آحمد صبحي منصور Ýí 2008-12-06
مقدمة
1 ـ فى المقال السابق (الكفر السلوكى وملامحه فى قصة فرعون موسى ) تحدثنا عن (الإكراه فى الدين ) أو ( الفتنة ) التى بها يتميز الكفر السلوكى عن الكفر العقيدى ، وقلنا : (هناك كافر بعقيدته يقدس البشر والحجر ولكنه لا يفرض عقيدته على الغير مؤمنا بحق كل انسان فى معتقده ) وهذا هو الكفر العقيدى الذى ينتمى اليه الصوفية المسلمون ، وينتمى معظم شعوب العالم المتحضرة التى تحترم حقوق الانسان. (وهناك من يفرض عقيدته على الاخرين بالاكراه فى الدين مستعملا القوة والقهر والارهاب ، وهذا هو الكافر بالسلوك ، ونحكم عليه بسلوكه ، ويتدرج كفره السلوكى حسب درجة اعتدائه وتسلطه على الاخرين. الوهابية السنية فى عصرنا أهم مثال لهذا الكفر السلوكى ، وقد اتسع ضحاياهم فى العالم كله ، وأكثر ضحاياهم من المسلمين داخل وخارج المملكة السعودية ، و القرآنيون فى مقدمة ضحاياهم .باختصار فالفتنة أوالاكراه فى الدين هى الفارق بين نوعى الكفر العقيدى والسلوكى.) ثم عرضنا أبرز مثال فى القرآن الكريم لملامح الكفر السلوكى فى قصة فرعون موسى ، وسرنا مع تأثير الاكراه فى الدين فى إشاعة وباء الخوف حتى لم يسلم منه فرعون ذاته ، وموسى وهارون عليهما السلام ، والتأثير السلبى على بنى اسرائيل فى حياة موسى الذى أوقع ببنى اسرائيل صرعى لثقافة العبيد وانتهى بهلاكهم تيها فى الصحراء .
وهذا المقال لا يزال يتعرف من القرآن الكريم على بقية الفوارق بين الكفر السلوكى و الكفر العقيدى .
أولا : ـ لمحة لمعانى الكفر والشرك فيما يخص العقيدة والايمان القلبى :
1ـ الكفر و الشرك سواء ، هما قرينان فى مصطلح القرآن لذلك يأتيان مترادفين فى النسق القرآنى. ( 9 / 1 ، 2 ، 17 ) ( 40 /42 )
2 ـ الكفر فى اللغة العربية يعنى التغطية, أى كفر بمعنى غطى , والله تعالى وصف المزارعين بالكفار، فالزارع كان يطلق عليه فى اللغة العربية "كافر" لأنه " يكفر الزرع " اى يغطيه بالتراب والماء لينمو. وجاء هذا المعنى فى القرآن الكريم ( 57 / 20 ).
3 ـ لقد خلق الله تعالى البشر بفطرة نقية لا تعرف تقديسا الا لله تعالى ولا تعرف غيره جل وعلا ربا والاها و معبودا ووليا وشفيعا ونصيرا ( 30 / 30 ). ثم تأتى البيئة الأجتماعية وموروثاتها الدينية فتغطى تلك الفطرة النقية بالاعتقاد فى آلهة وأولياء و شفعاء ينسبونهم الى الله تعالى زورا، بزعم أنها تقربهم الى الله تعالي زلفا أو أنها واسطة تشفع لديه. ذلك الغطاء او تلك التغطية هى الكفر بالمعنى الدينى . و فى نفس الوقت فان ذلك هو أيضا شرك لأنه حول الألوهية الى شركة وجعل لله تعالى شركاء فى ملكه ودينه.
4 ـ أى أن الكفر فى داخله ايمان ولكنه قليل ، وكذلك الشرك ، ففى داخل الكفر والشرك بعض الأيمان حيث يؤِمنون بالله ايمانا ناقصا اذ يجعلون معه شركاء فى التقديس , أو يأخذون من مساحة التقديس ـ التى ينبغى أن تكون لله تعالى خالصة ـ ويعطونها لمن لا يستحقها من البشر والحجر. وبهذا يجتمع ذلك الايمان ـ الناقص ـ بالله تعالى مع الايمان بغيره أي بتأليه البشر و الحجر. ولهذا وصف الله تعالى أكثرية البشر بأنها لا تؤمن بالله إلا أذا آمنت معه بغيره ، وهذا هو حال المشركين (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ) يوسف / 106 ) ، فالشرك يعنى وجود إيمان بالله لكنه إيمان ناقص حيث يؤمن بالله تعالى ويؤمن أيضا بوجود آلهة أخرى معه.
5 ـ وهذا الايمان الناقص فى عقيدة الشرك سيؤدى بأصحابه الى النار يوم القيامة .
والله تعالى لا يأبه بذلك الايمان القليل لأنه " كفر" أى غطى الفطرة بتقديس غير الله . والفطرة كما جاء فى القرآن الكريم تجعل الالوهية لله وحده .
وقد لعن الله تعالى الكافرين بسبب إيمانهم القليل بالله (وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) ( النساء46.) وأكد أن أيمان الكافرين القليل لن ينفعهم يوم القيامة (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ) ( السجدة29 ).
ثانيا : بين الكفر السلوكى الظالم والكفر العقيدى المسالم للناس:
1 ـ صاحب العقيدة الصحيحة لا يمكن ان يفرض عقيدته على الناس لأنه لا بد أن يلتزم بشرع الله جل وعلا فى انه " لا إكراه فى الدين"، وبمجرد ارتكابه جريمة الاكراه فى الدين فقد خرج عن الاسلام .
صاحب العقيدة الفاسدة الكافرة قد يحتفظ بها لنفسه مجرد تأليه للبشر والحجر ، مع احترامه لحق الآخرين فى اختيار عقائدهم ، هنا يظل كافرا بعقيدته ، وهو شأن كل البشر مسئول فقط أمام الله جل وعلا عن إختياره العقيدى ، وليس لأحد أن يفتش عن قلبه او أن يتدخل فى اختياره الدينى طبقا لتشريع الاسلام .
وهناك صاحب العقيدة الفاسدة التى (يعمل ) على نشرها بالضغط والارهاب.
أى لدينا نوعان من الكفر : الكفر العقيدى المسالم ، والكفر السلوكى العقيدى المعتدى الظالم ، ونختصره فنقول ( الكفر السلوكى ) لأن الذى يهمنا ليس كفره القلبى ولكن إعتداءه وسلوكياته الاجرامية ، نتعامل فقط مع الكفر السلوكى فقط .
2 ـ وبالعمل أوالسلوك يختلف الكفر العقيدى عن الكفر السلوكى .
الكفر العقيدى محله القلب لأنه إيمان بغير الله مع الله ، وهذا الكفر يزيد وينقص ، ولا يعلم حقيقته إلا الله جل وعلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور (غافر 19) وليس لنا أن نفتش عن حقائق الايمان القلبى سواء قلّ أم كثر ، لأن الله جل وعلا يقول (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ)(النساء 25 ).
ثالثا : الكفر السلوكى يجمع بين الكفر القلبى الاعتقادى مع الكفرالسلوكى الظالم
1 ـ هذا الكافر المسالم الذى يحترم حقوق البشر واختيارهم الدينى والعقيدى يظل كافرا بالعقيدة فقط ، فإذا عمل على نشر دعوته بالاكراه فى الدين والصّد عن سبيل الله تعالى والظلم فقد جمع بين الكفر القلبى والكفر السلوكى. فالواقع أن الكفر السلوكى يجمع بين الكفر العقيدى القلبى مع الكفر السلوكى بالظلم للناس وإكراههم فى الدين.
وفيما يخص تعامل الدولة الاسلامية كدولة مسلمين مسالمين مع الكفر السلوكى فان الله تعالى يصف الكفرالسلوكى بصفات مثل الاجرام والظلم والاعتداء،أى يصفهم بصفات يمكن أن التحقق منها وإثباتها ثم الحكم عليها فى المحاكم لأنها أفعال (مجرّمة ) بالقانون الوضعى نفسه فى أى دولة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان .
2 ـ قد يكون الكافر المسالم للناس (أى الكافر بعقيدته فقط ) غير مهتم بموضوع الدين أصلا ، شغلته الدنيا عن معرفة الدين الصحيح من الفاسد ،ولا وقت لديه للنقاشات الدينية او معرفة الصحيح من الباطل.
وقد يكون ملحدا يرى دينه فى الالحاد مع احترامه لحرية الآخرين الدينية ومسالمته للجميع.
ولكن الكافر بعقيدته وسلوكه المتعدى الظالم يختلف عن الكافر المسالم للناس فى انه يرى أن واجبه الدينى إلزام الاخرين بعقيدته التى يعتقد صوابها المطلق ، وأنه الوكيل عن الله جل وعلا فى حساب الناس على عقائدهم ودقائق إيمانهم ، وكيفية أداء صلواتهم و شعائر دينهم.
3 ـ هذا الكافر الظالم المعتدى بسلوكه يرفع نفسه فوق الله جل وعلا .
فإذا كان الله جل وعلا قد منح الناس حرية الاعتقاد فان الكافر بسلوكه وعقيدته يمنح نفسه سلطة اعلى من سلطة الخالق جل وعلا ،إذ يرفض منح الناس تلك الحرية الدينية .
وإذا كان الله جل وعلا قد حدد يوما للدين أسماه ( يوم الدين ) ، فإن الكافر بسلوكه وعقيدته يعجل بحساب الناس فى هذه الدنيا فيقيم محاكم تفتيش لمن يخالف عقيدته ، ويحكم عليهم فيها بالكفر والقتل وشتى العقوبات ، وكل ذلك لأغراض دنيوية ؛حرصا على سلطان قائم أو طلبا لسلطان قادم. هم ظالمون لله جل وعلا قبل أن يكونوا ظالمين للناس ، ولكن لا شأن لنا بظلمهم لله تعالى ، فهذا شأنهم مع الله تعالى يوم القيامة. لنا أن نحكم فقط على ظلمهم للبشر.
4 ـ هذا الكافر الظالم الذى يعتمد الاكراه فى الدين لا بد له من دين زائف يؤسس عليه سلطته الدينية و الزمنية لأن دين الله الحق يقف ضده على طول الخط . ثم لا بد له من فرض دينه الزائف على الناس ، ومنع الناس من مناقشة ذلك الدين خشية كشف زيفه. وفى وجود الاسلام ممثلا فى القرآن الكريم فلا بد له من الصّد عن القرآن وتجريم من يتمسك به وحده ، واضطهاد من يحتكم اليه وحده . وبالتالى يتألق هذا الكافر بسلوكه وعقيدته فى الشّر والصّد عن سبيل الله تعالى. وهذه من سمات من يجمع بين الكفر السلوكى والكفر العقيدى ،أى ( يدعو ) الى النار ، ويقوم بالصّد عن سبيل الله جل وعلا مستعملا كل الأساليب ، ناشرا الأكاذيب التى ينسبها لله تعالى ولرسوله معتبرا أنها (وحى ) كما يقول السنيون عن أحاديثهم الضالة .
5 ـ ومن حقائق القرآن الكريم أن الذى يجمع الكفر السلوكى والكفر العقيدى ويحترف الكذب على الله جل وعلا ويحترف التكذيب بآياته يظل متمسكا بهذا الكذب الى يوم الحساب ، أى يظل متمسكا بأنه على الحق الى درجة أن يكذب على الله جل وعلا يوم الحساب يزعم أنه على الحق.
يقول جل وعلا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) وقد تكرر هذا المعنى كثيرا فى القرآن الكريم تأكيدا على أن أظلم الناس لرب الناس هو من يفترى على الله جل وعلا وحيا كاذبا وفى نفس الوقت يكذّب بالقرآن الكريم الذى هو الحديث الوحيد الذى يتمسك ويؤمن به المسلم (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ )( الأعراف 185 ، المرسلات 50 ).
وتقول الاية التالية تصفهم يوم الحساب : (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )أى يسألهم الله جل وعلا ( مثلا ) عن مالك والشافعى وابن حنبل والبخارى ومسلم ..الخ ..الذين قدّسوهم واعتبروا كلامهم وحيا جعلوه يبطل (أى ينسخ بمفهومهم ) كلمات الله جل وعلا فى القرآن ، فماذا سيكون ردهم ؟: يقول جل وعلا : ( ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ )،أى يقسمون بالله تعالى أمام الله جل وعلا بأنهم ما كانوا مشركين . وهنا يتعجب رب العزة ، ويقول : (انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ) ( الأنعام 21 : 24 ) أى أدمنوا الكذب فانطبع فى قلوبهم حتى صدقوا أكاذيبهم ، وأضلوا أنفسهم بأنفسهم ، وما أغنى عنهم شيئا اعتقادهم فى شفاعة البشر وتقديس الحجر.
ينطبق هذا على المتدين بدين ارضى فاسد ، يطلق على الناس لحيته ، ويرتزق بالتدين السطحى ويؤسس له جاها بين الناس بذلك الاحتراف الدينى ..يظل فى غيه أسير أكاذيبه الى أن يلقى الله جل وعلا دون هداية، فمن يحترف إضلال الناس لا يمكن أن يهديه رب الناس، يقول تعالى (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) ( النحل 37 )
6 ـ وقد سبق تحقيق معنى الاسلام الظاهرى والايمان الظاهرى بمعنى ايثار السلام و الأمن ، فكل شخص مسالم يأمنه الناس ويثقون فيه ويأمنون له يكون مسلما مؤمنا ظاهريا حسب سلوكه وعمله بغض النظر عن عقيدته ، وفى المقابل فان الاسلام والايمان العقيدى هو الاستسلام والانقياد لله تعالى وحده ، والايمان به وحده لا شريك له ، وأن هذا الايمان والاسلام القلبى لا يحكم عليه سوى رب العزة يوم القيامة.
لنا أن نحكم فقط على الايمان الظاهرى والاسلام الظاهرى بمعنى (الأمن والمسالمة وحسن السير والسلوك ) فيما يخص علاقتنا بالآخرين بغض النظر عن دينهم الرسمى والفعلى.
ولنا أن نحكم فقط على الكفر السلوكى الظاهرى المرئى لنا بمعنى (الإعتداء و الظلم و الاكراه فى الدين ) طبقا لما جاء فى تشريعات القرآن الكريم الخاصة بالتعامل مع المشركين. لا يهمنا معتقد الظالم المعتدى ولكن يهمنا إعتداءه على الناس المسالمين ظلما وعتوا وعدوانا .
أى هو موقف حقوقى قانونى مدنى وليس موقفا دينيا ، فكل القوانين البشرية العادلة وكل القيم الانسانية العليا وثقافة حقوق الانسان ومواثيقها الدولية تؤكد نفس الموقف.
وقد سبق رسول الله محمد عليه السلام بتطبيق ذلك فى دولته الاسلامية المدنية ، فى وقت كانت البشرية تعيش ظلمات العصور الوسطى.
ونأخذ أمثلة من أحوال المسلمين والدولة الاسلامية فى عهد الرسول محمد عليه السلام :
رابعا : كيفية تحديد الكفر السلوكى فى دولة النبى محمد عليه السلام
بالهجرة تكونت للاسلام والمسلمين دولة استطاعت بقيادة النبى محمد عليه السلام أن تطبق شريعة الاسلام الحقيقية، وكان هناك عقد وعهد وبيعة يتم على أساسها انتماء الفرد المسالم للدولة الاسلامية القائمة على العدل والحرية و السلام . وإذا كانت الهجرة أهم عوامل تاسيس هذه الدولة ومعيار الانتماء لها فإن الاسلام بمعناه السلوكى الذى يعنى السلام وعدم الاعتداء كان هو معيار المواطنة ، كما أن الاعتداء والاكراه فى الدين كان معيار تحديد العدو وتحديد الكفر السلوكى .
ونعطى أمثلة :
مع المنافقين النشطين ضد المسلمين داخل الدولة :
معظم المنافقين فضحتهم سلوكياتهم وأعمالهم المعادية للاسلام ، ونزل القرآن يحكى تآمرهم ، مع التأكيد على الاعراض عنهم إكتفاء بفضح تآمرهم . ولا عقوبة عليهم ولا مؤاخذة طالما لا يعتدون بالسلاح على المؤمنين ، وطالما لا يكرهون أحدا فى دينه أو ما يعرف بالفتنة فى الدين.
هم مواطنون مسلمون حسب الظاهر برغم أن الله تعالى يجعل من يموت منهم على نفاقه فى الدرك الأسفل من النار. ( النساء ـ 145 )
كانت العقوبات سلبية فى مواجهة سلوكياتهم المعادية طالما لم تصل الى حد رفع السلاح ضد الدولة، منها:
1 ـ الاعراض عنهم إذا حاولوا خداع المؤمنين بالحلف الكاذب بالله جل وعلا (سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) ( التوبة 95 ).
2 ـ وإن تقاعسوا عن القتال دفاعا عن أنفسهم وعن بلدهم فعقوبتهم هى منعهم من شرف القتال وعدم الصلاة عليهم عند الموت (فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )( التوبة 83 ـ )
3 ـ وإن بخلوا ولم يعطوا الصدقات فعقابهم ألاّ تؤخذ منهم الصدقات (قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ ) ( التوبة 53 ـ )
4 ـ وإن أقاموا مسجدا للتآمر والاضرار بالمسلمين فالعقاب هو إمتناع النبى عن دخوله (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ) ( التوبة 107ـ ) .
تمتع المنافقون من ساكنى المدينة بحرياتهم الدينية والسياسية و فى التعبير عنها حتى تكونت منهم جماعات من الرجال و النساء تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف كيدا لرجال ونساء المسلمين الذين كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر (التوبة 67 ، 71 ). مارسوا المعارضة السياسية الى أقصى درجاتها ، مثل نشر الاشاعات وقت الخطر، والعمل طابورا خامسا وقت هجوم العدو ( النساء 83 ، 141 ) ( الأحزاب 18 ، 60 ـ ) وإيذاء النبى محمد عليه السلام (التوبة 61 ) (الأحزاب 48 ) كل ذلك كان مسموحا به ومتاحا لهم طالما لم يعتدوا بالقتل والقتال.
مع المنافقين بالقلب فقط دون السلوك العدائى
أشار القرآن الكريم لطائفة من المنافقين مردوا على النفاق بحيث ضبطوا جوارحهم عن السلوك العدوانى واحتفظوا بعقائدهم الكارهة للاسلام داخل صدورهم . لذا أوكل الله تعالى لذاته العلية عقابهم فى الدنيا والآخرة ، ولم يفضحهم بين الناس فظلوا فى علم الغيب ،إذ كان النبى محمدا عليه السلام نفسه لا يعرفهم ، مع انهم كانوا الى جانبه ومن بين أصحابه ، يقول تعالى ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) ( التوبة 101 ).
أى تمتع المنافقون فى دولة النبى محمد عليه السلام فى المدينة بكامل حقوق المواطنة وكامل الحقوق السياسية فى النقد والاعتراض ، وكامل الحقوق الدينية فى ممارسة شعائرهم ، حتى فى إقامة مسجد للضرار والتآمر. وكل هذه الحقوق كانت متاحة لكل من يهاجر الى الدولة الجديدة ، ويعقد معها ميثاق وعهد المواطنة على أساس المسالمة والموالاة ضد المعتدين المحيطين بالمدينة المتربصين بها الدوائر.
مع المنافقين خارج الدولة الاسلامية :
الهجرة كانت فاصلا فى علاقة الدولة الاسلامية مع الأعراب الذين كان معظمهم أشد الناس كفرا ونفاقا . كانوا بطبيعتهم محترفى الاغارات والسلب و النهب والغدر ، واتخذوا من إعلان الاسلام وسيلة للكيد للمسلمين ودولتهم الوليدة ، يأتون يعلنون الاسلام ظاهريا فى المدينة وهم فى الحقيقة جواسيس ومتآمرون إذ يعودون الى مضارب قبيلتهم يجهزون للقيام بالغارة على المسلمين. يأتون للمدينة لعقد العهد والبيعة بالدخول فى المواطنة الاسلامية ثم يرجعون الى خيامهم وينقضون العهد عندما تتاح لهم الفرصة فيغيرون على المدينة.
كانوا منافقين من نوع خاص جمعوا بين النفاق والعدوان العسكرى ، وافترقوا بذلك عن المنافقين الذين كانوا يعيشون فى المدينة ، والذين أتيح لهم أن يعارضوا ما شاءت لهم حرية المعارضة السلمية.
من هنا كانت الهجرة للمدينة هى الحل بالنسبة لأولئك الأعراب ، فإن هاجروا فقد أصبحوا مسلمين ظاهريا يتمتعون بكل حقوق المعارضة مهما بلغ نفاقهم ، فإن رفضوا الهجرة واستمروا فى نقض العهد والغدر بالمسلمين فلا بد من قتالهم ورد إعتدائهم لأنهم كفار بالسلوك(النساء 88 : 91).
مع المسلمين خارج الدولة الاسلامية والمهاجرين لها :
1 ـ انتشر الاسلام خارج حدود دولة النبى محمد ، وبعضهم قدم مهاجرا للمدينة ، وبعضهم أسلم وأعلن اسلامه ولكن ظل راغبا عن الهجرة ، فكيف تصرفت الدولة الاسلامية معهم ؟
كانت الهجرة فيصلا فى انتماء المسلم المؤمن سلوكيا للدولة الاسلامية ،لأنه بهجرته قد عبّر عن انتمائه لها ، ويترتب له عليها حقوق وتكون لها عليه واجبات فى إطار الولاء والانتماء، فإن لم يهاجر فليست له حقوق المواطنة والحماية فى الدولة الاسلامية ، يقول تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ ٌ) ( الأنفال 72).
ويهمنا هنا أن الهجرة سلوك ظاهرى بغض النظر عن نيّة المهاجر وحقيقة إيمانه .
2 ـ وكانت الهجرة مفتوحة أمام الجميع رجالا ونساءا ، فى وقت كانت فيه الدولة الاسلامية فى بدايتها يحيط بها الأعداء من كل جانب ، يتآمرون عليها ، وحملاتهم العسكرية عليها لا تنقطع . ومن المتوقع أن يأتيها ضمن المهاجرين لها جواسيس وعملاء يتعاونون مع الطابور الخامس فى الداخل وهم المنافقون. والمتوقع أن يكون النساء ابرز المرشحات لدور التجسس . هنا برز الفحص الأمنى الظاهرى للتأكد ظاهريا من هوية القادمات ، وبهذا أمر الله جل وعلا المؤمنين فقال :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ)( الممتحنة 10 ) فالامتحان هنا ظاهرى لا شأن له بالتفتيش فى العقائد وما فى خفايا القلوب ، ولكنه استجواب أمنى يتناول علاقتها المحتملة بالعدو ، والسبب الحقيقى فى هجرتها ، وليس للتفتيش عن إيمانها القلبى لأن الله جل وعلا هو الأعلم بايمانهن كما جاء فى الاية الكريمة. فاذا خرجت من الاستجواب مأمونة الجانب استحقت القبول عضوة فى الدولة الجديدة ، وعليها أن تبايع النبى أى تعقد معه عقد الانتماء للدولة الاسلامية ( الممتحنة 12 ).
من ذلك نستنتج أن الدولة الاسلامية تعاملت بمنطق الاسلام السلوكى فى تحديد مواطنيها ومنطق الكفر السلوكى فى تحديد أعدائها ، فأبوابها مفتوحة لهجرة كل من يأتى لها مسالما لا يعتدى عليها بالسلاح ، وله حق المعارضة الدينية و السياسية مهما بلغت طالما لا تتضمن حمل السلاح ضد الدولة . فإذا اعتدى ونقض عهد المواطنة فهو كافر بالسلوك العدوانى .فإذا رفض الهجرة مع إيمانه القلبى فليست له حقوق لدى الدولة الاسلامية ، فلو تعرض للاضطهاد والاكراه فى الدين فعلى الدولة الاسلامية أن تنقذه بشرط عدم الاخلال بمواثيقها مع الأطراف الأخرى (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )( الأنفال 72 )
فى علاقات الزواج التى قطعتها الهجرة والخصومة بين معسكرى الكفر والايمان :
1ـ من المهاجرات من كانت متزوجة تركت زوجها الكافر وجاءت مهاجرة ، وقد انقطع زواجها وامتنع إرجاعها اليه بقيام حالة الحرب بين معسكرها ومعسكر زوجها السابق واختيار كل منهما معسكره الذى ينتمى اليه. وبانفصالها عن زوجها المشرك يحق لها أن تتزوج بعقد جديد ومهر جديد ، يقول جل وعلا فى نفس الاية العاشرة من سورة الممتحنة : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ).
2 ـ وفى المقابل فان من المهاجرين من إنفصل عن زوجته التى أبت أن تهاجر معه واختارت عليه قومها ودينها ، وبقيام الحرب بين المعسكرين فلا بد أن تستمر حياة هذا فى موطنه الجديد ، وتلك فى موطنها الأصلى الذى بقيت فيه ، يقول جل وعلا: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) ( الممتحنة 10 )
3 ـ وإذا كانت الهجرة ظرفا استثنائيا فان الحكم الشرعى الدائم جاء فى قوله سبحانه وتعالى :
(وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) ( البقرة 221 )
الاعتداء الحربى والسلوك العدائى هو الفيصل هنا فى تحديد المشركات والمشركين الذين يحرم زواجهم وتزويجهم من المسلمين والمسلمات . فالأصل فى الزواج أن يقوم على المودة و الرحمة و الاستقرار ، وليس بأن يتحول فراش الزوجية الى معارك بين المسلمين والكفار. وعليه فالسلام والأمن والأمان (المعنى الظاهرى للاسلام والايمان ) هو المطلوب ، بغض النظر عن عقيدة العريس والعروس ، مسلما سنيا أو شيعيا أو صوفيا أو مسيحيا أو اسرائيليا أو بوذيا أو ملحدا. ولأن تحديد المشرك والمشركة مؤسس على السلوك العدوانى وليس على العقيدة فان الاية الكريمة تختتم بقوله تعالى عن نوعية وصفة أولئك المشركين و المشركات (أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) ( البقرة 221 ).
مع الكفار المعتدين فى حالة الاشتباك الحربى
1 ـ ففى حالة الاشتباك الحربى مع الكافرين المعتدين فان الجندى المشرك إذا ألقى السلام فقد حقن دمه ويجب حمايته بمجرد نطقه بالسلام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) ( النساء 94 )، فهنا نجد لذلك الجندى حالتين :ألأولى حين كان يحارب معتديا فاستحق لقب الكافر ، وعندما نطق بالسلام تحول الى حالة الايمان والسلام وحرم دمه.
وإن استجار طالبا الحماية دون التلفظ بأنه مؤمن مسلم فقد وجب على المسلمين إجارته وحمايته وأن يسمعوه القرآن الكريم ليكون حجة عليه يوم القيامة ، ثم عليهم أن يبعثوا به الى بلده آمنا : (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) ( التوبة 6 )
2 ـ ويسرى هذا على الكافرين كأمة ودولة . فالكافرون هم كافرون طالما هم يعتدون ، فإذا كفوا عن الاعتداء وجنحوا للسلم فقد أصبحوا أخوة فى الدين ، ونفهم هذا من تشريع رب العزة فى القتال ، فقد جاء الأمر بقتال الذين يقاتلون المسلمين معتدين: (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) ( البقرة 190 ) ، فإن انتهوا عن العدوان وكفوا عن الاعتداء غفر الله تعالى لهم : (فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( البقرة192 ) . وتكرر هذا التشريع فى قوله تعالى للكافرين المعتدين (قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ ) أى ان الله جل وعلا يعرض عليهم الانتهاء عن العدوان مقابل غفران ما قد سلف ، فان رفضوا فقد حقت عليهم سنة الأولين فى مؤاخذتهم بعدوانهم ، ثم أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بقتال أولئك المعتدين المستمرين لمنعهم من الاعتداء و الاكراه فى الدين ،فإن انتهوا عن العدوان فإن أمرهم الى الله جل وعلا ، وليس للمؤمنين أن يتعرضوا لهم : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )( الأنفال 38 : 39 ).
الذين كفروا هنا مقصود بهم الكافرون سلوكا فقط بالاعتداء و الفتنة والاكراه فى الدين . وليس مقصودا بهم الكافرون قلبيا وعقيديا لأن الله تعالى يغفر للكافر سلوكيا إذا كفّ عن اعتدائه ، ولكنه لا يغفر أبدا للمشرك الكافر بعقيدته الذى يموت مشركا:(الزمر65)(النساء 48 ، 116).
3 ـ بل أنهم لو كفوا عن القتال العدوانى أصبحوا للمسلمين أخوة فى الدين ، وهذا ما تكرر مرتين فى أوائل سورة التوبة التى نزلت فى البراءة من المشركين الكافرين المعتدين الذين ينقضون العهود ويواصلون العدوان على المسلمين ، أعطاهم الله جل وعلا مهلة أربعة أشهر هى الأشهر الحرم ، فان لم يتوبوا فعلى المؤمنين رد عدوانهم ،أما إذا كفوا فهم أخوة فى الدين (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) (التوبة 5 ، 11). وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة لا تعنى أداء الصلاة أو تقديم الصدقات ، ولكن تعنى الاستقامة وعمل الصالحات بدل العصيان . وسبق شرح ذلك فى كتابنا ( الصلاة فى القرآن الكريم ) المنشور فى موقع (اهل القرآن ).
4 ـ ومن اللافت للنظر مقارنة آيتى سورة التوبة بآية أخرى وردت فى سورة النساء لنفهم المقصود بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة هنا فى سياق الكفّ عن القتال.
فعن الكفار المعتدين ناقضى العهود فان الله تعالى يعرض عليهم الكفّ عن القتال العدوانى بالتوبة ، ويأتى معنى التوبة هنا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ،اى بالاستقامة الظاهرية وعدم الاعتداء (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) (التوبة 5 ، 11) فهم كانوا يؤدون الصلاة ولكن أضاعوها بالظلم والاعتداء .
وقبلها ـ حوالى عشر سنوات تقريبا ـ كان نفس الكفار المعتدين من قريش يطاردون المؤمنين بالاضطهاد والقتل ، ولم يكن قد نزل على المؤمنين الإذن بالقتال ، بل كانوا مأمورين فقط بكفّ أيديهم وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ، فتعود بعضهم على التخاذل و الخنوع و الخضوع والاستسلام (أى ثقافة العبيد ) ولذلك عندما جاء الإذن بالقتال ضجوا واعترضوا ، وتساءلوا لماذا كتبت علينا القتال يارب..!!. جاء هذا فى قوله جل وعلا : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ؟ )( النساء 77 ) نسى أولئك أن الأمر بالقتال هو لرد العدوان و ليس للاعتداء..هو لحمايتهم من الاستئصال ولردع العدو عن الهجوم لأن استسلامهم السلبى يطمع العدو فى استمرار الاعتداء عليهم.
الشاهد هنا أن المسلمين المسالمين الأوائل كانوا ممنوعين من القتال مأمورين بكف اليد عن رد الاعتداء ، ومأمورين باقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . وهو نفس المطلوب من المشركين الكافرين بالسلوك ، هم مطالبون بالتوبة أى المسالمة وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة بمعنى الاستقامة ، وبذلك تتحول العلاقة بين أعداء الأمس الى أخوة فى الدين ، القائم على السلام والحرية والعدل.
5 ـ وبالتالى فإن الكفر السلوكى هو حالة عرضية وليست دائمة ، بمعنى امكانية أن يرتدع المعتدى و يرجع عن اعتدائه فيكون أخا للمؤمنين وواحدا منهم. يسرى هذا على الفرد كما ينطبق على المجموع . وبالتالى فممنوع الحكم عليهم حكما دائما بأنهم أصحاب النار ، طالما هم لا يزالون أحياء و لديهم فرصة التوبة والجنوح للسلم .
لنا الحكم على توبتهم باستقامتهم الظاهرية أى بأن يكفوا عن القتل و القتال ،أما الحكم على نواياهم وهل تقبل الله جل وعلا توبتهم أو رفضها ، وهل سيغفر لهم أم لن يغفر لهم فتلك قضية ليست لبشر أن يخوض فيها حتى لو كان النبى محمد عليه السلام.
ففى حياته ومعاناته منهم ومن اعتداءاتهم قال النبى محمد ما يعنى أن الله تعالى لن يغفر لأولئك المعتدين الكافرين . قالها فى وقت بلغ عناؤه منهم المدى ، ولنا أن نتصور مدى هذا العناء ومدى صبره عليهم وهو الذى كان مثلا أعلى فى الرفق و الرحمة . ولكن كل ذلك ليس مبررا للنبى محمد أن يقول مثلا إن خصومه المحاربين لن يغفر الله تعالى لهم ولن يتوب عليهم لأن ذلك غيب الاهى ، ولأن هذا القول تدخل فى أمر إختص الله جل وعلا به ذاته سبحانه وتعالى . من هنا نفهم قوله جل وعلا للنبى محمد مؤنبا :(لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( آل عمران 128 :129 ) .
وبالتالى فالكفر السلوكى لنا تقييمه بالاعتداء والاجرام السلوكى ، وهو يزول بزوال ذلك الاعتداء وعودة صاحبه الى المسالمة ، وفى كل الأحوال ليس لنا أن نخوض فى نيته وخفايا قلبه وهل توبته مقبولة عند الله جل وعلا ام لا .
مع الإرهابيين بمفهوم عصرنا (أو المحاربين لله تعالى ورسوله )
1 ـ لنتذكر قوله جل وعلا عن كيد المنافقين فى المدينة : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) ( التوبة 107 ). أى أقاموا ذلك المسجد فى المدينة عاصمة الاسلام للاضرار بالمسلمين والتشجيع على الكفر العقيدى والقلبى ، وليكون بؤرة رصد ومركز عمليات وتجميع لكل من حارب الله جل وعلا ورسوله من قبل. والله تعالى ينبىء مقدما بصيغة التأكيد أنهم سيحلفون بأن نيتهم حسنة ، والله تعالى يشهد مقدما أنهم كاذبون.
الشاهد هنا هو قوله جل وعلا (وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ) ، أى مرصد للتجسس و مركز حربى متقدم أقامه المنافقون فى قلب دولة الاسلام لتجميع كل من أسهم فى حرب الله ورسوله من قبل للقيام بعمل عسكرى داخل المدينة .
ولأن هذا التخطيط تم فضحه وكشفه ولأنهم أنكروه ـ مع أن الله تعالى يشهد بأنهم كاذبون ـ فلم تؤخذ ضدهم إجراءات عقابية ، فليس فى الاسلام عقوبة على التخطيط للجريمة طالما لم تسفر عن الوقوع فى الجريمة، مهما بلغت شناعة تلك الجريمة المراد ارتكابها . وتلك روعة التشريع فى الاسلام ، والذى يعلو به على أرقى القوانين فى امريكا والغرب . ففى أمريكا بعد 11 سبتمبر يؤاخذ المسلمون بالأقوال والأفعال التى تقع تحت طائلة الاعداد والترصد والتخطيط والسكوت وعدم الابلاغ ..الخ ..وقد وصلت فى عهد بوش الى الاعتقال بدون محاكمة فى جواتينامو ، ووصلت الى المحاكمة و السجن داخل أمريكا .
2 ـ كانت كل العقوبة هى امتناع النبى محمد عليه السلام عن الاقامة فى هذا المسجد ، بمعنى انه كان من قبل يقيم فيه بحسن نية ويجلس مع اصحابه غير عالم بأنه يقيم فى وكر للتآمر عليه . لم يقل الله تعالى ( لا تدخله ) بل قال : (لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ )(التوبة 108) أى ليس نهيا عن دخوله بل عن الاقامة فيه ، وأن يقيم فى المسجد الأول المؤسس على التقوى من أول يوم حيث يعمره مؤمنون طاهرون .
إذن كان (محمد رسول الله ) عليه السلام يقيم فى مسجد كان (إِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ). وبفضح دور ذلك المسجد تحول الى مبنى مهجور ، ظل قائما لم يهدمه النبى محمد كما تقول الروايات الكاذبة ، ظل هذا مجرد بنيان يشهد على ما فى قلوب أصحابه من ريب ، يقول تعالى (لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) ( التوبة 110 ).
3 ـ فماذا إذا نجح هذا المسجد فى إشعال حركة مسلحة داخل المدينة ، تقتل المسلمين المسالمين عشوائيا ؟ التوصيف المعاصر لهذا هو (الارهاب ) أى العدوان المسلح على الابرياء المدنيين.
التوصيف القرآنى لهذا الارهاب أنه ( حرب لله تعالى ورسوله ) لأنه ليس قتالا مع جيش بل قتل لأفراد آمنين مسالمين لا حول لهم ولا قوة ، ثم هو قتل يتم فيه استخدام دين الله تعالى فى حرب الله تعالى ، أى ليس قتلا ( علمانيا ) بل يتمسح بالاسلام ليكون قتلا باسم الاسلام ، وهذا ما حاول فعله المنافقون فى المدينة حين أقاموا مسجدا اسلاميا ودعوا النبى محمدا للاقامة فيه ، أى تمسحوا بالاسلام ونبى الاسلام وشريعة الاسلام وهم يحاربون الله تعالى ورسوله ودينه.
4 ـ من هنا كانت العقوبة غليظة : إقرأ قوله جل وعلا :(إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( المائدة 33 : 34 ).
ونضع بعض الملاحظات :
1 ـ هنا جمع واضح وظاهر بين الكفر العقيدى والكفر السلوكى فى أبشع صورة ، وهنا إعتداء على الله تعالى ورسوله باستخدام دينه فى استحلال ما حرم الله تعالى ، أى هو إعلان حرب على الله تعالى ورسوله ، واقترن بالتطبيق فسادا فى الأرض ؛ قتلا وسفكا للدماء وهتكا للاعراض ونهبا للمال. . هو تحريف لأسمى ما فى تشريع الاسلام وهو الجهاد ، بأن جعلوه إعتداءا ليس على جنود بل على مدنيين مسالمين . إذن فهؤلاء فى الحقيقة لا يحاربون المدنيين المسالمين بل يحاربون الله تعالى ورسوله .
2 ـ العقوبة هنا تتدرج حسب العمل : فهى اولا تقع على مرتكب العمل و ليس من قام بالتحريض ، وثانيا تتحد العقوبة على قدر الجريمة ، فالذى يقتل المدنيين ويغتصب نساءهم وينهب أموالهم عقوبته هى القتل و الصلب . والذى يغتصب وينهب الأموال فقط تقطّع يده ورجله من خلاف ، والذى يعتدى ويقطع الطريق ويرهب الناس الآمنين دون أن يقع فى الجرائم السابقة فعقوبته النفى والطرد . والذى يتوب منهم مبادرا بالتوبة قبل الوقوع فى الأسر يطلق سراحه ..
3 ـ أكثر من تنطبق عليهم الآية الكريمة فى عصرنا هم جماعات الارهاب الوهابى ، بدءا من إقامة الدولة السعودية الأولى وغاراتها على الآمنين المسالمين فى الجزيرة العربية و الشام والعراق الى غارات تنظيمات الإخوان المسلمين السرية من التنظيم السرى الى جماعات الجهاد و الجماعة الاسلامية وغيرها وصولا الى ابن لادن والظواهرى، والغارات التى يشنها الوهابيون حاليا من نيويورك و مدريد و لندن و بومباى.. والبقية تاتى. وليس الشيعة أول ضحاياهم و لن يكون القرآنيون آخر ضحاياهم .
وأكبر دليل على أنها حرب لله تعالى ورسوله أن أولئك المجرمين الوهابيين أصبح اسمهم فى العالم ( اسلاميون ) ولهم جهاد يقوم على اكاذيب منسوبة للنبى محمد مثل حديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا .. )
بإيجاز ..إذا أردت أن تتعرف على أسوأ أنواع الكفر السلوكى فأمامك جرائم السعودية والوهابية .
4 ـ اللهم بلغت .. اللهم فاشهد .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود بعض التفاصيل عن مسجد ضرار من قام بإنشائه وهل كان بعلم النبي عليه السلام ولماذا أنشأ طالما يوجد مسجد جامع
وكل عام وأنتم بخير أعاده الله علينا وعليكم بالسلام
مقال شديد الأهمية لوضع الفوارق بين الكفر السلوكي والعقيدي وهو يأتي لتدعيم فكرة التفربق بين الكفر السلوكي والعقيدي ولا يخفى على أحد مدى أهمية هذا التفريق حتى لا يعطى أحدنا نفسه حق التكفير .. وخاصة التكفير العقيدي الذي لا يعلم حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى وعندما نقصر العلم بهذا على الله سبحانه وتعالى فقط تكون هذه قضية تشبه الإيمان بعقيدة لا إله إلا الله ..
هذا بالنسبة للعقيدي أما السلوكي فإن الحكم فيه هو بالأعتداء والأكراه في الدين وفرض الرأي بالقوة (قوة السلاح ) وهى كلها ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتايه الكريم وموجودة في مقال الدكتور منصور .. إذا لابد في التفريق لأن هناك فارق في التعامل .
وأنا أقرأ المقال وقفت عند هذه الآية الكريمة التي يستنبط منها المسلم الكثير والكثير ولكني سأتكلم على قيمة واحدة مما من القيم التي أتت في الآية الكريمة وهى ( ضرورة إحترام المسلم العهد والمبثاق ) مهما كانت الظروف ومهما كانت المبررات هذا هو القرآن الكريم
(وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )( الأنفال 72 )
فماذا فعلنا ونحن معنا نص مثل هذا النص القرآني ..؟؟ لقد أصبحنا أكثر الأمم نقضا للعهود والمواثيق فيما بيننا بعضنا وبعضا وبيننا وبين الآخرين ..
ولا إصلاح إلا بالعودة للقرآن الكريم .. وكل عام وأنتم بخير
عيد مبارك على كل الاخوة في الموقع
سوف لن اعلق على المقال لانني اردت ان اعيد على حظرتكم اخي احمد الهجوم اليوم في موقع العربية كان عنيفا من بعض المتاسلمين---عندما قرات تعليقاتهم ادركت كم ان هذه الامة مغيبة تماما لقد كفروك انت ومن اتبعك--لا يريدون من يتدبر القران الكريم هم يريدون السنة التي تناقض القران الكريم--صدقني هناك اناس ميؤوس منهم--
كلهم احتجوا --ويطالبونك ممن اخذت عدد ركعات صلاة الظهر والعصر والمغرب-واستشهدوا بالاية الكريمة --وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا-
يعني مصرين على الحديث المفترى لقتل المرتد والذي يخالف القران الكريم ---ناس خلصانيين ومنافقين واتهموك اكثر من الكفر ولقد زعلت اليوم كثيرا
بعدما قرات لحظرتكم وللاخوة في الموقع اصبحت ابحث في عدد الركعات لكل صلاة ولا اعتقد ان كل صلاة تتميز بعدد معين من الركعات لان الله تعال امرنا بالصلاة التي هي عبارة عن ركوع وسجود وخضوع له جل وعلا وذكره وتلاوة كتابه --فلا اكابر ولا اعاند لاعجزكم --بل اريد المساعدة والله سبحانه وتعالى يحب من يطيل الصلاة والقيام ليلا
فلماذا نحصر كل صلاة بعدد من الركعات-
وشكرا
هذه أول مرة أعلق على هذا الموقع وارجوا منكى ألا تبتأسى أختى الكريمة سارة فإن ما دلنى على هذا الموقع هو الهجوم على الموقع وشخص الدكتور منصور . فأنا أراها ظاهرة صحية أن يتم الهجوم على شخص فهذا يزيد غريزة الفضول والتى تؤدى فى النهاية إلى المزيد ممن يريدون التعرف على الموقع والفكر القرآنى ، وإن كنت مازلت فى بداية القراءة على الموقع، هم يؤدون لكم دعاية مجانية لموقعكم توفر عليكم الكثير من الأموال التى من المفترض ان تصرف على الدعاية.
موقع العربية ينشر فقط مايريده ،علقت عدة مرات هناك ولم يتم الا نشر تعليق واحد وبالتاكيد هناك غيري ممن لم تعرض تعليقاتهم _ ولا حول ولا قوة الا بالله
الدولة الإسلامية المسالمة ..
من خلال ما جاء بالمقال الرائع للدكتور منصور قد تعرفت على أهم خصائص الدولة الإسلامية المسالمة للجيران سواء كانوا دولا إسلامية ترفع شعار الإسلام أو كانت دولا أخرى ولكنها مسالمة .
فالدولة الأسلامية التي تحكم بهدي القرآن لا تعتدي مطلقا على جيرانها من الدول المسالمة إلا إذا تحولت للإعتداء .
وقد نهج النبي محمد عليه السلام نفس منهج وتعاليم القرآن مع الجيران المسالمين في الدعوى إلى الله برسائل الحب وآيات القرآن وليس بالتهديد والوعيد .
بعكس الدولة الوهابية الحديثة والبدوية التي تأخذ من الإكراه في الدين سياسة منظمة تأخذ منها شرعيتها .. وأبناء قريش في الماضي بعدما توفي النبي عليه السلام أساءوا للقرآن ولدين الإسلام بغزواتهم وإحتلالهم للبلاد المجاورة المسالمة . بدعوى نشر دين الله ودين الله برئ من هذا .
أخى أحمد صبحى, كل عام وأنتم بخير, لو لم تكن تلك المقالة تكملة لردك على تساؤلى حول الموضوع, ومحاولة للرد لإثبات ان القرآن جاء بتعريف لكلا من الكفر السلوكى والكفر العقيدى, لقلت انها مقالة ممتازة فى حد ذاتها ولما اختلفت مع اى شيئ مما ورد بها. ولكن حتى لا ننسى الأصل فى هذا الموضوع ولا نتوه عنه او نتركه ليتوه عنا, اعود لأذكرك وأذكر الأخوة القراء , بأن الأصل فى مقالتك هذه والمقالة الأولى التى سبقتها, كان محاولة لإثبات او لتعريف ما تراه بأنه إختلاف فى الكفر الذى قمت بتقسيمة الى قسمين , السلوكى والعقيدى, غير ان السؤال كان إن كان القرآن قد عرفهما او ان القرآن قد بينهما تحديدا او ان الله سبحانه وتعالى قد قسم الكفر الى أنواع او الى نوعين كما ذكرت كل منهما له عقاب مختلف. والحقيقة بهذا الشأن, اننى لم أجدك قد ذكرت أية واحدة تعرف ايهما سواء بالإسم والتعريف الذى اخترته او بأى شيئ يعادله او يشبهه. موضوع تقسيم الأشياء الى سلوكى وعقيدى, قد ينطبق على أى شيئ, ليس فقط على الكفر, بل على الإيمان أيضا, فمما لا جدال فيه ان هناك أيمان عقيدى وإيمان سلوكى , فالعقيدى هى ما يوجد فى قلب المرء, والذى لا يعلمة إلا الله, والسلوكى هو ما يبديه للناس, وهذا أيضا لا يعلم حقيقته إلا الله. أما موضوع أن الكفر السلوكى كما حددته وكما رأيته من وجهة نظرك فى تصرفات الوهابيين على وجه المثال او فرعون كما ذكرت فى مقالتك السابقه, فلا إعتراض لدى سوى ان القرآن لم يعطية الصفة الخاصة التى رأيتها أنت ولم يحدد لها إسما مختلفا او خاصا سوى - الكفر - .
نرجع الى أصل الموضوع, وهو انك تعتبر كل من شهد أن محمدا رسول الله فقد كفر, وسميت ذلك كفرا عقيديا, وليس سلوكيا, مرة أخرى شبهت كل من شهد أن محمدا رسول الله بأنه كافر كفرا عقيديا, لأنه لا يرغم ولا يرهب أحدا كما وضحت فى كل الأمثلة التى سقتها. فماذا لو أننى اتخذت من نفس المنطق الذى لجأت اليه سيادتك سببا لكى أقول انك فى تكفيرى وتكفير كل من شهد ان محمدا رسول الله, تماثل فى تصرفك هذا (الكفر السلوكى) , دعنى اوضح مما جاء فى مقالتك, وسوف اكتفى بمثالين فقط.
الأول هو ما قلت (صاحب العقيدة الصحيحة لا يمكن ان يفرض عقيدته على الناس لأنه لا بد أن يلتزم بشرع الله جل وعلا فى انه " لا إكراه فى الدين"، وبمجرد ارتكابه جريمة الاكراه فى الدين فقد خرج عن الاسلام , صاحب العقيدة الفاسدة الكافرة قد يحتفظ بها لنفسه مجرد تأليه للبشر والحجر ، مع احترامه لحق الآخرين فى اختيار عقائدهم ، هنا يظل كافرا بعقيدته ، وهو شأن كل البشر مسئول فقط أمام الله جل وعلا عن إختياره العقيدى ، وليس لأحد أن يفتش عن قلبه او أن يتدخل فى اختياره الدينى طبقا لتشريع الاسلام)
فهل انت لم تتدخل فى عقيدة كل منا وكل من قال اشهد ان محمدا رسول الله, وفتشت فى قلب كل منا وأعطيت لنفسك حقا من حقوق الله فى تقييم وقياس إيمان كل منا من عدمه, ثم اصدرت حكما بالتكفير, وبعد المناقشة , خففت ذلك الحكم الى تكفير عقائدى؟؟
ثم قلت ما يلى (هذا الكافر الظالم المعتدى بسلوكه يرفع نفسه فوق الله جل وعلا .
فإذا كان الله جل وعلا قد منح الناس حرية الاعتقاد فان الكافر بسلوكه وعقيدته يمنح نفسه سلطة اعلى من سلطة الخالق جل وعلا ،إذ يرفض منح الناس تلك الحرية الدينية . )
وأنت أيضا رفضت ان تمنح الناس الحرية فى قولهم أشهد ان محمدا رسول الله , ولم تترك ذلك لما يعقد كل منهم بينه وبين ربه, بل تدخلت تدخلا وإن كان يختلف فى شكله او حجمه عن تدخل الوهابيين , إلا انه تدخلا مباشرا بين كل منا وبين الله, وكفرت الجميع, ماذا لو كان هناك واحدا فقط من مئات الملايين الذين يقولون أشهد ان محمدا رسول الله على حق, ماذا لو ان قلبه كان سليما فى قوله ولم يشرك بالله احدا, ماذا لو ان الله سبحانه وتعالى لم يعده كافرا فى ذلك القول, ألا ترى انك بإعلانك علنا وتكفيرك له قد خالفت ما تقول بنفسك أعلاه فى المثال الثانى.
أخيرا, سوف أكون صريحا جدا معك إذ انك تعلم كم تألمت أنا شخصيا من ذلك خاصة وأنا فى سن أقرب الى لقاء الله , إن كل من يكفر اخر سواء بالإكراه كما وصفت او يغير الإكراه, كل من يكفر الأخر لابد انه يعتقد تماما انه على حق وأن الأخر الذى يكفره على باطل, انه على علاقة طيبة فى إتباع ما أمر الله به , وأن الأخر لابد ان يكون فى علاقة سيئة مع الله لأنه طبقا لما يراه وما يكفره من أجله لابد أن يكون قد خالف اوامر الله , فهل تستطيع اخى الفاضل ان تقول انك تضمن ان من كفرتهم اى انهم كفار, هل تضمن اخى الفاضل انك سوف تنتهى الى الجنه وأنهم سواء فى جهنم, إن كانت إجابتك نعم, فقد أنتهت المناقشة, وإن كانت إجابتك انك لا تضمن ذلك , فالسؤال يكون لماذا كفرتهم أذن!!!!
ما كان للدكتور العزيز أحمد منصور – جزاه الله خيرا على هذا المقال المفيد و الرائع - أن ينطق بتكفير أناس ٍ شهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله... أقول أنه قد ذهب بعيدا بهذا و كان الاجدر به أن ينأى بنفسه عن هذا الحكم و يتركه لله سبحانه ، اظن انه كان الاوْلى منه تحذير الناس من مغبة الوقوع في الشرك ، و ليس عليه هداهم و لكن الله يهدي من يشاء.. و أتفق معك أخي الاستاذ فوزي في هذا.
أما عن تقسيم الكفر كفرين ، فلا أجد في هذا مشكلة أبدا ، لنقرأ هذه الايات من سورة البقرة ) وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ * وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (204:209) فالايات تتحدث عن اناس كلامهم كلام جميل و يشهدون الله على قلوبهم أي أنهم يؤمنون به ، لكنهم غير مأموني الجانب ، أي أنهم يهلكون الحرث و النسل و يسعون فسادا في الارض ، فأولئك حسبهم جهنم ، و ما أظنهم إلا كفاراً ، فهؤلاء القوم ينطبق عليهم ما وصفه الدكتور أحمد بالكفر السلوكي ، فهم كفار رغم إيمانهم بالله و إشهاده سبحانه على ما في قلوبهم ، و الايات اللاحقة تطالب المؤمنين بالدخول في السلم كافة! و لعل هذا هو المقصود بتبنّي جميع معالم هذا الدين من حسن المعاملة و احسن الخلق و عدم السعي فسادا في الارض و ما في ذلك من تضييق على خلق الله.
و الله تعالى أعلم
أقدم خالص الشكر لكل من علّق ..وأرد على بعض ما جاء من أخى الحبيب فوزى فراج وأخى الحبيب محمود دويكات:
1 ـ أوقفت مؤقتا سلسلة مقالات ( التفريق بين الرسل ) وأرجأت المقالتين التاليتين وهما عن التفضيل بين الرسل ، و ان للاسلام شهادة واحدة و ليست شهادتين . وهذا الايقاف لأننى استجبت لأخى الاستاذ فوزى و قمت باعداد رد لتوضيح الكفر السلوكى و الكفر العقيدى ، فطال الرد وتحتم تقسيمه الى عدة مقالات ، وهذه مشكلنى فى الكتابة و النشر ،أبدأ سلسلة ثم تتسع وأبدأ فى استكمالها فيأتينى سؤال مهم فأرد عليه بمقال ، وقد يطول المقال الى عدة أجزاء. على أية حال فبعد الانتهاء من سلسلة الفكر السلوكى و العقيدى سأعود الى مقالتى التفضيل و شهادة الاسلام .ومعنى هذا أن الاجابة المباشرة على تساؤل أخى الحبيب فوزى لم ترد بعد ، وإن كانت قد جاءت فى سياق المقالات .
2 ـ قلت وأكدت مرارا أننا لا نكفّر أشخاصا ولكن صفات طبقا لما جاء فى القرآن الكريم ، ونفعل ذلك للوعظ و التذكير ، وتلك هى دعوتنا فى وعظ من يكون حيا ولديه الفرصة لتصحيح عقيدته ، ثم إننا نحترم حق كل انسان فيما يعتقده ، ومسئوليته عن اختياره ، ولا نفرض رأينا على أحد ، والموقع ينشر آراء مخالفة لى ، وكل انسان يقول رأيه فى إطار شروط النشر. وبالتالى فنحن أبعد الناس عن الاكراه فى الدين ، وليس استشهادنا بالقرآن الكريم إكراها فى الدين . فمن إولى ملامح الاكراه فى الدين أن تكون هناك سلطة على من يقوم بالاكراه فى الدين ، ونحن لا نعرف بعضنا إلا من خلال الانترنت المفتوح للجميع ، ثم إننا ضحايا تلك السلطة التى تقوم باكراهنا فى الدين ..ونطالب بحرية المعتقد وحرية الاعلان عن جميع الآراء و النقاش فى ظل أدب الحوار.. ولا أعتقد أن هذا إكراه لأحد .
أحب في هذه العجالة أن أنبه إلى أن الدكتور الكريم عمرو يمارس باحترافية منقطعة النظير دور المنكد بتشديد الكاف و كسرها لأنه في كل تعليق لابد أن يخلط السم بالعسل ما هذا الكلام الذي كتبته تقول حتى لو أنكر الرجل وجود الله فليس لنا ان نكفره الحمد الله على نعمة العقل تريدنا أن لا نكفر حتى الشخص الذي يقول عن نفسه أنه كافر يا أخونا بالله تريد أن تعارض كلام الدكتور منصور عارض لكن حافظ على اتزانك و لا تحول الأمر إلى معارضة لمجرد المعارضة و الله العليم يبدو أنك تحمل شعار أنا معارض لك على طول بالنسبة للأستاذين الكريمين فوزي فراج و محمود دويكات فأظن أنه ليس من العدل أن يقضي دكتورنا العزيز منصور وقته في الكتابة و التدقيق و البحث كي يثبت رأيه حول موضوع الكفر السلوكي و العقيدي و تكتفوا انتم بالتعليق عليه ببضع جمل تقولون فيها انه لم يرد و لم يثبت و الله شغلة ترفع الضغظ و لو كنت مكانه لا أكتب أبدا إلا بفلوس هههههههههههه أرجوكم لا تلقوا الحمل كله على ظهر الدكتور تفضلوا و اكتبوا مقالات تبينوا رأيكم و تثبتوا خطأ رأي الدكتور كي نستفيد نحن المتابعين للحوار الكلام موجه للأستاذ فوزي بالذات يعني ضع رأيا يدحض رأي الدكتور منصور و دعنا نقارن و نختار بين الرأيين لا تكتفي بموقف رد الفعل قم انت بالفعل اعطينا رأيك مع الأدلة و البينات مع العلم أنا رأيي أقرب لرأيك أستاذ فوزي لكن ليس موقفي نهائيا لأنني أبحث عن الحق و أتبعه مجرد رفض آراء الدكتور منصور ليس غاية بذاتها نريد البديل و بالأدلة و الله أشفق على الدكتور عندما أرى الناس تجلس مرتاحة في انتظار مقالاته و عندما تقرأها تكتب تعليق من كلمتين تحكم فيه على رأي الدكتور ثم تقول له هات غيره و الله لو كنت مكانه ما راح أكتب و لا كلمة و عمره لا حدى يهتدي أعلم أن الدكتور يحتسب الأجر عند الله و أعرف أنه لا يطلب منا شيئا مقابل تعبه و لكني أخجل عندما أتخيل الحسرة التي يحسها الدكتور بسببنا و بسبب ردودنا هل مهمة الدكتور ان يكتب و مهمتنا ان نعلق عليه أليس علينا أن نقدم أبحاث بمستوى ما يكتب و لتكن الحجة الرصينة سيدة الموقف وصاحبة الكلمة الفصل أرجوكم اعذروني على صراحتي.
أخي الحبيب فوزي ، أنت وأنا وكل الأخوة الذين قاربت أعمارهم وصولها للهدف والغاية النهائية لهذه الحياة .أي تجاوزوا الستين من العمر هؤلاء لهم ميزة هامة ،كونهم يغرفون من تجربة الحياة لهذا العمر القصير نسبياً . وما أكثر ما مررنا به من تجارب .
هناك مقولة هامة ،تعلمناها أن محك صحة الفكر هو الواقع المعاش .ومحك الشعارات والمقولات ،هي تفاعلها مع حركة الحياة والواقع .وقبل أن أدخل على موضوع الشهادة في جزئها الثاني .سأكتب لك قصة بسيطة جداً حدثت معي .كنت في اليونان وأحببت أن أشتري لصاحبي وشريكي المسيحي هدية ،صدفة وقعت عيني على تمثال للسيدة العذراء ،تمثال صغير ،فقلت في نفسي ،أشتر ي له هذا التمثال لعله يفرح به ،فهو هاوي جمع تماثيل القديسين وغيرهم .بعد اسبوع من تاريخ تقديمي الهدية له ،زرته في البيت ،استقبلتني والدته ،وقالت لي هو في مكتبه ،توجهت إليه كوني أعرف البيت ،فرايته ساجداً للتمثال الهدية يصلي له .صدمت ولعنت نفسي ،وناقشته فقال لي التمثال هو الواسطة للوصول الى الله معاذ الله .يومها قلت في نفسي أن الشرك سببه في كثير من الاحيان فكرة خاطئة من رجل دين أو مؤسسة دينة .والنتائج بعد ذلك كارثية.
نعود لموضوعنا ....وجود القسم الأخر من الشهادة .خلق عند المسلمين ما نراه اليوم من ابتعاد عن كتاب الله الى الاحاديث النبوية ،لاعتبارهم أن وجود القسم الثاني للشهادة هي مساواة نسبية بين كتاب الله والبخاري ،ومن هنا برزت مواضيع تأليه النبي وأهل البيت .وشفاعة النبي ..وغيرها من المواضيع الشركية التي ابتلت فيها الأمة.الدكتور أحمد والله أعلم أراد التنبيه الى ما وصلت إليه الامة وقناعتي بأن تسعين بالمئة من المسلمين بل وأكثر نتيجة هذه الشهادة التي كان يجب أن تكون شهادة خالصة لله تعالى ،ونتيجة الجهل فرضوا على أنفسهم شركاً لا يختلف عن شرك اهل الكتاب الذي حذرنا الله عز وجل بعدم الوقوع فيه.الدكتور لم يكفر ،ولكنه اشار الى أن الوقوع بالشرك والكفر ....هو نتيجة لمقولة أو لشهادة فسرت على ما هو عليه اليوم .
سؤالي ..ماذا نفعل نحن من على هذا الموقع ...أليس البحث المستميت للوصول الى كشف العلة وأيجاد الدواء.علة الإنسان يا أخي فوزي هي في ابتعاده عن التوحيد الخالص لله .وهذا راي قد أكون من المخطئين.
الحقيقة الآيه التى ذكرتها هنا من وجهة نظرى المتواضعة تتحدث عن المنافقين الذين يقولون مالايفعلون , وهو حديث يختلف تماما عن جوهر ما نحن بصدده على وجه التحديد, فإن الدكتور منصور كما تعرف فد صنف كل من قال ( أشهد أن محمدا رسول الله بالكفر العقيدى ) ولا يمكن بحال من الأحوال ان نرى فى هذه الآيه بأى شكل مباشر او غير مباشر ما يربطبها فعلا او تطبيقا بما نحن بصدده , وكما قلت أعلاه انه ليس لدى مشكلة فى أن أفهم الفرق بين السلوك والعقيده, كما انه يمكن تطبيق ذلك على الإيمان نفسه وليس الكفر فقط, فهناك إيمان سلوكى وإيمان عقيدى. وشكرا على أى حال
كان لدى إنطباعا ربما كنت مخطئا أن هذه المقالة هى الرد على ما أثرته من قبل بشأن هذا الموضوع , حتى أنى فى تعليقى على مقالتك السابقة أثرت أن لا أعلق حتى تنتهى . على أى حال, سوف أنتظر ما سوف تجود به قريحتك.
هناك قولا بما يعنى ان البينة على من إدعى, والدكتور قد إدعى ان من قال بالشهادة فهو كافر, ولذا فالمناقشة لازالت جارية حتى يثبت ويبن صحة ما يدعيه, أما عن رأييى فقد قلته فى تعليقات كثيرة بعضها أقرب الى مقالة, كذلك فى مقالات كثيرة لعلك لم تسنح لك الفرصة فى قراءتها بعد. وشكرا على تعليقك.
شكرا على تعليقك وعلى وجهة نظرك. دعنى أوضح من ناحيتى بعض النقاط. اولا بالنسبة للمثال عن صديقك الذى رأيته يصلى للتمثال, فدعنى اؤكد لك انه كان سيصلى للتمثال سواء اهديته له انت أم لا, وكان يصلى له من قبل ان تعرفه انت , وسوف يصلى له بعد ذلك, ان ذلك يجرى فى عقيدته.
بالنسبة لتصورك فى أن شهادة أن محمدا رسول الله تعادل ما ذكرته عن البخارى .......الخ, فلست أتفق معك على ذلك, فهل رأيت منى او من اى من الأخوه الذين دافعوا عن الشهاده بأن محمدا رسول الله اى شيئ كبر ام صغر يوحى بأنهم كذلك!!!, لا يجب ان نأخذ المذنب مع البرئ فى ضربة واحدة. أن القول أشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له, ثم القول وأشهد أن محمدا رسول الله, لا يغير من التوحيد لله شيئا, الا تقول الجمله لا إله إلا الله وحده لا شريك له؟؟, كم من الذكاء يحتاج الإنسان كى يفهم محتوى تلك الشهادة. ثم , دعنى هنا اقول شيئا أخر, هل لو قلنا شيئا من القرآن بالنص فهل يعتبر ذلك كفرا أو إشراكا بالله؟؟؟؟ نحن نكرر ما جاء بالقرآن بالحرف فكيف يمكن أن يفسر ذلك بأنه كفرا أو إشراكا بالله. سورة محمد آية 19 (فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم ), سورة الفتح آية 29 (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما ) , لا إله ألا الله, محمد رسول الله, هاذا ما نص عليه القرآن, فهل هذا كفر, ليس هناك كلمة أشهد فى كلا الجملتين كما لم تأتى أيهما فى القرآن مقترنه بكلمة أشهد فى مكان أخر من القرآن, كلمة أشهد كما تعرف هى انى اعترف وأقر, واصدق وأقسم..............الخ من تلك المعانى, فأين الكفر فى أنى أعترف واصدق وأقر واقسم واشهد بما جاء فى القرآن نفسه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مرة أخرى اخى زهير, لقد ناقشنا طوال الأعوام الأخيرة على هذا الموقع من أختلفنا معه, سواء فى ما قيل عن الخمر او ما قيل عن البغاء او ما قيل عن الخنزير ولحم الخنزير او ما قيل عن عدد الصلوات وعن كيفيتها................الخ من المواضيع التى انت على علم تام بها, ولا أذكر مرة واحدة, مجرد مرة واحدة فى أختلافى مع اى منهم أننى كفرتهم او إتهمتهم بالكفر, لماذا؟؟ لأنى لا أملك تلك المقدرة كإنسان أن أكفر إنسان أخر, أن أحكم على إنسان أخر مثلى تماما بما ليس لى به من علم, أن اقر بكفر إنسان أخر بينما أنا لا أعلم مصيرى او مكانتى أمام الله عز وجل, لقد كان من الممكن ان يقول أحمد صبحى رأيه فى مسألة الشهادة بأن محمدا رسول الله, وأن يرفضها تماما وأن يأتى بكل ما لديه من أدله, دون ان يكفر من يختلف معه, مرة أخرى , دون أن يكفر من يختلف معه!!
مع تحياتى
لقد كتبنا ردا على أخي الحبيب الدكتور أحمد منصور مقالة بعنوان ( في الرد على مقالة لا نفرق بين احد من رسله) ، ولكنني أراها لم تشدك أو أراك لم تقرأها ، مع أنك كنت السبب المباشر في كتابتي لها، فلو كان لديك وقت إقرأها لتعرف الرأي الآخر ، ولا أظن أن أخي الكبير الأستاذ فوزي يختلف معي فيما جاء بها ، ولو كان له رأي آخر فهو صاحب الحق في قوله ولا أصادر عليه أبدا
أخوك شريف هادي
أولا لا يحق لأي انسان أن يكفر أخيه الانسان .. سواء كان سنيا او شيعيا .. سلفيا أو قرآنيا .. صوفيا أو غيره .. من له الحق فقط هو الله وفقط في الآخرة ..
ثانيا .. من يشهد أن محمدا رسول الله يعني فقط أن محمد بن عبد الله نقل رسالة الاسلام الينا .. وهو لا يفرق بين محمد وباقي الرسل ولا يشرك بالله شيئا .. هل من نقل رسالة الاسلام الينا .. كان انسانا آخر .. أو رسولا آخر ..
لا أدري ماذا يريد الدكتور احمد أن يقول أو أي من مؤيديه .. إن هذه النقطة بالذات مع اتهام اصحاب المذاهب المختلفة أنهم أصحاب أديان أرضية .. هي ما تجعل فكرته الرائعة تضيع هباءا .. وتفقد التأييد .. فيضيع مجهوده الكبير ..
أي مفهوم أو مذهب لأي دين سماوي هو مفهوم انساني أرضي .. فالله لم يوحي لاحمد منصور ولا لأبو جنيفة ولا ابن تيميه ..
فوقوا يا أهل القرآن .. فأنتم تحملون الكثير من الأفكار الجيدة .. فلا تدعلوا القليل من الغث يضيع الكثير مما هو جيد ..
السلام عليكم ورحمة الله
مقال رائع أخي الدكتور أحمد وتفريق جميل بين الكفر السلوكي والعقيدي يجعل أساس المعاملة هي الأخلاق والتعامل الحسن فقط لا غير سواء كان مسلما أم عابدا للفأر , وليس هناك أي مشكلة لو لم تكن هناك آيات مفصلات للفرق بين الكفرين ولكن عندما تدرس الآيات وتفهمها يتبلور لديك هذان المفهومان واللبيب من الإشارة يفهم
كلمة صراحة يا دكتور : هذا الموضوع ربما من وجهة نظري قد أخذ الكثير وقد تبين وجهة نظر كل مجموعة من مؤيدين الدكتور وبين معارضيه في موضوع الشهادتين فأقول أنك بلغت ما تعرفه وما هو واجبك وقد ناقشك الأخوة ولهم ما يؤمنون به , وكلا الفريقين يجد الجواب عند الله تعالى يوم القيامة دون تعصب و دون معاندة ومكابرة فمسألة القلوب لله وليس لنا إلا الظاهر
عزيزي الدكتور أحمد : هناك الكثير من القضايا تعد في نظري أهم للواقع وملحة للإنطلاق نحو الحريات الدينية من المواضيع التي تغرقنا بمناكفات وهي أصلا لا يمكن البت فيها لأن الذي يمكنه البت هو الله وحده , هناك مواضيع مثل : حقيقة الحجاب في القرآن وتعارضه مع الدين السني , قضية المسجد الأقصى وقصة الأسراء ,الاسلام وتاريخ الأديان الأرضية للمسلمين من عصر النبوة الى الدولة العثمانية, الرسالة للشافعى, تشريعات المرأة بين القرآن الكريم والفقه السنى ,الآثار المسيحية فى التصوف المملوكى مشاهد القيامة فى القرآن .
حقائق يوم القيامة بين القرآن والعلم الحديث.
علامات الساعة بين القرآن وخرافات الأحاديث/ أحاديث أبى هريرة فى البخارى . / منهج البخارى فى تدوين أحاديثه. / نقد علم الجرح و التعديل فى الحديث./ قراءة نقدية لكتاب ( أحكام النساء ) لابن حنبل./ قراءة نقدية لكتاب ( أحكام النساء ) لابن الجوزى./ قراءة نقدية لكتاب ( مناقب أحمد بن حنبل ) لابن الجوزى ./
ـ عثمان بن عفان : رجل قتله عصره. ـ/ على بن أبى طالب : رجل رفضه عصره وغيره من الأمور العظام التي هي من الأمور التي تشكل كوارث لدى المسلمين وتخلفهم
أرجوك يا دكتور العمر يمضي والوقت لا يعود
الدكتورة سعاد صالح لها رأي في حد الردة والقرآنيين ذكرته في حديثها مع المصري اليوم بتاريخ 14 - سبتمبر 2008 وأنقل هذا الجزء منه لأهل القرآن لكي يسفيدوا منه في مناقشتهم لموضوع هل هى شهادة واحدة أم شهادتين أو هى شهادة واحدة بشق واحد "لا إله إلا الله " أم بشقين مضافا لها " محمد رسول الله " سألتها الصحفية عن حد الردة وكان السؤال هو حد الردة لم يرد في النص القرآني؟ فأجابت ـ نحن لا ندخل الدين الإسلامي إلا بشهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدًا رسول اللّه ولا يصح أن ندخل الإسلام بالنصف الأول من الشهادة، وهو يعني أن أؤمن بالرسول وما يقوله كرسالة وسنة، وهناك حديث صحيح في البخاري ومسلم يقول «من يبدل دينه فاقتلوه». * البعض يشكك في صحة الحديث بدليل أن الرسول نفسه لم يقم حد الردة علي أحد؟ ـ ولكنها جاءت في السنة.. ولم تكن هذه الظاهرة موجودة في عهد سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم»، بل حدثت في عهد سيدنا أبوبكر. * هل القرآنيون يفترض أن يقام عليهم حد الردة؟ - طبعاً.. لأنهم دخلوا الإسلام من طرف واحد بإنكارهم السنة النبوية. * لكنهم يؤمنون بالله؟ - الإسلام شهادتان متلازمتان.. أوليس في النص القرآني الذي يؤمن به القرآنيون يقول: «وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا....»! وفي سؤال آخر سألتها الصحفية عن تنقية الأحاديث فكان السؤال * ١٥٠ سنة مرت قبل بداية كتابة الحديث تجعل البعض يطالب بإعادة تنقية الأحاديث، لأنه من غير المنطقي أن تكون نقلت كما هي دون زيادة أو نقصان. فأجابت بالآتي ـ الرسول نهي عن كتابة الحديث في عهده حتي لا يختلط بالقرآن المكتوب، ومع هذا كان يجيز لبعض الصحابة كتابة الحديث، وقال «اكتبوا لأبوشاه»، وعندما بدأت الفتوحات تتوسع وبدأ الكذب علي الرسول بالأحاديث الموضوعة، وضعت شروط للأخذ بالأحاديث الصحيحة، خصوصاً أبوحنيفة الذي وضع شروطاً لخبر الآحاد وأولها ألا يعمل الراوي بغير الرواية، والشرط الثاني ألا يكون الحديث من الأمور المشهورة بين المسلمين، وألا يخالف القياس والمقصود به إعمال العقل. ثم سألتها * وهل تم الاكتفاء بالتنقية الأولي؟ أليست هناك حاجة إلي إعادة النظر في أحاديث بخاري ومسلم؟ فأجابت ـ علي الإطلاق فهي صحيحة مائة في المائة. هذا رأي الدكتورة سعاد صالح والذي يمثل أهم مؤسسة دينية كهنوتية في العالم الإسلامي (الأزهر )تلخص رؤية هذه المؤسسة في موضوع الشهادة وكونها تمثل أساس من أسس العقيدة عند هذه المؤسسة وما يتبعها وهي " التثنية " القرآن والأحاديث ... الله ورسوله محمد .. في كل شئ !!
ذكر الله وحده كان من أهم أسباب عدم الإيمان بالله سبحانه وتعالى ونستدل على ذلك من الآيتين الكريمتين
{وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }الزمر45
{ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ }غافر 12 ..
فلماذ الإصرار على إقران الله سبحانه وتعالى مع أي بشر من خلقه .. اليس هذا كان سنة قريش أن لا تؤمن بالله سبحانه وتعالى وحده ولابد لهم من وجود واسطة مع الله .. هدانا الله سبحانه وتعالى إلى دينه الحنيف وعدم الإشراك به من حجر أو بشر ..
يعلم الجميع في موقعنا المبارك أهل القرآن, إنني منذ حوالي العام ونصف العام, نشرت دراستي ( لا توجد شهادتين في الإسلام ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1949
وأنقسم الموقع حينها إلى نصفين بين مؤيد ومعارض... وألحقتها دراسة أخرى بعنوان ( لماذا نصر ونكابر على إشراك الرسول محمد وإبن عمه مع شهادة الوحدانية لله ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=2045
والمفارقة العجيبة إنه ثارت العديد من الموضوعات, تحدد من خلالها مفهوم الإسلام في القرآن الكريم, بعدما نشرت دراسة تفصيلية بالقرائن والحجج والدلائل والإثباتات والبراهين من القرآن الكريم, لتحديد مفهوم الإسلام في القرآن الكريم على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1564
ودراسة أخرى بعنوان ( الفرق بين الإسلام والإيمان في كتاب الله ) على الرابط:
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=1660
وواضح تماما إن من يعترضون, لا ننكر إنهم كتابا وباحثون, إلا إنه من صفاتهم إنهم يكابرون عن إتباع الحق, حتى عندما يتعلق الأمر بنكران كتب التحريفات والتزويرات المُضلِلة من كتب التاريخ والتراث المكتوبة حروفها بالدماء, وقامت أساسا على العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله, عندما قولوا وعظموا وألهوا الرسول محمد وآل بيته ( عليهم السلام ) بعد موتهم بأكثر من مائتي عام!! وحاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا !! بإختلاقهم أديان أرضية وضعية ملكية ( سُنية وشيعية )!!! وأشركوهم وأقرنوهم مع شهادة الوحدانية لله وحده لا شريك له !! ولا يحسون بحرج عندما يستثنون الرسول محمد ( عليه الصلاة والسلام ) عن باقي رسل الله وأنبياؤه ليشركوه ويقرنوه مع شهادة الوحدانية لله وحده لا شريك له, ويأولون الآيات القرآنية ليدحضوا بها الحق وليأكدوا عدم علمهم بمفهوم الإسلام في القرآن الكريم, والفرق بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم.
الله يعينك يا دكتور أحمد صبحي منصور, فالدور عليك الآن لمحاولة إقناع من لا يقتنع, بعدما عانيت أنا منه كثيرا, محاولا ليعودوا إلى الحق ( إسلام وجوههم لله جل جلاله ) وحده لا شريك له, ولو جئتهم بكل آيات القرآن الكريم لما أتبعوا قِبلتك. فلهم دينهم ولنا ديننا ولا إكراه في الدَين قد تبيَن الرشد من الغي.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5118 |
اجمالي القراءات | : | 56,904,119 |
تعليقات له | : | 5,451 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
تدبر آيات 32 : 34 من سورة الشورى
جريمة الإبادة الجماعية بين ( إسرائيل ) والعرب والمحمديين
القاموس القرآنى : ( البشر والانسان )
( من مات قامت قيامته ) تلك الأُكذوبة السلفية الكافرة بالقرآن الكريم
دعوة للتبرع
الشهادة فى الزواج: إذا كان الشهو د شرط لصحة الزوا ج فهل ممكن أن...
ميراث الخالة: هل للخال ة نصيب فى المير اث ؟...
الموت جوعا والرزق: تكلمت عن موت الناس فى مصر بالمج اعات . كيف...
مسجد الضرار: هل نصلي الجمع ة 4 ركعات في البيت علما أن...
بابا ..وماما: أقول لزوجت ى ( يا ماما ) وهى تقول لى يا (بابا ) فهل...
more