آحمد صبحي منصور Ýí 2023-02-27
1. بالنسبة للعزل إلى تحديد النسل
لقد جاء في إحدى مقالاتكم السابقة عن عمر بن العاص وبأن أمه كانت من البغايا وأن أبو لهب ، وأمية بن خلف ، وهشام بن المغيرة ، وأبو سفيان بن حرب ، والعاص بن وائل، إدّعى كل منهم أن عمر هو منه. هذا يعني أن العزل لم يكن آنذاك مشكلة والإنتاج كان مرحبًا به. تتغير الصورة في هذا المقال ومنذ زمن الخطاب بالنسبة للجواري وحملهن. هل سبب هذا الفرق كان بين حرة وجارية، أم أنه كان نتاجًا لتغيير في الثقافة. ثم ما لبث أن تغير مرة أخرى في العهد العباسي؟
تحديد النسل: لقد ولدت هذه الفكرة عندما بدأت أعداد السكان تزداد لتصبح مشكلة تعاني منها الدولة. لهذه الزيادة أسباب رئيسية هي: أولًا تطور الإجراءات والتدابير الصحية بحيث ارتفع متوسط العمر وقلت نسبة الوفيات، ثانيًا انعدام الخدمات الإجتماعية يضطر الناس لإنجاب الأطفال كسند لهم في المستقبل والإكثار منهم لضمان العدد الكافي في أسوأ الظروف، ثالثًا الفقر يجعل من المستحيل تربية الأطفال وتهيأتهم لمستقبل أفضل لكثرتهم، رابعًا الجهل – وهو أم البلاوي - وهذا السبب يدخل عاملًا رئيسيًا في كل مشكلة. أريد هنا التأكيد أن التعامل مع هذه المشاكل والمتواجدات ليس الهدف منه ضبط انجاب الأولاد وإنما لأجل حياة أفضل ولرفاهية المجتمع.
إذا أردت أن تعالج مشكلة يجب أن تعمل على التخلص من الأسباب، وتقيّم مع الوقت النتائج لتصحيح التدابير إن لزم الأمر. الصين أجبرت الناس على تحديد النسل وسمحت بإنجاب ولد واحد. النتيجة كانت كارثية، فقد عمد الناس على إنجاب الذكور – كيف حصل ذلك هذا حديث آخر. الصين الآن تعاني من ازدياد عدد المسنين ونقص في عدد الإناث وفي عدد السكان. هنا فكرة على الماشي: لقد فضل الله على الذكور بعضًا من الميزات لكي يكون لهم أو عليهم واجبات أخرى في الحياة غير (التلقيح)، ومن هذه الميزات القوة، لكنهم بدل أن يستعملوا هذه الميزة للشؤون الحياتية فقط استغلوها للسيطرة على الإناث.
الدول الغربية ركزت على التطور الاقتصادي فارتفع مستوى المعيشة وتأسست الخدمات الإجتماعية، فتغير تفكير الناس حول انجاب الأطفال، إذ أصبح لديهم تأمينات اجتماعية عند تقدمهم بالسن، ثم أن نمط الحياة أجبرت أو أغرت الناس للحصول على المال من خلال عمل الذكور والإناث بحيث لم يعد لديهم الوقت الكافي للحياة العائلية وانجاب الأطفال، فكان هذا سببًا في نقص عدد السكان. أضف إلى ذلك تكاليف الأطفال الباهظة في المجتمعات الغربية، المنح الإضافية من الحكومات لمن عنده أطفال لم تحدث تغييرًا جذريًا بعد.
في المقابل توجد دول أخرى لم تعمل أي شيء. مثل مصر، فهي دولة غنية أفقرتها الطبقة الحاكمة، تعاني من مشكلة تفاقم عدد السكان لأنها لا تعمل شيئا يخفف من هذه المشكلة، والكهنوت يحرم ويحلل وينطق عن الهوى بعيدًا عن الناس ومشاكلهم. لذا هناك فقر وانعدام الخدمات الإجتماعية وتأخر علمي ثقافي، وهي الأسباب الرئيسية لزيادة عدد السكان، وهذا يفاقم في الأزمة، أي نحن نعيش في دوامة.
2. من العزل إلى الدكتاتورية
أنتقل المقال أو تطور ليصل إلى الدكتاريات العربية وخاصة لعبد الناصر واسرائيل، ولا أظن أن العزل وتحديد النسل له تأثير (كبير) في أحوال الدول، فرغم مشكلة العزل وعدم تحديد النسل أيام الدولة الأموية أستطاع الأمويون اكتساح جزء كبير من العالم وبناء امبراطورية (بغض النظر عن الحق والباطل). دولة مثل اسرائيل تستطيع أن تفرض نفسها على الجوار وأكثر من الجوار ودخلها المحلي يعادل دخل الجوار كله. الأسباب معروفة لدى العرب أيضًا، رغم ذلك لا حراك. أريد هنا طرح شيء أراه هام: الإنسان في العالم الغربي عنده طموح شخصي وأناني، لكنه يؤمن بأنه سيحصل على أكثر إذا كانت الدولة التي يعيش فيها أقوى وأشهر في العالم، لذى يربط مستقبله بمستقبل الدولة، فالأمريكي أو الألماني يستفيد من قوة أمريكا أو ألمانيا وشهرتهما في العالم. هذا الشعور هو جزء من شعور الأنانية لديه. شيء آخر هو أن رب العمل بطبيعته أناني، لكنه متأكد أنه يصل إلى أرباح أكثر إذا كان العامل لديه مرتاحًا. خلاصة الأمر أننا في مجتمعاتنا عندنا قصر نظر، فنحن لا نفكر في انفسنا كما يجب أن نفكر.
كلمة أخيرة عن الجملة الأخيرة في المقال وهي "الشعب الذى يصنع المستبد لا يستحق الشفقة ". نِعمَ الرأي، فالمسكين لا يعني أنه حصل من خلال وضعه على شهادة حسن سلوك.
(..... إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) ؟
موضوع مهم جدا، وشكرا أستاذنا لهذا الاعتناء، وأما ما يستوقف المرء مرة أخرى، فهو دائما ذلك الموضوع الذي تثيره تلك الايات القرآنية التي جاء فيها موضوع أو عدة مواضيع استفسارية، ومنها (ألا تكون فاحشة الزنا في حاجة ماسة إلى استردادا هيبتها ؟)، وقد جاء هذا التساؤل الملفت هو الآخر، لأن التاريخ إذا صدقناه، يقول الكثير الكثير عن أولئك الذين كانوا يطأون تلك النسوة اللائي لسن زوجات لهم، بل هن فقط ، ومجرد ما يسمى بملك اليمين، قد يكونون ملكوهن بكيفيات ومن طرق شتى، ولنرجع إلى المقال الذي تفضل به مشكورا الأستاذ أحمد صبحي منصور لنفاجأ بما يرويه التاريخ:
1 ـ ذكر مالك في الموطأ أن عمر بن الخطاب هدد من يعزل عن جاريته ويتركها ثم تحمل بوليد بأن يُلحق به هذا المولود الذى ليس من صُلبه ، وأن عمر قال : " ما بال رجال يطأون جواريهم ثم يدعوهن فيخرجن ،والله لا تأتيني جارية فيعترف سيدها أن قد وطأها إلا الحقت به ولدها." وقد عللوا هذا بأن الناس كانوا يضيعون الجواري بين العزل والإهمال وترك الحرية لهن في الخروج من البيت فيقعن ضحية للتحرش والغواية ، ويتكاثر الأطفال اللُقطاء ، مما جعل عمر ينشىء ديوانا لرعايتهم . ولا تعجب فهو عصر السّلف الصالح جدا.
2 ـ ويذكر مالك أن زيد بن ثابت وطأ جارية له فحملت بولد فلم يعترف به ، وحدث نفس الشيء تقريبا مع عمر بن الخطاب إذ حملت له جارية بعد ان وطأها فقال عمر : " اللهم لا تُلحق بآل الخطاب من ليس منهم "، ثم اتضح أن الغلام المولود ابن لأحد الرعاة ، فلم يعترف به عمر.
3 ـ وقال مالك إن عامر بن سعد بن أبي وقاص روى أن أباه الصحابي المشهور" كان يعزل
4 ـ وأن إبن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري أخبرته جارية لأبى أيوب الأنصارى أنه كان يعزل إذا وطأها . أى إن عبدا لأبى أيوب الأنصارى أخبرته جارية لأبى أيوب الأنصارى أن أبا أيوب الأنصارى كان يمارس الجنس معها وهو يعزل .. يا للصداقة الحميمة بين مملوك أبى أيوب الأنصارى ومملوكة أبى أيوب الأنصارى.
5 ـ ويذكر مالك أن رجلاً من اليمن قال لزيد بن ثابت إن لديه عدة جواري بالإضافة إلى نسائه واستفتاه في جواز العزل ، وكانت الفتوى غريبة ومضحكة وتقول : " إن شئت أعطشته وإن شئت سقيته " . وهو تعبير جنسى لا يصح أن يقرأه المراهقون .! .ولكن المهم هنا أن العزل برغبة الرجل ، ودنما إعتبار للأنثى
وبعد تدبر هذه الايات، ولو سطحيا وعلى عجالة:
( قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، (في سورة المؤمنون). والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون )) – المؤمنون- من01 إلى 09-
ألا يُفهم أن هذا الموضوع الخطير قوبل منذ البداية إما بأسلوب تهرّب، أو عدم الشجاعة على المواجهة ؟ أو بفهم غير مصيب ؟ بل وما زال ذلك كذلك إلى يومنا هذا؟ وبالتالي فإن هذا الوابل من التساؤلات هو الذي تولد عنه ذلك العنوان ( ألا تكون فاحشة الزنا في حاجة ماسة إلى استرداد هيبتها ؟) وهو منشور بتاريخ 17 أفريل سنة 2007 بموقع أهل القرآن، أي إنّ الذي يعتبر زانيا وعاصيا ومتحديا الله هو ذلك الرجل الذي يكون مسموحا له أن يطأ زوجاته الرسميات متى يشاء، وكذلك يفعلها مع من يملك من جوار غير زوجات له، ويبقى مع ذلك من غير الملومين ؟ وإلا لماذا لم يوفق المسلمون وربما منذ 14 قرنا أن يصلوا إلى تفسير واضح فاصل وحاسم لذلك الجزء من الاية القرآنية : (..... إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) ؟
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5123 |
اجمالي القراءات | : | 57,055,718 |
تعليقات له | : | 5,452 |
تعليقات عليه | : | 14,828 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
الغزالى حُجّة الشيطان : ف 2 : الغزالى فى الإحياء يرفع التصوف فوق الاسلام ( 1 )
الغزالى حُجّة الشيطان ( 9) الغزالى والاسرائيليات ( جزء 2 )
دعوة للتبرع
تعدد الزوجات: يقول الله في سورة النّس اء الآية 22 "ولا...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : قرأ الفتو ى الخاص ة ...
القرآن والسريانية: ما رايك فيمن يقول إن فى القرآ ن الكري م كلمات...
لست مسئولا: اريد ان ارفع فيديو هات علي اليوت يوب تتحدث...
يهب الذكور والاناث: فى القرآ ن إن الله تعالى يهب لمن يشاء اناثا...
more
حين تنام الشعوب على أسرة الهوان وتركن لتقليد الأموات يفسر الماء بالماء، ويرسكل التاريخ رفاةَ الطغاة ليتكرر البلاء صباح مساء..
عليك السلام أيها المعالج الأبي( وأقول:) صبر جميل يا شقيقي غدا نلتقي : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ(35)[الأحقاف] ،، (سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا(23)[الفتح] ،، ((أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(123)[6].