نقد كتاب فوائد حديث أبي عمير

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2020-03-13


نقد كتاب فوائد حديث أبي عمير
المؤلف: أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بـ ابن القاصِّ (المتوفى: 335هـ)
موضوع الكتاب كما قال المؤلف:
" وأما قصة أبي عمير فأنا ذاكرها بروايتها وملطف القول في تخريج ما فيها من وجوه الفقه والسنة وفنون الفائدة والحكمة؛ ليعلم الزاري على أهل الحديث به أنهم بالمدح به أولى وأن السكوت كان به أحرى وذلك أن فيه ستين وجها من الفقه وسنأتي إن شاء الله وبعون الله وتوفيقه على بيان ذلك وتفصيله"


وقد ذكر المؤلف روايات الحديث فقال :
1 - أخبرنا أبو خليفة بن الحباب الجمحي نا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بن مالك أن النبي (ص)قال لأخ له صغير: «يا أبا عمير ما فعل النغير»
2 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وأبو يعلى أحمد بن علي الموصلي قالا: ثنا محمد بن عمرو بن جبلة البصري ثنا محمد بن مروان عن هشام عن محمد عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (ص)يغشانا ويخالطنا فكان معنا صبي يقال له أبو عمير فقال: «يا أبا عمير ما فعل النغير»
3 - حدثنا عبد الله بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن شعبة عن أبي التياح الضبعي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان رسول الله (ص)يخالطنا ونضحنا له بساطا لنا فصلى عليه وكان يقول لأخ لي: «يا أبا عمير ما فعل النغير»
4 - حدثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني نا مروان بن معاوية الفزاري عن حميد عن أنس بن مالك قال: كان بني لأبي طلحة يكنى أبا عمير وكان النبي (ص)إذا جاء إلى أم سليم مازحه فدخل فرآه حزينا فقال: «ما بال أبي عمير حزينا؟» فقالوا: مات يا رسول الله نغيره الذي كان يلعب به فجعل رسول الله (ص)يقول: «أبا عمير ما فعل النغير؟» قال أنس: وما مسست شيئا قط - خزة ولا حريرة - ألين من كف رسول الله (ص)"
5 - حدثنا أحمد بن علي الموصلي نا وهب بن بقية ثنا خالد بن عبد الله عن حميد عن أنس بن مالك: «أن النبي (ص)كان يأتي أم سليم وكان إذا مشى يتوكأ فكان ينام على فراشها» - ثم ذكر الحديث بطوله "
المفترض فيمن يدرس حديث ما أن يبحث فيه من كل الجوانب وفى رواية أبو عمير نجد التالى :
فى المعروف تاريخيا نجد لأبى طلحة ولد واحد هو عبد الله ولا يوجد ابن أخر اسمه أبو عمير
أن المتكلم وصفه مرة بأنه أخيه ومرة بأنه أحد أبناء أبو طلحة ومرة بأنه صبى معهم وهو يعتبر أمر متناقض
هناك روايات تحرم اتخاذ الطيور والحيوانات كألعاب أو أهداف
القرآن اعتبر فائدة الطيور هى الأكل فى قوله تعالى "ولحم طير مما يشتهون"
أن حديث صلاة النبى (ص)على بساط أم سليم كان قبل زواجها بأبى طلحة حيث لم يذكر فى أى رواية من روايات تلك الحديث حيث صف أنس ويتيم والمرأة خلفه فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال – في حديث طويل -: " فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا ، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ " رواه البخاري ومسلم
ووصف أبو عمير باليتيم يعنى أنه ليس ابن أبى طلحة لأن أبى طلحة مات فى خلافة عثمان تاريخيا ومن ثم يكون أخيه من أمه وأبيه
ونجد أيضا مسألة مثيرة للريبة وهو دخول النبى(ص) على أم سليم البيت مرات كثيرة ونومه على فراشها وهو أمر لم يحدث كما تروى الروايات خاصة أنها كانت امرأة شابة بعد وفاة أبو أنس بدليل زواجها من أبى طلحة وإنجابها عبد الله ومن ثم فالروايات كلها متناقضة ولا يمكن إثبات شىء منها خاصة أن هذه الرواية تبيح محرما وهو اللعب بالطائر الصغير من قبل غير عاقل قد يعذبه أو يقتله
الجنونى استنباط 60 فائدة من رواية لا تتجاوز أربعة أسطر وقد ذكرها كالتالى :
"قال أبو العباس: وفيما روينا من قصة أبي عمير ستون وجها من الفقه والسنة وفنون الفائدة والحكمة فمن ذلك:
1-أن سنة الماشي أن لا يتبختر في مشيته ولا يتبطأ فيه فإنه (ص)كان إذا مشى توكأ كأنما ينحدر من صبب "
لا يمكن استنباط سنة الماشى من الرواية فالرواية تذكر التوكأ وهو الاستناد على عصا كما فى قوله تعالى على لسان موسى(ص)" أتوكأ عليها"
2-ومنها أن الزيارة سنة
3-ومنها الرخصة للرجال في زيارة النساء غير ذوات المحارم "
الرخصة هنا تناقض حديث أخر يحرم الدخول على النساء غير ذوات المحارم "إياكم والدخول على النساء"، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت» (رواه البخاري: [5232]، ومسلم )2172(
4-ومنها زيارة الحاكم الرعية
5-ومنها أنه إذا خص الحاكم بالزيارة والمخالطة بعض الرعية دون بعض فليس ذلك بميل وقد كان بعض أهل العلم يكره للحكام ذلك"
المفترض فى المخصوصين بالزيارة أن يكونوا أقارب أو أصدقاء أو جيران والحاكم أساسا لا يكون لدبيه وفت فراغ للزيارات إلا نادرا لأنه كنبى(ص) حاكم وقاضى ومعلم وداعية وقائد عسكرى ومحتسب فضلا عن كونه زوج وأب فهو لا يملك وقتا للزيارات إلا نادرا
6 - وإذا ثبت ما وصفنا كان فيه وجه من تواضع الحاكم للرعية
7 - وفيه دليل على كراهية الحجاب للحكام"
أين الدليل فى نص الحديث ؟ وهناك حديث أخر وهو حديث التبشير بالجنة فكان أحد الصحابة بوابا يأذن للناس بالدخول "أخبرني أبو موسى الأشعري أنه توضأ في بيته ثم خرج فقلت لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا قال فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا خرج ووجه ها هنا فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب فقلت لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت من هذا فقال أبو بكر فقلت على رسلك ثم ذهبت فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة"رواه البخارى
8 - وفيه أن الحاكم يجوز له أن يسير وحده
9 - وأن أصحاب المقارع بين يدي الحكام والأمراء محدثة مكروهة؛ لما روي في الخبر: رأيت النبي (ص)بمنى على ناقة له لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك"
لا يوجد فى الحديث كلمة تشير لهذا الكلام
10 - وفي قوله: «يغشانا» ما يدل على كثرة زيارته لهم
11 - وأن كثرة الزيارة لا تخلق الحب والمودة ولا تنقصها إذا لم يكن معها طمع"
لا دليل من الرواية على هذا الكلام
12 - وأن قوله عليه السلام لأبي هريرة: «زر غبا تزدد حبا» كما قاله بعض أهل العلم؛ لما رأى في زيارته من الطمع؛ لما كان بأبي هريرة من الفقر والحاجة حتى دعا له النبي (ص)في مزودة وكان لا يدخل يده فيها إلا أخذ حاجته فحصلت له الزيارة دون الطمع"
لا علاقة لهذا الكلام بحديث أبو عمير
13 - وفي قوله: «يخالطنا» ما يدل على الألفة بخلاف النفور وذلك من صفة المؤمن كما روي في بعض الأخبار «المؤمن ألوف والمنافق نفور»
استعمل الرجل مرة يغشانا فدلت على شىء ومرة استعمل يخالطنا فدلت على معنى أخر وبالقطع المتحدث عنى شيئا واحدا إن كانت الرواية حدثت
14 - ومنها أن ما روي في الخبر: «فر من الناس فرارك من الأسد» إذا كانت في لقيهم مضرة لا على العموم فأما إذا كانت فيه للمسلمين ألفة ومودة فالمخالطة أولى"
لا علافة لهذا الكلام بالرواية
15 - وفيه دلالة على الفرق بين شباب النساء وعجائزهن في المعاشرة إذ اعتذر النبي (ص) إلى من رآه واقفا مع صفية ولم يعتذر من زيارته أم سليم بل كان يغشاهم الكثير"
كيف تكون المرأة عجوزا وقد تزوجت أبو طلحة فيما بعد وأنجبت ؟
16 - وفي قوله: «ما مسست شيئا قط ألين من كف رسول الله (ص)» ما يدل على مصافحته وإذا ثبتت المصافحة دل على تسليم الزائر إذا دخل"
17 - ودل على مصافحته"
16و17 تكرر المعنى فهما واحد
18 - ودل على أن يصافح الرجل دون المرأة؛ لأنه لم يقل: فما مسسنا وإنما قال: ما مسست وكذلك كانت سنته (ص)في التسليم على النساء ومبايعته إنما كان يصافح الرجال دونهن"
لا يوجد دليل على هذا المعنى من الرواية وهو تحريم لما احل الله فملامسة النساء بالمصافحة أو غيرها من غير أعمال الجماع ينقض الوضوء كما قال تعالى "أو لا مستم النساء"
19 - وفي لين كفه ما يدل على أنه لا ينبغي أن يتعمد المصلي إلى شدة الاعتماد على اليدين في السجود كما اختار ذلك بعضهم؛ لما وجده في صفة النبي (ص)أنه كان شثن الكفين والقدمين فقال: ينبغي أن يتعمد إلى شدة الاعتماد على اليدين في السجود ليؤثر على يديه دون جبهته"
لا علاقة للصلاة بلين الكف والرجل لا يوصف باللين فى الكف إلا إذا كان مرفها مترفا والنبى(ص) كان يعمل بيديه كما فى بناء المسجد وكما فى حفر الخندق كما تقول الروايات
20 - وفيه ما يدل على الاختيار للزائر إذا دخل على المزور أن يصلي في بيته كما صلى النبي (ص)"
ليس للزائر الإختيار وإنما الاختيار لأهل البيت فهم من يطلبون منه إمامتهم غةى الصلاة كما فى رواية" لا تَؤُمَّنَّ الرَّجُلَ فِي أهْلِهِ وَلا فِي سُلْطَانِهِ، وَلا تَجْلِسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ، فِي بَيْتِهِ، إِلا أنْ يَأْذَنَ لَكَ، أَوْ بِإِذْنِهِ أخرجه مسلم."
21 - وفيه ما يدل على ما قاله بعض أهل العلم أن الاختيار في السنة الصلاة على البساط والجريد والحصير وقد قيل في بعض الأخبار: إنه كان حصيرا باليا وذلك أن بعض الناس كان يكره الصلاة على الحصير وينزع بقول الله تعالى {وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا}
22 - وفي نضحهم ذلك له وصلاته عليه مع علمه (ص)أن في البيت صبيا صغيرا دليل على أن السنة ترك التقزز
23 - ودليل على أن الأشياء على الطهارة حتى يعلم يقين النجاسة.
24 - وفي نضحهم البساط لصلاة رسول الله (ص)دليل على أن الاختيار للمصلي أن يقوم في صلاته على أروح الحال وأمكنها لا على أجهدها وأشدها؛ لئلا يشغله الجهد عما عليه من أدب الصلاة وخشوعها كما أمر الجائع أن يبدأ بالطعام قبل الصلاة خلاف ما زعم بعض المجتهدين إذ زعم أن الاختيار له أن يقوم على أجهد الحال كما سمع في بعض الأخبار أنهم لبسوا المسح إذا قاموا من الليل وقيدوا أقدامهم"
25 - وفي صلاته في بيتهم؛ ليأخذوا علمها دليل على جواز حمل العالم علمه إلى أهله إذا لم يكن فيه على العلم مذلة وأن ما روي في أن العلم يؤتى ولا يأتي إذا كانت فيه للعلم مذلة أو كان من المتعلم على العالم تطاول"
لا دليل على التعليم فالصلاة كان يصلونها قبل مجيئه البيت فكيف يكون قد علمهم شىء يعرفونه؟
26 - وفيه دلالة اختصاص لآل أبي طلحة إذ صلى رسول الله (ص)في بيتهم"
لم يكن أبو طلحة قد تزوج أم سليم بعد بدليل عدم وجوده فى البيت
27 - وأخذهم قبلة بيتهم بالنص عن رسول الله (ص)دون الدلائل والعلامات"
لا دليل من الروايات على هذا الكلام
28 - وفي قوله: وكان رسول الله (ص)إذا جاء مازحه ما يدل على أنه كان يمازحه كثيرا وإذا كان كذلك كان في ذلك شيئان
29 - أحدهما أن ممازحة الصبيان مباح
30 - والثاني أنها إباحة سنة لا إباحة رخصة؛ لأنها لو كانت إباحة رخصة لأشبه أن لا يكثرها كما قال في مسح الحصى للمصلي: «فإن كنت لا بد فاعلا فمرة» ؛ لأنها كانت رخصة لا سنة.
31 - وفيه إذ مازحه (ص)ما يدل على ترك التكبر والترفع
32 - وما يدل على حسن الخلق
33 - وفيه دليل على أنه يجوز أن يختلف حال المؤمن في المنزل من حاله إذا برز فيكون في المنزل أكثر مزاحا وإذا خرج أكثر سكينة ووقارا إلا من طريق الرياء كما روي في بعض الأخبار: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس إذا خلا بأهله وأزمتهم عند الناس"
كلام لا علاقة له بالروايات
34 - وإذا كان ذلك كما وصفنا ففيه دليل على أن ما روي في صفة المنافق أنه يخالف سره علانيته ليس على العموم وإنما هو على معنى الرياء والنفاق كما قال جل ثناؤه: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون} "
كلام بلا برهان عليه من الحديث
35 - وفي قوله: فرآه حزينا ما يدل على إثبات التفرس في الوجوه وقد احتج بهذا المعنى بعض أهل الفراسة بما يطول ذكره وأكره الإكثار إذ الغرض غيرهما"
لا دليل على التفرس المزعوم
36 - وفيه دليل على الاستدلال بالعبرة لأهلها إذ استدل (ص)بالحزن الظاهر في وجهه على الحزن الكامن في قلبه حتى حداه على سؤال حاله"
يناقض هذا الكلام ما جاء فى48 أن جزنه كان نوع من الدلال وليس الحزن الحقيقى
37 - وفي قوله: «ما بال أبي عمير؟» دليل على أن من السنة إذا رأيت أخاك أن تسأل عن حاله"
38 - وفيه دليل - كما قال بعض أهل العلم - على حسن الأدب بالسنة في تفريق اللفظ بين سؤالين فإذا سألت أخاك عن حاله قلت: ما لك؟ كما قال النبي (ص)في حديث أبي قتادة: «ما لك يا أبا قتادة؟» وإذا سألت غيره عن حاله قلت: «ما بال أبي فلان؟» كما قال النبي (ص)في هذا الحديث: «ما بال أبي عمير؟»
هذا خبل يخص اللغويين وليس الناس
39 - وفي سؤاله (ص)من سأل عن حال أبي عمير دليل على إثبات خبر الواحد"
لا دليل على هذا الاستنباط خاصة أن المرأة لم تنكر الخبر فدل على أنهما اثنين
40 - وفيه دليل على أنه يجوز أن يكنى من لم يولد له وقد كان عمر بن الخطاب يكره ذلك حتى أخبر به عن النبي (ص)"
كلام بلا دليل فالناس يسمون اولادهم بأم فلان وأبو فلان كما يحلو لهم
41 - وفي قوله: مات نغيره الذي كان يلعب به تركه النكير بعد ما سمع ذلك (ص)دليل على الرخصة في اللعب للصبيان"
42 - وفيه دليل على الرخصة للوالدين في تخلية الصبي وما يروم من اللعب إذا لم يكن من دواعي الفجور وقد كان بعض الصالحين يكره لوالديه أن يخلياه"
لا يوجد نص فى الرواية يدل على هذا الاستنباط
43 - وفيه دليل على أن إنفاق المال في ملاعب الصبيان ليس من أكل المال بالباطل إذا لم يكن من الملاهي المنهية"
كلام لا علاقة له بالرواية فلا دليل فيه على إنفاق مال
44 - وفيه دليل على إمساك الطير في القفص"
لا يوجد ذكر للقفص فى الروايات
45 - وقص جناح الطير؛ لمنعه من الطيران وذلك أنه لا يخلو من أن يكون النغيرة التي كان يلعب بها في قفص أو نحوه من شد رجل أو غيره أو أن تكون مقصوصة الجناح فأيهما كان المنصوص فالباقي قياس عليه؛ لأنه في معناه وقد كان بعض الصحابة يكره قص جناح الطائر وحبسه في القفص"
لا دليل على قص الجناح فى الرواية
46 - وفيه دليل على أن رجلا لو اصطاد صيدا خارج الحرم ثم أدخل الحرم لم يكن عليه إرساله وذلك لأن النبي (ص)حرم الاصطياد بين لابتي المدينة وأجاز لأبي عمير إمساكه فيها وكان ابن الزبير يفتي بإمساك ذلك ومن حجته فيه أن من اصطاد صيدا ثم أحرم وهو في يده فعليه إرساله فكذلك إذا اصطاد في الحل ثم أدخله الحرم وفرق الشافعي بين المسألتين كما وصفنا فقال: من اصطاد ثم أحرم والصيد في ملكه فعليه إرساله ومن اصطاده ثم أدخله الحرم فلا إرسال عليه."
كلام لا علاقة له بالصيد فالفرخ الصغير قد يكون مربى فى البيت وليس صيد
47 - وفي قوله: «ما فعل النغير؟» دليل على جواز تصغير الأسماء كما صغر النغيرة وكذلك المعنى في قوله كان ابن لأبي طلحة يكنى أبا عمير"
هذه فائدة تخص اللغة وليس الفقه والأحكام
48 - وكان النبي (ص)إذا مازحه بذلك يبكي أبو عمير ففي ذلك دليل أن قول النبي في حديث آخر: إذا بكى اليتيم اهتز العرش ليس على العموم في جميع بكائه وذلك أن بكاء الصبي على ضربين: أحدهما بكاء الدلال عند المزاح والملاطفة والآخر بكاء الحزن أو الخوف عند الظلم أو المنع عما به إليه الحاجة فإذا مازحت يتيما أو لاطفته فبكى فليس في ذلك إن شاء الله تعالى اهتزاز عرش الرحمن"
الاستدلال على كون بكاء الطفل دلال فى الرواية نوع من الخبل فالصغار يبكون بسبب عدم استفادتهم فى الرواية من الطائر الميت المتعلق به
49 - وقد زعم بعض الناس أن الحكيم لا يواجه بالخطاب غير العاقل وقال بعض أصحابنا: ليس كذلك بل صفة الحكيم في خطابه أن لا يضع الخطاب في غير موضعه وكان في هذا الحديث كذلك دليل ألا ترى أنه (ص)واجه الصغير بالخطاب عند المزاح فقال: «يا أبا عمير ما فعل النغير؟» ولم يواجهه بالسؤال عند العلم والإثبات بل خاطب غيره فقال: «ما بال أبي عمير؟»
ليست هذه بفائدة وإنما جدال بين الفقهاء
50 - وفيه دليل على أن للعاقل أن يعاشر الناس على قدر عقولهم ولا يحمل الناس كلهم على عقله"
كلام بلا دليل من نص الروايات
51 - وفي نومه (ص)عندهم دليل على أن عماد القسم بالليل وأن لا حرج على الرجل في أن يقيل بالنهار عند امرأة في غير يومها
52 - وفيه دليل على سنة القيلولة"
لا دليل من الروايات على كون الرجل صلى الظهر حتى يقيل
53 - وفيه دليل على خلاف ما زعم بعضهم في أدب الحكام أن نوم الحكام والأمراء في منزل الرعية ونحو ذلك من الأفعال دناءة تسقط مروءة الحاكم
54 - وفي نومه على فراشها دليل على خلاف قول من كره أن يجلس الرجل في مجلس امرأة ليست له بمحرم أو يلبس ثوبها وإن كان على تقطيع الرجال"
هذا الكلام يثير الشبهات وهو يعارض الرواية "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه"
55 - وفيه أنه يجوز أن يدخل المرء على امرأة في منزلها وزوجها غائب وإن لم تكن ذات محرم له"
يعارض هذا الكلام الرواية " لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما"
56 - وفي نضح البساط له ونومه على فراشها دليل على إكرام الزائر"
57 - وفيه أن التنعم الخفيف غير مخالف للسنة وأن قوله: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور» ليس على العموم إلا فيما عدا التنعم القليل"
لا يوجد أى كلمة تدل على التنعم
58 - وفيه دليل على أنه ليس بفرض على المزور أن يشيع الزائر إلى باب الدار كما أمر النبي (ص)بتشييع الضيف إلى باب الدار إذ لم يذكر في هذا الحديث تشييعهم له إلى الباب"
الحديث ليس فيه أى شىء عن الخروج ولا حتى الدخول
59 - وقد اختلف أهل العلم في تفسير ما ذكر من صفة النبي (ص)في حديث هند بن أبي هالة: كانوا إذا دخلوا عليه لا يفترقون إلا عن ذواق قال بعضهم أراد به الطعام وقال بعضهم: أراد به ذواق العلم ففي تفسير هذا الحديث الدليل على تأويل من تأوله على ذواق العلم إذ قد أذاقهم العلم ولم يذكر فيه ذواق الطعام"
لا دليل من الحديث على هذا الكلام وهو الذواق
60 - وكان من صفته (ص)أنه كان يواسي بين جلسائه حتى يأخذ منه كل بحظ وكذلك فعل رسول (ص)الله في دخوله على أم سليم صافح أنسا ومازح أبا عمير الصغير ونام على فراش أم سليم حتى نال الجميع من بركته (ص)"
الخطأ وجود بركة للنبى(ص) وهو ما يناقض وجود آيات أى معجزات فى عهده كما قال تعالى "وما معنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
61 - وإذ كان طلب العلم فريضة على كل مسلم فأقل ما في تحفظ طرقه أن يكون نافلة وفيه أن قوما أنكروا خبر الواحد ثم افترقوا فيه واختلفوا فقال بعضهم بجواز خبر الاثنين قياسا على الشاهدين وقال بعضهم بجواز خبر الثلاثة ونزع بقول الله جل ذكره: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين} وقال بعضهم بجواز خبر الأربعة قياسا على أعلى الشهادات وأكبرها وقال بعضهم بالشائع والمستفيض فكان في تحفظ طرق الأخبار ما يخرج به الخبر عن حد الواحد إلى حد الاثنين وخبر الثلاثة والأربعة ولعله يدخل في خبر الشائع المستفيض
62 - وفيه أن الخبر إذا كانت له طرق وطعن الطاعن على بعضها احتج الراوي بطريق آخر ولم يلزمه انقطاع ما وجد إلى طريق آخر سبيلا
63 - وفيه أن أهل الحديث لا يستغنون عن معرفة النقلة والرواة ومقدارهم في كثرة العلم والرواية ففي تحفظ طرق الأخبار ومعرفة من رواها وكم روى كل راو منهم ما يعلم به مقادير الرواة ومراتبهم في كثرة الرواية
64 - وفيه أنهم إذا استقصوا في معرفة طرق الخبر عرفوا به غلط الغالط إذا غلط وميزوا به كذب المدلس وتدليس المدلس
65 - وإذا لم يستقص المرء في طرقه واقتصر على طريق واحد كان أقل ما يلزمه إذا دلس عليه في الرواية أن يقول: لعله قد روي ولم أستقص فيه فرجع باللائمة والتقصير على نفسه والانقطاع وقد حل لخصمه فذلك كله ستون وجها من فنون الفقه والسنة والفوائد والحكمة"
إلى هنا65 وجه وهو ما يعنى أن الكتاب غيه زيادات اضيفت له وإن كان هذا غير حقيقى لأن من كتبوا تلك الكتاب يريدون إضلال الناس وجعلهم فى حيرة
66 - ثم نزيد على الستين أن مثل هذا الحديث فيه تثبيت الامتحان والتمييز بيننا وبين أمثالهم إذ لم يهتدوا إلى شيء من تخريج فقهه ويستخرج أحدنا منه - بعون الله وتوفيقه - كل هذه الوجوه وفي ذلك وجهان: أحدهما اجتهاد المستخرج في استنباطه والثاني تبيين فضيلته في الفقه والتخريج على أغياره والعين المستنبط منها عين واحدة ولكن من عجائب قدرة اللطيف في تدبير صنعه أن تسقى بماء واحد ويفضل بعضها على بعض في الأكل

اجمالي القراءات 3210

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2619
اجمالي القراءات : 20,810,254
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt