رضا البطاوى البطاوى Ýí 2024-05-02
الشكر فى القرآن
الله شاكر لفاعل الخير :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة آل عمران "وما يفعلوا من خير فلن يكفروه "وقوله بسورة الإسراء"فأولئك كان سعيهم مشكورا "فتطوع الخير هو فعله هو السعي للخير وهو العمل الصالح وعدم كفر فعل الخير هو شكر الله له والمعنى ومن فعل صالحا فإن الله حامد خبير،يبين الله لنا أن من يتطوع خيرا أى يعمل صالحا فإن الله يشكره أى يثيبه عليه بالجنة وهو عليم به أى خبير بالعمل وفاعله فى كل وقت
الله يجزى الشاكرين :
قال تعالى بسورة آل عمران :
"وسيجزى الله الشاكرين "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة المرسلات"إنا كذلك نجزى المحسنين"فالشاكرين هم المحسنين فهنا بين الله للمؤمنين أنه سيجزى الشاكرين أى سيرحم المطيعين لحكمه فى الدنيا والأخرة
جزاء الشاكرين مستقبلا :
وضح الله أن من يرد ثواب الدنيا والمراد من يطلب متاع الحياة الأولى يؤته الله منها والمراد يعطى الله له فيها الذى يريد الله وليس هو ومن يرد ثواب الآخرة يؤته منها والمراد ومن يطلب جنة القيامة بطاعة حكم الله يعطه جزء منها هو جنتان وبين أنه سيجزى الشاكرين والمراد سيدخل الله المطيعين بعد الموت لحكمه الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
" ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الأخرة نؤته منها وسنجزى الشاكرين"
الله لا يعذب من شكره :
سأل الله الناس:ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم والمراد ماذا يستفيد الله من عقابكم إن اتبعتم حكمه وصدقتم به؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن الله لا يعذب من شكره أى أطاع حكمه وأمن أى صدق بحكمه وإنما يثيبه بالجنة وهو شاكر أى حامد أى مثيب أى راحم للمطيع المصدق بحكمه عليم أى خبير بكل شىء وفى هذا قال تعالى بسورة النساء :
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما"
الله عالم بالشاكرين :
سأل الله :أليس الله بأعلم بالشاكرين والمراد أليس الرب بأعرف بالمهتدين مصداق لقوله بسورة القصص"وهو أعلم بالمهتدين "؟والغرض من السؤال إخبار القوم أنه يعرف من يشكره وليس بحاجة لما يزعمون وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
" أليس الله بأعلم بالشاكرين"
الكفار يشترطون النجاة للشكر :
طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل للناس:من ينجيكم من ظلمات البر والبحر والمراد من ينقذكم من أضرار اليابس والماء فالظلمات يقصد بها أنواع الأذى فى اليابس والماء ،تدعونه تضرعا وخفية والمراد تنادونه علنا وسرا وهذا يعنى أنهم ينادون الله فى العلن وفى السر ليكشف الضرر فيقولون لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من الأضرار لنصبحن من الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين "وهذا يعنى أنهم يشترطون لشكر الله رفع الظلمات وهى الأضرار عنهم وهذا دليل على عدم جديتهم فى شكرهم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام :
"قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين"
الشيطان يزعم لله لا تجد أكثرهم شاكرين:
وضح الله للناس أن إبليس قال له:فبما أغويتنى والمراد فالبذى أضللتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم والمراد لأحرفن لهم دينك الحق وقال لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم والمراد لأوسوسن لهم فى حاضرهم وفى مستقبلهم وفسر هذا بأنه يأتيهم عن أيمانهم أى فى حاضرهم وعن شمائلهم أى وفى مستقبلهم ومن ثم قال:ولا تجد أكثرهم شاكرين والمراد ولا تبق معظمهم مطيعين لحكمك والمراد "وأكثرهم للحق كارهون"كما قال بسورة المؤمنون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين"
الله يطلب من موسى(ص) أن يكون من الشاكرين :
وضح الله أنه قال لموسى(ص)إنى اصطفيتك أى "اخترتك"كما قال بسورة طه على الناس والمراد وأنا اخترتك من الخلق برسالاتى أى بكلامى والمراد لإبلاغ أحكامى أى وحيى للناس فخذ ما أتيتك والمراد فأطع الذى أوحيت لك وفسر هذا بقوله وكن من الشاكرين أى الساجدين وهم المطيعين لحكم الله مصداق لقوله بسورة الحجر"وكن من الساجدين" وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"قال يا موسى إنى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامى فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين"
اشتراط الأبوين صلاح الولد للشكر :
وضح الله أنه هو الذى خلقنا من نفس واحدة والمراد أبدع الناس من إنسان واحد هو آدم(ص)وجعل منها زوجها والمراد وخلق من جسم آدم (ص)امرأته والسبب ليسكن إليها والمراد ليستلذ معها،وبين أن أحد الناس لما تغشى زوجه أى لما نكاها أى جامعها حملت حملا خفيفا والمراد حبلت حبلا هينا والمراد أنه جزء صغير جدا فى رحمها وهو الثلاثة شهور الأولى فمرت به والمراد فقضت مدة الحمل الخفيف بسلام فلما أثقلت أى كبرت أى دخلت فى مرحلة وضع النفس فى الجسم ودعوا الله ربهما والمراد نادوا الله خالقهما :لئن أتيتنا صالحا والمراد لئن أعطيتنا طفلا سليما لنكونن من الشاكرين أى الصالحين مصداق لقوله بسورة التوبة"ولنكونن من الصالحين" وهذا يعنى أنهما اشترطا على الله أن يكون الولد صالحا كى يشكروه اى يطيعوا حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف:
"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن أتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين"
لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين:
وضح الله للناس أن الله هو الذى يسيرهم فى البر والبحر والمراد أن الله هو الذى يحركهم فى اليابس وهو الأرض والماء حتى إذا كنتم فى الفلك وهى السفن وجرين بكم بريح طيبة والمراد وسارت السفن عن طريق هواء متحرك مفيد للحركة وفرحوا بها والمراد وسروا بهذا الهواء المفيد جاءتها ريح عاصف والمراد أتاها هواء شديد أى هواء ضار وجاءهم الموج من كل مكان والمراد وحاصرهم الماء المرتفع من كل جهة وظنوا أنهم أحيط بهم والمراد واعتقدوا أنهم نزل بهم الهلاك دعوا الله مخلصين له الدين والمراد نادوا الله موحدين له الحكم أى قاصدين أنه المنقذ الوحيد فقالوا لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين والمراد لئن أنقذتنا من أذى البحر لنصبحن من المطيعين لحكمك أى الصالحين وفى هذا قال تعالى بسورة يونس :
"هو الذى يسيركم فى البر والبحر حتى إذا كنتم فى الفلك وجرين بكم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين"
إبراهيم (ص) شاكر لله :
وضح الله أن إبراهيم(ص)كان أمة أى إماما والمراد رسولا قانتا لله أى متبعا لدين الله وفسره بأنه حنيفا أى مستقيما والمراد مطيعا لدين الله ولم يك من المشركين وهم المكذبين بدين الله ويفسر الله هذا بأنه كان شاكرا لأنعمه أى حامدا لعطاياه والمراد مطيعا لأحكام دين الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"إن إبراهيم كان أمة قانتا حنيفا ولم يكن من المشركين شاكرا لأنعمه"
هل أنتم شاكرون؟
وضح الله أنه علم داود (ص) صنعة لبوس للناس والمراد عرفه حرفة دروع للناس أنه عرفه صنعة هى صناعة الدروع للناس لتحصنهم من بأسهم أى لتحميهم من أذى أسلحتهم ويسأل الله الناس فهل أنتم شاكرون أى "فهل أنتم مسلمون " كما قال بسورة الأنبياء والغرض من السؤال هو أن يشكر الناس الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء :
"وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون"
كن يا محمد (ص) من الشاكرين :
طلب الله من نبيه(ص) فقال بل الله فاعبد والمراد بل حكم الله فأطع وفسره هذا بأن يكون من الشاكرين وهم المطيعين أى المتبعين لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر :
"بل الله فاعبد وكن من الشاكرين"
الإنسان شاكر أو كافر :
وضح الله أنه هدى الإنسان السبيل أى عرف الفرد الدين وهو النجدين طريق الخير وطريق الشر مصداق لقوله بسورة البلد"إنا هديناه النجدين "ولذا فهو إما شاكرا أى مطيعا لطريق الخير وإما كفورا أى مطيعا لطريق الشر وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان :
" إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"
أيام الله آيات للشكور :
وضح الله أنهطلب من موسى (ص)أن يذكرهم وهم قومه بأيام الله أى يعرفهم آيات الله مصداق لقوله بسورة الكهف"وذكر بآيات ربه "وبين الله أن فى ذلك وهو ما حدث لموسى (ص)وقومه آيات أى عظات لكل صبار شكور أى مطيع متبع للوحى وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" وذكرهم بأيام الله إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور" .
نوح (ص) عبد شكور :
وضح الله لنا أن بنى إسرائيل هم ذرية من حمل مع نوح(ص)والمراد هم أولاد واحد ممن ركبوا مع نوح (ص)فى السفينة وبين لنا أن نوح(ص)كان عبدا شكورا أى مملوكا مطيعا لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا"
سعى المؤمنين مشكور :
وضح الله أن من أراد الآخرة والمراد أن من طلب ثواب القيامة وسعى لها سعيها والمراد وعمل لها عملها الصالح وهو مؤمن أى مصدق لحكم الله فأولئك كان سعيهم مشكورا له والمراد فأولئك كان عملهم مثابا وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء :
"ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا"
الليل والنهار خلفة لمن أراد شكورا:
وضح الله أنه هو الذى جعل أى خلق الله الليل والنهار خلفة أى عبرة أى آية لمن أراد أن يذكر أى يطيع حكم الله وفسره بأنه من أراد شكورا أى إتباعا لحكم الله وهم أولى الأبصار وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
"وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا"
الفلك آيات لكل صبار شكور:
سأل الله نبيه(ص) ألم تر أى تدرى أن الفلك وهى السفن تجرى فى البحر بنعمة الله والمراد تتحرك فى الماء بأمر الرب وهو مخلوقاته السبب أن يريكم من آياته والمراد أن يشهدكم من براهين قدرته على وجوب طاعته وحده وفى ذلك وهو تسيير الفلك آيات أى براهين دالة على قدرة الله الدالة على وجوب طاعته وحده لكل صبار أى شكور أى مطيع حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
""ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور"
قليل من عبادى الشكور:
وضح الله أنه قال لسليمان(ص) وقليل من عبادى الشكور والمراد وعدد قليل من خلقى هو المطيع لحكمى وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"وقليل من عبادى الشكور"
تمزيق سبأ آيات لكل صبار شكور:
وضح الله أنه جعل أهل سبأ أحاديث والمراد جعلهم قصص تروى وقد مزقهم كل ممزق والمراد وقد دمرهم كل تدمير وهذا يعنى أن الله لم يترك كافر واحد منهم على قيد الحياة وفيما حدث لأهل سبأ آيات والمراد عظات أى عبر لكل صبار شكور والمراد طائع متبع لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور"
الله غفور شكور :
وضح الله أنه غفور شكور أى نافع مثيب للعلماء بالجنة وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"إنه غفور شكور "
ربنا لغفور شكور:
بين الله أن المسلمين قالوا فى الجنة الشكر لله الذى منع عنا العذاب إن إلهنا لعفو مثيب وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
" وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور"
الجوار فى البحر آيات لكل صبار شكور:
وضح الله للناس أن من آياته وهى براهينه الدالة على قدرته الجوار فى البحر كالأعلام والمراد السائرات فى المياه كالرايات وهو إن يشأ يسكن الريح والمراد وهو إن يرد يوقف الهواء المتحرك فيظللن رواكد على ظهره أى فيقفن ثابتات على سطحه وهذا يعنى أنه إذا أراد إيقاف السفن عن الحركة فإنه يأمر الهواء المتحرك بالسكون وفى ذلك وهو إيقاف وتحريك السفن لآيات لكل صبار شكور والمراد لبراهين يفهمها كل طائع متبع لحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى :
"ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور"
الله شكور حليم:
وضح الله للمؤمنين أنهم إن يقرضوا الله قرضا حسنا والمراد إن يطيعوا حكم الله طاعة خالصة يضاعفه لهم أى يزيد الأجر لهم وفسره بأنه يغفر لهم أى يترك عقابهم على ذنوبهم والله شكور حليم أى مثيب شاكر لمن يطيع حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة التغابن :
إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم"
المسلمون لا يريدون شكورا من غيرهم :
وضح الله أن الأبرار يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا والمراد وهم يعطون المال رغم رغبتهم فيه محتاجا له وفاقد الأب فى صغره وحبيس الحرب ويقولون لهم إنما نطعمكم لوجه الله والمراد إنما نعطيكم المال رغبة فى الحصول على ثواب الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا والمراد لا نرغب منكم فى مقابل أى حمد منكم وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان:
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا"
سعى المسلمين مشكور :
وضح الله أن الملائكة قالت للمسلمين :إن هذا كان لكم جزاء أى "ثوابا من عند الله"كما قال بسورة آل عمران وكان سعيكم مشكورا والمراد وكانت طاعتكم مثابة بالجنة لكم وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان:
" إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا"
العفو للشكر:
قال تعالى بسورة البقرة :
"ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون"وهو ما فسر قوله بسورة الأعراف"إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة فى الحياة الدنيا وكذلك نجزى المفترين والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وأمنوا إن ربك لغفور رحيم"فقد تاب الله على القوم لأنهم تابوا عندما قالوا كما بسورة الأعراف"ولما سقط فى أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين"وفسر الله عفوه عنهم بأنه تاب عليهم وفسر قوله "لعلكم تشكرون"بقوله بنفس السورة "لعلكم تتقون"فالشكر هو التقوى هو طاعة حكم الله والمعنى ثم غفرنا لكم من بعد استغفاركم لعلكم تطيعون حكم الله
البعث للشكر :
قال تعالى بسورة البقرة :
"ثم بعثكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون "فهنا يبين الله للقوم أنه بعثهم والمراد أعادهم للحياة مرة أخرى بعد هلاكهم فى الرؤية والسبب هو أن يشكروه أى يطيعوا حكمه المنزل عليهم
الهدى للشكر:
قال تعالى بسورة البقرة :
"ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة النحل"لعلكم تسلمون"وقوله بسورة الحجرات "أن هداكم للإيمان "فما هدانا هو الإيمان ومعنى تشكرون هو تسلمون والمعنى ولتشكروا الله على ما علمكم أى لعلكم تسلمون ،فهنا بين الله لنا أن الواجب علينا هو تكبير الله كما هدانا والمراد طاعة الله كما علمنا فى الوحى وفسر هذا بأنه شكره أى طاعة وحيه
التقوى للشكر :
وضح الله للمؤمنين أنه نصرهم أى أيدهم على الكفار فى معركة بدر وهم أذلة أى مستضعفين مهانين ،وطلب الله منهم أن يتقوا الله لعلهم يشكرون والمراد أن يخافوا عذاب الله لعلهم يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران :
"ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون"
النعمة للشكر :
بين الله للمؤمنين أنه سيتم نعمته عليهم لعلهم يشكرون والمراد سيكمل لهم نزول أحكامه لعلهم يطيعونها أى يستسلمون لها مصداق لقوله بسورة النحل"كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون"
بيان الآيات للشكر :
وضح الله للمؤمنين أنه يبين لكم آياته لعلكم تشكرون والمراد يوضح لكم أحكامه لعلكم تعقلون مصداق لقوله بسورة البقرة"كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون"وهذا يعنى أن الله يوضح الأحكام لكى يطيعها المؤمنون وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة :
"كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تشكرون"
القليل من يشكر نعم الله فى الأرض:
"وضح الله للناس أنه مكنهم فى الأرض والمراد حكمهم فى بلاد الأرض وفسر هذا بأنه جعل لهم فيها المعايش والمراد خلق لهم فيها المنافع التى يتحكمون فيها وهم قليلا ما يشكرون أى يذكرون أى يطيعون حكم الله وفى هذا قال بسورة الأعراف"قليلا ما تذكرون" وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"ولقد مكناكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون"
نعم الله على المستضعفين لشكره :
طلب الله من المؤمنين أن يذكروا والمراد أن يعرفوا نعمة الله عليهم إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض والمراد وقت أنتم قليلو العدد مستذلون فى البلاد تخافون أن يتخطفكم الناس والمراد تخشون أن يؤذيكم الكفار فأواكم أى أسكنكم مكانا أمنا هو المدينة وأيدكم بنصره أى ونصركم بقوته ورزقكم من الطيبات والمراد وأعطاكم من النافعات وهى مباحات الرزق والسبب فى وجوب معرفة نعمة الله فى الإيواء والنصر والرزق هو لعلكم تشكرون أى "لعلكم تذكرون "كما قال بسورة النور والمراد لعلكم تطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنفال :
"واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون فى الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فأواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون"
تسخير البحر للشكر :
وضح الله للناس أنه سخر أى خلق البحر وهو الماء لهم أن يأكلوا منه لحما طريا والمراد لتطعموا منه لحما لينا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها أى وتستطلعوا منه الماء حلية ترتدونها ،وبين لرسوله (ص)أنه يرى الفلك مواخر فيه والمراد يشاهد السفن متحركات فى البحر وبين للناس أنهم يبتغون من فضله والمراد يطلبوا من رزقه بالسعى إلى هذا الرزق فى مكانه وبين لهم أن عليهم أن يشكروه أى يطيعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
"وهو الذى سخر البحر لتأكلوا لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
خلق السمع للشكر :
وضح الله للناس أنه جعل أى خلق أى "أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة "وهذا أنه خلق لهم السمع وهو القلب مصداق لقوله بسورة الأعراف "فطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون "وهو الأبصار مصداق لقوله بسورة الأعراف "وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا"وهى الأفئدة أى العقول والسبب فى خلقها لعلهم يشكرون أى "لعلكم تسلمون"كما جاء بنفس السورة والمراد ليطيعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
" وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون"
تسخير الإبل :
وضح الله لنا أن البدن وهى الإبل كذلك أى بتلك الطريقة وهى الذبح سخرها لنا أى نفعنا بها والسبب لعلنا نشكره أى نطيع حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة الحج :
"كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون"
قليل ما يشكر الناس الله على الأفئدة :
وضح الله للناس أنه هو الذى أنشأ أى خلق أى جعل لهم السمع وهو القلوب أى الأبصار أى الأفئدة وهى العقول لنطيع حكمه ووضح لهم أنهم قليلا ما يشكرون أى قليلا ما يطيعون حكم الله أى ما يتذكرون مصداق لقوله بسورة غافر "قليلا ما تتذكرون" وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون:
"وهو الذى أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
شكر رحمة الله :
وضح الله للناس أن من رحمته وهى نفعه لهم أن جعل أى خلق لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد ليرتاحوا فيه وخلق النهار ليبتغوا من فضله والمراد ليطلبوا فيه من رزق الله وقد خلق الليل والنهار لعل الناس يشكرون أى "لعلكم تذكرون "كما قال بسورة النور والمراد لعلهم يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة القصص :
"ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون "
المبشرات للشكر :
وضح الله أن من آياته وهى براهينه الدالة على وجوب طاعته وحده أنه يرسل الرياح مبشرات والمراد يبعث الهواء المتحرك مخبرات بسقوط المطر والسبب أن يذيقهم من رحمته أى أن يعطيهم من فضله وهو رزقه الممثل فى المطر ،ووضح أن الفلك وهى السفن تجرى بأمره والمراد تسير فى البحر بنعمة الله وهى قدرته ووضح الله لهم أنهم يبتغوا من فضله والمراد أنهم يطلبوا من رزق الله والسبب لعلكم تشكرون أى "لعلكم تعقلون" كما قال بسورة الأنعام والمراد لعلكم تطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الروم :
ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
الأبصار للشكر :
وضح الله أنه خلق للناس السمع أى الأبصار وهى الأفئدة وهى النفوس والسبب فى خلقهم أن يشكروه أى يطيعوه ولكن الحادث هو أنهم قليلا ما يشكرون أى "قليلا ما تتذكرون"كما قال بسورة غافر والمراد أن عدد قليل من الناس هم من يطيعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة السجدة :
وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
فوائد البحرين للشكر :
وضح الله للناس أن البحران والمراد البحر والنهر بألفاظ الناس وهما الماءين لا يتساويان فهذا عذب فرات سائغ شرابه والمراد مقبول حلو مقبول طعمه أى مذاقه وهذا ملح أجاج أى طعمه مالح لاذع ومن الماءين تأكلون لحما طريا والمراد وتطعمون من صيد الماءين لحما لينا وتستخرجون حلية تلبسونها والمراد وتستطلعون من الماءين معدن تتخذونه حلية أى زينة ووضح الله للنبى (ص)أنه يرى الفلك فيه مواخر والمراد يشاهد السفن فى البحر جاريات والسبب أن يبتغوا من فضله أى أن يطلبوا من رزق الله وقد أعطاهم كل هذا لعلهم يشكرون أى يطيعون حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة فاطر :
"وما يستوى البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
الفلك للشكر :
وضح الله أنه هو الذى سخر لكم البحر والمراد الذى خلق لكم الماء لتجرى الفلك فيه بأمره والمراد لتتحرك فيه السفن بنعمة وهو حكم الله ولتبتغوا من فضله والمراد ولتطلبوا من رزق الله فى البحر ولعلكم تشكرون أى تطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية :
"الله الذى سخر لكم البحر لتجرى الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون"
عدم تأجيج الماء للشكر :
بين الله للناس لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون والمراد لو نريد حولناه مالحا فلولا تعقلون،فهنا بين لهم أنه لو أراد لحول الماء العذب لماء مالح ولكنه لم يرد والواجب عليهم هو شكر الله وهو طاعة حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة :
"لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون"
إنشاء الناس للشكر:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس الله هو الذى أنشأكم أى "هو الذى خلقكم "كما قال بسورة الأعراف وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة والمراد ووضع فيكم النفوس أى القلوب أى الصدور لتشكروا ولكن قليلا ما تشكرون والمراد ولكن عددا قليلا منكم من يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة الملك :
"قل هو الذى أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون :
وضح الله أنه ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق حيث يرزقهم ويفعل بهم الخير ويبين لنا أن أكثر الناس لا يشكرون والمراد أن معظم الخلق من الإنس والجن لا يؤمنون بحكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
تصريف الآيات لشكر الله :
وضح الله أن البلد الطيب والمراد أن أهل القرية الصالحة يخرجون نباتهم بإذن ربهم والمراد يعملون عملهم طاعة لحكم إلههم وأما البلد الذى خبث أى وأما أهل البلد التى فسد أهلها فإنها لا تخرج إلا نكدا والمراد فإن أهلها لا يعملون إلا عملا فاسدا،ووضح أنه كذلك أى بتلك الطريقة وهى المقارنة بين الطيب والخبيث يصرف الآيات أى يبين الأحكام لناس يشكرون أى يعقلون فيطيعون مصداق لقوله بسورة البقرة"كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون"وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف :
"والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون فضل الله :
وضح الله أنه ذو فضل على الناس أى صاحب رحمة للعالمين مصداق لقوله بسورة البقرة"ولكن الله ذو رحمة على العالمين"وبين أن أكثرهم لا يشكرون والمراد ولكن معظم الناس لا يؤمنون فيطيعون الوحى مصداق لقوله بسورة غافر"ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" وفى هذا قال تعالى بسورة يونس:
" إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون"
فضل الله ورفض الأكثرية الشكر :
وضح الله أن يوسف(ص) قال للرجلين : ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس أى الإسلام رحمة لنا وللخلق وهذا يعنى أنه دين نافع للكل فى الدنيا والآخرة ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون دين الله وهذا يعنى أن المتبعين لدين الله عددهم قليل وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
"ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون "
الرزق للشكر :
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم :
" ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "
فضل الله لا يشكر من الكفار :
بين الله لنبيه (ص) أن ربه ذو فضل على الناس والمراد أن خالقه صاحب رحمة بالعالمين مصداق لقوله بسورة البقرة "ولكن الله ذو فضل على العالمين "ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
"وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون"
أفلا يشكر الناس الله ؟
وضح الله أن من ضمن الآية وهى البرهان أن الله جعل أى خلق للناس فى الأرض جنات أى حدائق من شجر النخيل والأعناب وفجر فيها من العيون والمراد وأجرى فى يابسها من الأنهار والسبب أن يأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم والمراد أن يطعموا من منافع الشجر وهو ثماره الطازجة وما صنعته أنفسهم وهو الطبيخ ،أفلا يشكرون أى أفلا يعقلون اى افلا يطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة يس :
"وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون"
أفلا يشكر الناس نعمة الأنعام :
سأل الله أو لم يروا أى هل لم يدروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا والمراد إنا أنشأنا لهم مما خلقت أنفسنا أنعاما فهم لها مالكون أى فهم فيها متصرفون وذللناها أى وسخرناها لهم فمنها ركوبهم أى حملهم ومنها يأكلون أى يطعمون ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار يعلمون أن الله خلق للناس ضمن خلقه الأنعام وهى الماعز والغنم والإبل والبقر وهم لها مالكون أى متصرفون فيها يعملون ما يريدون وفسر الله هذا بأنه ذللها لهم أى سخر لها فمنها ركوبهم وهو حملهم ومتاعهم إلى أى مكان يريدونه ومنها يأكلون أى يطعمون من منافعها ومع ذلك لا يطيعون من أعطاهم هذه النعم وفسر الله هذا بأن لهم منافع أى فوائد عديدة ومشارب أى ألبان يشربونها وسأل الله أفلا يشكرون أى أفلا يعقلون والمراد إخبارنا أن الناس لا يطيعون حكم الله بعد فهمهم لمخلوقاته كالأنعام وفى هذا قال تعالى بسورة يس:
"أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون"
أكثر الناس لا يشكرون :
وضح الله أنه الذى جعل لهم الليل والمراد الذى خلق لكم الليل لتسكنوا فيه أى لتناموا أى لترتاحوا فيه والنهار مبصرا أى معاشا والمراد وقتا للسعى والعمل وبين أن الله ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله أى لا يؤمنون مصداق لقوله بنفس السورة "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون" وفى هذا قال تعالى بسورة غافر:
"الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون"
الشكر للنفس :
وضح الله أن لما أغمض سليمان (ص)عينيه ثم فتحهما رأى العرش وهو كرسى الملك مستقرا عنده أى موجودا أمام بصره فقال :هذا من فضل ربى أى هذا من رحمة إلهى بى ليبلونى أأشكر أم أكفر والمراد ليختبرنى أأطيع حكمه أم أعصى حكمه وهذا يعنى أن الخير بلاء هو الآخر ،وقال ومن شكر فإنما يشكر لنفسه والمراد ومن أطاع فلمنفعته وهذا يعنى أن من يطيع حكم الله فإنما يطيعه من أجل منفعته وهى نصره فى الدنيا والآخرة، وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
" فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربى ليبلونى أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه"
الواجب الشكر لله :
وضح الله أنه أتى أى أوحى للقمان(ص)الحكمة وهى الوحى فقال فيه :أن أشكر أى أطع حكم الله أى اتبع حكم الله وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
"ولقد أتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله "
شكر الإنسان لمنفعته :
وضح الله أن لقمان قال لابنه : ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه أى "ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه"كما قال بسورة العنكبوت والمراد ومن أطاع حكم الرب فإنما يطيع من أجل مصلحته ومن كفر أى كذب بحكم الله فإن الله لغنى حميد والمراد فإن الرب غير محتاج شكور لمن يطيع وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
" ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله لغنى حميد"
شكر نعمة الله:
طلب الله من المؤمنين أن يشكروا نعمة الله أى وأن يحمدوا عطاء الله لهم إن كانوا يعبدون أى يطيعون الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة النحل :
" واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون"
شكر نعمة الله على النفس وعلى الوالدين :
وضح الله أن سليمان (ص)تبسم ضاحكا من قولها والمراد قهقه مسرورا من حديث النملة وهذا يعنى أنه فرح لمعرفته بقول النملة وهذا يعنى أن الله أعطاه القدرة على معرفة منطق النمل وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى والمراد خالقى أقدرنى أن أتبع حكمك الذى أوحيت لى ولأبى وهذا يعنى أنه يطلب من الله أن يعطيه القدرة على طاعة حكمه وفى هذا قال تعالى بسورة النمل :
"فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك على وعلى والدى"
شكر المرجوع إليه :
وضح الله أن إبراهيم (ص)قال لقومه: إن الذين تعبدون أى تدعون أى تطيعون من دون أى من سوى الله لا يملكون لكم رزقا أى لا يعطون لكم نفعا وهذا يعنى آلهتهم لا تنفعهم ،فابتغوا عند الله الرزق والمراد فاطلبوا من الله العطاء وهو النافع لأنه الرازق واعبدوه أى اشكروا له والمراد فأطيعوا حكم الله إليه ترجعون أى إلى جزاء الله تعودون بعد الموت أى إليه تقلبون وفى هذا قال تعالى بسورة العنكبوت :
"إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون"
شكر الله والأبوين واجب :
وضح الله أنه وصى الإنسان بوالديه والمراد أمر الفرد بالإحسان إلى حملته أمه وهنا على وهن والمراد حبلت به ضعفا على ضعف وهذا يعنى أن الحامل تزداد ضعفا كلما قرب موعد الولادة ،وفصاله فى عامين أى وفطام الرضيع بعد سنتين وقال لله للإنسان:اشكر لى أى أطع حكمى ومن ضمن حكمى أطع والديك أى أبويك إلى المصير وهو المرجع والمراد وإلى جزاء الله العودة وفى هذا قال تعالى بسورة لقمان :
"ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير"
الكل من الرزق وشكر الرازق :
وضح الله أنه كان لسبأ وهى بلد آية فى مسكنهم والمراد علامة دالة على قدرة الله هى جنتان عن يمين وشمال والمراد حديقتان عن يمين نهر البلدة وشمال نهر البلدة وقال لهم فى وحيه :كلوا من رزق ربكم أى خذوا من نفع خالقكم واشكروا له أى وأطيعوا حكمه بلدة طيبة أى أهل قرية مسلمون ورب غفور أى وإله عفو أى نافع للمطيعين وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
"لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور"
شكر النعمة المنعمة على الإنسان :
وضح الله أن الإنسان إذا بلغ أشده والمراد إذا وصل سن قوته أى بلغ أربعين سنة أى وصل سن الأربعين قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى أبوى والمراد قدرنى أن أطيع وحيك الذى أبلغت لى ولوالدى وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف :
" حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن اشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى"
الواجب الشكر وعدم الكفر :
قال تعالى بسورة البقرة :
"فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة محمد "إن تنصروا الله ينصركم "وقوله بسورة العنكبوت "واعبدوه واشكروا له" فذكر الله هو شكره هو عدم الكفر به هو نصر الله كما بسورة محمد هو عبادة الله كما بسورة العنكبوت ومعنى الآية فأطيعونى أثيبكم أى اتبعونى أى لا تعصونى ،فهنا طلب الله من الناس أن يذكروه أى يطيعوه أى يشكروه أى يتبعوا حكمه فلا يكفروا به أى فلا يعصوا حكم الله حتى يذكرهم الله أى حتى يثيبهم الله والمراد حتى ينصرهم الله فى الدنيا والأخرة
شكر المعبود :
قال تعالى بسورة البقرة :
"يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " وهو ما فسره قوله تعالى بسورة النحل"واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون" وقوله بسورة سبأ"كلوا من رزق ربكم " وقوله بسورة النحل"فإياى فارهبون " وقوله بسورة فصلت "واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون "فأكل طيبات الرزق هو أكل رزق الرب وفسره بأنه الشكر لله أى السجود لله وتعبدون تعنى ترهبون ومعنى الآية يا أيها الذين صدقوا بوحى الله اعملوا من أحاسن الذى أوحينا لكم أى أطيعوا الله إن كنتم إياه تحبون ،فهنا طلب الله من المؤمنين أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم والمراد أن يعملوا من أحسن الذى أوحى لهم وفسر الله هذا بأنه الشكر له أى الطاعة لوحى الله وذلك إن كانوا إياه يعبدون أى يحبون أى يريدون ثوابه
اشكروا نعمة الله:
طلب الله من المؤمنين أن يأكلوا مما رزقهم الله والمراد أن يطعموا مما أعطاهم الله الحلال الطيب وهو المباح النافع وأن يشكروا نعمة الله أى وأن يحمدوا عطاء الله لهم إن كانوا يعبدون أى يطيعون الله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة :
"فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون"
قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
نظرات فى بحث خطأ في فهم مراد الفضيل بن عياض بخصوص ترك العمل لأجل الناس
دعوة للتبرع
أحسن كل شىء خلقه: ما معنى الذى ( احسن كل شىء خلقه ) ؟ هل هو صفة للفعل...
صوم وصيام : هل هناك فرق بين الصيا م والصو م ؟...
المهر والتركة.: كان العرف في الارد ن قبل مءة عام مهر البنت...
دعوة المظلوم : تعرضن ا لظلم شديد بعده نعيش فى كرب وخوف ، ولكن...
more