آحمد صبحي منصور Ýí 2010-03-31
حوار مع موقع آفاق :
بعد إلقاء كلمتى ( السعودية تحتاج القاعدة ) فى مؤتمر ( خطوات لتقويض التطرف ) والذى عقده مركز الديمقراطية وحقوق الانسان مع مؤسسة التراث الأمريكية يوم الخميس 25 مارس 2010 ، أجرى الاستاذ منصور الحاج مدير موقع (آفاق ) الاليكترونى الأمريكى العربى حوارا معى .
أنقله هنا بالتفصيل .
- 1 ـ ما الخطورة التي تمثلها الوهابية على الولايات المتحدة؟
الوهابية ترى فى أمريكا زعيمة المعسكر المعادى للاسلام ، وتؤمن ان واجبها هى قتال هذا المعسكر الى النهاية حتى قبيل قيام الساعة . وهذا هو مفهوم الجهاد عندهم .والقاعدة بسبب عجزها عن القتال المباشر والمعارك التقليدية تنفذ الجهاد بالقتل العشوائى حين تقدر عليه ، ولا فارق بين قتل المحارب أو المدنى أو الرجل أو المرأة و الطفل . وهذا ما تعودته الوهابية فى تأسيس الدولة السعودية الأولى ( 1745 : 1818 ) والثانية ، والثالثة الراهنة التى تأسست فيما بين 1902 : 1932 . مذابحهم للمدنيين والسكان المحليين فى الجزيرة العربية والعراق وسوريا و الاردن موثقة تاريخيا . ولو كانت أمريكا فى متناول أيديهم فى الشرق الأوسط لتعرضت لتلك المذابح . وعندما أصبح الغرب وأمريكا فى متناول أيديهم ارتكبوا نفس المذابح المسماة بالارهاب.
وليست الخطورة فى مجرد العمليات الارهابية ولكن فى غسيل مخ المسلم الأمريكى من خلال المساجد و التعليم الوهابى لكى يقوم بعمليات ارهابية داخل وطنه . وهذا حدث ويحدث وسيظل يحدث . أى انهم يعملون كى تتحول الجالية المسلمة فى أمريكا الى قنبلة مؤقتة تفجر أمريكا من الداخل بزعم ان أمريكا العدو الأول للاسلام . ولا سبيل لأمريكا إلا بالحرب الفكرية ضدهم باستغلال المفكرين المسلمين الأحرار فى مواجهة فكرية مع فكر الوهابية .
- 2 ـ كيف يتعامل القرآنيون مع الآيات التي تحث على الجهاد وتسيء لليهود والنصارى وتدعوا للحكم بالشريعة؟
القتال فى الاسلام هو لرد الاعتداء فقط وليس لشن الحرب او العدوان . والاسلام هو السلام فى التعامل مع الناس ، وهو الطاعة لله جل وعلا فيما أمر به من قيم العدل والاحسان و الصبر و التسامح و احترام حرية الآخرين فى عقائدهم ، وتأجيل الحكم فى الاختلافات الدينية الى الله جل وعلا يوم القيامة ، وليس لأحد ان يتدخل فى اختيار الآخرين فيما يخص العقائد لأن الدين لله جل وعلا وحده ، ومن يفعل ذلك متدخلا فى حرية الآخرين يكون مدعيا للالوهية . وهناك اكثر من ألف آية قرآنية تؤكد على حرية العقيدة ومنع الاكراه فى الدين .
وهذه هى شريعة القرآن .
أما شريعة السنة فقد قامت بتغيير ذلك كله تحت مصطلح النسخ و الغاء احكام القرآن ، وتحت زعم التفسير والتأويل بجعل المخالف فى العقيدة مشركا كافرا ، وهذا مخالف للقرآن الكريم .
ولكى نفهم القرآن لا بد ان نقرأه بلغته هو ومفاهيمه هو من داخله وليس من خلال مصطلحات ومفاهيم التراث .
ومثلا فان المسلم هو المسالم فى التعامل مع الناس ، وأى انسان مسالم هو مسلم بغض النظر عن عقيدته . وهذا هو الاسلام السلوكى الذى نحكم عليه طبقا لسلوكيات الناس .أما الاسلام فى العقيدة فهو الطاعة المخلصة لله جل وعلا فى العقيدة و العبادة ، وهذا لا يحكم عليه إلا الله جل وعلا يوم القيامة ولا شأن لنا به .
وفى المقابل فان الكافر و المشرك فى مفهوم القرآن من ناحية العقيدة لا شأن لنا به على الاطلاق لأن المرجعية فيه لله جل وعلا يحكم بين الناس فيما هم فيه مختلفون ، فكل فرقة تعتقد انها على الحق ، ولكل فرقة بين المسلمين وغير المسلمين لها تصوراتها عن الله واليوم الآخر ، ولأن الجميع خصوم ومتفرقون فان الحكم لا ينبغى أن يكون لخصم على خصمه ـ فلا يصح ان تكون خصما وحكما وقاضيا فى نفس الوقت ، وكلنا بشر. بل الوضع الطبيعى أن يكون القاضى هو رب العزة يوم القيامة ، فهو الذى يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون ، خصوصا إذا كان الاختلاف حول ذاته وصفاه جل وعلا.
وكل انسان له عقائد مخالفة للاخرين له حق الاعلان عنها و الدعوة لها دون إكراه فى الدين . وطالما هو مسالم فهو مسلم بالسلوك مهما اعتقد ومهما أنكر، سواء كان مؤمنا بالقرآن أو بالبوذية أو علمانيا أو ملحدا . الله جل وعلا أعطاه حرية الايمان وحرية الكفر و جعله مسئولا عن اختياره امام الله جل وعلا وحده يوم القيامة ، وليس لأحد أن يتدخل فى ذلك . لو تدخل آخرون بالعنف والضغط والارهاب يكونون كافرين بالسلوك.
فالكافر أو المشرك من حيث السلوك هو ذلك الذى يعتدى على الناس بالقتل و يقوم باكراههم فى الدين ويشعل حروبا باسم الله ويقوم باخراج الناس المخالفين له فى الدين من بيوتهم ويضطهدهم .
القاتل العادى هو مجرد مجرم أما الذى يقتل زاعما ان هذا هو دين الله فهو كافر مشرك بالسلوك .
وعليه فان الوهابية و القاعدة و السعوديين أئمة الكفر طبقا لسلوكياتهم الاجرامية من قتل وظلم و احتكار للسلطة و الثروة واضطهاد للمخالفين فى الرأى و الفكر والعقيدة ، والأهم انهم يرتكبون تلك الجرائم على أنها شريعة الله . وهذه هو المسمى فى عصرنا بالارهاب ، أما فى القرآن الكريم فهو الكفر والعدوان والظلم ..
وطبقا لشريعة الاسلام القرآنية فانه يجب قتال أولئك المعتدين فى حالة القدرة على القتال وبعد الاستعداد له . وطبعا بعد استنفاذ كل الوسائل السلمية فى تفادى اعتداءاتهم . والغرض من قتالهم هو الدفاع .وهو حق مشروع حتى فى القوانين الوضعية .
وفى حال الانتصار عليهم يجب تغريمهم ماليا جزاءا لما أحدثوه فى اعتداءاتهم من خسائر . وهذه هى الجزية .
هذا بالنسبة للجهاد عموما ، وهو يسرى فى التعامل مع الجميع ، ممن يزعم الاسلام أو من أهل الكتاب .
بالنسبة لأهل الكتاب فهناك المئات من آيات القرآن الكريم تتحدث عنهم ، تؤكد لهم ان القرآن نزل مصدقا للكتب السماوية السابقة و تصف التوراة الحقيقية والانجيل الحقيقى بنفس صفات القرآن الكريم ، وتعلى من شأن أنبياء بنى اسرائيل وتجعلهم أئمة ،بل وتجعل محمدا خاتم النبيين تابعا لملة ابراهيم عليه السلام أو متبعا لملة ابراهيم .
وفى القرآن الكريم ثلاث تقسيمات للبشر حسب العمل والايمان ، وسيكون هذا وضعهم يوم القيامة . منهم السابقون فى الايمان الخالص والعمل الصالح ومنهم أصحاب اليمين وهم التائبون الذى أصلحوا من ايمانهم وعملهم ـ والفريقان فى الجنة على اختلاف المكانة . ثم هناك الخاسرون اصحاب النار أو أصحاب الشمال .
هذا التقسيم طبقا للقرآن الكريم يسرى على أهل الكتاب كما يسرى على المؤمنين بالقرآن الكريم ممن يعرفون بالمسلمين . الجميع سيكونون منقسمين الى ثلاث درجات حسب اختياراتهم فى الايمان والعمل : السابقون و أصحاب اليمين المقتصدون ، ثم أصحاب النار .
وبالتالى فهنا عدل مطلق لا انحياز فيه لطائفة دون أخرى ،مع تقرير للحرية ، لأن كل انسان يضع نفسه فى الموضع الذى يختاره وهو مسئول عن ذلك ويجازى طبقا لعمله وايمانه ، ولذلك يقوم الاسلام الحق على قيم الحرية المطلقة فى العقيدة والعبادة والرأى والفكر ، وعلى العدل و القسط ، وعلى السلام والاحسان .
والله جل وعلا فى وعظه للمنحرفين كان يلعن من يستحق اللعن ويشيد بمن يستحق الاشادة . أشاد بالمؤمنين السابقين من اتباع القرآن الكريم ولعن جانبا كبيرا من الصحابة سماهم المنافقين ، كما ذم كثيرين من المؤمنين من الصحابة خارج دائرة النفاق . وكان ذلك تعقيبا على احداث وقعت وقت نزول الوحى القرآنى.
ونفس الحال مع اهل الكتاب . فى آيات كثيرة مدح وأشاد بالمؤمنين السابقين من اهل الكتاب والمعاصرين منهم لنزول القرآن الكريم ، كما لعن المنحرفين وتوعدهم بالعقاب إن لم يتوبوا فى حياتهم .
والملاحظ أنه اطلق على لقب المنحرفين منهم اسم ( اليهود ) بينما كان يتحدث عن البقية باسم بنى اسرائيل و اهل الكتاب و الذين اوتو الكتاب و الذين هادوا . وطبقا لما جاء فى القرآن الكريم عن أولئك اليهود الذين هاجمهم القرآن الكريم نفهم انهم قبائل عربية معتدية متآمرة لها عقائدها الخاصة ومنها عبادة عزير و الزعم بأنه ابن لله ،أى أقرب للنصارى يرددون مقالة النصارى فى المسيح بل انهم يتحالفون مع النصارى فى الاعتداء على المسلمين .
المستفاد هنا ان القرآن الكريم يتحدث عن حالة تاريخية وعلاقات وقتية مرحلية وقت نزول القرآن الكريم ، وهذا ما يؤكه سياق الآيات القرآنية ، وبالتالى فلا علاقة له بعصرنا .
ولكن الذى حدث ان المسلمين فى العصور الوسطى فى اختراع اديانهم الأرضية اعتنقوا ثقافة العصور الوسطى حيث كانوا معسكر الاسلام ضد معسكر اهل الكتاب فى اوربا والغرب . لذا جاء اختراع شريعة السّنة بأحاديث صنعوها ونسبوها للنبى محمد بعد موته بقرنين وأكثر، وجعلوا تالك الأحاديث وحيا ـ بأثر رجعى .
وحملت تلك الأحاديث كل ملامح ما نسميه الآن بالتطرف وثقافة الارهاب . ومنها حديث ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا :لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ) وهو يشرع الاعتداء والاكراه فى الدين ، وجعلوا هذا الحديث يلغى أو ينسخ كل تشريعات القرآن المخالفة له ، ومنها حديثا الردة أى قتل المرتد ، وحديث ( من رأى منكم منكرا فليغيره..) الذى يصادر الحرية الشخصية ..ثم أحاديث أخرى فى اضطهاد أهل الكتاب ، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالتلاعب فى مفاهيم القرآن مثل مفهوم الاسلام والمسلم والكفر و الشرك والكافر و المشرك بل ومفهوم السنة والفقه ..الخ.
وفيما يخص موضوعنا تلاعبوا بمفهوم ( اليهود ) فأطلقوه على كل من يتبع التوراة متجاهلين عشرات الايات التى تمدح بنى اسرائيل وتفضلهم على العالمين ..
أكثر من هذا انهم أباحوا لأنفسهم استعمال الخطاب الالهى وجعلوا لأنفسهم مكانة الاهية .
فالله جل وعلا من حقه وحده أن يلعن من ينسب له الولد ، ومن حقه وحده أن يتوعده بالجحيم . ولكن ليس من حقنا ـ كمؤمنين بالقرآن ـ أن نستعمل ذلك الاسلوب الالهى ، لذا جاء الأمر لنا بألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ، وجاءت صيغة الخطاب معهم تحمل الكثير من النبل واحترام حرية العقيدة .
الذى حدث من أصحاب الدين السنى الأرضى انهم منحوا أنفسهم حق الحديث باسم الله ـ شأن كل مؤسسات الآديان الأرضية و الكهنوتية ـ فاستخدموا الخطاب الالهى المقصور على الله جل وعلا وحده واستعملوه فى تكفير خصومهم من المسلمين ومن أهل الكتاب على السواء .
3 ـ ذكرت ان السعودية تحتاج إلى القاعدة لنشر فكرها، كيف ذلك والمملكة تتعرض لهجمات من القاعدة آخرها محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية محمد بن نايف؟
لم أقل إن السعودية تحتاج الى القاعدة فى نشر فكرها ،بل قلت انها تحتاج الى القاعدة فى شيئين أن تكون القاعدة هى القوة العسكرية التى تحمى الحرب الفكرية التى تشنها السعودية سلميا على أمريكا من خلال المساجد الأمريكية وما يسمى بالمدارس الاسلامية فى أمريكا ، وقلت ان من قواعد الحرب الفكرية أنها تحتاج الى قوة عسكرية تحميها ، ولا يستطيع الجيش السعودى أن يواجه الجيش الأمريكى ، لذا تقوم القاعدة بهذا الدور .
الثانى أن السعودية تحتاج للقاعة فى استنزاف أمريكا فى حرب مستمرة لا أمل فيها لنصر أمريكى ، وكلما غرقت أمريكا فى هذا المستنقع زادت حاجتها للسعودية وزادت فائدة السعوديين.
حاجة السعودية للقاعدة ووجودهما فى خندق وهابى واحد ضد أمريكا والغرب لا يعنى وجود خلافات واحتكاكات بينهما ، تقوم بها القاعدة التى تريد القفز على كل بلاد العالم الاسلامى و التخلص ممن تسميهم العملاء ، لتكوين دولة خلافة واحدة توحد كل ما تسميه بالأمة الاسلامية فى خندق واحد ضد ( الصليبيين ).
-
4 ـ ذكرت أن الوهابية هي المدرسة الأكثر تطرفا في الإسلام ... ألا يمثل ذلك اعترافا بأن الوهابية على الرغم من تطرفها هي مدرسة إسلامية تستند إلى القرآن والسنة؟
من أسف أنك لم تسمعنى . لقد قلت فى البداية أن الوهابية تناقض الاسلام فى عقيدته وشريعته وقيمه العليا . وقلت ان الوهابية هى طائفة قليلة جدا بالنسبة لعدد المسلمين ،أقل من واحد فى المائة . وقلت ان الوهابية تعتبر فصيلا متطرفا جدا من طائفة السنة .
وفى كل ما أقول اضع فارقا بين الاسلام و المسلمين .
وأرجو أن تتذكر أننى أنكرت بعنف ـ ودائما ما أفعل ـ ان يطلق عليهم ( اسلاميين ).
كما أننى أؤكد على تناقض دين السّنة الأرضى مع الاسلام حتى لو كان معتدلا لأنه يقوم على زعم الوحى الالهى وينكر اكتمال الاسلام بانتهاء القرآن نزولا وبموت خاتم المرسلين محمد عليه السلام.
5 ـ بعض من يختلفون مع القرآنيين يرون في تفسير القرآنيين للنص القرآني تفسيرا بعيدا عن الواقع فعندما يأمر القرآن مثلا بقتال المشركين فالمعنى واضح لأن القرآن مكتوب بلغة عربية وأي محاولة لتفسير الآية بمعنى آخر تبدوا غير منطقية إطلاقا.
رددت كثيرا ، بتوضيح منهج القرآنيين فى فهم القرآن الكريم وفق مصطلحاته ، وبقيام أبحاث اهل القرآن على استخلاص الرأى القرآن من خلال تجميع كل الآيات القرآنية الخاصة بالموضوع المراد بحثه وفهمها من خلال سياقها المباشر وغير المباشر ، ودون رأى مسبق للباحث . وعلى هذا المنهج تسير أبحاثنا وقد زادت على ألف بحث ومقال وكتاب ، ومعظمها على موقعنا ( أهل القرآن ).
المشكلة ان الذى يختلف معنا لا يقرأ لنا ، ولديه تحامل مسبق علينا .
-
6 ـ ألا تتفق مع من يقول أنه من الأجدى للمسلمين الاعتراف بوجود آيات تدعو للعنف وكراهية الآخر بدلا من محاولات التبرير وأنه يجب العمل من أجل إنشاء إسلام جديد يواكب العصر ويحترم قيم الحضارة ويتعامل مع النصوص العنيفة والحاضة على الكراهية كما تعامل معها المسيحيون؟
والرد على هذا هو بالدعوة لقراءة اجاباتى عن الأسئلة السابقة .
-
7 ـ أخيرا ما رأيك في مستشارة الرئيس اوباما داليا مجاهد وماذا تقترح على الإدارة الأميركية في التعامل مع التهديد الوهابى ؟
أتمنى أن أكون على اتصال بها . وأتمنى أن تنشىء الادارة الأمريكية مؤسسة متخصصة فى الحرب الفكرية لانقاذ أمريكا . وهذه المؤسسة تستطيع الاعتماد على العلماء المسلمين المتخصصين فى مواجهة الوهابية بشن حرب فكرية عليهم من داخل الاسلام ، وتقوم أيضا بالدعوة لاصلاح المسلمين ديمقراطيا وحقوقيا ، وبتهيئة الأجواء لارساء السلام فى الشرق الأوسط ، و بتحسين صورة أمريكا فى العالم الاسلامى .
نحن نحاول أن يصل صوتنا الى الادارة الأمريكية لتنشىء هذه المؤسسة ، وتنمنى أن يتيسر لنا الاجتماع مع من يهمه الأمر للمزيد من التوضيحات و التفصيلات.
الإسلام ظلمه المسلمون عندما حكموا عليه بالقصورويحتاج إلى الروايات ليكمل هذا القصور وحاشا لله أن يكون كذلك ! كما ظلموه أيضا عندما اتهموه بالغموض ويحتاج إلى كلام البشر كي يزيل غموضه ! ونستغفر الله العلي القدير، كما اتهمه المسلمون أيضا ويا لها من تهمة بأن به آيات تحض على الكراهية ومعاداة الآخر وآيات القتال هي أمر للمسلمين بالجهاد المطلق لغير المسلمين ونشر الإسلام ، ولكن نسوا أن القتال دفاعا فقط وليس للمسلم أن يبدأ بالقتال أبدا ، أما في غير ذلك فيأمرهم القرآن بالبرإلى غير المسلمين :{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8
يقول جل وعلا للرسول معلمنا جميعا وقدوتنا جميعا هذا القول الفصل في الاية السادسة من سورة التوبة((وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ ))
هل يجوز لنا ان نقاتل من هم على غير ملة الاسلام اصلا مثل المشركين لو كان الامر هكذا كان الرسول قاتلهم ولو كان من حقه قتالهم لما قال له رب العزة ان يتعامل معهم في اي تعاملات فى الحياة لأنهم يعيشون معا فى مجتمع واحد يحكمه قوانين الله جل وعلا في وجود وحضرة رسول الله فاذا كان الرسول الخاتم معلمنا جميعا مأمور بالتعامل داخل المجتمع مع كل فئاته دون التدخل فى عقائدهم فهل نحن افضل منه عليه السلام كى تسول لنا انفسنا قتل من يختلف معنا فى الدين او المعتقد هذه افتراءات على الله وعلى دين الله وكل انسان مرهون بعمله
اذا كان للقرءان الكريم هذه الخاصية/ أي فوق الزمان والمكان وصالح للعمل والتطبيق الى أن يرث الله الارض ومن عليها فلم القول بتأريخيته، أليس ثمة تناقض؟!
لقد لفتت انتباهي العبارة المستقاة من كلام الدكتور احمد صبحي: ((المستفاد هنا ان القرآن الكريم يتحدث عن حالة تاريخية وعلاقات وقتية مرحلية وقت نزول القرآن الكريم، وهذا ما يؤكده سياق الآيات القرآنية، وبالتالى فلا علاقة له بعصرنا)).
تدبرت في هذه الجملة من المقال ووجدت ان ثمة تناقض موجود بين من يرى ان القرءان الكريم فوق الزمان والمكان كما هو السائد والرائج وبين من يرى بتأريخية النص او بعضا من النصوص القرءانية! فلو تأملنا وتحدقنا في بعض السور القرءانية الكريمة نجد أن بعضا منها على سبيل المثال سورة (المؤمنون) نجد أنّ موضوع ملك اليمين من خلال سياقات ووحدة موضوعه في تلك السورة نعرف ـ إذا حدقنا وتأملنا جيدا في النص والتاريخ ـ أنه نص قد ألغاه التاريخ ولم يعد للآية سوى قيمة تاريخية! هل كلامي هذا ينطبق على مضمون ما جاء في العبارة المستقاة للدكتور, خصيصا الضمير العائد في قوله (فلا علاقة له بعصرنا). يا ترى هل الضمير في هذا السياق عائد الى القرءان ككل؟ كيف يكون التوفيق بين من يقول ان القرءان الكريم فوق الزمان والمكان وبين من يرى أن نصوص القرءان محدودة تأريخيا, ومقيدة بالزمان والمكان؟! أرجو التوضيح لإزالة هذا الغموض واللبس وكشف الستار عن تلكم الشبهات التي رانت على الصدور وطغت أوتادها على الأمخاخ!
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5117 |
اجمالي القراءات | : | 56,882,725 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
تهوى اليهم: ارجو ان يتحمل ني الدكت ور منصور قليلا في...
المسح على الجوارب: هل يجوز المسح بالما ء على الجوا رب عند...
طلاق بسبب الدين: أعيش فى امريك ا مع زوجى واولا دنا الصغا ر ....
اليهود وقريش : استاذ ي الفاض ل الدكت ور احمد اسالك بالله...
تعدد الزوجات: يقول الله في سورة النّس اء الآية 22 "ولا...
more
هذا بلاء عظيم ابتلي به العالم باسره -اسمه اقامة الخلافة الاسلامية