نقد رسالة الهجر والتقبيح لأهل الانتخابات والترشيح
نقد رسالة الهجر والتقبيح لأهل الانتخابات والترشيح
المؤلف أو المعد كما سمى نفسه بكر بن عبد العزيز الأثري والرسالة تدور حول حرمة الانتخابات ومجالس النواب على اختلاف أنواعها وقد استهلها فقال:
"أما بعد
فهذه رسالة صغيرة في حجمها كبيرة في حججها تنضح بالآثار والأخبار والبراهين مجردة من الآراء والأهواء ووساوس الشياطين قد اعتنيت فيها بما قاله السلف وغضضت الطرف عما قاله الخلف موضوعها من صلب الإيمان ليس بخارج عن السنة والقرآن قد كتبتها نصحا للأمة وإبراء للذمة ووسمتها بـ ((الهجر والتقبيح؛ لأهل الانتخابات والترشيح)) "
وقفد استهل الحديث ببيان حرمة ما يسمونها المجالس التسريعية التى يسمونها أحيانا مجبس الشعب أو النواب أو السيوخ أو غير هذا فقال :
"باد ذي بدأ أحب أن أعرف القارئ بالمجالس التشريعية وحقيقتها وما تقوم عليه من كفر وزندقة وضلال مبين ولن أسهب في ذلك وأطيل النفس فقد ألفت في ذلك كتب ومقالات وألقيت دروس ومحاضرات وجرت حوارات ومناظرات فيكفيني هنا أن أشير إشارات "
وأول أسباب التحريم هو قسم العضو على حماية الدستور وهو فى كل الأحوال مخالف لكتاب اللهفى الكثير من نصوصه وفى هذا قال الرجل:
"أولا الكفر والعصيان تحت قبة البرلمان:
- القسم على احترام الطاغوت (الدستور) والعمل به والتزامه قال تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) وقال النبي (ص)(ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع) [خرجه مسلم وأبو داود والدارمي وابن ماجة]"
وثانى المخالفات كما بين المعد هو مشاركة الأعضاء لله فى التشريع وهو قوله:
"- تقلص منصب التشريع (التشريع المطلق) ومنازعة الله في حكمه قال تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) وقال تعالى (ولا يشرك في حكمه أحدا) "
وثالثها هو إباحتهم المحرمات من خلال تشريعاتهم كالربا والزنى بالرضا وهو ما قال فيه:
"- تحريمهم ما أحل الله - بل وما فرض - كالجهاد في سبيل الله وتحليلهم ما حرم الله كالربا والضرائب قال الله تعالى (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون) وعن جابر بن عبد الله بن حرام أن رجلا سأل رسول الله (ص)(أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة؟ قال نعم [رواه مسلم] فمفهوم المخالفة أنه إن لم يحلل الحلال أو لم يحرم الحرام فلن يدخل الجنة [أنظر الملحق آخر الرسالة]"
ورابع المخالفات هو تحكيم البشر ممثلين فى أعضاء المجالس فى أمور الناس بدر من تحكيم ما أنزل الله وفيه هذا قال :
"- تحكيم الإنسان والنائب في جميع المسائل قال تعالى (ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) وقال تعالى (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير) وقال تعالى (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) "
وتناول أن المسلم المفترض به أنه إذا سمع فى أى مجلس كفر بأحكام الله أن يترك الجلوس فيها ولكن الأعضاء يظلون يستمعون للكفر فيها وفى هذا قال:
"- ضرب آيات الله وأحاديث رسول الله (ص) عرض الحائط قال تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) وقال تعالى (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)
- مناقشتهم للأمور التي قضى الله فيها وقضى فيها رسوله (ص) قال تعالى (والله يحكم لا معقب لحكمه) وقال تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله عما يشركون) وقال تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) "
ونجد أن الأعضاء يحكمون الدستور فى وحى الله بدلا من العكس وهو دليل سبق أن ذكره المعد فيما سبق وفيه قال:
"- جعل الدستور حاكما على القرآن والسنة ومهيمنا عليهما قال تعالى (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) وقال تعالى (وأنزلنآ إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) "
وذكر أن تلك المجالس تقوم على رأى الأغلبية وليس على كلام الله مع كون أكثر الناس كفرة فقال:
"- اعتبارهم بقول الأكثرية والعمل به ما لم يخالف الدستور قال تعالى (ولكن أكثر الناس لا يعلمون)؛ كما في الأعراف ويوسف والنحل والروم وسبأ وغافر والجاثية وقال تعالى (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) وقال تعالى (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) وقال تعالى (ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) "
وأما السبب التالى فى الحرمة فهو خطأ فمخالطة الكفار ليست محرمة وفى هذا قال تعالى :
"- مخالطة الملحدين والشيوعيين والمرتدين والروافض (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) وقال (ص)(أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين لا تراءى نارهما) [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني]"
والسبب فى خطأ كلام المعد هو أن الله طلب منا الإحسان وهو العدل مع الكفار المعاهدين داخل أو خارج الدولة المسلمة فقال :
" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين"
وكرر كلامه عن تشريع القوم مع الله فقال :
"- مضاهاتهم لأحكام الله وافترائهم بتحكيم شيء من أحكام الله قال تعالى (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون * أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) ولم يقل سبحانه وأن أحكم بينهم بمثل حكم الله!! وقال (ص)(من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) [أخرجه الترمذي والنسائي وأبو داود وقال الترمذي هذا حسن] فإن فسر المفسر القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ لماذا؟ لأنه توصل إليه بطريقة غير شرعية وكذلك من توصل إلى حكم الله عبر هذه المجالس البرلمانية فقد أخطأ لأنه توصل إليه بطريقة غير شرعية"
وأعلن أن المجالس هى تشبه باليهود والنصارى فقال:
"قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير) وقال (ص)(لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا اليهود والنصارى؟ قال فمن!) [متفق عليه] وقال (ص)(ومن تشبه بقوم فهو منهم) [رواه أحمد وصححه الألباني]"
وأديان اليهود والنصارى ليس فيها تلك المجالس حتى يكون هناك تشبه بهم فتلك المجالس كفر أساسا باليهودية والنصرانية لعدم ذكرهم فيها
وكرر أمر التشريع المخالف لله مرة أخرى وقد كررها عدة مرات فقال:
"- أحداثهم في الدين ما ليس منه وادعائهم أن الدين دل عليه قال الله تعالى (اليوم أكملت لكم دنكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فالله قد رضي لنا الإسلام ولم يرض لنا الديمقراطية وما لم يكن يوم أن نزلت الآية من الإسلام لن يكون اليوم من الإسلام وقال (ص)(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه
فهو رد) [متفق عليه] وقال أيضا (ومن رغب عن سنتي فليس مني) [متفق عليه]
هذا غيض من فيض والطوام كثيرة في هذه المجالس يعلمها العلماء والعوام ومن أراد زيادة فائدة فليرجع إلى مظان كتب العقيدة والتوحيد "
وتحدث عن وجوب أن يهجر المسلمون أولئك النواب وعدم إتيانهم فقال "ثانيا هجر النواب وعدم المجيء لهم في خيامهم ومجالسهم:
أن قضية الولاء والبراء من أعظم قضايا الإيمان وأجلها وأنه (ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده) [انظر "النجاة والفكاك" ص14 حمد بن عتيق] لذا لن نذكر الأدلة من الكتاب والسنة على ذلك لأنها في متناول كل مسلم قرأ الكتاب أو تصفح السنة ولكننا سنعرج إلى مسألة قد أتفق عليها السلف قديما وحديثا ألا وهي هجر أهل البدع والضلال ومجانبتهم وعدم السلام عليهم أو مخالطتهم وأصل هذه المسألة قصة الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك فقد أمر النبي (ص) بهجرهم ونهى أصحابه عن مجالستهم والكلام معهم حتى أنزل الله توبتهم [متفق عليه] والحديث المشهور في القدرية (إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم) [رواه أحمد وأبو داود والحاكم وغيرهم وله طرق يتقوى بها] وكل ما سنورده بحول الله وقوته في هذا المحور يتنزل على البرلمانيين من باب أولى فإليك ذلك
لما أظهر صبيغ بدعته ضربه عمر بن الخطاب بعراجين النخل ونهى الناس عن مجالسته حتى أعلن توبته فأذن في مجالسته [سنن الدارمي 1/ 55] فعمر الفاروق الذي ضرب صبيغ هذا بعراجين النخل لن يتورع عن أن يضرب هؤلاء البرلمانيون بصفائح السيوف كيف لا؟! وقد ذكر الواحدي في - كتاب أسباب النزول ص 119 - سبب نزول آية (60) من سورة النساء أن رجلين اختصما فقال أحدهما نترافع إلى النبي (ص) وقال الآخر إلى كعب بن الأشرف ثم ترافعا إلى عمر فذكر له أحدهما القصة فقال للذي لم يرض برسول الله (ص)أكذلك؟ قال نعم فضربه بالسيف فقتله أهـ فكيف به لو رأى من يتحاكم إلى الدساتير الوضعية والقوانين الأرضية ولا يرضون بما جاء به رسول الله (ص) حكما وحاكما؟!
والمصيبة الكبرى والبلية العظمى أن أناسا ينكرون على شباب التوحيد هجرهم لأرباب الديمقراطية والشرك والتنديد!
ولما ظهرت بدعة القدر وأخبر عبد الله بن عمر قال (أخبرهم أني بريء منهم وأنهم برءاء مني) [رواه مسلم] ونحن نقتدي بأكثر الصحابة اقتداء بالرسول (ص) - ابن عمر - فنقول لكل من يقرأ هذه الرسالة أخبر البرلمانيين أننا برءاء منهم وأنهم برءاء منا
وجاء إنسان إلى ابن عمر فقال إن فلانا يقرأ عليك السلام فقال ابن عمر (إنه بلغني أنه أحدث حدثا فإن كان كذلك فلا تقرأ عليه مني السلام) [رواه الترمذي وغيره] فكيف لو بلغه حدث النواب في البرلمانات ماذا كان جوابه؟!
وفي البخاري مقاطعة عبد الله بن مغفل لابن أخيه عندما لم ينتهي عن الخذف قال والله لا كلمتك بعدها أبدا أهـ هذا في مسألة الخذف قاطع ابن أخيه! فكيف به في مسألة التشريع من دون الله والقسم على احترام غير شريعة الله؟!
وقال إبراهيم بن ميسرة التابعي الثقة (من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139 وقال الألباني في تعليقه على المشكاة 1/ 66 روي موصولا ومرفوعا من طرق كثيرة قد يرتقي الحديث بمجموعها إلى درجة الحسن] فكيف بمن وقر صاحب بدعة مكفرة كبعدة الديمقراطية والمجالس التشريعية؟!
ورحم الله سفيان إذ يقول (إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي كيف أصبحت؟ فيلين له قلبي فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم؟؟) أهـ[من تذكرة الموضوعات ص 25] أي والله فكيف بمن أكل - بوفيههم - ووطئ - رخامهم -؟!
وقال الفضيل بن عياض (المؤمن يقف عند الشبهة ومن دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 140]
وقال أيضا (لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن ينزل عليك اللعنة) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 137] وإني لأعجب والله كل العجب كيف يجلس من يدعي الصلاح في مخيمات هؤلاء ومجالسهم؟ ألا يخافون أن تنزل عليهم اللعنة؟!
وقال عبد الله بن عمر السرخسي (أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك فقال لا كلمته ثلاثين يوما) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139] قاله في حق من أكل عند صاحب بدعة فكيف بصاحب البدعة نفسه؟ بل فكيف بمن جلس عند نائب في البرلمان؟ بل فكيف بصاحب البرلمان نفسه؟!
وقال ابن المبارك (اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يدا فيحبه قلبي) [رواه اللالكائي في السنة 1/ 139] ونحن جميعا نقول اللهم لا تجعل لنائب في البرلمان عندنا يدا فتحبه قلوبنا
وقال الإمام مالك (بئس القوم أهل الأهواء لا نسلم عليهم) [شرح السنة للبغوي 1/ 229]
وقال الإمام أبو داود صاحب السنن للإمام أحمد أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه؟ قال (لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به قال ابن مسعود المرء بخدنه) [طبقات الحنابلة 1/ 160]
وقال الإمام أحمد (إذا سلم الرجل على المبتدع فهو يحبه؛ قال النبي (ص)ألا أدلكم على ما إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) [الآداب الشرعية 1/ 233] ما أجمل هذه الآداب التي افتقدها كثير من المسلمين لا أقول عوامهم بل وحتى خواصهم ولا حول ولا قوة إلا بالله
وقال الإمام البغوي تعليقا على حديث كعب المتقدم (وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد وقد مضت الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم) [شرح السنة 1/ 266] فإياك ثم إياك أن تخالف إجماع الصحابة والتابعين لا أقول في هجران أهل البدع بل في هجران أهل التشريع من دون الله
وقال أيضا (فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) [شرح السنة 1/ 224] وهجر هؤلاء المشرعين دائمة إلى أن يتوبوا ويهجروا مجالس الشرك والتشريع ويتبرءوا من أصحابها
وقد عقد ابن مفلح في الآداب الشرعية فصلا في حكم هجر أهل المعاصي ذكر فيه آثارا عن الصحابة وغيرهم في هجرة أهل البدع والأهواء نقلها عن القاضي أبي يعلى منها
وقال ابن عباس في القدرية (لا تكلمهم ولا تجالسهم)
وقال سعيد بن جبير لأيوب (لا تجالس طلق بن حبيب فإنه مرجئ) (1)
وسرد آثارا أخرى ثم قال (قال القاضي هو إجماع الصحابة والتابعين)
وقال (وأما المرتدون فإن الصحابة رضي الله عنهم باينتهم بالحروب والقتال وأي هجر أعظم من هذا)؟
ونقل عن ابن قدامة قوله كان أصحاب النبي (ص) ومن اتبع سنتهم في جميع الأمصار والأعصار متفقين على وجوب إتباع الكتاب والسنة وترك علم الكلام وتبديع أهله وهجرانهم والخبر بزندقتهم وبدعتهم)
قال ابن مفلح (وكلام الشيخ موفق الدين يقتضي أنه لا فرق بين الداعية إلى البدعة وغيره وظاهره أنه إجماع السلف)
وقال (فصل في هجر الكافر والفاسق والمبتدع والداعي إلى بدعة مضلة)
قال ابن عقيل (إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة) [1/ 229 - 236]
وعن أبي المختار الطائي قال شكى ذر سعيد بن جبير إلى أبي البختري فقال مررت فسلمت عليه فلم يرد فقال أبو البختري لسعيد بن جبير فقال سعيد (إن هذا يجدد كل يوم دينا والله لا أكلمه أبدا) [رواه عبد الله بن أحمد 1/ 328 واللالكائي 5/ 1062 وابن بطة 1/ 379]
وقال هشام - بن عمار - لقيت شهابا - أي ابن خراش الشيباني - وأنا شاب في سنة أربع وسبيعن فقال لي (إن لم تكن قدريا ولا مرجئا حدثتك وإلا لم أحدثك) فقلت ما في من هذين شيء [أورده الذهبي في السير 8/ 285] رحم الله هشاما لو ظهرت في عصره بدعة الديمقراطية لكان أول ما قال إن لم تكن ديمقراطيا
وعن إسحاق بن راهوية قال سمعت معاذ بن خالد بن شقيق يقول لعبد الله بن المبارك أيهم أسرع خروجا الدجال أو الدابة؟ فقال عبد الله (استقضاء فلان الجهمي على بخارى أشد على المسلمين من خروج الدابة أو الدجال) [رواه عبد الله بن أحمد1/ 214]
وفلان هو عبد الله بن أبي حنيفة وكان مرجئا فيا ليت شعري ماذا نقول نحن وقد جثم على رقابنا كل لكع ابن لكع يحلل ويحرم في مجالس لم تبنى إلا كفرا وتفريقا بين المسلمين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل؟!
وعن إسحاق بن منصور أنه قال لأبي عبد الله - أي الإمام أحمد - المرجئ إذا كان داعيا؟ قال (إي والله يجفى ويقصى) [المسائل والرسائل 2/ 371]
وحدث أبو حارث أن أبا عبد الله - أي الإمام أحمد - قال (إذا كان المرجئ داعية فلا تكلمه) [المسائل والرسائل 2/ 371] وهؤلاء النواب هم دعاة الديمقراطية الخبيثة والساهرون على خدمتها
وقال الإمام الذهبي إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول دعنا من الكتاب والأحاديث وهات العقل فاعلم أنه أبو جهل وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر أو قد حل فيه فإن جبنت منه فاهرب وإلا فاصرعه وابرك على صدره واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه [سير أعلام النبلاء 4/ 472] ونعقب على الإمام الذهبي فنقول وإذا رأيت السالك الشركي الديمقراطي يقول دعنا من النقل ومن العقل ومن الوجد والذوق وهات القوانين والدستور فاعلم أنه شر من إبليس!!!
وقال الإمام البربهاري إذا رأيت الرجل من أهل السنة صاحب معاصي فاجلس معه فإنه ليس يضرك معصيته وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة متقشفا محترفا بالعبادة وهو صاحب هوى فلا تجالسه ولا تقعد معه ولا تسمع كلامه ولا تمش معه في طريق فأني لا آمن أن تستحلي طرقته فتهلك معه
ورأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال يا بني من أين جئت؟ قال من عند فلان قال يا بني لأن أراك خرجت من بيت خنثى أحب إلي من أن أراك تخرج من بيت فلان وفلان
قال أبو محمد البربهاري ألا ترى أن يونس بن عبيد قد علم أن الخنثى لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفر أهـ[شرح السنة للبربهاري]
وقال الشيخ القحطاني في نونيته
من قال أن حروفه مخلوقة فألعنه ثم أهجره كل أوان
لا تلق مبتدعا ولا متزندقا إلا بعبسة مالك الغضبان
فالزنادقة أمثال المشرعين والداعين إلى دين الديمقراطية يجفون ويقصون ولا يكلمون
وللشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ - - فتوى مهمة في الرافضة ومما جاء فيها (فمؤاكلة الرافضي والانبساط معه وتقديمه في المجالس والسلام عليه لا يجوز لأنه موالاة وموادة والله تعالى قد قطع الموالاة بين المسلمين والمشركين بقوله (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء) والآيات في هذا المعنى كثيرة
ثم قال أما مجرد السلام على الرافضة ومصاحبتهم ومعاشرتهم مع اعتقاد كفرهم وضلالهم فخطر عظيم وذنب وخيم يخاف على مرتكبه من موت قلبه وارتكاسه ) [موقف أهل السنة والجماعة د إبراهيم الرحيلي جـ2 ص519 - 520] ولأن كان الرافضة نسبت للرفض لأنها رفضت خلافة الشيخين, فهؤلاء البرلمانيون روافض لأنهم رفضوا حكم الوحيين
ونختم هذا المبحث بما ينسب لسفيان الثوري أنه قال من جالس صاحب بدعة لم يسلم من إحدى ثلاث
1 - إما أن يكون فتنة لغيره بالجلوس معه وقد صح عن النبي أن (من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن يقص ذلك من أوزارهم شيئا) رواه مسلم
2 - أو أن يقع في قلبه شئ من الاستحسان أو الركون فتمسه النار
3 - أو أن يقول والله ما أبالي بما تكلموا أو فعلوا وإني واثق من نفسي فمن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه ) أهـ من الدرر السنية"
وهذا الحديث لا محل له فمن رضى بتشريع غير شرع الله فقد كفر ولا مجال للهجر وإنما المجال لتطبيق حد الحرابة باعتبار هؤلاء مفسدون فى الأرض يحاربون دين وهو تشريع الله كما قال تعالى :
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم أو أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم"
وأما هجر العصاة فلا محل له فى الإسلام فالهجر كان عقوبة للثلاثة التائبين من القعود أى التخلف عن الجهاد حتى لا يكرروا ذلك هم وغيرهم كما قال تعالى :
"وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم"
وتحدث عن تقبيح النواب وشتمهم فقال :
"ثالثا تقبيح هؤلاء النواب وسبهم والتشهير بهم
هذه بعض الروايات المرفوعة والموقوفة وأقوال السلف والعلماء في أناس هم خير والله من ملأ الأرض من البرلمانيين هؤلاء
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي (ص) قال مخاطبا أصحابه (أهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل) وفيه قول حسان (والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني فري الأديم) وقريش قد أخلت بتوحيد الألوهية أما هؤلاء البرلمانيون فقد أخلوا بالتوحيد بأقسامه الثلاثة وقد بوب البخاري في صحيحه باب هجاء المشركين
قال (ص)(أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة) [متفق عليه] وفي رواية قال (أفتان يا معاذ!؟) - ومعروف من هو الفتان - فتأمل جيدا كيف كان خطاب رسول الله (ص) لمعاذ بن جبل - أعلم الناس بالحلال والحرام - في مسألة التطويل في الصلاة!!!
ولقد أمر الرسول (ص) أن نسف باللفظ إسفافا ما بعده إسفاف لمن تعزى بعزاء الجاهلية وأن نقول عظ على فرج أبيك وأن لا نستعمل الكناية في ذلك بل اللهجة الدارجة (عض على هن أبيك ولا تكنوا) [كما في حديث أحمد في مسنده والبخاري في الأدب المفرد والنسائي في السنن الكبرى والطبراني في الكبير وابن السني في عمل اليوم والليلة وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد] وهذا فيمن تعزى - أي طلب العزة - بعزاء الجاهلية ومن أعظم أمور الجاهلية في هذا العصر التي يتعزى بها البرلمانيون وغيرهم؛ تحكيم القوانين الوضعية قال الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)
وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله (ص) يقول (سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهم كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات ) [رواه أحمد والحاكم والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح وقال الحاكم صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه] وهاهنا يأمرنا نبينا (ص) بلعن الكاسيات العاريات فكيف لا يلعن من اكتسى بمظهر الصالحين ودخل مجالس الشرك والمشركين؟!
وقال أبو بكر الصديق لعروة بن مسعود الثقفي (أمصص بظر اللات) وذلك في الحديبية [متفق عليه]
أتعرف معنى هذا الكلام؟ أي أمصص
وعروة كان يشرك بالله في توحيد الألوهية أما هؤلاء البرلمانيون فيشركون في توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات!
وروى لنا مسلم في صحيحه قول كعب بن عجرة عندما رأى عبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا قال (انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا ) هذا في مسألة الخطبة!!!
وروى مسلم أيضا في صحيحه قول عمارة بن رويبة لما رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة
هذا في من يرفع يديه لدعاء الله على منبر المسجد فكيف بمن يرفع يديه للدعاء مع الله على منبر البرلمان ويقسم على احترام دستور الشيطان؟؟؟
وروي أن عبد الله بن الزبير عندما قال لحبر الأمة ابن عباس إيماء وهو تحت أعواد منبره قال إن أقواما أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم لا يزالون يفتون بالمتعة فرد عليه ابن عباس قائلا إنك لجلف جاهل لقد فعلت في عهد من هو خير منك عهد إمام المتقين أهـ
أنظر إلى هذا الكلام من قاله وفيمن قيل!!!
وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كان الهدهد يدل سليمان على الماء فقلت وكيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب؟! فقال أهنك الله بهن أبيك أو لم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر؟! [أخرجه الحاكم في المستدرك]
وعن حميد بن عبد الرحمن أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره أنه سمع أباه يقول قال رسول الله (ص)إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قال بلال بن عبد الله بن عمر والله لنمنعهن قال فسبه عبد الله بن عمر أسوأ ما سمعته سبه قط أهـ رواه ابن حبان وأحمد وغيرهم وفي رواية للبيهقي أنه صفعه
وعن ميمون بن أبى حمزة قال قال لي إبراهيم النخعي (لا تدعوا هذا الملعون يدخل علي بعد ما تكلم في الإرجاء) - يعني حمادا -[رواه عبد الله بن أحمد 1/ 365]
وحماد هو حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة وكان رأسا في الإرجاء فكيف لو كان - حاشاه - رأسا في التشريع من دون الله؟ يا ترى ماذا سيقول عنه؟!
وعن حبيب ابن أبي ثابت قال كنت عند سعيد بن جبير في مسجد فتذاكرنا ذرا في حديثنا فنال منه فقلت يا أبا عبد الله إنه لواد لك بحسن الثناء إذا ذكرك فقال (ألا تراه ضالا كل يوم يطلب دينه؟) (1) [رواه عبد الله بن أحمد 1/ 333]
وذر هو الهمداني وكان مرجئا مع زهد وتعبد قاتل الحجاج مع ابن الأشعث فكيف لو كان - حاشاه - ديمقراطيا؟!
وعن أبي عاصم قال جاء عكرمة بن عمار إلى ابن أبي رواد فدق عليه الباب وقال (أين هذا الضال؟) يعني بالإرجاء [رواه اللالكائي 5/ 1064]
وقال الإمام أحمد عندما نقل له قول عن الإمام أبي ثور لا يتفق مع الدليل قال أبو ثور كاسمه
وقال عن الإمام الكرابيسي كذب هتكه الله الخبيث
وقال سلمة بن شبيب كنت عند عبد الرزاق - أي ابن همام الصنعاني - فجاءنا موت عبد المجيد - أي خبر موته - وذلك في سنة ست ومائتين فقال (الحمد لله الذي أراح أمة محمد من عبد المجيد) [ذكره الذهبي في السير 9/ 436]
وعبد المجيد هو ابن عبد العزيز بن أبي رواد
قال عنه أبو داود كان عبد المجيد رأسا في الإرجاء
وقال هارون بن عبد الله الحمال ما رأيت أخشع لله من وكيع وكان عبد المجيد أخشع منه قال الذهبي خشوع وكيع مع إمامته في السنة جعله مقدما بخلاف خشوع هذا المرجئ - عفا الله عنه - أعاذنا الله وإياكم من مخالفة السنة
فيا رب أرح أمة محمد من كل نائب يدعي الصلاح والعلم في هذه المجالس التشريعية الشركية آمين
ولا يخفى علينا قول أبي إسماعيل الهروي عن الأشاعرة وأنهم مخانيث المعتزلة وذكر ذلك ابن تيمية في الفتاوى
الأشاعرة مخانيث!!! فيا ليت شعري إن كان هذا الكلام في من أخل في توحيد الأسماء والصفات فماذا يقال فيمن أخل في جميع أنواع التوحيد؟؟؟
والأئمة والعلماء مشتهرين بتغليظ القول مع المبتدعة والمارقين حتى أن بعضهم يوصف بأنه سليط اللسان ونحو ذلك بل قد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني عن الإمام ابن حزم الأندلسي لثقته بحافظته كان يهجم بالقول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الرواة أهـ وقال العباس بن العريف الصالح الزاهد في ابن حزم لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان أهـ[لسان الميزان 4/ 725 ترجمة رقم 5782]
وما على القارئ إلا أن يفتح أي كتاب في متناول يده في الجرح والتعديل ليرى ألفاظ جهابذة أهل العلم وفحولهم يقولون فلان كذاب وضاع دجال أكذب الناس ركن الكذب ومنبعه ومعدنه [أنظر منهج النقد في علوم الحديث ص 112 - 113]
وقد شنع العلامة ابن القيم باللفظ على الجهمية والمبتدعة ومن يخبط خبط عشواء في الأسماء والصفات فقال وقد شاهدنا نحن وغيرنا كثير من مخانيث تلاميذ الجهمية والمبتدعة إذا سمعوا شيئا من آيات الصفات وأحاديث الصفات المنافية لبدعتهم رأيتهم عنها
معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة ويقول مخنثهم سدوا عنا هذا الباب واقرؤوا شيئا غير هذا وترى قلوبهم مولية وهم يجمحون لثقل معرفة الرب سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته على عقولهم وقلوبهم وكذلك المشركون على اختلاف شركهم إذا جرد لهم التوحيد وتليت عليهم النصوص المبطلة لشركهم اشمأزت قلوبهم وثقلت عليهم ولو وجدوا السبيل إلى سد آذانهم لفعلوا إلى آخر ما قال في [إعلام الموقعين 1/ 201]
تأمل هذا الكلام جيدا لاسيما إن علمت أن هذا الكلام فيمن يؤول الأحاديث ويعرض عنها وليس في من يعرض الأحاديث للأخذ والرد على موائد البرلمانات!!!
وفي رسائل الشيخ حمد بن عتيق عندما رد على من اشترط القصد في الكفر قال له قاتلك الله يا بهيم
ما قال له يا شيخ فلان!
وقال صاحب الصواعق المحرقة والرافضة قبحهم الله ولعنهم وخذلهم ما أحمقهم وأجهلهم وأشهدهم بالزور والافتراء والبهتان [ص316]
وقال الشيخ القحطاني في نونيته
وألعن زنادقة الجهالة أنهم أعناقهم غلة إلى الأذقان
وقال أيضا
من قال أن حروفه مخلوقة فألعنه ثم أهجره كل أوان
وخاتمة الكلام أن يهجر المسلم الموحد هؤلاء الطواغيت أرباب التشريع من دون الله ولا يركن إليهم ولا يجالسهم ولا يآكلهم ولا يسلم عليهم ولا يرد عليهم سلامهم تبكيتا لهم وتحقيرا وأن يحرص على أن لا يظله هو وإياهم سقفا واحدا وأن يسف بالقول معهم أيما إسفاف؛ قال الله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) وهل هنالك ظلم أعظم من الإشراك بالله في حكمه وتشريعه وعبادته؟!؟ قال العبد الصالح - لقمان - يوصي ابنه (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
أخي الموحد أختي الموحدة إن هذه الأخبار والآثار التي سردتها عليكم من أقوال أئمة الهدى والرشاد ما هي إلا نزر يسير وقطرات من بحر غزير لم أستطع العوم أكثر؛ لا لقلة اللآلئ والدرر بل لأن نفسي قصير فأسأل الله أن يبارك في ما جمعته ويجبر النقص والتقصير إنه نعم المولى ونعم النصير
وأنهي رسالتي هذه بهذا السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة أيها النواب في البرلمانات هل ديننا قاصر لتبتكروا لنا هذه المجالس يا مجددينات ؟"
وهذا الحديث عن سب وشتم النواب هو كلام العجزة وهو ليس فى كلام الله ولا فائدة منه فالمطلوب فقط هو لعن الكفار وأما السب والشتم فلابد فيه من أن يكون المسبوب المشتوم ظالما لمن سبه أو شتمه كما قال تعالى :
" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من الظلم"
والروايات والشتائم المذكورة فى كلام المعد نقلا وغير نقل هو كلام لن يأتى بأى فائدة
اجمالي القراءات
1927