( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )
( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )
مقدمة : السؤال يقول فى نهاية سورة ( ص ) يقول الله عزّ وجل : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ). ماهو هذا النبأ ؟ ومتى يأتى حين العلم به ؟ ولماذا التأكيد فى صياغة الآية ؟
نقول مستعينين بالرحمن جل وعلا :
أولا :
قال جل وعلا : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ( 87 ) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ( 88 ) ص )
1 ـ الكلام هنا عن القرآن الكريم : ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ( 87 )) وأن ما أخبر به القرآن الكريم عن قيام الساعة سيأتى واقعا معلوما بعد حين .
2 ـ معنى هذا أن القرآن الكريم حقُّ لا شك فيه ، أو ( لا ريب فيه ) ، وأن الساعة واليوم الآخر حق لا شك فيه أو ( لا ريب فيه )
3 ـ يلفت النظر أن تعبير ( لا ريب فيه ) جاء وصفا للقرآن الكريم ووصفا لليوم الآخر ، وفقط .
3 ـ جاء وصف القرآن الكريم بأنه ( لا ريب فيه ) فى قوله جل وعلا :
3 / 1 : ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) 2 ) البقرة )
3 / 2 : ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ( 2 ) السجدة )
3 / 3 : ( وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ) 37 ) يونس ) .
سؤال للحمير الوحشية : هل ( السُنّة ) لا ريب فيها أم كلها ريب وشكُّ وهجص؟
4 ـ جاء وصف ( لا ريب فيه ) لليوم الآخر . قال جل وعلا :
4 / 1 :( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ ) ( 9 ) آل عمران ).
4 / 2 : ( فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ ) 25 آل عمران )
4 / 3 : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا )87 ) النساء ). يجعلون البخارى أصدق من الله جل وعلا حديثا .!
4 / 4 : ( لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ ) ( 12 الانعام ).
4 / 5 : ( وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُورًا ( 99 ) الاسراء ).
4 / 6 : ( وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا (21 ) الكهف ). والحج آية (7 ).
4 / 7 : ( إِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ لّا رَيْبَ فِيهَا ) ( 59 ) غافر ).
4 / 9 : ( وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ ) ( 7 ) الشورى ).
4 / 10 : ( قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ ) ( 26 ) الجاثية ) .
4 / 11 : ( وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ )( 32 ) الجاثية ).
ما عدا الذين يتقون ربهم فإن أغلبية البشر يكفرون باليوم الآخر ، بالانكار الصريح ، أو بصناعة يوم للقيامة يدخلون به الجنة بالشفاعات . والأغلبية تعلن كُفرها الصريح والعملى باليوم الآخر بما ترتكبه من كبائر . لو كانوا فعلا يؤمنون باليوم الآخر لاتقوا ربهم جل وعلا واستعدوا ليوم لقائه بالتوبة والعمل الصالح . وهناك فرعون أزعر من أخبث الناس وأظلمهم يتفاخر بأنه سيشكو خصومه لله جل وعلا يوم القيامة ، وأنه مسئول عن ( الرعية ) يوم القيامة . والجنون فنون .!
ثانيا : أنباء الغيب فى القرآن الكريم غير قيام الساعة واليوم الآخر
1 ـ هناك أنباء غيب جاءت عن الماضى .
1 / 1 : عن قصة الملائكة والسجود لآدم قال جل وعلا فى بدايتها : ( قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ( 67 ) ص )
1 / 2 : عن قصة قوم نوح قال جل وعلا فى نهايتها : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ )( 49 )هود )
1 / 3 : عن قصص الأمم السابقة قال جل وعلا فى نهايات سورة ( هود )
1 / 3 / 1 : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100) .
1 / 3 / 2 : ( وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ) ( 120 ) .
2 ـ وهناك أنباء غيب عن المستقبل القريب . منها :
2 / 1 : نزل فى عهد النبى محمد عليه السلام ، وتحقق فى عهده ، مثل :
2 / 1 / 1 : ( الم (1) غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ (4) الروم ). هذا عن هزيمة الروم أمام الفرس ، ثم انتصار الروم على الفرس.
2 / 1 / 2 : عن الصحابة المنافقين فى سورة التوبة :
2 / 1 / 2 / 1 :( وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوْ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ )(42).
2 / 1 / 2 / 2 :( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ )(65)
2 / 1 / 2 / 3 :( سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ )(95)
2 / 1 / 2 / 4 : ( وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) ( التوبة )
2 / 1 / 2 / 5 : ( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) الفتح
2 / 1 / 2 / 6 : ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (27) الفتح )
2 / 2 : أنباء تحققت بعد موت النبى محمد عليه السلام :
منها عن الصحابة الذين مردوا على النفاق ، وكان منهم الخلفاء الفاسقون ، الذين ارتكبوا الفتوحات والحروب الأهلية ( الفتنة الكبرى ). قال جل وعلا :
2 / 2 / 1 : ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة )
2 / 2 / 2 : ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ( 65 ) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ( 66 ) لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) ( 67 ) الأنعام ).
ثالثا : ( النبأ العظيم ) عن يوم الدين والذى أخبر به رب العالمين فى القرآن الكريم :
الإخبار عنه بمصطلح التأويل
1 ـ معنى التأويل : منشور لنا بحث كتبناه فى التسعينيات من القرن الماضى عن التأويل بين القرآن والمحمديين من السنيين والمعتزلة والشيعة والعلمانيين من البداية الى عصرنا الراهن . وفيه أن معنى التاويل فى القرآن الكريم عكس معناه فى التراث . فى التراث يعنى التحريف ، وفى القرآن يعنى التحقق وأن يكون واقعا . يوسف عليه السلام رأى رؤيا ثم تحققت ، وهذا التحقق للرؤيا هو تأويلها . إقرأ قوله جل وعلا عن الرؤيا : ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) يوسف )، وعن تأويلها أى تحققها واقعا : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ) (100) يوسف ).
2 ـ ولقد أنبا رب العزة فى القرآن الكريم عن يوم الدين . وسيأتى ( تأويل ) هذا ، أى تحققه واقعا ملموسا محسوسا . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 52 ) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ( 53 ) الأعراف ). الآية 52 عن القرآن الكريم الذى لا ريب فيه . الآية 53 عن تحقق أو تأويل ما أنبا به القرآن الكريم ، وسيكون هذا التحقق صدمة للكافرين
2 / 2 : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( 38 ) بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) ( 39 ) ( يونس ). ( الآية 38 ) عن القرآن الكريم وتحدى من زعم أن محمدا قد إفتراه . الآية ( 39) عن أن تأويل القرآن أو تحققه لمّا يأت بعدُ .
تحقق القرآن الكريم الذى لا ريب فيه بوقوع القيامة واليوم الآخر الذى لا ريب فيه
هنا يأتى مصطلح ( وقع / واقع / واقعة ) عن اليوم الآخر وبعض أحداثه . إقرأ قوله جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ( 5 ) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ( 6 ) ( الذاريات )
2 ـ ( إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ( 7 ) مَا لَهُ مِن دَافِعٍ ( 8 ) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا ( 9 ) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ( 10 ) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ( 11 ) ( الطور )
3 ـ ( إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ( 1 ) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ( 2 ) ( الواقعة ).
4 ـ ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ( 13 ) وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ( 14 )فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ( 15 ) ( الحاقة )
5 ـ ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ( 1 ) لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ( 2 ) ( المعارج ).
6 ـ ( إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ ( 7 ) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ( 8 ) وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ ( 9 ) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ( 10 ) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ ( 11 ) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ( 12 ) لِيَوْمِ الْفَصْلِ ( 13 ) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ ( 14 ) المرسلات ).
أخيرا : دعوة للتدبر فى سورة ( النبأ العظيم ) .
ونعطى لمحة سريعة :
1 ـ التساؤل عن النبأ العظيم والاختلاف بينهم فيه ، وتحقق وقوعه : ( عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1 ) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ( 2 ) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ( 3 ) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ( 4 ) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ( 5 ))
2 ـ عن خلق العالم ( أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا ( 6 ) ... الى الآية ( 16 )
3 ـ تفصيلات القيامة ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ( 17 ) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ( 18 )وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا ( 19 ) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ( 20 ) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ( 21 )) والى الاية ( 38 )
4 ـ الوعظ فى نهاية السورة ( ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ( 39 ) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ( 40 ) ( النبأ ).
أخيرا : متى هذا الحين فى : ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )؟
1 ـ المفهوم إنه قريب جدا .
2 ـ هناك المستوى العام لقيام الساعة ، والتى سيشهدها آخر جيل من البشر .جاء هذا فى قوله جل وعلا عنها من 14 قرنا :
2 / 1 : ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ( 6 ) وَنَرَاهُ قَرِيبًا ( 7 ) المعارج )
2 / 2 : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) الأنبياء )
2 / 3 : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج )
2 / 4 : ( اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر )
2 / 5 : ( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ) (18) محمد ). أشراطها أى علاماتها.
3 ـ وهناك المستوى الفردى لكل فرد ، من البشر . كل فرد يموت يدخل فى البرزخ حيث لا يشعر بمرور الزمن ، فإذا جاء البعث شعر أنه لبث يوما أو بعض يوم . لم يشعر بمرور القرون ، لا فارق بين آدم وآخر من يموت من أبناء آدم . قال جل وعلا :
3 / 1 : عن دخول البرزخ بمجرد الموت :( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون ).
3 / 2 : عن الاحساس الكاذب عند البعث أنه مرعليه يوم أو بعض يوم أو ساعة من الزمن :
3 / 2 / 1 : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات )
3 / 2 / 2 : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56 ) الروم ).
3 / 2 / 3 وعليه فإن كفار قريش الذين ماتوا من أربعة عشر قرنا عند البعث سيظنون أنهم ماتوا من وقت قريب .
3 / 2 / 3 / 1 : ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ )
3 / 2 / 3 / 2 : ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا ( 40 )( النبأ ). نزل هذا حين كانوا أحياء . عاشوا بعدها سنة أو بضع سنوات . ثم ماتوا ثم سيكون بعثهم وهم يظنون أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم . أى إن بينهم وبين البعث والقيامة الفترة التى سبقت موتهم مضافا اليها ساعة أو بعض يوم .
3 / 2 / 3 / 3 : نفس الحال معى ومعك . بقى على شهودنا يوم القيامة ما تبقى لى ولك من عُمر فى الدنيا ، بالاضافة يوم أو بعض يوم أو ساعة فى البرزخ خيث لا إحساس مطلقا بالزمن . لنفرض أننى أو أنت سنموت بعد عام ، يكون قد بقى لنا من قيام الساعة عام و يوم أو بعض يوم أو ساعة . عندها يحل الحين القريب ونعلمه علم اليقين . كما قال جل وعلا : ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ )؟
اجمالي القراءات
3104
نعتذر بداية لطرح السؤال في هذا المكان و ذلك عطفا على عدم رفع الحلقة ( بعد ) في الموقع .. ورد في الحلقة الاتي : الاية ١٣٧ ربنا سبحانه و تعالى يتحدث عن قوم بني اسرائيل ورثوا كل الزينة ( بتاعه ) فرعون و بعد ذلك في الآخر جمعوها و عملوا منها عجل السامري . هل هناك فترة زمنية مكنت بني اسرائيل الذين اضلهم السامري من العودة لمصر بعد حادثة القرق و اخذ الذهب الذي صنعوا منه العجل ؟