نقد الدعاء السيفي للإمام علي بن أبي طالب
نقد الدعاء السيفي للإمام علي بن أبي طالب
من ضمن حركة الوضع التى طالت كل شىء فى حياتنا نسبة دعاء طوله ست صفحات كبار أو أكثر وهو فى الكتب العادية حوالى خمس عشر صفحة فمتى ألفه وأين قاله وكيف وقف ساعة أو أكثر يقوله ؟
قطعا الله جعل الدين يسر لا عسر ومن ثم فالدعاء الصادر من القلوب يكون عبارة عن عدة جمل قليلة يلح الإنسان فيها فى الطلب وهذا الدعاء لا علاقة له بعلى بن أبى طالب وإنما هو موضوع من قبل المتصوفة وغيرهم ممن احترفوا الصناعة السجعية الكلامية
يستهل الدعاء بالتالى:
"اللهم أنت الله الملك الحق المبين القديم المتعزز بالعظمة والكبرياء المتفرد بالبقاء الحي القيوم القادر المقتدر الجبار القهار الذي لا إله إلا أنت،أنت ربي وأنا عبدك عملت سوءا وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي كلها فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يا غفور يا شكور يا حليم يا كريم يا صبور يا رحيم.
اللهم إني أحمدك وأنت المحمود وأنت للحمد أهل وأشكرك وأنت المشكور وأنت للشكر أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب وأوصلت إلي من فضائل الصنائع وأوليتني به من إحسانك وبوأتني به من مظنة الصدق عندك وأنلتني به من مننك الواصلة إلي وأحسنت به إلي كل وقت من دفع البلية عني والتوفيق لي والإجابة لدعائي حين أناديك داعيا وأناجي كراغبا متضرعا صافيا ضارعا وحين أرجوك راجيا فأجدك كافيا وألوذ بك في المواطن كلها، فكن لي ولأهلي ولإخواني كلهم جارا حاضرا حفيا بارا وليا في الأمور كلها ناظرا وعلى الأعداء كلهم ناصرا وللخطايا والذنوب كلها غافرا وللعيوب كلها ساترا"
الأخطاء فى الفقرة هى :
الأول أن الله خص على بمواهب الرغائب وهو ما يعارض أنه لا يخص بشر بآيات لأنه منعها فى عهد النبى0ص) فقال:
" وما منعنا أن رسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
الثانى دفع البلايا كلها عن على فى القول"أحسنت به إلي كل وقت من دفع البلية عني والتوفيق لي "
وهو كلام يخالف المعروف تاريخيا من أن الرجل أصيب ببلايا كثيرة كالاختلاف على إمامته وحروبه الكثيرة مع الصحابة وطعنه والخيانات الكثيرة له كما يخالف أنه أصيب يالبلايا التى أحزنه ويطلب رفع الحزن عليها بقوله:
"يهون علي مصائب الدنيا والآخرة وأحزانهما"
الثالث إجابة كل أدعيته فى القول "والإجابة لدعائي حين أناديك داعيا" ولو كان هذا صحيحا لكان منتصرا منهيا كل الخلافات التى قيلت فى عهده
ثم قال :
" لم أعدم عونك وبرك وخيرك وعزك وإحسانك طرفة عين منذ أنزلتني دار الاختبار والفكر والاعتبار لتنظر ما أقدم لدار الخلود والقرار والمقامة مع الأخيار فأنا عبدك فاجعلني يا رب عتيقك، يا إلهي ومولاي خلصني وأهلي وإخواني كلهم من النار ومن جميع المضار والمضال والمصائب والمعائب والنوائب واللوازم والهموم التي قد ساورتني فيها الغموم بمعاريض أصناف البلاء وضروب جهد القضاء."
الخطأ أن الرجل ظل فى عون وبر وخير الله كل طرفة عين وهو ما يخالف التاريخ المعروف أنه كان فقيرا لا يجد مهر لزواجه أصيب فى عينه وحتى طعن وهو يصلى وهو ما يناقض قوله عن مرضه وأوصابه فى الفقرة التالية:
"وعافيت أمراضي وشفيت أوصابي"
ثم قال:
"إلهي لا أذكر منك الا الجميل ولم أر منك الا التفضيل خيرك لي شامل وصنعك لي كامل ولطفك لي كافل وبرك لي غامر وفضلك علي دائم متواتر ونعمك عندي متصلة، لم تخفر لي جواري وأمنت خوفي وصدقت رجائي وحققت آمالي وصاحبتني في أسفاري وأكرمتني في أحضاري وعافيت أمراضي وشفيت أوصابي وأحسنت منقلبي ومثواي ولم تشمت بي أعدائي وحسادي ورميت من رماني بسوء وكفيتني شر من عاداني، فأنا أسألك يا الله الآن أن تدفعني كيد الحاسدين وظلم الظالمين وشر المعاندين، واحمني وأهلي وإخواني كلهم تحت سرادقات عزك يا أكرم الأكرمين وباعد بيني وبين أعدائي كما باعدت بين المشرق والمغرب، واخطف أبصارهم عني بنور قدسك واضرب رقابهم بجلال مجدك واقطع أعناقهم بسطوات قهرك وأهلكهم ودمرهم تدميرا، كما دفعت كيد الحساد عن أنبيائك، وضربت رقاب الجبابرة لأصفيائك، وخطفت أبصار الأعداء عن أوليائك، وقطعت أعناق الأكاسرة لأتقيائك، وأهلكت الفراعنة ودمرت الدجاجلة لخواصك المقربين وعبادك الصالحين"
الأخطاء فى الفقرة هى :
الأول التناقض بين أن الله كفاه الأعداء بقوله " ولم تشمت بي أعدائي وحسادي ورميت من رماني بسوء وكفيتني شر من عاداني" وبين أنه يطلب من الله أن يقيه شرهم فلو كان كفاه ما طلب ذلك ثانيا بقوله" وباعد بيني وبين أعدائي كما باعدت بين المشرق والمغرب، واخطف أبصارهم عني بنور قدسك واضرب رقابهم"
الثانى وجود خواص مقربين وعباد صالحين وهو ما يخالف أن المقربين هم أنفسهم الصالحين فلا يمكن أن يكون مقرب غير صالح
الثالث وجود فراعنة كثر مع أنه لا يوجد فى كتاب الله سوى فرعون واحد وهو ما يؤكد أن الحديث موضوع أن هذه الكلمة لم تستعمل جمع إلا بعد عهد الرسالة المحمدية
ثم قال :
(يا غياث المستغيثين أغثني، ثلاثا) على جميع أعدائك فحمدي لك يا إلهي واصب وثنائي عليك متواتر دائبا دائما من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح والتقديس وصنوف اللغات المادحة وأصناف التنزيه خالصا لذكرك ومرضيا لك بناصع التحميد والتمجيد وخالص التوحيد وإخلاص التقرب والتقريب والتفريد وإمحاضا لتمجيد بطول التعبد والتعديد."
والكلمات الأخيرة خاصة التفريد هى من تعبيرات الصوفية الذى لم يكونوا قد ظهروا بعد ثم قال عن عدم معرفة الذات الإلهية :
"لم تعن في قدرتك، ولم تشارك في ألوهيتك، ولم تعلم لك ماهية فتكون للأشياء المختلفة مجانسا، ولم تعاين إذ حبست الأشياء على العزائم المختلفة، ولا خرقت الأوهام حجب الغيوب إليك، فأعتقد منك محدودا في مجد عظمتك لا يبلغك بعد الهمم ولا ينالك غوص الفطن ولا ينتهي إليك بصر ناظر في مجد جبروتك ارتفعت عن صفات المخلوقين صفات قدرتك، وعلا عن ذكر الذاكرين كبرياء عظمتك، فلا ينتقص ما أردت أن يزداد، ولا يزداد ما أردت أن ينتقص لا أحد شهدك حين فطرت الخلق ولا ند ولا ضد حضرك حين برأت النفوس، كلت الألسن عن تفسير صفتك، وانحسرت العقول عن كنه معرفتك وصفتك، وكيف يوصف كنه صفتك يا رب وأنت الله الملك الجبار القدوس الأزلي الذي لم يزل ولا يزال أزليا باقيا أبديا سرمديا دائما في الغيوب (وحدك لا شريك لك، ثلاثا) ليس فيها أحد غيرك ولم يكن إله سواك حارت في بحار بهاء ملكوتك عميقات مذاهب التفكر وتواضعت الملوك لهيبتك وعنت الوجوه بذلة الإستكانة لعزتك وانقاد كل شيء لعظمتك واستسلم كل شيء لقدرتك وخضعت لك الرقاب وكل دون ذلك تحبير اللغات وضل هنالك التدبير في صفات وفي تصاريف الصفات فمن تفكر في إنشائك البديع وثنائك الرفيع وتعمق في ذلك رجع طرفه إليه خاسئا حسيرا وعقله مبهوتا وتفكره متحيرا أسيرا."
وهذا الكلام يناقض تعريف الله لنفسه فى القرآن كما فى القول" إننى أنا لا إله أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى"
فقد عرف نفسه بكونه الإله ثم قال :
"اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما متواليا متواترا متضاعفا متسعا متسقا يدوم ويتضاعف ولا يبيد غير مفقود في الملكوت ولا مطموس في المعالم ولا منتقص في العرفان فلك الحمد على مكارمك التي لا تحصى ونعمك التي لا تستقصى في الليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر وفي البر والبحار والغدو والآصال والعشي والإبكار والظهيرة والأسحار وفي كل جزء من أجزاء الليل والنهار. اللهم لك الحمد بتوفيقك قد أحضرتني النجاة وجعلتني منك في ولاية العصمة فلم أبرح في سبوغ نعمائك وتتابع آلائك محروسا بك في الرد والامتناع ومحفوظا بك في المنعة والدفاع عني."
الخطأ أن على جعله الله فى ولاية العصمة محفوظا محروسا لم يمسه سوء وهو ما يناقض التاريخ المعروف من كون الرجل أوذى كثيرا ومات مطعونا وهو يصلى ومن ثم لا وجود لتلك العصمة من الأذى
ثم قال :
" اللهم إني أحمدك إذ لم تكلفني فوق طاقتي ولم ترض مني الا طاعتي ورضيت مني من طاعتك وعبادتك دون إستطاعتي وأقل من وسعي ومقدرتي فإنك أنت الله الملك الحق الذي لا إله الا أنت لم تغب ولا تغيب عنك غائبة ولا تخفى عليك خافية ولن تضل عنك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون (صمدية 3).
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما مثل ما حمدت به نفسك وأضعاف ما حمدك به الحامدون وسبحك به المسبحون ومجدك به الممجدون وكبرك به المكبرون وهللك به المهللون وقدسك به المقدسون ووحدك به الموحدون وعظمك به المعظمون واستغفرك به المستغفرون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين وأقل منذ لك مثل حمد جميع الحامدين وتوحيد أصناف الموحدين والمخلصين وتقديس أجناس العارفين وثناء جميع المهللين والمصلين والمسبحين ومثل ما أنت به عالم وأنت محمود ومحبوب ومحجوب من جميع خلقك كلهم من الحيوانات والبرايا والأنام."
الرجل هنا يتكلم كلمات الصوفية العارفين والمهللين وقطعا هؤلاء لم يكونوا فى أيام على حتى يتم استعمال تعبيراتهم
ونلاحظ التناقض بين قوله" ومحجوب من جميع خلقك كلهم من الحيوانات والبرايا والأنام" الذى يعنى أنه يراه ثلاث وبين أنه خفى لا يرى فى قول سابق وهو" ولا ينتهي إليك بصر ناظر في مجد جبروتك"
ثم قال :
"إلهي أسألك بمسائلك وأرغب إليك بك في بركات ما أنطقتني به من حمدك ووفقتني له من شكرك وتمجيدي لك فما أيسر ما كلفتني به من حقك وأعظم ما وعدتني به من نعمائك ومزيد الخير على شكرك إبتدأتني بالنعم فضلا وطولا وأمرتني بالشكر حقا وعدلا ووعدتني عليه أضعافا ومزيدا وأعطيتني من رزقك واسعا كثيرا إختيارا ورضا وسألتني عنه شكرا يسيرا، لك الحمد اللهم علي إذ نجيتني وعافيتني برحمتك من جهد البلاء ودرك الشقاء ولم تسلمني لسوء قضائك وبلائك وجعلت ملبسي العافية وأوليتنني البسطة والرخاء وشرعت لي أيسر القصد وضاعفت لي أشرف الفضل مع ما عبدتني به من المحجة الشريفة وبشرتني به من الدرجة العالية الرفيعة وإصطفيتني بأعظم النبيين دعوة وأفضلهم شفاعة وأرفعهم درجة وأقربهم منزلة وأوضحهم حجة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وأصحابه الطيبين الطاهرين (صمدية 3)."
الخطأ فى الفقرة السابقة تفضيل على لرسول على بقية الرسل(ص) مخالفا قوله تعالى على لسان المسلمين:
"لا نفرق بين أحد من رسله"
ثم قال :
"اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد واغفر لي ولأهلي ولإخواني كلهم ما لا يسعه الا مغفرتك ولا يمحقه الا عفوك ولا يكفره إلا تجاوزك وفضلك وهب لي في يومي هذا وليلتي هذه وساعتي هذه وشهري هذا وسنتي هذه يقينا صادقا يهون علي مصائب الدنيا والآخرة وأحزانهما ويشوقني إليك ويرغبني فيما عندك واكتب لي عندك المغفرة وبلغني الكرامة من عندك وأوزعني شكر ما أنعمت به علي فإنك أنت الله الذي لا إله الا أنت الواحد الأحد الرفيع البديع المبدئ المعيد السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع ولا عن قضائك ممتنع وأشهد أنك ربي ورب كل شيء فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة العلي الكبير المتعال (صمدية 3) اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد والشكر على نعمك وأسألك حسن عبادتك وأسألك من خير كل ما تعلم وأعوذ بك من شر كل ما تعلم واستغفرك من شر كل ما تعلم إنك أنت علام الغيوب وأسألك لي ولأهلي ولإخواني كلهم أمنا وأعوذ بك من جور كل جائر ومكر كل ماكر وظلم كل ظالم وسحر كل ساحر وبغي كل باغ وحسد كل حاسد وغدر كل غادر وكيد كل كايد وعداوة كل عدو وطعن كل طاعن وقدح كل قادح وحيل كل متحيل وشماتة كل شامت وكشح كل كاشح.
اللهم بك أصول على الأعداء والقرناء وإياك أرجو ولاية الأحباء والأولياء والقرباء فلك الحمد على ما لا أستطيع إحصاءه ولا تعديده من عوائد فضلك وعوارف رزقك وألوان ما أوليتني به من إرفادك وكرمك فإنك أنت الله الذي لا إله الا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالجود يدك لا تضاد في حكمك ولا تنازع في أمرك وسلطانك وملكك ولا تشارك في ربوبيتك ولا تزاحم في خليقتك تملك من الأنام ما تشاء ولا يملكون منك لا ما تريد اللهم أنت الله المنعم المتفضل القادر المقتدر القاهر المقدس بالمجد في نور القدس ترديت بالمجد والبهاء وتعظمت بالعزة والعلاء وتأزرت بالعظمة والكبرياء (صمدية 3)
وتغشيت بالنور والضياء وتجللت بالمهابة والبهاء لك المن القديم والسلطان الشامخ والملك الباذخ والجود الواسع والقدرة الكاملة والحكمة البالغة والعزة الشاملة فلك الحمد على ما جعلتني من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهو أفضل بني آدم عليه السلام الذين كرمتهم وحملتهم في البر والبحر ورزقتهم من الطيبات وفضلتهم على كثير من خلقك تفضيلا "
وتكرر نفس الخطأ وهو تفضيل الرسول(ص) على باقى الرسل ووصف محمد(ص) بالسيادة مع كونه أخوه وابن عمه كما هو معروف وهو ما يخالف كون المؤمنين ليس فيهم سيد لكونهم اخوة كما قال :
" إنما المؤمنون إخوة"
ثم قال :
"وخلقتني سميعا بصيرا صحيحا سويا سالما معافى ولم تشغلني بنقصان في بدني عن طاعتك ولا بآفة في جوارحي ولا عاهة في نفسي ولا في عقلي ولم تمنعني كرامتك إياي وحسن صنيعك عندي وفضل منائحك لدي ونعمائك علي أنت الذي أوسعت علي في الدنيا رزقا وفضلتني علي كثير من أهلها تفضيلا فجعلت لي سمعا يسمع آياتك وعقلا يفهم إيمانك وبصرا يرى قدرتك وفؤادا يعرف عظمتك وقلبا يعتقد توحيدك فإني لفضلك علي شاهد حامد شاكر ولك نفسي شاكرة وبحقك علي شاهدة وأشهد أنك حي قبل كل حي وحي بعد كل حي و حي بعد كل ميت وحي لم ترث الحياة من حي ولم تقطع خيرك عني في كل وقت ولم تقطع رجائي ولم تنزل بي عقوبات النقم ولم تغير علي وثائق النعم ولم تمنع عني دقائق العصم فلو لم أذكر من إحسانك وإنعامك علي الا عفوك عني والتوفيق لي والإستجابة لدعائي حين رفعت صوتي بدعائك وتحميدك وتوحيدك وتمجيدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك وإلا في تقديرك خلقي حين صورتني فأحسنت صورتي وإلا في قسمة الأرزاق حين قدرتها لي لكان في ذلك ما يشغل فكري عن جهدي فكيف إذا فكرت في النعم العظام التي أتقلب فيها ولا أبلغ شكر شئ منها فلك الحمد عدد ما حفظه علمك وجرى به قلمك ونفذ به حكمك في خلقك وعدد ما وسعته رحمتك من جميع خلقك وعدد ما أحاطت به قدرتك وأضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك. "
وكرر أخطاء سبق تناولها كاستجابة كل أدعيته ونجد الكلام فى الفقرة السابقة ليس كلام عهد النبوة (ص) ,غنما كلام من خاضوا فيما سموه علم الكلام
ثم قال :
"اللهم إني مقر بنعمتك علي فتمم إحسانك إلي فيما بقي من عمري بأعظم وأتم وأكمل وأحسن مما أحسنت إلي فيما مضى منه برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بتوحيدك وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتسبيحك وكمالك وتدبيرك وتعظيمك وتقديسك ونورك ورأفتك ورحمتك وعلمك وحلمك وعلوك ووقارك وفضلك وجلالك ومنك وكمالك وكبريائك وسلطانك وقدرتك وإحسانك وامتنانك وجمالك وبهائك وبرهانك وغفرانك ونبيك ووليك وعترته الطاهرين أن تصلي على سيدنا محمد وعلى سائر إخوانه الأنبياء والمرسلين وأن لا تحرمني رفدك وفضلك وجمالك وجلالك وفوائد كرامتك فإنه لا تعتريك لكثرة ما قد نشرت من العطايا عوائق البخل ولا ينقص جودك التقصير في شكر نعمتك ولا تنفد خزائنك مواهبك المتسعة ولا تؤثر في جودك العظيم منحك الفائقة الجليلة الجميلة الأصيلة ولا تخاف ضيم إملاق فتكدي ولا يلحقك خوف عدم فينقص من جودك فيض فضلك إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير."
والفقرة هى تعبيرات لا تقال إلا فى كتب الصوفية الجلال والكمال والبهاء ثم قال :
"اللهم ارزقني قلبا خاشعا خاضعا ضارعا وعينا باكية وبدنا صحيحا صابرا ويقينا صادقا بالحق صادعا وتوبة نصوحا ولسانا ذاكرا وحامدا وإيمانا صحيحا ورزقا حلالا طيبا واسعا وعلما نافعا وولدا صالحا وصاحبا موافقا وسنا طويلا في الخير مشتغلا بالعبادة الخالصة وخلقا حسنا وعملا صالحا متقبلا وتوبة مقبولة ودرجة رفيعة وامرأة مؤمنة طائعة "
طلب على زوجة هنا يبين أن الدعاء موضوع فإما أنه لم يتزوج فاطمة وإما أنه وقت الدعاء لم يكن قد تزوج وهو ما يتنافى مع وجود أعداء له وهذه العداوة لم تكن موجودة إلا بعد الخلافة كما هو معروف كما فى كتب التاريخ عند الفرق كلها
ثم قال :
"اللهم لا تنسني ذكرك ولا تولني غيرك ولا تؤمني مكرك ولا تكشف عني سترك ولا تقنطني من رحمتك ولا تبعدني من كنفك وجوارك وأعذني من سخطك وغضبك ولا تؤيسني من رحمتك وروحك وكن لي ولأهلي ولإخواني كلهم أنيسا من كل روعة وخوف وخشية ووحشة وغربة واعصمني من كل هلكة ونجني من كل بلية وآفة وعاهة وغصة ومحنة وزلزلة وشدة وإهانة وذلة وغلبة وقلة وجوع وعطش وفقر وفاقة وضيق وفتنة ووباء وبلاء وغرق وحرق وبرق وسرق وحر وبرد ونهب وغي وضلال وضالة وهامة وزلل وخطايا وهم وغم ومسخ وخسف وقذف وخلة وعلة ومرض وجنون وجذام وبرص وفالج وباسور وسلس ونقص وهلكة وفضيحة وقبيحة في الدارين إنك لا تخلف الميعاد.
اللهم ارفعني ولا تضعني وادفع عني ولا تدفعني وأعطني ولا تحرمني وزدني ولا تنقصني وارحمني ولا تعذبني وفرج همي واكشف غمي وأهلك عدوي وانصرني ولا تخذلني وأكرمني ولا تهني واسترني ولا تفضحني وآثرني ولا تؤثر علي وإحفظني ولا تضيعني فإنك على كل شئ قدير (يا أقدر القادرين ويا أسرع الحاسبين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم أجمعين يا ذا الجلال والإكرام، ثلاثا) اللهم أنت أمرتنا بدعائك ووعدتنا بإجابتك وقد دعوناك كما أمرتنا فأجبناكما وعدتنا يا ذا الجلال والإكرام إنك لا تخلف الميعاد اللهم ما قدرت لي من خير وشرعت فيه بتوفيقك وتيسيرك فتممه لي بأحسن الوجوه كلها وأصوبها وأصفاها فإنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير نعم المولى ونعم النصير وما قدرت لي من شر وتحذرني منه فاصرفه عني يا حي يا قيوم يا من قامت السماوات والأرض بأمره يا من يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه يا من أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون (سبحان الله القادر القاهر القوي العزيز الجبار الحي القيوم بلا معين ولا ظهير، برحمتك أستغيث، ثلاثا) (اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد مني وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثلاثا) والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه الطيبين الطاهرين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا أثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين وحسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين وصلى لله على سيدنا محمد وعلى آله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين"
ورأى فى هذا الدعاء هو أنه مكتوب فى عصر متأخر طغى فيه التصوف والكتابة السجعية ولا يمكن أن يكون على قد قاله لأن هذا الطول إنما من باب التقعر خاصة أن الكثير من فقراته الطلبات فيه واحدة وإنما من يدعو بقلب خالص لا يقول إلا جمل معدودة يكررها لا يمكن أن تتعدى نصف صفحة وأما هذه الأدعية الطويلة التى الغرض منها عند الصوفية وغيرهم هو تضييع أوقات المسلمين فى غير طاعة الله وشغلهم بما يسمى الذكر الكلامى الذى ليس له وجود فى الإسلام إلا ذكر الله فى الصلاة وهو قراءة القرآن وليس شىء أخر
اجمالي القراءات
10079