الزلازل ليست عقابا إلاهيا
الزلازل ليست عقابا إلاهيا
مقدمة
بعد التقرير التاريخى عن الزلازل فى العصر العباسى توالت أسئلة عن مقولة أن الزلازل عقاب إلاهى . من السهل الردّ بأن أكابر المجرمين من المستبدين ورجال الدين يموت أحدهم فى فراشه أو يموت قتلا شأن غيره من الناس ، بالتالى فليس الموت العادى أو بالقتل عقابا إلاهيا . ولكن هذه الإجابة لا تكفى مع المشاهد المفجعة لضحايا الزلازل ، ومعظمهم من المستضعفين فى الأرض أهالينا وأحبتنا الذين نشرف بالانتماء اليهم ، بينما أكابر المجرمين فى حصونهم المحمية . يزيد من اللوعة مشاهد الضحايا من الأطفال الأبرياء . كان لى نقاش مع زوجتى ( أم محمد ) وهى مثقفة قرآنية على مستوى عال . تحاورنا ، ولأهمية الحوار أحب أن أختصره هنا مقالا فى سؤال وجواب : .
س ـ هل الزلازل عقاب إلاهى ؟ وإن لم تكن فبماذا تسميها ؟
ج : لا . ليست عقابا إلاهيا . هى إبتلاء .
س : ولمن هل هذا الابتلاء ؟
ج : لكل البشر مؤمنين وكافرين . قال جل وعلا :
1 ـ ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء ).
2 ـ ( إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ ) (2) الانسان )
س : ما هو الدليل القرآنى على إبتلاء المؤمنين ؟
ج : قال جل وعلا :
1 ـ عن إرتباط الايمان بالابتلاء : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت )
2 ـ فى التأكيد الثقيل على أن إبتلاء المؤمنين هو لتعليمهم الصبر:
2 / 1 : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31) محمد )
2 / 2 : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186) آل عمران )
3 ـ الصبر على الابتلاء مكافأته الجنة :
3 / 1 :( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة ).
3 / 2 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران ).
س : ما هى أنواع الابتلاءات ؟
ج : هناك إبتلاء بالخير وإبتلاء بالشر . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء ).
2 ـ ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر )
س : هل هناك أمثلة لابتلاء الخير ؟
ج : نعم : قال جل وعلا ( إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) العلق ) ، إذا أنعم الله جل وعلا على إنسان بنعم كثيرة فقد يتخيّل أنه إستغنى ويصيبه الطغيان وكفران النعمة .
س : هل هناك مثل من قصص الأنبياء على ابتلاء النعمة ؟
ج : نعم . النبى سليمان ورث المُلك والنبوة عن ابيه داود . وإختبره الله جل وعلا ، إذ وجد شخصا بنفس هيئته يجلس على عرشه ، ويمارس سلطاته ، وهو لا يعرفه أحد . أى إن الله جل وعلا أراد أن يعرّفه أن الذى أعطاه المُلك يستطيع سلب مُلكه . وفهم الدرس ، وعاد الى ملكه ، ودعا ربه أن يعطيه ملكا لا ينبغى لأحد من بعده . هذا هو المستفاد من قوله جل وعلا : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40) ص ).
س : هل هناك مثل واقعى للبشر عن إبتلاء النعمة ؟
ج : نعم . قال جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) ابراهيم ). وهذا ينطبق على المحمديين وبترولهم ، ببترولهم يشترون أسلحة وأدوات تعذيب ، ويخرّبون أوطانهم ويقتلون ويقهرون مواطنيهم .
س : ماذا عن الابتلاء بالشّر فى قصص الأنبياء ؟
ج : ابراهيم عليه السلام إبتلاه ربه بأوامر نجح فيها بإمتياز ، فقال عنه جل وعلا :
1 ـ ( وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) البقرة )
2 : ( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) النجم )
س : هل هناك بعض تفصيلات عن إبتلاءات إبراهيم عليه السلام ؟
ج : نعم . قال عنه جل وعلا : ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيّاً مِنْ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) الصافات )
س : هل هناك غيره من الأنبياء من تعرض لابتلاء الشّر ؟
ج : نعم . أيوب عليه السلام . قال عنه وجل وعلا :
1 ـ ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84) الأنبياء )
2 ـ ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأُوْلِي الأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44) ص ).
س : ماذا عن المؤمنين الصحابة ؛ هل تعرضوا لابتلاءات الشّر ؟
ج : نعم . قال جل وعلا عن هزيمتهم فى معركة ( أُحُد ) : ( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) آل عمران )
س : هل هناك تفصيلات لابتلاءات الشّر التى أصابت الصحابة المؤمنين ؟
ج : نعم . قال جل وعلا لهم بصيغة التأكيد الثقيل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة ) . تتنوع إبتلاءات الشّر هنا : شىء من الخوف والجوع ونقص الثمرات وموت الأشخاص . وللصابرين على هذا الابتلاء البشرى بالرحمة والصلوات من ربهم جل وعلا .
س : فى زلزال تركيا وسوريا مات أطفال كثيرون ، وتم إنقاذ أطفال ايضا . ماذا عن هذا الابتلاء ؟
ج : أنا أومن يقينا بأن موعد الموت محدد لكل إنسان ، وكذلك مكان موته ، ولا يمكن أن يهرب من موعد موته. ومدى علمى انه لا يمكن التنبؤ بوقوع الزلازل بحيث يكون هذا التنبؤ قاطعا . ولو وصل العلم الى ذلك ما باغتتنا الزلازل وفعلت بنا الأفاعيل
س : دعنا نتوقف مع موضوع الأطفال بالذات
ج : نعم . لدينا مثلان : طفل مات تحت الأنقاض ، وطفل تم إنقاذه من تحت الأنقاض . من هو الأفضل حظا ؟ الطفل الذى مات لن يدخل فى إبتلاءات الحياة ، ثم سيدخل الجنة ، فلم يرتكب ذنبا فى حياته ، وحتى لو كان طفلا واعيا فليس عليه مساءلة ، لأن المساءلة بالبلوغ . وأفهم أن الأطفال لن يدخلوا جهنم . قال جل وعلا : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الاسراء ) .
س : فما هو مصيرهم ؟
ج : سيكونون فى الجنة ولدانا وغلمانا يخدمون أهل الجنة، قال عنهم رب العزة جل وعلا :
1 ـ ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) الطور ).
2 ـ ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) الواقعة ).
3 ـ ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19) الانسان ).
الطفل الذى أخرجوه من تحت الأنقاض وعاش سيعانى فى حياته من إبتلاءات الشر والخير ، والأغلبية العُظمى تخسر فى هذا الاختبار ، فيخسر الدنيا والآخرة . لو كان قد مات تحت الأنقاض لاستراح .
س : هل تتحمل رؤية جثة طفل أخرجوه مهشما ميتا من تحت الأنقاض ؟
ج : الذى أراه ليس الطفل ، بل جثته . الانسان (نفس برزخية ) ترتدى جسدا . ( نفس ) الطفل ماتت وغادرت هذا الجسد وعادت الى برزخها .
س : ولكن الموت عذاب خصوصا للاطفال .
ج : هذا خطأ .
1 ـ نحن نتخيل الموت عذابا وليس بعذاب ، بل هو سكرة وغيبة عن الوعى لا يشعر معها من يموت بأى ألم . الله جل وعلا يصف الموت بمن يُغشى عليه : ( تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ )(19) الاحزاب ) وبالسّكرة ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ )(19) ق ).
2 ـ ثم إن الموت لا مهرب منه ، سيلحق الجميع أطفالا وكبارا ،. ولكن الفارق بين طفل رضيع لم يستكمل حواسه وبين فرد بالغ عرف المرض والألم قبل الموت . الطفل الرضيع الذى مات دون أن يشعر بأى شىء هو الأفضل حالا .
اجمالي القراءات
2996
يسرني أن يعاد فتح موضوع الزلزال، فلقد كتبت تعقيبًا على تعليقات، وأكرر هذا هنا مرة ثانية.
المسألة تدور حول الموت والمصائب ومنها مذكور جزئيًا في هذا المقال: "أنا أومن يقينا بأن موعد الموت محدد لكل إنسان ، وكذلك مكان موته ، وأومن يقينا بأن المصائب قدر مكتوب وحتمى ولا هروب منه ، وأن الله جل وعلا خلق الانسان ليبتليه بالخير والشّر ، سواء كان مؤمنا أو كافرا . "
والتعقيب كان التالي
تعقيب على تعليقات الأحبة
عادة أتجنب تكرار التعليق على أمر ما، لكن هنا ولأهمية القضية – على الأقل بالنسبة لي – أود التوضيح والإجابة غير المباشرة على ما ورد من تعليقات. طبعًا مع أحترامي للرأي الآخر.
منذ أكثر من خمسة عشر سنة وأنا أبحث عن حل للمعادلة التي تحتوي على: مشيئة الله، قدرة الله، علم الله بالغيب، إرادة الله، إذن الله، ما يحدث للبشر من المصائب بصورة عامة والموت بصورة خاصة. لقد علّقت في كثير من المناسبات على هذه الأمور وابديت رأيي فيها.
أحاول أقصي جهدي أن أوفق بين الآيات التي تخص هذه المعادلة وبين العقل، دون أن ألوي عنق آية أو عنق المنطق. لقد منح الله البشر العقل ليفكروا، ولا أملك وسيلة آخرى تجعلني أقتنع بشيء ما أو لا. وأنا على يقين بعدم وجود تباين بين العقل والقرآن. وإذا بدى شيء من هذا القبيل، فهو نتيجة إما لخطأ في التفكير أوخطأ في فهم الآية. غير هذا يعني وجود تناقض في آيات القرأن – وهذا ما لا أفترضه أثناء البحث.
أعود إلى معادلتي السابقة وأذكر هنا آية من سورة التوبة تسبب لي مشكلة في رأيي الذي ذكرته في تعليقي السابق: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٥١﴾ مقابل ذلك أرى أن لو كانت المصائب بما فيها الموت (دائمًا) قدرًا مكتوبًا مكانًا وزمنًا، لقلت – كما ذكرت ذلك في تعليقات سابقة - إذًا نستطيع القفز من شرفة الدور العشرين إلى الأسفل دون خوف ودون أدنى شعور بأننا ننتحر، فإذا أصابتنا كسور أو متنا، فهذا كان ليصيبنا لو لم نقفز.
أخيرًا أتمنى (أحيانًا) لو أستطيع أن أريح دماغي وأؤمن بما يؤمن به الآخرون، و (كثيرًا) أن يهديني الله إلى الخبر اليقين.