نظرات فى درس الراقيات
نظرات فى درس الراقيات
المدرس هو أبو كثير نوفل وقد استهل الدرس بدعاء بمباركة الله للراقيات وبين أن الرقية ليست قاصرة على النساء فقال :
"بارك الله في كل من تعلم الرقية الشرعية من الأخوات, ومد يد العون لهن
الرقية الشرعية لا تقتصر على الرجال فقط
لما كثر السحرة والمشعوذين في هذا الزمان, وكثر إختلاط الرجال بالنساء, والإيقاع بهن في أمور العلاج, أرى أن يتعلم الأخوات الرقية الشرعية كما يجب, ويستعدن لجهاد شياطين الإنس والجن, ويمددن يد العون للمرضى من النساء والأطفال, حيث أن الرقية الشرعية لا تقتصر على الرجال فقط, وباب الاجتهاد والجهاد ليس للرجال فقط, وإنما هو كما قال الله سبحانه وتعالى:
"ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
وقال سبحانه وتعالى:
"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ""
ومن ثم اتضح أن الهدف هو منع اختلاط الرقاة الرجال بالنساء والأطفال ووضع نوفل خطة الدرس والتعليم فقال :
"وقد وضعت مبدئيا النقاط الموجودة أدناه, أرى أنها مهمة في معرفة الخطوات الأولى:
1- حفظ الرقية الشرعية.
2- حفظ الأذكار والأدعية.
3- الأسئلة لمعرفة المرض.
4- تهيئة المريض للعلاج بالرقية بعد معرفة الإصابة.
5- تحضير البرنامج العلاجي المناسب.
6- إتباع حالة المريض.
والمهم أن نتعاون على البر والتقوى, وندعو بالحكمة والموعظة الحسنة,ونتناصح لوجه الله, ولا نترك الشيطان يفرق بيننا بسبب أخطاء قد تقع منا, نحن أمة جعلنا الله أكرم الأمم وخيرها هذا والله أعلم"
وكرر الرجل المقدمة التقليدية لبداية الدرس فقال :
"بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتهما، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد."
وبعد المقدمة تحدث عن معنى الرقية فقال :
"معنى الرقية
قال الإمام مالك في الموطأ: الرقى، بضم الراء جمع رقية، وهو ما يقرأ وينفث على المريض للمعالجة وإرادة الشفاء.
وجاء في النهاية في غريب الحديث والأثر للإمام ابن الأثير: الرقية: العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات."
والخطأ هنا هو كون الرقية علاج للمرض وهو ما يعنى أنها معجزة أى آية لأن الشفاء لا يتم بالكلام وقد أعطى الله هذه الآية لعيسى(ص) حيث كان يبرىء ألأكمه والأبرص كما قال تعالى :
" وأبرىء الأكمه والأبرص"
وقد منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهد محمد(ص) فقال :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والرقية كعلاج تناقض أمر الله بالتداوى عند الأطباء وتناقض أمره بتناول الأدوية التى ذكر أحدها وهو عسل النحل فقال :
" يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس"
وتحدث نوفل عن اباحة الرقية فقال :
"جواز الرقية
قد أجاز العلماء الرقية على شرط أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته وبلسان عربي أو بما يعرف معناه من غيره وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله عز وجل"
والرقية بمعنى دعاء الله أن يشفى المريض جائزة وأما بمعنى كونها علاج فمحرمة
وحدثنا عن الرقية بالقرآن فقال :
"الرقية بالقرآن
قال شيخ عبد الله الجبرين:
لاشك أن القرآن شفاء كما أخبر الله تعالى بقوله تعالى: (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) (44) سورة فصلت، وقوله: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) (57) سورة يونس، فأما قوله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (82) سورة الإسراء، فقال كثير من العلماء: إن (من) ليست للتبعيض وإنما هي لبيان الجنس أي جنس القرآن "
والاستشهاد على أن القرآن شفاء لأمراض الجسم بالآيات هو لوى لعنقها فقد حددت ما يشفيه القرآن وهو ما فى الصدور بالقول" وشفاء لما فى الصدور"
وما فى الصدور هو الكفر والنفاق ولذا قال تعالى :
" فى قلوبهم مرض "وهو هنا النفاق
ومن ثم بطل الاستشهاد وقال :
"ومع ذلك فإن في القرآن آيات لها خاصية في العلاج بها ولها تأثير في المرقى بها ومن ذلك فاتحة الكتاب ففي حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي رقى بها: (وما أدراك أنها رقية) أخرجه البخاري رقم (5736)، كتاب الطب، ومسلم رقم (2201)، كتاب السلام."
والحديث رغم القول وما أدراك أنها رقية لا يدل على أنها دعاء للشفاء من المرض الجسدى والأسلوب هو استنكار والفاتحة تتحدث عن الهداية للصراط وهو الدين الصحيح كما قال تعالى :
" أهدنا الصراط المستقيم"
فكيف تكون رقية للمرض الجسدى ؟
ثم قال :
"وقد ورد فضل آيات خاصة كآية الكرسي ونحوها وسورتي المعوذتين فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تعوذ الناس بمثلهما) ( أخرجه النسائي (8/ 251) رقم (5429، 5430، 5431)، كتاب الاستعاذة، وكذا سورة الإخلاص والآيتان من آخر سورة البقرة، فأما تكرارها ثلاثا أو نحو ذلك فلا بأس, فإن القراءة مفيدة سواء تكررت أو افردت لكن التكرار والإكثار أقوى تأثيرا"
وكل هذا الكلام خاطىء لمن عقل أن النبى(ص) مرض عدة مرات منها المرض الذى مات فيه ولو كان يعرف أن الآيات تشفيه فلماذا لم يشف نفسه بها ؟
تلك الأحاديث لم يقلها النبى(ص) وإنما قالها الكفار لنشر المرض بين المسلمين حيث يستفحل فى أجسامهم لأنهم لا يعملون بأمر الله ورسوله(ص) بالتداوى عند الأطباء
وتحدث عن أحاديث فيها بعض الرقى المزعومة فقال :
الرقية بالأذكار والأدعية
"روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد, أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيك, فقال: نعم, قال: باسم الله أرقيك, من كل شيء يؤذيك, من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك, باسم الله أرقيك.
شرح: (نفس) قيل يحتمل أنه أراد بالنفس نفس الآدمي, وقيل يحتمل أن المراد بها العين, فإن النفس تطلق على العين, ويقال: رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه."
والحديث باطل لم يتحدث به النبى(ص)ويكفى فى بطلانه أن الحسد أصبح مرض يشفى منه مع أنه ليس مرضا ولو كان مرضا لكان فى نفس الحاسد وليس المحسود
ثم قال :
وروى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.
شرح: (يعوذ) من التعويذ وهو الالتجاء والاستجارة, (التامة) الكاملة في فضلها وبركتها ونفعها, (هامة) كل حشرة ذات سم، وقيل: مخلوق يهم بسوء, (لامة) العين التي تصيب بسوء، وتجمع الشر على المعيون, وقيل: هي كل داء وآفة تلم بالإنسان."
والحديث باطل لم يقله النبى(ص) لأن العين الحاسدة لا وجود لها لأن الحسد عملية نفسية كما قال تعالى :
" حسدا من عند أنفسهم"
فالحسد هو تمنى النفس زوال النعمة من الآخر
كما أن هناك حديث معارض ينفى وجود الهامة فيقول :
" لا طيرة ولا هامة ولا صفر"
ثم قال :
"وأخرج البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أتى مريضا أو أتي به، قال: أذهب الباس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما.
قال عمرو بن أبي قيس وإبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن إبراهيم وأبي الضحى: إذا أتي بالمريض.
وقال جرير، عن منصور، عن أبي الضحى وحده، وقال: إذا أتى مريضا.
شرح (الباس) الشدة والألم ونحو ذلك, (يغادر) يترك, (سقما) ألما ومرضا."
وهذه الحديث معناه صحيح لأنه دعاء يطلب من الله شفاء المرض
وحدثنا عن إباحة اختيار آيات من القرآن كعلاج شافى فقال:
"جواز اختيار الآيات
فتوى للشيخ عبد الله الجبرين: قال الله تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (82) سورة الإسراء، فظاهر الآية أن من القرآن آيات تكون قراءتها سببا للشفاء والرحمة،وقيل: إن (من) لبيان الجنس أي إن جنس القرآن شفاء ورحمة، ولاشك أن هناك آيات ورد فيها ما يدل على الاستشفاء بها، وقد ثبت في حديث أبي سعيد قراءة سورة الفاتحة كعلاج للديغ فأقر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "وما أدراك أنها رقية" ( أخرجه البخاري رقم (5736)، كتاب الطب، ومسلم رقم (1 0 22)، كتاب السلام )، وفي حديث آخر: (فاتحة الكتاب شفاء من كل داء) (أخرجه الدارمي رقم (3370)، كتاب فضائل القرآن، وعزاه صاحب المشكاة للبيهقي في شعب الإيمان).
وثبت أن آية الكرسي سبب للحفظ من وسوسة الشيطان ، ورويت آثار عن السلف من الصحابة والتابعين في العلاج ببعض الآيات القرآنية والأدعية النبوية وجربت آيات السحر الثلاث في سورة الأعراف ويونس وطه؛ فوجدت مؤثرة في حل السحر وفي علاج المحبوس عن أهله، وكذا قراءة المعوذتين، ولا بأس بتكرار القراءة والاستعاذة كما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم عند النوم كان ينفث في يديه بعد جمعهما ويقرأ آية الكرسي وسورتي الإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما ما أقبل من جسده ( أخرجه البخاري رقم (5017)، كتاب فضائل القرآن )، فلا إنكار على من فعل ذلك أو نحوه، والله أعلم ( فتوى للشيخ عبد الله الجبرين عليها )"
وقد سبق مناقشة هذا الكلام وأن القرآن هو علاج لما فى الصدور وهو الكفر والنفاق أو أبعاضهم كالحسد والحقد والغل
اجمالي القراءات
1503