إن الولى أى المولى هو الناصر المؤيد والله ولى أى ناصر المؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "والله ولى المؤمنين "و"بل الله مولاكم "وقال بسورة الأنفال "فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير "وقوله بسورة البقرة على لسان المؤمنين "أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين "
لمن الولاية ؟
إن الولاية وهى الطاعة لواحد فقط هو الله والسبب هو أنه خير ثوابا أى عاقبة وفى هذا قال تعالى فى سورة الكهف "هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا "
أنواع الأولياء :
1-الله ولى المؤمنين وهو ينقذهم من جزاء الظلمات إلى ثواب النور
2- الطاغوت وهو الشيطان وهو يمنعهم من ثواب الله ويدخلهم جزاء الظلمات وهو النار وفى هذا قال تعالى فى سورة البقرة "الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "
من أولياء المسلم ؟
إن أولياء وهم أنصار المسلم هم الله والنبى (ص)والمسلمين المقيمين الصلاة المؤتين الزكاة وهم راكعون وفى هذا قال تعالى فى سورة المائدة "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون "
جزاء مولى الله:
إن من يتول أى يناصر الله ونبيه(ص)والمؤمنين فإنه من حزب الله الذى هو الحزب الغالب الفائز وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "وأولياء وهم أنصار أى مطيعى دين الله لا خوف عليهم أى لا يحزنون وهم المؤمنين المتقين لهم الحسنة فى الدنيا والآخرة وفى هذا قال تعالى فى سورة يونس "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة "
النهى عن موالاة العدو :
طلب الله من المؤمنين ألا يتخذوا عدو الله وعدوهم أولياء أى أنصار والمنهى عنه هو ود أى حب العدو وأسباب النهى هى كفر العدو بالحق الذى عليه المسلمون وإخراج العدو للنبى(ص)والمسلمين من بلدهم لما آمنوا بالحق وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم "
الكافر المنهى عن موالاته :
نهانا الله عن موالاة وهى مناصرة الكفار الذين يحاربوننا فى الدين أو يخرجونا من بلادنا أو يناصروا غيرهم من الكفار على طردنا من بلادنا وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم "وقد طالبنا الله ألا نتخذ الكافرين أولياء أى أنصار لنا من دون المؤمنين فقال بسورة آل عمران "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين "كما نهانا عن أن نتخذ من المنافقين أولياء أى أنصار حتى يسلموا بالهجرة فى سبيل الله وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فما لكم فى المنافقين فئتين 000 فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا فى سبيل الله "وقال لا تتخذوا منهم وليا أى نصيرا وفى هذا قال تعالى "ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا "كما طالبنا ألا نتخذ اليهود والنصارى أولياء أى أنصار والسبب أن بعضهم أولياء أى أنصار بعض وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض "كما بين سبب أخر وهو اتخاذهم ديننا أضحوكة ولعب ومن ثم فلا نتخذ منهم أولياء أى أنصار وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء "
من يتولى الكفار كافر :
نهانا الله عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء أى أنصار والسبب أن بعضهم أولياء أى أنصار بعض ومن يتولهم أى ومن يناصرهم من المؤمنين يكون منهم يهوديا أو نصرانيا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم " وبين الله أن من يتخذ الكفار أولياء أى أنصار من دون المؤمنين ليس من الله فى دين فهو كافر مثلهم وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء "وقال بسورة الممتحنة "ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون "
التقاة فى الموالاة :
أباح الله لنا اتخاذ أولياء أى أنصار من الكفار فى حالة أن نتقى منهم تقاة والمراد أن نأخذ منهم أسباب الحذر حتى لا يغدروا بنا أى حتى لا يعتدوا علينا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شىء إلا أن تتقوا منهم تقاة "
أسباب موالاة المنافقين للكفار :
إن المنافقين لهم النار فهم الذين اتخذوا الكفار أولياء أى أنصار من دون المؤمنين والسبب أنهم يبتغون عند الكفار العزة وهى القوة والنصر وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة "والمنافقون تولوا أى ناصروا قوما غضب الله عليهم ليس من المسلمين وليسوا من الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم "
لماذا نهينا عن موالاة الكفار ؟
نهانا الله عن اتخاذ أعداءنا وعدو الله أولياء أى أنصار يحبوننا والسبب كفرهم بالحق واخراجهم النبى والمسلمين من بلادهم بسبب إيمانهم بالله وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله " والسبب الثانى أنهم لا يألون المسلمين خبالا أى يحدثون الهزيمة للمسلمين بما يفعلون وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا"والسبب الثالث أن الكفار أولياء بعض مصداق لقوله تعالى بسورة المائدة "لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض "
موالاة المسلمين خارج الدولة الإسلامية :
إن الذين أمنوا ولم ينتقلوا للحياة فى الدولة الإسلامية ليس للمسلمين من ولايتهم أى نصرهم شىء حتى ينتقلوا للدولة الإسلامية وإن استنصرونا فى الإسلام فعليكم النصر إلاعلى قوم بينهم وبيننا عهد وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال"والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق "
ولاية المسلمين لبعضهم :
إن المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء أى أنصار بعض فى طاعة دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض "
أولى الناس بإبراهيم (ص)
إن أولى أى أحق الناس بإبراهيم (ص)هو الذين أطاعوه والنبى والذين صدقوا بالنبى (ص)والله ولى أى ناصر المؤمنين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين "
لا مولى للكفار :
إن الله مولى أى ناصر المؤمنين والكافرين لا مولى أى لا ناصر أى لا منقذ لهم من عذاب الله وفى هذا قال تعالى بسورة محمد"ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم "
الظالمون يوالون بعضهم :
إن الله يولى أى يجعل الظالمين وهم الكفار يعادون بعضهم البعض وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا "
قتال أولياء الشيطان :
طلب الله من المؤمنين قتال أولياء أى أنصار الشيطان وهم متبعى أديان الكفر وكيد الشيطان واهى وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا"
جزاء أولياء الشيطان :
إن من يتخذ الشيطان وليا أى ناصرا من دون الله فقد خسر خسران مبين بدخوله النار وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا "
الرد إلى الله مولانا ؟
إن الناس عادوا إلى مولاهم وهو إلههم الحق أى العدل الذى له الحكم وهو أسرع الحاسبين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ثم ردوا إلى مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين"
الأخ محمود دويكات نعم موالاة الكفار المعاهدين بشرط اتخاذ التقاة
الأخ محمود السلام عليكم وبعد :
بداية الكتاب هو تفسير مختصر للألفاظ المأخوذة من لفظ أو جذر ولى وقد عالجت مشكلة موالاة الكفار فى كتابى الحوار مع الأخر بالتفصيل فإن شئت فارجع إليه فهو على الموقع
و الأحلاف و المعاهدات و تلك المسائل ..أما في حال السلم فليس من مشلكة في موالاة "الكفار" أو غيرهم. و الله أعلم