ف 6 : نموذج للخبل الفقهى فى موضوع الطهارة من ( موطأ مالك)
ف 6 : نموذج للخبل الفقهى فى موضوع الطهارة من ( موطأ مالك)
القسم الأول من الباب الثالث : عن تشريعات المرأة التعبدية بين الاسلام والدين السنى
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 6 : نموذج للخبل الفقهى فى موضوع الطهارة من ( موطأ مالك)
مقدمة :
نعرض مع بعض تحليل لما جاء فى الموطّا عن الطهارة . الموطّا أول كتاب فى التشريع السُنى . ونتعرض لثرثرته التافهة فى تفصيلات الطهارة ، ثم عمّا قاله عن ( مسّ الذكر ) هل ينقض الوضوء أم لا . مع تحليل للروايات.
أولا :
ثرثرة مالك التافهة فى الطهارة
نذكر فقط عناوين الأبواب فى : ( كتاب الطهارة ) :
1 - باب الْعَمَلِ فِي الْوُضُوءِ
• 2 - باب وُضُوءِ النَّائِمِ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ
• 3 - باب الطَّهُورِ لِلْوُضُوءِ
• 4 - باب مَا لاَ يَجِبُ مِنْهُ الْوُضُوءُ
• 5 - باب تَرْكِ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتْهُ النَّارُ
• 6 - باب جَامِعِ الْوُضُوءِ
• 7 - باب مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ بِالرَّأْسِ وَالأُذُنَيْنِ
• 8 - باب مَا جَاءَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ
• 9 - باب الْعَمَلِ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ
• 10 - باب مَا جَاءَ فِي الرُّعَافِ
• 11 - باب الْعَمَلِ فِي الرُّعَافِ
• 12 - باب الْعَمَلِ فِيمَنْ غَلَبَهُ الدَّمُ مِنْ جُرْحٍ أَوْ رُعَافٍ
• 13 - باب الْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْىِ
• 14 - باب الرُّخْصَةِ فِي تَرْكِ الْوُضُوءِ مِنَ الْمَذْىِ
• 15 - باب الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ
• 16 - باب الْوُضُوءِ مِنْ قُبْلَةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ
• 17 - باب الْعَمَلِ فِي غُسْلِ الْجَنَابَةِ
• 18 - باب وَاجِبِ الْغُسْلِ إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ
• 19 - باب وُضُوءِ الْجُنُبِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ أَوْ يَطْعَمَ قَبْلَ أَنْ يَغْتَسِلَ
• 20 - باب إِعَادَةِ الْجُنُبِ الصَّلاَةَ وَغُسْلِهِ إِذَا صَلَّى وَلَمْ يَذْكُرْ وَغَسْلِهِ ثَوْبَهُ
• 21 - باب غُسْلِ الْمَرْأَةِ إِذَا رَأَتْ فِي الْمَنَامِ مِثْلَ مَا يَرَى الرَّجُلُ
• 22 - باب جَامِعِ غُسْلِ الْجَنَابَةِ
• 23 - باب فِي التَّيَمُّمِ
• 24 - باب الْعَمَلِ فِي التَّيَمُّمِ
• ) 25 - باب تَيَمُّمِ الْجُنُبِ
ثانيا :
تحليل لتشريع مالك فى الموطأ عن (باب الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ )
أملى مالك ( الموطّأ ) من ذاكرته ومُخّه على كثيرين . أكثر من عشرين منهم نقل ( الموطّأ ) ممّا سمعه عن مالك . هناك أكثر من عشرين ( موطّأ ) . أشهرهم الموطأ رواية يحيى ، والموطّأ رواية الحسن الشيبانى تلميذ أبى حنيفة .
( ا )
رواية يحيى فى الموطّأ فى موضوع ( مسّ الفرج ). ،
( 15 - باب الْوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الْفَرْجِ
90 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ، يَقُولُ دَخَلْتُ عَلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ فَتَذَاكَرْنَا مَا يَكُونُ مِنْهُ الْوُضُوءُ فَقَالَ مَرْوَانُ وَمِنْ مَسِّ الذَّكَرِ الْوُضُوءُ . فَقَالَ عُرْوَةُ مَا عَلِمْتُ هَذَا . فَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ أَخْبَرَتْنِي بُسْرَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَلْيَتَوَضَّأْ " .
91 - وحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ أُمْسِكُ الْمُصْحَفَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَاحْتَكَكْتُ فَقَالَ سَعْدٌ لَعَلَّكَ مَسِسْتَ ذَكَرَكَ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ . فَقَالَ قُمْ فَتَوَضَّأْ فَقُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ .
92 - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، كَانَ يَقُولُ إِذَا مَسَّ أَحَدُكُمْ ذَكَرَهُ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ .
93 – وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ .
94 - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَغْتَسِلُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَتِ أَمَا يَجْزِيكَ الْغُسْلُ مِنَ الْوُضُوءِ قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي أَحْيَانًا أَمَسُّ ذَكَرِي فَأَتَوَضَّأُ .
95 - وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ قَالَ كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ أَنْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ تَوَضَّأَ ثُمَّ صَلَّى قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّ هَذِهِ لَصَلاَةٌ مَا كُنْتَ تُصَلِّيهَا . قَالَ إِنِّي بَعْدَ أَنْ تَوَضَّأْتُ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ مَسِسْتُ فَرْجِي ثُمَّ نَسِيتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ فَتَوَضَّأْتُ وَعُدْتُ لِصَلاَتِي. ). انتهى .
التعليق
1 ـ ذكر مالك هنا ستة أحاديث توجب ( الوضوء ) على الرجل الذى يمسّ عضوه الذكرى. منها حديث واحد فقط اسنده للنبى ، وهو الحديث رقم 90 ، بإسناد طويل عن مروان بن الحكم ، احد زعماء الفتنة الكبرى الأولى والثانية . ثم أسند أربعة منها الى إثنين من الصحابة : ( سعد بن ابى وقاص ، عبد الله بن عمر ). وواحدا منها الى واحد من التابعين (عروة بن الزبير ).
2 ـ لو كان مالك يؤمن بأن النبى فعلا قال هذا الكلام ما إحتاج الى الأحاديث الأخرى التى نسبها لإثنين من الصحابة وأحد التابعين غيره .
3 ـ كما قلنا من قبل إن مالك هو الذى إخترع من دماغه تلك الأحاديث وأنه الذى صنع هذه الأقوال ، وأنه نسبها بأثر رجعى الى رواة ماتوا فى العصر الأموى دون أن يعرفوا شيئا عن هجص مالك وإفتراءاته . ولا أدل على ذلك من الحديث رقم 94 والذى يزعم فيه مالك أنه رواه عن ابن شهاب الزهرى ، وقلنا من قبل أنه لم يقابل إبن شهاب الزهرى ولم يره فى حياته .
4 ـ الواضح أنه ثار جدل حول مسّ الرجل ذكره فى الصلاة وبعد الغسل الجزئى فى الطهارة ، وهل هذا ينقضها . ولأنه السائد فى مدرسة المدينة الفقهية وقتها تحريم الاجتهاد والقول بالرأى فقد كانت العادة تغليف الرأى فى حديث منسوب للنبى أو بعض الصحابة أو التابعين ، ليكتسب هذا الرآى صُدقية وقبولا ، بل ربما تقديسا ، بمجرد هذا الاسناد . وبهذا تفوق مالك حين صنع لآرائه إسنادا فتحولت من ( هجص ) الى ( سُنّة نبوية ) .
5 ـ ثم تلك العقلية الذكورية والتى سيطرت على موطأ مالك . هذه الأحاديث فى الموطأ لا ترى ولا تنشغل إلا بالعضو التناسلى للرجل . فماذا عن الأنثى ؟ ماذا إذا مست الأنثى عضوها الجنسى ؟ ماذا إذا مست أنثى عضوا لرجل ؟ ماذا إذا حدث العكس : رجل مسّ عضو أُنثى ، أو أنثى مست عضو أنثى ؟ من أسف أن نضطر لهذا ، ولكن هجص مالك فى الموطأ جعلنا نسايره فى هجصه .
( ب )
( رواية محمد بن الحسن الشيبانى) تحقيق د . عبد الوهاب عبد اللطيف.
باب الوضوء من مس الذكر
11 ـ أخبرنا مالك حدثنا اسماعيل بن محمد بن سعد بن أبى وقاص عن مصعب بن سعد قال : كنت أمسك المصحف على سعد فاحتككت فقال : لعلك مسست ذكرك ؟ قلت : نعم . قال : قم فتوضأ . قال : فقمت فتوضات ثم رجعت .
12 ـ أخبرنا مالك ، أخبرنى ابن شهاب الزهرى عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه كان يغتسل ثم يتوضأ ، فقال له : أما يجزئك الغسل من الوضوء ؟ قال : بلا ، ولكنى أحيانا امس ذكرى فأتوضا .
قال محمد : لا وضوء فى مسّ الذكر ، وهو قول أبى حنيفة . وفى ذلك آثار كثيرة .
13 ـ قال محمد : أخبرنا ايوب بن عتبة التيمى قاضى اليمامة عن قيس بن طلق أن أباه حدثه أن رجلا سأل رسول الله (ص ) عن رجل مسّ ذكره ، أيتوضأ ؟ قال : هل هو إلا بضعة من جسدك .
14 : قال محمد : أخبرنا طلحة بن عمرو المكى قال : أخبرنا عطاء بن أبى رباح عن ابن عباس قال فى مس الذكر وأنت فى الصلاة قال : ما أبالى مسسته أو مسست أنفى .
15 ـ قال محمد : اخبرنا ابراهيم بن محمدالمدنى قال أخبرنا صالح مولى التوءمة عن ابن عباس قال : ليس فى مسّ الذكر وضوء .
16 ـ قال محمد : أخبرنا ابراهيم بن محمد المدنى قال : أخبرنا الحارث بن أبى ذباب أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : ليس فى مس الذكر وضوء .
17 ـ قال محمد : أخبرنا أبو العوام البصرى قال : سأل رجل عطاء بن ابى رباح قال : يا أبا محمد ، رجل مسّ فرجه بعدما توضأ . قال رجل من القوم : إن إبن عباس كان يقول : إن كنت تستنجسه فأقطعه . قال عطاء بن أبى رباح : هذا والله قول ابن عباس .
18 ـ قال محمد : اخبرنا أبوحنيفة عن حماد عن ابراهيم النخعى عن على بن أبى طالب فى مس الذكر قال : ما أبالى مسسته أو طرف أنفى .
19 ـ قال محمد : أخبرنا ابوحنيفة عن حماد عن ابراهيم النخعى عن ابن مسعود ، سئل عن الوضوء من مس الذكر ، فقال : إن كان نجسا فاقطعه .
20 ـ قال محمد : أخبر محل الضبّى عن ابراهيم النخعى فى مس الذكر فى الصلاة : أنه بضعة منك .
21 ـ قال محمد : اخبرنا سلام بن سليم الحنفى عن منصور بن المعتمر عن أبى قيس عن أرقم بن شرحبيل قال : قلت لعبد الله بن مسعود : إنى أحك جسدى وأنا فى الصلاة فأمس ذكرى ، قال : إنما هو بضعة منك .
22 ـ قال محمد : أخبرنا سلام بن سليم عن منصور بن المعتمر عن السدوسى عن البراء بن قيس قال سألت حذيفة بن اليمان عن الرجل يمس ذكره قال : إنما هو كمسّه رأسه .
23 ـ قال محمد : أخبرنا مسعر بن كدام عن عمير بن سعد النخعى قال : كنت فى مجلس عمار بن ياسر ، فذكر مس الذكر فقال : ما هو إلا بضعة منك ، وإن لكفك موضعا غيره .
24 ـ قال محمد : اخبرنا مسعر بن كدام عن إياد بن لقيط عن البراء بن قيس قال حذيفة بن اليمان فى مسّ الذكر : مثل أنفك .
25 ـ قال محمد : أخبرنا مسعر بن كدام قال : حدثنا قابوس بن ابى ظبيان عن على بن أبى طالب ، قال : ما أبالى إياه مسست أو أنفى أو أذنى .
26 ـ قال محمد : اخبرنا أبو كدينة : يحيى بن المهلب عن أبى إسحاق الشيبانى عن أبى قيس : عبد الرحمن بن سروان عن علقمة بن قيس قال : جاء رجل الى عبد الله بن مسعود فقال : إنى مسست ذكرى وأنا فى الصلاة . قال عبد الله : أفلا قطعته ؟ ثم قال : وهل ذكرك إلا كسائر جسدك ؟
27 ـ قال محمد : أخبرنا يحيى بن المهلب عن اسماعيل بن ابى خالد عن قيس بن أبى حازم قال : جاء رجل الى سعد بن أبى وقاص فقال : أيحلٌّ لى أن أمسّ ذكرى وأنا فى الصلاة ؟ فقال : إن علمت أن منك بضعة نجسة فاقطعه .
28 ـ قال محمد : أخبرنا إساعيل بن عياش قال : حدثنى حريز بن عثمان عن حبيب بن عبيد عن ابى الدرداء انه سًئل عن مسّ الذكر فقال : إنما هو بضعة منك .) إنتهى .
التعليق
1 ـ ذكر محمد بن الحسن الشيبانى هنا 18 حديثا ، منها حديثان فقط نقلهما عن مالك ، تجعل مسّ الذكر ينقض ( الوضوء ) والباقى ( 16 ) حديثا كلها تؤكد العكس ، وهو أن مسّ الذكر لا ينقض الوضوء . وقال إن هذا رايه ورأى شيخه أبى حنيفة .
2 ـ محمد بن الحسن الشيبانى تجاهل حديث مالك الذى ينسبه مالك للنبى ، رقم 90 فى رواية يحيى . أى إنه يتهم شيخه مالك بالكذب على النبى ، يؤكد هذا أن محمدا الشيبانى يروى حديثا للنبى يؤكد فيه أن مسّ الذكر لا ينقض ( الوضوء ) أى عكس حديث مالك . وننقل ما قاله ( محمد الشيبانى ) : ( قال محمد : لا وضوء فى مسّ الذكر ، وهو قول أبى حنيفة . وفى ذلك آثار كثيرة . 13 ـ قال محمد : أخبرنا ايوب بن عتبة التيمى قاضى اليمامة عن قيس بن طلق أن أباه حدثه أن رجلا سأل رسول الله (ص ) عن رجل مسّ ذكره ، أيتوضأ ؟ قال : هل هو إلا بضعة من جسدك . ).
3 ـ ويأتى محمد الشيبانى بأحاديث أخرى ينسبها للصحابة والتابعين كلها تؤكد نفس الحديث الذى نسبه زورا للنبى ؛ أن مسّ الذكر لا ينقض ( الوضوء ) ، وتبرر هذا بأسباب مكررة هى : ( هل هو إلا بضعة من جسدك ) (إن علمت أن منك بضعة نجسة فاقطعه . ) (ما أبالى إياه مسست أو أنفى أو أذنى ) .
4 ـ وهى حُجج عقلية تعبر عن المدرسة التى كان ينتمى اليها محمد بن الحسن الشيبانى ، وهى ( مدرسة الرأى ) ، وكانت تعبيرا عن التنوع الفكرى العرقى والمذهبى والجغرافى فى العراق وقتها ، وهى المدرسة الفقهية العقلية التى أنجبت أبا حنيفة ، والذى كان لا يأخذ بالأحاديث .
إختلف الحال فى المدينة التى كانت مدرسة الأحاديث ، تعبيرا عن إنتماء المدينة لماضيها العريق عندما كانت دولة للنبى ثم للخلفاء ابى بكر وعمر وعثمان ، ثم إنتقلت عنها الأضواء الى الكوفة فدمشق فبغداد ، فواجهت هذا بالتطرف فى الإنتماء الى ماضيها ، فإذا كان العراق قد اضحى ( المركز ) فلتكن المدينة هى ( المنبع ) . وتوجت مدرسة المدينة بالامام مالك الذى جعل ( عمل أهل المدينة ) مصدرا تشريعيا فى دينه السُّنّى ، وجعل المدينة مكانا مقدسا ، وجعل مسجد المدينة حرما ومقصدا للحج . وبالتالى فإنه إذا كانت مدرسة الرأى فى العراق تقدم الاجتهاد بالرأى على الحديث فإن مدرسة الحديث كانت لا تقبل رأيا ، بل صاغوا فى ذلك حديثا يقول ( من قال فى الدين رأيا فأصاب فقد أخطأ ). لذا كانت توضع الآراء فى صورة حديث منسوب للنبى أو للصحابة أو التابعين من أهل المدينة.
5 ـ جاءت الدولة العباسية نتيجة لدعاية ضخمة سابقة عن ( الرضى من آل محمد )، وإعتمدت هذه الدعاية على أحاديث كان ينشرها عملاء للعباسيين ، ثم إعتمد عليها ابو جعفر المنصور والذى كان نفسه من رواة الأحاديث . ولأن أبا حنيفة كان لا يؤمن بالأحاديث ولم يكن من فقهاء السلطة فقد قتله ابو جعفر المنصور بالسم عام 150 . واستسلم تلميذاه ( محمد بن الحسن الشيبانى ، وأبو يوسف ) فعملا فى خدمة الدولة العباسية قضاة ورواة . وأسند الشيبانى أحاديث ، ولم يتورع عن نسبة بعضها لشيخه أبى حنيفة بعد مقتل أبى حنيفة . وروى ( الموطأ ) عن مالك زعيم مدرسة الحديث فى المدينة ، وحاول في روايته التوفيق بين مذهبه ( الحنفى / نسبة لآبى حنيفة ) ومالك .
6 ـ ولكنه كان يخرج عن سياق التوفيق عندما يصل مالك الى درجة السفاهة ، مثل قوله بأن مس الذكر ينقض ( الوضوء ) لم يسكت الشيبانى على هذا الهجص ، فرد عليه بأحاديث صنعها ذات صبغة عقلية ( هل هو إلا بضعة من جسدك ) (إن علمت أن منك بضعة نجسة فاقطعه . ) (ما أبالى إياه مسست أو أنفى أو أذنى ) ونراه يهتم كثيرا بنسبة بعضها الى ابن عباس جد الخلفاء العباسيين .
أخيرا :
1 ـ من يقرأ هذه الأحاديث يتصور نشوب أزمة فى موضوع ( مس الذكر ) فهل نتخلص من هذه الأزمة و ( نقطعه ونستريح ) ..؟
2 ـ وهل ترضى بهذا الحل منظمات حقوق الانسان ..والمنظمات النسائية ؟
اجمالي القراءات
3124
من يقرأ هذه الأحاديث يتصور نشوب أزمة فى موضوع ( مس الذكر ) فهل نتخلص من هذه الأزمة و ( نقطعه ونستريح ) ..؟
2 ـ وهل ترضى بهذا الحل منظمات حقوق الانسان ..والمنظمات النسائية ؟
اهو فعلا السؤال المطروح ؟ وهل ترضى بهذا الحل ؟؟؟
والشكر لأستاذنا أحمد منصور الفاضح لعورات الفقهاء ...