( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) : عن تجبر شيوخ الأزهر

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-03-09


( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) : عن تجبر شيوخ الأزهر
مقدمة
1 ـ قصة تختلف تفصيلاتها ولكن تتفق أصولها ، فى أن بعضهم ذهب الى الافتاء فوجد مجموعة من الناس ينتظرون دورهم فى سؤال الشيخ ، والذى كان يعاملهم بغطرسة وجبروت . أحد الرواة كان مصريا مغتربا حكى الموضوع مستغربا ، فلم يكن يتوقع هذا ، وربما كان يقارن بين دماثة أخلاق القسيس فى الكنيسة وهو يتلقى الاعترافات وبين تجبّرهذا الشيخ وأمثاله .
المزيد مثل هذا المقال :

2 ـ يبدو تجبّرهم فى خطبة الجمعة ، إذ لا بد فى شرعهم من الانصات والاستماع دون إعتراض مهما قال الشيخ الخطيب ، لأنه حسب دينهم ( لو قلت لصاحبك والامام يخطب يوم الجمعة : " أنصت " فقد لغوت ، ومن لغا فلا جمعة له ). قد يقال هذا ( تجبُّر هين ) ، وليس بالهيّن .! إنّ الأمر الالهى بالانصات عند قراءة القرآن يأتى وعظا حانيا، وليس بهذه اللهجة المُهدّدة المتغطرسة . يقول جل وعلا : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الاعراف ). شيوخ الخطابة فى مساجدهم الضرار يقولون منكرا من القول وزورا ، يقولون أحاديثهم الشيطانية ويشغبون على القرآن ويخوضون فى آياته ، ويحرم أصلا حضور الصلاة معهم . لكنهم يفرضون على الحاضرين الانصات لهم . وهذا تجبُّر لأنه يصل الى الاعتداء على القرآن الكريم .
3 ـ فى القرون الوسطى المُظلمة كانت الكنيسة مسيطرة على الغرب فأهلكت الناس بالحروب والقهر ومحاكم التنفتيش . ثم أخذت أوربا بالعلمانية ، وفرضت حظر التجول على الكنيسة فى المجال السياسى ، وبتحجيم دورها أخفت أنيابها ، وتحبّبت الى الناس. أما شيوخ الأزهر فلا يزالون فى تجبّرهم يعمهون . والويل لمن يقع تحت أضراسهم ، ؛ يستعملون أقصى ما يستطيعون من جبروت يتيحه لهم القانون ، وهو السجن ، ويتطلعون الى اليوم الذى يكون لهم فيه تطبيق شريعتهم بالكامل ، عندها يطبقون فتواهم بأن من حق الامام ( يعنى الحاكم الكهنوتى ) أن يقتل ثُلث الرعية لاصلاح الثلثين ، أما من يناقشهم فهو زنديق ، وهم يقتلونه بلا محاكمة ، ويقتلونه حال العثور عليه ، ويقتلونه حتى لو تاب .. هذا ما قاله الشيخ سيد سابق قى كتابه ( فقه السُّنّة ) وما قاله أبو بكر الجزائرى فى كتابه ( منهاج المسلم ) .! هل هناك تجبُّر أفظع من هذا .!
4 ـ بجبروتهم هذا ينازعون الرحمن ( الجبّار ) جل وعلا فى صفة من صفاته ، ويضعون أنفسهم ضمن الكافرين المتجبرين ، ويرفعون أنفسهم فوق النبى محمد عليه السلام .
5 ـ نعطى فى هذا تفصيلا :
أولا : الجبروت صفة لله جل وعلا :
1 ـ ( الجبّار ) من أسمائه الحسنى جل وعلا : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ْ) (24) الحشر ). أسماؤه الحسنى وصفاته منها ما يدل على الرحمة ومنها ما يفيد الهيمنة والجبروت . والفرد هو الذى يحدد وضعه ، هل يستحق رحمة الله جل وعلا أو يستحق عقابه ، فهو جل وعلا : ( غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ )(3) غافر ).
2 ـ يعبّر مصطلح ( البطش ) عن رب العزة ( الجبّار ) جل وعلا . وهو بطش شديد . قال جل وعلا : ( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) البروج ) . وتجلّى هذا البطش فى الدنيا ، فى إهلاك المتجبرين السابقين ، ومنهم قوم لوط . قال جل وعلا عنه وعنهم : ( وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) القمر ). أنذرهم بطش الرحمن فردوا بمراودة الملائكة يحسبونهم بشرا . تجلى البطش فى مرحلتين : الأولى طمس أعين ( المتحرّشين ). والطمس هو إزالة العينين ، ثم العذاب الهائل الذى أوقعه الجبار جل وعلا ببقية القوم . ثم هناك البطشة الكبرى والانتقام فى الآخرة . أى عذاب دنيوى ، ثم البطشة الكبرى آتية. قال جل وعلا :( إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)الدخان ).
ثانيا : الكافرون الجبارون مصيرهم الهلاك فى الدنيا والعذاب فى الآخرة
1 ـ سُنّة الجبار جل وعلا فى إهلاك الكافرين المتجبرين الباطشين . حدث هذا فى الأمم السابقة . قال جل وعلا : (وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ (8) الزخرف ) ، وهذا ما تكرر بعد القرآن وسيتكرر الى نهاية الزمان . قال جل وعلا : ( أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) المرسلات ). وقال جل وعلا عن قوم النبى محمد عليه السلام : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) ق )
2 ـ ومن الجبابرة أصحاب البطش قوم عاد . قال جل وعلا عنهم :( وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60) هود ) ، وقال لهم النبى هود عليه السلام :( أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) الشعراء )
3 ـ ومعروف نهاية فرعون وقومه ، وعذابهم فى البرزخ ، ثم العذاب الشديد فى الآخرة . وفى سياق قصته قال جل وعلا : ( الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) غافر ).
4 ـ وحكى رب العزة جل وعلا حوارا واحدا جرى بين الأنبياء ورسلهم ، هو نفس الحوار مع اختلاف الزمان والمكان واللسان ، ومنه : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15) ابراهيم ) . وعن عذابهم قال جل وعلا : ( مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17) ابراهيم )
5 ـ والاهلاك مستمر فى كوكب المحمديين بسبب تجبر أكابر المجرمين ومن المستبدين ورجال الدين . ومنشور لنا فى قناتنا على اليوتوب عشرات الحلقات فى برنامج ( لحظات قرآنية ) تحت عنوان ( المحمديون بين إهلاك قائم وإهلاك قادم ).
ثالثا : الأنبياء لم يكونوا جبارين
1 ـ عن يحيى عليه السلام قال جل وعلا : ( وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً (14) مريم ) . أما عيسى عليه السلام فقد نطق فى المهد قائلا عن نفسه : ( وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) مريم ). ونفس المعنى عن ابراهيم عليه السلام قال جل وعلا : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) هود ) ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة ) . وعن تبشيره باسماعيل الغلام الحليم قال جل وعلا : ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) الصافات )
2 ـ أما خاتم النبيين محمد عليه السلام فقد كانوا يؤذونه ، فقال له ربه جل وعلا : ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) ق ) .
رابعا : ( وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ) ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ) :
1 ـ هنا أسلوب القصر : أى لا يمكن أن تكون جبارا مُسلّطا عليهم باطشا بهم ، وعليك مجرد التذكير بالقرآن ( وحده ) من يخاف وعيد ، أما من يرفض فليس عليك هدايتهم ، لأن من أهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضلّ فقد ضلّ على نفسه .

2 ـ وهناك مرحلتان للدعوة : الأولى وهى العامة للجميع ، بالتلاوة وفيها يظهر الكافر والمؤمن الخاشع ، بعدها الدعوة الخاصة بالوعظ والتذكير لمن إستجاب . وفى كل الأحوال فلم يكن عليه السلام جبّارا بل قمة الأخلاق العليا .
الدعوة العامة والخاصة بالقرآن الكريم وفقط .
قال جل وعلا للنبى وللمؤمنين فى الانذار بالقرآن الكريم فقط وإتّباعه فقط : ( كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3) الاعراف )
الدعوة العامة : قال جل وعلا :
1 ـ ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ (94) الحجر ). أى الصدع بالحق ، بقوله كاملا بلا خوف أو تحرُّج مع الاعراض عن المشركين .
2 ـ ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) الشعراء ). هنا إنذار لعشيرته جميعهم ، مؤمنهم وكافرهم ، مع الأمر له بالتواضع مع من يتبعه من المؤمنين ، وإن عصوه فليس له أن يتبرأ منهم ولكن من أعمالهم فقط . أين هذا من الضرب بالسلاسل والجنازير بل والقتل بتشريع الجبروت : ( من رأى منكرا فليغيره )
3 ـ ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) الانعام ). بداية الآية أمر بالاعراض عن المشركين مع التذكير ( به ) أى بالقرآن الكريم حتى لا تأتى القيامة وتبسل أى تهلك أنفسهم حين يكتشفون أنه لا إله إلا الله ولا شفيع إلا الله ولا ولىّ إلا الله .!!
استحالة هدايتهم
قال جل وعلا عن الكافرين :
1 ـ ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً (57) الكهف ). ليس هناك أظلم ممّن يُعرض عن آيات الله حين يوعظ بها . هؤلاء لا أمل مطلقا فى هدايتهم .
2 ـ ( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الاعراف ) . الشيطان يسيطر على أفئدتهم فيسمعون بالأذُن ولا تسمع قلوبهم ، ويرون بالعيون وهم لا يبصرون ولا يعقلون . هذا يؤكّد أن الكفر أقوى مخدّر ، وأنه فعلا أفيون الشعوب . فكيف يتصرف معهم . الآية التالية تقول : ( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ (199) الأعراف )
3 ـ ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الأنفال ). مستحيل هدايتهم فهم شرُّ الدواب ...
4 ـ ( وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10) يس )
5 ـ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) البقرة )
( معلومة هامة : هذا ينطبق تماما على مواشى الأزهر ).
حزن النبى محمد عليه السلام بسبب إصرارهم على الكفر :
قال له ربه جل وعلا :
1 ـ ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (6) الكهف )
2 ـ ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) الشعراء ).
3 ـ ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )(8) فاطر ) كادت نفسه تهلك حزنا عليهم .
حزن النبى محمد عليه السلام بسبب مسارعة بعضهم للردّة كفرا بعد الايمان
قال له ربه جل وعلا :
1 ـ ( وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176) آل عمران )
2 ـ ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا ) (41) المائدة )
( معلومة هامة : كان وقتها فى المدينة حاكما ، وكان يحزن ولا يستطيع أن يمنع من يرتد عن الاسلام . ماذا عن ( حد الردّة ايها البقر ؟ )
النبى رحمة :
قال جل وعلا عنه عليه السلام :
1 ـ ( وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) التوبة ). هذا ردا على من كان يؤذيه .
2 ـ ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) التوبة ). كان بالمؤمنين رءوفا رحيما حريصا ألا يقعوا فى العنت والمشقة .
3 ـ ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) (159) آل عمران ). كان معهم لينّا عطوف القلب ، ومأمورا بالعفو عنهم والاستغفار لهم إذا أساءوا اليه .. أين حكام العرب من هذا ؟
4 ـ ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (80) التوبة )( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6) المنافقون ). كان مأمورا بالاستغفار للمؤمنين المسيئين له ، وكان يستغفر أيضا للمنافقين ، ولهذا نزلت الآيات فى كفرهم وأنهم فى الدرك الأسفل من النار إذا ماتوا على نفاقهم دون توبة حقيقية .
الدعوة الخاصة للمؤمنين
هى بتذكيرهم بدوام تزكية الأنفس والتقوى . قال جل وعلا :
1 ـ ( إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18) فاطر ) ( إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) يس ). هنا أسلوب قصر .
2 ـ ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) الانعام ). هنا الانذار لهم بالقرآن الكريم فقط :( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ).
3 ـ ( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) الاعلى ). يعنى أن تعظ إذا كان هناك أمل فى التذكير .
4 ، ( مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) طه ). مجرد تذكرة لمن يخشى ، دون أن تتعب نفسك .
أخيرا :
1 ـ يزعم شيوخ الأزهر أنهم يؤمنون بالقرآن ، فماذا عن موقفهم من هذه الآيات ؟
2 ـ آه يا بقر .!!
اجمالي القراءات 2913

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,057,725
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي