جواز زواج الأب من ابنته من الزنى:
حكم زواج الشخص من ابنته من الزنا

نهاد حداد Ýí 2023-03-21



حكم زواج الشخص من ابنته من الزنا

يقول السائل 

لقد وقعت في الزنا منذ 18 عامًا, وتبت إلى الله توبة صادقة, وقررت الزواج لتجنب الفاحشة, وتزوجت, وبعد زواجي بأربعة شهور قالت لي المزني بها: إنها حامل, فصدمت, فتدخل بعض الناس, وكُتِب عقد عرفي بتاريخ قديم, وتم عقد الزواج تصديقًا على العقد العرفي دون علم أهلها, ثم طلقتها, وأنجبت بنتًا, وهي عمرها الآن 18عامًا, وأنا لم أرها إلا منذ 3 أعوام, وأحببتها حبًّا غير أبوي, وعند قراءتي في الفقه وجدت أن مذهب الشافعي أحل للأب الزواج من ابنته من الزنا, فتزوجتها زواجًا طبيعيًا, وحدثت بيننا معاشرة كأي زوجين؛ وعند إشهاري للزواج, لقيت اعتراضًا من بعض الأسرة, فهل أكمل الإشهار في هذه الحالة؟ وهل أنا على صواب أم لا؟

رحم الله القائل’’ إنما الأمم الأخلاق ما بقيت/ فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لست ادري هل ألوم السائل أم الموقع الذي استقبل الفتوى وأجاب عنها. أم مجتمعا أصبح يستمد أخلاقياته من فتاوى شيوخ بلا عقل وبلا إنسانية وبلا أخلاق. فبعد أن أجاب المفتي بان جمهور العلماء منقسم إلى قسمين في هذه المسالة. خلص إلى أن الشافعي أجاز زواج الأب من ابنته من الزنا. وأكد على السائل بان يتأكد إن كان فعلا مطمئنا إلى الفتوى قائلا":  -

فان كنت قد تزوجتها من غير اعتقاد صحة الزواج وإنما أخذت بكلام الشافعي طلبا للرخص وإتباعا للهوى فزواجك باطل.أما إن كنت قلدت الشافعي مطمئنا إلى انه الحق فلا حرج عليك حينئذ.

 وأما توثيق الزواج في هذا الزمان فقد صار من الحاجات الملحّة التي يترتب على فواتها مفاسد عظيمة, وتضييع حقوق شرعية خطيرة, سواء كانت المرأة بكرًا أم ثيبًا ولودا أم عقيما.

أتساءل فقط ماهي نوعية المفاسد التي قد تنتج عن عدم توثيق الزواج.اهو تفاديا لزواج الأخ من أخته والبنت من أبيها مثلا.أم شيئا أخر. لم أكن أريد دخول موقع إسلام ويب ولكنني كنت ابحث عن آيات تتحدث عن الزنا في القران كي أتمكن من فهم مقال الدكتور منصور زيادة في البحث فوقعت عيني على هذه الفتوى.


بغض النظر عن الفتوى في حد ذاتها؛ فهي إن  دلت  على شيء فإنما تدل على جهلهم المقدس و تقديسهم للجهل و للأئمة حتى وإن خالف ذلك المنطق والعقل و َالفطرة السليمة  و كل القيم الأخلاقية والإنسانية والعرفية والدينية. ناهيك عن الطبية، فالجميع يعلم الأمراض و العاهات التي تنتج عن زواج الأقارب فما بالك بزواج المحارم.. 

الفتوى تنص حرفيا على المروق عن الدين وإتباع الهوى، بل وبرغم اعتراض أئمة آخرين فهذا لا يضير، مادام هناك إمام آخر ( الشافعي) قد أوصله اجتهاده إلى هذه القناعة. كل هذا الجبن والتواطؤ من الشيوخ لا تفسير له إلا أنهم عوض رؤية الحق واتباعه يستمرون في الحفاظ على ماء وجه الأئمة! لكي يجثوا على صدور الأمة ويستمروا في خدمة السلاطين وذوي الصولة والجاه.

 عبدت العرب العزى  ومناة وهبل ويعبد المسلمون أبا حنيفة وابن حنبل و الشافعي ومالك! رباعي الجهل المقدس. فأين مكان القرآن في دينهم هذا وأين مكان الله الذي نهى عن تشجيع المنكر والبغي. ومع ذلك فهم أصحاب الأمر والنهي وهم من تتبعهم الأمة. فيما يحرم من الحرية وحرية التنقل من لاذنب له  سوى أنه أراد أن يعبد الله عن بينة وبنية الإخلاص لرب العزة دون أن يشرك به بشرا تتقاذفهم أمواج الأهواء وتلعب بعقولهم الطوائف والمذاهب.

 لايهم أن تضل الأمة وتسقط في الهاوية وتذهب إلى الجحيم إذا جبرنا بخاطر الأئمة واتبعنا آراءهم. فليرقدوا في سلام فقد أخذوا بيد إبليس وأعانوه على إضلال أمة بأكملها.

 

 هذا غيض من فيض فقط .بل إن كل ما  يهمني هو السؤال في حد ذاته وشخصية السائل. و من دراسة نص سؤاله إلى دراسة نفسيته..

أولا وقبل كل شيء ما لاحظته من قراءاتي واستماعي للأسئلة التي يستفتي فيها الناس الشيوخ هو أن السائل بفطرته يكون غير مرتاح لما قام به أو مايقوم به؛ ومعنى هذا كبير جدا في نظري، وهي أن فطرة الله التي فطر الناس عليها ترفض ماهو مناف لها. حيث يقول عز وجل في كتابه الحكيم .باسم الله الرحمن الرحيم، "                                                                           فِطْرَة اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون ‘’

فالإنسان لو استمع لضميره لحظة واحدة لعرف بأن فطرته السليمة قبل كل شيء ترفض ماهو مناف للأخلاق.

 ولأن لديه ضميرا أو ( أنا أعلى) يراقب أفعاله، فهو يسأل لكي يطمئن قلبه،وفطرته السليمة تدق ناقوس الخطر. فاللاشعور حين يدفع المرء ليأتي شيئا شائنا فإنه يدفعه للبحث عن مبررات لسلوكه السابق أو سلوك آت. لذلك فهو يبحث عن فتوى تشرعن  له سلوكه. وهنا عوض أن يأتي الشيطان ليزين له أفعاله، يأتي دور الأئمة. فليرتحإبليس ولينم هادئا قرير العين فقد أورث ملكه للأئمة الكرام.. 

ولنعد الآن لتحليل نص السائل.

هذا الرجل وقع في الزنا منذ 18 عاما، ثم تاب إلى الله توبة صادقة؛ فمن يحدد صدق التوبة؟

 على أي صدقناك ياهذا..

قرر الزواج لتجنب الفاحشة فتزوج، ثم بعد زواجه بأربعة شهور قالت له المزني بها أنها حامل.. 

نستشف من كلام هذا الرجل أنه تزوج من امرأة أخرى غير من زنى بها. وهنا فقط أريد أن أسطر على تعبير المزني بها، فالمرأة التي شاركته الفاحشة زانية أيضا وليس مزني بها ولكن التفكير ألذكوري جعله ينسى أنهم سواسية في الفسق.

 ما علينا،  بعد أن علمبحملها صدم ثم تدخل بعض الناس فكُتب عقد عرفي بتاريخ قديم. وتم عقد الزواج تصديقا للعقد العرفي. لن أتحدث هنا عن التزوير بل سأترك ذلك للواحد الأحد. ولكن ما يهمني هنا هو أنه بزواجه من المزني بها قد جعل منها زوجته وأما شرعية لابنته، وزواجه من هذه المرأة في حد ذاته هو اعتراف بابنته وهذا يجعل منه أبا حقيقيا لها. مع أنه أبوها شاء أم أبى)). 

ثم طلق تلك السيدة بعد ذلك فأنجبت بنتا عمرها الآن 18 سنة. تعرف على ابنته وعرف بأنها ابنته أو ابنة المزني بها، منذ ثلاث سنوات فأحبها حب غير الأب. أي أنه تعرف عليها وهي طفلة في الخامسة عشر من عمرها. وأحبها محبة غير الأب فتزوجها وعاشرها معاشرة الزوج لزوجته ولكي يطمئن قلبه سأل الأئمة فوجد ضالته عند الشافعي. وهي الآن زوجته.كيف استساغ ذلك وأية توبة تلك التي حدثنا عنها في كلامه فأتساءل. أين هي الأخلاق، أين هي طائفة المؤمنين التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟

المشكلة هي أنها وبموجب عقد الزواج الذي عقده  مع والدتها ابنته من زواج وليس من زنى فقط وسترث فيه كابنة وكزوجة وأبناؤه من الزوجة التي تزوج بها بعد أن تاب يكونون إخوة لزوجته التي هي ابنته. وأبناؤه منها سيكونون أخوالا وإخوةلأبنائه، ما هذا يا مفتي الديار؟ ما هذا يا شافعي؟ ما هذا يا إسلام ويب؟ أفسدتم أخلاق الأمة و قتلتم الحياء والإنسانية والقيم. باسم دين اخترعتموه لخدمة نزواتكم وشذوذكم، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل.

 اللهم إنا نبرأ لك مما يفعله هؤلاء الفجرة. اللهم أنقذ هذه الأمة من ضلالاتهم وابعد مخالبهم عن رقاب البشر يا أرحم الراحمين يا رب العالمين .

ويأتي أحدهم ليدافع عن الشافعي قائلا، إنه قال بكراهة ذلك وهو يقصد التحريم.وأتساءل،إذا كان تعبير الكراهة يعني التحريم فما هو يا ترى المصطلح الذي يستعمله الشافعي  للتحريم حين يكون تعبير اللفظ القرآني هو التحريم؟ وعوض أن يقول مثلا،حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير يقول بأن أكل الميتة والدم ولحم الخنزير مكروه أم أن الكيل بمكيالين والجبن عن قول الحق يدفع هؤلاء المغيبين إلى التمسك بالباطل عوض إظهار الحق وإتباعه؟ .
اجمالي القراءات 5108

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   نهاد حداد     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94098]

حياك الله سيد سعيد علي


 أرجو أن لا أكون قد قلبت عليك المواجع ،البقية في حياتك وغفر الله لك بوقوفك بجانب المرحومة كل ذنب يارب...وليرحمها الله ويسكنها فسيح جناته.ويعوضك عنها بصبر جميل .أحيانا يكون الموت رحمة خصوصا حين يصير الألم غير محتمل.وقد عاينت سكرات موت أحد الأصدقاء بالسرطان وكان الألم رهيبا في الأيام الأخيرة برغم الفاليوم والمسكنات.فليرحمهم الله ويلحقنا بهم مهتدين.آمين.

2   تعليق بواسطة   نهاد حداد     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94101]

تاب عن الزنى فزنا بابنته


الانحلال الخلقي والمنكر باسم الشريعة ؛ شريعة الشافعي والبخاري.الشافعي يشرع والبخاري يبصم بالعشرة والله فوق الجميع .ايزني ا لمؤمن يا أبا ذر ،نعم...رغم أنف أبي ذر... ويقول رب العزة (الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )



3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94102]

بورك فى الاستاذة نهاد حداد ، ولها الشكر الجزيل


من عقود كنت أتمنى أن تتفرغ باحثة مسلمة للكتابة عن المرأة ، فهى الأولى وهى الأقرب لإحساساتها ولمشاعرها ولآلامها ومعاناتها من المجتمع الذكورى والدين الذكورى وخصوصا الدين السنى الحنبلى الوهابى . وأتمنى أن تواصل الاستاذة نهاد حداد فى هذه النوعية من المقالات . كتبت كتاب تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى فى أوائل تسعينيات القرن الماضى ، ونشرت بعض ما جاء فيه فى ندوة عن الطلاق فى مركز ورواق ابن خلدون فأحدثت هزّة فى الصحف المصرية وقتها ، ثم نشرت فى أواخر التسعينيات فى مجلة القاهرة بحث الرجم . أعيد الآن نشر الكتاب القديم مع بعض تعديلات وتنقيحات ، ومحاولات لتنقيته من الاسلوب الأصولى ليكون أسهل فى الاستيعاب والفهم . وهنا أبدى إعجابا بالاسلوب السهل الممتنع للاستاذة نهاد حداد ، وأؤكد على أهمية الموضوع الذى طرحته . 

وهذه القصة حدث مثيل لها فى أمريكا . فتاة أنجبت فى مراهقتها طفلا وعهدت به الى من يكفله ، ومرت عشرون عاما وعثرت عليه شابا وتعرفت عليه ، وأحبته حب إمرأة لرجل ، ولم تخبره بحقيقتها ، وعاشت معه . واستيقظ ضميرها بسبب فارق السّن فاعترفت له ، وابتعدا ، وعاشت تحمل تأنيب ضميرها . هنا لا يوجد الشافعى ولا غيره . هنا ضمير يصحو ولا يلتمس مبررات من شيوخ السوء . على أية حال ففى كتابنا الذى نواصل نشره باب ضخم عن الزواج والأحوال الشخصية سيأتى أوانه بعون الرحمن جل وعلا. 

شكرا مجددا للاستاذة الرائعة نهاد حداد. 

4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94103]

هم لا يؤمنون بالقرءان الكريم.


تحياتى استاذة نهاد .... هم لا يؤمنون بالقرءان الكريم ولا بتشريعاته .ولو آمنوا به لعلموا ما جاء فيه فى سورة الأحزاب من وجوب إلحاق الولد لأبيه سواء كان من زواج صحيح أو من سفاح ( إدعوهم لأبائهم هو أقرب للتقوى) ............. فى الحقيقة أنا كنت أعلم فتوى الشافعى ولكنى لم أتصور أن أحدا سيأخذ بها لأن النفس السوية ترفضها ولا يمكن أن يحدث حتى مجرد زنا المحارم إلا فى حالة فقدان العقل والسُكر البين . إلى أن فوجئت بفتوى من أستاذ شهير بجامعة الأزهر منذ سنتين على التليفزيون المصرى يُفتى بأن (ماء الزنا ) مُهدر ويجوز للأخ أن يتزوج من أُخته وللأب من إبنته من الزنا وهما يعلمان بالإخوة أو البنوة .........فرددت عليه على صفحتى على الفيس بوك وتمت مُشاركتها فى النشر ل100 مُشارك تقريبا ..,هذا هو رابطها على الفيس بوك .



وسأنشره على الموقع مُناصرة لمقالك الكريم .



https://www.facebook.com/othman.li/posts/pfbid0269NYMdG3EV17GgpzH9i3d9uQCYyggzhugdJuACpjiQYv62cLcxP4cTRcxLm1SZrel



5   تعليق بواسطة   نهاد حداد     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94104]

شكرا جزيلا لكما دكتور احمد صبحي منصور والدكتور عثمان محمد علي .


شكرا لكما على التشجيع وسأحاول جاهدة أن أكتب مقالا كل أسبوعين بإذن الله. فظروف العمل والإعتناء بأسرة ليسا بالشيء الهين.و مع ذلك فسأبذل قصارى جهدي لأكون عند حسن ظنكما .وكان لدي مقترح أريد أن أناقشه معكم دكتور منصور .وأرجو أن تعطوني إيميلكم الخاص حتى أتمكن من شرح ذلك بشكل أفضل.تحياتي.



6   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الثلاثاء ٢١ - مارس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[94105]

أهلا ومرحبا


هذا هو ايميلى :



mas5949@yahoo.com


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-05-04
مقالات منشورة : 134
اجمالي القراءات : 1,492,232
تعليقات له : 127
تعليقات عليه : 558
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt