قراءة فى مقال الكاريزما وأهميتها للشخصيات القيادية
قراءة فى مقال الكاريزما وأهميتها للشخصيات القيادية
المقال فى عنوانه كلمة تبدو ضحمة كبيرة تجذب الناس هى الكاريزما وهى كلمة أجنبية الكاتب معجب بها وعدد الرجل عدة شخصيات معظمها ممن كانوا أنصار للباطل فقال :
"لا شك أن شخصيات كنابليون بونابرت، ومحمد حسنين هيكل، وهتلر، وجمال عبد الناصر، ومحمود درويش، و غيفارا، ونيلسون مانديلا، وغيرهم من الشخصيات التي يمكن أن نطلق عليهم صفة الكاريزمي، وهم بالتالي كاريزميون لأنهم يمتلكون الجاذبية والفتنة وسحر الشخصية، لان أصحابها لا ينسون بسرعة ولهم حضور طاغ، ويستطيعون التأثير على الآخرين إيجابيا بالارتباط بهم جسديا وعاطفيا وثقافيا."
وبين الرجل أن الكلمة أصلها مأخوذ من اليونانية وأن ترجمتها لا تبين معناها فقال :
"وإذا عدنا إلى كلمة الكاريزما، فهي كلمة (بالإنجليزية: Charisma) و في أصلها اليوناني تعني الهدية أو التفضيل الإلهي، وتعني الهيبة والتأثير أو سلطة فوق العادة والسحر الشخصي، والجاذبية الكبيرة والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص، أي الشخصية التي تثير الولاء والحماس وقد حاول البعض ترجمتها إلى “سحر الشخصية”، أو “قوة الشخصية” أو غيرها.
ولكني أرى أن كلا من هذه الترجمات لا تفي الكلمة حقها ذلك أن الإنجليزية تحوي هكذا كلمات بمعان منفصلة عن الكاريزمية"
وهذا الحديث يدلنا على الانبهار بالغرب فالكلمة المقابلة لها هى الإعجاب والإعجاب إما إعجاب باطل وهو معظم ما فى الدنيا والشخصيات المذكورة فى الأعلى معظمها من أعجب بهم كان معجب بهم إعجاب القطيع الذى يعجب بالصورة وحلاوة اللسان الذى يخدع وفى مثاله قال تعالى :
" ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم"
وقال :
"ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم"
الشخصيات التى تعجب الناس عامة دوما تتميز بالصورة الجسمية الجميلة وحلاوة الألفاظ كما قال تعالى فى المنافقين :
"وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة"
والكاريزما المزعومة تؤثر فى القطيع فقط وأما من يفكرون فلا يعجبون بتلك الشخصيات لمعرفة أنها شخصيات مخادعة
والقرآن يبين لنا أن القطيع يعجبه من يخدعه بالكلام وأما من يقول الحقيقة فلا يعجبون بهم لأن الحقيقة كما يقولون مرة ولذا رفضوا تباع الرسل (ص)
ونلاحظ أن معنى اللفظ اليونانى يعنى الاصطفاء وهو اصطفاء الرسل (ص) ومع هذا لم يعجب الرسل(ص) الناس وحتى لو أعجبوا فهم يعجبون بالجسم كما حدث مع يوسف (ص) الذى نال إعجاب النسوة كما قال تعالى :
" فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"
ومع هذا رفض القوم الإيمان برسالته رغم أنه أنقذهم من الموت جوعا وفى هذا قال تعالى :
"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا"
ثم قال المؤلف :
"وعلى الرغم من صعوبة إيجاد تعريف دقيق لهذه الكلمة إلا انه يمكن ربطها بشخصية معينة والقول إن الشخصية الكاريزمية هي التي لها قدرات غير طبيعية في القيادة والإقناع وأسر الآخرين، كما أنها تمتاز بالقدرة على الهام الآخرين عند الاتصال بهم، وجذب انتباههم بشكل أكثر من المعتاد.
والكاريزما تعطي صاحبها القدرة على تحمل المسئولية و التكيف، أي ممارسة المسئولية الشخصية والمرونة على مستوى السياقات الشخصية والمتعلقة بمكان العمل والمجتمع، ووضع الأهداف والمعايير العالية وتحقيقها، وتقبل الغموض.
وتملك مهارات الاتصال أي فهم وإدارة وإنشاء الاتصال الشفهي والكتابي متعدد الوسائط وعلى هيئة أشكال متعددة وفي سياقات متعددة.
الكاريزما تعني الإبداع والتطلع الفكري ويقصد به وضع أفكار جديدة وتطبيقها وتوصيلها إلى الآخرين، والانفتاح على وجهات النظر الجديدة والمتنوعة والتجاوب معها، والتفكير النقدي والتفكير المنظومي – ويقصد به ممارسة التفكير المنطقي السليم في فهم الخيارات المعقدة واتخاذها وفهم الصلات البينية بين الأنظمة.
وتملك مهارات المعرفة الخاصة بالمعلومات والوسائط، ويقصد بها تحليل المعلومات والوصول إليها وإدارتها ودمجها وتقييمها وإنشائها في هيئة صور مختلفة من الأشكال والوسائط.
باختصار الكاريزما صفة أو سمة غير عادية تتحقق لدى الفرد، فتجعل قدراته خارقة للعادة. ويعني المصطلح من الناحية اللفظية هبة الله، أي من ترسله العناية الإلاهية لإنقاذ أمته، وهو زعيم يتحلى بقوى خارقة وصفات نادرة وقدرات روحية"
والخطأ فى حديث الرجل هو تمتع تلك الشخصيات المخادعة فى الغالب بقدرات خارقة غير طبيعية كما يقول والحقيقة :
أنه لا يوجد أحد لديه قدرات خارقة من الناس فحتى الرسل(ص) أعلنوا أنهم بشر كبقية البشر فقالوا:
"قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم"
وقال الله على لسان النبى الخاتم(ص):
" قل إنما أنا بشر مثلكم"
وكل الحادث هو أن القطيع ينساق دوما خلف الوعود الكاذبة والكلام المعسول وحتى لو ظهر لهم الكذب والخداع فغالبا ما ينكرون أمام من يذكرهم بالخداع والكذب أن الزعيم أو الشخصية كاذب مخادع ويدافعون عنه بالباطل
ويبين الرجل أن القطيع يسير خلف القائد فقال :
"ويرتكز النظام الكاريزمي على الطاعة للبطل والتضحية من أجل تأدية رسالته، وبقدر ما يقوم به الزعيم في ظل هذا النظام من خوارق الأعمال فإنه يستطيع شد الأتباع بزعامته، وتعتمد القيادة الملهمة على البطولة أو القدسية أكثر من إعتمادها على الوضع الرسمي للشخص، والكاريزميون من الزعماء مسيطرون ليس فقط على الأفراد بل على المجتمعات وعلى شعوب بأكملها، يقيدوك وتكون سعيد ومقتنعا جدا بهذه القيود"
ويبين الرجل أن القطيع يسير خلف القائد سواء كان يورده موارد الهلام أو يورده السعادة والطمأنينة فقال :
"هل هو ساحر!!،بالطبع ساحر لكن من نوع خاص، يسحر الشعوب، فتحبه وتعشقه، فتغمض عيونها وتتبعه حتى وان ألقاها في هاوية ودمرها (كما فعل هتلر) أو قد يوصلها لبر الآمان و يسعدها (كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم)."
والمقارنة بين النبى(ص) الخاتم وهتلر مقارنة خاطئة فالمسلمون لم يكونوا قطيعا لأنهم آمنوا من أنفسهم ولأنهم كانوا يفكرون ويعرفون الحق وأما هتلر وقومه فانساقوا مع الباطل كمعظم القادة أو الزعماء وشعبهم
وتحدث الرجل عن كون الشخص المعجب لابد أن يكون اجتماعيا فقال:
"الكاريزمي اجتماعي جدا فلا كاريزمي بدون جمهور حوله، وهو نشيط وحماسي، سريع البديهة، محبوب، مثقف، طموح، يعشق التحدي، والتغيير، لا يقف أمامه شي، ويعرف أين يقف، أفكاره عميقة، صاحب موقف وفكر معين، واثق من نفسه بالطبع، قادر على الإقناع،، فيصبح من حوله أكثر حماس بالفكرة حماس قد يصل للجنون، على كل حال الكاريزما صفة تنبع من الداخل وليست صفة خارجية فمميزاته داخليه مما يضفي عليه جاذبيه خاصة .. وروعه منفردة"
وبالقطع هذا الكلام لا ينطبق على كل القادة فالصفات تكون مختلفة فقد يكون الشخص قذر نفسيا وجاهلا ... ولكن الإعلام حوله هو من يجعله محبوبا
وأما فى الإسلام فلا يوجد هذا الكلام فكل مسلم هو قائد كما قال تعالى على لسان المسلمين :
" واجعلنا للمتقين إماما"
وقال فى مسلمى بنى إسرائيل:
" وجعلكم ملوكا"
ومن ثم لا ميزة لشخص على أخر ويخبرنا الرجل بأمور فى تلك الشخصيات فيقول:
"والشيء الرائع في الكاريزما إنها تجعل الكاريزمي قوي بدون أن يضعف الآخرين لأنه يستمد قوته من ذاته من داخله لا بسلب قوة الآخرين
إنهم يمتلكون ما يلي:-
1 - لديهم القدرة على إعطاء رسالة صامته
فيستطيعون بحضورهم فقط أن يعطوا تصريحا قبل أن يفتحون فمهم للكلام.
2 - لديهم القدرة على صياغة كلامهم بأسلوب جيد
3 - لديهم القدرة على تملك مهارات الاستماع
4 - لديهم القدرة على الإقناع فمهما كانت أفكارك عظيمة ومؤثرة فلن يكون لها أي فائدة بدون إقناع الآخرين بها.
5 - لديهم القدرة على استغلال وقتهم وأوقات الآخرين.
6 - لديهم القدرة للتكيف مع الآخرين ومعرفة ماذا يريدون بالضبط.
7 - لديهم الاستطاعة والقدرة على قراءة المشاعر بذكاء.
الكاريزما هبة إلهيه .. لا يمكن تعلمها أو اكتسابها، وان كان هناك من العلماء من قال انه يمكن تعلمها واكتسابها كما يحدث هذا مع القادة والزعماء، وان مهارات الأشخاص والمهارات الفنية التي ينميها القائد تكسبه كاريزما."
وبالقطع كل هذا موجود لدى الناس ولكننا من نتصور لأن القائد أو الزعيم مخلوق من طينة أخرى وهو ما يؤدى بنا فى النهاية إلى أن ندفع ثمن السير خلفه بلا تفكير وهو ثمن غالى فى الآخرة حيث يدخل الأتباع النار مع قائدهم
ثم قال الرجل كلاما منقولا عن دراسات غربية فقال:
"على كل حال، الكاريزما صفة تفرض نفسها ولا يمكن تجاهلها أبدا أما كيف تصبح كاريزميا فيورد زغ زغلر في كتابه قمة الأداء (Top Performance) بحثا قامت به كل من مؤسسة ستانفورد وجامعة هارفارد ومؤسسة كارن يدج. ويوضح هذا البحث أن 85% من أسباب الحصول على وظيفة (ومن ثم الحفاظ عليها و التقدم فيها (مرتبط بمهارات الأشخاص ومعرفتهم في الاتصال والتعامل مع الآخرين (وليس بقدراتهم التقنية) و بهذا فانه بإمكاننا أن ندرك أهمية تنمية الشخصية وتطوير قدراتها في التعامل مع الآخرين. ولقد استطاع بعض المفكرين استخراج مجموعة من العوامل المكونة للشخصية الكاريزمية. وعلى الرغم من الإبهام الذي يحيط بالكاريزما
إلا انه يمكن تحديد صفات و خطوات تقترب بالمرء أكثر من الكاريزمية كلما أداها بإتقان وعايشها بجدية واهتمام.
و فيما يأتي نتناول هذه الصفات بالبحث و التحليل (من كتاب كاريزما السلم الوظيفي):
1. إياك وتقليد الآخرين (Never Imitate Others).
2. الثقة بالنفس (Self Confidence)
3. الاسترخاء (Relaxation)
4. العواطف القوية (Get in touch with your emotions)
5. التزامن بين لغة الجسد والحديث (Match your body language to your speech)
6. فكر ثم تكلم (Think before you speak)
7. التكلم بإقناع (Speak with conviction)
8. عامل الناس كما يحبون أن يعاملوا (Treat people as they want to be treated)
9. الصبر (Patience)"
وكل هذه الدراسات هى فى مجتمع غريب عن دين الله مجتمع يجعل فشىء يمن به الأغنياء على الناس مع أن فى دين الله يجب أن يكون لكل رجل وظيفة يتدرب عليها ويعمل بها دون مقابلات ودون اختبارات
ما سبق هو دعاية للطغاة بدعوى وجود قدرات خارقة للبعض فلا وجود لتلك القدرات الخارقة حتى عند الرسل(ص) وإنما هى ضحك على الناس كى يخضعوا لتلك الزعامات التى تكون مدربة فى الغالب عند الخونة
اجمالي القراءات
1954