حكم زواج الشخص من ابنته من الزنا
حكم زواج الشخص من ابنته من الزنا
يقول السائل
لقد وقعت في الزنا منذ 18 عامًا, وتبت إلى الله توبة صادقة, وقررت الزواج لتجنب الفاحشة, وتزوجت, وبعد زواجي بأربعة شهور قالت لي المزني بها: إنها حامل, فصدمت, فتدخل بعض الناس, وكُتِب عقد عرفي بتاريخ قديم, وتم عقد الزواج تصديقًا على العقد العرفي دون علم أهلها, ثم طلقتها, وأنجبت بنتًا, وهي عمرها الآن 18عامًا, وأنا لم أرها إلا منذ 3 أعوام, وأحببتها حبًّا غير أبوي, وعند قراءتي في الفقه وجدت أن مذهب الشافعي أحل للأب الزواج من ابنته من الزنا, فتزوجتها زواجًا طبيعيًا, وحدثت بيننا معاشرة كأي زوجين؛ وعند إشهاري للزواج, لقيت اعتراضًا من بعض الأسرة, فهل أكمل الإشهار في هذه الحالة؟ وهل أنا على صواب أم لا؟
رحم الله القائل’’ إنما الأمم الأخلاق ما بقيت/ فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
لست ادري هل ألوم السائل أم الموقع الذي استقبل الفتوى وأجاب عنها. أم مجتمعا أصبح يستمد أخلاقياته من فتاوى شيوخ بلا عقل وبلا إنسانية وبلا أخلاق. فبعد أن أجاب المفتي بان جمهور العلماء منقسم إلى قسمين في هذه المسالة. خلص إلى أن الشافعي أجاز زواج الأب من ابنته من الزنا. وأكد على السائل بان يتأكد إن كان فعلا مطمئنا إلى الفتوى قائلا": -
فان كنت قد تزوجتها من غير اعتقاد صحة الزواج وإنما أخذت بكلام الشافعي طلبا للرخص وإتباعا للهوى فزواجك باطل.أما إن كنت قلدت الشافعي مطمئنا إلى انه الحق فلا حرج عليك حينئذ.
وأما توثيق الزواج في هذا الزمان فقد صار من الحاجات الملحّة التي يترتب على فواتها مفاسد عظيمة, وتضييع حقوق شرعية خطيرة, سواء كانت المرأة بكرًا أم ثيبًا ولودا أم عقيما.
أتساءل فقط ماهي نوعية المفاسد التي قد تنتج عن عدم توثيق الزواج.اهو تفاديا لزواج الأخ من أخته والبنت من أبيها مثلا.أم شيئا أخر. لم أكن أريد دخول موقع إسلام ويب ولكنني كنت ابحث عن آيات تتحدث عن الزنا في القران كي أتمكن من فهم مقال الدكتور منصور زيادة في البحث فوقعت عيني على هذه الفتوى.
بغض النظر عن الفتوى في حد ذاتها؛ فهي إن دلت على شيء فإنما تدل على جهلهم المقدس و تقديسهم للجهل و للأئمة حتى وإن خالف ذلك المنطق والعقل و َالفطرة السليمة و كل القيم الأخلاقية والإنسانية والعرفية والدينية. ناهيك عن الطبية، فالجميع يعلم الأمراض و العاهات التي تنتج عن زواج الأقارب فما بالك بزواج المحارم..
الفتوى تنص حرفيا على المروق عن الدين وإتباع الهوى، بل وبرغم اعتراض أئمة آخرين فهذا لا يضير، مادام هناك إمام آخر ( الشافعي) قد أوصله اجتهاده إلى هذه القناعة. كل هذا الجبن والتواطؤ من الشيوخ لا تفسير له إلا أنهم عوض رؤية الحق واتباعه يستمرون في الحفاظ على ماء وجه الأئمة! لكي يجثوا على صدور الأمة ويستمروا في خدمة السلاطين وذوي الصولة والجاه.
عبدت العرب العزى ومناة وهبل ويعبد المسلمون أبا حنيفة وابن حنبل و الشافعي ومالك! رباعي الجهل المقدس. فأين مكان القرآن في دينهم هذا وأين مكان الله الذي نهى عن تشجيع المنكر والبغي. ومع ذلك فهم أصحاب الأمر والنهي وهم من تتبعهم الأمة. فيما يحرم من الحرية وحرية التنقل من لاذنب له سوى أنه أراد أن يعبد الله عن بينة وبنية الإخلاص لرب العزة دون أن يشرك به بشرا تتقاذفهم أمواج الأهواء وتلعب بعقولهم الطوائف والمذاهب.
لايهم أن تضل الأمة وتسقط في الهاوية وتذهب إلى الجحيم إذا جبرنا بخاطر الأئمة واتبعنا آراءهم. فليرقدوا في سلام فقد أخذوا بيد إبليس وأعانوه على إضلال أمة بأكملها.
هذا غيض من فيض فقط .بل إن كل ما يهمني هو السؤال في حد ذاته وشخصية السائل. و من دراسة نص سؤاله إلى دراسة نفسيته..
أولا وقبل كل شيء ما لاحظته من قراءاتي واستماعي للأسئلة التي يستفتي فيها الناس الشيوخ هو أن السائل بفطرته يكون غير مرتاح لما قام به أو مايقوم به؛ ومعنى هذا كبير جدا في نظري، وهي أن فطرة الله التي فطر الناس عليها ترفض ماهو مناف لها. حيث يقول عز وجل في كتابه الحكيم .باسم الله الرحمن الرحيم، " فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ‘’
فالإنسان لو استمع لضميره لحظة واحدة لعرف بأن فطرته السليمة قبل كل شيء ترفض ماهو مناف للأخلاق.
ولأن لديه ضميرا أو ( أنا أعلى) يراقب أفعاله، فهو يسأل لكي يطمئن قلبه،وفطرته السليمة تدق ناقوس الخطر. فاللاشعور حين يدفع المرء ليأتي شيئا شائنا فإنه يدفعه للبحث عن مبررات لسلوكه السابق أو سلوك آت. لذلك فهو يبحث عن فتوى تشرعن له سلوكه. وهنا عوض أن يأتي الشيطان ليزين له أفعاله، يأتي دور الأئمة. فليرتحإبليس ولينم هادئا قرير العين فقد أورث ملكه للأئمة الكرام..
ولنعد الآن لتحليل نص السائل.
هذا الرجل وقع في الزنا منذ 18 عاما، ثم تاب إلى الله توبة صادقة؛ فمن يحدد صدق التوبة؟
على أي صدقناك ياهذا..
قرر الزواج لتجنب الفاحشة فتزوج، ثم بعد زواجه بأربعة شهور قالت له المزني بها أنها حامل..
نستشف من كلام هذا الرجل أنه تزوج من امرأة أخرى غير من زنى بها. وهنا فقط أريد أن أسطر على تعبير المزني بها، فالمرأة التي شاركته الفاحشة زانية أيضا وليس مزني بها ولكن التفكير ألذكوري جعله ينسى أنهم سواسية في الفسق.
ما علينا، بعد أن علمبحملها صدم ثم تدخل بعض الناس فكُتب عقد عرفي بتاريخ قديم. وتم عقد الزواج تصديقا للعقد العرفي. لن أتحدث هنا عن التزوير بل سأترك ذلك للواحد الأحد. ولكن ما يهمني هنا هو أنه بزواجه من المزني بها قد جعل منها زوجته وأما شرعية لابنته، وزواجه من هذه المرأة في حد ذاته هو اعتراف بابنته وهذا يجعل منه أبا حقيقيا لها. مع أنه أبوها شاء أم أبى)).
ثم طلق تلك السيدة بعد ذلك فأنجبت بنتا عمرها الآن 18 سنة. تعرف على ابنته وعرف بأنها ابنته أو ابنة المزني بها، منذ ثلاث سنوات فأحبها حب غير الأب. أي أنه تعرف عليها وهي طفلة في الخامسة عشر من عمرها. وأحبها محبة غير الأب فتزوجها وعاشرها معاشرة الزوج لزوجته ولكي يطمئن قلبه سأل الأئمة فوجد ضالته عند الشافعي. وهي الآن زوجته.كيف استساغ ذلك وأية توبة تلك التي حدثنا عنها في كلامه فأتساءل. أين هي الأخلاق، أين هي طائفة المؤمنين التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
المشكلة هي أنها وبموجب عقد الزواج الذي عقده مع والدتها ابنته من زواج وليس من زنى فقط وسترث فيه كابنة وكزوجة وأبناؤه من الزوجة التي تزوج بها بعد أن تاب يكونون إخوة لزوجته التي هي ابنته. وأبناؤه منها سيكونون أخوالا وإخوةلأبنائه، ما هذا يا مفتي الديار؟ ما هذا يا شافعي؟ ما هذا يا إسلام ويب؟ أفسدتم أخلاق الأمة و قتلتم الحياء والإنسانية والقيم. باسم دين اخترعتموه لخدمة نزواتكم وشذوذكم، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل.
اللهم إنا نبرأ لك مما يفعله هؤلاء الفجرة. اللهم أنقذ هذه الأمة من ضلالاتهم وابعد مخالبهم عن رقاب البشر يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .
ويأتي أحدهم ليدافع عن الشافعي قائلا، إنه قال بكراهة ذلك وهو يقصد التحريم.وأتساءل،إذا كان تعبير الكراهة يعني التحريم فما هو يا ترى المصطلح الذي يستعمله الشافعي للتحريم حين يكون تعبير اللفظ القرآني هو التحريم؟ وعوض أن يقول مثلا،حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير يقول بأن أكل الميتة والدم ولحم الخنزير مكروه أم أن الكيل بمكيالين والجبن عن قول الحق يدفع هؤلاء المغيبين إلى التمسك بالباطل عوض إظهار الحق وإتباعه؟ .
اجمالي القراءات
5108
أرجو أن لا أكون قد قلبت عليك المواجع ،البقية في حياتك وغفر الله لك بوقوفك بجانب المرحومة كل ذنب يارب...وليرحمها الله ويسكنها فسيح جناته.ويعوضك عنها بصبر جميل .أحيانا يكون الموت رحمة خصوصا حين يصير الألم غير محتمل.وقد عاينت سكرات موت أحد الأصدقاء بالسرطان وكان الألم رهيبا في الأيام الأخيرة برغم الفاليوم والمسكنات.فليرحمهم الله ويلحقنا بهم مهتدين.آمين.