خطبة الرب الرَّحْمَٰنِ
الجزء الثالث
مقدمة:
فى الأجزاء السابقة تكلمنا عن الفرق بين الله والرب وشرحنا دلالات كل منهما.
الإله إسمه الله تعالى.
الرب إسمه الرَّحْمَٰنِ ... وهذا هو موضوعنا اليوم.
وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (٩٠ طه)
قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (١١٢ الأنبياء)
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَٰنِ (37 النبإ )

الرَّحْمَٰنِ
أبدء بهذه الأية الكريمة التى تشير إلى الدلالات والإختصاصات لكلمة الرَّحْمَٰنِ والذى تفيد بشكل كبير كل متدبر لأيات القرءآن الكريم وبأدلة من القرآن الكريم حصريا:
{ قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } (سورة الإسراء 110)

ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ: هل هذا يعتبر متساويين ؟
تحليل بسيط عن التوازن بين الله والرحمان........!
الآية مبينة أنهما اسمان لمسمى واحد ; فإن دعوتموه بالله فهو ذاك ، وإن دعوتموه بالرَّحْمَنَ فهو ذاك.
أي : لا فرق بين دعائكم له باسم " الله " أو باسم " الرحمن " ، فإنه ذو الأسماء الحسنى ، كما قال تعالى : هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ‌ۖ عَـٰلِمُ ٱلۡغَيۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ‌ۖ هُوَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ (٢٢) إلى أن قال : لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ‌ۚ يُسَبِّحُ لَهُ ۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٲتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٢٤)

{ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60) (الفرقان 57 - 60)

وَمَا الرَّحْمَنُ:
ذكرت كلمة الرَّحْمَنَ 57 مرة فى القرءآن معرفة. 57 = 3x 19
ذكرت سورة بإسم الرَّحْمَنَ ولا توجد سورة بإسم الله أو بإسم الرب
ذكر إسم الرَّحْمَنَ فى سورة الرَّحْمَنَ ولم يذكر إسم الله فى السورة كلها.

كلمة الرَّحْمَنُ على وزن فعلان، وهذا الوزن يحمل التضاد بمعنى يحمل الفعل وضضده مثل يحمل الرحمه والعذاب فى نفس الوقت. وهو الإسم الوحيد فى أسماء الله الحسنى الذى يحمل خاصية التضاض.
أعمال منسوبة إلى الرَّحْمَنُ: الدلالات والإختصاصات. أمثله وليس على سبيل الحصر لأن الأعمال المنسوبه إلى الرَّحْمَٰنِ لا تُعد ولا تُحصى.

يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ﴿٤٥ مريم﴾
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ﴿٦١ مريم﴾
يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا ﴿٨٥ مريم﴾

يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩ طه﴾
لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا ﴿٨٧ مريم﴾
إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿٩٣ مريم﴾
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا ﴿٩٦ مريم﴾
الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ﴿٥ طه﴾

لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿38 النبإ
.
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨ مريم﴾ قارن مع قل هو الله احد ...............

وفى الختام:
هذا مبلغ علمى وتدبرى الشخصى وأدعو الله تعالى { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } البقرة 286)
وصدق الله العظيم.