رضا البطاوى البطاوى Ýí 2009-02-16
اليهود هم الذين هادوا
الأخ سامر إسلامبولى السلام عليكم وبعد :
قلت "انظر إلى كلمة (الرحمن) ، وكلمة (الرحيم) ، فكلتاهما خرجتا من جذر واحد ؛ وهو (رحم)، ولكن دلالتيهما مختلفتان ، انظر إلى استخدام القرآن لكليهما؟
الرحمن:على وزن فعلان، مثل شبعان، حيران ، كسلان ، نجد أنها متعلقة بالحالات الثنائية؛ الضدية أو النقيضية ، فصفة (شبعان) يكمن في داخلها ضدها ؛ التي هي (جوعان) ، ولا يمكن وجود أحدهما دون تصور الآخر، وصفة (الرحمن) أُطلقت على فعل الله U لأنه قام بعملية الخلق على قانون ال&Eu;ثنائيات ، فتعلقت كلمة (الرحمن) بالاستخدام القرآني بصفة العلم ، والخلق ، والفعل ، ولم ترد بسياق الرحمة أبداً ، اقرأ قوله تعالى : ( الرحمن ، علّم القرآن ،خلق الإنسان) (الرحمن1-2-3)
( أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لاتغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون) يس 23 ( يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا)مريم 45
لاحظ كيف أتت كلمة الرحمن في سياق الضر والعذاب ، وهذه الأفعال لا تناسب دلالة كلمة الرحيم ؛ التي تصدر الرحمة الخالصة ، واقرأ قوله( بسم الله الرحمن الرحيم)الفاتحة 1 ، وقوله ( تنزيل من الرحمن الرحيم) فصلت2، ومن المعروف أن النص القرآني منزه عن الحشو والعبث ، وأن كل كلمة لها دلالة مستقلة عن الأخرى ، وأن اختلاف المبنى يؤدي إلى اختلاف المعنى ، وبالتالي لا يمكن أن تكون دلالة كلمة ) ، هي ذات دلالة ( الرحيم) "انتهى
الخطأ هنا أن الرحمن تأتى مع العذاب فى القرآن والرحيم تأتى مع الرحمة وسوف أنقل لك بعض الآيات الدالة على أن الرحمن تأتى مع الرحمة ومنها :
"جنات عدن التى وعد الرحمن عباده بالغيب"فهنا الجنات رحمة
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا" وهنا الرحمن يجعل للمؤمنين ود أى حب وهو الرحمة
"يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا" هنا الرحمن يجعل رحمة هى السماح بالشفاعة النافعة
إنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم"هنا الرحمن ذكر مع المغفرة والأجر الكريم والكل بمعنى الرحمة .
وأما الرحيم فقد ذكرت مع العذاب والرحمة معا أو مع العذاب بمفرده كما فى قوله :
إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه العزيز الرحيم" فهنا عدم النصر وهو عدم الرحمة ورد مع ذكر الرحيم
" ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما" هنا العذاب والتوبة وهى رحمة مذكوران مع الرحيم
" ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما" وهنا نفس الأمر
قلت "فماذا تعني كلمة (هد) ؟
هـ : صوت يدل على تأرجح خفيف منضبط .
د : صوت يدل على دفع شديد. وجمع الصوتين بترتيب كلمة (هد)(2) يدل على عملية أرجحة منتهية بدفع شديد نحو جهة مُعينة، نقول: هَدَّ الرجل الجدار، إذا قام بعملية أرجحة الجدار وهزه إلى أن يقع في اتجاه معين، ونقول: هَدَّ الطير على الغصن ، إذا أوقف حركة أرجحته واستقر على الغصن.
ومن كلمة (هد) خرجت كلمة (هاد) ؛ التي أضيف لها صوت (آ) بعد صوت (هـ)؛ ليعطي للأرجحة صفة الإثارة والامتداد في الجهة التي يريد أن يدفع نفسه إليها،فلم يتم الدفع مباشرة ، وإنما حصل الدفع بعد عملية الإثارة والامتداد .
أما كلمة(هَوَدَ) فقد أتى صوت (و) ليضيف إلى حركة الأرجحة صفة الضم الممتد ، وبعد ذلك تم الدفع حسب ما حصل ، فنلاحظ ؛ أن صوت ( و) لم يحدد جهة الأرجحة ، وإنما توجهت حركته إلى كليهما معاً ؛ ليصير قوةً تُعيد وتضم الحركة السابقة إلى ذاتها ، وأتى صوت ( د ) ليعطي عملية الضم دفعاً شديداً، ومن خلال تحليل أصوات كلمتي (هَوَدَ ، وهادَ ) نصل إلى تعريف محدد لهما. "انتهى
الخطأ هنا هو تحليلك لأصوات كلمتى هود وهاد فالأصوات وهى الحروف ليس لها معنى بمفردها وإنما يكون معناها عندما تنضم مع بعضها لتكون كلمة ذات معنى ولن يتيسر لك تفسير أصوات كل كلمة كما فعلت هنا خاصة الكلمات التى ليس لها علاقة بالكون والطبيعة مثل الله
وقلت "فكما أنه لا يوجد في الكون عنصرين مختلفين في البنية لهما اسم واحد،ظهر ذلك في اللسان العربي تحت مقولة: إذا اختلف المبنى اختلف المعنى ضرورة، وأي اختلاف في المبنى هو اختلاف في المعنى حسب الزيادة والنقصان أو التقديم أو التأخير للأحرف . "انتهى
الخطأ هنا هو أن الاختلاف فى المبنى يؤدى لاختلاف فى المعنى
هذا الكلام خطير جدا لو علمنا معناه وهو أنه لا يمكن تفسير القرآن تفسيرا صحيحا مهما حاولنا أو حتى لو كان له تفسير إلهى فسوف يكون خاطئا لأن التفسير هو وضع كلمة لها نفس المعنى مكان كلمة أخرى ومن ثم يكون كل ما قمت به أنت من تفسيرات لبعض آيات القرآن خاطىء لأن الكلمات التى فسرت بها بها زيادة فى المعنى أو نقص
إن وجود الترادف شىء لازم وإلا أصبحنا كلنا نضحك على بعض عندما نفسر كلام بعضنا
وأنت يا اخى لا تقدر على أن تقول أن كلمة إله مثلا لا تعنى الله لأننا عندما نقول لا إله إلا الله فقد قصرنا معنى إله على الله وحده فيكون الإله هو الله دون زيادة أو نقص وهناك كلمات تعنى شىء واحد مثل محمد وأحمد اسم لشىء واحد هو النبى ولا نقدر أن نقول أن معناهما متغير لأن المقصود بهما إنسان واحد
قلت "3- النص القرآني برهان وحجة في الاستخدام اللساني،وهو قد ميز في الخطاب بين اليهود ، والذين هادوا كما سنذكر ذلك بعد قليل.
اليهود،وهادوا في الاستخدام القرآني
المتتبع لكلمة (اليهود) في القرآن يجد أنها دائماً تُذكر بسياق اللعن، والغضب، والذم، ولم يوجه الله خطاب التشريع لهم، ولم يبعث فيهم أنبياء، بخلاف الذين هادوا فقد توجه الشارع لهم بالخطاب والتكليف، وعدم توجيه الخطاب لليهود شيء طبيعي،.
. فمن كان ينتسب إلى النبي موسى u؛ فليُسمِّ نفسه؛ موسوياً، أو إبراهيمياً،أو مسلماً، وينبغي حذف اسم إسرائيل عن سلطة اليهود ، واستخدام الوصف المناسب لهم ، وهو؛ الكيان اليهودي الغاصب
أما كلمة (هادوا) فقد تعلق النص القرآني بها خطاباً،وتوجيهاً، وأمراً ونهياً ، اقرأ قوله تعالى : (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا لِلَذين هادوا)المائدة 44 ،
وقوله: ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون ) البقرة 62، وقوله : ( وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)النحل 118،
وقوله :( فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً)النساء16،
بخلاف اليهود تماماً ، فلم ينزل إليهم أي كتاب إلهي قط ، ولم يُبعث فيهم أنبياء ، ولم يخاطبهم الله U إلا بصيغة الغضب واللعن والذم . "انتهى
الخطأ الأول قولك "المتتبع لكلمة (اليهود) في القرآن يجد أنها دائماً تُذكر بسياق اللعن، والغضب، والذم، ولم يوجه الله خطاب التشريع لهم، ولم يبعث فيهم أنبياء، " الخطأ هنا هو أن اليهود وحدهم من لعنوا وذموا وغضب عليهم وأما الذين هادوا فلم يفعل الله بهم ذلك والحق هو أن اليهود ليسوا هم- وهم الذين هادوا أنفسهم - من فعلوا ما يستوجب اللعن والذم والغضب وإنما الذين هادوا -التى هى اليهود - حرفوا الوحى كما فى قوله " من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا فى الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظر لكان خيرا لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا" وهنا لعنهم الله وظلموا كما بقوله " فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما فهنا أعد للذين كفروا من الذين هادوا العذاب أو سماع الكذب كما بقوله "ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم أخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم" فهنا الذين هادوا لم يطهر قلوبهم وله الخزى وهو العذاب واللعن فى الدنيا والأخرة وقوله "وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"فهنا ذمهم بالظلم كما ذمهم بالفرار من الموت فى قوله "قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
الخطأ الثانى أن اليهود غير الذين هادوا وهم ما ينفيه التشابه فى الأفعال ككراهية الأخرة والموت ففى اليهود قال تعالى :"قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون " وفى الذين هادوا قال نفس الأمر " قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون "
زد على هذا أن الله نفى عن إبراهيم (ص) كونه يهوديا أو نصرانيا فقال "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين"ونفى نفس الأمر بلفظ هودا أو نصارى فلابد أن يكون هودا هم اليهود بقوله "وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وقوله " ؟"أم تقولون أن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى"ومن ثم لابد أن يكون هؤلاء هم أولئك وإلا كان هناك خلل
زد على هذا أن اليهود قالوا " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه" وهذا معناه أنهم أولياء الله كما زعم الذين هادوا وهو قوله " قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس"
وقلت " الخلاصة
، مع العلم أن اليهود لم يكن لهم وجود في زمن النبي إبراهيم،ولا في زمن النبي موسى، وَوُجدوا بعد موسى بزمن طويل ، بينما عقيدتهم كانت موجودة كظاهرة لم تأخذ صفة التكتل ، انظر مثلاً (عبادتهم للعجل) ، وهم كانوا وراء المؤامرة على النبي " انتهى
نلاحظ فى كلامك هنا تناقضا حيث نفيت وجود اليهود فى عصر موسى (ص) بقولك " ولا في زمن النبي موسى، وَوُجدوا بعد موسى بزمن طويل " ثم أثبت وجودهم فى عصره لأن عبادة العجل كانت فى عهده بقولك " انظر مثلاً (عبادتهم للعجل)"
قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
دعوة للتبرع
أهلا بك ومرحبا: دكتو ر / أنا اطلعت على بعض مؤلفا تك وأقو ل ...
أرحنا بها يا بلال : أنت تقول ان الصلا ة هي نوعية منظمة من ذكر الله...
أسلمة الأمم المتحدة: دكتور احمد صبحي منصور اتخيل واسمح لي ...
المسجد الاقصى: بعض الناس يحتج بدليل المسج د ذو القبل تين ...
نهج البلاغة: ما رايك عن كتاب نهج البلا غة المنس وب الي...
more