قراءة في كتيب حتى لا تكون مفلسا
قراءة في كتيب حتى لا تكون مفلسا
تحدث المؤلفون في مقدمتهم عن حديث المفلس فبينوا أن المفلس من يضيع حسناته بعمل الذنوب فقالوا:
"أما بعد: فكثيرا ما يغفل الناس عن الإفلاس الذي يلحق الناس في الآخرة .. وإذا ذكر لديهم الإفلاس فإنما يتبادر إلى أذهانهم نقص في مال، أو قلة توفيق في بيع أو خسارة في تجارة .. وها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبين حقيقة الإفلاس وينبه على خطورته وأضراره.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا , أكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» [رواه مسلم].
فلتنظر أخي في أعمالك .. ولتحذر من الإفلاس في مآلك .. فأما الدنيا فإنك مبارحها سواء كنت فقيرا أم غنيا .. وتبقى أمامك عقبة الحساب لا تتجاوزها ما لم تتجاوز الإفلاس .. فمن هو المفلس حقا؟!"
والحديث باطل والخطأ الأول فيه هو أخذ الإنسان لحسنات من الأخرين يثاب عليها وهو يخالف أن الإنسان له ثواب سوى ثواب سعيه مصداق لقوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
والخطأ الثانى وصفه المفلس بكونه من أمة القائل ولا يوجد أمة لمحمد(ص) لأن الأمة هى أمة المسلمين كما قال تعالى:
" وأن هذه أمتكم أمة واحدة "
فكيف يكون المفلس وقد كفر من أمة المسلمين :
وتحدث القوم عن صفات المفلس فقالوا :
"صفات المفلس
*الحرص المذموم: فهو صفة لازمة له، تحول بينه وبين كل خير، وتسوسه إلى المهالك الوعرة، فهو أسير حرصه، وصريع شحه، يصبح والدنيا كل همه، قد سكنت غلاف قلبه، وتلبست بعقله وفكره، فهو لأجلها غافل عن معرفة الحلال من الحرام، يتتبع الرخص مهما ضعف دليلها، ولا يزال كذلك مترددا عن أكل الحرام حتى يغلبه حرصه، ويقهره شحه، وتمنيه نفسه وشهوته ليقع في المحظور.
وها هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبين حال الحريص وقد أفلس في دينه، إفلاسا عظيما ليس له مثل إلا مثل فتك الذئب الجائع بالغنم القاصية، فعن عاصم بن عدي رضي الله عنه قال: اشتريت مائة سهم من سهام خيبر، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما ذئبان ضاريان ظلا في غنم أضاعها ربها بأفسد من طلب المسلم المال والشرف لدينه» [رواه الطبراني].
والحرص المذموم هو الذي يسكن قلب المفلس حتى يدفعه إلى أخذ المال من غير حله، ولا يزال بحرصه وشحه حتى يضطر إلى المكر والخداع وأداء اليمين الغموس، والكذب والتغرير، وإخلاف الوعد، وتضييع الأمانة، ودفع الرشوة، والتعامل بالربا، واستغفال الناس، والاحتيال، بل منهم من باع دينه كله وإيمانه وعقيدته فلجأ إلى استعمال السحر! التماسا لعرض من الدنيا قليل {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} فيا لحسرة الحريص في المآل!
وفي هذا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - «اتقوا الشح، فإن الشح أهلك منكان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم» [رواه مسلم].
قال طائفة من العلماء: «الشح هو الحرص الشديد الذي يحمل صاحبه على أن يأخذ الأشياء من غير حلها ويمنعها حقوقها، وحقيقته أن تتشوق النفس إلى ما حرم الله ومنع منه، وأن لا يقنع الإنسان بما أحل الله له من مال أو فرج أو غيرهما، فإن الله تعالى أحل لنا الطيبات من المطاعم والمشارب، والملابس، والمناكح، وأباح تناولها من وجه حلها، وأباح لنا دماء الكفار والمحاربين وأموالهم، وحرم علينا أخذ الأموال، وسفك الدماء بغير حقها، فمن اقتصر على ما أبيح له من ذلك فهو مؤمن، ومن تعدى ذلك إلى ما منع منه فهو الشح المذموم، وهو مناف للإيمان، ولهذا أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الشح يأمر بالقطيعة والفجور والبخل، والبخل هو إمساك الإنسان ما في يده، والشح تناول ما ليس له ظلما وعدوانا من مال وغيره، حتى قيل: إن المعاصي كلها من الشح، وبهذا فسر ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف، الشح والبخل».
ومن أعظم أسباب الحرص الذي يؤدي بالإنسان إلى مهاوي الإفلاس."
وحديث القوم عن الحرص والشح لا دليل عليه من حديث المفلس فهو كلام من عندهم فالحديث تحدث عن أكله مال الناس وليس عن بخله وشحه وهو قولها " اكل مال هذا"
ومن ثم فكل الحديث السابق لا علاقة له بالكتاب من حيث رواية المفلس ثم تحدثوا عن صفة أخرى ليست موجودة في الحديث وهى قلة القناعة فقالوا:
"*قلة القناعة: فالعبد إذا تطلعت عينه إلى من هو فوقه، وغفل عن نعم الله عليه، واستجلبت عليه شهوته خيلها- فاضت رغباته وتطاولت أمنياته، فلا يملأ عينه شيء، ولا تقنع نفسه بشيء، فهمه كل همه أن يطفئ نار رغبته وحبه لشهوته، وليس لها حينئذ حدود!
وإذا كان حاله كذلك لم تجد القناعة في قلبه مأوى، ولا في نفسه موطئ قدم، وهنا يتفجر الحرص في جوفه، ويصول فيه يجول حتى يدفعه إلى اكتساب المتاع بكل طريق حلالا كان أم حراما، ولن يبرد نار حرصه مال مهما اكتسبه، ولا غنى مهما كان ..
وهنا يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: «يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى؟» قلت: نعم يا رسول الله، قال: «فترى قلة المال هو الفقر؟» قلت: نعم يا رسول الله. قال: «إنما الغنى غنى القلب، والفقر فقر القلب» [رواه ابن حبان].
حتى متى في حل وترحال
وطول سعي وإدبار وإقبال
ونازح الدار لا ينفك مغتربا
عن الأحبة لا يدرون بالحال
بمشرق الأرض طورا ثم مغربها
لا يخطر الموت من حرص على بال
ولو قنعت أتاك الرزق في دعة
إن القنوع الغنى لا كثرة المال"
ولا يوجد أى لفظ أو إشارة في الحديث عن عدم القناعة المذكور سابقا فهو كلام تخيل كاذب من قبل المؤلفين وكذلك الكلام القادم عن الخوف على الجاه من الضياع وهو :
*الخوف على الجاه من الضياع: فإن كثيرا من الأغنياء بل وحتى الفقراء إذا ابتلاهم الله في أرزاقهم فضاقت عليهم، وأصبح عزيزا أن ينالوها بالحلال كما كانوا، فقدوا قناعتهم ولم يرضوا بقضاء الله وقدره، فراحوا ينشدون المال والجاه في التحول إلى الكسب الحرام ليحافظوا على مكانتهم وأحوالهم.
وصدق الله جل وعلا حين وصف الإنسان بقوله: {وإنه لحب الخير لشديد}
قال شميط بن عجلان: «إن العافية سترت البر والفاجر، فإذا جاءت البلايا استبان عندها الرجلان، فجاءت البلايا إلى المؤمن فأذهبت ماله وخادمه ودابته، حتى جاع بعد الشبع، ومشى بعد الركوب، وخدم نفسه بعد أن كان مخدوما، فصبر ورضي بقضاء الله عز وجل، وقال: هذا نظر من الله عز وجل، هذا أهون لحسابي غدا وجاءت البلايا إلى الفاجر فأذهبت ماله وخادمه ودابته، فجزع وهلع، وقال: والله مالي بهذا طاقة! والله لقد عودت نفسي عادة، مالي عنها صبر في الحلو والحامض والحار والبارد ولين العيش، فإن هو أصابه من الحلال وإلا طلبه في الحرام والظلم، ليعود إلى ذلك العيش» [صفة الصفوة 3/ 446].
يقول ابن الجوزي: «رأيت كثيرا من الناس يتحرزون من رشاش نجاسة، ولا يتحاشون من غيبة، ويكثرون من الصدقة، ولا يبالون بمعاملات الربا، ويتهجدون بالليل، ويؤخرون الفريضة عن الوقت، في أشياء يطول عدها، من حفظ فروع وتضييع أصول. فبحثت عن سبب ذلك فوجدته من شيئين:
أحدهما: العادة. والثاني: غلبة الهوى في تحصيل المطلوب، فإنه قد يغلب فلا يترك سمعا ولا بصرا، وفي الناس من يطيع في صغار الأمور دون كبارها، وفيما كلفته عليه خفيفة ومعتادة، وفيما لا ينقص شيئا من عادته في مطعم وملبس ..
ترى أقواما يأخذون الربا ويقول أحدهم: كيف يراني عدوي بعد أن بعت داري أو تغير ملبوسي ومركوبي؟!» [صيد الخاطر ص 233]."
وكل الكلام السابق لا علاقة له بحديث المفلس حيث لم يرد فيه شىء مما اخترعه المؤلفون الذين نهوا الناس عن الإلاس فقالوا:
"لا تكن مفلسا .. ولا تبع دينك بعرض من الدنيا قليل .. وكن قنوعا بما آتاك الله من رزق، يحالفك الفلاح في الدنيا والآخرة.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه» [رواه مسلم].
ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن خير الدين الورع .. والسلامة كل السلامة في ترك الشبهة واجتناب الريبة .. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه» [رواه البخاري ومسلم]."
والحديث هو الأخر باطل للتالى :
الخطأ وجود أمور بين الحلال والحرام مشتبهات ليست بحلال ولا حرام وهو يخالف أن أى أمر فى الدنيا إما حلال وإما حرام كما أن الله بين كل حكم مصداق لقوله تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "إذا فكل أمر قد بينه الله ولم يجعل شىء مشتبه ونلاحظ وجود تناقض بين قولهم "الحلال بين والحرام بين "الذى يعنى أن الحق والباطل كلاهما واضح لا لبس فيه وبين قولهم "وبين ذلك أمور مشتبهات "فكيف يكون كلاهما واضح وبينهما مشتبهات أليس هذا جنونا ؟
وأعاد القوم ذكر حديث المفلس متحدثين عن سوء الخلق فقالوا:
ثانيا: سوء الخلق: وفي ذلك جاء حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: إن المفلس من أمتي، من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته ... » [الحديث رواه مسلم، وقد تقدم بتمامه."
وتحدثوا عما يأتى بالإفلاس فقالوا:
ومن الأخلاق التي توجب لصاحبها الإفلاس:
*الظلم والبغي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» [رواه مسلم].
وقال تعالى: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، فمنقلب الظالم يوم القيامة إلى إفلاس وخسار وغبن وخيبة يطوق بما أخذ من أموال، ويقتص من حسناته فيما هتك من أعراض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كانت له مظلمة عند أخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه» [رواه البخاري].
فأي إفلاس أعظم من هذا الإفلاس .. يأتي المسلم بحسنات عظيمة وأعمال نفيسة يدخل بها الجنة ثم يجد أمامه من المظالم والحقوق ما يجعله يغبن في أعماله إذ تنتزع منه وتعطى إلى من كان قد ظلمه حتى إذا انتهت حسناته زيد في سيئاته من سيئات المظلوم.
خف من ظلم الورى واحذرنه
وخف يوم عض الظالمين على اليد
ولا تحسبن الله يهمل خلقه
ولكنه يملي لمن يشاء إلى غد
وصور الظلم كثيرة منها: الغش في الأموال، والخديعة في البيع، والسرقة والاحتيال، وهتك الأعراض، وقذف الأبرياء وكسف العورات، والغيبة والنميمة والحسد.
فاحذر أخي من أن تصاب بالإفلاس في موقف الحساب قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «يأتي أناس يوم القيامة لهم أمثال جبال تهامة بيضاء من الحسنات يجعلها الله هباء منثورا قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: يأتي أحدهم وقد سفك دم هذا، ونهش هذا، وتكلم في هذا» [رواه ابن ماجة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم: 505]
*الحسد: وهو أعظم بواعث الظلم، فمنه ينشأ الحقد والظلم والسخرية، والغيبة والنميمة والقذف، فهو أصل الأخلاق المذموم وبضاعة كل مفلس، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» [رواه أبو داود]
وأظلم أهل الظلم من كان حاسدا
أشغله عن عيوبه ورعه
كما السقيم المريض يشغله
عن وجع الناس كلهم وجعه
حبس محمد بن سيرين بدين ركبه، قال المدائني: «كان سبب حبسه أنه أخذ زيتا بأربعين ألف درهم، فوجد في زق منه فأرة، فظن أنها وقعت في المعصرة وصب الزيت كله .. وكان يقول: إني ابتليت بذنب أذنبته منذ ثلاثين سنة، قال: فكانوا يظنون أنه عير رجلا يفقر!» [سير أعلام النبلاء 4/ 614].
وأما حال المغتاب يوم القيامة فيبعث على الحسرة والإشفاق، فقد أخبر عن حاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم» [رواه أبو داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: لو كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته» [رواه مسلم].
فاحذر أخي من أن تجعل من لسانك معول هدم لحسناتك، فإن العناية بالحسنات والحفاظ عليها هو الطريق إلى النجاة من الإفلاس يوم القيامة.
ومن المحافظة عليها: صون اللسان عن السوء، وألا تتكلم به إلا في الخير، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال: «إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير! بلى إنه كبير: أما أحدهما: فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر: فكان لا يستتر من بوله» [رواه البخاري]"
والخطأ وجود عذاب في القبر وهو ما يخالف أن الجنة والنار فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والملائكة يقولون للمؤمنين سلام عليكم ادخلوا الجنة ولا يسألونهم مصداق لقوله تعالى "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "ويقولون للكفار بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون مصداق لقوله "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها"
ثم قالوا:
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخل الجنة نمام» [رواه البخاري ومسلم]."
وعاد القوم للحديث عن الحرص وعدم القناعة وغيرهم فقالوا:
"ولا شك أن هذا الوعيد فيه من بيان الإفلاس ما يدعو المسلم إلى الورع.
أخي: وحتى لا تكون مفلسا وطن نفسك على اجتناب الحرص وعودها القناعة والرضا بالقضاء والقدر فلست أفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد بات الليالي جائعا طاويا، ومات - صلى الله عليه وسلم - ودرعه مرهون، ومات ولم يشبع من خبز الشعير، ومات ولم يجد من تمر الدقل ما يملأ بطنه، والدقل هو أردأ أنواع التمر، بل كان يمر الهلال ثم الهلال ولا يوقد في داره موقد ... وهو - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول: «للفقر أسرع إلى من يتبعني من السيل إلى منتهاه».
عود نفسك القناعة فإن الرزق مقسوم قد فرغ الله من قسمته قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة ... ورزقك أسرع إليك من أجلك، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - «إن الرزق ليطلب ابن آدم أكثر مما يطلبه أجله».
فعجبا لك كيف تؤمن بأن الأجل لا يخطئك، وتظن أن رزقك يخطئك وهو أسرع إليك من الأجل.
ابذل الأسباب، وأحسن التوكل، واستعن بالله ولا تعجز، وارض بالقسمة فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فلا الحرص يزيد في كمال الرزق شيئا ولا البخل يحفظه! فتنبه.
ثم احذر من أن تضيع منك حسناتك في متاهات الغيبة، وآفات اللسان وقبيح الأخلاق والخصال، ومبطلات الأعمال، فالعبرة ليست بالعمل فقط، وإنما أيضا بالحفاظ عليه واجتناب مبطلاته وقوادحه، فقد علمت أن الرياء يحبطه، والعجب يمحقه، وترك الصلاة يفسده، وسوء الخلق يهلكه، وأذى الناس يذهبه وينفره، والحسد
يأكله، فلا تكن مغبونا في أعمالك، واحفظها باجتناب مبطلات الأعمال، والحرص على معاملة الناس بالخلق الحسن، وتحري النية الصالحة والإخلاص، وترك العجب."
وفى الختام نجد أن المؤلفون فشلوا في الكتاب فشلا ذريعا فلا هم شرحوا الحديث كما يجب وهو الشرح في كتب الحديث مع كونه باطل ولا هم أتوا بشىء جديد وإنما يبدو أن هم القوم هو النشر والحصول على مال من بيع الكتيب بحشوه بأى كلام في أى شىء يخطر على بالهم
اجمالي القراءات
2956