هل السلاح النووى سينهى الحياه على الكره الأرضيه؟
هل السلاح النووى سينهى الحياه على الكره الأرضيه؟
أ.د. عبدالرزاق منصور على
أؤكد أننى لا أعلم الغيب ولكننى ألتقط بعض الإشارات من القرآن الكريم لأتدبرها بالتوازى مع المعلومات العلميه.
أرى أنه من الأفضل أن أذكر لكم السيناريو الذى خلصت إليه الدراسات العلميه عن توابع الأحداث التى ستحصل لووصل الصراع العالمى ذروته لدرجة إستخدام السلاح النووى لإنهاء هذا الصراع كآخر الحلول والخيارات المتاحه.
1- موجات الصدمة والإشعاع: يستغرق الأمر حوالي 10 ثوانٍ حتى تصل نارالإنفجار النووي إلى حجمها الأقصى التى تزيد ملايين المرات عن الإنفجارالتقليدى. وتطلق كميات هائلة من الطاقة على شكل إنفجار وحرارة وإشعاع. تصل الحراره شدتها لدرجة أن كل شيء قريب من نقطة الصفر يتبخر.تختلط المواد المشعة مع المادة المتبخرة في سحابة. عندما تبرد هذه المادة المشعة المتبخرة ، تتكثف وتشكل جزيئات مثل الغبار(الدخان النووى). ثم تسقط المادة المشعة المكثفة على الأرض. وموجات الصدمه تزيد من الضغط الجوى الذى يولد تيارات هائله من الرياح والأعاصيرالقويه.
2- الشتاء النووي: تأثير آخر للحرب النووية يسمى الشتاء النووي. الإنفجارات ستقذف جزيئات من سطح الأرض على الغلاف الجوي بالإضافة للجسيمات النووية ، مما سيؤدي إلى دخول السخام(دخان أسود متفحم) والجسيمات الضارة الأخرى في الغلاف الجوي والتى تنقلها الرياح العلويه القوية آلاف الكيلومترات لينتهي بها الأمر لتكثيف السحب والتي بدورها تمنع حرارة الشمس الوارده للأرض وتبدأ فترة تبريد عالمية بالتزامن مع إظلام الأرض ليعم الليل ويغطى على النهار.
لاحظ أن السيناريو السابق وضع على أساس حجم القوه النوويه المتوافره لدى كل الدول النوويه وهو غير كافيه لتدمير كوكب الأرض لأن الطاقه اللازمه لتدمير الارض تعادل إنفجارًا قوته تزيد عن 35 مليون ميغا طن.وكلما زادت قوة الانفجار قل الزمن اللازم لوصول الأحداث للذروه لتصل الفتره الزمنيه أقل من بضع ثوانى بمعنى أن الحراره الهائله وما يتبعها من البروده الشديده ستصبح متزامنه.
لنأتى الى آيات القرآن التى أشارت لهذه الأحداث
1- أول سورة الفجر( وَالْفَجْر وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرهَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍألَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ).
الفجرمن الإنفجار, فجر الشيء إذا فتح له منفذا ومنه انْفَجَر الصبح وتَفَجَّر. قال تعالى "وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا" القمر12-
لنتدبر فى الآيات ونستخرج القرائن والكلمات الداله عند كتابة بحث علمى مثلا وهى: الفجر-ليال عشر- الشفع والوتر-الليل إذا يسر(الليل يسود ويتغلب على النهار). نلاحظ أن:
- ليال عشرأى (بدون نهار) = الليل إذا يسرأى تغلب الليل على النهار.. الشفع= تزامن النقيضين وهما الحراره الشديده مع البروده الشديده. يلى ذلك الوتر= إستمرار نقيض أو حدث واحد وهو البروده الشديده المصاحبه لليل. وكل هذا وصف لما يتضمنه سيناريو الإنفجار النووى.
لكن لماذا لاتشيرسورة الفجرإلى عامل هام فى التفجير النووى وهو الغبار النووى والدخان الأسود المفحم. لاتتعجل ياصديقى فقد جاء الغبار النووى والدخان فى سورة الدخان(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ).
- يلى المشهد مباشرة ذكر إهلاك قوم عاد. فماعلاقة قوم عاد بالقنبله النوويه؟ نقول لأن قوم عاد أهلكو بالقنبله النوويه. وكيف ذلك؟
نرجع لآيات القرآن التى ذكرت إهلاك قوم عاد (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ)-الذاريات42,41 . الرميم= الدمار الشامل. (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصرعَاتِيَةٍ)الحاقه6.
-َالعاتيه= القويه,, الصَرْصَرَ= صوت شديد متقطع(صوت الانفجارات والصدمات المتولده عن الزيادة الرهيبه فى الضغط الجوى)
نجمع مشهد إهلاك قوم عاد. ماهى الطاقه(الريح) القويه التى تدمر كل شئ دمارا شاملا ولاتذر أى كائن حى إلا ميتا أى تعقم الارض والمكان من صور الحياه= ريح عقيم ,بالإضافه للصوت الشديد المتقطع؟ بلاشك هى طاقه الإنفجار النووى.
لكن هل من المحتمل أن تحدث حرب نوويه عالميه تؤدى لفناء البشريه وتدمير الأرض؟ لاأعتقد ذلك والسبب هو:
ا-تمتلك الدول النووية حوالي 15000 رأس حربى والتي تبلغ مايقرب من 510 ميغا طن (قوة انفجار)(1) والطاقه اللازمه لتدمير الارض تعادل انفجارًا قوته أكثرمن 35 مليون ميغا طن(2)
ب-من تدبر قوله تعالى فى سورة يونس ( حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) نستنتج أن أمر الله هو الذى سيتسبب فى دمار كوكب الأرض وإنهاء الحياه عليه وكما أوضحت الآيه الكريمه أن أمر الله سيتحقق بعد أكتمال تعمير وتزيين الأرض وشعورأهلها بتمكنهم منها وبالقوه التى تدفعهم للتكبر والغرور حتى يكرروا مقولة قوم عاد(فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)" فصلت 15
لكن ماوجه التشابه بين ماسيحدث للارض فى المستقبل(كما فى سورة يونس) وماحدث لقوم عاد(كما فى سورة الذاريات)..نقول:
1- جعل الأرض حصيدا فى سورة يونس = جعل كل شئ دمارا كالرميم فى "الذاريات"= الدمار الشامل
2- كأن لم تغن بالأمس(إهلاك الحرث والنسل)= الريح العقيم على قوم عاد التى تقضى على اليابس والأخضر= التعقيم
3- سيظن أهل الأرض أنهم قادرون عليها ومتمكنون منها = قوم عاد قالوا "من أشد منا قوه" = التكبر والغرور
وصفت الآيه أمر الله بأنه سيأتى ليلا أونهارا هل يعنى هذا أن الوقت غير محدد؟ وهذا سيعطى للملحدين مبررا لعدم دقة القرآن وأنه قول بشر فما ردك؟ أقول فعلا سيعطى الملحدين فرصه بسبب جهلهم بدقة القرآن وإعجازه لأن أمرالله (كويكب أونيزك عملاق مثلا) الذى سيسبب الانفجار النووى يأتى على الكره الأرضيه فى وقت واحد يكون فيه نصف الكره المواجه للشمس (فى حالة نهار) وتزامنا مع النصف الآخر البعيد عن الشمس(فى حالة ليل) أى عندما يأتى أمرالله يصادف النهارفى نصف الكره الأرضيه والليل فى النصف الآخر- وبهذا يتضح إعجاز القرآن الكريم فى دقة وتناغم التعبير القرآنى.
لكن لماذا لم يذكر كل فعاليات الإنفجار النووى فى سورة واحده وذكرها فى عدة سور؟ نرد على ذلك بسببين:
1- ليعلمنا الله تعالى كيف نفكرونستخدم عقولنا ليحمينا من الإصابه بالكسل العقلى والعلمى.
2- وليشجعنا على استخدام المنهج العلمى للوصول الى الأهداف. فاذا بحثنا عن موضوع ما فى القرآن الكريم نجد أنه لكى تكتمل الصوره لابد أن نبحث فى ثنايا آيات الكتاب المبين والسور التى ذكرت الموضوع وسياق ذكرها والترابط بينها والاشارات والقرائن الداله على المعنى المحتمل والقرائن التى تنفى الاحتمالات الأخرى وبهذه الطريقه نقترب من الحقيقه بشرط أن الا يكون لدينا حكم مسبق أومايطلق عليه "التحيز الذاتي" فى البحث العلمى.
1-Military Wiki. https://military-history.fandom.com/wiki/Nuclear_weapon_yield
2-https://thebulletin.org/2021/11/the-untold-story-of-the-worlds-biggest-nuclear-bomb/
-.
اجمالي القراءات
2330
تحيات إلى الأستاذ عبد الرزاق علي، على موضوعه ووجهة نظره التي أراها رائعة لأنها تفتح المجال واسعا للعقل ليسافر في كل الدنيا.
ولعله من الملفت أن منطقة أمريكا الشمالية وغيرها تتعرض حاليا لظواهر "طبيعية " خارقة، تركت الإنسان مبهوتا حائرا، ولسان حاله يقول لا حول له ولا قوة.
وعليه، فعلى الأقل لا يمكن أن يتجرأ هذا الإنسان في الوقت الراهن أو يتشدق بأنه قادر على الأرض. ومن يدري؟ لعل الانسانية ما زالت في أدوارها وخطواتها الأولى بالنسبة للأرض، وأن الوصول إلى درجة الغرور والادعاء بالوصول إلى زخرفتها وتزيينها والقدرة عليها ، ما زالا بعيدي المنال؟ وما زال دون ذلك زمن طويل، وحتى العلم لعل نسبته لم تتجاوز بعدُ واحدا في المائة من طاقة أو مساحة العقل في إطار مشيئة الله سبحانه وتعالى الذي يخبرنا من خلال حديثه المنزل ((في آية الكرسي )) بأن الإنسان لا يحيط بشئ من علم الله إلا بما شاء هو سبحانه وتعالى.
أما إذا فرضنا أن النظرية صحيحة، أي تلك التي تقول قد تكون درجة استهلاك عقل الإنسان في بداياتها الأولى، وأن ما بقي استهلاكه أكبر حجما ومساحة مما مضى، فإن ذلك يعني أن الزمن طويل وطويل جدان قبل أن يكون عقل الإنسان استنفد كل ما حباه الله به. ومع هذا فالله فعال لما يريد وإذا أراد أن ينهي كل شئ قبل ذلك فأمره سبحانه وتعالى لا يرد.
****************