عقوبة الرجم تعنى : تناقض دين السنة مع الاسلام
عقوبة الرجم تعنى : تناقض دين السنة مع الاسلام
تشريع العقوبات للمرأة
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى )
أولا : دين السُنّة له مصطلحاته التشريعية الخاصة والمختلفة عن القرآن الكريم
قولهم ( حدّ الرجم )
1 ـ ( حـدّ / حـدود) تعني فى الاسلام الحق والشرع . فى دينهم السُنى تعنى العقوبة ، أي (حـد الزنا) و (حـد السرقة) و (حـد الردة) و ( حدّ تارك الصلاة ) .
جاء فى القرآن الكريم عقوبات السرقة والزنا والقتل والقذف وقطع الطريق بتعبيرات مثل الجزاء والنَّكال ، ولم يأت فيها على الاطلاق كلمة (حـد) او (حـدود). ( البقرة 187 ، 229 ، 230 ، النساء 13 ، التوبة 97 ، 112 ، المجادلة 4 ، الطلاق 1).
2 ـ ( الرجم ) ومشتقاته جاءت في القرآن الكريم في معرض تهديد المشركين للانبياء والمؤمنين ( هود 91 ، مريم 46 ، الدخان 20 ، يس 18 ، الكهف 20 ، الشعراء 116 )، ولم تأت إطلاقا فى تشريع العقوبات فى الاسلام .
3 ـ وهناك مصطلحات أخرى فى تشريعات أخرى عرضنا لها من قبل ، وهذا يثبت أننا أمام دين جديد له مصطلحاته الخاصة وتشريعاته الخاصة المُخالفة للاسلام .
ثانيا : ( حد الرجم ) والطعن فى القرآن الكريم :
1 / 1 : أشرنا الى حديث ( عمر) وقولهم على لسانه : ( اياكم ان تهلكوا عن آية الرجم .. والذي نفسي بيده لولا ان يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها : الشيخ والشيخة اذا زنيا … الخ ) ومعني هذا أن في القرآن الكريم آيات لم يكتبها ولم يبلغها النبي عليه السلام ، وترك هذا لعمر ؟!!!. وهذا كُنّا نعتقده فى شبابنا فى التعليم الأزهرى فى الستينيات .!
1 / 2 ـ ويأتي البخاري برواية اخري طويلة يتحدث فيها عن حد الرجم ، وبين السطور ينسبون لعمر قوله ( ثم انا كنا نقرأ من كتاب الله ان لا ترغبوا عن آبائكم فانه كفر بكم ان ترغبوا عن آبائكم .. الخ … الخ ) ومعني ذلك ان هناك آيات من القرآن لم تتم كتابتها واعلن عمر عنها فيما بعد.
وهم يجعلون الوحى ينزل على النبى محمد موافقا لما يهواه عُمر ..! بالطبع يزعمون هذا كيدا وغيظا للشيعة .!. وهذا نفس الحال مع زعمهم أن النبى قال لأبى هريرة أحاديث لو أذاعها لقُطع منه البلعوم ، ومنه مثيل للقرآن .. حسبما إفترى البخارى .!
ثالثا : القرآن الكريم لا عوج فيه ولا إختلاف . دينهم مؤسس على التناقض والاختلاف
1 ـ ليس فى القرآن الكريم عوج . قال جل وعلا :
1 / 1 : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1) الكهف ).
1 / 2 : ( قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) الزمر ).
2 ـ القرآن الكريم طريق مستقيم ومن يتبع غيره فى الدين يقع فى الاختلاف والتفرق . قال جل وعلا :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الأنعام ) .
3 ـ التفرّق فى الدين سمة أساس فى الأديان الأرضية الشيطانية . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم )
2 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) الأنعام )
2 / 3 : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) (13) الشورى )
3 ـ الاختلافات فى الأديان الأرضية يؤكدها إنقسامات اليهودية والنصرانية وأديان المحمديين الى طوائف ومذاهب وجماعات ، تصل الخلافات بينها الى درجة الحروب ، كما تتفرّع الانشقاقات داخل المذهب الواحد ، بل فى داخل الكتاب الواحد ، وفى كتابنا ( القرآن وكفى ) أوردنا إختلافات أحاديث البخارى فى الصفحة الواحدة بل فى الحديث الواحد .
4 ـ من مظاهر التناقض فى موضوع الرجم :
4 / 1 : حديث البخاري عن احدهم اعترف للنبي بالزنا فاعرض عنه النبي الي ان حضر الصلاة فصلي مع النبي ، ثم قام للنبي ثانيا يعترف له ويطلب اقامة الحد عليه ، فقال له النبي : اليس صليت معنا ؟ قال نعم ، قال : فان الله غفر لك ذنبك ..) أي ان الصلاة تغفر الذنب و تمحو عقوبة الرجم ، وهذا ما يتناقض مع الاحاديث الاخري التي تنضخ بدماء الضحايا من المرجومين حسب زعمهم.
4 / 2 : بينما تؤكد احاديث البخاري والشافعي ومالك علي ان المحصن عقوبته الرجم فقط نجد مسلم يروي احاديث مكررة يؤكد فيها إن النبي قال : ( البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة ، والثيب بالثيب جلد مائة ، ثم والرجم ..) . الخطورة في ذلك الحديث انه يجعل عقوبة الزاني المحصن مائة جلدة قبل ان يقتل رجما ، وهذا ما يتناقض مع الاحاديث الأخرى.
رابعا : إكتمل الاسلام دينا بإنتهاء القرآن الكريم نزولا . وبالقرآن الكريم تمت كلمة الله جل وعلا صدقا وعدلا . أما دين السنة فلا نهاية للزيادات فيه لأنه دين يملكه أصحابه .
قال جل وعلا عن دينه :
1 ـ ( وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل )
2 ـ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً ) (3) المائدة )
3 ـ ( أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الأنعام ).
مصانع الأحاديث بدأت بانتاج ( موطّأ مالك ) وفيه ما يزيد قليلا عن ألف حديث ، ثم ظهرت مصانع أخرى تنتج عشرا الألوف منها ، مع مجلدات فى شريعتهم ( الفقهية ) .
لم يعجبهم ما فى ( الموطّأ ) فقاموا بالتصحيح والإضافة والتنقيح . وهذا طبيعى فى دين يملكه أصحابه .
فيما يخص موضوع الرجم :
1 ـ قام البخاري ومسلم بنقل بعض روايات الموطأ حرفيا مع اختلاف جزئي في الاسناد احيانا ، مثل حديث ان رجلين اختصما الي النبي حيث زنى ابن احدهما بزوجة الاخر حين كان يعمل اجيرا لديه ، وتقول الرواية ان النبي حكم بجلد الابن مائة جلدة وتغريبه عاما ، وبرجم الزوجة بعد اعترافها .
2 ـ وهناك رواية اخري نقلها البخاري ومسلم عن الموطأ . وهي مجئ اليهود للنبي ليحكم بينهم في رجل وامرأة زنيا وانهم اخفوا عن النبي حد الرجم الموجود في التوراة واحكامها ، وقد كشف لعبتهم عبد الله بن سلام ، وحكم النبي برجم الرجل والمرأة . وهذه الرواية تتناقض مع القرآن ، لأن الرجم ليس من تشريعات التوراة الحقيقية ، حيث يقول تعالي عن التوراة واحكامها ( وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس .. المائدة 45 ) أي لا يجوز قتل النفس الا قصاصا فقط ، وعليه فلا يجوز قتل النفس بغير النفس.
3 ـ وقام البخاري ومسلم بنقل بعض روايات الموطأ بعد تحسينها وتلخيصها او الزيادة عليها..
فالمعروف ان المؤرخ محمد بن سعد اعلن في كتابه ( الطبقات الكبري ) في ترجمة سعيد بن المسيب ان ابن المسيب لم يلق عمر بن الخطاب ، حيث مات عمر وابن المسيب كان طفلا في الثانية من عمره ، لذلك قام البخاري و مسلم بتلافي هذا الخطأ ، اذ اسندا الرواية نفسها وروايات اخري اكثر تفصيلا ليس الي سعيد بن المسيب ولكن الي عبد الله بن عباس . و لكن لم يكن في ذلك تجديد او ابتكار .لأن مالك ذكر في بداية حديثه عن الرجم اول رواية وهي الحديث رقم 692 واسندها الي ابن شهاب الي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس وذكر قول عمر ( الرجم في كتاب الله عز وجل ، حق علي من زني اذا احصن من الرجال والنساء ، اذا قامت عليه البينة او كان الحمل او الاعتراف ) ثم جاء مالك بعدها بحديث رقم 693 وهو الذي يحوي خطبة عمر المزعومه والتي يذكر فيها الجملة القائلة ( الشيخ والشيخة اذا زنيا ..)
وجاء البخاري فاستعمل نفس الرواة والاسناد في الحديث رقم 692 للموطأ وذكر صيغته ثم اضاف حديثا اخر مطولا فيه خطبة طويلة لعمر ، بينما قام مسلم بتلخيص الحديثين ( 692 ، 693 ) من الموطأ في حديث واحد . وبنفس الاسناد لابن عباس.
4 ـ وهناك رواية اخري في الرجم في الموطأ تحت رقم 692 ، وهي رواية ساقطة بكل المقاييس لأن مالك يرويها عن ابن شهاب ( الزهري ) الذي يروى الحديث بنفسه على أنه سمعه من النبى ، مع ان ابن شهاب الزهري كان من التابعين ولم ير النبي عليه السلام ولم يدرك عصره ، ومع ذلك نقرأ في الموطأ الاتي ( اخبرنا مالك ، اخبرنا ابن شهاب ان رجلا اعترف علي نفسه بالزنا علي عهد رسول الله ( ص) وشهد علي نفسه اربع شهادات ، فأمر به فحد . قال ابن شهاب : فمن اجل ذلك يؤخذ المرء باعترافه علي نفسه .)
وجاء البخاري بعد مالك بنصف قرن فتلافي الخطأ واصلح الاسناد ، فقال : حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد عن ابن شهاب عن ابن المسيب وابي سلمة ان ابا هريرة قال : اتي رسول الله ( ص) رجل من الناس في المسجد فناداه يا رسول الله اني زنيت ، يريد نفسه ، فأعرض عنه النبي .. الخ الي ان يقول ( فلما شهد على نفسه اربع شهادات دعاه النبي وقال :أبك جنون ؟ قال لا .. الي ان ينتهي الحديث برجم الرجل المجهول .. ثم تتوالي روايات اخري في نفس الموضوع بتفصيلات نعرف ان الرجل المجهول اسمه ماعز .وانه فر من الرجم ولكنهم طاردوه حتى قتلوه..
5 ـ ثم يأتي مسلم بعد البخاري فيضيف تفصيلات اخري نعرف منها انه اسمه ماعز بن مالك من قبيلة اسلم وانه كان يتخلف عن الغزو ليزني مما جعل النبي يخطب غاضبا قائلا : فما بال اقوام اذا غزونا يتخلف احدهم عنا له نبيب كنبيب التيس ، علي ان لا اوتي برجل فعل ذلك الا نكلت به) ويقول مسلم انه ما استغفر له . ثم تأتي رواية اخري تجعل النبي يستغفر لماعز وانه قال ان توبة ماعز تكفي أمة بأكملها – وهنا تناقض جزئي بين روايات مختلفة في موضوع محدد.
6 ـ ونفس الحال مع حديث المرأة التي اعترفت بالزنا ورجموها بزعمهم..
نجد البداية بسيطة في الحديث رقم 696 في موطأ مالك يرويه مالك عن يعقوب بن يزيد عن ابيه عن عبد الله بن ابي مليكة ، ان امرأة اتت الي النبي فأخبرته انها زنت وهي حامل ، فقال لها اذهبي حتي تضعي فلما وضعت اتته فقال لها : اذهبي حتي ترضعيه ، فلما ارضعته اتته فقال لها ": اذهبي ختي تستودعيه فاستودعته ، ثم جاءته فأمر بها فأقيم عليها الحد.
هذه القصة الدرامية المحزنة اهملها البخاري واحتفل بها مسلم فألحق قصتها بقصة ماعز في رواية طويلة مؤثرة ، ثم افرد لها رواية اخري ، واعطي مسلم تلك المرأة اسما هو الغامدية ، وفي رواية اخري قال انها من جهينة.
أخيرا
اذا لم يكن الاسلام مصدر حد الرجم فمن أين جاء حدُّ الرّجم ؟
إجابتان :
1 ـ أنه من اليهودية . جاء هذا فى ( الموطّأ ) : عن مجئ اليهود للنبي ليحكم بينهم في رجل وامرأة زنيا وانهم اخفوا عن النبي حد الرجم الموجود في التوراة واحكامها ، وقد كشف لعبتهم عبد الله بن سلام ، وحكم النبي برجم الرجل والمرأة .
ورجعنا الى ( العهد القديم ) . وفيه فى سفر التثنية 23 : ( يُخْرِجُونَ الْفَتَاةَ إِلَى بَابِ بَيْتِ أَبِيهَا ، وَيَرْجُمُهَا رِجَالُ مَدِينَتِهَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى تَمُوتَ، لأَنَّهَا عَمِلَتْ قَبَاحَةً فِي إِسْرَائِيلَ بِزِنَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.") ، 24 : ( فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.") .
2 ـ أنه من القرود . القرود سبقت وجود البشر فى هذا الكوكب . وطبقا لما نفهمه من البخارى فهى أول من طبّق حدّ الرجم على قرد وقردة ، كلاهما محصن متزوج ، وزنيا ، فحكمت عليهم دولة القرود بالرجم . وهناك راو شهد الواقعة ، وبالطبع تأكد من السجلات المدنية لدولة القرود أن القرد الزانى والقردة الزانية هما محصنان متزوجان ، وخانا زوجيهما وزنا ببعضهما . لذا فقد شارك الراوى فى رجمهما .
الى المواشى البشرية التى لا تزال تؤمن بالبخارى ( ومنهم شيخ الأزهر الحالى ) ندعوهم الى قراءة هذا الحديث البوخارى : ( حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال : رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم . ) ( باب المناقب حديث رقم 3560 ).
3 ـ مساء الفُلّ .!!!
اجمالي القراءات
2793
كل عام و انتم بالف خير