشة أيضاً ! !؟ ، نفسه عمر صاحب مقولة : ( أقلو الرواية و أنا شريككم ) .
في نصٍ عن التعدّدية التي هي سنّةٌ من سنن الله في خلقه يقول المولى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات 13 ، يرد في مسند أحمد بن حنبل يرد في الحديث رقم [ 7064 ] ( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن القاسم بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن القاسم بن البرجي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال : من أخرج صدقةً فلم يجد الا بربرياً فليردّها ) ، و يرد أيضاً في الحديث رقم [ 8789 ] ( حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج قال ثنا عبد الله بن نافع قال حدثني بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : جلس إلى النبي رجلٌ ، فقال له رسول الله : من أين أنت ؟ ، قال : بربري ، فقال له رسول الله : قم عني ، قال بمرفقه كذا ، فلما قام عنه أقبل علينا رسول الله فقال : إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم ) ، فبالله عليكم ، فيم كان يفكّر ابن حنبل و هو يكتب هذا الحديث في مسنده ؟ أهي الغفلة أم الحمق ؟ ، و في حال وقف أحدٌ شاهراً لسانه لسبّي دفاعاً عن الشيخ فليتريّث قليلاً ، ألا يملك الشيخ و لو قليلاً من الحكمة كي يدفع هذا الحديث بعيداً عنه بغض النظر عن أمانته العلميّة التي تفتقد لأبسط مقوّمات العلم ، فمتن الحديث مَنكرٌ ، و بناءً عليه فسنده لا يعني شيئاً حقيقةً ، فلنضع فرضيّةً جدليّةً مفادها أن نصاً وصل ناحيتنا عبر الشيخ برعاية الحكومة بسندٍ صحيحٍ لا يقبل الشك ، عبر جملةٍ من الرجال الثقاة وصولاً الى الرجل المجهول و المحبوب أبو هريرة في أي كتابٍ من كتب الحديث المتعدّدة يقول : ( عن ثقةٍ ، عن ثقةٍ ، عن ثقةٍ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : لا يدخل الجنة من يصلّي الصبح وراء كردي و العشاء جوار بربري ) ماذا نفعل هنا ! !؟ ، بعد أن خسر المسلم قدمه يصلّي على قدمٍ واحدةٍ ها هو الآن يتفحص الحمض النووي لكل المصلّين تجنباً لمصيبة عدم دخوله الجنة لأنه لم يطع نص الفقيه ، إنها فرضيّةٌ مضحكةُ مبكيةُ في واقع الأمر ( و في الحقيقة فإنّ الحديث الذي يقول أن البربر لا يجاوز الإيمان حناجرهم يضعهم في صف المنافقين أو الكفار من لا تجوز الصلاة ورائهم ، فالفرضيّة التي افترضنا جدلاً موجودةٌ بشكلٍ أو بآخر ) .
هنا نعود للبخاري و نطرح سؤالاً عن أميمة بنت شراحيل و الجونيّة ، هل هنّ من زوجات الرسول كما قال معمر نقلاً عن ابن البر ( و إجابة هذا السؤال ستفتح الباب على مصراعيه حول نصوص ترد في البخاري عن علاقات الرسول بالنساء ) ؟ ، فزوجات الرسول المعروفات هن (1) خديجة بنت خويلد ، (2) سودة بنت زمّعة ، (3) زينب بنت جحش ( عيّرت صفيّة باليهوديّة فهجرها الرسول شهراً ) ، (4) أم سلمة ، (5) جويرية بنت الحارث ، (6) حفصة بنت عمر الخطاب ، ( 7) عائشة بنت أبي بكر ، (8) رملة بنت أبي سفيان ، (9) صفيّة سيّدة بني قريضة ( يهوديّة ) ، (10) مارية القبطيّة ( مسيحيّة ) ، و هذه حقيقةٌ يقرّها البخاري في باب كثرة النساء في نصٍ آخر يتناقض و القرآن الكريم ، ليفتح الباب في الحديث عن علاقة الرسول بالنساء حسب البخاري : ( ... أن الرسول كان يطوف على نسائه في كل ليلة، وله تسع نسوة ) ، يرد في النص القرآني نصٌ ينفي كون الرسول يطوف على زوجاته ( كل ليلة ) : { إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ } المزمل20 ، ثم لو كانت أميمة أو الجونيّة زوجة الرسول لما جاز طلاقها إلا بعد أن يدخل بها ، و بما أنه لم يدخل بها فهي ليست زوجته وفق مذهب البخاري كم هو واضحٌ في الحديث الوارد آنفاً ، ورود الحديث إذاً في باب الطلاق في البخاري تدليسٌ لا غير و إساءةٌ لشخص الرسول حاله حال قصّةٍ محرّمةٍ أخرى ترد في باب من زار قوماً فقال عندهم مفادها : ( ... أن أم سليم كانت تبسط للنبي نطعاً ، فيقيل عندها على ذلك النطع ، قال : فإذا نام النبي أخذت من عرقه وشعره ، فجمعته في قارورة ، ثم جمعته في سك ، قال : فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى إلي أن يجعل في حنوطه من ذلك السك، قال: فجعل في حنوطه ) . و يرد أيضاً ( ... كان رسول الله إذا ذهب إلى قباء ، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه ، وكانت تحت عبادة بن الصامت ، فدخل يوماً فأطعمته ، فنام رسول ، ثم استيقظ يضحك ، قالت: فقلت : ما يضحكك يا رسول الله؟... ) ، و في باب ما يجوز أن يخلوا الرجل بالمرأة عند الناس : ( ... جاءت امرأة من الأنصار إلى النبي صلى فخلا بها ، فقال : ( و الله إنكم أحب الناس إلي ) ، وهذه الأحاديث تقول أن الرسول كان يختلي بالنسوة اللائي لا يحللن له، وفي هذا سنّةٌ يُقتدى بها وفق مبدأ أن أفعال الرسول في مجملها سنّةٌ يجب تقليدها، الكارثة هي وجود نصٍ للبخاري نفسه يرد في نصّه (... لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محرم ) وهذا الحديث ينسخ تلك كلّها و يلغيها .
في باب ذب الرجل على ابنته في الغيرة والإنصاف : ( .... سمعت رسول الله يقول وهو على المنبر: ( أن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن ، ثم لا آذن ، ثم لا آذن ، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فأنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما أذاها ) و في الآمر مشكلتان ، الأولى في حال كان الأذى يُقصد به تعدد الزوجات فإن الأمر مشروعٌ في الدين { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً } النساء 3 ، هنا يصف الرسول ما شرّعه الله بالآذى ، أمّا في حال وافقنا الفقيه الذي يقول أن الأمر كان خاصاً بسبب كون من كان عليّ ينوي الزواج منها هي أبنة عدو الله ( و لا تجتمع ابنتا رسول الله وعدو الله في بيتٍ واحد ) كأن عليّاً جاهلٌ لهذا الأمر فابنة بني هشام مسلمة ، ففي هذا تناقض آخر للنص القرآني { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } الأنعام 164.
في كتاب الأنبياء يرد : ( ... استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلعٍ ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء ) ، و ليس في القرآن آيةٌ تشير الى خلق المرأة من ضلعٍ أعوجٍ ، بل في التوراة نصٌ يقول بذلك : ( فأوقع الرب الإله سباتا على ادم فنام ، فأخذ واحدةً من أضلاعه و ملأ مكانها لحما ، و بنى الرب الإله الضلع التي أخذها من ادم إمرأة و احضرها الى ادم ، فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي و لحمٌ من لحمي : سفر التكوين ، الإصحاح الثاني ) ، و كل ما ورد في التوراة و لم يرد في القرآن منسوخٌ لاغٍ : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } البقرة 106 ، يقول المولى في كتابه : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء 1 ، { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ } الاعراف 189 ، { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ } الزمر 6 ، فمن أين أتى البخاري بقصّة الضلع الأعوج هذه ! !؟ .
بل الأنكى من ذلك هو أن البخاري يقول نصاً مطابقاً لنص التوراة عن خلق آدم في باب بدء السلام : ( خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك ، نفر من الملائكة ، جلوس، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه : ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ) ، و لا نعلم هل (الهاء) في صورته تعود على الإنسان أم على الله أم على الاثنين معاً ، لكن يرد في التوراة ما يفيد أن (الهاء) تعود على الله ، في سفر التكوين ، الإصحاح الأول ( فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا و أنثى خلقهم ) ، و في مكانٍ آخر من ذات السفر ( وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ) ، يقول المولى عزّ و جلّ : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } الشورى 11 .
ندخل منعطفاً آخر يأخذنا بعيداً ناحية نصوص لا نفهم منها شيئاً حقيقةً ، كحديث الجنّي الذي أمسكه الرسول في كتاب أبواب المساجد ، باب الأسير يربط في المسجد : ( ... عن أبي هريرة عن النبي : وإن عفريتاً من الجن إنفلت البارحة ليقطَع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته فأردت أن اربطه على سارية من سواري المسجد حيث تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان ( ربِ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي ) فرددته خاسئاً ) ، بعيداً عن مغزى هذا الحديث الذي ليس بمقام المعجزة أو المثل الذي يحتذى به تنظيماً لحياة الناس ، نقرأ تناقضاً صريحاً للقرآن : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) ألأعراف 27 ، { وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } ص 34 – 35 ، و في نصٍّ يؤكد عدم قدرة الرسول على رؤيا الجان : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً } الجن 1 ، و نصٍ آخر يؤكد كون معجزة رؤيا الجان و تسخيرهم حصريّةٌ للنبي سليمان : { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } النمل 17 ، { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ } سبأ 12 .
وإذا كان إمساك النبي بالجنّي معجزةٌ لم يرها أحدٌ ، فما هي قصّة الرسول حسب البخاري يبصق في الماء يتوضأ به المسلمون في حديثٍ آخر تارةً ، و يبصق بين عيني عليٍّ تارةً أخرى ليباركه ، يرد في حديثٍ في كتاب المناقب ، باب صفة النبي : ( .... خرج علينا رسول الله بالهاجرة فأتي بوضوء فتوضأ ، فجعل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به ، فصلى النبي الظهر ركعتين ، و العصر ركعتين ، وبين يديه عنزة ، و قال أبو موسى : دعا النبي بقدح فيه ماء فغسل يديه و وجهه فيه ومج فيه (أي بَصقَ) ، ثم قال لهما اشربا منه ، وأفرغا على وجوهكما ونحوركما ) ، هل من سنن الرسول البصق في الماء و التبرّك بهذا البصاق كما يفعل الدراويش و المشعوذين ! !؟ ، مرّةً أخرى أسأل هل سنّ الرسول سنّة البصاق في الماء بناءً على هذه الأحاديث ! !؟ ، و إذا كان الأمر ليس سنّةً يستن بها ما فائدة وجودها في كتاب الصحيح هذا ! !؟ .
المسألة شديدة التعقيد ، لكنّى أكرّر و أقول : ( لست قدّيساً أحمل بين أناملي لواء شعاع المعرفة ، و لست أقرأ القرآن من اليسار الى اليمين بغية إيجاد رموز و ألغاز سرّيةٍ أنجح خلالها في تكبيل الشعب بجملةٍ من الخرافات التي أحيكها و قليلٍ من الخرق البالية جلباباً أرتدي كفقيهٍ يسكت الجميع أمامه بسبب جهلهم المدقع ، و في نفس اللحظة لست أعتقد بأن الوقوف رأساً على عقب قد يزيل صداع الرأس ) ، لكن كل هذه الأسئلة لن تنجح جملةٌ من الأجوبة المخادعة و الملغّمة بكلماتٍ تجعل الإنسان يهرب نحو جهله فراراً من غضب الله ، { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } هود 18.
(4)
حكايا محرّمة في البخاري
{ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91
بعد أن خسر الناس صوتهم ، و خسروا مكانهم يتدافعون من أجل الصف الأول للصلاة وراء الفقيه يوم الجمعة الساكتة عن إيضاح الحق والحقيقة ,ووفق فتوى لا طائل منها مفادها كون أصحاب الصف الأول سيكونون الأقرب الى الله ، منذ ذلك الحين بدأً من عصر معاوية و الفقيه يتحدّث دونما مللٍ معتمداً على وجود مجتمعٍ يرهف السمع لكلماته السحريّة ، و من هؤلاء قطعاً صديقنا الجبان الذي يختبأ وراء أسماء رمزيةٍ لا يملك الجرأة على الدفاع عن رأيه أمام الناس علناً ، ليعلن عن صوته كما فعلت ، لكن الحجّة هي ما يفتقد هؤلاء جميعاً ، كلماتٌ يصعب أن تقال هي كلمات الاعتراف بضخامة الخدعة ، فثقافتنا الدينية المعاصرة في واقع الأمر محض خرافاتٍ و ترّهاتٍ لا تمت للدين بصلةٍ ، سوى أن من رسّخها باسم الدين كان مجرد فقيهٍ عاطلٍ عن العمل ، أخرج الدين عن واقع الناس و أقحمه داخل كتبٍ مليئةٍ بالطلاسم و التناقضات معلناً أنّه سيقتل كل من يخالفه الرأي ، يرد في الفتاوى الكبرى لابن تيمية ، في مسألة رجلٍ يصلّي يشوّش على الصفوف التي حواليه بالجهر بالنيّة ، أنّه قال : ( .... من إن ادّعى أنّه من دين الله و أنّه واجب فإنه يجب تعريفه بالشريعة ، و استتابته من هذا القول ، و إن أصرّ على ذلك قُتل .. ) ، ياللهول ألهذه الدرجة فقد الفقيه القدرة على الحوار و قبول الاختلاف و التي يكفلها النص القرآني { قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } الإسراء 110 ، { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } الشورى 10 ، ألهذه الدرجة أصبح الفقيه كرجل العصابات لا يعرف إلا صوته أو موت من يخالفه من يمتلك صوتاً آخر ، مثل هذه التفاصيل الصغيرة و النصوص المدسوسة داخل كتب الطلاسم و التي يصعب فكّها دون الاستعانة بمجلّدات و كتب الفقه الملغمة بالفخاخ ، مثل هذه التفاصيل هي التي تفشل في العبور أمام المؤمن إلا عبر باب الخوف من سلطة الفقهاء لا عبر يقين الإيمان الراسخ خلال باب الشك ، لكن ما بال هؤلاء لم يجرأ أحدً منهم للحديث عن التدليس الذي يملأ كتب الفقهاء و هي تدّعي الحديث بصوت الرسول ، بينما في واقع الأمر فإن هذه النصوص لا تمت للرسول بصلةٍ ، و رغم أنف الجميع تبقى داخل كتبٍ كصحيح أحاديث الرسول أو معجزات الرسول ترد قصصٌ لا نفهم الغاية منها ، يرد في صحيح البخاري باب أيام الجاهليّة : ( ... حدثنا نعيم بن حماد : حدثنا هشيم، عن حصين ، عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع قردة ، قد زنت ، فرجموها ، فرجمتها معهم ) ، أولاً أين الرسول في هذه القصّة ! !؟ ، فعمرو ابن ميمون ليس هو الرسول ، ما بال القصة ترد في كتاب صحيح البخاري ! !؟ ، و ثانياً ما المغزى من حشرها بين أقول تُنسب للرسول ! !؟ ، هل الغاية التأكيد على كون القرآن ينقص آية رجم المحصن الزاني ، أو كما يرد في بعض نصوص الإسلام التاريخي ! !؟ ، يرد في سنن ابن ماجة نصٌ آخر ليس للرسول وجودٌ فيه : ( .. عن عائشة : لقد نزلت آية الرجم ، و رضاعه الكبير عشرا ، و لقد كان في صحيفةٍ تحت سريرى ، فلما مات رسول الله و تشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها ) ،
ويرد في صحيح البخاري قصّةً تقول أن الرسول طبق على اليهود ( شريعتهم ) ، و التي نسخها القرآن عندما نزلت آية جلد الزاني و الزانية : ( أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله ، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله : ( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ) ، فقالوا : نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم ، إن فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم ، فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم ، فقالوا : صدق يا محمد ، فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله فرجما ، قال عبد الله : فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة ) ، و يرد أيضاً عن عمر بن الخطاب في ذات الصحيح في نصٍّ ينقص الرسول أنّ عمر قال : ( .. : إنَّ الله بعث محمداً بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها و عقلناها و وعيناها ، رجم رسول الله ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البيِّنة ... ) ، و هنا نقرأ أن هذه النصوص لم تصدر عن الرسول ( و كما أوردنا هي عادةٌ ملازمةٌ للبخاري في صحيحه الذي يفتقد الى مقدارٍ كبيرٍ من الصحّة ) ، بل أن البخاري يقول أن عمراً يقول أنّ القرآن ناقص بنقص آية الرجم رغم كون النص القرآني لا يقول بحد الرجم مطلقاً ، بل هو فعلٌ همجيٌّ متوحشٌّ ( دون الدخول في التفاصيل التي أقرّها الفقيه ، حيث يجوز وفق أحد المذاهب الإسلاميّة السماح للرجل بالفرار أثناء الرجم ، بينما توضع المرأة في حفرةٍ لا قرار لها و ترجم حتّى الموت ! !؟ ) ، فمن يرجم في القرآن هم المشركون فقط في خمس مواقع :
1. { قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ } هود 91 .
2. { إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً } الكهف 20 .
3. { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً } مريم 46 .
4. { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } يس 18 .
5. { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } الدخان 20 .
كل هذه الأحاديث المنمّقة كانت تهيئةً لهذا القول الذي يناقض القرآن مرّاتٍ عديدة متهمّاً النص القرآني و العياذ بالله بالكتمان و النقصان تارةً ، و بالخطأ و التناقض تارةٍ أخرى :
1. { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت 42 .
2. { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل 89 .
3. { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } المائدة 67 .
4. { اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } الأعراف 3 .
5. {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} النساء 05 .
6. { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } النور 2 .
7. { فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } النساء 25 .
إنّها أسئلةً تفوح من إجابتها رائحة الخديعة ، تذكّرني هذه النصوص بكتاب ( صحيح معجزات الرسول ) لابن كثير بتخريجٍ للألباني ، و الذي يحوي قصصاً و معجزات ليس الرسول طرفاً فيها لا بالفعل و لا بالإخبار ، لكنّها ترد وفق مسلسل الخداع في كتبٍ تُنسب للرسول وفق منهج كتب الإسلام التاريخي : ( قال الحافظ البيهقي : أنا أبو صالح أبي طاهر العنبري ، أنا جدّي يحي ابن منصور القاضي ، ثنا أبو علي بن محمد بن عمرو بن كشمرد ، أنا القعتبي ، أنا سليمان بن بلال يحيى ابن سعيد عن سعيد عن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثن من بني عبد الحارث بن الخزرج توفيّ زمن عثمان بن عفّان فسجّي ثوبه ، ثم أنّهم سمعوا جلجلةً في صدره ثم تكلّم ، ثمّ قال : أحمدٌ أحمد في الكتاب الأول ، صدق ، صدق أبو بكر الضعيف في نفسه القوي فيأمر الله ، في الكتاب الأول ، صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول ، صدق صدق عثمان بن عفّان على مناهجهم مضت أربع و بقيت ثنتان أتت بالفتن ، و أكل الشديد الضعيف و قامت الساعة ، و سيأتيكم عن جيشكم خبر ، بئر أريس ، قال يحيى : قال سعيد : ثم هلك رجلٌ من بني خطمة فسجيّ ثوبه ، فسمع جلجلةٍ في صدره ، ثم تكلّم فقال : إن أخا بني الحارث ابن الخزرج صدق صدق ) ، و هذا النص يضعنا أمام ثلاث حقائق غير قابلةٍ للشك :
• أولاً القصّة حدثت بعد وفاة عثمان أي أنها ليست من معجزات الرسول ، و ورودها في كتابٍ يتحدّث عن معجزات الرسول تدليسٌ لا شك فيه .
ثانياً فإن القصة غير قابلةٍ للتصديق فالله لا يحيي النفس بعد موتها إلا يوم القيامة يوم الحشر بغية الحساب {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } ق 44 .
• ثالثاً فإن الحديث عن كون الرسول يملك معجزاتٍ ملموسةً يناقض النص القرآني الصريح الذي ينكر معجزات الرسول خلاف القرآن { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ، وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ، وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً ، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً ، أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً } 77 – 93 .
يرد في باب السمع و الطاعة للإمام : ( اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة ) ، و في حديثٍ آخر : ( اسمع و أطع و لو أخذ مالك و جلد ظهرك ) ، أمّا الحديث الأول فالرسول منزّه عن هذا القول { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم 4 ، فكيف نوافق هذا القول الذي يقول أن الرسول كان يعتبر الزنوج برؤوسٍ كالزبيبة ! !؟ ، أما الحديث الآخر فهو مناقض للمبدأ القرآني الأول ( الشورى ) .
نعبر منعطفاً موازياً لحديثنا هذا ، ففي الإسلام لا تذكر العقائد إلا صراحةً في القرآن ، ليس فيها إجمالٌ أو إشاراتٌ كما يأتي في بعض الأحكام الفقهية أو الأوصاف العلمية , أما العقائد فواضحةٌ صراحةً لا لبس فيها ، الله حق ، الساعة حقّ ، الجنّة و النار حقّ ، لكن ما بال البخاري يكثر من الحديث عن ( عذاب القبر ) في أبواب منها باب التعوّذ من عذاب القبر وقت الكسوف ، باب ما جاء من عذاب القبر ، رغم كون لم يذكر هذا العذاب في القرآن ، فالتسلسل المعروف الوارد في القرآن يمتدّ عبر المسار الواضح الذي نقرأه على لسان عيسى ابن مريم { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } مريم 33 ، ( و الذي لم يتحدّث لا عن عودته الوهميّة أو عن جنة القبر أو عذابه الوهميّين أيضاً ) ، هذا التسلسل يمر عبر مراحل محدّدة :
• الموت : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } الزمر30 ، { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } الرحمن 26 ، { أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } النحل 21 . و هذه الآية قطعية الدلالة على عدم وجود مرحلةٍ وسطى بين الموت و البعث ، أو ما يعرف بعذاب القبر وفق نصوص خارج دائرة النص الرئيسيّة " القرآن " .
• البرزخ : { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ } الرحمن20 ، و البرزخ هنا هو الفاصل بين الشيئين لا يلتقيان ، { وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } المؤمنون100 ، الفاصل بين الموت و البعث و لم يذكر فيه حديثٌ عن عودة الروح الى الجسد لتعذّب قبل أن تُحاسب في البرزخ ، ففي هذا اتهامٌ لله كون غير عادلٍ ، فالله لا يعذّب قبل أن يحاسب ، و البرزخ في علم الله لم يطلع عليه أحداً .
• البعث : { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } الأعراف 14 ، { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ } يس52 .
• الحشر : { وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } البقرة203 ، { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ } سبأ 40 ، { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً } مريم 85 ، { يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً } طه 102 .
• الحساب : { أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } البقرة 02 ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} الغاشية 26 .
• الثواب أو العقاب : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } الانشقاق7، { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ} الانشقاق 10 .
• الخلودّ في الجنّة أو في النار : { جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } البينة 8 ، { وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } التوبة 68 .
حسب الديانة الزارادشتيّة (وهو ما يُقرأ في ترانيم زارادشت) تقود الداينا(الروح) الميت نحو جسر جنيفات (الصراط) وهو يعلم مصيره أمام الرب مسبقاً : ( ... تجثم روح الميّت في القبر ثلاثة أيّامٍ ، روح الإنسان الصالح تنعم هذه الفترة بما يهب عليها من روائح طيبة ، و بعد انتهاء هذه الفترة ، تأتي الروح الى مكانٍ جميلٍ حيث تستقبلها فتاةٌ جميلةٌ تقدّم لها الشكر ، و هي صبيّةٌ جميلةٌ متألّقةٌ ذات ذراعين بضين ، و مظهرٍ أنيق ، و جسدٍ مستقيمٍ ، و ذات نهدٍ بارزٍ لها خمسة عشر عاماً ، و بكشف هويّتها تضيف قائلةً : محبوبةً كما كنت ، لقد جعلتني محبوبةً بأفكارك الحسنة ، و بكلماتك الحسنة ، و بأفعالك الحسنة ، و بدينك الجيّد ، جميلةٌ أعدتني أيضاً أكثر جمالاً ، مرغوبةً أيضاً مرغوبةً أكثر ، ثم بأربع خطواتٍ تجتاز الروح الأفلاك السماوية و تصل للأنوار التي لا بداية لها في الفردوس ، أمّا بالنسبة للروح الشريرة ، فإن الفتاة التي تقابله في اليوم الرابع قبيحةٌ و تتقدّم نحوه بعد رياحٍ و أعاصير شديدةٍ ، و تخبره لكلامٍ ينمّ عن سيّئاتٍ و ذنوب ارتكبها أثناء حياته .. ) ، هنا نرى التطابق بين الفكرتين ، الفكرة الزاراداشتيّة و نص عذاب القبر المزعوم ، المشكلة هي عدم فهم الفقيه لفكرة موت الإنسان و انقطاع علاقته بالمكان و الزمان ( الحياة الدنيا ) ، و أن القبر لا يحوي سوى جسداً لا يمثل الإنسان ، فالعظام سوف تجمع { أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } الصافات 16 ، و الجسد فسيتحلّل عبر الزمان و المكان ، أما الروح فعند بارئها غير مرتبطةٍ لا بالمكان و لا بالزمان ، و هنا سؤالٌ مركزيٌّ يرد مفاده ، مادام القبر حفرةً من حفر النار أو جنةً من نعيم الجنّة ، لماذا يتم تجاهل الحالة الأخرى وفق مبدأ الترغيب و الترهيب و لم يتحدّث الرسول عن الدعاء بنعيم القبر ما دام طلب التعوّذ من عذابه ! !؟ ، يرد في باب ما جاء في عذاب القبر : ( ... عن عائشة : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها : أعاذك الله من عذاب القبر ، فسألت عائشة عنها رسول الله عن عذاب القبر ، فقال : ( نعم، عذاب القبر حق ) ، قالت عائشة عنها : فما رأيت رسول الله بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ) . هل الرسول أيضاً و هو ميتٌ في قبره يناله شيءٌ من هذا النعيم ! !؟ ، و ما هي حقيقة القصّة الواردة في مسند أحمد بن حنبل ( ... عن أبي هريرة عن رسول الله قال : ما من أحدٍ يسلّم علي إلا ردّ الله عز و جل علي روحي حتى أرد عليه السلام ) ، فما دام الرسول ينعم في قبره بالنعيم ، كيف تعود له الروح و هو حيٌّ في قبره أصلاً ! !؟ ، وفي حال لم يكن حيّاً كي تعود له الروح كي يرد السلام ، إذا هو لا ينعم بنعيم القبر ! !؟ ، و ماذا عن من لا قبر له و لم يدفن ، كحال الشعوب التي تحرق موتاها محتفظة بالرفات ، أو الغريق الذي ابتلعه البحر ، كيف ينتقل الى الحياة الآخر دون المرور عبر هذا الباب ، فعذاب القبر مرتبطٌ بالقبر لأنه عذابه ، و من لا قبر له ، لا عذاب له ! !؟ ، الفكرة معقّدةٌ جداً بل و شديدة التعقيد ، فالفقيه لا يزال يربط الميت بالمكان و الزمان معتقداً أنه بعد الموت سينتظر الميت آلاف السنين حتى تقول الساعة عبر أفكار و نصوص مفبركةٍ تستغل فقط جهل و غباء من يُنصت إليها بسمعه و قلبه فقط ، بينما يحاول مجهداً أن يسحبنا معه نحو الجنون بإلغاء العقل عن دين العقل .
لست أحاول أن أعبر بالملايين نحو غايةٍ أريدها ، و لست أملك أن أغير شيئاً من حال الأمّة المتأزم ، لكن فصاحتي و سعة معارفي تجعلني الذي لا اخجل من رأيي ، تجعلني أجد نفسي مرغماً أطرح أسئلةً تحوي داخلها إجابةً مخيفةً مفادها أنّنا حقاً نعيش عالماً مليئاً بالترّهات و الحمقى في ذات الوقت ، يحتفل المسلمون كل عامٍ بأعيادهم كلٌّ منهم يتربّص بالآخر ليكون الإسلام هو الضحيّة الأولى و الأخيرة لهذا الحقد الدفين بين الفقهاء ، و تعلن وسائل الإعلام كل يومٍ أخبار مفرحةٍ مفادها أن الإسلام ينتشر في الغرب كانتشار النار في الهشيم ، و ما ترفض إعلانه هذه الوسائل هو كون هؤلاء المسلمين الجدد لن يمر وقتٌ طويلٌ حتى يصابوا بالجنون بعد أن يحاولوا فهم الإسلام و هم يسبحون في بحر كتب الفقهاء ، ليزداد عدد المجانين في العالم بازدياد عدد المسلمين ، لأنهم لن يفهموا ما الذي حدث كي يصبح كل فقيهٍ يعلن إسلاماً آخر خلاف الفقيه الذي يجاوره ، كل مذهبٍ و كل طائفةٍ تبتدع حجّةً يتشبّث بها الفقيه بيديه و أسنانه ، و في حال حاول أن يعلن أنّه لا يعترف سوى بكتاب الله ( قرآنه ) ، فستنهال عليه التهم و يقام عليه الحد ، ليجد نفسه إمّا مجنوناً يفجّر نفسه في الحانات و دور العبادة ، و إمّا منعزلاً أو معتزلاً كلاهما جميعاً .
(5)
حكايا محرّمة في البخاري
(الملخّص العام )
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْر}البقرة185
أعلم أن كلماتي هذه لم ترق لمعظم المحيطين بي ، من يحاصرونني بأفكار نمطيّةٍ شديدة السذاجة، حول موضوعٍ شديد التعقيد، شديد البساطة في ذات الوقت، معقّدٌ لأن الدين في الدول العربية أصبح مجرّد أفكار تملأها لغة الخرافة بالأساطير صعبة التصديق تتوارثها الأجيال، لا طائل منها حقيقةً، ولا علاقة لها بالدين بالدرجة الأولى، وبسيطةٌ لأن الله لا يعبر بالمؤمن خلال طريقٍ مليء بالألغاز والفخاخ عبر ضجيجٍ من الفتاوى والأحاجي الفقهيّة نحو جنّة الخلد، ليجد نفسه يعبر بخطواتٍ مؤلمةٍ ناحية الجحيم، فالله لا يريد بعباده سوى اليسر، والدين يسير الفهم خارج تعقيدات الفقهاء، وهذه قراءةٌ أخرى .
أحاول هنا أن أخبر الجميع ما يمكن أن يفعله شخصٌ أعزلٌ بالإيمان عندما يحمله داخل قلبه و عقله معاً ، عندما يقرّر أن يعبر الطريق التي لم يعبر قبله سوى القلّة القليلة من عباد الله ، من استطاعوا الفرار من سطوة الجماعة نحو الحديث بصوتها ، تاركاً كل شيءٍ وراء ظهره ، ذكريات الجمعة الساكتة التي دام على حضورها مُجبراً دونما سببٍ شديد الإقناع و دون الخروج منها بمعلومةٍ يمكن أن تبني جسراً من المعرفة الحلال ، كلمات الخطيب المحتقنة داخل حنجرته المليئة بكلمات السباب لكل من يعتقد أنّه يعمل ضد الله جهراً ، للدفاع عن المولى عزّ و جل و كأن الله خوّل له حق الحديث بصوت الناس ، متناسياً من يعمل ضد المواطن سرّاً و علناً ، و تاركاً خلفه أيضاً أصوات صراخ الأطفال و هم ينالون عقاباً لعدم استطاعتهم حمل كتاب الله كما حُملت الأسفار على ظهر الحمار من شيخٍ فقد حقّ التفكير، بل و حتّى دعوات أمّه له بالهداية و هي تراه منكبّاً على قراءة الكتب في عالمٍ أصبحت الهداية فيه بمعنى الجهل، يترك كل هذا وراءه متّجها نحو الله الذي يفسح له المجال للسير خلال طريقٍ مليءٍ بالعقبات كي يمتحن صبره، وهذه بالفعل قراءةٌ أخرى :
الآية ( قرآن كريم )
الحديث المناقض ( صحيح البخاري )
(1)
( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) الفتح 23 .
( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ) الفرقان 30 .
( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) العنكبوت 51 .
( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً ) الإسراء 89 .
( الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ ) الحجر 91 .
( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف 185 .
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) المائدة 3 .
( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) فصلت 42 .
( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) النحل 89 .
( ... من رغب عن سنتي فليس مني ) .
لا وجود لسنّةٍ للرسول منفصلةٍ عن سنّة الله (القرآن) ، فالقرآن كاملٌ لأن فيه تبيانٌ لكلّ شيءٍ ، واسعٌ ليحوي كل المكان و كل الزمان عبر دائرتي إباحةٍ واسعة ( الأصل في الدين هو الإباحة).
(2)
( وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً ) الفرقان 8 .
( وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) الحجر 6 .
( قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ) الشعراء 27 .
( بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ) الأنبياء 5 .
( .... سحر الرسولَ رجلٌ من بني زُرَيق ، يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله يخيّل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله ... ) .
القول بسحر الرسول يناقض النص القرآني الذي ينفي السحر ، والجنون و ينفي كون الرسول شاعر عبر ذكر هذه التهم التي يقولها الكفّار نفياً لا تأكيداً لها .
(3)
لا تعليق
( ... وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ، فيما بلغنا ، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل ، فقال : يا محمد ، إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه ، وتقرُّ نفسه ، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك ) .
(4)
( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) آل عمران 121 .
( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور 11 .
( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) النور 12 .
( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) الأحزاب 33 .
( ... قالت عائشة : كان رسول الله إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، فأقرع بيننا في غزاة غزاها، فخرج سهمي فخرجت معه ، بعد ما أنزل الحجاب ، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، فسرنا حتى إذا فرغ رسول من غزوته تلك وقفل ، ودنونا من المدينة ، آذن ليلة بالرحيل ، فقمت حين آذنوا بالرحيل ، فمشيت حتى جاوزت الجيش ، فلما قضيت شأني، أقبلت إلى الرحل، فلمست صدري ، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع ، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه ، فأقبل الذين يرحلون لي ، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب ، وهم يحسبون أني فيه ، وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن ، ولم يغشهن اللحم ، وإنما يأكلن العلقة من الطعام ، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه ، وكنت جارية حديثة السن ، فبعثوا الجمل وساروا ، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش ، فجئت منزلهم وليس فيه أحد، فأممت منزلي الذي كنت به، فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي ، فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت ، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش ، فأصبح عند منزلي ، فرأى سواد إنسان نائم فأتاني ، وكان يراني قبل الحجاب ، فاستيقظت باسترجاعه ، حين أناخ راحلته ، فوطئ يدها فركبتها ، فانطلق يقود بي الراحلة ، حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة ، فهلك من هلك ، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول ، فقدمنا المدينة .. ) .
الخطاب القرآني للرسول واضح الدلالة شديد الوضوح ، مباشر خلاف النص في سورة النور ، و هو عامٌ غير خاص ، كما أن القول بأن الرسول كان يقترع لإخراج زوجاته معه في المعارك يناقض النص القرآني .
( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الإسراء70 .
( ... ألا يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار ... ) .
(6)
( إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة 209 .
( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 268 .
( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) المائدة 91 .
( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) الأنعام 43 .
( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا ) الأعراف 29 .
( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ ) الأعراف 27 .
( وَقَال لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) يوسف 42 .
( مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) يوسف 100 .
( لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) الفرقان 29 .
( ... إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراطٌ حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل .. ) .
( ... ذكر عند النبي رجل ، فقيل : ما زال نائما حتى أصبح ، ما قام إلى الصلاة ، فقال : ( بال الشيطان في أذنه ... ) .
الشيطان ليس شخصيّةً كرتونيّةً تطلق الريح وتبول، وأفعال الشيطان كما في النص تقتصر على الوسوة، تزيين فعل الشر ، والتضليل... الخ ، وتبقى النفس أمّارة بالسوء .
(7)
( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ) الأحزاب 32 .
( ... خرجنا مع النبي حتى انطلقنا إلى حائط يقال له : الشوط ، حتى انتهينا إلى حائطين ، فجلسنا بينهما، فقال النبي : ( اجلسوا ها هنا ) ، ودخل ، وقد أتي بالجونية ، فأنزلت في بيت في نخل في بيت أميمة بنت النعمان بن شراحيل ، ومعها دايتها حاضنة لها ، فلما دخل عليها النبي قال : ( هبي نفسك لي ) ، قالت : وهل تهب الملكة نفسها للسوقة ؟، قال : فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت : أعوذ بالله منك ، فقال: ( قد عدت معاذ ) ، ثم خرج علينا فقال : ( يا أبا أسيد ، اكسها رازقيتين وألحقها بأهلها .. . ) .
( ... تزوج النبي أميمة بنت شراحيل ، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها ، فكأنها كرهت ذلك ، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين ) .
ليست الجونيّة و ليست أميمة بنت شراحبيل من زوجات الرسول ، و القصّتان المتضاربتان فيهما إساءةٌ لشخص الرسول .
(8)
( لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) البقرة 256 .
( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ) الكهف 29 .
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً ) النساء 137 .
( وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) الطلاق 1 .
(تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) البقرة 187 .
( ... قدم رهط من عكل على النبي ، كانوا في الصُّفَّة ، فاجتووا المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ، أبغنا رِسْلاً ، فقال : ( ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بإبل رسول الله ) ، فأتوها، فشربوا من ألبانها و أبوالها ، حتى صحُّوا وسمنوا و قتلوا الراعي و استاقوا الذود ، فأتى النبي الصريخ ، فبعث الطلب في آثارهم ، فما ترجَّل النهار حتى أتي بهم ، فأمر بمسامير فأحميت ، فكحلهم ، وقطع أيديهم وأرجلهم وما حسمهم ، ثم ألقوا في الحرة ، يستسقون فما سقوا حتى ماتوا ، قال أبو قلابة : سرقوا وقتلوا وحاربوا الله ورسوله ... ) .
في حال كان الحديث بخصوص الردّة ( و هو ما لا يرد في النص الوارد في باب قتل المرتدّين ، فالمشار إليهم مسلمون ارتكبوا كبيرة ) ، و حد قتل المرتد يبقى مجرّد اختراعٍ طارئٍ ولج عن طريق الخطأ كتب الفقه الإسلامي في تناقض للنص القرآني الذي يكفل حريّة الاعتقاد ، أمّا القتل بالتعذيب و التنكيل فليس من حدود الله .
(9)
( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) البقرة 187 .
( فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ ) البقرة 222 .
( .... عن زينب بنت أم سلمة ، عن أمها قالت : بينما أنا مع رسول الله في الخيمة، إذ حضت ، فانسللت ، فأخذت ثياب حيضتي ، فقال : ( ما لك أنفست ) ، قلت : نعم ، فدخلت معه في الخيمة، وكانت هي و رسول الله يغتسلان من إناء واحد ، وكان يقبلها و هو صائم ... ) .
( ... عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد ، كلانا جنب ، و كان يأمرني فأتزر ، فيباشرني و أنا حائض ، و كان يخرج رأسه إلي و هو معتكف ، فأغسله و أنا حائض ... ) .
في الأمر إجحافٌ في حق المرأة ، و الله العادل لا يأمر الرسول بالسماح بالتعسف و بالإهانة الجسديّة و النفسيّة للمرأة فقط تنفيذاً لرغبة الرجل ، الجنس ليس حالة اتصالٍ حيوانيٍّ ، بل علاقة حبٍ و حالة مشاركةٍ راقيّةٍ .
(10)
( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) المدثر 38 .
(... قال رسول لله : أتاني آت من ربي فأخبرني ، من مات من أمّتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة ، قلت : و إن زنى و إن سرق ؟ ، قال : و إن زنى و إن سرق ... ) .
هنا إسقاط للثواب و العقاب ، في تناقض للفكرة المركزيّة للدين الإسلامي ( و قل إعملوا ) .
(11)
( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) النحل 32 .
( فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) السجدة 14 .
( ... لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله ، قالوا : حتّى أنت يا رسول الله ، قال : لا و لا أنا ، إلا أن يتغمّدني الله برحمته ... ) .
هنا إسقاط للثواب و العقاب ، في تناقض للفكرة المركزيّة للدين الإسلامي ( و قل إعملوا ) .
(12)
( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) الإسراء 85 .
( ... الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) .
تناقض صريحٌ للنص ، فالروح من أمر ربّي ، ليس الحديث شرحٌ للآية ، بل هو تطاولٌ بادعاء خبرٍ خلاف الخبر الوارد في القرآن .
(13)
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) الأعراف187 .
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ، فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ، إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ، إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ، كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) الغاشية 42 – 46 .
( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) يس 40 .
( إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ } لقمان 34 ، { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ) فصلت 47 .
( وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) الزخرف 85 .
( فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } محمد 18 .
( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) الزخرف 66 .
( ... أني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : فما أول شرط الساعة ، وما أول طعام أهل الجنة ، وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه؟ ، قال : (أخبرني جبريل آنفا) ، قال : جبريل؟ ، قال : (نعم) ، قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية : {من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } ، أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ... ) .
(...لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها )
( ... لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ) .
( ... يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ) .
أمّا الساعة فهي تأتي بغتةً ، و قد أتت أشراطها ، علمها عند الله لم يطلع عليه أحداً ، و خلاف هذا القول تناقضٌ صريحٌ للنص القرآني .
(14)
( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ) المزمل20 .
( ... أن الرسول كان يطوف على نسائه في كل ليلة ، وله تسع نسوة ) .
(15)
( فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً ) النساء 3 .
( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ ) الأنعام 164 .
( ... سمعت رسول الله يقول وهو على المنبر: (أن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب ، فلا آذن ، ثم لا آذن ، ثم لا آذن ، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فأنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما أذاها ) .
القول بان الرسول الكريم قال : ( لا تجتمع ابنة رسول الله ، وابنة عدو الله في بيتٍ واحدٍ ) يناقض النص القرآني مرّتين ( كما هو واضح ) .
(16)
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الشورى 11 .
(...خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك ، نفر من الملائكة ، جلوس ، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فقال : السلام عليكم، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه : ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ) .
مصدر هذا الحديث هو التوراة .
شيء = أي شيء من مخلوقاته
فالله لا يشبه شيء من مخلوقاته
سبحانه وتعالى عما يصفون .
قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا .. الأحزاب 53}
الجزء .. وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا .. هذا أمرا للمؤمنين.. وهو موجها لرجال للمؤمنين وليس لزوجات الرسول كما هو واضح من النص القرآنى ..
إن كان النقاب تكليفا على زوجات الرسول كما يُشاع .. فكيف للمؤمن أن يتجنب نكاح أحدى زوجات الرسول وهو لا يعلم شكل وجهها؟ .. إن كان هناك تكليف بأخفاء الوجه أليس وجب فى هذه الحالة أن يكون الأمر لزوجات الرسول عوضا عن رجال المؤمنين؟
(17)
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء 1 .
( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الاعراف 189 .
( خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمر 6 .
( ... استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلعٍ ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء ) .
مصدر هذا الحديث هو التوراة ، والأصل في خلق الإنسان هي الأنثى لا الذكر .
(18)
( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) ألأعراف 27 .
( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ) ص 34 – 35 .
( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً ) الجن 1 .
( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) النمل 17 .
( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ) سبأ 12
( ... عن أبي هريرة عن النبي : و إن عفريتاً من الجن إنفلت البارحة ليقطَع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته فأردت أن اربطه على سارية من سواري المسجد حيث تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان ( ربِ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي ) فرددته خاسئاً ) .
و هذه معجزةٌ لم يرها أحدٌ ، و المعجزة أساسها العلم بها تبياناً للإعجاز فيها ، و القصة تناقض النص القرآني كما هو واضح .
(19)
( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) الأعراف 3 .
( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ) النساء 105 .
( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ) النور 2 .
( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) النساء 25 .
( قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ) هود 91 .
( إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً ) الكهف 20 .
( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً ) مريم 46 .
(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) يس 18 .
( وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ ) الدخان 20 .
(... : إنَّ الله بعث محمداً بالحق، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله ، فيضلُّوا بترك فريضة أنزلها الله ، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البيِّنة ... ) .
الآيات تقول بقيام المشركين فقط بالرجم ، حد الرجم ليس من حدود الله الواضحة في القرآن (الجلد ، النفس بالنفس ، قطع يد السارق ... الخ ) ، أمّا قصة النسخ و بقاء الحكم فهي خرافةٌ من الخرافات التي تتهم القرآن بالنقصان ، فلا ناسخ و لا منسوخ في القرآن ، لأنه من عند الله الذي لا يناقض قوله بعضه بعضاً ، القرآن ينسخ ما قبله و لا ينسخ نفسه .
(20)
( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ، وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً، وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً ، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً، أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً ) 77 – 93 .
(... وحانت صلاة العصر، فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه ، فأتي رسول الله بوضوء، فوضع رسول الله في ذلك الإناء يده ، وأمر الناس أن يتوضؤوا منه ، قال : فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه ، حتى توضؤوا من عند آخرهم ) .
الإعجاز الذي أتى به الرسول هو القرآن ، و عدم ذكر أي معجزاتٍ ماديّةٍ للرسول ( كما هو حال كل الأنبياء الذين ترد معجزاتهم في القرآن ) دليلٌ على عدم وجودها أصلاً ، و النص الوارد يقر بأن الرسول أقّر بعدم امتلاكه هذه المعجزات و كونه بشرٌ رسول .
(21)
( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) الشورى 38 .
( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم 4 .
(... اسمعوا وأطيعوا ، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة ) .
(22)
( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ) مريم 33
( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) الزمر30 .
( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) الرحمن 26 .
( أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) النحل 21 .
( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون100 .
( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) يس52 .
( وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) البقرة 203 .
( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ) سبأ 40 .
( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ) طه 102 .
( أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) البقرة 202 .
( ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) الغاشية 26 .
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ) الانشقاق7 .
( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ ) الانشقاق 10 .
( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) البينة 8 .
( وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) التوبة 68 .
( ... عن عائشة : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة عنها رسول الله عن عذاب القبر ، فقال : ( نعم ، عذاب القبر حق ) ، قالت عائشة عنها : فما رأيت رسول الله بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ) .
في الإسلام لا تذكر العقائد إلا صراحةً في القرآن، ليس فيها إجمالٌ أو إشاراتٌ كما يأتي في بعض الأحكام الفقهية أو الأوصاف العلمية , أما العقائد فواضحةٌ صراحةً لا لبس فيها .
(23)
لم يرد أي نصًّ صريحٍ في القرآن الكريم بخصوص رؤيا الله، عدا آية ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) القيامة 23 و التي اختلف تأويلها عبر الطوائف الإسلاميّة ، لكن في المجمل لم يرد أي نصٍّ يشير الى معرفة الله بصورةٍ بعينها عبر كل الطوائف .
نلاحظ تكرّر جملة ( أعوذ بالله منك ) بعد أن قيلت في الرسول في حديث الجونيّة ، ها هي تقال في الله عبر حديث جسر جهنّم ! ! ؟ .
( ... قال أناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال : ( هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس ، فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، و يضرب جسر جهنم ... ) .
لست في صراعٍ أو عداءٍ مع الشيخ البخاري ( فحكمه عند الله ) ، فالشيخ في واقع الأمر يبقى مجرّد اسمٍ من الأسماء التي ترد علينا بأعداد غفيرةٍ يصعب حفظها عبر كتبٍ لم نطلب من أحدٍ أن يكتبها لنا ، هذه الكتب التي قسمت الإسلام الى قسمين يعمل كلّ منها في الاتجاه المعاكس للآخر ، ليكون (الإسلام ضد الإسلام) ، إسلام النص والإسلام التاريخي ، والشيخ يبقى مجرّد شخصيّةٍ من شخصيّات كتب التاريخ المليئة بالأكاذيب الملفّقة ، وهذه قراءةٌ أخرى.
( وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ ) الانشقاق 10 .
( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) البينة 8 .
( وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) التوبة 68 .
( ... عن عائشة : أن يهودية دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة عنها رسول الله عن عذاب القبر ، فقال : ( نعم ، عذاب القبر حق ) ، قالت عائشة عنها : فما رأيت رسول الله بعد صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر ) .
في الإسلام لا تذكر العقائد إلا صراحةً في القرآن، ليس فيها إجمالٌ أو إشاراتٌ كما يأتي في بعض الأحكام الفقهية أو الأوصاف العلمية , أما العقائد فواضحةٌ صراحةً لا لبس فيها .
(23)
لم يرد أي نصًّ صريحٍ في القرآن الكريم بخصوص رؤيا الله، عدا آية ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) القيامة 23 و التي اختلف تأويلها عبر الطوائف الإسلاميّة ، لكن في المجمل لم يرد أي نصٍّ يشير الى معرفة الله بصورةٍ بعينها عبر كل الطوائف .
نلاحظ تكرّر جملة ( أعوذ بالله منك ) بعد أن قيلت في الرسول في حديث الجونيّة ، ها هي تقال في الله عبر حديث جسر جهنّم ! ! ؟ .
( ... قال أناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال : ( هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس ، فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، و يضرب جسر جهنم ... ) .
لست في صراعٍ أو عداءٍ مع الشيخ البخاري ( فحكمه عند الله ) ، فالشيخ في واقع الأمر يبقى مجرّد اسمٍ من الأسماء التي ترد علينا بأعداد غفيرةٍ يصعب حفظها عبر كتبٍ لم نطلب من أحدٍ أن يكتبها لنا ، هذه الكتب التي قسمت الإسلام الى قسمين يعمل كلّ منها في الاتجاه المعاكس للآخر ، ليكون (الإسلام ضد الإسلام) ، إسلام النص والإسلام التاريخي ، والشيخ يبقى مجرّد شخصيّةٍ من شخصيّات كتب التاريخ المليئة بالأكاذيب الملفّقة ، وهذه قراءةٌ أخرى.
(6)
حكايا محرّمة في البخاري(1)
( ملحقٌ )
{ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَ هُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً } الأنعام 114 .
يقول المولى عزّ و جل في كتابه { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} يوسف 108 ، أمّا من يسير عبر خطوات غيره فهذا لا شأن لي به ، لكن فلنأخذ مقعداً جوار بعضنا البعض ، لنكتشف أن كلّ منّا يملك رأياً لا يمت بصلةٍ لهيئته أو سحنته ، و لم أشأ أن أردّ على أيٍّ من الذين كالوا لي جمل السباب في رسائل محتقنة ما عدا الأخير المدعو ( محب البخاري ) و الذي شبّهني بالملحد ، و هذه لا أقبلها خلاف التهم الأخرى التي لا أكترث بها ، فمن يقولون بعدم صحّة كتاب البخاري كثر ( وأنا منهم )، ومن يقولون بقداسة هذا الكتاب هم أكثر ( والآخرون منهم )، وبين كلٍّ من الطرفين الحجّة، ونلاحظ أن الطرف الأخير في الحوار هذا لم يحدث بعد ، فلا حجّةً لهم وممّا يعني صواب الفئة الأولى، وأسأل هنا سؤالاً لطالما كنت أسأله لمن أحاور من البخاريّين وجهاً لوجه ، هؤلاء من يختفون بعد مواجهتين أو ثلاثة على أكثر تقدير بحجّة عدم جواز النقاش مع من هم أمثالي (عقلانيٌّ تارةٍ ، خارجيٌّ تارةً أخرى وخارجٌ عن الملّة مّراتٍ عديدةٍ أخرى)، هذا السؤال الذي لم أجد له جواباً حتى اللحظة مفاده : (كم يبلغ وزن الحديث الضعيف بالكيلوجرامات! !؟)، قد تبدو الصيغة تهكّميّةً لكن والحق يقال فإنّني لم أكن أتهكّم و أنا أسأل هذا السؤال ، لأن السبب الموجب للسؤال هو الجواب السابق له، والذي يجيب به دونما بحثٍ أو تدقيقٍ أو مرجعيّةٍ من فقيه سابقٍ عن أي حديثٍ يتناقض والقرآن الكريم، العقل والمنطق، فما أن تأتي بحديثٍ يقض مضجع هؤلاء البخاريّين يجيبون دونما تأخير: ( إنه حديثٌ ضعيفٌ ، لا شكّ في ذلك )، لكن رغم أنف جميع العقلاء يبقى حديثاً ما دام روي عن رجالٍ لا نعلم عنهم شيئاً سوى شهادة رجالٍ آخرين، لا نعلم عنهم هم أيضاً شيئاً سوى شهادة رجالٍ آخرين ، لتستمر سلسلة الرجال برعاية الحكومات رغم كون القرآن يقول : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } النساء 145 ، { وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ } العنكبوت 11 ، { لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } الأحزاب 73 ، و يستحيل الجزم من المؤمن و من المنافق الكذّاب عبر هذه السلسلة منذ بدايتها { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } آل عمران 144 .
عشر أسماء مرّت مرور الكرام على نصوصي مهتمّة كعادة البخاريّين اللاعقلانيّين (لعدم اعترافهم بالعقل، بمعنى أنّهم يقولون أن الدين لا يصلح إلا للمجانين!!!)، مهتمّةً بسند الموضوع متجاهلةً لبّه، ألا وهو متنه، فالموضوع ليس جهل، معرفة أو غرور المفكر، صحّته النفسيّة أو عدمها، بل الموضوع هو قصّة الحكايا المحرّمة في البخاري ، و التي لم يتكرّم أيٌّ منهم بالرد على الشبهات المتراكمة حولها ، يمكن اختصارها في عشرين نقطةً هي (تفاصيل التناقض وردت في الأجزاء الخمس الأولى من هذه السلسلة ، و ليحاول أيّاً كان أن يبتعد عن التفاصيل الهامشيّة و شخصانيّة الموضوع للرد على لبّه) :
1) سنّة الرسول المنفصلة عن سنّة الله :
2) سحر الرسول :
3) محاولة الرسول الانتحار :
4) قصّة الإفك الملفّقة :
5) الشيطان الذي يطلق ريحاً و يبول في أذن النائم :
6) المصلًي الذي يتحول الى حمار :
7) دخول الرسول على الجونيّة ، رفضها له و لعنها إيّاه :
8) اختلاء الرسول بالنساء :
9) تضخيم القصص حول الحياة الجنسيّة للرسول :
10) مباشرة الحائض و مخالفة القرآن و الطبيعة البشرية :
11) قتل رعاة الإبل و اتهام البخاري لهم بالردة ( و هذا ما لم يحدث فهم مسلمون ارتكبوا كبيرة الحرابة ، و القاتل ليس مرتدّاً ) :
12) القول بإسقاط الثواب و العقاب عبر إنكار دخول الجنة بالعمل و الاكتفاء بالشهادتين لدخولها في ذات الوقت :
13) قصّة عذاب القبر قبل الحساب :
14) علامات الساعة التي تأتي بغتة :
15) تناقض الحديث و القرآن في قصّة السؤال عن الروح :
16) خلق الله آدم على صورته ( توراتية ) :
17) خلق الله حواء من ضلعٍ أعوج ( توراتية ) :
18) معجزات الرسول الملموسة ، و الغير واردة في النصّ القرآني الذي ينفيها :
19) القول بأكذوبة النسخ و آية رجم الزاني المحصن ( و نسخ آية رضاعة الكبير و التي أكلتها دابّة ) :
20) صورة الله التي يعلمها الناس :
تفضل الأستاذ بتوجيه رسالةٍ يقول في نصّها : ( إطلعت على ردك على ما يكتب المفكر فلم أجد حجة لك عليه إلا بالسب , و ما ذلك من الجدل أو الحوار في شيء , و ما تنقم منه إلا أنة يستمسك بكتاب ربه و يجادل به الكتب من دونه , انه ينصر كتاب ربه و أنت تجادله بكتاب ليس هنالك أي دليل علمي على أن من كتبه هو البخاري , فضلا عما نجد فيه من الاسرائليات التي اجمع العلماء في كافة العصور على أنها تناقض القران وتسئ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والى أزواجه أمهات المؤمنين و أصحابه رضوان الله عليهم جميعا , وفي مصر قضية متداولة رفعت ضد الأزهر بطلب إعدام البخاري و مسلم لهذه الأسباب ، فماذا أنت فاعل بكتابيك إذا حكمت المحكمة بإعدامهم إن سب الرسل و الأنبياء وأهانتهم لم تزدهم عند الله وعند المؤمنين إلا شرفا ووجاهة وكرامة وعزة و السلام على من اتبع الهدى من عند الله سبحانه وتعالى علوا كبيرا ) ، وهذه الرسالة يمكن اقتباسها للرد على الآخرين جميعاً من سلكوا نفس المسلك ، أمّا محب البخاري فأقول له في ردّ على رسالته التي تستحق القراءة :
سيّدي الفاضل ، في البداية اسمح لي وأرجو أن تقبلها منّي بصدرٍ رحبٍ ، بينما ما تقوله صحيحٌ وموجودٌ في مقدّمة البخاري نفسها : ( قال البخاري : أخرجت هذا الكتاب الجامع من نحو ستمائة ألف حديثٍ و صنّفته ست عشر سنةٍ ... )، ويبدو تصديقا لما قلته مسبقاً، والحسبة الرياضيّة البسيطة تقول أن البخاري يحتاج الى مائة عامٍ لتدوين هذه الأحاديث الستمائة ألف بدلاً من 16 عام ، 5760 يوم ، 138240 ساعة هي عدد ساعات السنوات الستة عشر ، فترة الاستيقاظ بمعدّل نوم صحّي 8 ساعات ، لكن الرجل ينام ، يأكل ، يستحم ، يصلّي .. الخ ، يمارس حياة (الزاهد) فقط ، نطرح من الأربع و العشرين ساعة فقط ثمان ساعاتٍ تستلزم لممارسة حياته الفسيولوجيّة الطبيعيّة طوال 16 عاماً ، بمعدّل 5310 ساعة في السنة الواحدة ، الوقت الذي استهلكه جمع الحديث الواحد متضمّناً البحث عن المصدر (ضمن 1080 رجل) ، الوصول الى المصدر ، صلاة ركعتين قبل كتابة الحديث وفق الزمن المعطي و هو 16 عاماً = 0,1 ساعة أي حديث واحد كل ستّة دقائق ، لكن الحسبة غير مقنعة عندما نقرأها من ناحيةٍ أخرى لنكتشف كم هي صادقةٌ الأرقام لا تعرف الكذب ، كما الحجر الجامد لا يكذب مطلقاً ، أمّا الإنسان فإن الكذب هو قوت يومه غالبا :
فلنفرض أنّ جمع الحديث الواحد ، بحث عن المصدر " 1080 رجل هم رجال البخاري " ، استماع ، تصنيف ، صلاة ركعتين قبل الكتابة ،كتابة النص يستغرق ( ساعة واحدة فقط لا غير ) لا ستّة دقائق ، السنة الهجرية تحوي 354 يوماً ، مضروبة في 24 ساعة = 8496 ساعة ، ساعات العمل الممكنة في السنة الواحدة = 5310 ساعة ، لو قمنا بتقسيم الساعات 600,000 حديث الإجماليّة المطلوبة لجمع البخاري للأحاديث كلّها ، و قسمّناها على عدد ساعات العمل الممكنة في السنة الواحدة 5310 ساعة (ليكون الناتج عدد السنوات) : 600,000 / 5310 = 113 سنة ! .
عدد الساعات الممكنة في العام = 5301 مضروبة في 16 = 84961 / عدد الأحاديث 600000 = 0,1 ساعة للحديث الواحد ( ستّة دقائق ) .
عدد الساعات الممكنة في العام = 5310 مضروبة في 103 = 546003 / عدد الأحاديث = 0,9 ساعة للحديث الواحد .
سأسير جنباً الى جنب و الفقيه عبر خطواته المتعثّرة ، لا أقفز من أمام الحفر الموغلة في القدم و التي يضعها هو نفسه أمامه ، و سأصطاد أخطاءه العابرة بالجملة على امتداد حكاياه ، و أبدأ بقصّةٍ غريبةٍ مفادها أن : ( الصحابي أبي بكرة يجلده المغيرة بن شعبة بأمر عمر بن الخطاب لأنه قذف ( أم جميل بنت عمرو ) اتّهاماً إياها بالزنى مع المغيرة ، و لم يشهد أربعة بل ثلاثة ( هو ، نافع ، و شبل أخوته من أمّه ) ، بينما أنكر أخوهم الآخر زياد بعد لقاءه و المغيرة في الجامع اليوم الذي سبق شهادته ) ، ترد هذه القصّة عن البيهقي في سنن ، ابن خلّكان في وفيّات الأعيان ، الطبري في تاريخ الطبري ، الحاكم في المستدرك ، و يرد في النص القرآني الأمر بعدم قبول شهادة من يرمون المحصنات ( بما في ذلك قطعا شهادة نقل الحديث عن الرسول ) { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } النور 4 ، و بناءً عليه حسب فقه مذاهب السنّة ، لا تُقبل من هؤلاء شهادةٌ أبداً حتّى لو أعلنوا التوبة .
لكن هنالك مشكلةٌ في هذه القصّة بناء على الأحاديث الواردة عن أبي بكرة عبر سندها في صحيح البخاري ، فللرجل عشر أحاديث صحيحة ترد عنه ، و هي :
1) ( ... عن أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول أيام الجمل، بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال : لما بلغ رسول الله أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى، قال: ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) .
2) ( ... عن أبي بكرة قال : قال رسول الله: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) ، قلنا : بلى يا رسول الله، قال: ( الإشراك بالله، وعقوق الوالدين - وكان متكئاً فجلس فقال - ألا وقول الزور، وشهادة الزور ، ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ) ، فما زال يقولها ، حتى قلت : لا يسكت ) .
3) ( ... عن أبي بكرة قال : أثنى رجل على رجل عند النبي فقال : (ويلك ، قطعت عنق أخيك - ثلاثاً - من كان منكم مادحاً لا محالة فليقل : أحسب فلاناً ، والله حسيبه ، ولا أزكي على الله أحداً ، إن كان يعلم ) .
4) ( ... عن أبي بكرة قال : عن النبي قال: ( أرأيتم إن كان أسلم وغفار ومزينة وجهينة خيراً من تميم ، وعامر بن صعصعة ، وغطفان ، وأسد ، خابوا وخسروا ) ، قالوا : نعم ، فقال : ( والذي نفسي بيده إنهم خير منهم ) .
3) أو الاحتمال الثالث وهو الأخطر، هو كون كل هذه الكتب، المستدرك، سنن البيهقي، تاريخ الطبري، تاريخ ابن خلّكان وصحيح البخاري كتبت منفصلةٌ عن تاريخ الأمة لم يكتبها هؤلاء، منفصلةٌ عن بعضها البعض كتبت بعد وفاتهم، لتلقى كل كتب الإسلام التاريخي في سلّة المهملات، وهذه مهمّة سهلةٌ فير مؤلمةٌ تمهّد الطريق لوحدة الأمّة عبر العودة لكتاب الله، فمن فرّق الأمة هم الفقهاء .
لقد أضحكني دفاع عبد الله الجبالي عن معقل بن يسار (وهو شخصيّةٌ تاريخيّةٌ من شخصيّات الإسلام التاريخي والتي تقول في صحيح مسلم قال أنّه ما كان ليخبر الحديث لولا المرض و اقتراب الأجل معلناً عن نيّة الكتمان ) ، بعد أن ذكر كونه ممن بايعوا الرسول تحت الشجرة مانحاً إيّاه صفة القداسة ، ذاكراً الآية : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } الفتح 18 ، متجاهلاً الآية التي سبقتها { إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً } الفتح 10 ، و الآيات الأخرى في سياق الحديث عن الرجال و التي لا تلغي صفة القداسة عن أيّ منهم : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ } آل عمران 144، و معلوماتٍ أخرى ترد في كتب الإسلام التاريخي كون هؤلاء انقسموا بعد وفاة الرسول و من هؤلاء من بايعوا الرسول تحت الشجرة كان الخوارج ، الشيعة و السنّة بل كل الطوائف و الملل و النحل الإسلاميّة ، و لن ندخل في جدلً يعتمد على قراءاتٍ تاريخيّة مقتطفةٍ قابلةٍ للتزوير ، و ليس همّنا هنا المفكر و غايته مما يقول ، و هو ما انكب عليه كلّ من حاولوا الردّ غير الممكن لعدم وجود الحجّة ، لكن ما همّنا هو قراءة النص الديني قراءةً أخرى و خلق حراكٍ قد يفتح أمامنا أبواب الله فقط يعلم ما ورائها ، و قولي بجهل الجموع أمرٌ حقيقيٌّ ما دامت أمّة أقرأ لا تقرأ ، و أمّا ابن جبل نفوسة و الذي يتّهمني باللصق ففي واقع الأمر فإن قوله هذا بعيدٌ عنّي كل البعد قريبٌ من كلّ فقيهٍ يعرفه، منذ أغلق باب الاجتهاد و صار كل الفقهاء يقومون فقط بالقص و اللصق بأمر من الفقيه ، و برعاية الحكومة (المستعصم العبّاسي)، وننقل هنا كلمات لا يستمع أحدٌ لها لبعض من الفقهاء : قال أبو حنيفة ( كلامُنا هذا رأي فمن كان لديه خير منه فليأت به ) ، و قال ابن حنبل : ( لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي وتعلم كما تعلمنا )، وقال ابن الجوزي ( في التقليد إبطال منفعة العقل لأنه إنما خلق للتدبر والتأمل وقبيح بمن أعطى شمعة يستضيء بها أن يطفئها ويمشي في الظلام).
من حكايا البخاري قصةٌ تشبه قصّة صكوك الغفران و التي كان يهبها قساوسة الكنيسة و لا زالوا باب ( هل يجعل للنساء يوم على حده في العلم ) : ( حدثنا آدم قال : حدثنا شعبة قال : حدثني ابن الأصبهاني قال : سمعت أبا صالح ذكوان : يحدث عن أبي سعيد الخدري : قالت النساء للنبي: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك ، فوعدهن يوما لقيهن فيه ، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن : ( ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها ، إلا كان لها حجابا من النار ) ، فقالت امرأة : واثنين؟ ، فقال : و اثنين ) ، بمعنى ( و المعنى يرد في فتح الباري ) أن من مات له ثلاثة أبناء لن يدخل النار رغم الآية التي تقول :{ قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } الأنعام 164 ، و قصّة صكوك الغفران و التي تقول بوجود مبشّرين بالجنّة ( و الجنّة غيبٌ علمها عند الله ) يبشرّهم الرسول ، كقصة الرسول و قد سمع صوت نعلي بلال في الجنة ، ( و لا نعلم كيف يكون صوت نعلي فلان مختلفاً عن صوت نعلي علاّن ! !؟ ) ، و أبا بكر هو من أول المبشرين بالجنة ، يرد في موطأ مالك أن رسول الله قال لشهداء أحد : ( .... هؤلاء أشهد عليهم . فقال أبو بكر الصديق : ألسنا يا رسول الله بإخوانهم ؛ أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟ ، فقال رسول الله : بلى ؛ ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر ) ، فكيف يتّفق هذا القول و القول بكون أبا بكر من المبشّرين ، و في حال قبلنا متن الحديث عن من مات له ثلاثة فإن السند ينقص حقيقةٍ ترد في متنه مفادها أن الحديث قيل في حضور النساء فقط ، فأين المرأة التي تأتي في رأس هرم السند ! !؟ .
ـــــــ 30.07.10
وأنت تسير عبر طريق كتب الحديث المليئة بالتناقضات قد تجد قصصّاً عديدةً لا يوجد الرسول فيها ، و قد أشرنا الى أمثلةٍ من ذلك في البخاري ، و في موطأ مالك أيضاً حديثُ يؤيد فتوى الألباني و فتوى عالم الأزهر الذين أفتيا برضاعة الكبير ، الحديث رقم [ 1265 ] ( .... فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ، و بنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال ، و أبى سائر أزواج الرسول أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس ، وقلن : لا و الله ما نرى الذي أمر به رسول الله سهلة بنت سهيل إلا رخصة من رسول الله في رضاعة سالم وحده ، لا و الله لا يدخل علينا بهذه الرضاعة أحد ، فعلى هذا كان أزواج النبي في رضاعة الكبير ) ، و يرد في الحديث رقم [ 1260 ] : ( حدثني عن مالك عن نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به وهو يرضع إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فقالت أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل علي قال سالم فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات ثم مرضت فلم ترضعني غير ثلاث رضعات فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تتم لي عشر رضعات ) و في الحديث رقم [ 1261 ] ( حدثني عن مالك عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد أخبرته أن حفصة أم المؤمنين أرسلت بعاصم بن عبد الله بن سعد إلى أختها فاطمة بنت عمر بن الخطاب ترضعه عشر رضعات ليدخل عليها وهو صغير يرضع ففعلت فكان يدخل عليها )
، و في الحديث رقم [ 1262 ] ( حدثني عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه أخبره أن عائشة زوج كان يدخل عليها من أرضعته أخواتها وبنات أخيها ولا يدخل عليها من أرضعه نساء أخوتها ويرد أيضاً الحديث المناقض لهذه كلّها ( حدثني عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول : لا رضاعة إلا لمن أرضع في الصغر ، و لا رضاعة لكبير ) ، فهل هذه القصص سنّة الرسول الغائب فيها ، أم أنّها اختراعٌ اخترعه الفقيه الذي وجد عملاً لا يكلّفه جهداً ! !؟
نعود للبخاري ، و العود أحمد ، فكما يشير الفقيه بوجوب العودة لكتاب فتح الباري لشرح البخاري لتبيان معنى الحديث ، فعلت ما أمرني به الفقيه ، و زرت موقع وزارة الدعوة الإسلاميّة و الأوقاف و الدعوة و الإرشاد للمملكة لكنّي قبل الوصول للشرح وجدت الحديث نفسه (منقوصاً) من جملة (فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون)، لكن جملة (فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون) سلمت من الحذف ، و للقارئ الحكم ، فأحدنا مزوّر، و بناءً عليه كتاب البخاري ليس محفوظاً في ذاكرة المسلمين الذين سيقفزون مباشرةٍ عندما يتجرأ أحد و يحرّف آية واحدةً من آيات القرآن المحفوظ .
ــــ
صحيح البخاري في أي مكانٍ آخر
صحيح البخاري حسب الوزارة
... قال أناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، فقال : ( هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ) ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : ( فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك ، يجمع الله الناس ، فيقول : من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا أتانا ربنا عرفناه ، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ، و يضرب جسر جهنم ... )
... الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله هل تضارون في القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ... )
والشرح هنا أكثر تعقيداً من الحديث نفسه ، كأنّي بالباري الذي يريد أن يشرح البخاري بعد خمسمائة عامٍ لم يحتج أحدٌ لهذا الشرح ، ليخرج الباري في شرحٍ يحتاج الى شروح ، يقول في شرح هذا لحديث ( و بالله عليكم هل هذا من دين الله اليسير الذي جعلوه عسيراً لأني لم أفهم شيئاً حقيقةً !! ؟ ) : ( حديث أبي هريرة " إن الناس قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب " الحديث بطوله وقد مضى شرحه مستوفى في " كتاب الرقاق " ووقع هنا في قوله " فإذا جاء ربنا عرفناه " في رواية أبي ذر عن الكشميهني " فإذا جاءنا " ويحتاج إلى تأمل , وفي قوله " أول من يجيز " في رواية المستملي " يجيء " من المجيء وفي قوله " ويعطي ربه " في رواية الكشميهني " ويعطي الله " وفي قوله " أي رب لا أكون " في رواية المستملي " لا أكونن " وقد تقدمت الإشارة لذلك وغيره في شرح الحديث ) ، لكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير ، فمصادر التشريع الإسلامي الأربعة في واقع الأمر ( خلاف القرآن ) تعمد على حقائق جمّة غير حقيقيّة :
1. النص ( القرآن الكريم ) : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَـؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل 89 ، { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت 42 .
ـــــ
2. النص الفقهي التاريخي ، كتب السنّة ( كتب الحديث ، و هي متشعبة و كثيرة التصنيفات ، الأسماء و الأوجه تختلف و تتناقض من طائفةٍ لأخرى عبر كل الجوانب الفقهيّة ) ، لكن القرآن يقول أن السنة هي القرآن : { مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } الأحزاب 38 ، { سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } الفتح 23 .
3. مرجعية التاريخ السابق للسلف ( القياس ) ، لكن القرآن يقول أن القياس غير ممكنٌ على السابقين لتغيّر المكان و الزمان ( كما هو حال نسخ القرآن لما قبله من كتب و كون الخطاب القرآني واسع ) : { مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } البقرة 106 ، { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } البقرة 134.
4. مصدر تشريع مضاف ( الإجماع ) ، لكن القرآن يقول أنّه غير كافٍ لإثبات صحّة الرأي ، فهو معتمد بالدرجة الأولى على الرضوخ للسلطة الحاكمة : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } الأنعام 116، فمقولة ( باتفاق الأمّة ) جملةُ غير قابلةٌ للإعراب لأن الأمّة لم تتّفق في موضوعٍ فقهيٍّ فرعيٍّ واحد ، و كل ما اتفقت عليه الأمة هو ثوابت قرآنيّة لا تحتاج لهذه التفرّعات الفقهيّة في الأساس .
في حال أعلن المرء انّه شيعي ، لن ترضى عنه السنّة ، و في حال قال أنّه إباضي ، لن ترضى عنه الشيعة ، و في حال قال أنّه معتزلي لن يرضى عنه الأشاعرة ، و في حال قال أنّه ظاهري لن يرضى عنه أتباع المذهب الباطني ،، خلاصة القول { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } البقرة 120 ختاماً أكرّر جملة الصادق و التي يقول فيها : ( إنّ أحداً لا يرفع صوته مطالباً بإصلاح الفكر الديني ، في الوقت الذي يزعم فيه خطيب الجامع أن الإنسان صنمٌ من الطين ، بل أن معظم الصارخين في بلدنا مستعدّون لقتلك بمخالبهم إذا سمعوا أنّك لا تصدّق خطيب الجامع ) ، فليس مقصدي هنا البحث عن مشكلةٍ مع المارةٍ ، أو حفر حفرةٍ يقع فيها سواي ، لكن ( و الله يعلم ) أنّي أبحث عن بابٍ أعبره مع أيٍّ كان ، لأحاول إيجاد نقطة التقاءٍ يمكن خلالها وضع الحجر الأساس لصرح مجتمعنا العربي الذي نالت منه الطائفيّة على إختلاف أشكالها ، ليبقى جيلا يسير عبر خطوات غيره ، إلى الوراء .
-------------------------------------------------------
(1) وجدتني مضطّراً لإلحاق الأجزاء الخمسة الأولى بهذا الجزء كملحق لا ردّا على (محب البخاري) والذي لا يزال يخبط خبط عشواء لا يدري ما يقوله، مصرّاً على عنوان مقالته المهينة لشخصي، في ردٍّ شخصيٍّ لا يمت لموضوعنا بصلة حاله حال كل الردود التي سبقته من الآخرين جميعا، بل تبياناً للصورة العامة للموضوع، طالباً الراحة من القراء الكرام الان عبر ليلة سعيدة .
هكذا ينتهي مقال الأستاذ الفاضل الكاتم إيمانه، نرجو له التوفيق في المزيد من مثل هذا المقال الذي يبين فيه الاختلاف الكثير الموجود في صحيح البخاري، المعتمد لدى أغلب السنيين والمعتبر أصح كتاب عندهم بعد كتاب الله تعالى، فهل يعقل أن يكون أصح كتاب وفيه الاختلاف الكثير؟؟؟ لقد أرشدنا المولى تعالى لوضع ميزان لمعرفة ما إذا كان من عند الله، أم هو من عند غير الله فقال سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82). النساء.
والسلام على من اتبع هدى الله تعالى.
عندما عرج بالرسول الكريم الى السماء السابعة راى اشياء كثيرة من انباء السابقين واللاحقين
وكله في كتب الصحاح
مسرحية عجيبة
سمع صوت نعلي بلال في الجنة واشتم رائحة العطر التي تفوح من مقام ماشطة بنت فرعون فالله تعالى عوضها عن رائحة شواء
ابنائاها وهي معهم في الزيت المغلي بعطر في مقامها في الجنة جعل الرسول يسال عنه---
لقد جعلوا المعراج مهزلة فيه اخبار كل اصحاب الرسول واخبار الامم السابقة والامم التي ستاتي بعد موته
كمروره على انهار من الدماء والناس يسبحون فيها ولا اعرف لماذا الله تعالى سيختار هذا العقاب بالذات
الله تعالى يصف عقابه الذي هو النار التي وقودها الناس والحجارة يعني ليس هناك عقاب غير العقاب بالنار وفي النار
فلماذا خرج البخاري بالظالمين الى اماكن ثانية ليعذبوا فيها مثل الافران التي يوضع فيها الزناة ومخاطيف من حديد تعلق فيها النساء
من نهودهن والانسان هو نفسه يعذب جسده ياخذ الحجر و يضرب به راسه ويموت ثم يرجع الى الحياة وهكذا وكلاليب لاصحاب النميمة وووو
لا اعرف كيف تكونت هذه الروايات في مدة زمنية قصيرة قدرها 150 سنة
الحمد لله تعالى الذي انار عقولنا وافقنا من غيبوبتنا فعلا نحن اين كنا ؟
الأخت الفاضلة الأستاذة سارة حميد تحية من عند الله عليكم،
أولا أعتذر عن التأخير في الرد لأني لم أنتبه لتعليقك الكريم،
هل تتصوري لو أن الرسول عليه السلام قد أُعرج به إلى السماوات العلا لا يذكر المولى تعالى ذلك في كتابه الذي يقص فيه أحسن القصص ؟؟؟
ماهي الآية الكبرى التي تستحق الذكر والتي أراها الله لرسوله، هل هي الإسراء ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أم المعراج إلى السماء؟؟؟ ـــ ولا ندري أكان ذلك ليلا أم نهارا ــــ والغريب في الروايات كما أشرت مشكورة أن الرسول عليه السلام قد رأى عذاب الزناة وآكل الربا وغيرهم وسمع خشخشة قدم بلال... والقرآن يقول فيه الرسول عن ربه عن جبريل: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا(22)وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23)يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي(24)فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ(25)وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ(26). الفجر.
لكن مع الأسف الشديد فقد حجب لهو الحديث ـــ (عن آيات الكتاب الحكيم) ـــ الذي جاء به البخاري وغيره، وأضل الناس عن الصراط المستقيم، والشيوخ يحرمون الموسيقى ويعتبرون ذلك من لهو الحديث، رغم أن الآية واضحة المقصد فقد بدأ المولى تعالى السورة بقوله سبحانه: الم(1)تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ(2)هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ(3)الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5)وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ(6). لقمان.
إذن فالشيوخ حرَّموا ما أحل الله من زينة، وأحلوا ما حرم الله من لهو الحديث المضل عن سبيل الله تعالى، وجعلوا لهو الحديث ذلك يقضي على أحسن الحديث كتابا، فأصبح البخاري أصح كتاب، والعياذ بالله أن نكون من الضالين...
شكرا على المداخلة مرة أخرى مع تحياتي واحترامي.
اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيب
بعد مائة عام لا يبقى على ظهر الأرض أحد...
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ؟
ألم يكن للرسول أزواج مطهرات فكيف يباشر الحائض منهن ؟
رسالة مفتوحة للشيخ محمد أيوب صدقي
دعوة للتبرع
أسوأ خليفة .!: من هو أسوأ خليفة على الإطل اق ؟ ...
الصلاة على السجادة: ما حكم الصلا ة علئ السجا دة؟؟؟ لأنني سمعت...
معنى الأشهر العربية: ما معنى الأشه ر العرب ية ؟ هل رمضان من...
اريد العودة اليها: اريد الرجو ع الي مطلقت ي حيث طلقت ثلاث وهم...
تشريع عام : (وَقَ َى رَبُّ كَ أَلاّ َ تَعْب ُدُوا ...
more
ما شاء الله أستاذ إبراهيم إنها لبداية أكثر من رائعة لهذا البحث الرائع .. أرجو أن لا تتأخر علينا في وضع بقية البحوث مع خالص التمنيات لهذا الباحث بالتوفيق والنجاح والتمنيات موصولة لك أخي العزيز إبراهيم على مد الموقع بمثل هذه البحوث .
وللدكتور أحمد أطال الله في عمره كل التمنيات بالتوفيق والصبر وطول العمر .