ف 9 : فقه النصف الأسفل يحظر مصافحة النساء وخلوة الرجل بالمرأة
ف 9 : فقه النصف الأسفل يحظر مصافحة النساء وخلوة الرجل بالمرأة
القسم الثانى من الباب الثانى عن تفاعل المرأة فى التراث والدين السُنّى
كتاب ( تشريعات المرأة بين الاسلام والدين السنى الذكورى)
ف 9 : فقه النصف الأسفل يحظر مصافحة النساء وخلوة الرجل بالمرأة
مصافحة النساء :ــ
1ــ جاء فى القرآن الكريم أن النساء بايعن النبي عليه السلام " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ ..... الممتحنة : 12 " .. والمبايعة تعني وضع اليد على اليد ، أي أن النبي وضع يده في أيديهن ن وفد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ... الفتح :10" ..
2ــ وبعد انتهاء هذه الفترة الطاهرة النقية بكل مشاعرها السامية دخل المسلمون في عهد آخر من التمتع بالجواري والهواجس الجنسية ، في نفس الوقت الذي تحولت فيه المرأة إلى جسد للجنس والفتنة ، فاستنكفوا وفق معايير عصرهم ان يكون النبي في بيعة النساء قد صافحهن ، لذلك جاءت التفسيرات لآية المبايعة تؤكد انه عليه السلام لا يصافح النساء ، وانهن طلبن مصافحته فقال لهن ذلك رافضا مصافحتهن.
3 ـ عاش مالك فى المدينة ، وشهد نهاية العصر الأموى وبداية العصر العباسى . وأدرك كيف حوّل الأمويون المدينة الى ماخور للمجون لشغل أهلها عن السياسة والثورات ، فاشتهرت بالجوارى المغنيات ، بل أصبح الأمويون يستوردون من المدينة اشهر وأجمل المغنيات من الجوارى ، ومنهن حبابة وسلامة ، وكانتا أهم محظيات الخليفة الوليد بن عبد الملك المتوفى عام 105 هجرية . مقابل هذا الانحلال فى المدينة نشأت حركة رفض تزعمها الفقهاء ، بداية من سعيد المسيب ، وانتهت بمالك ابن أنس . وهذه هى مدرسة المدينة الفقهية والتى تخرج فيها الشافعى تلميذا لمالك . وهذه المدرسة هى التى صنعت ( حدّ الرجم ) .
4 ـ بدأ مالك في الموطأ بتحريم مصافحة الرجل للمرأة ، ونقلها عنه البخاري ومسلم .
جدير بالذكر وجود أحاديث أخرى مناقضة ، منها انه عليه السلام كان يسلم على أم هاني ابنة عمه وعلى نساء في المدينة، وأن الأمة أي الجارية كانت تأخذ يد النبي فتنطلق به حيث شاءت وهو يستجيب لها تواضعاُ ، وأخبار كثيرة من هذا النوع تناقض الخبر الوحيد الذي ينفي مصافحته للنساء : ( البخاري 3/275 ، 4/61 ، مسلم 2/127 ، 6/116 ، 4/119 ، الموطأ 332 ) .
5 ـ هذا الاختلاف فى الأحاديث أسّس مشكلة فقهية ، هل يجوز سلام الرجال على النساء ، وسلامهن على الرجال ، وبرز الهاجس الجنسي بطبيعة الحال فإذا كانت المرأة عجوزاً او مشتهاة في ريعان الصبا فالأمر يختلف . والمتشددون وجدوها مجالاً للاجتهاد : " فالنساء من المحارم ــ كالآم والأخت ــ تجوز مصافحتهن بدون حائل ومباشرة ، أما اذا كانت من الأقارب وليست من المحارم ــ كابنة العم ــ فإنه لا يجوز مصافحتها بحائل أو بدون حائل ، ولو كانت هناك عادة بالمصافحة فيجب إبطالها لأنها مخالفة للشرع ، فإنّ مسّ المرأة أعظم من النظر ، وتتحرك الشهوة بالمس أعظم من تحركها بالنظر غالبا ... فإذا كان الإنسان لا ينظر إلى كف امرأة ليست من محارمه فكيف يقبض على هذا الكف ..؟ هذا الاجتهاد العقيم فى فقه النصف الأسفل قاله الشيخ العثيمين فى عصرنا ..( العثيمين : الفتاوى النسائية 20 : 21 ). واعتقد ان أن الأمر بهذا الشكل يحتاج إلى علاج نفسي....!!
سورة النور ترد مقدما على فقه النصف الأسفل
نزلت سورة النور في بداية إقامة المجتمع الاسلامى المدني المتحضر في المدينة ، لذا حفلت بالآداب الاجتماعية والتشريعات الأخلاقية .
1 ـ جاء في بدايتها عقوبة الزنا وهي الجلد (دون الرجم) . وكانت البداية فريدة . قال جل وعلا ينبىء مستقبلا ويحذّر مستقبلا : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( 1 ) ثم بعدها عقوبة الزنا ( الجلد ) وليس الرجم : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ) (2 ) )
2 ـ وجاء حديث (الإفك) ..وكما أضاع الدين السنى عقوبة الجلد وأحلّوا مكانها القتل رجما فقد إفتروا حديثا خاصا باتهام ( عائشة ) بأنها المقصودة بموضوع الإفك فى خروجها مع النبى فيما أسموه بغزوة بني المصطلق ، ثم جعلوا هذه الغزوة زمنيا بعد موقعة ( الأحزاب ) والتى نزلت فيها ( سورة الأحزاب ) ، والتي امر الله تعالى نساء النبي بأن يقعدن في بيوتهن ولا يخرجن منها ، فكيف يعصى الرسول الأمر الإلهي القائل لزوجاته " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ... الأحزاب :33 " . وسورة النور ــ بما ذكرته فى موضوع الإفك ـ نزلت قبل غزوة بدر. وفيها جاء عن خروج النبى بأصحابه دون زوجاته :( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ )( 5 ) الانفال ) ، أى إنه عليه السلام لم يكن يأخذ معه زوجاته عندما يخرج للحرب .
وتحدثت سورة النور عن (الإفـك) على أنه حادث أصاب المسلمين جميعا ، حين بدا استقرار المهاجرين والمهاجرات في المدينة وفيها منافقون يريدون الكيد ، وفيها مؤمنون من الأنصار يريدون مساعدة المهاجرات ، وباختلاط عناصر متباينة لأول مرة كان لابد ان تحدث بعض المشاكل والمواقف التي يسارع المنافقون باستغلالها بنشر الإشاعات والهاجس الجنسي ، فقذفوا بعض المحصنات العفيفات ، وكان ينبغي على المسلمين كما قال تعالى " لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ " النور : 12 ، ولكنهم على العكس تناقلوا الأنباء " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ يَعِظُكُمْ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً ... النور 15 : 17 ، ولأنه امر يخص جماعة المسلمين وأوذي فيه جماعة من المؤمنات فإن الحديث القرآني كان عن المؤمنين جميعا كقوله تعالى " ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً " ، " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا ..." ، " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ " ، ثم قال عن المتهمات ظلما " إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " إلى ان يؤكد رب العزة ان الأعمال الطيبة يقوم بها الطيبون ، والأعمال الخبيثة يقوم بها أهل الخبث ، وعلى أساسها يفكرون ، يقول سبحانه تعالى " الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ النور : 26 " أي ان حديث الإفك لا علاقة له بالسيدة عائشة ، وإنما له ظروفه الخاصة بمجتمع المدينة في بدايته..
3 ـ وجاء فى سورة النور تشريع الاستئذان عند دخول البيوت ، ولم يكن ذلك معهوداً وقتها ، مما يتضح معه ان عدم الاستئذان كان من أسباب شيوع حديث الإفك ، حين كان بعضهم يدخل على بعضهن ــ بقصد المعاونة والخير ــ بدون استئذان . وفي تشريع الاستئذان والاستئناس جاء الأمر بالتسليم على أهل البيت ، أو أصحاب المنزل بما فيه من نساء : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النور : 27 " وما يجب على ( القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا ) (النور 60) وحكم الأكل في بيوت الغير ودخول البيوت في الدعوات ، وفيه يقول تعالى " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً .. النور 61 " وتلك البيوت جاءت على سبيل العموم " فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً " والآية تشير من قبل إلى جواز الأكل في بيوت الأقارب والأصدقاء .. وتتحدث عن وجوب التسليم " فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً " وفي آية الاستئذان جاء الأمر بالسلام على أهل البيت " حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا " والبيوت ليست للرجال فقط وإنما للنساء أيضاً ، فالتسليم عليهن أمر إلاهى وليس على الأقل ــ حراما أو رذيلة دينية ، ولكن القرآن الكريم يربط ذلك كله بالسمو الأخلاقي ـ فالسلام تحية من عند الله مباركة طيبة ، والمؤمنون ينبغوا أن يظنوا بأنفسهم خيراً ، وسلام المؤمنين على أنفسهم كالعضو الواحد " فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ " والطيبات للطيبين بينما الخبيثات للخبيثين .. لأن الذي في قلبه مرض يظن المرض في الجميع ولعل سورة النور بهذه العظمة ترد على أولئك المرضى الذين شرعوا في دين الله مال لم يأذن به الله ...
تحريم خلوة الرجل بالمرأة :ــ
1ــ اكتملت دائرة حظر التجول أمام المرأة ـ خارج بيتها وداخله ــ بتحريم الخلوة بالغريب الذي ليس زوجاً ولا محرماً . والبخاري أورد حديثا ينهى عن خلوة الرجل بالمرأة " إلا مع ذي محرم " وبعده مباشرة حديث يناقضه يقول ان النبي جاءته امرأة من الأنصار فاختلا بها فقال : " والله انكم لحب الناس إلىَّ ." وأورد مسلم حديثا يقول " ألا لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحا او ذا محرم " أي أن النهي عن المبيت عند المرأة الثيب ، فهل يجوز المبيت عند فتاة بكر ..؟. ويورد حديثا آخر يقول : " إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو .؟ قال : الحمو الموت" : ( البخاري : 3/266 / مسلم 7/ 7 : 8 ). وحما الزوجة أي والد زوجها ، وهو من المحارم أصلاً ، وقد ذكر رب العزة جل وعلا المحرمات فى الزواج ، ومنهن :" وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ... النساء 23 " فزوجة الابن هي كالبنت في التحريم بالنسبة لوالد الزوج ، ولكن حديث مسلم يجعل والد الزوج كالموت الذي إذا دخل عليها افترسها فأيهما نصدق ، القرآن أم صحيح مسلم ..؟
2ــ أوجب رب العزة جل وعلا فى القرآن الكريم الاستئذان أو الاستئناس عند الدخول على الناس في بيوتهم ، ولم يتعرض لاحتمال ان يكون البيت خالياً إلا من النساء ، وذلك مع وجود تفصيلات أخرى عن وجود البيوت خالية من الناس (النور 27 : 29 ) .
3 ـ وليس ذلك إهمالا لقضية العفاف ــ حاش لله ــ ولكن منهج القرآن مختلف في ذلك عن منهج الدين السّنّى ، فالقرآن الكريم مع الاختلاط الصحي العفيف المتحضر الراقي ، لذلك فإن آيات الاستئذان على الناس (ومنهن النساء) في البيوت أعقبتها آيات أخرى تأمر الرجال بغض البصر ، وتأمر النساء بغض البصر ، وألا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وألا يرى زينتهن إلا الأزواج والمحارم ، ومعنى ذلك أن الأغراب ــ غير الزوج والمحارم ــ يدخلون البيوت ولكن مع العفاف والحشمة والتطهر (اقرأ سورة النور : 30 : 31) .
4 ـ أما النهي عن الخلوة بغير الزوج والمحارم فهو اتهام عام للمؤمنين والمؤمنات بأن كلاًّ منهم يحمل في داخله ذئباً مفترساً ينتهز الفرصة للانقضاض على الآخر ، حتى لو كان شيخا او عجوزاً طاعنة في السن ، ثم هو على جانب ذلك تعطيل لحركة المجتمع الذي يقوم على التّواصي بالحق وبالصبر والتعاون على البر والتقوي ، والنساء كالرجال في هذا ، والله جل وعلا وصف مجتمع الإيمان في المدينة بقوله تعالى " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .... التوبة : 71 " ، وكان احتمال الخلوة وارداُ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وجمع الزكاة ولكن كانت نفوسهم سامية متطهرة . فلما تغيرت الأحوال أصدر فقه النصف الأسفل قانون منع التجول ومنع الخلوة على الجميع شأن الأحكام العسكرية التي تأخذ برقاب الجميع..
5ــ على أن الأمر لا يخلو من طرافة :ــ
فالمتشددون الحنابلة وقت الانحلال الخلقى الذى إستشرى فى العصر العباسى الثانى اجتهدوا فى تفريعات أخرى في قضية الخلوة ، فتساءلوا عن حكم خلوة المرأة مع الخصيان والمجبوبين (أي من استئصلت أعضاؤهم الجنسية) فأفتى ابن الجوزي بتحريم الخلوة معهم " لأن العضو ــ وإن تعطل ــ فشهوة الرجال لا تزول من قلوبهم ، فلا يُؤْمَن التمتع بالقُبلة وغيرها ) . وما الحكم يا إبن الجوزى إذا كان العيب في المرأة دون الرجل ؟ يقول : ( وكذلك لا تُباح خلوة الفحل بالرتقاء من النساء لهذه العلة). ملحوظة : الفحل هو الرجل صاحب الفحولة الجنسية ، والرتقاء هي المرأة التي تولد بدون "مخرج" تناسلي .
وكان إبن عقيل شيخ الحنابلة في القرن السادس، وكان شيخا لابن الجوزى ينقل عنه فتاويه وملاحظاته . ومنها قوله : "ووجدت تفريعاً لبعض المفرّعين من العلماء تفريعاً مليحا يقول : وإذا كان البهيم مما يشتهى النساء أو تشتهيه النساء ، فقد قيل أن القرد إذا خلا بالمرأة او رآها نائمة يطلب جماعها ، وفي بعض النساء الشبقات (المتشوقات للجنس) من ربما دعته على نفسها ، فعلى هذا ينبغي أن تُصان البيوت التي فيها النساء عن ادخال مثل هذا الحيوان " ..( ابن الجوزي أحكام النساء 27 ) .
6 ـ بسيطة . فقد تساوينا بالقرود عند الحنابلة، وبهذا يكون الحنابلة قد سبقوا دارون .!
7 ـ مساء الفُّل ..
اجمالي القراءات
3174
شكرا جزيلا أستاذنا المحترم، والغريب أن الشيطان أثر على حزبه ليتغلبوا على سورة النور وما أدراك ما هي، تلك التي قال فيها منزلها سبحانه وتعالى : ( سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تتذكرون ) ، كما أن الغريب أن السيد مالك نفسه نسي ذلك وفضل الرحيل إلى المدينة (حسب المشاع) ليمكث فهيا مدة معتبرة، وكأنّ لسان حاله يقول بأنه لا يثق كثيرا في الحديث المنزل، فضلا عن تلك الحملة الهوجاء لأولئك الذين ألهبوا أكباد الإبل ، هذا حقا مثير وعجيب، ومهول، لاسيما عندما نتصور حجم وثقل هذا الافتراء الذي ما زال حيا يرزق منذ 13 قرنا على الأقل. ثم، لا أدل على كل ذلك من تلك الشهادة التي سيشهدها رسول الله أمام الله بأن قومه اتخذوا هذا القرآن مهجورا.