شيوخ الأزهر يرفعون أنفسهم فوق الله جل وعلا بمصادرة الرأى الآخر
آحمد صبحي منصور
Ýí
2022-02-26
شيوخ الأزهر يرفعون أنفسهم فوق الله جل وعلا بمصادرة الرأى الآخر
خلافا لكهنوت الأزهر : لا مصادرة للرأى فى الاسلام
أولا : بين الاسلام والأديان الأرضية الشيطانية
1 ـ الاسلام دين الله جل وعلا ، هو جل وعلا وحده مالك السماوات ، وهو وحده مالك الدين الاسلامى ، قال جل وعلا : ( وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51) وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل ). القرآن الكريم وحده هو الذى يعبّر عن الاسلام ، وهو وحده الحديث الذى يجب أن يؤمن به المسلم . قال جل وعلا : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)الاعراف )، ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ( 50) المرسلات ) ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية )
2 ـ المسلم الذى يتدبر القرآن الكريم يصل الى رأى شخصى ، ليس رأى الاسلام ، ولكن رأيه هو ، وهو رأى يقبل النقاش والأخذ والرد . وهذا ما نلتزم به . باب الفتاوى عندنا فى موقع ( اهل القرآن ) مفتوح للنقاش ، وكذا كل ما نقول وما نكتب ، ونقع فى أخطاء ينبّه عليها الأحبّة ، ونعترف بالخطأ ونقوم بالاصلاح شاكرين لمن ينبهنا على أخطائنا . وهذا موثق فى موقعنا أهل القرآن ، ومنشور فيه لنا آلاف الكتب والمقالات والفتاوى والفيديوهات ، وهذا عدد لم يسبقنا فيه أحد فى التاريخ . وليس مجرد العدد بل هى كتابات تعلن ولأول مرة عشرات الألوف من الآراء الجديدة غير المسبوقة . ومع هذا نعترف أننا لا زلنا على ساحل المعرفة بالقرآن الكريم ، الذى لا يحيط بعلمه مخلوق .
3 ـ لدينا رأى نعرضه ولا نفرضه ، ونعترف بحق المخالف لنا فى الدين فى أن يدعو مثلنا الى دينه ، وأن يحكم بتكفيرنا كما نحكم بتكفيره .والتكفير عندنا هو للوعظ وليس للقتل ، ينبع هذا من إيماننا بأن ديننا الاسلام هو دين السلام ، لذا فنحن الأحرص على حق الحياة للجميع . ولهذا لنا أصدقاء من كل الملل والنحل ، وطالما هم مسالمون فنحن نعتبرهم أخوة لنا فى الاسلام السلوكى الذى يعنى السلام . وموعدنا جميعا أمام الرحمن جل وعلا ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .
4 ـ على النقيض من هذا تجد مُلّاك الأديان الأرضية ، هم أصحابها ، ويتكلمون فيها برأيهم ، يجعلون رأيهم هو ( رأى الدين ) ، ومن يخالفه أو يناقشه فهو ( مرتد / زنديق / خارج عن الملة / خارج عن الجماعة / مهرطق ). وهذه عادة سيئة فى الكهنوت إذا سيطر وتحكّم . شيوخ الأزهر يؤمنون بوجوب قتل من يخالفهم فى شريعتهم ( الملاكى ) والتى يطالبون بتطبيقها ، ويلومون الدولة على عدم تطبيقها ، وتطبيقها عندهم يعنى ( الحدود ) أو عقوبات القتل . ولأنهم لم يصلوا بعدُ الى ( التمكين ) فهم يكتفون على مضض ومرحليا بسجن من يخالفهم بتهمة إزدراء ( دينهم )، ويأملون أن يقتله فى السجن بعض المتطرفين ، ويتفرّق دمه بين ( القبائل ) . العسكر يحتاجون الأزهر خادما وليس سيدا . وقد دعّموا كهنوته فى دستورهم ، مع إنه مؤسسة حكومية أى مدنية ، بالاضافة الى قوانين تضع المتاريس أمام حرية التعبير .
5 ـ هم لا يسجنون فقط صاحب الرأى بل يسجنون رأيه . يصادرونه ، أو ( يصادرون ) الرأى وصاحب الرأى . وهذا هو موضوعنا . فلا مصادرة للرأى فى الاسلام ، ولكن شيوخ الأزهر مدمنون مصادرة الرأى الآخر ، يرفعون أنفسهم فوق رب العزة جل وعلا !!.
6 ـ مصادرة الرأى هو أوكسجين الحياة لديهم ، به يعيشون ويرتزقون المال السُّحت . الدين الأرضى قائم على خرافات وخزعبلات هزلية تخاصم العقل ، لذا يحتاج أربابه الى سُلطة حكومية تُحميهم وتقيهم من شر النقاش . والمؤسسة الحكومية للدين الأرضى يقوم عليها موظفون لا علاقة لهم بالعلم ، بل بالتسبيح للسلطان الحاكم والرقص فى مواكبه . وهذه مهنة ـ لو تعلمون ـ صعبة والمنافسة فيها شرسة . ومن المُضحك أن يقوم ضابط عسكرى يحكم مصر بتعيين خادم له يوظّفه شيخا للأزهر ، ويعطيه لقب ( الامام الأكبر للمسلمين ) و ( شيخ الاسلام ). ثم يتلاعب به على الملأ يتسلّى به فى أوقات الفراغ ليشغل الناس عن خياناته وفساده وفشله . !.
ثانيا : شيوخ الأزهر حين يصادرون الرأى الآخر إنما يرفعون أنفسهم فوق الله جل وعلا .
قال الكافرون كلاما ، الخالق جل وعلا لم يصادر تلك الأقوال الكافرة بل ذكرها مع الرد عليها ، واصبحت هذه الأقوال الكافرة ضمن القرآن الكريم الذى يتعبد المسلم بتلاوته وبتدبره . ولولا أن الله جل وعلا أثبت هذه الأقاويل ما كنا لنعرف عنها شيئا .
ونعطى أمثلة :
1 ـ قال بعض أهل الكتاب : إن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة . ما كنا لنعرف هذا لولا أن الله جل وعلا أثبت كلامهم وردّ عليه . الله جل وعلا لم يصادر قولهم ، إقرأ قوله جل وعلا :
1 / 1 : ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة )
1 / 2 : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (25) آل عمران ).
بالمناسبة : فى الدين السُنّى الأرض نفس الافتراء عن الخروج من النار . ولقد وضعونى فى السجن عام 1987 بسبب كتابى ( المسلم العاصى هل يخرج من النار ليدخل الجنة ) .
2 ـ قال بعض أهل الكتاب إن الجنة لن يدخلها سواهم . الله جل وعلا لم يصادر قولهم ، أثبت كلامهم وردّ عليه . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) البقرة ) . بالمناسبة يقول المحمديون نفس الافتراء ضد أهل الكتاب ، بل يقوله السنة ضد الشيعة والشيعة ضد السنة .
3 ـ قال اليهود وقال النصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه . الله جل وعلا لم يصادر قولهم ، بل أثبت كلامهم وردّ عليه . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة ). بالمناسبة يقول الصوفية المحمديون بوحدة الوجود والحلول والاتحاد . وهذا أفظع مما قاله أولئك الناس.
4 ـ قال اليهود عزير ابن الله وقال النصارى المسيح ابن الله . الله جل وعلا لم يصادر قولهم ، أثبت كلامهم وردّ عليه . إقرأ قوله جل وعلا :( وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة ).
بالمناسبة نقول :
4 / 1 : ( عزير ) الذى زعمه اليهود وقتها إبنا لله جل وعلا هو الإله الفرعونى ( عزير ) ، والذى إكتشفوا إسمه لاحقا فحوروه الى ( أوزيريس ). و قد تحول ( عزير ) الى ( عزرائيل ) عند المحمديين ، والمختص بالموت . ليس فى القرآن الكريم ( عزرائيل ) إسما لملك الموت .
4 / 2 : جاء فى الرد الالهى عليهم إنهم ( يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ ). أى ينقلون مقالة المصريين القدماء . ومعروف تأثر اليهود بالديانة الفرعونية ثم النصارى بعدهم ، وقد ناقشت هذا فى كتابن ( شخصية مصر بعد الفتح .. ) الذى قررته على طلبة قسم التاريخ فى جامعة الأزهر عام 1984 . وفيه إن الديانة الفرعونية انتشرت فى أوربا تحمل إسم ( جبت ) ، فاطلق الأوربيون على مصر ( إيجبت ) ( Egypt ). هذا مع ورود إسم مصر فى ( العهد القديم ) . وفيما بعد أطلق العرب على المصريين ( قبط / جبط ) نسبة لدينهم .
5 : قال بعض أهل الكتاب المتأثرين بالجبت أو الديانة المصرية القبطية إن كفار العرب أهدى من المؤمنين اصحاب النبى محمد عليه السلام . الله جل وعلا لم يصادر قولهم ، بل أثبت كلامهم وردّ عليه . ولولا أن الله جل وعلا أثبت كلامهم ما عرفنا . إقرأ قوله جل وعلا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (51) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (52) النساء ).
6 : أى كانت الديانة المصرية القديمة مؤثرة فى العرب وأهل الكتاب وقت نزول القرآن الكريم . الالهة المصرية المشهورة باسم ( إيزيس ) هى ( عزى ) ، وقد جعلها العرب إلاهة سموها ( العزى ) ، والله جل وعلا ذكر هذا وردّ عليه ، ولولا هذا ما عرفنا . إقرأ قوله جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) أَلَكُمْ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى (21) تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23) النجم ).
7 ـ اليهود وقت نزول القرآن الكريم إتهموا الله جل وعلا بالبخل . الله جل وعلا لم يصادر قولهم ، ولولا أن الله جل وعلا ذكر كلامهم وردّ عليه ما كنا لنعرف . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )(64) المائدة )
8ـ كفار العرب رفضوا الصدقة قائلين كيف يطعمون من رفض الله جل وعلا إطعامه . ألله جل وعلا لم يصادره ، بل ذكره وردّ عليه . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (47) يس ).
9 ـ قال بعض أهل الكتاب إنهم لن يؤمنوا حتى يأتيهم النبى بقربان تأكله النار . ذكر الله جل وعلا هذا وردّ عليه ، وبهذا عرفنا . إقرأ قوله جل وعلا : ( الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (183) آل عمران )
10 ـ قال بعض الكافرين لبعض المؤمنين إتبعوا ديننا ونحمل خطاياكم . لم نكن لنعرف هذا لولا أن الله جل وعلا أثبت هذا ولم يصادره ، وردّ عليه . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13) العنكبوت )
11 ـ بل ردّ الله جل وعلا على بعض الأفراد :
11 / 1 : شخص قال : إنه إذا مات سيكون له فى الآخرة أموال وأولاد . قال جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنْ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80) مريم )
11 / 2 : شخص آخر قال : من يحيى العظام الرميم . قال جل وعلا : ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنْ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) يس ).
12 ـ اكثر من هذا : الله جل وعلا عالم الغيب أنبأ مقدما بمزاعمهم وردّ عليها مقدما ، ثم قالوا ما ذكره رب العزة عنهم . إقرأ قوله جل وعلا : ( سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) الانعام ). هنا ( سَيَقُولُ ). وفعلا ( قالوا) . إقرأ قوله جل وعلا ( وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35) النحل )
13 ـ وأمثلة كثيرة ، نذكر بعضها سريعا :
13 / 1 : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) البقرة )
13 / 2 : ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (22) الكهف )
13 / 3 : (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنْ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (11) بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (12) الفتح ) ( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (15) الفتح )
أخيرا
1 ـ الله جل وعلا خالق السماوات والأرض لم يصادر أقوال أعدائه ، بل أثبتها وردّ عليها ، فأصبحت أقوالهم وردّ الله جل وعلا عليها من القرآن الذى نتعبد بذكره وتلاوته وتدبره . وهناك أبقار بشرية ترفع نفسها فوق رب العزة جل وعلا ، وتصادر أقوال خصومهم .!
2 ـ آه يا بقر .!!
اجمالي القراءات
3886
حفظكم الله جل و علا هذا المقال يجب أن يقرأه كل وزير ثقافة و اعلام و رئيس مخابرات و أمن .. هذا المقال يجب أن يدفن نفسه في التراب و قبلها يغسل يديه سبعا بالتراب لكل من أصدر حكما بمصادرة رأيا أو تكميم فما قال رأيا .
اذا كانت الديموقراطية أساسها العلمانية و العلمانية لا تُصادر رأيا أيًا كان فدولة النبي محمد عليه السلام علمانية مؤمنة بامتياز .