قراءة في كتيب جزء فيه الكلام على ختان النبي (ص)
قراءة في كتيب جزء فيه الكلام على ختان النبي (ص)
مؤلف الجزء عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة العقيلي، كمال الدين ابن العديم وهو يدور حول إجابة سؤال هل ختن النبى(ص) في صغره أو كبره وهو سبب تأليف الكتابي كما قال ابن العديم في مقدمته :
"وبعد، فإنه أحضرت إلى فتيا في بعض الأحيان، تتضمن السؤال عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ هل ولد غير محتاج إلى الختان؟ أم ختنه الملك لما شق صدره، ووضع فيه الإيمان؟
فظننت أن السائل عن ذلك بعض العوام، فأجبت بأنه لم يصح في ذلك شيء عنه -عليه الصلاة والسلام- كلا من الأمرين نقل، فما ثبت عند أهل الحديث ولا قبل، أحدهما أن جبريل -عليه السلام- ختنه، حين شق صدره والآخر أنه ولد مختونا خلقة وفطرة، وأحد النقلين غير صحيح، وراويه عند الطفن جريح، والآخر غريب غير معروف، وهو على أبي بكرة موقوف"
وقد اختصر ابن العديم إجابته فقال :
" وقصدت بتركي في الفتيا ذكر النقلين، وبالاختصار في جوابي أمرين:
أحدهما: الجري على قاعدة العلماء المتقدمين والسلف الصالح من المفتين، أنهم لا يزيدون في أكثر فتاويهم على لا، أو نعم.
والثاني: أن العامة لا يميزون من الصحة في النقل والسقم، وإذا اختلفت الرواية عندهم في المنقول مع قصر أفهامهم والعقول، ربما دخلهم شك في الأمور النقلية، وظنوا أن المنقولات كلها على ذلك مبنية، فرأيت الاختصار في الفتيا أولى، والاقتصار على ما يحصل به الفرض أحسن قولا"
وقد ذكر ابن العدين أن هذا السؤال طرح في مجلس أحد سلاطين بنى أيوب فقال :
" ثم بلغني بعد أن هذه المنازعة وقعت بين يدي مولانا السلطان الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، سلطان الإسلام والمسلمين، ناصر الحق بالبراهين، أبي المظفر يوسف ابن الملك العزيز محمد بن الملك الطاهر غازي بن الملك الناصر يوسف بن أيوب ناصر أمير المؤمنين، أعز الله سلطانه، بحاضر أعوانه، ورفع به زينة العلم وأعلى شانه، ولا زالت العلوم في أبابيه مرفوعة المنار، محمودة الآثار، محمية الأرجاء والأفكار، مخجلة بطيب عرقها، ودر عرفها أرج القطر وجود القطار ، ولا فتئ مجلسه الكريم مشحونا بالعلماء وأهل الرتب، معمورا بمذاكرة العلم والأدب، مقصودا لأولى التحق منهم والطلب"
وتحدث ابن العديم أن أحد الفقهاء أجاب على السؤال فأطال الكلام وتوهم أوهاما فأحب ابن العديم أن يبين ما في جوابه من أوهان فقال :
"وأحضر إلي جواب كتبه إليه بعض الفقهاء المقيمين تحت ظله الظليل بالشهباء، وزاد في الجواب على ما في السؤال، وبسط القول في الخطاب وأطاله، وابتدأ في الكلام والأنقال، فأجبته إلى مأموله على سبيل الاختصار، وأسعفته بمسئوله من غير جنوح إلى الاعتذار، عالما أن إجابة من يسأل شيئا من العلم لازمة بالاضطرار، فإنه قد ورد في الأحاديث النبوية أن «من سئل علما فكتمه، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (من النار) ».
ثم رأيت في جوابه عدة أوهام، لا تخفى عن أولي البصائر والأفهام، وقد استعظم ما أتى به من الكلام، وأشار إلى أنه أنفق في التطلع إلى العلوم سائر الأنام، معرضا بي وبمن وافقني في الفتيا من العلماء الأعلام، فابتدرت له عند ذلك مباريا، وانتصبت لغرضه راميا، وقلت مخاطبا له ومناديا، أذكرتني الطعن وكنت ناسيا، إن كتمت ذلك فأنا بلجام من النار ملجم، والبادي بانتقاص غيره أظلم"
وبعد أن كان ابن العديم ناويا على الاجابة المختصرة وعدم تفصيل ذكر الأحاديث أفسح لنفسه المجال فبين في البداية وجوب الاسناد فقال :
"وها أنا أشرع في ذكر الخبرين وإيرادهما، وسوقهما على ما جاءت به الرواية بإسنادهما، وتبيين وجه السقم فيهما والضعف، وتقريب ثمرة الجني منهما عند القطف؛ لأن الإسناد في الحديث، مميز للطيب من الخبيث،
1 - فقد أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الولي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علون الأسدي قال: أنبأنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري قال: أنبأني القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياضقال: ثنا القاضي أبو عبد الله التميمي، والأديب أبو علي النحوي بسماعي عليهما، قالا: حدثنا الفقيه أبو عبد الله بن سعدون قال: ثنا أبو بكر الغازي قال: ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو قال: ثنا عبدان قال: سمعت عبد الله بن المبارك - رحمه الله - يقول: «الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء»،
ثم أتبع ذلك بما أورده المجيب من السقط، وأبين الصواب في ذلك من الغلط، وبعون الله تعالى وتوفيقه أستعد ومن كرمه وفضله أستمد، وهو حسبي ونعم الوكيل."
وبعد ذلك تحدث عن الأخبار الواردة فقال :
"أما الخبر الوارد بأن جبريل - عليه السلام - ختنه صلى الله عليه وسلم،
2 - فأخبرنا به الشيخ الصالح الثبت، الثقة، زين الأمناء، أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي ملهم الجامع بدمشق، قال: أنبأنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، قال: أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي قال: أنبأنا أبو بكر الخطيب قال: أنبأنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي قال: أنبأنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن عيينة البصري، ثنا علي بن محمد المدائني السلمي، ثنا مسلمة بن محارب بن سلم بن زياد، عن أبيه، عن أبي بكرة - رضي الله عنه - أن جبريل - عليه السلام - «ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه»
فهذا موقوف على أبي بكرة، وقد ورد حديث شق الملك صدر النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متعددة، مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر في شيء منها أنه ختنه، فكان هذا الحديث مرفوعا غريبا، وإن كان رجاله أثبت من رجال الحديث الذي ذكر فيه أنه ولد مختونا.
وقد ذكر المجيب في جوابه أنه لم يرد في هذا المعنى شيء، وقد سقنا ما ورد فيه كما ترى، وأما الخبر الوارد بأنه ولد مختونا صلى الله عليه وسلم،
3 - فأخبرنا به أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن الحرستاني قاضي القضاة بدمشق، قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الحسن علي [بن إبراهيم بن علي/ع] بن المسلم الفقيه، أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمد بن [طلاب، أنبأنا/ع] [أبو الحسين محمد بن] أحمد بن جميع الغساني، ثنا أبو حفص عمر [عن] ابن موسى بن هارون بن القفندر بالمصيصة، ثنا جعفر بن عبد الواحد قال: قال لنا صفوان بن هبيرة، ومحمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا»،
وهذا الحديث لا يصح؛ فإن راويه عن صفوان ومحمد بن بكر أبو عبد الله جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، القاضي، الهاشمي، قال فيه عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب القضاة: هو صاحب غرائب وعجائب ينفرد بها، وقال فيه الحافظ أبو أحمد ابن عدي: وجعفر هذا يروي الموضوعات عن الثقات، ويسرق الحديث،
- وأخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ البغداذي، بحلب، أنبأنا أبو القاسم علي بن طراد الزينبي، قراءة عليه وأنا أسمع، أخبرنا إسماعيل بن مسعده، أنبأنا حمزة بن يوسف قال: سئل الدارقطني - رحمه الله - عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، فقال: كذاب يضع الحديث
4 - وأنبأنا نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الأسدي، أنبأنا الحافظ أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن إبراهيم اللخمي، أنبأنا الخطيب أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز الشاطبي، أنبأنا أبو عمر ابن عبد البر النمري -رحمه الله- قال: وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد مختونا من حديث عبد الله بن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنهما- قال: «ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختونا مسرورا،» - يعني: مقطوع السرة - فأعجب ذلك جده عبد المطلب وقال: ليكونن لابني هذا شأن عظيم.
قال أبو عمر ابن عبد البر: وليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم، وقد روي موقوفا على ابن عمر، ولا يثبت أيضا،
5 - أخبرنا به أبو البركات بن محمد الشافعي، أنبأنا أبو القاسم عمي، قال أنبأنا أبو مسعود المعدل، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن خالد الخطيب الملحمي، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن أيوب الحمصي، ثنا موسى بن أبي موسى المقدسي، حدثني خالد بن سلمة، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: «ولد النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا مختونا».
ومحمد بن محمد بن سليمان هو أبو بكر الباغندي ضعيف.
6 - أخبرنا علي بن طراد بن أبي القاسم الإسماعيلي، أنبأنا حمزة بن يوسفقال: سألت أبا الحسن علي بن عمر بن مهدي عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، فحكى عن الوزير أبي الفضل بن حنزابة حكاية؛ قال الشيخ حمزة بن يوسف: ثم دخلت مصر، وسألت الوزير أبا الفضل جعفر بن الفضل عن الباغندي هذا، وحكيت له ما كنت سمعت من الدارقطني، فقال لي الوزير: لحقت الباغندي محمد بن محمد بن سليمان وأنا ابن خمس سنين، ولم أكن سمعت منه شيئا، وكان للوزير الماضي -رحمه الله- حجرتان، إحداهما للباغندي، يجيئه يوما ويقرأ له، والأخرى لليزيدي، قال أبو الفضل: سمعت أبي يقول: كنت يوما مع الباغندي في الحجرة، يقرأ لى كتب أبي بكر بن أبي شيبة، فقام الباغندي إلى الطهارة، فمددت يدي إلى جزء من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، فإذا على ظهره مكتوب: مربع، والباقي محكوك، فرجع الباغندي، ورأى الجزء في يدي، فتغير وجهه، وسألته: فقلت: إيش هذا مربع؟ فغير ذلك ولم أفطن له؛ لأني أول ما كنت دخلت في مكتبة الحديث ثم سألت عنه، فإذا الكتاب لمحمد بن إبراهيم مربع، سمع من أبي بكر بن أبي شيبة، فحك محمد بن إبراهيم، وبقي مربع، فبرد علي قلبي، ولم أخرج عنه شيئا،
قال: وسألت الدارقطني - رحمه الله - عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال: كان كثير التدليس، يحدث بما لم يسمع، وربما سرق [بعض الأحاديث/سؤالات 91]، وقال: أشد ما سمعت فيه من ابن الوزير بن حنزابة.
وقد روي هذا الحديث عن الحسن البصري، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعا، من وجوه لا تصح، شتى؛ منها:
7 - أخبرنا بذلك الشيخ، الإمام، العلامة، أبو اليمن، زيد بن الحسن بن زيد، الكندي، كتابة وقراءة عليه، بدمشق، أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله حسنويه الكاتب، بأصبهان، ثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج البغدادي بالأبلة، ثنا سفيان بن محمد المصيصي ح وأخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن قراءة عليه بدمشق، أنبأنا الحافظ أبو القاسم عمي، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر، أنبأنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي، ثنا الحسين بن عبد الله العوفي بالبصرة، ثنا محمد بن أحمد الكرخي، ثنا سفيان بن محمد المصيصي، ثنا هشيم، عن يوسف بن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كرامتي على الله - عز وجل - أني ولدت مختونا، ولم ير سوأتي أحد».
قال الحافظ أبو بكر الخطيب - رحمه الله -: لم يروه - فيما يقال - عن يونس، غير هشيم، وتفرد به سفيان بن محمد، وسفيان بن المصيصي منكر الحديث.
- أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، أنبأنا أبو منصور القزاز، أنبأنا أحمد بن علي، أخبرني الأزهري، قال: سئل أبو الحسن الدارقطني عن سفيان بن محمد المصيصي، فقال: لا شيء.
- أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري: قال: قال لنا الدارقطني - رحمه الله - شيخ لأهل المصيصة، يقال له: سفيان بن محمد الفزاري، قال: ضعيف، سيء الحال.
- أخبرنا الكندي إجازة، أنبأنا القزاز، ثنا أبو بكر الخطيب، أخبرني محمد بن علي المقري، أنبأنا أبو مسلم بن مهران، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف الواسطي، قال: سألت أبا عليعن سفيان بن محمد المصيصي، فقال: لا شيء.
وأبو علي هو: صالح بن الحافظ المعروف بجزرة.
وقد روي هذا الحديث عن هشيم بن بشير من وجه آخر، في إسناده، وهو ضعيف،
8 - أخبرنا به أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن، بدمشق، أنبأنا عمي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، أنبأنا أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان القاضي المعدل، وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد، الطبيب، حفيد العمري، بهراة، قالا: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العمري، قال: حدثنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماح الفقيه، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الأسفاطي إملاء من حفظه، ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله المرجاني، ونوح بن محمد بن نوح، قالا: ثنا الحسن بن عرفة العبدي، ثنا هشيم، عن يونس، عن الحسن، عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كرامتي على ربي - تبارك وتعالى - أني ولدت مختونا، لم ير أحد سوأتي».
قال الحافظ أبو القاسم: وهذا إسناد فيه بعض من يجهل حاله، وقد سرقه ابن الجارود، وهو كذاب، فرواه عن الحسن بن عرفة.
9 - أخبرناه أبو البركات، قال: أنبأنا عمي، أنبأنا أبو أسعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيان النسوي، أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد الصرام، أنبأنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، أنبأنا الحسن بن عرفة، أنبأنا هشيم بن بشير، عن يونس، عن الحسن، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كرامتي على ربي [تبارك وتعالى/ع] أني ولدت مختونا، ولم ير سوأتي أحد»."
وقد انتهى ابن العديم إلى أنه لا يص حديث في موضوع ختان النبى(ص) فقال :
"فهذا النقل بأنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا لم يثبت.
على أن هذا المجيب لم يورد شيئا منها دائرة على من الحديث والرواية في هذا الباب، ولا ساق حديثا بإسناد نبه فيه على الخطأ والصواب، بل جعل جل اعتماده في ذلك على حديث سقيم نقله عن أبي" عبد الله محمد بن علي الترمذي الحكيم، والله - سبحانه وتعالى - أعلم."
وبالقطع الختان حرام لأن استجابة لأمر الشيطان الذى قصه الله علينا في قوله:
"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
كما أن الله خلق الناس في أحسن صورة كما قال :
" الذى أحسن كل شىء خلقه"
فكيف يبيح الختان وهو تعديل على خلقة الله فهو اتهام لله تعالى بأنه لم يحسن الخلق والعياذ بالله؟
وهناك أمور جنونية في الروايات السابقة وهى :
الأول أن أحد لم ير سوأة النبى0ص) وهى عورته وهو كلام يناقض أن أمه ومرضعته لابد أنهم رأوا عورته عندما كانوا يمسحون له برازه وبوله كما أن نسائه وهن زوجاته لابد أنهم رأوا عورته عند الجماع زد على هذا أن حديث حمل الحجر الأسود فيه أنه كشف عورته وهو في الصحيحيين وهو : أن رسول الله(ص) كان ينقل معهم الحجارة للكعب وعليه إزاره فقال له العباس عمه يا ابن أخى لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة قال فحله فجعله على منكبه فسقط مغشيا عليه قال فما رؤى بعد ذلك عريانا "
ويناقض أيضا حديث اغتساله مع عائشة:
"قالت: كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا اغتسل من الجنابة، يبدأ فيغسل يديه ثم يُفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، ثم حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم أفاض الماء على سائر جسده، ثم غسل رجليه). رواه البخاري 1/ 119-127 كتاب أحكام الغسل باب الوضوء قبل الغسل"
وأيضا :
"قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اغْتَسَلَ من الجَنَابَة غَسَل يديه, ثُمَّ تَوَضَّأ وُضُوءَه للصَّلاة, ثمَّ اغْتَسَل, ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدَيه شعره, حتى إِذَا ظَنَّ أنَّه قد أَرْوَى بَشَرَتَهُ, أَفَاض عليه الماء ثَلاثَ مرَّات, ثمَّ غَسَل سائر جسده. وكانت تقول: كُنت أغتسِل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إِنَاء واحِد, نَغْتَرِف مِنه جَمِيعًا)متفق عليه"
فهذه الأحاديث تكذب أحاديث الختان في رؤية زوجاته لعورته عند الاغتسال والجماع
كما نلاحظ التناقض بين حديث :
"ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين طهر قلبه" وهو ما يعنى الختان بعد الأربعين في قصة شق الصدر المزعومة وبين ولادته مختونا في حديث :
"أني ولدت مختونا"
ومن ثم فختانه مولودا أو ختانه بعد الأربعين محال
اجمالي القراءات
2737