الختان ( 3 ) بين حدّ الختان و حدّ الردة ( مقال للكبار فقط . ممنوع لأقل من 60 عاما )
الختان ( 3 ) بين حدّ الختان و حدّ الردة ( مقال للكبار فقط . ممنوع لأقل من 60 عاما )
القسم الثانى من الباب الثالث : التشريعات الاجتماعية
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
الختان ( 3 ) : بين حد الختان و حد الردة ( مقال للكبار فقط . ممنوع لأقل من 60 عاما).!
قال الراوى : أولا :
1 ـ فى غابة فى جنوب السودان كانت هناك قبيلة يتزعمها الساحر شنتر ، عاشت تلك القبيلة فى رقص متواصل لا ينقطع ، تصحو فى الصباح الباكر لترقص، وتلتقط الفواكه من الغابة وهى ترقص ، وتأكل وهى ترقص . إذا تحركت رقصت وإذا قعدت رقصت ، وإذا تشاجرت رقصت ، واذا تحاربت رقصت ، وإذا تصالحت رقصت ، وإذا فرحت رقصت ، وإذا حزنت رقصت ، وإذا غضبت رقصت ، واذا رقصت رقصت. كان الرقص حياتها وعبادتها ، تمارسه نهارا وتحلم فيه ليلا . هذا نشاطهم الوحيد . هم لا يحملون للدنيا هموما ، إذ يأتيهم رزقهم رغدا من ثمار الغابة ومن طيورها وحيواناتها ، وهم جميعا عرايا لا يسترون عوراتهم ، أى لا يحملون عبء شراء ملابس داخلية أو خارجية ، مستوردة أو محلية ، ومساكنهم من الغاية ، فلا أزمة إسكان ولا فواتير للماء والكهرباء ، وتجرى من تحتهم مياه النيل ، ومن فوقهم مياه المطر ؛ فى حياة دافئة ، غاية فى البساطة ..والنظافة .
2 ـ بوصول الأخ البشير الى السلطة فى الخرطوم أصدر قرارا بتعيين نفسه وكيلا لله جل وعلا فى أرض السودان ، وأعطى نفسه مهمة إلزام الناس بدخولهم أفواجا فى دينه الأرضى السنى المتطرف ، بمفهوم حركة الانقاذ السودانية التى أوجبت على نفسها إنقاذ السودانيين رغم أنوفهم ، والذى لا يعجبه يشرب من البحر الأحمر أو من النيل الأزرق أو الأبيض أو حتى عطبرة !. وهكذا وجد زعيم القبيلة الراقصة الأخ ( شنتر) نفسه محمولا الى الخرطوم ليقابل لجنة الوكلاء المكلفين بنشر الدين بين الوثنيين الراقصين والراقصات ، الأحياء منهم والأموات .!
3 ـ ألبسوا الأخ ( شنتر ) جلبابا أبيض يوارى سوأته، وعمامة بيضاء توارى شيبته ، وأدخلوه فى حجرة رائعة قد ملئت بهدايا من الترتر و الخرز الملون ـ و كل ما يلمع و يبرق ، ومعها أكوام من انواع المسواك والحجاب والنقاب والقصير من الجلباب و الثياب . وأقنعوه بالدخول فى الدين و التمسك بالسنة والعض عليها بالنواجذ . طبعا لم يفهم الأخ ( شنتر ) معنى النواجذ أو ماهية السواك أو فائدة الحجاب و النقاب. الذى أخذ عقله هو كل تلك الألوان و الزخارف فأعلن على الفور دخوله فى الدين السنى الذى لا يدرى عنه شيئا ، شأنه شأن شيخ الأزهر نفسه وقتها ، الذى كان : فضيلة ( فضيحة )الامام الأكبر ( الأغبر) جاد الحق على جاد الحق ( جاد الحق فى 2 ) . أخذوا عليه العهد والميثاق أن يعض علي دينهم بكل ما تبقى لديه من النواجذ فسمع وأطاع ، ورضى وإنصاع ، بل وأعلن دخول قبيلته فيه أيضا. وأخذ يحتضن الهدايا راقصا بكل ما لديه من قوة ومن (نواجذ ).
4 ـ لم يكن الأمر بهذه السهولة ، فلجنة الوكلاء المكلفين بنشر الدين لا بد أن يتحققوا باليقين من دخول القبيلة الى الدين . وهكذا ذهبوا مع الأخ ( شنتر ) الى الأدغال التى تقيم فيها القبيلة الراقصة ، ووقف (شنتر) يوزع الهدايا على نساء و رجال وأطفال قبيلته ، وعرض عليهم دخول الدين فاجابوه راقصين مهللين مكبرين منشرحين منشكحين .
5 ـ لكى يتأكد الوكلاء بأنفسهم من أن القبيلة قد دخلت فى الدين السنى أخذوا عليهم العهد والميثاق ، كان شيخ وفد الوكلاء يقول وهم وراءه يرددون ما لا يفقهون ، وهم يرقصون . الوكلاء كانوا يفهمون ـ وهم قليلا ما يفهمون ـ أن الرقص فى القبيلة الراقصة هو الوسيلة المثلى فى إعلان الموافقة والقبول . تأكدت لجنة الوكلاء أن القبيلة الراقصة قد دخلت فى الدين السُنّى عن بكرة أبيها ، مع إن القبيلة لم تكن لأبيها بكرة من الأساس . غادرت اللجنة الموقرة ( الموكّرة ) حفل الرقص بعد أن تركوا واحدا منهم ليكون للقبيلة إماما يعلمهم فرائض الدين ، ومن أهمها الصلاة على النبى الزين كحيل العينين ، ولبس الحجاب و النقاب و استعمال المسواك والتمسك بالسنة و العض عليها وعلى المسواك بالنواجذ ـ إذا بقيت لهم نواجذ..
6 ـ تفرغ الامام فى تعليم القبيلة تعاليم دينه فكان أصعبها موضوع الحجاب و النقاب.
المرأة فى القبيلة الراقصة إعتادت أن تعيش عارية ( يارب كما خلقتنى ) ولا تستطيع و لا تطيق أن تختنق بالحجاب أو النقاب، فاقتنع الامام السنى ــ المتفتّح جدا ـ بالاكتفاء ـ مؤقتا ـ بأن يلبس الرجال العقال ـ فقط ـ ، وأن تغطى النساء شعر الرأس ـ فقط . واقتنع رجال القبيلة بهذا الزى واخترعوا له طريقة جديدة فى الرقص ، أما النساء العاريات فقد رفضن ، فامتثل الامام ، فقد أمتعه النظر اليهن ، وأراد لهن ما هُنّ عليه ، وتوثقت صحبته بهن ، حيث كان يخلو بالواحدة منهن فيبتعد الشيطان مكتفيا بحضور الامام .
7 ـ بعد شهر جاءت لجنة الوكلاء لتفتش على ( إسلام ) القبيلة ، ففوجئوا بالزى الجديد الذى يغطى الشعر و الراس (فقط )، ووجود النساء عاريات ، لسن حتى كاسيات عاريات ، بل عاريات بحق وحقيق . وفى جلسة عاصفة أقنع الامام لجنة الوكلاء بأن ( ما لا يُدرك كله لا يُترك كله ) وأن التدرج فى التشريع ضرورى ، وأن الضرورات تبيح المحظورات ، و أن من مقاصد الشريعة السنية ــ والبلاغية والشرقية والدقهلية ـ مراعاة حال المخاطب ، وأنهم اليوم يغطون رءوسهم وفى المستقبل سيغطون مؤخراتهم، وإن غدا لناظره قريب ، و فى التأنى السلامة و فى العجلة والاتوبيس الندامة..
8 ـ ثم اصطحبهم الى حفل الرقص الجماعى اليومى للقبيلة التى تقيمه بعد صلاة العشاء.
كانت النساء العرايا يرقصن فى ضوء النار، وحولهن الرجال ممشوقو القوام يقفزون حولهن تحت دقات الطبول . وأعضاؤهم التناسلية تتقافز مع الرقص شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. بعض أعضاء اللجنة الموقرة استولى عليهم الشبق الجنسى وهم يرون النساء تهتز أردافهن و صدورهن ، بعض أعضاء اللجنة الموقرة كانوا من مثيلى الجنس ، فاستولى على عقولهم وقلوبهم منظر الرجال العرايا وأعضاؤهم التناسلية المتقافزة . نسى هؤلاء وأولئك مهمتهم المقدسة ، ونظروا الى الامام فهز لهم رأسه موافقا وابتسموا جميعا فى رضى ، وكل منهم يمنى نفسه بليالى قادمة ملتهبة . حملت نظرات الامام لهم وعدا بليالى أشد لهبا مما يتصورون. طبعا صدقوه ـ فغمزات عينه تومىء بأنه أدمن نساء القبيلة .. ورجالها .
الوحيد الذى كان فى واد آخر هو رئيس اللجنة الذى جاوز السبعين و لم يعد لديه قدرة على هذا أو ذاك.
9 ـ شيخ اللجنة ــ السبعينى ــ كانت له مشكلة هائلة ، فقد تخصص فى فتاوى الردة و استحلال الدماء ، وكلما أوغل فيها تضاءل حجم عضوه الذكرى حتى أصبح أثرا بعد عين ، وحتى أصبح يبول على خصيتيه العاطلتين. تعطلت الجبهة الأمامية لديه فاستسلمت الجبهة الخلفية الداخلية عنده للطامعين ـ وما أكثرهم فى هذا الزمن اللعين ـ فامتلأ 94 % من وزن فضيلته حقدا على كل الرجال الفحول من جنوب السودان الى شمال الأناضول . حين رأى فضيلته رجال القبيلة الراقصة يتفاخرون بما لديهم وصل الحقد فى داخله الى 100 % ، وأخذ يتأمل الأحجام فى حقد ، فاكتشف أن الرجال الراقصين بلا ختان. وجدها فرصته فى الانتقام ، فصرخ آمرا اللجنة بالاجتماع العام .. لأمر هام.
10 ـ فى الاجتماع أمر بأن يقام علي كل القبيلة ( حد الختان ). حزن أعضاء اللجنة الموقرة على ضياع أحلامهم الجنسية ( الممتاز منها و الشاذ ) ، ولكن طبقا للعرف السائد فقد تبارى كل منهم فى المزايدة على ما قاله رئيس اللجنة ليكون أكثر تقوى منه ، واتفقوا على إقامة ( حد الختان ) على كل القبيلة رجالا و نساء وأطفالا. وتبارى كل منهم فى أن يتطوع بنفسه للقيام بعملية الختان للجميع ، ورأوا فى ذلك عوضا عن أحلامهم الجنسية التى ضاعت .
11 ـ أصبح موقف زعيم القبيلة الأخ ( شنتر ) حرجا.
نظر الى عضوه التناسلى وقدّر أن ما سيتبقى منه بعد الحذف و الخصم والختان لن يؤهله للبقاء زعيما للقبيلة ، خصوصا وقد اشتعل رأسه شيبا . بادر بالرفض والرقص، رفض رقصا ورقص رفضا ، وأعلن الأمر لأهل قبيلته فصرخوا معه رافضين راقصين مهللين مكبرين منشرحين ومنشكحين .!
قال لهم شيخ اللجنة : لا يمكن ان تدخلوا ديننا إلا بالختان .
قالوا : لا نريد هذا الدين الذى يقطع منا هذا الجزء العزيز الغالى ، نرتد عن دينكم ولا نبالى.
قال لهم الشيوخ جميعا : إذن نقيم عليكم حد الردة. فطالما دخلتم فى ديننا فلا بد من حد الختان فاذا رفضتم وخرجتم من ديننا فلا بد من حد الردة. ففى ديننا لا بد من قطع الرأس السفلى لكل داخل ـ ولا بد من قطع الرأس العليا من كل خارج. وأنتم معشر القبيلة الراقصة قد دخلتم المصيدة، على الباب الأول يقف فيها حامل مشرط الختان ـ وعلى الباب الآخر يقف حامل السيف والسنان .
توقفت القبيلة الراقصة عن الرقص ..
12 ـ رحلت اللجنة الموقرة الى الخرطوم بعد أن أعطتهم مهلة شهر لتقرير المصير، وبعده سيأتى الجيش باسلحة التدمير وأدوات الختان و التقصير..وتركوا خلفهم الامام ليقنعهم بالختان بالتى هى أحسن ، قبل أن يأتيهم جيش البشير بالتى هى ألعن .
13 ـ قال الأخ شنتر للامام رافضا ( وهو يعض على عضوه الذكرى بالنواجذ ) : ما هذا الدين الأرضى الذى إذا دخلته قطع (...) وإذا خرجت منه قطع رقبتك ؟. ثم بكل قوة أعلن للامام كفره قائلا : " يا أيها الدين السنى طُظ فيك .". وبسرعة رفع رجال القبيلة رماحهم فى وجه الامام مهددين راقصين رافضين مهللين مكبرين منشرحين ومنشكحين .!. الامام ـ وقد صار وحيدا ــ أذعن وأطاع وانصاع . خلع الجلباب والعمامة وتسلح بالرمح وتدرب على حمل الكنانة وإطلاق سهامه ، صار منهم كأحدهم ، وارتبط مصيره بمصيرهم . خوفا من جيش البشير القادم نصحهم بترك مكانهم الى مكان غير معروف داخل الغابة . بعد شهر وصل جيش البشير فلم يجد القبيلة ، ولم يجد زعيم القبيلة ، ولا إمام القبيلة .
14 ـ بعد عدة أعوام جاءت للقبيلة بعثة تبشير من الفاتيكان ، تتكون من رجل دين وطبيب وممرضات حسناوات ومهندسين . أسّسوا مدرسة ومستشفى وكنيسة صغيرة ، ومحطة كهرباء ، وفتحوا أبوابهم للقبيلة للعلاج والتعليم ، وأعطوهم ملابس جديدة ، وأدوات عصرية كهربائية . سارع الامام السابق بتقديم نفسه لهم باعتباره مستشار الزعيم شنتر ، فرحبوا به أكثر . عرض عليهم أن يدخل فى دينهم ويتنصّر ، فرحبوا به أكثر وأكثر . وبجهوده تنصرت القبيلة ، وعاشت فى أمان من حد الردة وحد الختان . الامام السابق الذى تنصّر كان إسمه الشيخ معلول ، فاصبح إسمه الأب بهلول .
15 ـ و توتة توتة .. خلصت الحدوتة ..
أخيرا : قال الراوى :
يا أيها المحمديون .. كل عام وأنتم .. كما أنتم .!
اجمالي القراءات
3100
نشكر استاذنا الدكتور الفاضل أحمد صبحى على فضح الدين المحمدي وأتباعه بهذه القصه المعبره عن السنيين وهى مسلسل قديم متجدد على مدى التاريخ يكررونه بغباءهم المعهود ، وحتى دون تطوير فى السيناريو ليواكب العصر