قراءة في مخطوط فتيا وجوابها للحسن بن أحمد العطار الهمذاني
رضا البطاوى البطاوى
Ýí
2023-04-17
قراءة في مخطوط فتيا وجوابها للحسن بن أحمد العطار الهمذاني
المتوفى : 569 هـ
الكتاب عبارة عن جزء فيه فتيا وجوابها أجاب عنه أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد العطار الهمذاني فالفتوى هو إنكار بعض الحنابلة لأحاديث الصفات المجسدة ونقدهم لها بأن من رواها واحد أراد إضلال الناس وكان السبب في كتابتها كما يقولون " ما قد ظهر من الفساد وانتشر من البدع في أقطار البلاد ، ..بحيث إن جماعة تلاعن أهل السنة ، وتشعبت فيهم الآراء ، فكانت هذه الفتنة العظيمة والمحنة الجسيمة ، ...وإنما الشكوى إلى الله تعالى من قوم إلى مذهب أحمد ينتمون ، وبالسنة يتوسمون ، ويدعون التمسك بقوله وفعله ، ويقرون بفضله وبنبله ، وهم مع ذلك يخالفون نصوصه ، ..فمن ذلك أنهم قالوا : إن هذه الأحاديث الواردة في الصفات جميعها إنما رواها حماد بن سلمة ، وكان يلقيها إليه شيطان ليضل بها أهل الحق ، أو كما قالوا : وما صح منها فهو أخبار أحاد لا يوجب العلم ولا يصح الاحتجاج به ، فإذا أريناهم كلام السلف عليها ، قالوا : هذا مذهب أهل الحديث ، ولا يلزم الفقهاء الأخذ به ، ومهما سمعوه من أحاديث الصفات تأولوه وصرفوه عن حقيقته ، أو ردوه ،...وكتب الشيخ الإمام الحافظ أبو العلاء أدام الله علوه : ...ثم سلام الله وتحياته وبركاته على إخواني من أهل السنة بأم الشام دمشق ، حماها الله من حوادث الأيام ، أما بعد فإن كتابكم ورد علي في شهر الله الأصم رجب من سنة اثنتين وستين وخمس مائة ، ...دون الإطالة والإكثار لأني ذكرت هذا المعنى وما يتعلق به ويشاكله ويشابهه ويماثله في كتابي الموسوم بالجمل والغايات في بيان الفتن والآيات ، اعلموا عافاكم الله أن الله تعالى قد أخبرنا في النبأ العظيم والذكر الحكيم ما ابتلينا به من اختلاف الأمة وانتقاض عرى الإسلام والسنة ، فقال تعالى : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } وقال تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } وقال تعالى : { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} فأما بيان ذلك من الأثر
1- عن ثوبان ، قال : قال رسول الله : إن الله زوى لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي أن لا يهلكنا بسنة عامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال : " يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة ، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يسبي بعضا " وإن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد الأوثان ، وإنه يكون في أمتي ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي ولا نبي بعدي ، وأنه لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ، هذا حديث صحيح من حديث أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي البصري ، عن أبي أسماء عمرو بن مرثد الرحبي الشامي ، عن أبي عبد الله ثوبان ، مولى رسول الله رواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري في كتابه الصحيح ...
الخطأ ألأول علم النبى (ص)بالغيب ممثل ى اتساع ملكها والثلاثون دجالا الذين يدعون النبوة ... وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب حتى أنه لا يعرف ما يفعل به ولا بغيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم" كما ان الله نفى على لسانه علمه بالغيب فقال:
" ولا أعلم الغيب "
والثانى أنه أعطى الكنزين الأحمر والأبيض وهو ما يعارض أن الله لم يعطه كنوزا لما طلبها منه الكفار كما قال :
"فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شىء وكيل"
والثالث أن الله لا يسلط على المؤمنين عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وهو ما يخالف أن الله سلط عليهم كفار قريش فحاربوهم في بدر وأحد وسلط عليهم كفار من غير قريش كما في يوم حنين وسلط عليهم الروم كما في سورة الروم
2- عن جابر بن عتيك ، أنه قال : جاءنا عبد الله بن عمر ، في بني معاوية من قرى الأنصار ، فقال : " هل تدري أين صلى رسول الله من مسجدكم هذا ؟ قال : قلت : نعم ، فأشرت إلى ناحية منه ، فقال : هل تدرون ما الثلاث اللاتي دعا بهن فيه ؟ قلت : نعم ، فقال : أخبرني بهن ، فقلت : دعا بأن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ، ولا يهلكهم بالسنين فأعطيها ، ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم ، فمنعها ، قال : صدقت ، فلم يزل الهرج إلى يوم القيامة " ولهذا الحديث أيضا متابعات ذكرناها في كتاب جمل الغايات
الخطأ أن الله لا يسلط على المؤمنين عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وهو ما يخالف أن الله سلط عليهم كفار قريش فحاربوهم في بدر وأحد وسلط عليهم كفار من غير قريش كما في يوم حنين وسلط عليهم الروم كما في سورة الروم والتسليط هو قتال الكفار للمسلمين كما في قوله :
" ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم "
ولو كان هذال ممنوعا ما غلبوا في أحد وما غلبوا في أول حنين وقتل منهم العديد
3- عن سعد بن أبي وقاص ، قال : سئل النبي ، عن هذه الآية : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم } ، فقال رسول الله : " إنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد " ، رواه الإمام أحمد رضي الله عنه ..."
الحقيقة أن الآية حدث بعض منها في عهد النبى (ص)في مكة حيث نزل العذاب من فوق الناس وهو الدخان كما قال تعالى :
"بل هم فى شك يلعبون فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون"
وتلك الآية من سورة الأنعام لم تنزل في المؤمنين ولكن في الكافرين المشركين كما قال تعالى :
"قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا أو يذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون"
ولنذكر الآن بعض ما ورد في استحالة قواعد الإسلام وما يظهر عند ذلك من حوادث الأيام
4- عن عبد الله بن مسعود ، أن النبي ، قال : " تدور رحا الإسلام لخمس أو ست أو سبع وثلاثين ، فإن يهلكوا فسبيل من هلك ، وإن يقم لهم دينهم ، يقم لهم سبعين عاما " ، فقال عمر : يا رسول الله بما مضى أو بما بقي ؟ فقال رسول الله : " بما بقي "
الخطأ علم النبى (ص)بالغيب ممثلة في أن عمر الإسلام 37 عام وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب حتى أنه لا يعرف ما يفعل به ولا بغيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
كما ان الله نفى على لسانه علمه بالغيب فقال:
" ولا أعلم الغيب "
5- عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله : " خذوا العطاء ما دام عطاء ، فإذا كان رشوة على الدين فلا تأخذوه ولستم بتاركيه ، يمنعكم من ذلك الفقر والمخافة ، ألا إن رحى بني مرج قد دارت ، ألا وإن رحى الإيمان دائرة ، فدوروا مع الكتاب حيث ما دار ، ألا وإن الكتاب والسلطان سيفترقان ، فلا تفارقوا الكتاب ، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم مالا يقضون لكم ، إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم " قالوا : يا رسول الله كيف نصنع ؟ قال : " كما صنع أصحاب عيسى بن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب ، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله "
الخطأ علم النبى (ص)بالغيب ممثلة في أن رحى بنى مرج ورحى الإيمان قد دارت وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب حتى أنه لا يعرف ما يفعل به ولا بغيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
كما ان الله نفى على لسانه علمه بالغيب فقال:
" ولا أعلم الغيب "
6- عن أبي عبيدة بن الجراح ، عن عمر بن الخطاب ، قال : أخذ رسول الله بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجهه ، فقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، أتاني جبريل آنفا ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقلت : أجل إنا لله وإنا إليه راجعون ، فمم ذاك يا جبريل ؟ قال : إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من دهر غير كثير ، فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلالة ؟ فقال : كل سيكون ، فقلت : ومن أين وأنا تارك فيهم كتاب الله ، فقال : بكتاب الله يفتتنون وذلك من قبل أمرائهم وقرائهم ، يمنع الأمراء الناس الحقوق فيظلمون حقوقهم ولا يعطونها ، فيقتتلون ويفتتنون ، ويتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ، فقلت : كيف يسلم من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر ، إن أعطوا الذي لهم أخذوه وإن منعوه تركوه " * ومما جاء في اختلاف التأويل وتنافر القلوب
الخطأ علم النبى (ص)بالغيب ممثلة في الخلافات بين الأمة بعد موته بقليل وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب حتى أنه لا يعرف ما يفعل به ولا بغيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
كما ان الله نفى على لسانه علمه بالغيب فقال:
" ولا أعلم الغيب "
والخطأ كون الأمة مفتتنة وهو ما يخالف أن كل البشر مفتنون بالخير والشر كما قال تعالى :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
7- عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله : " يكون في آخر الزمان قوم إخوان العلانية أعداء السريرة " قيل : يا رسول الله كيف يكون ذلك ؟ قال : " ذلك لرغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض "
الخطأ علم النبى (ص)بالغيب ممثلة في الخلافات بين الأمة بعد موته بقليل وهو ما يخالف أنه لا يعلم الغيب حتى أنه لا يعرف ما يفعل به ولا بغيره كما قال تعالى :
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
كما ان الله نفى على لسانه علمه بالغيب فقال:
" ولا أعلم الغيب "
8- عن إياد بن لقيط ، عن رجل منهم يقال له : قريظة ، قال : سمعت أبا موسى ، يقول : سئل رسول الله عن الساعة وأنا شاهد ، فقال : " لا يعلمها إلا الله ، ولا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأحدثكم بمشارطها وما بين يديها ألا إن بين يديها فتنا وهرجا " فقيل : يا رسول الله أما الفتن فقد عرفناها ، أرأيت الهرج ما هو ؟ قال : " هو بلسان الحبشة : القتل وأن يلقى بين الناس التناكر فلا يعرف أحد ، وتجف قلوب الناس ، وتبقى رجراجة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا "
الخطأ وجود أشراط أى علامات للساعة وهو ما يخالف أن العلامات تدل على قرب وقوعها بينما العلم بها مخفى تماما حتى عن وقتها كما قال تعالى :
"يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفى عنها قل إنما علمها عند الله"
كما أن إتياتها بغتى أى فجأة لا يعنى وجود اشراط لها لأن ألشراط تدل على قربها
9- عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله : " سيجيء أقوام في آخر الزمان تكون وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين ، أمثال الذئاب الضواري ، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة ، سفاكون للدماء ، لا يرعون عن قبيح ، إن تابعتهم واربوك ، وإن تواريت عنهم اغتابوك ، وإن حدثوك كذبوك ، وإن ائتمنتهم خانوك ، صبيهم عارم ، وشابهم شاطر ، وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ، الاعتزاز بهم ذل وطلب ما في أيديهم فقر ، الحليم فيهم غاو ، والآمر بالمعروف متهم ، المؤمن فيهم مستضعف والفاسق فيهم مشرف ، السنة فيهم بدعة ، والبدعة سنة ، وعند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم ويدعو أخيارهم فلا يستجاب لهم "
كل هذه الصفات تتواجد في معظم العصور وليس في أخر الزمان وحده
* فصل في ذم الأهواء المردية والآراء المغوية
10- عن أبي بكر الصديق ، قال : قال رسول الله : " قال إبليس : أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار ، فلما رأيت ذلك منهم ألقيت فيهم الأهواء ، فهم يأتون ما يأتون ولا يستغفرون "
11- عن أبي عامر الهوزني عبد الله بن لحي ، قال : حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة أخبر بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني مخزوم ، فأرسل إليه معاوية ، فقال : أمرت بهذا القصص ؟ قال : لا ، قال : ما حملك على أن تقص بغير إذن ؟ قال : ننشر علما علمناه الله ، فقال معاوية لو كنت تقدمت إليك قبل مرتي هذه لقطعت منك ، ثم قام حتى صلى الظهر بمكة ، ثم قال : إن رسول الله ، قال : " إن أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة ، يعني الأهواء ، وكلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " وقال : " إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله ، والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوموا به "
والخطأ هو افتراق الأمة والأمة الإسلامية لا تفترق لكونها واحدة مصداق لقوله تعالى :
"وإن هذه أمتكم أمة واحدة"
12- عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله : " ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات ، فأما الكفارات : فإسباغ الوضوء في السبرات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، ونقل الأقدام إلى الجمعات ، وأما الدرجات : فإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام ، وأما المنجيات : فالعدل في الغضب والرضا ، والقصد في الغنى والفقر ، وخشية الله في السر والعلانية ، وأما المهلكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه "
الخطأ هو وجود ثلاث درجات في الجنة هو ما يخالف كونها درجتين واحدة للمجاهدين وواحدة للقاعدين كما قال تعالى "
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ثنا الأصمعي ، قال : سمعت أعرابيا ، يقول : إذا أشكل عليك أمران لا تدري أيهما أرشد فخالف أقربهما إلى هواك ، فإن أكثر ما يكون الخطأ مع متابعة الهوى وقال الأصمعي سمعت أعرابيا ، يقول : الصبر المحمود أن يكون للنفس الفجوج غلوبا ، وللأمور المعضلة محتملا ، وللهوى عند الرأي مرفضا ، وللحزم عند الهوى مؤثرا ، فإن آفة الرأي الهوى ، فكن للهوى عند نازلة الأمور تاركا سمعت أبا محمد سعد الله بن علي بن الحسين بن أيوب البزاز البغدادي ، يقول : سمعت أبا المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن إسماعيل بن عصمة بن صالح النسفي ، قال : سمعت أبا بكر أحمد بن عمر الإسكاف ، يقول : سمعت الجنيد ، يقول : كنت في بيتي جالسا إذ وقع في قلبي خاطر أن شخصا ينتظرني في المسجد فنفيته ، ثم خطر ببالي ثانية فنفيته ، ثم خطر ببالي ثانية فنفيته ، ثم خطر ببالي ثالثة ، فخرجت حتى جئت إلى المسجد فإذا فيه شخص واقف في وسط المسجد ، فقال لي : يا أبا القاسم إلى كم أنتظرك ، فقلت : أعن ميعاد تقدم بيننا ، قال : لا سألت محرك القلوب أن يحرك قلبك نحوي ، ثم قال : هل يصير للنفس داؤها دواؤها ؟ قال الجنيد : نعم إذا خالفها هواها صار داءها دواؤها ، فقال : قد قلت لهذه الخبيثة ، يعني نفسه ، فقالت لا أقبل منك حتى تسأله عن جنيد ، فقال له الجنيد : من أنت ؟ قال : أنا واحد من إخوانك من الجن أتيت من المغرب بسبب هذه المسألة فصل في الاستواء قال الله تعالى : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } وقال تعالى : { الرحمن على العرش استوى} وقال تعالى : { أأمنتم من في السماء } في نظائرها كثيرة
13- عن أبي رزين العقيلي ، قال : قلت : يا رسول الله ، أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ قال : " في عماء ما فوقه هواء ، وما تحته هواء ، ثم خلق عرشه على الماء "
والخطأ هو أن الله كان قبل الخلق فى عماء تحته وفوقه هواء ويخالف هذا أن القول ذكر مخلوق مع الله هو الهواء كما أن القول يعنى أن الله كان فى مكان يحيطه الهواء وهو ما يخالف قوله تعالى:
"ليس كمثله شىء "فإذا كان المخلوق فى مكان فالخالق ليس فى مكان ثم إن الله لا يسئل عنه بأين لأنه كما هو معروف ليس جسما ولا كتلة ولا شىء من ذلك مما هو معروف لنا فى الكون.
14- عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب ، أنه كان جالسا بالبطحاء في عصابة ، ورسول الله جالس فيهم إذ مرت عليه سحابة فنظر إليها ، فقال رسول الله : " هل تدرون ما اسم هذه ؟ " قالوا : نعم ، هذا السحاب ، فقال رسول الله : " والمزن ؟ " قالوا : والمزن ، فقال رسول الله : " والعنان ؟ " قالوا : والعنان ، ثم قال : " هل تدرون ما بين السماء والأرض ؟ " قالوا : لا والله ما ندري ، قال : " فإن بعد ما بينهما إما واحدة وإما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ، والسماء التي فوقها كذلك حتى سبع سماوات كذلك ، ثم فوق السماء السابعة نهر بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال ما بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء ، والله فوق ذلك "
والخطأ الأول أن الله فوق السموات ويخالف هذا أن الله لا يوصف بالفوقية أو التحتية لأنه لا يشبه خلقه فى وجود الجهات مصداق لقوله بسورة الشورى "ليس كمثله شىء "والخطأ الأخر هو حمل الأوعال للعرش ويخالف هذا أن الملائكة هى التى تحمل العرش مصداق لقوله تعالى بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
15- عن معاوية بن الحكم السلمي ، قال : قلت : يا رسول الله ، إنه كانت لي جارية ترعى قبل أحد والجوانية ، وإني أطلعتها يوما إطلاعا فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة ، وأنا من بني آدم آسف كما يأسفون فصككتها صكة ، فعظم ذلك على النبي قال : قلت : أعتقها ؟ قال : " ادعها لي " فقال لها : " أين الله ؟ " قالت : الله في السماء قال : " ومن أنا ؟ " قالت : أنت رسول الله ، قال : " أعتقها فإنها مؤمنة "
الخطأ أن الله في السموات ويخالف هذا أن الله لا يحل في مكان كالخلق فلو حل فيه لأشبه الخلق وهو ما يخالف قوله تعالى "ليس كمثله شىء "
16- عن عمر بن الخطاب ، قال : أتت امرأة النبي ، فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة ، فعظم الرب ، ثم قال : " إن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وإنه يقعد عليه ما يفضل منه مقدار أربع أصابع ، ثم قال بأصابعه مجمعها ، وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله "
والخطأ هو وجود الله على العرش ويخالف هذا أن الله لا يشبه مخلوقاته ووجوده على كرسى العرش يعنى أنه يشبههم وهذا ما يخالف قوله تعالى "ليس كمثله شىء "والخطأ الأخر هو وجود العرش على السموات ويخالف هذا أن العرش فى السماء مصداق لقوله تعالى "وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
17- عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : " ما بين السماء الدنيا وبين السماء التي تليها مسيرة خمس مائة عام ، وما بين كل سماء مسيرة خمس مائة عام ، وما بين السماء السابعة والكرسي خمس مائة عام ، وما بين الكرسي والماء مسيرة خمس مائة عام ، والعرش على الماء ، والله عز وجل على العرش يعلم ما أنتم عليه "
الخطأ أن الكرسى خارج السموات وهو ما يخالف أنه في داخل السموات لأن الملائكة التى تحمله في داخل السموات
18- عن أبي ثعلبة الخشني ، قال : قال رسول الله : " إن أحبكم إلي وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبعدكم مني مساوئكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون "
* فصل في إيصاء النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين
19- عن العرباض بن سارية ، قال : وعظنا رسول الله موعظة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب ، قلنا : يا رسول الله هذه موعظة مودع ، فأوصنا ، قال : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء بعدي الراشدين المهديين ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة " واللفظ لأبي القاسم الطبراني
الخطأ اتباع سنة الخلفاء الراشدين وهو ما يخالف أن الواجب هو اتباع الوحى المنزل من الله كما قال تعالى :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم "
20- ثنا عبد الرحمن بن عمرو السلمي ، وحجر بن حجر الكلاعي ، قالا : أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه فسلمنا عليه وقلنا : أتيناك زائرين عائدين مقتبسين ، فقال العرباض : صلى بنا رسول الله الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا ، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال : " أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "
الخطأ اتباع سنة الخلفاء الراشدين وهو ما يخالف أن الواجب هو اتباع الوحى المنزل من الله كما قال تعالى :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم "
21- عن معاذ بن جبل ، قال : ذكر رسول الله يوما الفتن وعظمها وشددها ، فقال علي بن أبي طالب : فما المخرج منها ؟ فقال : " كتاب الله ، فيه حديث ما قبلكم ، ونبأ ما بعدكم ، وفصل ما بينكم ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن يتبع الهدى في غيره أضله الله ، هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم ، هو الذي لما سمعته الجن ، قالت : { إنا سمعنا قرءانا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به } الآية هو الذي لا تختلف فيه الألسن ، ولا يخلقه كثرة الرد "
الخطأ أن القرآن فيه أنباء القدامى والمحدثين وهو ما يخالف أن القرآن ليس فيه علم الغيب بالأحداث الماضية والمستقبلة
22- عن ابن عباس ، عن النبي ، قال : " من تمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد "
الخطأ المساواة بين أجر العامل بالسنة وأجر الشهيد المجاهد وهو ما يخالف أن لا أحد يستوى بالمجاهد سواء استشهد أم لا كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
23- عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله : " يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر "
24- عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله : " إن من بعدي أيام الصبر ، المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين عاملا "
الخطأ أن أجر الصابر كأجر خمسين وهو ما يخالف أن ألأجر واحد للكل وهو الجنة ولا يوجد خمسين درجة حتى يكون للصابر الدرجة العليا منهم وإنما هما درجتان كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
* فصل في ذكر الاعتقاد الذي أجمع عليه علماء البلاد
25- ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : سألت أبي ، وأبا زرعة رضي الله عنهما عن مذاهب أهل السنة ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، حجازا وعراقا ومصر وشاما ويمنا ، فكان من مذهبهم أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته ، والقدر خيره وشره من الله عز وجل ، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ، وهم الخلفاء الراشدون المهديون ، وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد لهم بالجنة على ما شهد به رسوله ، والترحم على جميع أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، والكف عما شجر بينهم ، وأن الله عز وجل على عرشه ، بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله ، بلا كيف ، أحاط بكل شئ علما ، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، وأنه تبارك وتعالى يرى في الآخرة ويراه أهل الجنة بأبصارهم ، ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء ، والجنة والنار حق وهما مخلوقتان لا تفنيان أبدا ، فالجنة ثواب لأولياءه ، والنار عقاب لأهل معصيته إلا من رحم ، والصراط حق ، والميزان الذي له كفتان يوزن فيه أعمال العباد حسنها وسيئها حق ، والحوض المكرم به نبينا صلى الله عليه وعلى آله حق ، والشفاعة حق ، وأن ناسا من أهل التوحيد يخرجون من النار بالشفاعة حق ، وعذاب القبر حق ، ومنكر ونكير حق ، والكرام الكاتبون حق ، وأهل الكبائر في مشيئة الله ، لا نكفر أهل القبلة بذنوبهم ، ونكل سرائرهم إلى الله عز وجل ، ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان ، ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ، ونطيع لمن ولاه الله أمره ولا ننزع يدا من طاعة ، ونتبع السنن والجماعة ، ونجتنب الشذوذ والخلاف و الفرقة ، وان الجهاد ماض منذ بعث الله نبيه إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شئ ، والحج كذلك ، ودفع الصدقات من السوائم إلى أئمة المسلمين ، والناس مؤمنون في أحكامهم ومواريثهم لا ندري ما هم عند الله عز وجل ، فمن قال : أنه مؤمن حقا فهو مبتدع ، ومن قال : هو مؤمن عند الله فهو من الكذابين ، ومن قال : إني مؤمن بالله فهو مصيب ، والمرجئة مبتدعة ضلال ، ومن أنكر منهم أن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون فهو كافر ، وأن الجهمية كفار ، والرافضة رفضوا الإسلام ، والخوارق مراق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر كفرا ينقل من الملة ، ومن شك في كفره ممن يهم فهو كافر ، ومن شك في كلام الله فوقف فيه شاكا يقول : لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي ، ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر ، ومن قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي فهذا ما تيسر إيراده هاهنا ، وقد بسطنا القول في هذا المعنى في كتاب زاد المسافر ، وفي كتاب الجل والغايات ، والذي ذكرناه هاهنا غيض من فيض نسأل الله تعالى أن يعصمنا من الزلل في القول والعمل ، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير"
والحقيقة ان ما سماه العقيدة فيه أمور مخالفة لكتاب الله وبعض منها خارج عن الإسلام كنص فليس في الإسلام مثلا أسماء الصحابة والعقيدة المسلم هو أن يقول " رضى الله عنهم ورضوا عنه" وأما أن فلان افضل من فلان فهذا ما منعه الله في الرسل (ص)فقال على لسان المؤمنين" لا نفرق بين أحد من رسله" فكيف يقولون به في الصحابة والوحيد العالم بالأفضل هو الله كما قال :"هو اعلم بمن اتقى"
ومثل وجود حوض واحد للنبى (ص) فهما حوضان أى عينان كما قال تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
ومثل دخول بعض المسلمين النار ثم خروجهم منها فهو مخالف لآمن المسلمين جميعا كما قال تعالى :
" وهم من فزع يومئذ آمنون"
وقال :
" لا يحزنهم الفزع الأكبر"
ومخالف لقوله تعالى بعد الخروج من النار :
"وماهم بخارجين من النار"
اجمالي القراءات
1238