تقييم للسياسة الأمريكية مع العالم الاسلامى بعد عام من زيارة أوباما للق:
أمريكا وصناعة العفريت .!!

آحمد صبحي منصور Ýí 2010-06-11


تقييم للسياسة الأمريكية مع العالم الاسلامى بعد عام من زيارة أوباما للقاهرة :
المقال الأول :
أمريكا وصناعة العفريت .!!
تعديل الاستراتيجية الأمريكية هل سينقذ أمريكا من مغبة صناعة العفريت ؟

مقدمة : هذا المقال وما سيليه هو جزء من خاتمة بحث بالانجليزية بعنوان ( الحرية الدينية بين الاسلام و المسلمين ) . البحث فى ثلاثة أجزاء كبرى تحتوى على 13 فصلا . وأكتب الآن خاتمة البحث ، وبعد الانتهاء منه سأقدمه الى المفوضية الأمريكية للحرية الدينية فى العالم التى تفضلت باعطائى هذه المنحة البحثية لمدة عام . ومطلوب من الخاتمة فى البحث أن تركز على نصائح للادارة الأمريكية فيما يخص موضوع البحث . ودليلا على الشفافية التى نتعلمها فى أمريكا فإننى أنشر من الخاتمة بعض فصول فى نقد السياسة الأمريكية ـ قبل أن يتم تقديم الكتاب الى المؤسسة الأمريكية الحكومية . هنا فى أمريكا حرية القول وحرية النقد حتى لأولئك الذين يعطونك الوظيفة لتقيم وتنتقد عملهم .
متى نرى ذلك فى العالم العربى وعالم المسلمين ؟

أولا : قبل تعديل الاستراتيجية الأمريكية :

1 ـ من السهل تحول الصديق الحليف الى عدو ، فقد انقسم العالم فى الحرب العالمية الثانية الى معسكرين. وبعد تدمير المحور وتسيد الحلفاء ، لم يلبث معسكر الحلفاء أن إنقسم الى معسكرى وارسو والاطنلطى. وبسبب الردع النووى دار الصراع بين أمريكا والاتحاد السوفيتى أساسا بالحرب الباردة التى شنت فيها أمريكا على المعسكر الشيوعى حربا فكرية ناعمة خلال الاذاعات والدراما والمطبوعات . وبالتقدم فى وسائل الاتصالات والمواصلات وصلت تلك الحرب الفكرية الى اعماق المواطن السوفيتى المسجون خلف السور الحديدى ، ورسمت له صوره زاهية حالمة ملونة للعالم الرأسمالى الحر أشعرته بما يعانيه من كبت وحرمان . فى نفس الوقت ارهقت امريكا الاتحاد السوفيتى فى سباق التسليح مما اعجزه فى النهايه عن اللحاق بها ، وشغله عن توفير الغذاء للمواطنين ، بالاضافه الى ان شيوع ثقافة الحريه وحقوق الانسان جعلت من الاتحاد السوفيتى ديناصوراً يعيش خارج عصره ، ولذلك سقط الاتحاد السوفيتى وتوابعه بدون طلقة رصاص واحدة ، ودخل فى حلف الناتو فأصبحت الساحة الدولية فى انتظار لبروز عدو جديد مناوىء للنظام العالمى الجديد.
وخوفا من بروز هذا العدو الجديد من الداخل ، أى قد يكون اوربا الموحده او اليابان ، ويتحالف مع الصين ويعيد دور المعسكر الشرقى ، فقد كان حتما صناعة عدو من الخارج يكون سهلا الانتصار عليه ويكون سهلا توحيد النظام العالمى الجديد ضده. واتجهت الأنظار الأمريكية للعالم الاسلامى لتصنع منه العدو الجديد الذى يحلّ محلّ الاتحاد السوفيتى الراحل .
2 لم تدرك أمريكا أنها خلقت لنفسها عفريتا .!!
ساعد على نجاح صناعة العفريت عده عوامل ، منها العداء التقليدى للغرب المستعمر من جانب اكبر قوتين فى العالم العربى الاسلامى وهما القوميون والسلفيون الدينيون (الاخوان المسلمون والوهابيون ) ووقوف الغرب – وامريكا بالذات الى جانب اسرائيل ، وقيام نظم الحكم المستبدة المواكبه للغرب بتوجيه كراهية شعوبها نحو اسرائيل وامريكا ، واشاعه اسطورة ان الغرب يتأمر على المسلمين والعرب .ولكن العامل الابرز يتمثل فى ايران الجمهوريه الاسلاميه التى ترفع لواء الحرب ضد امريكا واسرائيل لتخفى تحتها اهدافها القومية والمذهبية ، من السيطرة على بترول الخليج وتزعم العالم الاسلامى السنى واسترجاع عظمة الامبراطورية الكسروية الفارسية .
ساعدت هذه العوامل أمريكا فى خلق عدو فى معسكر ( اسلامى ) ضد المعسكر الامريكى الذى يرفع لواء المجتمع الدولى ويصطحب معه احيانا الامم المتحده والفصل السابع فى ميثاقها . ومن افغانستان بدأت الحرب بهجوم 11 سبتمبر ، وردت امريكا من خلال افغانستان ثم العراق ، واتضح بعد عشر سنوات ان الهزيمه محققة لأمريكا وحلفائها، لانها لم تخلق لها عدوا تقليديا فى معسكر تقليدى وانما خلقت عفريتاً بكل ما تعنيه الكلمه من دلالة .
3- ساعد على خطأ الحسابات الأمريكية عدة عوامل :
3/ 1 ليست لامريكا خبرة انجلترا فى التعامل مع العالم الاسلامى .أمريكا برغم قوتها فلا تزيد فى عمرها عن ثلاثه قرون ، قضت معظمها معزوله عن العالم الخارجى قبل وبعد مبدأ مونرو ، ثم دخلت الساحة الدولية فى الحرب العالمية الأولى. الخبراء الامريكيون بنظرتهم السطحيه للعالم الاسلامى اعتقدوا انه يعيش فى حاله تأخر حضارى سيستمر قرونا ، وان هذا التأخر الحضارى للمسلمين سيجعلهم عدوا مهزوما ، وستكون الحرب سوقا رائجة للسلاح الأمريكى و الغربى وميدانا سهلا تجرب فيه امريكا اسلحتها الجديده وتبيع فيه اسلحتها الباليه ، وتغزوه بجيوشها متى ارادت وتفرض عليه سلطانها كيف شاءت . وتظل تتمتع بهذه الهيمنه على المعسكر الاسلامى عده قرون الى ان يصل المسلمون الى مرحله النضج الحضارى .
3 / 2 : أنها نظرت للعالم الاسلامى من خلال هزيمته امام اسرائيل ، إذ لا وجه للمقارنة بين عدد سكان اسرائيل وعدد السكان فى العالم العربى ، فكيف بالعالم الاسلامى؟ . الخطأ هنا أن اسرائيل لم تهزم العالم الاسلامى و لم تهزم العالم العربى و لم تهزم المصريين . هى فقط هزمت نظما عسكرية مستبدة عملت بالسياسة فنسيت المعرفة بالحرب ، ثم هى أنظمة تعادى شعوبها و تحتاج لوجود اسرائيل كى تظل ( تلك الأنظمة ) فوق ظهور شعوبها .
3 / 3 : أمريكا خلطت بين الشعوب العربية والاسلامية وحكامها وحسبت أنها تتعامل مع تلك الشعوب التى يبلغ تعدادها بليون ونصف البليون . والحقيقة إنها لا تتعامل مع الشعوب الاسلامية بل مع حوالى 30 فردا فقط هم حكام تلك الشعوب ، ومعظم هؤلاء الأفراد تابعون لأمريكا منفذون لأوامرها . وحين بدأت أمريكا تتعامل مع بضعة عشرات الألوف من أفراد الشعوب العربية والاسلامية ( ممثلين فى القاعدة و جماعات الارهاب) فانها وجدت نفسها تحارب بكل ترسانتها العسكرية أشباحا غير مرئية لا تعرف متى يضربون ومتى يظهرون وابن يختفون . فماذا إذا تحول البليون مسلم الى عفاريت ؟
3 / 4 : وصحيح ان هناك فجوة حضارية الآن بين المسلمين والغرب ، وبين العرب واسرائيل ، ولكنها فجوة مؤقتة ومرحلية، بل هى فجوة مصنوعة صنعها الاستبداد المحلى الذى لا يمكن ان يستمر إلا باستمرار التخلف . ولكن ذلك لا يمكن أن يستمر، لأسباب آنية وهى ثقافة العصر الحالى التى لا بد أن تنتصر فى النهاية ( ثقافة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وسهولة تعلم التكنولوجيا و تحول العالم الى قرية كونية انمحت فيها المسافات والزمن ) ولأسباب تاريخية فالمسلمون اليوم هم أبناء مسلمى الأمس الذين كانوا قادة العالم فى العصور الوسطى فى الحضارة و الذين تعلمت منهم أوربا. أى لن يبدءوا من الصفر (لأنهم الذين اخترعوا الصفر ).وهل نسينا ان الحضارة الانسانية بدأت فى العراق ومصر واستمرت عشرلت القرون قبل أن تنتقل لليونان ؟
3 / 5 : امريكا نظرت الى العالم الاسلامى وهى تقارنه بالاتحاد السوفيتى ، رأت أمريكا أنه إذا كانت قوة الاتحاد السوفيتى الراحل النوويه تمثل رادعا لامريكا فلا تستطيع الهجوم عليه ، فأن الحال مختلف مع العالم الاسلامى المتخلف الممنوع من دخول النادى الذرى.وكانت النتيجة أن العالم الاسلامى اكتشف ما هو أقوى من السلاح النووى ، والذى لا تستطيع أمريكا أن توجهه بسلاحها النووى ، إنه التفجير الانتحارى.

3 / 6 : تعاملت أمريكا مع المعسكر الجديد المعادى لها (المعسكر الاسلامى) بمنطق القوة العسكرية المسلحة وحدها. وترتب على هذا الخطا ان امريكا ارسلت جيوشها العسكريه لتحارب فى المعركه الخطأ فى المكان الخطأ . فوجدت نفسها فى مستنقع كلما حاولت الخروج منه انزلقت اكثر، فهى تحارب بقواتها المسلحة فى ميدان لا تصلح فيه الا الحرب الفكرية . لا يمكن ان تنجح الدبابات والطائرات والصواريخ فى مطاردة الافكار الدينية التى تقنع شبابا فى مقتبل العمر و قمة الانفتاح على الحياة ان يتسابق فى تفجير نفسه أملا فى دخول الجنة و التمتع بالحور العين. كيف يمكن للاسلحة الأمريكية أن تتعرف على سرائر الناس و ان تميز العدو من الصديق ؟ لذا فأن الدبابه الامريكيه فى شوارع العراق تقف حائرة، إن تقدمت واطلقت نيرانها قتلت ابرياء وربما انصارا لها من العراقيين ، ولو توقفت جاءها التدمير من حيث لا تدرى ...
( معلومة هامة لمن يهمه الأمر : من الفوارق الكثيره بين الحرب الفكرية والحرب العسكرية ان الحرب العسكرية تستهدف قتل الانسان المعادى ، اى القضاء على العدو مادياً .. اما الحرب الفكريه فهى تستهدف انقاذ الانسان المعادى ، لان العدو هنا ليس الانسان بل الافكار الشريرة التى تسيطر عليه، وبعد اقناع الانسان المعادى بالصحيح والحق فأنه لا يصبح معاديا بل صديقا ...).

4- أخطأت أمريكا فى حساباتها ، فأدخلت نفسها فى مخاطر منها :
4/1 : ان العدو المفترض داخل ميدان المعركه مجهول الملامح ، اى انه عفريت او شبح ... اى تتوقع الضربة من اى جهة ، وقد يكون عدوك اقرب الناس اليك بل قد ينقلب عليك اقرب معاونيك من المسلمين ليصبح قنبلة متفجرة .(وهو ما يحدث الآن)..
4/2 ان العدو المفترض ليس فقط فى ميدان المعارك العسكرية او فى بلاد المسلمين بل يمتد الى عمق امريكا واوربا ، داخل المجتمعات الاسلاميه من الامريكان المسلمين والاورببين المسلمين ، وبالحرب الفكريه المعاديه يصبحون طابورا خامساً وينقلون جبهه الحرب الى الداخل الامريكى. (وهو ما يحدث الان) .
4/3 : سهوله الحصول و تصنيع اسلحه الدمارالشامل من قنبلة ذرية بدائية او اسلحة كيماوية او جرثومية ، وباستحلال قتل المدنيين فى الشريعة السلفيه ( ايرانية شيعية ووهابية سنية ) يصبح تدمير مدن الغرب وامريكا هدفا معلنا تسعى اليه جماعات الطرف الاخرى . وهو ما تتحسب له السلطات الأمريكية ، (وهو ما قد يحدث فى المستقبل القريب ).
4/4 : معسكر الارهاب له حجته الجاهزة المقنعة: (.أمريكا هى التى جاءت بلادنا بجيوشها تغزونا وهى التى قتلت مئات الالوف من أهالينا الأبرياء ) . لو قيل إنها ضربات خاطئة فسيقال : ما الذى جاء بكم الينا أصلا ؟.
4/5 ثم يأتى المستقبل القريب بخطورة أعظم وهى القنبله السكانية الاسلامية ... فبينما يتناقص عدد الجنس الأبيض فى اوربا وأمريكا يتضاعف عدد السكان المسلمين فى أفريقيا وآسيا، وتتزايد هجرتهم للغرب، وهم يحملون الى اوطانهم الجديدة العداء للغرب المسيحى والصهيونى ، وفى خلال عدة عقود سيزداد الاسلام انتشاراً فى المعسكر الغربى وسيتحول المسلمون فيه الى اكثرية . فاذا كانت هذه الاكثرية تحمل العداء للمسحية واليهودية والغرب فهناك مذابح تتنظر الاجيال البيضاء فى امريكا واوربا واسرائيل .أى إن السياسة الأمريكية الاسرائيلية الراهنة تكتب الآن بأسلحتها كل المبررات التى سيستخدمها المتطرفون المسلمون فى منتصف هذا القرن فى تفسير وتشريع وتنفيذ المذابح التى سيقيمونها للأجيال القادمة البريئة من البيض الذين سيكونون أقلية تدفع ثمن حمق واضعى السياسة الامريكية والاسرائيلية فى هذا العصر.

5- و( الدوام ) من الفوارق الاخرى بين الحرب الفكرية والحرب المسلحة . الحرب المسلحة تستخدم ادوات لا تلبث ان تنتهى باستعمالها ، ولكن تظل تأثيراتها باقيه تحمل العداء والرغبة العارمة فى الانتقام . الطائرة تلقى بصواريخها والدبابات تدك بقنابلها ، ومصيرالرصاصة و الصواريخ والقنابل والطائرة والدبابة وسائر الاسلحة العسكرية الى حطام.. ولكن الذى يظل باقيا هو حقد الضحايا وتصميمهم على الانتقام .
صور الضحايا القتلى والجرحى والبيوت المهدمة فوق أجساد أصحابها يتم فى عصرنا تدوينها وتوثيقها وتداولها بالصورة والفيديو ، ويتم حفظها الى الابد ونشرها كل دقيقة ليجعل آهات الضحايا تتجدد ولتجعل الانتقام لهم عهدا يتنقل عبر الاجيال .. فالاسلحه الحربية غير دائمة ، ولكن اثارها تظل دامية عدائية .
ويختلف الامر مع الحرب الفكريه . فالدوام طابع اسلحتها .. والدوام ايضا هو طابع تأثيرها.
أسلحه الحرب الفكرية دائمة ، فهى حروف وصور من مقال أو بحث أو كتاب أو فيلم تسجيلى أو درامى أو برنامج تليفزيونى .معظم كتب التراث السنى من الاحاديث والفقه ( االشريعة ) تمت كتابتها فى العصر العباسى اى من 12 قرنا من الزمان تقريبا ،وهى الان بعد طباعتها ونشرها أهم ذخيرة الحرب الفكرية للمتطرفين ضد المسيحيين واليهود والغرب.
وتأثير تلك الاسلحه دائم ، سواء فى الدعوة للحرب كما هو الحال فى التراث السنى ـ أو فى الدعوة للسلم والعدل والحريه فيما يكتبه اهل القرآن فى دعوتهم الاصلاحية السلمية مستلهمين قيم الاسلام العليا من الحرية والعدالة والسلام والاحسان والتسامح والرحمة .

6 ـ الغريب ان امريكا جربت فى اليابان نوعى الحرب:الحرب المسلحة فى ابشع صورها ، والحرب الفكرية فى اروع صورها . امريكا ارتكبت المذبحه الذريه فى هيروشيما ونجازاكى، وبعدها مباشرة سقطت اليابان تحت الاحتلال الامريكى ، فقامت امريكا بالتكفير عن ذنوبها باستعمال الحرب الفكرية ، وبها تخلصت اليابان من ثقافه الحرب العنصريه اليابانيه ( الساموراى ) وثقافة الاستبداد الامبرطوري وعبادة الامبرطور،وتأسس بدلا منها ثقافة السلام والحرية والديمقراطية ، فنهضت اليابان واصبحت من اهم القلاع الحضاريه والصناعيه فى العالم والصديق الاكبر لامريكا ... وتم تناسى وغفران مذبحتى هيروشيما ونجازاكى ..ونفس الحال مع المانيا ..
فهل يمكن لأمريكا ان تستخدم الحرب الفكريه لاصلاح المسلمين ولمواجهه ثقافة الارهاب من داخل الاسلام ؟.
هذا ما تجاهلته الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التى وضعها اوباما بعد عام من خطابه فى القاهرة مخاطبا العالم الاسلامى

أخيرا :
ليست كافية تلك الاستراتيجية الأمريكية الجديدة مع انها لا تعتبر العالم الاسلامى عدوا و تقتصر العداء على الارهابيين ، إذ ينقصها النصّ الصريح على اعتماد الحرب الفكرية وسيلة فى التعامل مع العالم الاسلامى .
الحرب الفكرية لا تعنى العداء مطلقا للمسلمين ، بل إنقاذ المسلمين باصلاح سياسي وثقافي واجتماعى وديني من داخل الاسلام ، ومواجهة التطرف الدينى باثبات تناقضه مع الاسلام .
ولا تنسوا أن ضحايا التطرف الفكرى والارهاب من المسلمين أضعاف أضعاف ضحاياه من غير المسلمين .

اجمالي القراءات 15463

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   السبت ١٢ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48375]

لابد من استيقاظ الإدارات الأمريكية المتعاقبة .

شكر وتقدير للدكتور منصور على هذا المقال السياسي العميق والذي يثبت به أنه كاتب ومحلل سياسي من الطراز النادر الذي يجمع بين عمق التاريخ ورؤية المستقبل .


فبهذا المقال ألقى الدكتور الضوء على الأخطاء الاستراتيجية التي دائما وأبدا تقع فيها الإدارات الأمريكية المتتالية عندما تتعامل مع الشعوب الإسلامية عربية وغير عربية .


من يقرأ تاريخ أمريكا يعلم أن الجدود الأوربيين الأمريكان لم يقيموا أمريكا كولايات متحدة بحرب مسلحة فقط وإنما لجأوا إلى المفاوضات والاتفاقيات بين الشمال والجنوب الأمريكي والتوصل إلى احترام كل منهما إلى عقائد الآخر وتقدير إيديولوجية كل منهما للآخر وقبولها ، فلماذا لم تتعلم الإدارات الأمريكية من أجدادهم الأوائل مثل هذا النمط في التعامل الدولي ؟؟؟ !!!


أم أن المنافع الشخصية لكل إدارة ولكل رئيس هى عامل حاسم في تحديد السياسة الأمريكية نحو دول شعوب العالم الإسلامي ، صحيح أن الإدارات الأمريكية المتتالية نجحت في التعامل مع حكام العالم الإسلامي والعربي المستبدين وملوكهم بالتحييد والرشوة والتجنيد لدى جهاز ( السي أي إيه ) إلا أن هذه السياسات الأمريكية لم تنجح في استمالة شعوب العالمين العربي والإسلامي والتقارب من مفاهيمهم للعقيدة والتعاون مع العلماء المستيرين من العالمين وخصوصا علماء الدين والاجتماع الذين كانوا يمكنهم تقديم رؤية صادقة وعلمية بحقائق الدين الاسلامي ولمشاعر المسلمين وكيفية مواجهتها وتوجيهها نحو الصالح العام من كلا الجانبين .


وفي انتظار المزيد من هذه المقالات السياسية المتميزة والسلام عليكم ورحمة الله .

 


2   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأحد ١٣ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48385]

الشعوب لا تكره بعضها البعض

الأستاذ الكتور / أحمد صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله نشكرك على هذه المقالات التوضيحية والتي تفسر نقاط هامة وغائبة عن الكثيرين .


فكما هو معروف أن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان ومن طباعه حب الحياة والسعي في الأرض للرزق والمعرفة والاستكشاف ، وكانت أمريكا ابنة حب الاستكشاف والمعرفة وطلب الرزق الوفير ، وهذا ليس من شيم الأمريكان فقط ولكنه من شيم أفراد الأرض السابقة لهم تواجداً.


فنجد المصري القديم قد مسح ربوع الأرض حباً في الاستكشاف وتبادل التجارة والسلع مع الأمم السابقة وحتى الأمم البعيدة جداً ، وهناك آراء تاريخية   تثبت  أن المصري القديم عبر الأطلنطي إلى العالم الذي أطلق عليه فيما بعد العالم الجديد، منذ أكثر من أربعة آلاف عاماً وأقام هناك الإنشاءات كالمعابد والأهرامات ، وأهرامات المكسيك أقرب دليل على ذلك .


يتبع

 


3   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأحد ١٣ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48386]

يتبع

وعن أجدادنا العرب كانوا اساطين التجارة والترحال في عصرهم ، وكانت مكة مركزا تجارياً عالمياً بما تحمله هذه الكلمة من معاني ، ورحلة الشتاء والصيف التي ذكرت في القرآن الكريم هى أكبر دليل على ذلك.


وعندما نتكام عن حضارة المسلمين في عصور الدولة الأموية والدولة العباسية وما تلاهما نجد أن المسلمين قد جابوا أطراف الأرض فتوحاً (غزواً ) وتجارةً طلباً للمال الوفير عن طريق التبادل التجاري ، وتعلموا من الأمم المجاورة العلوم التي أضافوا لها علوماً مستحدثة .


ومن هنا نخلص من أن الشعوب جميعاً محبة للحياة ومحبة للرزق والثراء الوافر ولتبادل الثقافة والعلوم.


إلا أن الأنظمة الحاكمة لها حساباتها الخاصة والتي تتصرف على أساسها وآرائها الآخرى فيما يخص مصالحا هى بصرف النظر عن مصالح شعوبها .


لذلك لابد من وقفات صارمة من الشعوب نحو الأنظمة المستبدة والأنظمة التي تعاون الأنظمة المستبدة .


وفي انتظار باقي البحث وجزاكم الله خير الجزاء


4   تعليق بواسطة   سوسن طاهر     في   الثلاثاء ٢٩ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[48698]

لا يمكن لمجتمع أن يتقدم إلا بالحرية ..

 هناك فارق بين أنظمة تصحح من تصرفاتها وتستفيد من اخطائها ، ودول اخرى تكرر أخطائها كما هي وتتقدم في الأسوأ فقط .. كلا الطريقتين تصل بدول لعنان السماء وتسقط بدول اخرى للحضيض وأسفل السافلين ..


ومن هذه الزاوية قرأت مقال الدكتور احمد الموجه للأدارة الأمريكية لكي تستفيد منه في صنع قراراتها .. وبالطبع فإن الأدارة الأمريكية لها الحرية في ان تقبل هذه النصائح أو أن تضرب بها عرض الحائط .. فلا يملك الدكتور احمد صبحي الفصل السابع للأمم المتحدة لكي يفرض وجهة نظره .. ولكن يبقى المفكر والكاتب الحر مستمر في شغل وظيفته وهي إظهار الخطأ والصواب ...


ويبقى أن نقر بإن مناخ الحرية هو الذي يضمن التصحيح والإصلاح ..وأنه لا يمكن لمجتمع ان يتقدم بلا حرية ..!!


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5118
اجمالي القراءات : 56,904,023
تعليقات له : 5,451
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي