خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
رضا البطاوى البطاوى
Ýí
2024-05-12
خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
صاحب المقال مصطفى سيد مصطفى ويدور المقال حول مقولة رؤية الأشياء من قبل حدوثها أو وجودها وفى مستهل مقاله يتساءل مصطفى :
”ألم تمر من قبل بموقف معين وشعرت بعد ذلك انك رأيت هذا الموقف من قبل وقد تستعجب من هذا الشعور الغريب فتشعر بأن هناك شيء غير طبيعي!؟"
ويقول مصطفى أن هذا يمثل ظاهرة علمية وأن أصل التسمية فرنسى فقال :
".. لا تستعجب يا صديقي فهذا الشعور هو ظاهرة علمية تسمى وهم سبق الرؤية أودَيْ چافو (Déjà vu).
أما أصل التسمية فإن "ديجافو" هي كلمة فرنسية تعني (لقد شوهد هذا من قبل) وأول من أطلق هذه التسمية هو العالم الفرنسي إميل بواراك (ة mile Boirac) في كتابه مستقبل علم النفس."
وعاد الرجل لشعور الإنسان بأنه رأى الشىء من قبل فقال :
"أما الذين مروا بهذا الشعور فيصفونه بأنه شعور غامر بالألفة لشيء لم يكن مألوفا لهم من قبل فعلي سبيل المثال فإنك قد تسافر لبلد ما لأول مرة وتقوم بجولة في أحد الشوارع وفجأة تشعر بأنك رأيت هذا المكان من قبل بالرغم من انها زيارتك الأولى إليه.
أو ربما كنت تتناول العشاء مع بعض الأصدقاء وتتناقشون في موضوع معين فتشعر انك مررت بهذا الموقف من قبل: نفس الأصدقاء نفس العشاء نفس الموضوع! .. "
وتحدث عن شيوع هذا الشعور لدى نسبة كبيرة من البشر فقال :
"يتوقع بعض العلماء أن 70% من البشر يمرون بهذه الظاهرة مرة واحدة في حياتهم على الأقل وتزيد فرص حدوث هذه الظاهرة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 - 25 عام أكثر من الفئات العمرية الأخرى."
وتحدث عن قيام العلماء بدراسة تلك الظاهرة فقال مقدما نظريات تفسيرها فقال :
"في السنوات الأخيرة بدء العديد من العلماء بدراسة هذه الظاهرة وبزيادة عدد الدارسين للظاهرة ظهرت العديد من النظريات فالبعض يرجع سبب الظاهرة إلى خلل في دماغ الإنسان والبعض الأخر يرجعها لأسباب نفسية وآخرون يقولون أن حدوث الظاهرة يرجع للآثار الجانبية لبعض الأدوية بل أن هناك بعض المؤمنين بالماورائيات يرجعون سببها للأكوان الموازية ... وسوف نتطرق لأشهر النظريات بشيء من التفصيل*"
1 - نظرية عين ترى أسرع من العين الأخرى
كما يتضح من العنوان فإن هذا التفسير يتعلق بحاسة النظر فيقول مناصرو هذه النظرية أن إحدى العينين ترى المناظر أسرع من العين الأخرى بفارق لا يكاد يذكر أي ببساطة عندما تكون في مكان ما فأن إحدى عينيك ترسل إحداثيات وتفاصيل هذا المكان إلى الدماغ قبل العين الأخرى لنفترض بأنك دخلت شارع في القاهرة هذا الشارع لم تزره ولم تره في حياتك مطلقا لكن ما سيحدث هو أن إحدى عينيك ولنفترض بأنها العين اليمنى ستقوم بإرسال تفاصيل الشارع إلى الدماغ أولا وسيقوم الدماغ بتخزين هذه المعلومات ولاحقا - بفارق جزء من الثانية - سترسل العين اليسرى نفس التفاصيل للدماغ وطبعا سيجد الدماغ بأن هذه المعلومات موجودة ومخزونة لديه أصلا وهذا سيبعث في النفس شعورا كاذبا بالألفة مع المكان والإحساس بأنه كان متواجدا فيه من قبل."
قطعا النظرية فاشلة فهى تعيدها لكون عين من العينين تسبق فى النظر الأخرى وقد عرض الرجل أسباب رفض البعض للنظرية فقال :
"الرافضون لهذه النظرية يرون أنها لم تذكر تدخل الحواس الأخرى في الحادثة كالسمع واللمس فقد تشعر أن شخصاً ما لمس يدك من قبل أو تسمع أغنية وتذكر إنك سمعتها من قبل أو حتى قد تشم عطر تعيدك رائحته إلى ذكرى معينة. أيضا قال الرافضون للنظرية أن (دَيْ چافو ) حدثت لبعض الأشخاص الذين لا يرون إلا بعين واحدة فقط (أعور) وكذلك فأن هذه الظاهرة لا تحدث دائما أي أن هذا الإحساس بالألفة لا يداهمك في كل مكان جديد تزوره لكنه يحدث بشكل متقطع من حين لآخر."
والنظرية الثانية تعيد الظاهرة لخلل نفسى فى الذاكرة أو نتيجة تناول أدوية ما فتقول :
2 - نظرية الاضطراب النفسي والعقلي
هذه النظرية قديمة كان الأطباء في السابق يعتقدون بأن الظاهرة مرتبطة بأمراض نفسية مثل الفصام واضطراب الشخصية وأيضا عند الناس الذين يعانون من نوبات صرع خفيفة. كذلك يقول العلماء أن سبب ظاهرة (دَيْ چافو ) هو خلل في تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ فالكثير من الناس يشعر برعشة قبل النوم بلحظات وهذه الرعشة يرجّح بأنها تحدث أثناء الـ (دَيْ چافو ) مما تسبب شعور خاطئ في الذاكرة. الذين يشعرون بهذه الرعشات على الدوام يعانون من تكرار حالة (دَيْ چافو ) ولكن أغلبها يكون صوتي أي يشعر بإنه سمع هذا الصوت من قبل.
هناك أيضا اعتقاد بأن الظاهرة سببها تأثير بعض العقاقير على عمل الدماغ يقول العلماء أن ****ي الـ (أمانتادين) و(فَنيلبروبانولامين) لعلاج أعراض انفلونزا هما السبب في ظاهرة الـ (دَيْ چافو ) حيث أن الدوبامين يؤثر على بعض خلايا الفص الصدغي في المخ وقد ظهر هذا التفسير عام 2002 عندما قام عالمان بملاحظة رجل تناول العقاقير سابقة الذكر وظهرت لديه اعراض الـ (دَيْ چافو ) ولكن الرجل أحبّ هذا الشعور وبدأ يزور طبيبه النفسي لتسجيل ما يشعر به."
قطعا النظرية مرفوضة لأنها تحدث لكميات هائلة من البشر ومن المحال أن يكونوا كلهم مجانين أو حمقى
والنظرية الثالثة هى نظرية الأكوان الموازية وقد تحدث منتقدا إياها مبينا أنها لا تصدق ولا يثبتها سوى معادلات وهمية وفيها قال :
3 - نظرية الأكوان المتوازية
الاكوان المتوازية هي نظرية غريبة بكل معنى الكلمة يصعب على العقل تصديقها لكن المشكلة أن المعادلات الرياضية والفيزياء الحديثة تثبت وجودها - نظريا على الأقل - وبحسب هذه النظرية فأنه ليس هناك كون واحد بل عدد لا متناهي من الاكوان وكل واحد منا يعيش بشخصية مختلفة في كل من هذه الأكوان على حدة والغريب أن جميع هذه الأكوان ممكن أن تكون مجتمعة ومتداخلة في نفس المكان كحجرة نومك مثلا اوفي الشارع الذي تسير فيه لكنك لا تستطيع أن تشعر سوى بوقائع وحقائق حياتك في الكون الذي تعيش فيه يعني مثلا في حياتك الحالية أنت لم تزر لندن مطلقا لكن في حياة أخرى أو بالأحرى نسخة أخرى منك في كون مواز آخر سبق أن زرت لندن مرات عديدة! ..
نظرية صعبة الهضم أليس كذلك؟ ..
عموما ولكي لا نخوض في معمعة الفيزياء والرياضيات سنقتصر على ما يهمنا من هذه النظرية أي علاقتها بموضوع بحثنا .. فبحسب البرفسور ستيف وينبرج عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل هناك عدة حقائق متواجدة معا داخل أكون متوازية في نفس البقعة والمكان وأحيانا يحدث تداخل بين هذه الاكوان لسبب أو لآخر مما يتيح لنا الاطلاع على حقائق لا تخصنا وليس لنا اطلاع سابق عليها لكنها تخص نسخة أخرى منا تعيش في كون منفصل موازي! .. وهذا ما يفسر حدوث الديجافو."
النظرية مرفوضة لأنها تقوم على أساس وجود الإنسان فى عدة أماكن فى نفس الوقت وهو ما يفسد الحساب الإلهى العادل فهل يحاسب إنسان واحدا أم عدة أشخاص ؟
قطعا الله يحاسب كل فرد على عمله كما قال تعالى :
" فلا تزر وازرة وزر أخرى"
ومن ثم لا يمكن أن تتواجد النفس الواحدة فى عدة أجساد فى ازمنة مختلفأو أماكن مختلفة حيث نفى الله وجود خاتم النبياء(ص) فى عصر مريم(ص) فقال :
" وما كنت لديهم إذ يختصمون"
ونفى وجود فى مدين أيان موسى(ص) فقال :
" وما كنت ثاويا فى أهل مدين "
ونفى وجوده فى عصر نوح(ص) فقال :
" تلك من أنباء الغيب ما كنت تعلمها ولا قومك من قبل"
والنظرية التالية هى نظرية كنا نعلم ونسينا وفيها قال :
4 - نظرية الذاكرة (معلومات كنا نعرفها وتم نسيانها مع الوقت)
يقول العلماء بأن الـ (دَيْ چافو ) ما هي إلا نتيجة معلومات قد تعلمناها منذ زمن ولكن نسيناها لسبب أو لآخر والآن استطعنا استرجاعها فيُخيّل لنا بأننا رأينا الموقف من قبل فالمخ البشري لا يمسح أي معلومة سجلها وإن تم نسيانها. أيضا وبحسب العلماء فأن الأمور قد تختلط على دماغنا أحيانا لأنك قد تزور مكانا لأول مرة ويصدف أن هذا المكان يتشابه من حيث تصميمه وشكله وألوانه مع أماكن أخرى كنت قد زرتها سابقا واحتفظ دماغك بتفاصيلها وإحداثياتها في الذاكرة وهذا يؤدي إلى شعور وهمي بأنك رأيت المكان سابقا. الأمر أشبه برؤية شخص ذو ملامح شبيهة بملامح بأحد أصدقائك فرؤيتك لهذا الشخص تذكرك حتما بصديقك الذي تعرفه أوحتى قد يخيل إليك أنه هو."
قطعا هذه النظرية فيها بعض من الحقيقة فالحقيقة أننا نرى فى الأحلام أشياء مستقبلية ننساها فى الغالب وهذا هو تفسير تلك الظاهرة وأما كونها معلومات واقعية حقيقية نسيناها فهذا كذب واضح فما نراه ليست سوى أشياء رأيناها فى أحلام من قبل
والنظرية التالية هى نظرية مشابهة للأكوان المتوازية وهى تناسخ الأرواح وفيها قال :
5 - نظرية تناسخ الأرواح
في بعض الديانات كالبوذية والهندوسية والديانات الوثنية الشرق أوسطية القديمة ولدى بعض الطوائف يوجد إيمان راسخ بتناسخ الأرواح وهي فكرة ضاربة في القدم مفادها أن الناس بعد موتهم يولدون مجددا في أجساد جديدة أي أن أرواحهم تنتقل من جسد إلى آخر وتستمر هذه الدورة إلا ما لا نهاية أوإلى أن تصل الروح إلى مرحلة من السمو بأفعالها وزهدها وصلاحها بحيث تتحرر من دورة التناسخ نهائيا وتنتقل لتعيش في الجنة.
لتبسيط الفكرة فأن التناسخ معناه بأن الإنسان بعد موته ينتهي جسده فقط لكن روحه لا تموت بل تنتقل إلى جسد آخر وتولد مجددا في كنف عائلة جديدة وليس مستبعدا أن يولد الرجل في هيئة امرأة في حياته الجديدة أو تولد الامرأة رجلا أويولد الإنسان في هيئة حيوان أو شجرة أو أي شيء آخر يملك روح ويتحدد ذلك بحسب الـ "كارما" الخاصة بالإنسان أي الأعمال في الحياة السابقة فإذا كان صالحا في حياته السابقة فأنه يولد مجددا في هيئة جميلة وفي كنف عائلة جيدة أما إذا كانت أعماله سيئة فلا يستبعد أن يولد في كنف عوائل سيئة ومفككة أويولد حتى بهيئة خنزير أو كلب أو ضفدع! .. جدير بالذكر أن التيار العام والنصوص الواضحة في الكتب المقدسة للأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والاسلام لا توافق على فكرة التناسخ وترفضها تماما وتؤمن بأن الإنسان يعيش حياة واحدة فقط ويحاسب وينال جزاءه على أعماله خلال تلك الحياة فقط. كما أن هناك انتقادات فلسفية وعلمية كثيرة لفكرة التناسخ لا مجال لطرحها في هذه العجالة."
وهذه النظرية كاذبة فلا وجود لتناسخ الأرواح فى ناس وحيوانات ونباتات وجمادات لأن الروج لا ترجع مرة أخرى للدنيا كما قال تعالى :
" وحرام على قرية أنهم لا يرجعون"
وأما الحقيقة فقد سماها نظرية الأحلام فقال :
6 - نظرية الأحلام
بحسب هذه النظرية فأن عالم الأحلام قد يختلط أحيانا مع الواقع مثلا أنت رأيت نفسك في الحلم تمشي في شارع معين وعندما استيقظت نسيت الحلم لكن بعد مدة صادف مرورك في شارع يشبه من حيث الشكل أو الإضاءة أو اللون ذلك الشارع الذي رأيته في حلمك ولأن الاحلام محفوظة في الذاكرة فإن روية ذلك الشارع ستستعيد من دماغك التفاصيل المشابهة للحلم المنسي فيخيل إليك بأنك زرت المكان من قبل طبعا أغلب الناس يراودهم شعور من حين لآخر بأنهم رأوا مكانا أو حادثة أو موقف ما في أحلامهم سابقا."
هذه هى الحقيقة وهى أن ما نراه ونقول أننا رأيناه من قبل كان فى حلم حدث من مدة طويلة أو قصيرة لأن كل الأحلام عبارة عن أحداث المستقبل التى تأتى فى الغالب فى صور مخالفة وأحيانا تأتى كما هى فنجد مثلا رؤية الذبح وقعت مستقبلا ولكن المذبوح لم يكن الإنسان وإنما كان الذبح العظيم ومثلا رؤية انتصار بدر كانت العكس فأعداد الكفار الكثيرة تمت رؤيتها قليلة فى المنام وهكذا
اجمالي القراءات
1115