نقد كتاب وارث الانبياء (ص)
نقد كتاب وارث الانبياء (ص)
المؤلف محمد مهدى الآصفى والكتاب يدور حول وارث علم الأنبياء(ص) وتعرض لمعنى الوارث فقال:
"مفهوم (الوارث) من ابرز المفاهيم الواردة ونقف هنا قليلا عند كلمة (الوراثة)
الوراثة البايولوجية
وهي انتقال الخصائص الشخصية والاجتماعية من جيل إلي جيل او من فئة إلي فئة او من شخص إلي شخص"
والخطأ تعلق الوراثة البيولوجية بالشخصية والاجتماع فالوراثة البيولوجية تتعلق بالجسم عند علماء الأحياء وهو ما قاله عن تعلقها بالخصائص الحياتية والعضوية فى الفقرة القادمة حيث تحدث عن الوراثة الثقافية فقال :
"الوراثة الحضارية
و كما تنتقل بالوراثة الخصائص الحياتية والعضوية من جيل إلي جيل كذلك تنتقل الخصائص الحضارية والثقافية من جيل إلي آخر، و من فئة اجتماعية إلي فئة اجتماعية اخري والوراثة والتكامل الحضاريان هما سلم الكمال في تاريخ الإنسان، والإنسان يتكون بالتدريج، وتتكون فيه خصائصه و مكوناته خلال تاريخ طويل إننا عندما نلاحظ سلوكا اجتماعيا معينا او نموذجا معينا من الناس فإننا نلاحظ فيه اختزالا شديدا لتاريخ طويل من حياة الإنسان و حضارته و فكره و جهده و معيشته، وكل منا يرث من حيث يشعر أو لا يشعر أجيالا من أسلافه"
وما تحدث عنه من الوراثة الحضارية هو نتاج التعلم من البيئة المحيطة وتحدث عن كون الإنسان هو مجموعة المواريث الحضارية فقال :
"التاريخ الحضاري للانسان
فالإنسان: مجموعة من المواريث الحضارية التي ينقلها كل جيل إلي الجيل الذي ياتي من بعده، بعد ان يتلقاها من الجيل السابق وينميها ويطورها وهكذا تتحرك الحضارة الإنسانية عبر الاجيال، وتنتقل من جيل إلي آخر، وتنمو وتتطور بموجب قانون الوراثة وتنتقل الافكار والعقائد والتصورات والاعراف والتقاليد والاخلاق من جيل إلي آخر، و لا يمكن ان تكون الحضارات مرة واحدة و فجاة و خلال جيل واحد، وانما تتكون بصورة تدريجية عبر قرون طويلة وخلال التاريخ"
وهذا الكلام خاطىء فالإنسان قد يرث من تربيته حضارة كافرة أو حضارات كافرة ومع هذا يتبرأ منها عندما يفكر ويفهم
وتحدث عن انقسام المواريث لحضارات كافرة وحضارة مسلمة فقال :
المواريث الحضارية بين الاسلام والجاهلية
"هناك مجموعتان من المواريث الحضارية يتوارثهما الناس جيلا بعد جيل في جهتين متقابلتين: المواريث الحضارية الإلهية والمواريث الحضارية الجاهلية ومواريث الحضارة الربانية في حياة الإنسان هي التي تلقاها الإنسان جيلا بعد جيل من الانبياء والمرسلين والصديقين، وترسخت وتأصلت خلال هذه المسافة الزمنية الطويلة في حياة الإنسان إن الإيمان بالله تعالي والتسليم المطلق له تعالي وتعبيد الناس لله عز وجل وتحكيم شريعته في حياة الإنسان، ورفض الطاغوت والتمرد عليه و كسر شوكته و سلطانه و مجابهته بالنفس والمال وافلاذ الاكباد ليس ظاهرة جديدة في حياة الإنسان، و لا تخص مرحلة من مراحل حياة هذا الإنسان، وإنما هو ميراث اجتماعي ضخم يتوارثه الإنسان جيلا بعد جيل في تاريخه، ويتصل هذا الميراث الحضاري بأنبياء الله، ويمتد في حياة الإنسان عبر جهاد الانبياء و دعوتهم وتبليغهم له وفي حياة كل نبي من الانبياء والمرسلين يزداد هذا الميراث الحضاري عمقا واصالة و نضجا عبر الصراع المستمر القائم بين هاتين الحضارتين، وعبر الجهود التي يتحملها الانبياء وانصارهم في حمل الدعوة وتبليغها إلي الناس؛ فتتبلور عبر هذه المسيرة الحضارية المفاهيم الرسالية اكثر من ذي قبل، ويتأصل الجهاد والدعوة إلي الله واصولها واساليبها في حياة الإنسان في خط تصاعدي كما يصح العكس ايضا فتتصاعد الذنوب والمعاصي والإسراف والتكبر والاستكبار في الطرف الآخر، ويتعمق هذا الحقد في نفوسهم، وتتطور اساليبهم في مواجهة الدعاة إلي الله كلما تتسع الحضارة الجاهلية، وتنمو وتتطور بصورة تصاعدية مستمرة"
وبعد أن تحدث عن المواريث تحدث عن الحسين كوارث للأنبياء (ص) فقال :
"الحسين وارث الانبياء
وسيد الشهداء ابو عبدالله الحسين وارث هذه المسيرة الحضارية الربانية الضخمة التي تمتد عبر حياة وجهود ودعوة الانبياء والمرسلين والشهداء والصديقين وتأتي واقعة الطف امتدادا لهذا الجهاد التاريخي المستميت مع الجاهلية"
والخطأ كون الحسين سيد الشهداء ففى الإسلام لا وجود للسيادة بين المسلمين لقوله تعالى :
"إنما المؤمنون اخوة"
وحتى فى الآخرة قال:
" اخوانا على سرر متقابلين"
وتحدث عن واقعة الطف فقال :
"إن الحسين يوم الطف كان امتدادا واختزالا وتأصيلا لهذه الحركة الربانية الممتدة في عمق التاريخ وتأتي الخصائص الحسينية التي جسدتها واقعة الطف يوم عاشوراء امتدادا لهذه المواريث الحضارية والاخلاقية التي ورثها الحسين من اسلافه الطاهرين ـ الانبياء والمرسلين والشهداء والصديقين ـ فالإخلاص لله والتضحية والبذل والعطاء والشجاعة والصمود والصرامة والصبر وعزة النفس وإباء الضيم، والاستقامة في الدعوة إلي الله والتمرد علي الطاغوت والرفض والتسليم لله، وغير ذلك من الخصائص الحسينية التي تجسدت في معركة الطف؛ ليست خصائص وظواهر فردية، وإنما هي مواريث حضارية و رسالية عريقة ورثها الحسين من آبائه الطاهرين في هذه المسيرة الربانية من آدم صفوة الله، و نوح نبي الله، وإبراهيم خليل الله، و موسي كليم الله، و عيسي روح الله و من المصطفي رسول الله (ص)،و من علي بن ابي طالب ولي الله فالحسين حصيلة هذه المسيرة الحضارية الإلهية و نتيجتها و ثمرة هذه الشجرة المباركة وهذا هو سر اصالة و عراقة و قوة وقعة الطف و ما تجلي فيها من خصائص الحركة الربانية في التاريخ و سر إستمرار و بقاء هذه الوقعة في التاريخ كما ان الجيش الاموي كان يرث في ساحة الطف خصائص الجاهلية من الظلم والاستكبار والتهافت علي حطام الدنيا والقهر والقسوة والإرهاب والاضطهاد"
وكل ما روى فى التاريخ عند الشيعة وعند السنة كذب فلم تكن هناك فتن ولا معارك لأن القرآن بين أن دولة المسلمين لا تزول والمؤمنون بالرسول (ص) الذين صاحبوه على قيد الحياة وإنما على أيدى الخلف كما قال تعالى :
" فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
وهناك نص صريح فى أن المناصب لا يتولاها من جاهد بعد فتح مكة وإنما مقصورة على من جاهدوا قبل الفتح وهى :
"لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا"
والتاريخ الكاذب يبين أن المؤمنين الصحابة كفروا باعتزالهم فلم يصالحوا المؤمنين ولم يقاتلوا الفئة الباغية كما تنص الآية :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون "
وهو كلام لا يتفق مع رضا الله عنهم فى قوله :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه"
وحدثنا عن الشجرة الطيبة والشجرة الخبيثة فقال :
الشجرة الخبيثة والشجرة الطيبة في كتاب الله
"وهذه المسيرة الحضارية هي الكلمة والشجرة الطيبة التي تضرب اصولها في عمق التاريخ، وتمتد فروعها إلي اعماق المستقبل، وهي ذات قرار مكين في الارض، تؤتي ثمارها بإذن الله كل حين، وهذه الشجرة ثابتة قوية لا تهزها الاعاصير والعواصف اما الحضارة الجاهلية فهي الكلمة الخبيثة والشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، ورغم قدمها فهي ضعيفة و مهزوزة و علي ارض رخوة وغير ذات قرار مكين تقتلعها الاعاصير وتلقي بها علي قارعة الطريق، يقول تعالي:
(ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء - تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون - ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار)
ومن العجب ان هاتين الحضارتين تمتدان معا إلي اعماق التاريخ، إلي هابيل و قابيل، وتتكونان معا عبر الاجيال، ومع ذلك فهما تختلفان في العراقة والاصالة والثبات، فالحضارة الإلهية اصيلة عريقة ذات جذور قوية ثابتة وراسخة لا تحركها الاعاصير الهوجاء، والحضارة الجاهلية مهزوزة ضعيفة مبتورة الجذور مالها من قرار وهذا هوالفارق بين هاتين الحضارتين اللتين يتوارثهما الإنسان"
والكلام صحيح وحدثنا عن قوة الشجرة الطيبة فقال :
"سر القوة والثبات في الشجرة الطيبة
والسر في ذلك: ان الحضارة الإلهية تستمد حيوتها من العقل والضمير والقلب، والحضارة الجاهلية تستمد وجودها من الاهواء والشهوات، تلك تستمد كيانها من الإيمان والعقيدة، وهذه تستمد وجودها من الاحقاد والاهواء، تلك تستمد وجودها من الإيمان والتسليم لله، وهذه تستمد وجودها من اتباع الشيطان، تلك تختزل كل ما في حضارة الإنسان من قيم واخلاق و فضائل، وهذه تختزل كل ما في تاريخ الإنسان من احقاد وضغائن وشهوات وهذا الفارق هوالذي يهب الاولي القوة والمتانة والثبات في وجه الاعاصير والهزات والابتلاءات، ويسلب الثانية القرار والثبات، ويدعها مهزوزة غير ذات قرار ولذلك فإن الآية الكريمة تعقب علي هذا الاختلاف في الاصول والجذور بقوله تعالي: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)فأولئك يمنحهم الله الثبات في القول في الحياة الدنيا و في الآخرة، وهؤلاء يسلبهم الله تعالي الثبات والهدي ويدعهم في الضلالة"
وتحدث عن كون الحسين الوارث وهى مقولة لو فهمها الآصفى لكانت هدما لمذهبه فهنا الوارث الوحيد هو الحسين وهذا معناه أن من اتى بعده كلهم ليسوا ورثة ولا أئمة
وأكد الآصفى على مفهوم الوارث فى زيارة الحسين فقال :
:لماذا التأكيد لمفهوم الوارث في زيارة الحسين؟
اشارة
لقد ورد في هذا المفهوم في اكثر من زيارة، وكان هناك عناية خاصة لدي اهل البيت في إبراز هذا المفهوم في حياة الحسين ذلك لان معركة الطف من اصدق مشاهد صراع الحضارات في التاريخ، لقد جسد الحسين الصراع بين الحق والباطل في كربلاء، فكانت معركة الطف تبلورا حقيقيا لهذا الصراع التاريخي بين الحق والباطل، ولذلك نجد في هذه المعركة انبل القيم والمفاهيم الربانية في طرف، واخس الرذائل والاهواء الشيطانية في طرف آخر، ويأتي تأكيد الوراثة في زيارة الحسين "
اولا ـ للتنبيه علي عراقة واصالة الجهاد الحسيني، وانه ليس ظاهرة فردية في حياة الإمام الحسين وانما هي خاصية عريقة للمسيرة الإلهية علي وجه الارض، ورثها الحسين عمن كان قبله من الانبياء والائمة الدعاة إلي الله، وهذا هو سر قوة وصلابة الموقف الحسيني في كربلاء رغم عدم التكافؤ الواضح بين معسكر الحسين ومعسكر بني امية في كربلاء
وثانيا ـ إذا كانت هذه الحركة بهذه الدرجة من الاصالة والعراقة والعمق والقوة والمتانة التاريخية فلابد ان تنتصر علي الجبهة المناوئة التي كان يتزعمها الحاكم الاموي يزيد بن معاوية وليس الانتصار هنا بمعني الانتصار العسكري في ساحة القتال، فقد كان الجيش الأموي هو المنتصر في ساحة القتال إذا فسرنا الانتصار بهذا المعني الظاهري وانما الانتصار هنا بمعناه الرسالي وانتصار خط علي خط، و لاشك أن المعكسر الحسيني هو المعسكر المنتصر بهذا المعني من النصر، فإن العمق التاريخي والاصالة والعراقة والمتانة التي يملكها هذا الخط لابد وان يؤهله لنصر الله تعالي
إن المعركة بين هاتين الجبهتين في كربلاء كانت معركة ميدانية وحضارية بالمعني العميق لهذه الكلمة، والفئة التي تنتصر هي التي تثبت امام الزوابع والاعاصير، وهي الفئة التي تستمد دوافعها من العقيدة والإيمان، وتمتد جذورها إلي اعماق التاريخ في حياة الانبياء والمرسلين و جهادهم و دعوتهم، وهذا هو سر انتصار الثورة الحسينية
ثالثا ـ لا تتوقف هذه المعركة عند وقعة الطف، فهي حلقة واحدة من سلسلة من المواقف الجهادية والتضحيات والبذل والعطاء في سبيل الله، تبدا منذ ايام نوح و قبله، وتمتد إلي ان يأذن الله تعالي بالاضمحلال الكامل للجاهلية علي وجه الارض و سر دوام واستمرار هذه الحركة هو أصالتها و عراقتها وامتدادها العميق في الحضارة الإنسانية الصالحة، وليست هذه الحركة نبتة اجتثت من فوق الارض مالها من قرار، وانما هي شجرة طيبة ممتدة الجذور والأصول إلي اعماق تاريخ الإسلام والإيمان وكما ورث الحسين هذا الميراث من ابيه المرتضي و جده المصطفي (ص) وأسلافه الطاهرين من الانبياء المرسلين؛ فإن أجيال المؤمنين والمجاهدين والدعاة إلي الله تعالي سوف يرثون من الحسين هذا الميراث، ويتحركون علي خطاه ويرثون منه الخصائص والمواريث التي تجلت يوم عاشوراء في كربلاء وهذا هو سر استمرارية الثورة الحسينية في كربلاء"
وهذا الكلام منه تأكيد على هدم المذهب فضلا عن هدم الإسلام نفسه فالرجل يقول لنا أن على ليس وارثا للعلم ولا حتى الحسن أخو الحسين ولا حتى أمه فاطمة
ومفهوم الوراثة فى القرآن ان الإسلام ميراث للبشرية فمنهم يؤمن به ومنهم من يكفر به أى يظلم كما قال تعالى :
"ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير"
وشعر الرجل بأن الوراثة لا تقتصر على الحسين فجعلها شركة للشيعة فقال :
"آلية الارتباط و مادة الارتباط
اشاره
الحسين وارث الانبياء والصالحين: و نحن ورثة الحسين و ميراثنا الذي نرثه من الحسين هو مواريث الانبياء، وواسطة العقد في هذا الارتباط هو يوم الطف، فلابد لهذا الارتباط من ان يمر بمحطات تفعيل في التاريخ، تحافظ علي حرارة الخط و حيويته لئلا تضعف وتبرد، ويوم الطف عقد الواسطة و حلقة الارتباط، ولابد من هذه الحلقات في التاريخ لئلا ينقطع الخط وهنا نواجه سؤالين: الاول: كيف نرتبط وماهي آلية الارتباط؟ الثاني: ماهي المواريث التي نرثها من الانبياء عبر يوم الطف؟ والسؤال الثاني غير السؤال الاول
آلية الارتباط
مأساة الطف هي حلقة الارتباط، ولولا امثال هذه الأيام لانقطع الخط، فهي تستقطب عواطف الجمهور واحاسيسهم وحبهم و وهذه العواطف والمشاعر هي آلية الارتباط والمحافظة علي قوة وحيوة وفاعلية الارتباط والإحياء السنوي لذكري الحسين والبكاء وإقامة مجالس العزاء، وخروج مواكب العزاء في الشوارع ما هي إلا و سائل تعبير عن هذه العاطفة القوية التي يشعر بها المسلمون تجاه سيد الشهداء ولابد من هذه العاطفة ولابد من التعبير عن هذه العاطفة للإبقاء علي ارتباط الامة بكوكبة شهداء كربلاء، ولولا هذا الزخم العاطفي القوي لم تبق الثورة قوية و فاعلة في وجدان الامة إلي اليوم، ولذلك اكد اهل البيت: اهمية إقامة مجالس العزاء وتشجيع المسلمين علي البكاء علي مصاب الحسين ولكن ذلك كله ـ و رغم أهميته الكبيرة ـ ليس هو الميراث إن طريقة التعبير عن عواطفنا تجاه مصاب الحسين شيء، ومادة الارتباط والمواريث التي نرثها من الحسين شيء آخر، ولئن كانت الاولي تعد للثانية وتؤهل الإنسان لها فهي بالتأكيد غير الثانية، وهذه العواطف والمجالس وسيلة واداة لتحقيق وتفعيل تلك المواريث في حياتنا وتاريخنا، وإن كان بعض المؤمنين يتصورون ان الارتباط بالحسين هو في إقامة المجالس والبكاء وخروج المسيرات الحسينية إن زيارة (وارث) تبين لنا ان واقع وحقيقة الارتباط بالحسين بالمواريث التي نرثها منه كما أن ارتباط الحسين بالأنبياء بالمواريث التي ورثها من آدم و نوح وابراهيم و موسي وعيسي والمصطفي والمرتضي وهذا هو ميراث الحسين من الأنبياء وميراثنا من الحسين فكما ورث أبوعبدالله الحسين مواريث الدعوة والجهاد من سلفه الطاهر كذلك نرث نحن هذا الميراث الإلهي الكبير من الحسين وهي هي حقيقة الارتباط و حقيقة الوارثة
ويوم الطف هو واسطة العقد بيننا وبين هذه المسيرة الحضارية الربانية الكادحة علي وجه الارض، وبقدر ما نحمل من رسالة الحسين و دعوته و جهاده و مواقفه الشامخة الصلبة يكون ارتباطنا بالحسين و علاقتنا بيوم الطف؛ و عند ذلك يسهل قياس الارتباط والعلاقة بكربلاء، فإن المقاييس واضحة لا تقبل الخطأ"
وهذا الكلام عن البكاء واللطم وتقطيع الجسد هو أمر مخالف للشرع فلم يأمر الله بالبكاء ولا اللطم ولا ضرب الجسم حتى يدمى أو حتى بالضرب نفسه إلا أن يكون تطبيق لحكم من أحكام الله كالزنى والرمة بالزنى وما شابههم
وتحدث الآصفى عن ماهية المواريث فقال:
|وتأكيد
ماهي المواريث؟
وها نحن نقرأ في هذه الزيارة المواريث التي ورثها الحسين من سلفه لنقيس أنفسنا بها وعلاقتنا بكربلاء «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، واطعت الله ورسوله حتي آتاك اليقين»وتأتي هذه الشهادة للحسين بإقامة الصلاة عقيب التحية له بعنوان الوارث، و كان هذه الشهادة تأتي تأكيدا لوراثة الحسين، وتشخيصا للمواريث التي ورثها الحسين من سلفه"
وهذا الشهادة شهادة كاذبة فالمفروض فيمن يشهد أن يرى بعينيه ويسمع بأذنيه كما ورد فى قوله تعالى على لسان أولاد يعقوب(ص) :
" ما شهدنا إلا بما علمنا"
ومن ثم لا يجوز أن نشهد على شىء لم نشاهده
وتحدث الرجل عن ماهية المواريث فقال :
" وهي: إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الامر بالمعروف، النهي عن المنكر، والطاعة لله و رسوله حتي اليقين، هذه مواريث الحسين من سلفه: و مواريثنا نحن من الحسين وترد هذه الشهادة للحسين: في أكثر الزيارات الحسينية المطلقة والمخصوصة، وكان هناك عناية خاصة بإبراز هذا البعد الموروث من ابعاد حركة الإمام الحسين والتنبيه إلي ان الارتباط به يتم بموجب هذه النقاط، و نورد بعض هذه الفقرات من الزيارات المطلقة والمخصوصة الواردة فيهما، ففي الزيارة المطلقة الثانية: «اشهد انك قد بلغت، ونصحت، ووفيت، واوفيت، وجاهدت في سبيل الله»والتبليغ والتضحية والوفاء للرسالة والإيفاء بالمسؤولية والجهاد في سبيل الله، وقريب من هذا المضمون في الزيارة المطلقة الثالثة والرابعة والسادسة والسابعة و في مخصوصة الليلة الاولي من رجب: «اشهد انك قد امرت بالقسط والعدل، ودعوت إليهما، وانك صادق صديق، صدقت فيما دعوت إليه»و في مخصوصة ليلة النصف من رجب قريب من المضامين السابقة، و في مخصوصة ليالي القدر ويومي العيدين: «اشهد انك قد اقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، و جاهدت في الله حق جهاده، و صبرت علي الأذي في جنبه محتسبا حتي اتاك اليقين»
وتضاف هنا إلي قائمة المواريث الحسينية تلاوة الكتاب حق تلاوته، والجهاد في سبيل الله حق الجهاد، والصبر علي الأذي في جنب الله محتسبا حتي اليقين، وقريب منه في مخصوصة ليلة العيدين ومخصوصة ليلة عرفة ويومها و بهذه الطريقة الإيحائية الرائعة تجعل هذه الزيارات الزائر في الاجواء الرسالية لكربلاء، والتي ورثها الحسين من سلفه الطاهرين وأورثها لخلفه الذين يأتون من بعده علي هداه وخطاه"
الغريب فيما استشهد به الآصفى أنه كلام ألفه ناس ليسوا أئمة ولا يمتون لهم بصلة وإنما كل واحد ألف ما يريد من الكلام دون أن يكون هناك نص واحد من الوحى أو حتى من روايات الأئمة يذكر تلك الزيارات التى اخترعها القوم بعدهم للحصول على أموالهم والتمتع بالغافلات منهن بدعوة التمتع المزعوم
اجمالي القراءات
1468