لا خير فى مصر وهى محكومة بالعسكر والأزهر .

آحمد صبحي منصور Ýí 2022-02-15




لا خير فى مصر وهى محكومة بالعسكر والأزهر .
مقدمة
جاء هذا السؤال : ( انت فى وادى والناس فى وادى ، هذا رايى بعد ان شاهدت حوارك عن سيد القمنى . المجتمع المصرى ضيّع القيم الاجتماعية الجميلة مثل الترحم على الموتى مهما كان الخلاف معهم ، ويقولون ( اذكروا محاسن موتاكم ) الغريب إن نوال السعداوى ووحيد حامد وسيد القمنى عاشوا طويلا ، ومع هذا تجد المتدينين يشمتون فى موتهم لأنهم كفار . واسمح لى أن أقول انهم سيشمتون أيضا فى موتك . القضية الأساسية ان المسلمين لا يعرفون سماحة الاسلام . أتمنى لو تكتب اكثر فى هذا . الناس محتاجة تفهم ..... ). وأقول :
المزيد مثل هذا المقال :

أولا :
1 ـ كتبت كثيرا فى هذا وأنا فى مصر . وما كتبته منشور فى موقعنا ، ومنه بحث عن حرية الرأى فى الاسلام ، وكان فى الأصل بحثا فى ندوة فى مؤتمر للمنظمة المصرية لحقوق الانسان فى أوائل التسعينيات . ثم فى أمريكا قدمت بحثا كبيرا فى المركز الأمريكى للحرية الدينية عن حرية الدين فى الاسلام وكيف صودرت ، والبحث منشور فى موقعنا فى القسم الانجليزى .
Religious freedom between Islam and fanatic Muslims
By Dr. Ahmed Subhy Mansour
USCIRF Fellow (2009-2010)
https://ahl-alquran.com/arabic/book_main.php?main_id=75
2 ـ لمجرد الوعظ والتذكير نستشهد بالآيات الكريمة التالية.
قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ) (83) البقرة )، هذا لكل الناس ، نقول لهم حُسنا .
2 / 2 : ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت ). هذا فى أدب الدعوة الى الاسلام أن ترد السيئة ليس بالسيئة ، وليس بالحسنة وليس بالحسنى ولكن ترد بالتى هى أحسن بحيث تُجبر عدوك أن يتحرّج من أدبك ويتصرف كأنه ولى حميم .
2 / 3 : ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) الانعام ). أى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة دون سبّ للمختلف معك فى الدين . قال جل وعلا : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) النحل) مع التمسك بالصبر : ( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) النحل )
3 ـ إن الله جل وعلا هو الذى سيفصل ويحكم بين الناس فى إختلافاتهم الدينية يوم الدين ، وهذا تؤكده آيات قرآنية كثيرة ، ومنها آيات فيها تقرير حريتهم الدينية ، أى أن يعملوا ويقولوا ما يشاءون ، وهم عن ذلك مسئولون أمام رب العالمين . قال جل وعلا :
3 / 1 : ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) الانعام )
3 / 2 : ( وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) هود)
3 / 3 ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40) الزمر ) ومهم جدا تدبر الآية التالية فى حرية الدين : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) الزمر )
4 ـ واضح من الآية الكريمة السابقة أن الله جل وعلا لم يجعل سُلطة للنبى على الكافرين إذ خلق الناس أحرارا ومسئولين عن إختياراتهم الدينية يوم الدين ، هم لن يهربوا من الموت ولا من البعث ولا من العرض أمام الرحمن جل وعلا ، ولن يهربوا من الحساب ، لذا فعلى النبى وعلى دُعاة الحق مجرد التذكير بالحق . قال جل وعلا للنبى محمد عليه السلام : ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية )
5 ـ وقد توعّد الله جل وعلا من يلحد فى آياته ، وأنه يعلمهم ، وأنه جل وعلا يترك لهم الحرية فى الالحاد كيف شاءوا . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) فصلت ).
6 ـ الداعية للحق حين يتذكر العذاب الذى ينتظر الكافرين بالقرآن الكريم لا يملك إلا أن يصفح عنهم صفحا جميلا ، وهذا أمر إلاهى للنبى محمد عليه السلام . قال له ربه جل وعلا : ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) الحجر ). ليس مجرد الصفح بل الصفح الجميل .
7 ـ وحين شكى النبى محمد عليه السلام من كفر قومه أمره ربه جل وعلا بالصفح عنهم وأن يقول لهم سلاما فسوف يعلمون الحق يوم القيامة حين يرون العذاب : ( وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89) الزخرف )
8 ـ وحتى لا يتصور أحدهم أنه خطاب خاص بالنبى فإنه نفس الأمر للذين أمنوا . إذ أمر الله جل وعلا رسوله أن يقول هذا للمؤمنين . إقرأ قوله جل وعلا : ( قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15) الجاثية ).
9 ـ شيوخ الأزهر يكفرون بالقرآن الكريم . هذه حقيقة لا جدال فيها .
9 ـ بالمصادفة : تكلمت فى برنامج إسألوا أحمد صبحى عن عذاب أهل النار . ونشرتها أمس بتاريخ 14 فبراير 2022 . حين تشاهد هذه الحلقة ستشعر بالاشفاق على من يُلحد ومن يكفر. وهذا رابط الحلقة :
https://www.youtube.com/watch?v=ApNK-KYfJls
ثانيا :
1 ـ من يهاجم الاسلام تربى ونشأ على أن ما يقوله الأزهر هو الاسلام ، وأن ما تقوله داعش هو الاسلام ، وأن ما نشرته فتوحات العرب من عهد الخلفاء الفاسقين هو الاسلام ، وأن ما يريد تطبيقه الاخوان ( المسلمون ) هو شريعة الاسلام . ثم رأوهم يضطهدوننا لأننا نظهر حقائق الاسلام المجهولة المنسية . تربوا فى ظل جبل راسخ من البهتان يقف زاعما أنه الاسلام ، بينما هو الذى يشوّه الاسلام . هم يصدقون أجهزة الاعلام والأزهر وما تعلموه فى المدارس . رأوا فى كل هذا شراّ وظلما ، وكرهوه ، وتوجهوا بهذه الكراهية الى هذا ( الاسلام ) الذى تتمسك به الدولة وأزهرها وأجهزتها ، كيف لا وهذه الدولة تطاردنا بتهمة إزدراء الدين ، أى نحن خارجون عن الدين ونزدرى الدين . والدين المقصود هو الاسلام .
2 ـ لهذا لم أتجاوز الحقيقة حين كتبت أن قٌلامة ظفر سيد القمنى افضل من كل الشيوخ . فعلى الأقل فإن سيد القمنى مفكر عاش مريضا فقيرا شريفا ، وقد عرفته سمحا كريم الخلق مُسالما ، أى يشاركنى فى الاسلام السلوكى بمعنى السلام . هم يصدون عن سبيل الله من آمن يبغونها عوجا بينما سيد القمنى ومن على دينه يؤمن بحرية الدين وحرية الفكر مثلنا وحرية الاختلاف . هم يؤمنون بقتل المرتد وقتل تارك الصلاة وقتل المفارق لدينه الخارج عن جماعتهم . إذا كان الله جل وعلا يغفر فهم لا يغفرون ، وإذا كان الله جل يصفح فهم لا يصفحون ، وإذا كان الله جل وعلا يسمح بحرية الدين فهم لا يسمحون ، وإذا كان الله جل وعلا قد جعل للدين يوما هو اليوم الآخر فهم قد جعلوا هذه الدنيا يوما يتحكمون فيه فى الناس . من يكفر بهم يضطهدونه فى الدنيا ويحكمون بخلوده فى جهنم ، لأنهم يزعمون أن الله جل وعلا أعطاهم توكيلا وتخويلا بالتحكم فى الناس . وهم يعيبون على الدولة أنها لا تطبق شريعتهم فى قتل من يخالفهم فى الدين .
ثالثا :
1 ـ الاسلام القرآنى قام النبى محمد عليه السلام بتطبيقه فى دولته الاسلامية التى لم تتكرر بعده ، إذا دمرها الخلفاء الفاسقون بالفتوحات التى نشرت الكفر بالاسلام ، والتى أسّست الأديان الأرضية ، والتى بقى منها ثلاثة : السُّنّة والتشيع والتصوف . وفى داخل كل منها مذاهب ( للسنة ) وطوائف ( للتشيع ) وطُرُق ( فى التصوف ). ( التشيع ) هو الأكثر دهاء ، يكون مسالما متآمرا وهو فى خندق المقاومة ، فإذا وصل للسلطة كشّر عن أنيابه . دين التصوف مُتخم بالخرافات ، ولكنه أقرب للسلام والحرية الدينية . دين السُّنّة هو دين التعصب والعنف والاكراه فى الدين وسفك الدماء . داخل هذا الدين تجد ( المذهب الحنبلى ) هو الأكثر تعصبا ودموية ، ولنا كتاب عن الحنبلية وكيف دمّرت العراق فى العصر العباسى الثانى . وفى داخل الحنبلية يوجد تيار أكثر تطرفا ، وهو التيار التيمى الذى أسسه ابن تيمية فى العصر المملوكى ، وفيه يطارد الجميع بفتاوى القتل حتى من كان مثله واختلف معه . وفى شريعته فإن الزنديق ( أى السنى المخالف له ) يجب قتله دون استتابه ، ويجب قتله وإن تاب ، ويجب قتله دون محاكمة . فى داخل التيار التيمى ظهرت الوهابية أكثر تشددا وتطرفا ودموية . وبالدولة السعودية الوهابية الأولى ( 1745 : 1818 ) انتشرت حمامات الدم بين الجزيرة العربية والعراق والشام حتى قضى عليها محمد على باشا . ثم ساعد الوالى عباس فى تأسيس الدولة الوهابية الثانية ، وتخلّت عنها مصر فسقطت . وهرب آخر حكامها الى الكويت ، ومنها عاد الشاب عبد العزيز فاستعاد الرياض وبدأ فى تكوين دولته مستعينا بأتباعه من الأعراب الوهابيين المعروفين بلقب ( الاخوان ) . وتصارع معهم بعد فتح الحجاز ، وتخلص منهم فى موقعة السبلة 1930 ، ولكنه قبلها كان قد اسس بديلا لهم فى مصر هم ( الاخوان المسلمون ) ، والذين تحالفوا مع انقلاب يولية عام 1952 . ومن وقتها صارت مصر فريسة للصراع بين العسكر والاخوان ، وهو صراع ينهزم فيه الاخوان سياسيا ولكن تتأكّد فيه ثقافتهم الدينية الوهابية ، مع وجود الأزهر حارسا للدين السنى .
2 ـ هذا المناخ وقف ضده ( أهل القرآن ) يواجهونه بحقائق الاسلام المنسية ، كما وقف ضده مفكرون علمانيون أهمهم د فرج فودة ود حسن حنفى ود رفعت السعيد وحسين أحمد أمين ومحمد سعيد العشماوى وخليل عبد الكريم ثم سيد القمنى . لم تتعرض لهم الدولة المصرية بالسوء ، ولكن طاردت أهل القرآن بموجات السجن عام 1987 ، 2000 : 2001 ، 2007 ، 2009 ، ومن 2021 وحتى الآن . العجيب أن العسكر كان يخصص حراسة لفرج فودة و القمنى ، ويضعنى فى السجن واسير الملاحقات الأمنية حتى كنت أعيش فى مصر أحمل مصريتى عارا فوق جبهتى .
3 ـ أما عن شماتتهم المتوقعة فى موتى وقد بلغت من العمر عتيا ، فسأكون أكثر فرحا منهم بموتى ، فالموت راحة لى لسببين : أن أغادر هذا الزمن الردىء بعسكره وأزهره ، ثم ــ وهذا هو الأهم ــ أننى أرجو لقاء الله جل وعلا يوم ( التغابن ) أى رفع الغبن والظلم عن المظاليم .
أخيرا
لا خير فى مصر وهى محكومة بالعسكر والأزهر .
اجمالي القراءات 3174

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5123
اجمالي القراءات : 57,054,654
تعليقات له : 5,452
تعليقات عليه : 14,828
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي