آحمد صبحي منصور Ýí 2009-07-09
كان منتظرا صدور هذا الكتاب بعد كتاب الموت ،أى عام 1990 ، ولكن خاف الناشر ، فظل مجمدا بين أوراقى ، ثم عثرت عليه فى أواخر التسعينيات فاعدت تنقيحه وأضفت اليه . ثم جعلت خلاصته ندوة خاصة فى رمضان فى رواق ابن خلدون ، حين كنت أديره ، وأوصيت الحاضرين ألا يذيعوا مضمون الندوة لأن المناخ لا يحتملها ، ولكن أحد الحاضرين المولعين بالشهرة اتصل بجريدة الأسبوع ، وهى تقف منا موقف العداء ، وأفشى ما قيل ، وصدرت فى اليوم التالى جريدة الأسبوع تهاجمنى وتهاجم مركز ابن خلدون فى الصفحة الأولى ، وتقول إننى أنكر صعود الرسول محمد عليه السلام الى السماء ، وأننى أقول ان المسجد الأقصى ليس فى القدس. وبالطبع فقد كان هذا مما قلت ، ولكن كاتب الخبر صاغها فى صورة تحريضية أقلقت الكثير من الأصدقاء على حياتى ، خصوصا وأن جريدة المساء دخلت فى الساحة تهاجمنى و تكفّرنى وتتهمنى بانكار الاسراء و المعراج معا . وكتبت ردا للنشر فى روز اليوسف يوضح الحقائق القرآنية فى نفى المعراج وتناقض روايات التراث فى موضوعى الاسراء و المعراج. لم ينشر الرد ، وضاع المقال لأننى لم احتفظ بنسخة منه .
ومن الجرائد التى كانت أيضا تسترزق بالهجوم علينا جريدة حكومية اخرى هى ( عقيدتى ) . وطلب محررها منى ـ وكان تلميذا سابقا لى فى كلية اصول الدين ـ أن أعطيه حوارا عن موضوع المسجد الأقصى فرفضت بسبب إدمانهم الهجوم علينا ، خصوصا فى مشروع اصلاح التعليم الذى كنت أقوده فى مركز ابن خلدون . وكانت النتيجة أن أجرت عقيدتى حوارا مع الخصوم حول (ما يقال أننى قلته ) فى الموضوع،وتبارى المتحدثون فى الحكم بتكفيرى و تخوينى ، وكان منهم سعيد كمال ممثل منظمة التحرير فى مصر ، الذى جعل نفسه مفكرا اسلاميا وأخذ هو الاخر يفتى كالآخرين .
والآن .. تأتى الفرصة لنشر هذا الكتاب . بعد أعوام من كتابته على الكومبيوتر. وقد تفضل بمراجعة النسخة المكتوبة الأستاذان محمد مهند مراد أيهم ، و عمر الشفيع .
فاليهما أقدم جزيل الشكر و التقدير.
والله جل وعلا هو المستعان
أحمد صبحى منصور .
فرجينيا ـ فى يوم الخميس 9 يولية 2009 .
مقدمة (2): ـ
أساطير التراث تحيط بليلة القدر . وعلى أساس هذه الأساطير نشأت عقولنا منذ الصغر حيث كنا ننتظر "ليلة القدر" كي تتحقق فيها آمالنا , وارتبطت ليلة القدر في عقول العوام بما يشبه العثور على خاتم سليمان والجن الذي يحقق الآمال . وحمل المثل الشعبي هذه المعاني في قوله " فلان انفتحت له ليلة القدر" تماما كما ينفتح القمقم ويخرج منه الجني الذي يقول : "شبيك لبيك"
وبعيدا عن هذه الأوهام التي تحقق راحة نفسية لهواة أحلام اليقظة من المحبطين واليائسين فإن ليلة القدر هي حقيقة دينية تقع ضمن الغيب الذي أخبر به رب العزة جل وعلا في القرآن الكريم , ولأن النبي محمداَ عليه السلام لم يكن يعلم الغيب ولأن القرآن أكد في عشرات الآيات أن النبي عليه السلام لم يتحدث في الغيبيات فإن حديث الله تعالى في القرآن يبقى المرجع الوحيد الذي نتعرف منه على المتاح لنا معرفته عن ليلة القدر ..
ملامح ليلة القدر في القرآن : ـ
ــ يتجلى في ليلة القدر ملمحان , هما : نزول القرآن فيها , وهو ملمح انتهى ومضى , ثم نزول الأقدار للبشر , وهو ملمح يتكرر سنوياً ..
عن الملمح الأول يقول تعالى عن نزول القرآن "
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " القدر: 1 , ويقول " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ " الدخان : 3
وعن الملمح الثاني يقول عن هبوط الملائكة بأقدار البشر ـ " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ " القدر : 4 , ويقول تعالى " فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ . أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ . رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ " الدخان : 4, 5 ,6.
ويرتبط بما سبق بعض الملامح الجزئية وهى تصف ليلة القدر بأنها " خير من ألف شهر " وأنها " سلام هي حتى مطلع الفجر " وأنها " ليلة مباركة " وهذه الملامح الجزئية هي أوصاف دائمة لليلة القدر التي تأتى كل عام في رمضان . حيث نزل القرآن في شهر رمضان " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ... " البقرة : 185 .
ونبدأ بالحديث عن الملمح الثاني وهو دور الملائكة بالنسبة للبشر ، والذي يتجلى ضمن ما يتجلى في ليلة القدر.
دور الملائكة بالنسبة للبشر :ــ
الملائكة هي القاسم المشترك في كل ملامح ليلة القدر . إذ إن ليلة القدر هي الموعد السنوي الذي يلتقي فيه جبريل والملائكة المرافقون له بعالم البشر . وحين جاءت بعثة محمد خاتم النبيين عليهم السلام كان الموعد هو ليلة القدر الذي نزل فيه القرآن الكريم دفعة واحدة مكتوباً على قلب النبي عليه السلام , ثم نزل فيما بعد متفرقاً حسب الحوادث , ونزل القرآن الكريم رحمة للعالمين , لكل البشر , باعتباره الكلمة الإلهية الأخيرة للبشر قبل قيام الساعة . وسيأتي تفصيل ذلك لاحقا .
وقبل أن نتعرض للملمحين الأساسيين في ليلة القدر وهما نزول القرآن ونزول التدبير الإلهي للبشر فيها , فإنا سنتوقف مع دور الملائكة بالنسبة للبشر .
وهنا نضع بعض الحقائق القرآنية : ـ
(1) ـ هذا الكون المرئي وغير المرئي من الأرض والسماوات السبع قد خلقه الله تعالى من أجل أن يختبر الإنسان. يقول تعالى "وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " هود : 7 ، وحين تنتهي مدة الاختبار تقوم الساعة ويدمر هذا الكون ويتبدل بسماوات أخرى وأرض أخرى " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " إبراهيم : 48
(2) ــ وهنا تتجلى عظم مسؤولية الإنسان ,الذي خلق الله الكون من أجله وسخره له في الدنيا " وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ " الجاثية : 13 , وفى هذه الدنيا يتمتع الإنسان بحرية الإرادة في الطاعة أو العصيان , في الإيمان أو الكفر , و الرسالات السماوية تنزل لتوضح له الحق من الباطل , وعلى الإنسان تقع الأمانة أي المسؤولية والتكليف , وذلك ما تميز به الإنسان في هذا الكون " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " الأحزاب : 72 , ويوم القيامة هو يوم حساب الإنسان على هذه المسئولية وتلك الأمانة .
(3) ــ والملائكة من عناصر ذلك الاختبار للإنسان في هذه الدنيا . وهذا هو المعنى الرمزي لأمر الله تعالى لهم بالسجود لآدم , ولخلافة آدم في الأرض. وحتى حين عصى إبليس الأمر بالسجود حين كان من الملائكة فانه بعد طرده من الملأ الأعلى أصبح يقوم بدور آخر هو غواية الإنسان لتكتمل بذلك عناصر الاختبار: بين نفس بشرية ألهمها الله تعالى الفجور والتقوى , وإرادة إنسانية حرة تستطيع أن تزكي النفس وتعلو بها , أو تفسد الفطرة السليمة وتنحدر بها " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا " "الشمس : 7, 8, 9, 10 " ... وبين ملائكة تنزل بالرسالات السماوية للهداية وشياطين يوحون لأوليائهم أحاديث ضالة تقوم بإفساد الدين الإلهي . " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا، شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا، وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " الأنعام : 112 ..وهنا نرى ملائكة الوحي الإلهي يقابلهم في الناحية الأخرى شياطين الوحي المزيف والأحاديث الكاذبة ، والتي يقوم بها أعداء الله تعالى ورسله .
(4) ـ على أن للملائكة أدواراً أخرى في حياة الإنسان الأرضية والأخروية :
فهناك ملائكة الموت التي تقبض النفس عند انتهاء حياته , ومنها ملائكة حفظ الأعمال التي تسجل على الإنسان أقواله وأعماله وخطرات عقله . ولكل إنسان ملكان رقيب وعتيد , وعند البعث يتحول رقيب وعتيد إلى سائق وشهيد , يسيران بالنفس الإنسانية إلى حيث الحساب ولقاء الله تعالى , يقول تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) "( سورة ـ ق ).
ثم هناك ملائكة العذاب , وسيخلقهم الله تعالى مع خلق الجحيم حين يأتي رب العزة وتأتي الملائكة صفا صفا : (كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) (الفجر 21: 23 )، يقول تعالى عن نار يوم القيامة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) ( التحريم 6 ) . هذه الملائكة الغلاظ الشداد منهم مالك الذي يستغيث به أهل النار يطلبون الموت راحة من العذاب الأبدي : " وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ " الزخرف : 77 "
(5)
ومن بين الملائكة يتميز جبريل أو الروح .
ـ فهو الذي قام بنفخ النفس في آدم حين كان آدم بلا أب وبلا أم . وهو الذي تمثل لمريم بشرا سويا ونفخ فيها نفس المسيح . والنفخ يعني انه حمل كلمة "كن " الإلهية فكان آدم وكان المسيح "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ :آل عمران 59"
ـ وهو الذي نزل بالوحي على كل الأنبياء "يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ : النحل 2" " يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ: غافر 15"
ـ وهو الذي نزل بوحي القرآن على خاتم النبيين "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِين . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ : الشعراء 193" "قل نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ : النحل 102"
ـ و هو الذي ينزل بالأقدار للبشر ليلة القدر من الأمور الحتمية الأربعة التي قد كتبها الله تعالى سلفا على كل إنسان قبيل وجوده المادي في الدنيا، وهى : ما يخص الميلاد والموت والمصائب المكتوبة والرزق الموعود ...
هذا عرض سريع لدور الملائكة بالنسبة للبشر، خصوصا الروح جبريل .
ونرجع إلي ليلة القدر التي تمثل الموعد السنوي لصلة الملائكة بالبشر، حيث كانت تنزل بالوحي،وحيث لا تزال تنزل بأقدار البشر.
نزول القرآن ليلة القدر
بالرغم من كثرة ما يقال عن ليلة القدر ونزول القران فيها فإن الحقائق القرآنية في ذلك الموضوع لا تزال أكثرها غائبة وبعيدة عن مجال التدبر . وفي هذا المجال نقتصر من هذه الحقائق القرآنية على ثلاث قضايا تخص الوحي ؛ معناه ، وكيف نزل الوحي في ليلة القدر وغيرها، ومتى وأين نزل الوحي ليلة القدر..
هذا كتاب جميل و مفيد لمن يقرأه و فيه يناقش الكتور أحمد موضوعات شيقة ، رغم أن معظمها يدخل في عالم الغيب و لا يحمل (الكثير منها) أي مغزىً تطبيقياً لنا و إن كان يؤدي الى فتح عيون الناس على احتمال أن الكثير من الحقائق التي يؤمنون بها هي ليست حقائق بقدر ما هي تشويشات فكرية ملأت أدمغتنا منذ الصغر ، و هذا مجهود طيب يشكر عليه الدكتور و نرجو أن يكون له مردود طيب على تحفيز التفكير لدى الناس. و لي هنا بعض الملاحظات البسيطة التي هي مجرد تفكير بصوت عالٍ ، إذ لا أدعي أبداً بعلم مطلق لأي شيء ، كما لا أعتقد أن أحداً يحمل ذلك أيضا: (ملحوظة الملصق من الكتاب هنا فيه نقص و لكن تعليقي هنا يعود على مجمل الكتاب كله ما قبل التصحيح):
- الربط ما بين موضوعي الآيات من سورة القدر من جهة و سورة الدخان من جهة أخرى هو ربط ملفت للنظر فعلاً ، و أظن أن افتراضك أن تلك الايات كلها تتكلم عن نفس الليلة (أي ليلة القدر) يجعل فهم الايات أكثر منطقية و انسجاماً مع بعضها ، و هذه لفتة أشكرك عليها جزيل الشكر يا دكتور.
- قلت في حديثك عن جملة ملامح ليلة القدر أن هناك ملمحين أولهما نزول القرءان و ثانيهما دور الملائكة بالنسبة للبشر ، و عرّجت بالتفصيل على الملمح الثاني و من ثم الملمح الأول منفصلين و لكن.. جال في ذهني سؤال لم أجد له جوابا شافيا ، و ذلك ما هي العلاقة ما بين الملمحين؟ لماذا اشتركا في ليلة واحدة؟مالهدف؟ قبل أن أسترسل دعنى أفكر بصوت عالٍ حيال ما تريد قوله في هذا المقال: هل تريد أن تقول أن تلك الليلة بالتحديد هي الميقات الزمني الوحيد الذي يلتقي أو يتناغم أو كما يقولون بالانجليزية synchronous moment ما بين عالمين هما عالم "الملأ الأعلى" ( سمهم الملائكة – الله – الخ) و ما بين الملأ الأدنى (سمهم الانسان -البشر- الجن ..الكون ) ؟ لاحظ أن هذا الفصل أساساً ما بين العالمين بحاجة لما يبرره ! أي لماذا أصلا فصلت ما بين العالمين؟ لماذا يلزم وجود عملية تناغم وقتي "synchronization" ما بين العالمين؟ أنا اعلم أن مثل هذه تساؤلات تتدخل في الأرادة الالهية و لكن أظن ان تساؤلاتي هذه تتقاسم هذه الصفة مع مقالتك هذه التي تغوص في تفاصيل الارادة و التدبير الالهيين.
- دعنا نغوص في بعض التفاصيل. إثر حديثك عن الوحي و ذلك التقسيم الفجائي للوحي الى نوعين: تنزيلي و توجيهي. الحقيقة استوقفتني تلك الفقرات لوهلة و تذكرت كيف أنك تقسم الكفر الى سلوكي و عقيدي ـ لم أجد اختلافاً كثيرا ما بين الحالتين وربما الدافع من ورائهما، السؤال هنا: كيف تفصل ما بين الاثنين؟ أقصد : أنت بدأت "بالوحي التوجيهي" فلم تشرح ما هو سوى قولك أنه "الذى يصاحب النبي في خطواته" و لكن جئت بالأمثلة عليه من القرءان "الرسالة" أي من "الوحي التنزيلي" كما وصفت! ليس ثمة حل لهذا التناقض سوى القول أن "الوحي التوجيهي" مشمول ضمن "الوحي التنزيلي" وأنه جزء منه – لذا لا أجد داعي لذلك التقسيم من الأصل - السبب أنه ليس هناك مثال آخر على أي وحي توجيهي خارج القرءان! إلا إن أردت اعتبار أفعال "النبي" خارج نطاق القرءان وحياً توجيهياًُ. إن المشكلة تبرز أكثر عندما قلت أنت بعد كل تلك الأمثلة أن البشر غير مطالبين بالوحي التوجيهي لأن الوحي التنزيلي مهيمن عليه – رغم حلاوة و منطقية هذا الكلام إلا أن السؤال يصبح أكثر إلحاحاً هنا: كيف تفرق بين الأثنين؟ هل في القرءان وحيٌ توجيهي نحن غير مطالبين به ؟ خاصة أن الامثلة على الوحي التوجيهي كلها منتقاة من القرءان نفسه. – أعتقد أن هذه النقطة بحاجة لمزيد من الإيضاح.
تابع ../..
../.. تابع
- من الواضح أنك تبني الكثير من التفاصيل على افتراض أن القرءان كله نزل دفعة واحدة على قلب الرسول و من ثم بدأ بالظهور تدريجيا مع تقدم الزمن. و من تلك التفاصيل تفسيرك لآيات سورة النجم و كيف "طبع" جبريل القرءان في قلب محمد. لا أجد سوى الاعجاب بهذا التفسير و أجد فيه منطقية مقنعة الى حدٍ ما، و لكن أظن أن تلك المنطقية تضعك في موقف صعب مع من ينادون بحرية الإرادة البشرية و استقلالها عن الارادة الالهية ، يعني إذا كان القرءان نزل هكذا كما تقول ، فكيف أصبح من العدل أن الله أنزل القرءان كرسالة إنذار لقوم ٍ هو يعلم مصيرهم من اللحظة الأولى؟ . خذ أبو لهب مثلا: لماذا يرسل الله له رسالة محمد لينذره في حين أن الله يعلم (و قد طبع في قلب محمد أن) أبا لهب لن يؤمن مطلقاً؟ أعتقد أنك سترد علي بأن هناك فرقاً ما بين علم الله المسبق بالأمور و القرارات التي سيتخذها البشر بملء إرادتهم ـ و لكن يا دكتور أنت هنا تقول أن الله قد "طبع و أثبت" القرءان – كتابا مسطورا - في قلب محمد منذ اللحظة الأولى! هل إذا اتخذ أبو لهب قرارا بأن يسلم مع محمد عندها هل كان الله سيغير القرءان الذي قد نزل مطبوعا على قلب محمد و فيه ثبوت كفر أبي لهب؟ تذكّرني هذه المناقشة بمقالة للأخ مصطفى فهمي حينما سألته عن إذا ما كان الله سينزل قرءاناً أخرَ لو كان محمد يعيش في شمال العالم ، فكان جوابه لي بسيطا: نحن لا نملي على الله إرادتنا و لكنه هو الذي يملي علينا إرادته ، رغم قدرة هذا الجواب على إسكات المحاور إلا أنه جواب غير مقنع – على الأقل هذا اعتقادي - .
- في حديثك الممتع عن مستويات حفظ الله للقرءان ذكرت أن أول تلك المستويات هو "حفظه للوحى القرآنى لحظة انتقاله من العالم العلوى الى قلب النبى محمد فى عالمنا المادى" و هنا بدأت بوصف علاقة ذلك مع الطاقة و حفظ الطاقة و أشكالها .. الخ و كأن الرسالة الالهية قد أرسلها الله على شكل دفعة من الطاقة لم يستطع عالمنا "المادي" –بما فيه من جن و ملائكة أخرى - من اختراقها ترددها أو احتوائها لفك أسرارها! قد يبدو هذا الوصف كله دراماتيكيا (أي مثل أفلام الخيال العلمي) و لا أخفيك أنها أضفت الكثير من المتعة و التشوق لمتابعة القرءاة ، كما لا أخفيك أنه ليس من أحد بمقدوره أن يعلم مدى صحة مثل هكذا تفسيرات ، و لكن الحقيقة أستاذي العزيز كثيرا ما أجد فراغات هائلة في محاولاتك للربط ما بين ظواهر العلم الحديث و ما بين آيات القرءان الكريم ، و لربما مردها بعد حضرتكم عن صلب التخصصات الدقيقة العلمية و الفيزيائية على التحديد ، فمثلا: ظاهرة اكتناف الموجات لنا و احتلالها لنفس الحيّز المكاني لا يعني أن هناك مستويين من الكينونات أحدهما وجود مادي هم البشر و الثاني هو وجود طاقوي (من الطاقة) لتلك الموجات .. المسألة أبسط بكثير من كل هذا و يكفي لتوضيح ذلك التذكير أن الموجات الكهرومغناطيسية "لا تحتل نفس المكان" الذي يتواجد فيه الجسم المادي ، لأن وجود الجسم المادي هو بذاته ليس متصلا مصمتاً صلباً كما يتخيل الكثيرون ، فحجم "الفراغ" في الذرة قد يصل الى أكثر من 99.999% من حجم الذرة نفسها. و إن أضفنا لهذا أيضا أن تلك الأمواج هي عبارة عن أمواج في "الفراغ " – أو ما يسميه أينشتاين بالمتصل الزماني-المكاني، هندها ندرك أن اكتناف الأمواج لنا شبيه الى حد ما الى لمرور موجات الماء عبر المنخل فليس الماء و لا المنخل يحتلان نفس المكان أبداً..
- الجزء الخاص بقولك أن هناك إسراء و ليس هناك معراج ، و ما يتلوه من استنباط أن وجهة الاسراء كانت نحو المسجد الأقصى الذي من الممكن جداً أنه لم يكن القدس بل ربما كان في طور سيناء ـ أجد كل هذا منطقيا جداً و قد سمعت بهذا من قبل من خلال مدرسة الربانيين و لكن التفاصيل المعطاة هنا و درجة إقناعها أكثر انسجاماً و اتساقاً
و شكرا مرة أخرى للدكتور أحمد على مجهوداته الطيبة - و الله الموفق
لماذا حذفت تعليقي ؟
ابليس ليس من الملئكة ، ابليس من الجن ، هذه حقيقة قرآنية ن كما قال تعالى في سورة الكهف (( و إذ قلنا للملئكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه )) و في آية أخرى يقول ((أنا خيرٌ منه ، خلقتني من نار و خلقته من طين )) و فيها أن ابيلس مخلوق من نار، و يعضدها قوله تعالى ((وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ)) ﴿الحجر: 27﴾ و قوله تعالى ((وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ)) ﴿الرحمن: 15﴾ ، فهذه كلها تؤكد خلق ابليس من نار و خلق الجان من نار و أنه – اي ابليس - كان من الجن.
و الملئكة لا تعصي الله ((لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)) التحريم 6.
وليس لدينا وقت للنقاش معك . ولا نسمح لك بتضييع وقتنا . إقرأ كثيرا ..وإن لم تقتنع فلا تزعج نفسك بنا ، واتركنا .
الكل يتعلم ، و لا فرق بين أعجمي و عربي ، و ما فيش حد أحسن من حد.
لا أدري عن أي فتاوى تتحدث؟ المفروض أنه لا يوجد فقهاء حسب منهجك ، فمن هذا الذي يفتي و بماذا؟
ألغيت عضويتي مرة ثانية ، الأمر أيسر مما تتصور. تستطيع أن تلغيها مائة مرة و استطيع أن اسجل أضعاف ذلك ، فهذه مهنتي.
بيني و بينك القرآن ، أنصحك أن تقرأه ، فيبدو أنك لم تقرأ سورة الكهف و إلا لما فاتك أن ابليس من الجن و لم يكن ملكاً ، و لله الحجة البالغة.
و إن تعذر عليك النقاش ، فلا بأس بكتاب الموقع ففيهم الخير و يمكنك أن تترك المجال لهم.
الأستاذ / ظافر أبو موسى
اسمح لي أنصحك لوجه الله تعالى
أولا هذا الموقع لا يمكن تشبييه بالمصطبة أو أي مكان للت والعجن والجدال السقيم الذي لا ينفع أهله ، هنا مدرسة نتعلم فيها منا بعضنا وأول المتعلمين هنا لعلمك هو الدكتور منصور وكونك تتحدث معه بهذه الطريقة وتتهجم عليه بأسلوب لا يليق معنى ذلك أنك لم تقرأ له جيدا ولو قرأت لعلمت أنه دائما يثنى على كل كاتب او معلق او قرايء أضاف له الجديد الذي لم يكتشفه ولم يعرفه من قبل وحدث هذا وتكرر كثيرا على صفحات الموقع من قبل
لكن كل حين يدخل علينا الموقع وهو بيتنا أناس لا يعطون أنفسهم فرصة القراءة والبحث والاطلاع ويستكبرون على التعلم من الآخرين وللعلم أنت لست وحدك أو فريد عصرك فكما يقول المصريون (يا ما دقت على الراس طبول) وما اكثر الناس الذين جاؤوا إلى هنا بأفكار تسيطر عليهم يريدون فرضها على الموقع عنوة لكن بعد فترة لأن الموضوع لا يهمه يسكت ويرتك المكان ، وحتى لو قرأ سرا وتوصل لأي نتيجة يخجل من الرجوع
حتى على أرض الوقع يحدث هذا كثيرا مع رواد الفكر القرآني ، وأزعم أنني أحد تلامذة هؤلاء الرواد ، فأحيانا يحدث جدالا معي وأسئلة كثيرة عن ملخص الفكر ويكون الرد بكل بساطة من يهتم بهذا الأمر يبحث عنه يطلبون مني كتب او مقالات مطبوعة أرفض تماما وأكرر لو الأمر يهمك اذهب وابحث عنه وادفع جزء من مالك للبحث عن الحقيقة ، وبعد أيام قليلة ينسى السائل سؤاله وينشغل بأي شيء آخر لأن الموضوع لا يهمه ويتعامل معه بلغة المصاطب والجدال العقيم
....يتبع
أخيرا : انقل لك رأيا في موضوع ابليس وهي فتوى قديمة للدكتور منصور وهي منشورة على الموقع حتى لا تتهمه بأنه يهرب من الرد ولكنك أنت لم تعط نفسك فرصة للقراءة والبحث عن الحقيقة
" نص السؤال:
يقول الله عز وجل فى اقرآن الكريم (وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لادم إلا ابليس فسجدواإلا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه) هل ابليس من الجن ام من الملائكة كلنا نعلم ان ابليس من الجن . ارجو التوضيح
آحمد صبحي منصور :
ابليس كان من الملائكة فاصبح من الجن بعد طرده من الملأ الأعلى.
فى قوله تعالى ( كان من الجن ) (كان) هنا تعنى (أصبح ) .
وتاتى كان بمعنى أصبح كثيرا فى القرآن الكريم كقوله تعالى ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) ( البقرة 185 ) أى أصبح مريضا أو على سفر ، وكقوله جل وعلا ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ )( البقرة 196)أى فمن أصبح مريضا أو أصبح به أذى من رأسه . ومعلوم أن المريض قبل الذهاب للحج ليس عليه الحج لأنه غير مستطيع ،أى ان الآية الكريمة تشير الى شىء (أصبح) عليه الحاج من مرض أو أذى فى رأسه.
ويلاحظ ان الأمر جاء للملائكة جميعا بالسجود ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ( البقرة 34) فلو لم يكن من الملائكة ما تعين عليه السجود مثلهم ، ولأنه منهم ولأنه عصى وأبى واستكبر كما يقول رب العزة فقد (كان ) أى (أصبح ) من الكافرين .)
نصيحة أخيرة
إن لم يعجبك منهجنا فى مدرسة أهل القرآن فلترحل بكل هدوء. أما بتعديك هذا فأنت تؤكد أنك لا تخجل من اقتحام بيت لا يريدك أصحابه فيه ، ويطلبون منك بأدب أن تتركهم ولا تزعجهم ، وانت مصمم على البقاء دون حياء ، اعتقد أنك لا ولن تقبل أن يتعامل معك أي مخلوق في بيتك بهذا الاسلوب
...
السلام عليكم
أنا لا أرى في قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ) دليلا على أن إبليس من الملائكة، فقد يأمر رئيس مجلس إدارة شركة أعضاء إدارة الشركة بالالتزام بمواعيد الدوام فيخالف الأمر عباس فراش الشركة أو عبده البواب.
فهل الفراش والبواب عضوان من أعضاء الإدارة؟
كلا، ولكن بما أن الأمر صدر للأعضاء فإن من يعمل معهم معنيون هم أيضا بالأمر.
فلو قلنا : أطاع أعضاء الإدارة أمر الرئيس إلا عباس فطرد من عمله، لظننا أن عباس كان عضوا إداريا، أما لو قلنا : أطاع أعضاء الإدارة أمر الرئيس إلا عباس الذي كان فراشا ، هنا اتضح لنا المعنى أن عباس لم يكن عضوا إداريا.
الملائكة عباد مقربون من الله الملك ذي العرش المجيد، وهل يقرب الله إليه من يمكن أن يعصي أمره!! كلا، فالمقربون ما نالوا صفة القرب إلا لأنهم لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون.
ملوك البشر إذا قربوا أحدا إليهم وولوه منصبا فلأنهم يثقون فيه وفي أمانته وأنه سيطيع الأوامر ولن يعصي لهم أمرا، فإن حدث أن خان هذا الشخص المقرب الملك، وعصى أحد أوامره، فطرد من منصبه، فإن الخطأ ينسب إلى الملك الذي لم يحسن اختيار المقربين، ففي هذه الحالة يعتبر الملك ليس حكيما ،تنقصه الخبرة والعلم، فهل يجوز هذا الوصف في حق العزيز الحكيم !!
الله تعالى يعلم ما تخفي الصدور من وساوس وخواطر وأفكار، فهو تعالى علم ما في نفس إبليس من كبر وحسد لآدم، فلو أمر إبليس وحده بالسجود لآدم لأبى أن يسجد ولادعى أن الأمر بالسجود لو أمر به الملائكة لرفضوا هم أيضا السجود لآدم، فالمخطئ أو العاصي يحاول دائما أن يجد له شاهدا يؤيده ليعزز به موقفه ، فكان من الحكمة أن يأمر الله الملائكة بالسجود لآدم ليقطع على إبليس كل سبل الإستدراك،
وتلك هي الحكمة، فالحكيم هو الذي يعلم النتائج والعواقب مسبقا، وأضرب مثلا قريب الشبه بهذه المسألة :
موسى عليه السلام كلمه الله مباشرة وأرسله إلى فرعون، لو كان الوحي إلى موسى بواسطة جبريل وليس بتكليم الله له لكان من المتوقع أن يقول فرعون لموسى : كذب عليك هذا المسمى جبريل في وجود إله غيري فأنا الإله الواحد.
وكل عام وأنتم بخير.
الأخ رضا عبد الرحمن علي المحترم
أو كلما اختلف معكم أحد قلتم هذا منهجنا ؟
من باب أولى أن تقول أن القرآن ليس مادة للت و العجن كما يفعل به أحيانا.
انت افترضت أني دخلت على الموقع هكذا من أول نظرة ، غير صحيح ، أنا منذ مدة طويلة أقرأ في هذا الموقع ، أقرأ في مقالات صبحي و مقالات غيره و التعليقات ، و قرأت لصبحي في مواقع أخرى أيضاً. و ما أتفق فيه معه أكثر مما أختلف فيه. بل أزيدك من الشعر بيتاً ، لي مقالة أثني فيها على صبحي في موقع آخر غير هذا لأني اتفقت معه في السرد حينها ، و أنا أكتب في النت منذ أكثر من اثني عشر عاماً انقد الفكر الديني التقليدي في الكتب الصفراء.
يا عزيزي هذا ليس نادي للكوتشينة في قبو تحت الأرض كي تقول لي لا تدخل بيتنا وما شابه ، هذه انترنت عامة و مواقع يقرأها من يشاء بدون رقيب ، و أنا لم أقتحم عليكم من الشباك بل سجلت باسمي الصريح. لكن من حقي و حق أي مسلم ما دام القرآن موضع النقاش أن أصوب ما أعتقد أنه خطأ في حق القرآن و أسأل عن الدليل الذي يجعله يفتي بأشياء تدخل في عالم الغيب ليس عليها دليل من القرآن. لكن الرجل بدل أن يتفاعل مع الأسئلة و يجيب برحابة صدر، صار يستخف و يسخر و يتعالى و يحذف مشاركاتي و يلغي عضويتي مرتين بغير وجه حق ، معتقدا أني سأتوارى لمجرد ذلك.
هذا القرآن لن يصادره أحد ، و مثلما سمح لنفسه أن ينتقد كل من سواه من المسلمين و يقول أنهم لم يسمعوا له و يظلموه ، عليه أيضا أن يسمع لغيره و لا يظلمه ((اعدلوا هو أقرب للتقوى)) أليس كذلك؟
لا يوجد أحد فريد عصره ، و قلت أننا كلنا طلاب في ساحة العلم ، و لن ينال العلم مستكبر ((سأصرف عن آيات يالذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)) ، و الرجل مزهو بنفسه يحب المديح و التعظيم لها و يطرب له و ليس هذا من خلق القرآن. و أستطيع أن اسوق لك الكثير من الأمثلة ، و يكفيك تعليق أحدهم له في مقالة وصفه أياه بأنه ((العظيم)) و هذه الصفة بأل التعريف لا تجوز إلا لله ، و مع ذلك طرب لها صبحي و لم ينبه صاحبه عليها بل أثنى عليه تقديساته!
... تابع لما سبق.
ما سقته من تفسير صبحي لقوله ((إلا أبليس كان من الجن)) لا يستقيم لغة و لا معنىً. هل يقول أن الله خلق ابليس من الملئكة أولاً ثم خلقه بعد ذلك من الجنّ؟!
يقول أن "كان" تأتي بمعنى (أصبح) كما في قوله (( كان مريضاً أو على سفر)) و ((كان به أذى من رأسه)) أي أصبح مريضاً أو مسافراً أو به أذى من رأسه ، فقاس عليها أن ابليس أيضاً أصبح من الجن بنفس المعنى ؟! سبحان الله على هذا ! هذا خطأ فاضح ، هل نسي أن المريض يشفى و المسافر يعود فتنتفي الصفة عنه ؟
هذه كينونة مؤقتة منقطعة ، فهل كان إبليس من الملئكة ثم تحول إلى الجن ساعة من النهار فقط؟ ثم ماذا حدث بعد ذلك؟ رجع إلى الملائكة مثلاً ؟ هذا تفسيره لكلمة "كان" في هذه الآية ، و لننظر بماذا يجيب!
باختصار شديد ، إن "كان" تأتي لمعاني كثيرة طويلة وليست بالبساطة التي يتصورها بعض الناس. فهي قد تأتي للإنقطاع كأن تقول (كان نائماً، كان في البيت) أي أمر حصل وإنقطع ، و مثله (كان مريضاً أو على سفر) و هذه حالة مؤقتة فالمرض يشفى و المسافر يعود. وقد تأتي بمعنى الوجود على الأصل أي هو هكذا (وكان الإنسان عجولا) هذا ليس انقطاعاً، لم يكن عجولاً ثم صار عجولاً، بل خلقه الله عجولاً ، صيرورته هكذا ، أي هكذا وجد ، (إلا إبليس كان من الجن)) هنا ليست بمعنى صار وإنما هو في أصل خلقته من الجنّ.
ماذا يقول عن قوله ((و كان الله غفوراً رحيماً)) ؟! هل كان في حال غير الرحمة ثم (أصبح) رحيماً ؟ هذه صفة ثابتة في الأصل لله!
الرجل مسؤول و كل من يسمعه مسؤول. لقد أكد القرآن خلق الجن من النار (( والجان خلقناه من قبل من نار السموم )) و ((و خلق الجان من مارج من نار)) و قال عن أبليس انه مخلوق من النار في آيات محكمات ليس لأحد أن يحرفها عن مواضعها ((خلقتني من نار و خلقته من طين)).
صدقاً أنا أتمنى له و لكل أصدقاءه الخير من كل قلبي يشهد الله ، لكن نصيحة لله و لقرآنه ، تبينوا في ما تقرأون و لا تصفقوا لكل شيء فإنكم إنما تسيؤون اليه و تعينونه على أخطاءه ، و قديماً قال الإمام علي (صديقك من نهاك ، و عدوك من أغراك).
و الله المستعان
يتكرر هذا دائما ونحن فى فضاء الانترنت .. يأتى الينا بعضهم متفقا معنا فى أشياء ومختلفا فى أشياء لأن منهجه مخالف لمنهجنا ، فنعظه بالتى هى أحسن فيسىء الأدب ، فنطرده من الباب فيزحف من الثقوب ..هم أنواع كثيرون ..منهم من هو عدو لنا مبين ويدخل لتعطيل مسيرتنا وعند أول مواجهة يسفر عن أنيابه ، ومنهم من لا يقرأ ولا يفقه فى الاسلام إلا ما يحمله من أوزار التراث فإذا ووجه بما لا يعلم ثار ، ومنهم ومنهم .. تختلف خلفياتهم ولكن يتفقون جميعا فى أنهم يتبعون اسلوب الحشرات ، تطردهم من بيتك فيرجعون ـ تعلق عليهم الباب فيتسللون من الشباك . لا يعرفون معنى للحياء أو الكرامة ، ولا يشعرون بالخجل أو العار .. أمامهم فضاء الانترنت على مصراعيه ، ولديهم آلاف المواقع التى تلعننا ليل نهار ، ولكنه يحلو له أن يأتى الى موقعنا وهو مدرسة لها منهج مخالف له فيصمم على التسلل اليه كلما طردناه .
نحن نكتب فى موقعنا وفى موقع وحيد خارج مدرستنا هو الحوار المتمدن ، ولا نريد فرض أنفسنا على أحد ، ولا نفرض فكرنا على أحد . على النقيض منا توجد هذه الحشرات ..ولاسبيل لنا لأن نتغير ..ويبدو أيضا أنه لا سبيل للحشرات أن تتغير .. فمن شاء لنفسه أن يتحول الى حشرة ثم يفخر بما يفعل ، ويسعد بأننا نطرده فيعود لا يمكن أن يكون سوى حشرة ، بل أقل من الحشرة لأن الحشرة مخلوقة هكذا ، وهى بلا عقل ولا إدراك ، مجرد غرائز ..أما من يخلقه الله جل وعلا فى أحسن تقويم ثم يهبط باختياره الى أن يكون فى أسفل سافلين فهو أسوأ من الحشرات .. وقد قيل فى التراث فى سبب تسمية الذباب بالذباب : ( لأنه إذا ذٌبّ لاستقذاره آب لاستكباره ) أى إذا طرديته مستقذرا له عاد اليك مستكبرا ..
أرجو من أهل القرآن إعادة قراءة هذا التعليق كلما عادت هذه الحشرة تتسلل الى مدرستنا ..
لو كان عندك بعض الحياء لرددت على الكلام بكلام مثله ، كنت أبدأ حديثي بالسلام و أنهيه بالشكر في كل مرة ، لكن عندما بهتتك الحجة و فضحت افلاسك و صرت تتخبط ، لجأت لى لغة الشوارع تنافح بها عن نفسك.
اسمع يا هذا ! اليائس يلجأ إلى الشتائم ، و الشتائم في متناول الجميع ، و أستطيع أن أمطرك بأبابيلها لو أردت ، لكني أترفع عنها لا عجزاً يشهد الله و لكن تعففاً ، و يكفيك أنك فضحت جهلك و تخلفك في القرآن لغةً و فهماً ، فقد كفيتنا المؤونة.
و الجايات أكثر من الرايحات!
((ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون )) و بما أن الغيب مصدره القرآن ، فكل الفانتازيا الموجودة في هذا المقال دونها خرط القتاد.
قرأت الموضوع كله و أشعر بالغثيان من كثرة التهريج الذي فيه ، و الله ما وجدت فيه أية قيمة علمية ، بل مليء ثرثرة و رجماً بالغيب. ما هي الفائدة من معرفة الليلة التي نزل فيها القرآن أو المكان العيني للمسجد الأقصى ؟ و بماذا ستصلح حالنا سواء نزل في ليلة الإسراء أو ليلة القبض على فاطمة؟ ماذ يعنينا لأو كان المسجد الأقصى في الشام أو سيناء أو في الهملايا؟ الله سماها ليلة القدر و انتهى ، و سماه المسجد الأقصى و انتهى ، أم هي لجة كلَجّة بني اسرائيل مع البقرة؟
ما هو الدليل من القرآن على ما يلي ما دامت كتب الحديث خارج المعادلة:
1- يقول هذا أن النفس موكل بها ملكين ، واحد اسمه رقيب و الثاني عتيد؟ هذا كذب و رجم بالغيب ، الآية تقول (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) و ليس رقيب و عتيد؟
2- الفرية الكبرى التي تضحك الثكلى! القرآن نزل في ليلة الإسراء التي هي ليلة القدر! و و الله لا أدري من أي شيء أعجب ، من جهله بالتأريخ أم جهله بالقرآن؟ يعلم القاصي و الداني أن الإسراء حصل في السنة العاشرة للهجرة ، أي عمر الدعوة عشرة أعوام نزل فيها ثلث القرآن ؟ و هذه مثبتة في كتب التأريخ ، فإن كان لا يأخذ بكتب التأريخ كما في الحديث ، فلأي شيء يكتب مقالاته التي تستند كلها على كتب التأريخ ، أم أنه ينتقي ما يعجبه؟ فهل سميت ليلة الإسراء قبل حصول الإسراء أصلاً ؟ فهذه لا يقول بها عاقل!
3- يقول أن القرآن نزل على قلب النبي دفعة واحدة في ليلة القدر! من أعلمه بهذا؟ رجم بالغيب! هل قرأ هذا قوله تعالى (( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ))﴿الفرقان: 32﴾
هذه كانت أمنية الكافرين أن ينزل عليه القرآن جملة واحدة ، هل يعلم هذا الجاهل ماذا يعني قوله تعالى ((رتلناه ترتيلاً))؟ رتلناه أي أتبعنا بعضه بعضاً كالرتل الواحد ، فمال هؤلاء القوم لا يفقهون حديثا؟!
انت فعلا وقح وقليل الأدب وجاهل ومعندكش دم ولا إحساس يا ظافر الموسى .أنت كائن غير مرغوب فيك على هذا الموقع المحترم موقع العلماء وطلاب العلم الحقيقيون لا السفهاء امثالك .
فلماذا تأتى وتخرج عليهم .. على كل حال طريقتك وطريقتك أمثالك الذين يخرجون من دورات مياه وكبانيهات البخارى لن يثنوا عزم أهل القرآن ولن يوقفوا مسيرتهم فى فضح جهلكم وتراثكم وديانتكم البخارية ايها الحقير الجهول ....
ودليل على جهلك المطبق . انت تقول كما يقول البخاريون الأنذال اساتذتك أن ليلة الإسراء حدثت فى السنة العاشرة للبعثة . وكما تعلم يا جهول أنهم قالوا أن الصلاة فرضت فيى تلك الليلة من خلال قصة الف ليلية وليلة بتاعتهم . فيكف تقول يا غبى فيما نزل فى أول سورة من القرآن الكريم نزولا والت تتحدث عن الصلاة والسجود والركوع ؟؟ وماذا تقول يا سفيه عن كل سور القرآن المكية التى تتحدث عن الصلاة وماهيتها وكيفيتها ووظيفتها ؟؟
استاذنا الدكتور صبحى منصور لا تلتفت لمثل هذا الظافر ولا لمن خلفه الذين يريدون أن يعطلوا مسيرتكم ومسيرة أهل القرآن . فالملايين من الأجيال الحالية والقادمة الذين يتعلمون منكم ومن موقعكم أولى بكل دقيقة من وقتكم وليس هذا الجهول وأمثاله ...
اللهم ارحمنا من أعداء الحق وأعداء القرآن يا رحمن يا رحيم .
نصيحة من أخ أصغر لكل كتاب الموقع وكل القراء والمعللقين لا تجعلوا هذا الكائن يستدرجكم إلى مستوى متدنى من الكلام وهذا ما يريده فعلا تضييع وقت الموقع وتشتيت أفكاره ونشر الفوضى بين صفحاته وهذه لم تكن المرة الأولى ولن تكون الاخيرة
اعتقد ان هذا هو رد الفعل المتقوع على مشروع جامعة القرآن
تذكروا جيدا كلما بدأ الموقع في وضع خطوات على الطريق لتربية جيل من الكتاب والباحثين يحدث مثل هذه التفاهات بدعوى انهم يريدون النقاش والحوار والاحتكام للقرآن
هذه خطط مكررة وللعلم السيد ظافر ليس وحده في هذه المهمة معه أشخاص آخرون يمطرون الموقع بتعليقات على موضوع معين حتى لا تظهر على الصفحة الرئيسية الا تعليقاتهم فقط
ارجوكم لا تسيروا خلفه وتجعلوه ينجح في استدارجكم ...
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,056,874 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول من الاست اذة ( أم محمد ) : ما معنى (...
سؤالان : السؤ ال الأول : انتشر مقطع فيديو على مواقع...
مسألة ميراث: توفيت زوجة وتركت زوج واخوا ن شقيقا ن وليس...
ميراث ابن الأخ: السلا م عليكم اسمح وا لنا ان نتشرف بالقا ء ...
إبنتى الأمريكية: ماتت زوجتى وتركت ابنتى الوحي دة . هى كل ما...
more
(1) ـ هذا الكون المرئي وغير المرئي من الأرض والسماوات السبع قد خلقه الله تعالى من أجل أن يختبر الإنسان. يقول تعالى "وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " هود : 7 ، وحين تنتهي مدة الاختبار تقوم الساعة ويدمر هذا الكون ويتبدل بسماوات أخرى وأرض أخرى " يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ " إبراهيم :48
مع أن خلق السماوات والأرض كان لاختبار الإنسان ولكن هذه الآية تصرح أن خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس
{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }غافر57 فعلام يدل أن الله سبحانه خلق السماوات والأرض لاختبار الناس مع أنهما أكبرمن الناس هل يجوز أن نسأل عن دلالة ذلك